29

عند البارونية الشرقية في قلعة ليدورف تتسابق الخيول ذات الأحجام و الألوان المختلفة للدخول يقدونها فرسان الدوق ليودولف.


حيث ينزل أحدهم ما أن توقف فرسه بوجه منزعج فيحدثه احد الفرسان الذين كانو برفقته قائلا

"ماذا نفعل سيدي الان"

فيرجع شعره بإنزعاج صارا علي أسنانه بغضب قائلا

" فقط سنرسل فرقة أخرى للبحث الان و نرى ماذا سيكون قرار الدوق فيما بعد"


بعد ما حدث أصبح القصر الإمبراطور يعج بالكثير من الصخب حول ما يدور، و بعد مغادرة الدوق الي الشرق بعد سماعه لما حدث و عدم تحرك الإمبراطور بفعل شيء.


يقف إدوارد أمام نافذة مكتبه يقوم بتدليك الجبينة بسبب الصداع الذي يكاد يفجر رأسه، لتدخل عليه جانيت بإطلالة مشرقة و ابتسامة لطيفة لتقول

" عزيزي إد، تبدو في قمة انزعاجك"

يخرج إدوارد تنهيدة عميقة و من يقول بنبرة مجهدة

" الوقت ليس مناسب الان جانيت ارجوك غادري"

ترتسم علي وجه جانيت ملامح حزينة فتقول بنبرة منكسرة مترددة

" اعتذر علي ازعاجك إدوارد"


يخرج تنهيدة أخرى و من ثم يتحدث من بعد أن امسك يديها

" اسف جانيت، انا المخطئ"

يخرج تنهيدة أخرى و من بعدها يردف " انا منزعج جدا الأن لذلك ارجوك اعزريني الأن سأتحدث معك لاحقا حسنا"


فترسم بين شفتيها ابتسامة بسيطة عكس طبيعتها من ثم تقول

" انا اعلم ذلك، فأردت أن ابهجك قليلا، فلا تقلق سنجد الإمبراطورة عما قريب، و ستعود المياه لمجاريها، سأغادر الان "


فيقوم إدوارد بتقبيل جبينها و يرسم ابتسامة ودودة علي وجهها، و من ثم تغادر جانيت ليدخل سكرتير إدوارد بإطلالته الذكية يلقي نظرة جانبية علي جانيت من دون أن يقوم بتحيتها و من ثم يدخل.


فلطالما كان شخص ذا غرور بالرغم ما يظهر علي وجهه من هدوء و لطف و ذكاء كان ذا غرور تجاه أي شخص لا يستحق مكانه كان ذا عنصريه تجاه الناس الذين يتمركزون في مكان هنالك من هم أفضل منهم يستحقونه.


فقد كان نبيل مخلص تجاه العامة و كل شخص كادح يسعى للأفضل و لا يحب الاشخاص الكسالى الذين لا يعتمدون على نفسهم.


عندما كانت إيف غدوة له من حيث عبقريتها الكبيرة في كل النواحي فقد كان يحتقر جانيت لاحتلال مكان بجانب جانيت فليس هنالك مقارنة بينهما هذه اجتهد و هذه أتت عن طريق نبوءة و حتى الآن لم تقم بفعل يثبت استحقاقها للمنصب.



التقت عينا جانيت مع السكرتير فيرمقها بنظرة جانبية حادة و من ثم يمضي من دون أن يقوم بتحيتها لفترفق إمارات مبهمة علي وجهها فتتسائل عن سبب فعلته لهذا فبالرغم من كل شيء هم لا يعرفون بعضهم ليظهر لها هذه العدائية فتغادر متجاهلة هذا في الوقت الحالي.


" جيرال"


كان هذا نداء إدوارد لسكرتيره ما أن دخل للمكتب فيجيب جيرال بهدوء

" نعم جلالتك"

فيقول إدوارد و هو يجلس علي كرسي مكتبه " هل هنالك أخبار من الشرق"


" لا سيدي لا يوجد شيء"


ليقوم إدوارد بضرب طاولة مكتبه بقبضته و من ثم يقول


" ماذا بشأن البارون نيرفين ألم يعطك اي اخبار"


ليجيبه و هو يضع بعض اللفافات التي كان يحملها

" لقد ارفق البارون رسالة يقول فيها أنه سيساعد فرسان الدوق في البحث عنها "


تدخل حمامة زاجلة من خلال النافذة لتقف علي كتف إدوارد، فيوجه عينيه نحوها و يبتسم ابتسامة منكسرة فيوجه سبابته نحوها لتبسط قدمها و من ثم تتمسك بسبابته و تقف عليه


ليقوم بملاحظة تلك الرسالة المعلقة علي قدمها اليمنى فيقوم بفكها من قدمها. يقوم بفتحها ليجد انه كتب عليها

" لقد وجدنا أن الملكة قد تمت مهاجمتها من قبل المملكة الجنوبية و سترفقك رسالة كاملة من قصر الدوق عما قريب"


يتحدث جيرال بعد أن أنهى إدوارد قرأة الرسالة


" هل توصلو لشيء جلالتك"


يغمض إدوارد عينيه بينما يقوم بفك ربطة عنقه التي بدى انها تزعجه ليقول هي يصك علي أسنانه


" يبدو أن المملكة الجنوبية متورطة في ذلك "


" اعتقد ان هذا سيكون واضحا فبسبب فعندها سيريدون استفزازك بالأمر فإما أن تقوم بتسليم الأراضي التابعة للدوقية الشرقية لهم أم ستكون الإمبراطورة لسيرة عندهم، لكن ما يجول في عقلي كيف قد تمكنوا تخطي الحدود الشرقية"


أنهى جيرال كلامه متسائلا، ليزيد من الغموض في القضية فيتحدث إدوارد

" علي أن أحصل علي الكثير من التوضيح من قبل البارون نيرفين "

" جلالتك اريد ان اقول لك يجب عليك الحور من هذا الرجل أنه لا يبدو جيدا كما يبدو لك "

لم يردف إدوارد بأي شيء ففي عقله انه يعلم أن البارون نيرفين شخص مخادع لكنه دائما ما يعتقد أنه تحت سيطرته فيقول إدوارد بعد أن فكر لبعض الوقت


" لا تقلق جيرال، سأجعل أحدهم يراقب البارونية الشرقية للاستطلاع السري "


يوما جيرال بالإيجاب و من ثم يقول" حسنا سيدي، فيجب علينا اخذ حزرنا في النهاية"


" اعتقد بأنك تماديت كثيرا بارون نيرفين، هل كنت تعتقد بأني أحمق"

خرجت الكلمات من فم إدوارد و عيناه تستشيظ شرار من شدة احمرار و تبرز عروق جبينة التي تكاد أن تنفجر فيبدي نيرفين ابتسامة واسعة علي فمه و يقول بنبرة ساخرة

"و هل إذا أراد الشخص أن يحقق حلمه يعتبر تماديا هل لأنك حصلت على ما أرغب فيه بسهولة أو عناء تعتقد أن فعلي للحصول علي ما أريد تمادي"

أطلق إدوارد ضحكة ساخرة ليقول مع ابتسامة جانبية " هل تحقق حلمك في الحصول على ما ليس من حقك، هل تحقق بقتل الناس و الخداع و الكذب، هل اعتبر هذا سعي لتحقيق الحلم انت حقا تحلم "

يرمقه إدوارد بنظرة باردة قاتلة لتسري القشعريرة في كل أنحاء جسد الدوق نيرفين فيردف إدوارد بنبرة حادة بنية قاتلة

" أين هي الإمبراطورة "

فيتحدث البارون نيرفين بكبرياء قائلا" ليس لدي فكرة عما تقوله "

يوجه إدوارد لكمة قوية علي وجه الدوق ليسقط أرضا فيعاود عليه السؤال مرة أخرى

" سأقول لك للمرة الأخيرة أين هي الإمبراطورة و اتمنى ان لا تماطل فلن تجد خيرا مني استفزازي"

يحاول البارون نيرفين الوقوف باصقا ذلك الدم الذي اجتاح فمه بسبب الجرح الذي نتج من لكمة إدوارد له، ليرمق إدوارد بنظرة حادة بينما يحاول إرجاع فكه الذي يبدو أنه قد حدث له القليل من الالتواء متجاهلا ما قاله إدوارد .

يأخذ إدوارد تنهيدة عميقة مغمضا عينيه و من بعدها يشحظ طاقته و من ثم يوجه لكمته مرة أخرى نحو خد إدوارد بقوة اكبر من السابق حتى صبغت مفاصل أصابعه باللون الأحمر من قوة اللكمة.

يقع البارون علي الارض فيضرب راسه بالأرض الرخامية لقاعة العرش، يحاول الوقوف بتعب و ألم  ليهاجمه الدوار عند محاولته ، فيحاول تثبيت توازنه  بإسناد يده على الأرض و بعد عدة محاولات فاشلة لحفظ توازنه تحت نظرات إدوارد الجانحة يقف البارون نيرفين ،عندها يستشعر سائل ساخن ينحدر من أنفه فيقوم بمسحه بيده بقوة.

لم يمهله ادورد ولا حتى دقيقة فينهال عليه بالضرب الوحشي بينما يحاول البارون نيرفين حماية أعضائه الحيوية كي لا تتأذي لكن الأمر لم ينجح عندما خارة قواه من شدة الألم  و عندها يفكر إدوارد بالتوقف عند احساسه بمقاربة فقد البارون نيرفين لحياته فيقوم بإمساك شعره و شده ليقارب وجهه المزين بذلك اللون القرمزي و الكدمات المحمرة و بعض من الجروح وجه إدوارد

ليقول إدوارد بحدة " هل ستخبرني أين إيفان أو اقوم بإكمال باقي التعذيب بطرق أخرى"

لتخرج الكلمات الساخرة من فم البارون نيرفين قائلا
" أخبرني ماذا ساستفيد من اختطاف مرأتك المهجورة و هل تعتقد إذا اني اختطفتها انها ستكون على قيد الحياة، أو اني قد أخبرك بمكان تواجدها انت إمبراطور أحمق حقا"

يعتصر إدوارد فكيه بقوة بينما ينظر له بحدة ليقوم بدفع بقوة على الأرض و من ثم ينظر  ناحية فرسانه فيقول لهم " كبلوه و خذوه للزنزانة فحسابه عسير معي لاحقا لا تعطوه اي طعام أو ماء حتى ءأمر بذلك "

روز

مرة الكثير من الأحداث و فوق كل شيء لم يجد احد جلالتها في الأرجاء أو إثر يدل علي كونها حية أو لا قليلا من الايام المتبقية اعتقد حتى الإمبراطور سيتوقف عن البحث عنها.

لا أعرف سبب تغيره و إصراره علي البحث عنه فقد كان سابقا لا يهمه شيء عنها موتها أو حياتها، اعتقد بأنه يريد كسب كبريائه و شرفه هكذا، بما ان جلالته شرف الإمبراطورية بأكملها فلهذا هو مجتهد فهذا الأمر.

أخذت نفسا عميقا و انا انظر لتلك التى تدعى الملكة جانيت و هي تمشي تتبختر في القصر كأنها صاحبته، هل حقا أثر عليه اختفاء جلالته يبدو الأمر لي كأنها سعيدة بذلك فمنذ أن عدة الي القصر أراها علي طبيعتها فقط و لا شيء تغير لا إمارات حزن يقولون ان الحزن يكون داخليا لكني أعتقد أنها تضحك فرحا من الداخل .

" اممم ماذا تدعين اه تزكرة انت روز أليس كذلك"

خرجت تلك الكلمات من فم الملكة جانيت بطريقة مرحة، ما الذي تريده مني مع هذه الابتسامة المخادعة أن قلبي حقا سيتمذق من سماع صوتها فما بالكم من رؤيتها، اطبقت فمي علي فما الذي تتوقعه مني فتردف الملكة جانيت

" ما بالك روز لما انت ترسمين هذه التعابير الحزينة"

بحقك هل يجب أن تسألي شخص فقد عزيزا عليه ما سبب حزمة و انت تعرفين سبب حزنه مبدأيا لاقرر تجاهل كل شيء و ترك المكان لها علي اريح قلبي من هذا الضيق لقول بإمتعاض

" اعزريني سموك فلدي أمر اقوم به لذا سأغادر"

فتوقفني قائلة بنبرة تشوبها شائبة ليست بريئة كما تدعي انا اعلم ما كانت تقصد بكلماته

" كنت أريد أن امزح معك روز لا تغضب مني،. لا تقلقي فسيدتك ستعود إليك عما قريب امل ذلك لذا توقفي عن إبداء مثل هذه المشاعر السلبية و نشرها في الأرجاء فهي لا تليق بك "

كانت تتحدث و هي تشدد نطقها في بعض الكلمات ما كان خلفها شخص عميق من نواياها سيظهر فأقول بنبرة هادئة

" لا تشغل بالك بي سموك، فأعتقد أن هنالك أشياء أخرى تحتاجك "

لادلف شارعة في طريقي فبما انها كانت تدعي اللطف لا أعتقد أنها ستخطط لإلحاق عقاب بي بسبب صورتها أمام الناس.

يقف ذا الشعر الناري بمعالم جامدة يسرح في أمر بعيد بعقله، ليدلف اخيرا نحو الداخل بعد أن استعاد عقله فينظر بتململ حول غرفة الطعام التي لم تجذب نظره ليسلطه على ذلك القابع أمامه فيقول
" صباح الخير جلالة الإمبراطور إدوارد و الملكة جانيت "

فيرد إدوارد تحيته قائلا " مساء الخير أيها الأمير كانيكي"

فيجلس كانيكي بينما يقدم الخدم الطعام لهم فيتحدث قائلا

" جلالتك بما ان كل شيء أصبح على ما يرام اريد ان اغدر و أعود الي بلادي"

يقوم إدوارد بقطع شريحة اللحم التي أمامه و من ثم يقول" لا استطيع تقيدك بما ان ما جئت من أجله قد حل لذلك اعتقد ان بإمكانك المغادرة في اي وقت اشكرك على تعاون"

ينهي إدوارد حديثه لتختفي جميع اصواتهم من المكان  ما عدا صوت تلك القطع الفضية التي تصطدم مع بعضها أثناء تناولهم للطعام، فتتحدث جانيت مقاطعة ذلك الصمت

" متى تفكر بالمغادرة "

فيجيب كانيكي و هو يحرك بملعقته الحساء" عند صباح الغد "

فتقول متسائلة" هل ستغادر علي الفور"

يتحدث و هو مستمر في تحريك ذلك الحساء الذي يكاد أن يقول له توقف و أنه قد أصابه الدوار بسبب تحريكه الدائري له

" فقط لدي مشاغل قد تاخرت عن فعلها "

فيقول  أدوارد و هي يرمق كانيكي بطرف عينه " لما لا تتوقف عن تحريك طعامك و تبدأ الاكل"

ليقول كانيكي واضعا المعلقة جانبا " اعتذر جلالتك لازعاجك، سأستأذنك مغادر  فلا استطيع تناول شيء ارجو منك ان تعزرني سمو الإمبراطور"

يقف كانيكي مغادرا و هو يلقي آخر نظراته نحوهم فيقول " اتمنى لكم ليلة هانئة"

" نعتذر جلالتك علي ايغاظك، و لكن المر طارئ"

يرجع إدوارد شعره المبعثر الي الخلف ملقيا عليه نظرات ناعسة غير ابه بملابس غير المرتبة و ازرة قميصه المفتوح التي تبين عضلات صدره  المتناسقة.

فيقول بنبرة رخمة  " ماذا هناك الان"

" لقد تم تهريب البارون نيرفين سيدي "

ينزل عليه الخبر كالصاعقة التي توعظ كل خلاي بدنه ليقول" أعد ما قلته "

ليعتذر قائلا " هذا خطئنا سيدي لضعف رغبتنا يمكنك معقبتنا سيدي فقد هرب البارون بسبب قلة حرصنا"

تتغير نبرة صوت الرخمة الي صوت عميق غاضب قائلا" و ما الذي تفعلونه هنا فالتجلبهو لي من سابع أرض الان لا تقف أمامي"

يدلف الي غرفته من ثم ياخذ طقم ملابسه الرسمي من ثم يرتديه مسرعا ليقابلهم و امرات  الغضب مستولية  علي وجهه

ليرتص جميع الجنود أمامه لتخرج كلماته بنبرة حادة مليئة بالغضب " كيف حدث هذا"
٣
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي