الفصل الثاني

الفصل الثاني
-١-
استقل عصام سيارته واتجه إلى صنيه الروضة في انتظار زبائنه الذين سيشترون منه قطع الحشيش وبعد دقائق اتته امرأه جميله شقراء؛ عيونها ملونه؛ شعرها اسود وطويل؛ جسدها متناسق يميل للسمنة قليلا، اقتربت منه المرأة حتي اخترق عطرها الساحر أنفه ثم قالت برقه: عايزه حته بميه جنيه.
كانت هذه المره الاولي التي يراها فيها عصام ولهذا انجذب لها بشده كقطعه الحديد وهي تنجذب للمغناطيس فسألها باستغراب: انا اول مره اشوفك، مين اللي دلك عليه يا بطل؟
ضحكت المرأة ضحكه خليعه ثم إشارات الي احد العمارات الموجودة بصنيه الروضة وقالت بدلع: انا ساكنه في العمارة دي في الدور الأخير، كل يوم بشوفك زي دلوقتي وانت واقف بالعربية بتبيع حشيش.
سألها عصام بلهفه: متعرفناش اسم الجميل ايه؟
ردت المرأة بدلع: انا اسمي ساره.
ثم اردفت بسؤالها: وانت اسمك ايه يا شبح؟
ضحك عصام علي طريقتها في الكلام واجابها بهدوء: اسمي عصام يا جميل.
ثم اخرج قطعه الحشيش وناولها لها فمدت يدها الأخرى لتعطيه المئة جنيها فأمسك يدها عن عمد وقال بنبره دافئة: المردي بالحب مش هاخد منك فلوس.
سحبت سارة يدها بهدوء وقالت: بعدين اتعود علي كده.
ضحك عصام وقال: اديني بقى رقم موبايلك علشان اكلمك وانا جاي.
نطقت سارة بخبث: المره الجاية اديك رقمي.
ابتسم عصام وقال بهدوء: وماله بكره مش بعيد.
فعلقت سارة علي حديثه فقالت برقه: خلاص نتقابل بكره.
ثم تركته وانصرفت تفحص عصام جسدها بدقه وهي متجهه الي العمارة التي تسكن بها ثم خاطب نفسه قائلا بنبره حارة: هي دي النسوان ولا بلاش.
-٢-
قبل أذان الفجر بقليل استيقظ صابر مفزوعا علي صوت جرس الباب وكذلك استيقظت زوجته منال حيث سألت صابر بقلق: مين ده اللي هيجي السعادى؟
نطق صابر بلهجه امر: خليكي مكانك يا منال متتحركيش وانا هطلع اشوف مين اللي علي الباب .
سار صابر بتوتر الي باب الشقة ثم نظر من العين السحرية ليكتشف انه صالح اخوه، استقبله صابر بترحاب شديد وكذلك زوجته منال ولكن نظراتهما له لم تخلو من الاستغراب وكأنهما يريدان ان يسألاه عن سبب مجيئه في هذا الوقت المتأخر من الليل.
جلسا الشقيقان في الشرفة أحضرت لهما منال الشاي والكيك وبعدما انصرفت اقترب منه صابر ثم سأله باستغراب: هو في حاجه حصلت يا صالح؟
زفر صالح بضيق ثم اجابه قائلا: ابوك طردني من البيت.
اعتدل صابر في جلسته ثم سأله بنبره جاده: ابويا طردك ليه، هو ايه اللي حصل يا صالح؟
أشعل صالح سيجاره وزفر دخانها بتوتر ثم سرد له كل ما حدث بداية من إلقاء القبض علي علي صديقه وهما يلفان قطعه الحشيش الي ان اكتشف مرسي والده سرقته للألفين جنيها من خزينه ملابسه.
لم يستغرب صابر مما سمعه فهو علي يقين بأن صالح يتعاطى الحشيش والاقراص المخدرة وهذه المخدرات كانت السبب الرئيسي في فشله وضياع مستقبله ولهذا سأله بنبره حزينة: وبعدين يا صالح سكه المخدرات دي هتوديك علي فين؟
لم يجد صالح كلام يرد به علي اخوه ولهذا فضل الصمت فهو علي يقين بأن خطاءه أكبر من أي كلام.
ربت صابر علي كتفه وقال بود: خش نام يا صالح وبكره نكمل كلامنا.
دخل صالح غرفه الأطفال التي ينام فيها مصطفي ثم القي بجسده علي السرير المجاور لابن اخوه وغط في ثبات عميق وكأنه لم يذوق طعم النوم منذ ايام .
-٣-
في منتصف الليل وقفت سارة في الشرفة أشعلت سيجارة حشيش زفرت دخانها بهدوء ثم اتجهت الي المطبخ فتحت الثلاجة واخرجت منها زجاجة بيره وعادت بها الي الشرفة لتتجرعها مع سيجارة الحشيش وبعد أن غاب عقلها من تأثير الحشيش الممزوج بالكحول التقطت هاتفها المحمول واتصلت بشريف ولكنه لم يرد عليها، حاولت الاتصال به أكثر من مره ومع هذا لم يرد وبعدما يئست فألقيت الهاتف بجوارها بعصبية وبكيت بحرقة لتجاهله لها ثم خاطبت نفسها قائله : بردو مش هسيبك يا شريف، انت بتاعي انا لوحدي.
سارة من اسره ميسورة الحال والدها صاحب مكتب عقارات شهير يعود عليه بربح كبير ووالدتها امرأه ريفيه بسيطة فاتها التعليم فكبرت علي الجهل وظل عقلها مقفول بالضبة والمفتاح ولهذا لا يتخطى تفكيرها حدود المطبخ والاعمال المنزلية وتربيه الاطفال، سارة ابنتهما الوحيدة ولهذا فهي مدللا من والديها فكانت جميع طلباتها مجابة حتي من قبل أن تطلبها، سارة من صغرها جميله تلفت أنظار الشباب إليها عندما دخلت المرحلة الثانوية اوقفها شاب من سنها أمام المدرسة وهي عائده الي بيتها حيث قال مغازلا: هو القمر بيطلع بالنهار.
ابتسمت سارة بخجل وانصرفت ولكن الشاب لم يتركها لحالها حيث اوقفها مره اخري وقال مغازلا: انتي اجمل بنت شافتها عينيه.
فسألته سارة برقه: انت عايز ايه؟
رد الشاب بثقه: عايز اتعرف عليك يا جميل؟
فسألته سارة بدلع: اشمعنا؟
اقترب منها الشاب وهمس في اذنها بنبره دافئة: انا معجبك بيكي اوي من اول مره شوفتك فيها.
تنهدت سارة بقوة وقالت بخبث: مش فاهمه!
ابتسم الشاب وسألها بهدوء: ممكن نبقي صحاب؟
هزت سارة رأسها بالإيجاب ثم تركته وانصرفت، ابتسم الشاب وشعر بثقه كبيرة لأنه استطاع الإيقاع بفتاه بمثل هذا الجمال.
تعلقت سارة بهذا الشاب من اللقاء الأول وفي اليوم التالي بعدما خرجت من المدرسة بحثت بعينها عنه في وجوه الشباب الواقفين أمام المدرسة فلم تجده وبعدما يئست وملت انصرفت الي بيتها وهي في قمه غضبها لأنها لم تجده وظل هذا الوضع اسبوعا كاملا حتي بدأت ان تنساه تدريجا وفي اول يوم دراسة في الأسبوع التالي بعدما خرجت من المدرسة وجدته واقفا ينتظرها ولكنها تجاهلته عن عمد وكأنه ليس موجودا وانصرفت من أمامه فأوقفها سائلا: ازيك يا جميل؟
لم ترد عليه سارة ولم تلتفت له من الأساس وأكملت السير في طريقها للعودة للبيت ولكنه لم يتركها لحالها فأوقفها سائلا باستغراب: مبترديش عليه ليه، انتي زعلانه مني؟
زفرت سارة بضيق وقالت بعصبيه: احنا مفيش بينا حاجه اساسا علشان ازعل منك.
ضحك الشاب وقال بهدوء: مش احنا اتفقنا اننا نبقي صحاب.
اشاحت سارة وجهها بعيدا فايقن الشاب انها غاضبه منه لاختفائه عنها اسبوعا كاملا فنطق بنبره حزينة: والله الأسبوع اللي فات ابويا كان تعبان اوي ودخل المستشفى وكنت قاعد معاه الفترة دي كلها.
سألته سارة بسذاجة: اوعي تكون بتضحك عليه؟
رد الشاب بنبرة دافئة: مقدرش اضحك عليكي وانا روحي فيكي.
ابتسمت سارة بخجل وقالت: خلاص انا مصدقاك وربنا يطمنك عليه.
سألها الشاب بلهفه: صحيح انتي اسمك ايه؟
ردت سارة بدلع: انا اسمي سارة.
ثم سألته: وانت اسمك ايه؟
فأجابها الشاب بهدوء: أكرم.
ومنذ هذه اللحظة ولدت قصه حب ما بين سارة وأكرم وكانت هذه أول قصه حب تعيشها سارة ولكنها أثرت فيها كثيرا فالحب الأول في حياه الإنسان له مذاق مختلف حتي لو احب بعدها عشرات المرات .
استمرت علاقتها بأكرم فتره طويله حيث كانت تخرج من المدرسة فتجده في انتظارها ثم يسيران في الشارع، يلتقط أكرم يدها بجرأة ويقبلها وتظل يديهما متشابكان الا ان يفترقا وفي احدي المرات أثناء سيرهما في الشارع سألها أكرم: ابويا وامي مسافرين، ايه رأيك تيجي معايا الشقة؟
اجابته سارة باستنكار: لأ طبعا مينفعش.
فعلق أكرم علي رفضها قائلا بإصرار: متخافيش مني انا بحبك يا سارة، انا كل قصدي اننا نقعد براحتنا.
فزفرت سارة بضيق وقالت بعصبية: قولتلك لأ ومتتكلمش معايا في الحوار ده تاني يا أكرم .
فألح عليها أكرم قائلا: هي ساعه واحده بس هنقعد براحتنا وننزل علي طول.
وفي النهاية رضخت سارة لإلحاحه الشديد وذهبت معه الى شقته وكانت هذه المرة الاولي التي مارست فيها سارة الجنس ولكنها لم تكن المرة الأخيرة خاصة انها تعلقت بأكرم بشده واحبته بجنون خاصة انها اول قصه حب تعيشها.
تعددت بينهما المقابلات في شقة أكرم وفي احدي المرات بعدما انتهي أكرم منها احتضنته سارة بقوة وقالت بسعادة: اكرم انا حامل.
ابتلع أكرم ريقه ثم سألها باندهاش: بتقولي ايه؟
ضحكت سارة وقالت موضحه: عملت اختبار حمل امبارح واتأكدت ان انا حامل.
زفر أكرم بضيق وقال بعصبية: العيل ده لازم تسقطيه بأي طريقه.
انصدمت سارة من رد فعله فسألته بنبره حزينة: عايزني اموت ابننا.
صرخ فيها أكرم هاتفا: متقوليش ابننا ده ابن حرام لازم تخلصي منه.
صرخت فيه سارة موبخه: انت طلعت ندل وزباله يا أكرم.
صفعها أكرم على وجهها بقوة وطردها من شقته، بكيت سارة بحرقة فقد انصدمت في حبها صدمه كبيرة وقررت ان تتخلص من هذا الجنين حتي لا تنكشف فضيحتها وتحمل العار وحدها.
وفي اليوم التالي سردت سارة ما حدث بينها وبين أكرم لصديقتها رباب في حوش المدرسة أثناء انشغال الطالبات باللعب داخل الحوش، نظرت لها رباب بلوم وقالت موبخه : انتي اللي غلطانه يا سارة سلمتي له نفسك بسهولة.
نطقت سارة بنبره حزينة: حبيته يا رباب بس هو طلع ندل وجبان.
ثم بكيت بحرقة فاحتضنتها رباب وقالت مواسية: معلش يا حبيبتي كل شيء يتصلح والحمد لله انك كشفتيه علي حقيقته.
تلفتت سارة يمين ويسار لتتأكد بأن لا أحد يتصنت عليها ثم اقتربت منها وهمست في اذنها قائله: انا لازم أسقط الجنين ده بأي طريقه.
ربتت رباب علي كتفها وقالت بهدوء: اطمني يا سارة عندنا دكتور في المنطقة بيعمل عمليات إجهاض ولو عايزه كمان ترجعي بنت بنوت هيرجعك بس المهم الفلوس خصوصا ان العمليات دي بتتكلف كتير.
تنهدت سارة بقوة وقالت بنبره حزينة: لو علي الفلوس أمرها سهل اهم حاجه دلوقتي اني اخلص من الجنين ده بأي طريقه وفي اسرع وقت قبل ما تبان الفضيحة ومعرفش اخبيها.
صمتت رباب قليلا وقالت بلهجه امر: نتقابل النهارده الساعة سابعه في مدينه السلام وهاتي معاكي الفين جنيه.
هزت سارة رأسها بالإيجاب فلم يكن هناك حل آخر غير ان تجهض نفسها حتي لا تذبح علي يد أهلها بعدما لوثت شرفهم وأصبحت عار علي كل من حولها.
في السابعة مساءا وقفت سارة في موقف مدينه السلام منتظره صديقتها وبعد ربع ساعه اتتها رباب ثم سحبتها من يدها وسارت بها وسط الزحام وكأنها طفلة صغيرة تسحبها معها في السوق، ثم دخلا في شقة صغيرة في الدور الأرضي اما عن هذه الشقة فهي عيادة الطيب اسامه الذي شطب اسمه من نقابة الأطباء حيث تم اتهامه بممارسة عمليات الإجهاض وحكم عليه بسنه مع إيقاف التنفيذ ومع هذا مازال يمارس عمليات الإجهاض وترقيع غشاء البكارة للنساء ليعودوا بنات بكر، جلست سارة في وسط عدد كبير من النساء كلهم خدعوا بأسم الحب حتي أصبحوا عاهرات فأتوا الا هنا ليخفوا عارهم عن اهليهم وعن المجتمع.
سيطر الخوف والقلق علي سارة لدرجه انها فكرت ان تنصرف من هذه العيادة الحقيرة ولكن خوفها من بطش اهلها لو عرفوا الحقيقة منعها من الهروب وظلت جالسه مكانها وكأنها مقيده بأغلال من يديها وقدميها وبعد وقت طويل تخطي الساعة ناديت عليها التمرجيه ثم أشارت لها لكي تدخل للطبيب، دخلت سارة الي الطبيب بخطوات ثقيلة وكأنها لا تقوى علي السير فسندتها رباب صديقتها حتي جلست أمام اسامه حيث ابتسم في وجهها قائلا: متخافيش يا سارة العملية سهلة اوي، شكت دبوس.
فابتلعت سارة ريقها وقالت بتوسل: انا عايزه اخلص من الجنين ده بأي طريقه.
ضحك اسامه وقال بثقه: اطمني وحطي في بطنك بطيخه صيفي، الإجهاض ده بالنسبالي لعب عيال.
ثم أشار لها أن تتمدد علي الفراش الخاص بالكشف علي المرضي والتفت إلى صديقتها رباب وقال بلهجه امر: اتفضلي استنيها برا عشر دقائق وهتطلعلك.
انهمك اسامه في عملية الإجهاض وكأنه عالم يمارس عمله داخل معمله باحتراف وبعد ربع ساعه خرجت سارة بعدما تخلصت من جنينها ولكنها كانت في حالة يرثي لها فسندتها رباب الي الخارج وقالت بقلق: مش هينفع تروحي لأهلك وانتي بالشكل ده يا سارة.
فسألتها ساره بنبره مجهده: طب هروح فين السعادى؟
اجابتها رباب بهدوء: هتباتي عندي النهارده وانا ابقي اكلم مامتك واطمنها عليكي.
نطقت سارة بنبرة صادقة: انتي مش صاحبتي بس يا رباب ده انتي اكتر من اختي.
ربتت رباب علي يدها ثم استقلا تاكسي واتجها به الي بيتها في مدينه النهضة، القيت سارة جسدها علي الفراش وغط في ثبات عميق.
وبعد عده أشهر عادت سارة الي حياتها الطبيعة ونسيت انها خسرت شرفها أمام قصه حب فاشلة كان بطلها شاب ندل وجبان تخلي عنها في عز اذمتها وفي تلك الفترة كانت سارة كثيرة التردد علي بيت صديقتها رباب فكانت تذهب إليها بعد انتهاء اليوم الدراسي ولا تعود الي بيتها الا بعد العاشرة مساءا، اعجب اشرف بسارة منذ اول مره راءها فيها وهي تزور اخته في البيت وبعد عده ايام قرر ان يتعرف عليها فأستغل انشغال اخته بمكالمة شاب علي هاتفها المحمول حيث تركت صديقتها تجلس وحيده واتجهت الي الغرفة المجاورة، طرق اشرف علي باب الغرفة طرقه خفيفة ثم اتجها إليها وسألها بهدوء: انتي بقي سارة؟
ابتسمت سارة وهزت رأسها بالإيجاب ثم سألته بخجل: ازيك يا اشرف؟
جلس اشرف بجوارها علي الفراش ثم اجابها مغازلا: انا مبسوط علشان شوفتك.
احمر وجه سارة من الخجل وسألته: امال رباب فين؟
فتخطي اشرف سؤالها وقال بنبرة دافئة: بصراحه كده انا نفسي اعرف عنك كل حاجه يا سارة.
فسألته سارة بخبث: اشمعنا؟
فنطق اشرف بجرأة: انا معجب بيكي اوي يا سارة ونفسي أقرب منك.
ثم التقط هاتفها المحمول وسجل رقمه عليه ورن منه علي هاتفه ليسجل رقمها فعلقت سارة علي جرأته وقالت باندهاش: مش شايف انك زودتها حبيتين.
نطق اشرف بجرأة: اعمل ايه بحبك يا سارة.
ثم تركها وانصرف اما هي فشردت في هذا الشخص الذي اقتحم قلبها في لحظات فتنهدت بقوة وسألت نفسها: وبعدين معاك يا اشرف، يا تري حكايتك ايه؟
مرت الايام سريعا وولدت قصه حب جديده بين اشرف وسارة بدأت علاقتهما بكلمات الحب والرومانسية وبسرعة البرق تحولت الي علاقة جنسيه حيث كانت تذهب سارة الي شقة اشرف بحجه انها تذاكر مع صديقتها رباب وبالفعل تظل رباب في الشقة ولا تتحرك منها وتستقبل سارة وتدخل معها غرفتها ويعدها بدقائق يدخل اشرف الغرفة وتخرج رباب لتشغل امها العجوز فهي الوحيدة في البيت التي لا تدري بما يحدث في شقتها من خلف ظهرها.
اكتشف اشرف من اول علاقة جنسيه بينهما انها امرأه وليست عذراء ولكنه لم يتضايق او ينفعل خاصة انه يبحث عن المتعة وليس الزواج وعندما لمح لسارة بأنها ليست بنت بنوت بكيت بحرقة واعترفت له بالتفصيل عن علاقتها السابقة بأكرم، ربت اشرف علي كتفها وطمئنها بأنه لن يتخلى عنها لأنه يحبها بجنون وبعد عده أشهر ولو لسوء حظها اكتشفت سارة انها حامل مره اخرى وتأكدت من حملها بعدما اجرت اختيار الحمل فذهبت الي اشرف في شقته وقالت بجديه: احنا لازم نتجوز يا اشرف.
زفر اشرف بضيق وسألها: وليه نتجوز؟
فردت سارة بنبره منكسرة: انا حامل وبعد فتره الفضيحة هتبان واللي ميعرفش هيعرف.
ضحك أشرف وقال بلا مبالة: طب وانا مالي بكل ده.
نظرت له سارة بلوم وقالت بتوسل: انت مش وعدتني بالجواز يا اشرف وقولتلي انك مش هتتخلي عني.
ضحك اشرف مره اخري وقال بنبره شك: وانا اعرف منين ان العيل ده من صلبي مش ممكن يكون من صلب راجل تاني.
فصرخت فيه سارة هاتفه: انت ندل وجبان زيك زي باقي الرجالة.
تخطي اشرف اهانتها وقال بنبرة جاده: النهارده تروحي للدكتور اللي سقطي عنده المره اللي فاتت ورباب هتيجي معاكي.
بكيت سارة بحرقه وقالت بتوسل: انا بحبك يا اشرف متتخلاش عني.
زفر اشرف بضيق وتخطي توسلها ثم اخرج من جيبه رزمه أموال عدا منها عده أوراق ماليه وسحبها ثم اعطاها لها وقال بنبره حاده: دول الألفين جنيه بتوع العملية يا سارة.
انصرفت سارة من بيت اشرف وهى منهارة وذليله لا تقوى علي السير من شده الحزن والياس ثم بكيت بحرقة علي طعنات الغدر التي طعنت بها بكل بقسوة في قلبها من كل الرجال الذين قابلتهم في حياتها فقررات بعدها أن تبحث عن مصلحتها الشخصية مع كل رجل تمارس معه الجنس فلن تمارس الجنس من أجل الحب بعد اليوم لن تمارس الجنس مجاني وتحولت سارة ٣٦٠ درجه بعد تلك الصدمات التي مرت بها فأصبحت عاهرة بحق وحقيقي تمارس الجنس من أجل المال وليس من أجل الحب.
تركت سارة بيتها في عزبه النخل لتكون بعيده عن أهلها واجرت شقه في العبور لتعيش فيها بحريتها بعيدا عن أي قيود من أهلها، أصبحت سارة زبونه مستديمة في احدي الملاهي الليلة في شارع الهرم تبحث بعينها عن الزبون الثري الذي ينفق أموال كثيرة في سهراته ثم تجذبه إليها بنظراتها الساحرة التي لا تقاوم وضحكاتها الخليعة حتي يقع الصيد الثمين في شبكتها كالصياد الماهر عندما يرمي شباكه ليصطاد السمك من عرض البحر، تتفق معه سارة علي الفين جنيها في الليلة ولا تقبل ان ينزل المبلغ جنيها واحدا وكأنها تسعيرة وضعتها الدولة وفي النهاية يوافق الزبون ويخضع أمام جسدها الناضج وتضاريسها البارزة، استطاعت سارة في عده سنوات تكوين ثروة كبيرة من المال تتخطي الاثنين مليون جنيه فتركت شقتها الإيجار واشتريت شقه في منطقه ارقي في العبور مساحتها كبيره كما اشتريت سيارة حديثه علي الزيرو بالإضافة الي نصف مليون جنيه رصيد في حسابها في البنك فأصبحت حياتها افضل بكثير مما سبق وكل هذا حدث عندما حكمت عقلها وداست علي قلبها بحذائها حتي مات ولكن بعد فتره اكتشفت ان قلبها حيا ولم يموت خاصة بعدما اشتري شريف الشقة المجاورة لها وأصبح جارها تراه كل يوم وهي خارجة من البيت وكذلك وهي عائدة في الصباح والغريب انها أعجبت به من اول مره راءته فيها.
شريف شاب وسيم جسده رياضي؛ بشرته خمرية؛ عيونه عسلية؛ شعره اسود قصير؛ لحيته قصيرة ومهندمه بالإضافة الي انه أنيق في مظهره يشبه موديل الإعلانات في وسامتهم واناقتهم ولهذا تعلقت به سارة من النظرة الاولي وفي احدي المرات وهي عائدة الي البيت في الصباح اوقفها شريف أمام باب الشقة وهي تضع المفتاح في المزلاج وكانت ثملا فاقده التوازن فاقترب منها شريف وقال بهدوء: شكلك تعبانة ومرهقه من كتر السهر.
فضحكت سارة ضحكة خليعه وقالت بعدم وعي: الفلوس مبتجيش بالساهل لازم اسهر واسكر وانام مع رجاله علشان اعيش العيشة اللي بحلم بيها.
ايقن شريف لحظتها انها عاهرة تنام مع الرجال مقابل المال فقرر ان يتذوقها الليلة قبل غد فنطق بهدوء: انا مش هسيبك لوحدك في الحالة دي، هاتي مفتاح شقتك.
فناولته سارة المفتاح ففتح الباب ودخل معها ثم سألها بخبث: فين اوضه النوم؟
فنطقت سارة بسخرية: اشمعنا.
اجابها شريف بهدوء: علشان اوصلك لسرير علشان تنامي.
فنطقت سارة بجرأة: بصراحه انت عاجبني اوي ونفسي نقضي الليلة مع بعض.
ضحك شريف وقال بثقه: هيحصل يا سارة امال انا جاي معاكي ليه!
وبالفعل سندها شريف الي غرفة النوم ومارس الجنس معها وبعدها ارتدي ملابسه علي عجل وذهب الي شقته اما هي فغطت في ثبات عميق لظهر اليوم التالي، تعددت بينهم القاءات الجنسية كثيرا احيانا في شقتها وأحيانا اخري في شقته المجاورة لها علمت سارة عنه الكثير فهو طبيب أسنان له عيادة في مدينه نصر تعود عليه بدخل كبير ابوة وامه يعيشان في الكويت منذ اكثر من خمسة عشر عاما له اخت أصغر منه بعامان متزوجه وتعيش من زوجها في إيطاليا في النهاية يعيش شريف وحده وكأنه مقطوع من شجره.
احبته سارة بجنون ولم تتخيل حياتها بدونه صحيح انها علي يقين بأنه لن يتزوجها ولكن يكفيها بأنه ملكا لها وليس لأي امرأه اخري لن تسمح سارة بأن يشاركها فيه امرأه اخري وبعد سته شهور في احدي الليالي بشقه شريف وبعدما انتهي منها أشعل سيجارة حشيش وزفر دخانها بهدوء ثم التفتت إليها قائلا بتوتر: في موضوع كنت عايز اكلمك فيه.
فسألته سارة باستفسار: اتكلم يا شريف في ايه؟
اجابها شريف بتلعثم: انا هتجوز يا سارة.
صمتت سارة من هول الصدمة وكأن عقرب لدعها فاستسلمت للموت فسألته بعصبية: انت بتقول ايه؟
سحب شريف نفس آخر من سيجارة الحشيش وزفرها دخانها بهدوء ثم قال لها بوضوح: هتجوز زي كل الناس مبتجوز، مش هي دي سنه الحياة يا سارة.
بكيت سارة بحرقه وسألته بنبرة حزينة: طب وانا فين يا شريف من ده كله؟
فأجابها شريف بكل هدوء: انتي حبيبتي وكل حاجة ليه في الدنيا.
فعلقت سارة علي حديثه فقالت باستنكار: لو انا حبيبتك زي ما انت بتقول كنت اتجوزتني مش رايح تتجوز واحده تانية.
فنطق شريف بضيق: انتي اكتر واحده عارفة اني مينفعش اتجوزك.
فعلقت سارة علي حديثه بنبرة حاده: اه طبعا علشان انا شمال، تصاحبني اه لكن تتجوزني مينفعش اشبهك واجبلك العار.
زفر شريف بضيق وقال باقتضاب: لو انتي عايزه اننا نكمل حياتنا مع بعض زي ما احنا معنديش مانع مش عايزه بردو معنديش مانع.
نطقت سارة بنبرة منكسرة: انا بحبك يا شريف ومقدرش اعيش من غيرك فبلاش تكسرني.
تجرع شريف من زجاجة البيرة الموجودة بجواره علي المنضدة وقال باستنكار: انا عمري ما وعدتك بالجواز علاقتنا كانت واضحه من اول يوم كنا مع بعض فيه يا سارة.
فسألته سارة بعصبية: يعني ايه مش فاهمة؟
فأجابها شريف باقتضاب: انا شايف ان احسن حل نبعد عن بعض وكل واحد فينا يروح لحالة لان انا اصلا مش ناوي اخون مراتي.
فنطقت سارة بنبرة منكسرة: يعني انا مجرد نزوه في حياتك وخلاص انتهيت.
اشاح شريف وجهه بعيدا وقال بلهجه امر: مع السلامة يا سارة.
وبالفعل انتهت العلاقة بينهما الا الأبد حاولت سارة كثيرا ان تتصل به ولكنه كان يرفض اتصالها في كل مره، حاولت إيقافه أكثر من مره وهو علي باب شقته فكان يوبخها في كل مره تخاطبه فيها فأيقنت سارة انها كانت مجرد نزوه وانتهت من حياته فنساها وعاش لزوجته ولكنها لم تنساه ومازالت تحبه وكأنه اول حب في حياتها.
التقطت سارة الهاتف مره اخري واتصلت به فرفض شريف المكالمة من اول رنة، حاولت سارة أكثر من المرة وفي كل مرة يرفض شريف المكالمة فالقيت الهاتف بجوارها مره اخري بعدما أصابها الاحباط واليأس وبالصدفة لمحت عصام يقف بسيارته في الشارع حيث كان ينظر إليها من سيارته فأشارت له بأنها ستنزل له فقد قررت سارة ان تتنسى شريف بالدخول في علاقة جديده بطلها عصام تاجر الحشيش وبالفعل نزلت اليه في دقائق معدودة واقتربت منه وقالت بدلع: مواعيدك دايما مظبوطه يا عصام.
سحب عصام قطعه الحشيش من تابلوه السيارة وناولها لها فمدت يدها الآخري لتعطيه المائة جنيها امسك عصام يدها عن عمد ورفض ان يأخذ منها المال فنطقت سارة بجرأة: طالما مش عايز تاخد الفلوس تعالي نشرب سيجارتين حشيش عندي في الشقة.
لم يصدق عصام انها وقعت بهذه السهولة وذهب معها الي شقتها ومارسا الجنس سويا ومنذ هذه اللحظة ولدت قصه حب جديده بينهما، قصه حب بين عاهرة وتاجر حشيش
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي