الفصل الثاني

#
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثاني
في شركة الصياد للأقمشة، كان عاصم يدرس إحدى الصفقات بتركيز، بينما يعبث حمزة بالقلم بشرود، يفكر في من غزت قلبه و جوارحه، و داست عليها دون اعتبار لألمه.
عاصم باستغراب:
_حمزة أنت كويس؟
لكنه لم يجبه أو بالأحرى لم يسمعه،جل ما كان يسمعه هو كلامها اللاذع الذي ينغرز كسكين في قلبه.
عاصم:_حمــــــــــزة.
انتفض بفزع على صوته العالي:
_ايه في إيه يا عاصم؟
عاصم:_ما انت اللي مش دريان بالدنيا.
قال حمزة بشرود:
_هو احنا ليه منقدرش نتحكم فقلوبنا؟ ليه منقدرش نمنعها من أنها تحب؟ هي بتوقع و بعدين بتتوجع، و احنا مجبورين نستحمل الوجع ده، و هو بينزف و القلب بيحب أكتر و بيغرق أكتر.
عاصم بحزن لحالة شقيقه الذي كتب عليه حب فتاة لا تشعر حتى بوجوده:
_لأن الحب مبيستأذنش، عشان كده ربنا أمرنا بغض البصر، و عدم الاختلاط، لأن القلوب ضعيفة، عشان كده لازم نحفظها للحلال.
حمزة بضعف:
_حاولت كتير بس مقدرتش، حاولت محبش مقدرتش، حاولت أنسى مقدرتش، مقدرتش.
وضع يده على كتفه بمواساة:
_يبقى لازم نصبر، و ندعي ربنا بقلب صادق.
ــــــــــــــــــــــــــ
بعض العشاق يجلسون على ضوء الثريات الثمينة، حين تطأ أقدامهم أغلى أنواع السجاد على مقاعد توزعت بنظام دقيق، في أرقى قاعات الفنادق المشهورة، تتأنق الفتاة و تجلس لتهذب قطعة اللحم المستسلمة لها بخنوع بسكينها الدقيق و طرفه الحاد القاسي، حتى تجعلها مناسبة لفمها الدقيق و رغم ذلك تغيب السعادة!
أما أميرتنا الأنصارية
فكانت مائدتها جميلة.
أميرها و زوجها العاشق الولهان لا يمل من النظر إليها، بل و يحاول أن يجعلها تنظر اليه من حين لآخر، ليكون الوداد.
و تتعانق النظرات، فيهمس إليها في بيتهما الهادئ بكلمات بسيطة من حين لآخر بصوته الحنون، الذي أدبه سياط العشق طويلا حتى تاب، لتسمعه صوتها الودود.
_كوني صحابية_حنان لاشين_
كل كلمة كانت تخترق قلبها الصغير الذي هذب منذ نعومة أظفارها على عشق رجل كان لها نعم الزوج و الحبيب، و تلك الابتسامة الرقيقة تزين ثغرها لتجعل تلك العينين اللتان تشع منهما البراءة و الوداعة تلمع بعشق، و تلك الحمرة المحببة تزين وجنتيها كأنه موجود الآن، ينظر لها بعينيه اللتان تشبهان في لونهما الليل الكحيل، نظراته تلك التي تدغدغ حواسها بطريقة ترهق قلبها لكنها تروقه.
لو قيل لها أنه سيصبح إسمها مقرونا مع إسمه، لتكون لها حرية النظر اليه و نسج أحلام وردية معه، لما صدقت.
ــــــــــــــــــــــــــــ
مرت الأيام تباعا، ليزداد فيها تعلق نجوم بمازن أكثر فأكثر، فيما يحاول هو التغلغل بكلامه المعسول إلى أعماقها ليجعلها كالعجينة بين يديه تتشكل كما يرغب، أما حمزة فكان يتلظى بنيران عشقها حد النخاع، لكنه يتحلى بالجمود أمام الجميع.
ابتعدت فجأة كالملسوعة، و قالت بمشاعر تتخبط بين الحب و الأخلاق:
_إيه اللي عملتو ده يا مازن؟
قال ببساطة كأنه معتاد على هذا، و هو الذي أقنعها أنها أول أنثى تخترق حصونه المنيعة:
_بوستك بس كده، مالك مرعوبة كده؟ اللي عملتو تعبير عن مشاعري بس
قالت بصوت متهدج:
_بس بس كده مينفعش، أنت مش جوزي عشان تعمل كده.
أنب نفسه بشدة، سيخسر كل ما سعى لأجله بغلطة صغيرة، فقال بندم:
_أنا آسف آسف جدا، عارف أني وعدتك، بس مشاعري اتغلبت علي، مقدرتش أتحكم فنفسي.
شعرت للحظة أنها ليست هي، هل يراها رخيصة لهذه الدرجة؟ حتى يستبيح لنفسه لمسها بهذه الطريقة؟ أم أنه لم يستطع التحكم في مشاعره التي انجرفت فجأة، حاولت إقناع نفسها بالاختيار الثاني كي لا تخسر الرهان أمام نفسها، لكن ذلك لم يمنع غضبها، فقالت بتحذير:
_دي آخر مرة تقرب مني كده يا مازن و إلا انسى أنك تعرفني من الأساس.
مازن:_وعد دي غلطة و مش هتتعاد، بس متجبيش سيرة الفراق لأني مقدرش اعيش من غيرك.
كلماته تلك اخرست ضميرها الذي كان على وشك الاستيقاظ، لكن عاد لسباته من جديد، و عادت ابتسامتها المشرقة من جديد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
للحب الحلال لذة خاصة، لا يعرفها إلا من ذاق حلاوتها.
أن ترى من امتلك قلبك، و كان لروحك ونيسا دون خوف، دون اعتبارات، دون قيود، تعبر عن عشقك إما بنظرة صامتة لا تفهمها إلا عين عاشق لك، أو بكلمة غزل تودع فيها كل ما يحمل ذلك القلب الذي صان نفسه لأجل هذا اللقاء، لقاء لن يكون في الحياة فقط، بل ستمتد جذورة للفردوس أيضا.
اقترب منها بنبضات تعزف حروف اسمها فقط، و نظرات لم و لن تمل من حفر تفاصيلها بين جدران قلبه، بينما كانت هي غافلة، أو هذا ما اصطنعته، فتلك الوجنتين الزهريتن، تفضحان خدعتها، تلك المشاكسة الصغيرة لازالت تخجل منه، مما يزيده بها هياما و عشقا.
عاصم بحب:
_وحشتيني أوي يا وجداني.
نظرت له بخجل محبب، لكنها كعادتها تراوغه، و لا تبادله تلك الكلمة بنسب ياء لنفسها:
_عاصم!!! الحمد عالسلامة، حمزة مجاش معاك؟
جلس بجانبها، و لف ذراعه حول كتفيها، لتسري الكهرباء في سائر جسدها، نظر لما تقرأه،فجذب منها الكتاب عنوة، و بدأ يقرأ بصوت عالي:
_حبيبتي في الله، يا ابنة الاسلام يا زهرة بيضاء ارتوت بنور الرحمان، و نبتت في بيت عاشق للقرآن، فصارت طاهرة كماء المطر و حاكت في نقائها لون الحليب و ضوء القمر. تبقى الزهور على مر العصور تنفح بالعطر و تفيض على الكون جمالا، فتلهم الشعراء،فتسمع عن جمالها ما يأخذ بمجامع قلوبنا و عقولنا، فتتدفق السعادة و تملأ الوجدان.....
ثم نظر لعينيها اللتان تشبهان لون القهوة الشهية، برائحتها التي تفوح لتسكر حواسه التي لم تستطع أنثى قبلها بعثرتها:
_حسيت كأن الكلام ده بيوصفك، كل حرف كان بيتكلم عنك، برائتك و روحك من جوه زي طفلة صغيرة، لسه مدنستهاش الدنيا، و أنا مش هسمح أنها تدنسها، هتغضلي زي الوردة اللي هسقيها كل يوم، حتى متذبلش، بحبك أوي يا وجدان.
لم تجبه، بل ظلت تنظر لعينيه الليليتين كالمغيبة، تسبح بينهما دون وجهة محددة.
قطع وصال الأعين ذلك الصوت الساخر:
_طب نجيب شجرة و اتنين ليمون.
أغمض عاصم عينيه بغيظ، لتفيق تلك المغيبة من تخدريهما، فتركض بسرعة للداخل، رمقه بحدة، فقال حمزة بمرح:
_شكلي كده قطعت عليك أنت و المزة.
عاصم بغيظ:
_المزة دي أختك.
قال بابتسامة مشاكسة:
_منا بقول كده برضو.
عاصم:_ليك يوم يا حمزة هروقك فيه.
حمزة:_مش هتقدر، لأن مراتي مش هتكون أختك.
عاصم:_هي الحكاية كده بقا؟
تلاعب حمزة بحاجبية بمكر:
_هو في حد برضو يضيع فرصة، أنو يعمل حما على أخوه؟
عاصم بغضب:
_هانت كلها كام يوم و يرجعو من ااعمرة، و هعمل الفرح، و ابقى اعمل حما براحتك، ده لو لمحتها أساسا.
حمزة:_طب من هنا لحد ما يرجعوا سيبني أعيش الدور.
نزع الحذاء من قدمه، ثم رماه في وجهه لكنه أسرع بإمساكه، و ضحكاته تتعالى لأنه استطاع إثارة حنقه، ككل مرة، لكن سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة، ليحل محلها نظرات حادة تكفي لحرقها حية، مما جعلها تسرع في خطواتها هربا من براثنه.
قال عاصم بحدة، عندما انتبه لهيئتها:
_نجووووم.
تجمدت خطواتها عند سماع صوته الحاد، تمنت في هذه اللحظة أن يوبخها حمزة بدلا عنه، كانت و مازالت تشعر بالخوف من عاصم، لأن الجميع يحترمه و ينفذ كلامه.
عاصم:_كنتي فين؟
قالت بتوتر و جسد مرتعش:
_فف،... كنت فالسوق.
عاصم و هو يشير بسبابته لملابسها:
_بالمنظر ده؟ و القرف اللي فوشك ده؟ هو انتي فاكرة اذا أبوكي مسافر يبقى تعملي ما بدالك لا فوقي كده و صحصحي، لأن فغيابهم أنا الآمر الناهي، و الكل هيمشي كأن جدي و أعمامي موجودين فاهمة؟
حركت رأسها بإيجاب، و تلك الدموع تنهمر من عينيها بلا توقف، فأكمل بحدة:
_على أوضتك.
ركضت لداخل القصر بسرعة، كأن الشياطين تطاردها.
رغم شعوره بالحنق من شقيقه، لأنه وبخها بهذه الطريقة القاسية، لكن جزءا منه أحب هذا، لربما يجعلها هذا تتعظ قليلا قبل فوات الأوان.
حمزة:_إهدى يا عاصم مش كده.
عاصم بغضب:
_أنا مش قاهرني غير الزفت أخوها اللي سايبها كده، كأنها مش أخته و عرضو.
حمزة بسخرية:
_مش لما ياخد باله من نفسو الأول؟
زفر عاصم بحنق، جده ترك له مسؤولية العائلة لبضعة أيام، لكنه يشعر بالضياع من جهة زوجته المريضة و من جهة نجوم التي تضيع من بين يديهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نفخ دخان سيجارته بانتشاء، و هو يتذكر نجوم التي أصبحت كاللعبة بين يديه،قال بابتسامة خبيثة:
_كلها شوية وقت و تبقي بين ايديا.
قال صديقه عندما رأى ابتسامته الواسعة:
_شكلها كده الليلة قربت يا برنس.
مازن:_قربت أوي.
فادي باستغراب:
_على فكرة مقولتليش اسم المزة لحد دلوقتي.
مازن بسخرية:
_هو انت عاوز اسمها ليه؟ مش المهم تدوق و بس؟
فادي:_معاك حق.
ثم أكمل بعدما تجرع آخر ما في الكأس:
_يلا أنا هروح، سلام
مازن بفضول:
_هو انت ليه مش بتحكيلي عن حياتك أو أهلك؟
رفع فادي حاجبه باستنكار:
_و انت عاوز تعرف أهلي ليه؟
مازن:_مش أحنا صحاب؟
ارتفعت ضحكات فادي الساخرة:
_صحاب!!! بلاش البوقين دول يا مازن، أنا و انت كل اللي يجمعنا المصلحة، فبلاش تسأل عن اللي ميخصكش، سلام يا يا صاحبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفت لغرفتها لتزفر براحة، سرعان ما زينت ثغرها ابتسامة حالمة، و هي تتذكر لقاء اليوم مع مازن، حنانه و كلامه الدافئ الذي يخترق حواسها.
(عمري ما حسيت بطعم السعادة غير لما قابلتك)
(لما شوفتك أول مرة فالمستشفى حسيت بقلبي دق لأول مرة)
( أمنية حياتي تفضلي معايا و متفارقنيش و لا لحظة)
(لو فضلت من هنا لآخر يوم فعمري ببصلك مش همل)
نظرت لنفسها في المرآة، ثم مررت أناملها على ملامحها الفاتنة، بداية من بشرتها الخمرية، إلى عينيها العشبيتين، و تلك الغمازة التي تزين خدها الأيمن، جمالها هو ما أفقد مازن صوابه، ابتسمت بغرور، لطالما شعرت بالحقد اتجاه وجدان لأنها حصلت على عاصم، و هي التي لا تمتلك من الجمال شيئا، ملامحها عادية جدا، لكن عاصم يتغنى بجمالها.
لكنها الآن قد استطاعت الايقاع بمازن،غافلة عن كونها مجرد فريسة يتسلى صيادها بمطاردتها، كي يكون ذبحه لها ذو نكهة خاصة.
شعرت باهتزاز هاتفها، في جيب سترتها بالنغمة التي خصصتها لمازن، فتحت الخط ببسمة مشرقة، ليأتيها صوته العاشق:
_وحشتيني أوي.
نجوم بخجل:
_منا كنت معاك طول اليوم.
مازن:_بتوحشيني حتى و انتي جمبي، مابالك و انتي بعيدة.
أغلقت الباب بالمفتاح كي لا يسمعها أحد، غافلة عن الأقرب من حبل الوريد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقال أن العقل هو سيد الأفعال،و القلب مجرد مستشار، لكن الحب دوما يا يخرب هذه المعادلة ببساطة، ليجعلنا نتبع قلوبنا و أهوائها، غافلين عن العواقب الوخيمة التي ستترتب عن هذا، لا ضير أن نعشق و أن نتعامل بقلوبنا، لكي تكون للعلاقة لذة خاصة، لكن عندما يتعلق الأمر بقرارات مصيرية لابد أن نستشير عقولنا، لأنها تحكم على الامور من منظور آخر.
لكن عنادنا يجعلنا نلحق قلوبنا بأعين مغمضة عن كثير من الحقائق، التي نراها بعد فوات الأوان، ليحل مكان ذلك العشق يأس و ندم، و تذبل زهور الحب التي وعدنا من قبل أننا سنسقيها معا.
تحركت بصعوبة من الفراش، تتأوه بخفوت بسبب تلك الآلام التي انتشرت في سائر جسدها، لتتقلص ملامحها الطفولية التي جعلها الزمن تذبل، نظرت لزوجها النائم براحة يحسد عليها، و رائحة الخمور العفنة تفوح منه، تلك السموم التي تجعله ينتهك برائتها و كرامتها كل ليلة، ليدعس على أنوثتها بقسوة.
خرجت من الغرفة، متجهة للحمام لتأخذ حمام دافئ يخفف عنها بعضا من تلك الآلام الجسدية، لكن صوت صغيرها أوقفها عند عتبة الباب، لتغير مسارها متجهة لغرفته.
قالت بابتسامة حنونة، و هي تداري جسدها كي لا يلاحظ ابنها تلك الكدمات، التي شوهت بشرتها السمراء.
_صباح الخير يا قلب ماما.
بادلها ذلك الصغير، ذو الخمس سنوات بابتسامة بريئة، أنستها كل ما تعانيه:
_ثباح الخير يا ماما.
حملته بين ذراعيها، لتتأوه فجأة، فقال بخوف:
_ماما انتي موعوجة؟
ضحكت بقوة بسبب كلماته المبعثرة، التي تجعلها ترغب في أكل وجنتيه المنتفختين:
_لا يا حبيبي مش موجوعة، انت بس اللي كبرت شوية فبقيت تقيل حبتين.
ابتسم بفخر، و قال و هو يرفع ذراعه و يريها عضلاته الواهية:
_ميلان بقا لاجل.
رونق:_و أحلى راجل، يلا خلينا نجهز الفطار مع بعض، عشان ميران يبقى أقوى، بس الأول نصلي الضحى مع بعض.
أومأ بحماس، فأكملت بابتسامة حانية:
_استناني هنا أروح أخد دوش، و اجيلك عشان نتوضا مع بعض.
قال بنفي:
_ميلان بيعلف يتوضا لوحدو.
رونق:_عارفة أن ميران شاطر، بس رونق بتحب تتوضا مع ميران أحسن عشان ساعات بتنسى.
قال بتفكير:_ماشي هثتناكي بس متتأخليش.
عبثت بخصلاته المموجة بحنان، ثم قالت بتحذير:
_بس اوعا تعمل دوشة، عشان ميصحاش بابا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت من الحمام، ترتب خصلاتها النارية، لتجده يستند على السرير، يدخن سيجارته بشرود، قالت بحدة خفيفة:
_دي آخر مرة أجيلك فيها يا فادي، لأن مازن بدأ ياخد بالو.
نظر لها بسخرية:
_مش أنتي اللي تقرري، أنا هنا اللي بقول امته تيجي و امته لا، بعدين متخافيش أوي كده، الدكتور المحترم مش هياخد باله لأنه مش بيفتكر أن عنده أخت غير لما يشوفها صدفة.
ابتلعت إهانته تلك بصعوبة، رغم عشقها له، الذي وصل لدرجة تسليمه نفسها دون زواج، لكنه يتفنن في إذلالها دوما، قالت محاولة إخفاء حزنها:
_معاك حق، محدش أساسا مهتم بيا عشان يسأل، عشان كده بلجألك أنت، لأني بحبك يا فادي.
قال بجمود صخري:
_مانا كمان بحبك، و هفضل أحبك لو فضلتي عاقلة و بتسمعي كلامي، و دلوقتي تقدري تروحي.
جذبت حقيبتها بعنف، و خرجت من الغرفة، من ثم المنزل بأكمله.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي