٢٦

"هل تمزحين معي؟"صحت في بيري التي تحدثني على الهاتف تخبرني بأنها لن تذهب للرحلة التي سوف تقلع بعد ساعة "آسفة للغاية ميا و لكن كايتلن ليست بخير و يجب أن اعتني بها"أكملت بيري لأزفر بضيق ، لقد كنت أجهز كل شيء لأذهب

"هل سنخبرهم بأننا لن نذهب أو أي شيء؟"سألت و أنا أجلس على السرير بجانب حقيبة الظهر الخاصة بالسفر "لماذا تقومين بالجمع؟ أنا و روميو من سنبقى أنتِ سوف تذهبين!"

"لن أذهب لأي مكان وحدي! طالما أنتم لن تذهبوا فلن أفعل"سمعت تنهيده حارة من الطرف الآخر لأعلم بأن بيري تكاد تضربني لأنني جبانه "ميا! لم أقل أي شيء عن كونكِ بمفردكِ!"صاحت بيري لأعقد حاجباي قبل أن أسأل"ماذا تقصدين؟ من سيكون معي؟"

و قبل أن تجيب بيري رن جرس الباب "من سيذهب معكِ يقف على الباب الآن ، إذهبوا و استمتعوا ، يجب أن أذهب وداعًا"انهت بيري المكالمة بدون سماع إجابتي ، وضعت كاميرتي ، -نعم لقد قررت استعمالها لمرة- و نزلت سلالم المنزل بسرعة و فتحت الباب ، لتقابلني الشقراء المبتسمة "ماندي!"صحت بتعجب لتعانقني بقوة قبل دخولها للمنزل "أنتِ من سيذهب معي للرحلة؟"عدت أسأل لتلقي ماندي بحقيبتها التي تشبه خاصتي و تمد ذراعيها "تدااا! سوف نذهب سويًا لهناك و نحظي بكل المرح وحدنا! أليس هذا رائع؟"

إبتسمت بارتياح لأنني لن أكون وحدي و لأن صحبة ماندي جيدة ، هي مجنونة لذا تلك الرحلة ستكون ضعف الجنون التي كانت ستكون عليه إن كانت بيري هي من أتت معي "سيكون هذا رائع ماند! و لكن ماذا عن عملكِ؟"انمحت ابتسامة ماندي لأشعر بالقلق

"لقد أعطاني نايت إجازة من رصيد إجازتي لأنني و لمدة ثلاثة أشهر لم اتغيب و لو ليوم واحد لذا ها أنا هنا أخذ عطلة استحقها"قالت ماندي بهدوء لأبتسم بقوة لأنها مازالت محتفظة بعملها و لم تتركه من أجل رحلة أو أي شيء

"هل جهزتي كل شيء؟ أم تريدين إضافات من عندي؟"سألت بينما أصعد السلالم و هي خلفي"لا أنا جيدة ، بالمناسبة تسريحة شعر لطيفة ميا" إبتسامة كبيرة زينت وجهي من المجالمة اللطيفة تلك ، ظللت واقفة مكاني متفاجئة قليلاً من ما حدث اتلمس الضفيرتين في شعري بينما هي دخلت لغرفتي بالفعل

--
رفعت ذراع الحقيبة على كتفي للمرة المليار لليوم ، بينما أسير و أنظر في الورقة بين يدي "من المفترض أن تكون الحافلة هنا"تمتمت لماندي التي ترتشف الماء بلا أي إهتمام ، عدت أنظر للورقة مرة أخرى لأتأكد من أننا في المكان الصحيح "أنهم هناك هيا"أعلنت ماندي فجأة و سحبتني من ذراعي تسير يسارًا لنجد الحافلة بالفعل

"مرحبًا آنسة ميلر؟"سأل رجل يقف أمام الحافلة لأومأ و أخرج ورقة أو تذكرة تثبت بأنني من المشتركين في الرحلة "مرحبًا بكم معانا ، تفضلوا ضعوا حقائبكم هناك و اصعدوا لتأخذوا كراسيكم فالرحلة ستبدأ بعد نصف ساعة"اومأنا له و فعلنا كما قال ، فقط أخذت حقيبتي الصغيرة التي تحتوي على الماء و الطعام و متعلقاتي الشخصية

"أنا متحمسة للغاية!"أعلنت ماندي تقفز بخفة لأقهقه ، انتهزت فرصة وضع ماندي لحقائبها و أخرجت هاتفي أتصل بـ بيري "أهلًا بيز ، كيف حالكِ و كيف حال كايت؟"قلت دفعة واحدة بعد سماع ترحيب بيري "بخير ، كل شيء بخير ، كيف حالكم يا فتيات؟ هل وصلتم للحافلة بعد؟"

"نعم لقد فعلنا و نحن نصعد بها الآن" ، "سأنفجر من الحماس" صاحت ماندي في أذني و في الهاتف لنضحك أنا و بيري "جيد ، اقضوا وقتًا ممتعًا و صوروا كل جزء من الرحلة حسنًا؟"وافقنا و صعدنا الحافلة ، ركضت -ليس حرفيًا- ماندي لتجلس بجانب النافذة تتركني أقف في المنتصف أنظر لها بفم مفتوح فلقد اتفقنا بأنني من سيجلس هناك و لقد أعطيتها مال لتوافق على ذلك

"أنتِ مخادعة!"شبه صحت بأنفعال طفولي لتبتسم لي ماندي بسماجة ، قلبت عيني عليها و جلست بجانبها على كل حال ، كراسي الحافلة كانت مريحة و الحافلة نفسها كانت واسعة و ذات نوافذ ضخمة ، كنا نتحدث أنا و ماندي في أشياء عادية حين قطعنا رجل يقف بجانب الكرسي

"ميا ميلر؟"سأل بهدوء ينظر لي و لماندي بحيرة كالتي على وجوهنا بالفعل ، حين لم أتحدث أشارت ماندي علي لينظر لي الرجل "مرحبًا ميا أنا رايان صديق روميو و سأحل مكانه في الرحلة بالمناسبة هذا المقعد لي"أعلن بمرح و هو يشير لمقعد ماندي لنتبادل النظرات

"مرحبًا رايان أنا ماندي و تلك ميا ، أصدقاء بيري"قالت ماندي تصافح يده من فوق جسدي فهو يقف على يساري و هي تجلس على يميني "هل هي صماء؟"نظرت له بدهشة بينما ضحكت ماندي بقوة على سؤاله "لا أنا لست كذلك! فقط لا أعرفك"دافعت بإنفعال لينظر لي بطريقة غريبة

"حسنًا ، إسمي رايان كولينز لا داعي لمعرفة عمري يكفي بأنني أمتلك قلب شاب ، وسيم كما ترون ، أنا جار و صديق روميو لسنوات و متزوج و لدي ثلاثة أطفال"انهي حديثه بإبتسامة عريضة و رفع يده التي لا تحتوي على خاتم زواج يشير لأصبعه

عندما لاحظ بأننا ننظر ليده العارية بغرابة أنزلها و أكمل "آه لقد اضعته ، هذا ما يحدث عندما تمتلك أطفال يحومون في أرجاء المنزل"إبتسمت بخفة عندما تخيلت بأنني أمتلك طفلين صغيرين لطفاء يحومون في المنزل و يبعثرون اشيائي هنا و هناك

نظر لنا رايان كما لو كان ينتظر شيئًا ما ، بدوري نظرت له بعدم فهم ، ليشير بيني و بين ماندي "اه فهمت!"صاحت ماندي بجانبي ليبتسم و أنظر لها بصمت أحاول فهم ما فهمت ، و عندما بدأت ماندي في توضيب حقيبة يدها لتقف أنا فهمت ما يريد

لا أعلم لماذا و لكنني قررت أن أكون بطلة و أقف من مكاني لأجعله يجلس و أخذ أنا الكرسي الذي أمامنا و أكون بجانب النافذة

" أنا أماندا جوهانسون لن أخبرك عمري ، لست متزوجة و ليس لدي أطفال فقط لدي حبيب و قطة و أنا صديقة ميا هنا التي بدورها صديقة بيري المقربة"انهت ماندي حديثها تنقر كتفي لأنظر لهم ، الإنتباه صُلت علي لأعلم بأنني يجب أن أعرف نفسي ، و لكن قبل أن أتحدث تفاجأت بمن صعد للحافلة

"ميا؟!"صاح مايك يضع كفه فوق عينيه ليبعد ضوء الشمس عنهم "واو يا فتاة!"أضاف عندما تأكد بأنها أنا ، لا أعلم بماذا شعرت وقتها ، هل أنا سعيدة لرؤية مايك المرح؟ أم متوترة لأن بالطبع لوك سيكون معه ، على أي حال وقفت من مكاني حينما آتي مايك لمقعدي ، خرجت من المقعد ليعانقني بخفة "تبدين جيدة ايم!"اطراء لأبتسم بخجل

"أنت تبدو رائع كالعادة مايكي ، كيف حالك؟"تحدثت بطبيعية كما لو كنا أصدقاء من الأبد متناسية بأنه في الحقيقة صديق لوك الذي يكرهني و يفضل تقبيل ضفدع بدلًا من رؤيتي "ميا؟واو!"قاطعنا شين الضاحك يقف بالقرب منا و خلفه فتاة بشعر ملون بدت جميلة و مبهرة للغاية ، تعانقنا بخفة و لوحت لمالكوم الذي لا يستطيع معانقتي بينما لوك -آخر من صعد للحافلة- ألقي علي نظرة و فضل النظر لخارج النوافذ

"تلك خطيبتي كريستال و تلك كايتلن حبيبة شين"عرف مايك لأبتسم بقوة فقط لمعة عينيه حين أشار لكريستال جعلتني أبتسم "سعيدة بمعرفتكم"قلت بصدق بينما الوح لأنني لا استطيع الوصول لهم ، بادلوني التلويح و الإبتسامة بلطف ، تحمحمت ماندي من خلفي لأنظر لها من فوق كتفي فتفعل تعابير غريبة بوجهها لم أفهم منها شيء

نظر مايك لحيث أنظر و كذلك شين "أعتقد بأنها تريد منكِ تقديمها"همس شين لي لأضرب راسي لأنني غبية "تلك ماندي صديقتي و هذا رايان"عرفت باختصار و لم أعلم بماذا أصف رايان أو بماذا أصف شين و الباقين

لوحوا لبعض و ساروا ليجلسوا في أماكنهم و التي كانت بعيدة عني فهي في الخلف ،  تقابلت عيني مع لوك لثواني ، عينيه الزرقاء كانت ثاقبة و حادة ، عكس ما أتذكرها تمامًا ، زفرت الهواء بضيق ، تلك الرحلة ستكون طويلة و متعبة
يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي