الفصل السابع و العشرون
أنزلت حفصة الهاتف من على أذنيها بعد أن أخبرتها مروه فيما حدث مع عائلة طليقها، التوي ثغرها بابتسامة باهته و كلمات مروه تردد على أذنيها
" بسمه أطلقت من شاهين، و سوزان دي كل ما تحمل الطفل ينزل"
في تلك اللحظه و بدون أراده منها أدركت أنها شامته بهم، حركت رأسها يميناً ويساراً محاوله نفض تلك الفكره من رأسها..
تعلقت عينيها بعقارب ساعة الحائط و قد تجاوزت الساعه السابعه مساءً ولم يأتي بعد..
تعلقت عينيها بالهاتف و تحركت أناملها على الشاشة تبحث عن رقمه لكن قد صدح رنين الهاتف معلن عن اتصال منه و بدون شعور منها التوي ثغرها بابتسامة و أجابت علي الفور قائله بخفوت:
_ السلام عليكم، صفوان..
تعثرت عن متابعة كلماتها حين وصلها صوته المرهق وهو يخبرها:
_ اقفلي على نفسك كويس، لأني إحتمال مجيش النهارده..
تلاشت إبتسامتها و تلقائياً و هتفت باندفاع:
_ ليه يعني ..
أطبقت على شفتيها ثم سارعت في تعديل ما تفوهت به قائله بهدوء زائف:
_ قصدي براحتك
لو كانت أمامه بالتأكيد كانت رأت تلك الإبتسامة المرسومه على ثغره وهو جالس بجانب صديقه الذي يقود السيارة..
_ تمام خلي بالك من نفسك بقي أنا الصبح هكون موجود
هدر هو بتلك الكلمات يحذر إياها برفق، تحدثت تلك الجالسه في المقعد الخلف وهي تمضغ العلكه قائله بنبره فضوليه:
_ مراتك دي !
أومأ صفوان برأسه وهو يضغط بكفه على الهاتف غافلاً عن تلك الذي وصل إلي مسامعها ذلك الصوت الأنثوي وقد شحبت ملامحها وهي تستمع إليه و قد هدر ينهي المكالمه:
_ يلا، تصبحي على خير
أنزلت حفصة الهاتف من على أذنها و أمتقعت ملامحها وهي تردد بضيق حائره:
_ هو إلي سمعته صح ولا..
٠٠٠٠٠٠
خرجت مروه من غرفتها و تقدمت من زوجها الجالسه علي تلك الأريكة تلقي نظره عليه وهو يغمض جفونه هكذا..
شعر هو بوجودها و دون أن يفتح جفونه هدر بضجر:
_ ها عايزه ايه يا مروه !
التوي ثغرها بابتسامة بلهاء وهي تسحب تلك الطاولة الصغيره تجلس عليها قائله بخفوت:
_ مروان أنا مخنوقه..
فتح مروان جفونه يدلك وجهه بكفيه ثم اعتدل في جلسته شابكاً كفيه في بعضهم وهي يقول بملل:
_مخنوقه من إيه يا مروه يا حبيبتي !
أرتسمت أبتسامة واسعه على ثغرها و تراقص قلبها فرحاً و هدرت بنبرة تشع بهجه:
_ حلوه كلمة حبيبتي دي قولها على طول..
رفع حاجب و نزل الآخر، تبدلت ملامحها هي في عدة ثواني إلي العبوس مره أخري وهي تقول باستياء:
_ أنا مش هعرف هقدر أعيش ازي بجد يا مروان
ظهر التركيز على ملامح مروان و أعتقد أن الأمر هام لذلك تحدث قائلاً باهتمام:
_ في إيه يا مروه قلقتني !, أنتي كويسه و الطفل كويس ؟
قال آخر كلماته متوجس، وجد عبوسها يزداد و عقدت حاجبيها بشده، مما جعله يهدر بقلق:
_ في إيه يا بنتي !، الدكتوره قالتلك حاجه النهارده بخصوص الطفل !
أعادت مروه خصله من خصلات شعرها إلي الخلف بطريقه عصبيه ثم هدرت بنبره محتقنه:
_ الطفل كويس متقلقش، أنت بقي ليه مجتش معايا للدكتور النهارده..
نطقت آخر كلماتها عاقده ذراعيها أمامها، مما جعله يهدر بإدراك منزعج:
_ أنتي عامله الدوشه دي عشان كده بقي، أنا مش قايلك أني كان عندي شغل!
قال تلك الكلمات و زفر طويلاً يتراجع في جلسته واضعاً ذراعيه أسفل رأسه...
عضت هي علي شفتيها ثم تحدثت تعاتب إياه بغيظ:
_ بقي بتسمي أنك تيجي معايا للدكتور دي دوشه !
قالت تلك الكلمات وهي تحل ذراعيها من أمامها ثم هبت واقفه على قدميها وهي تقول بنبره حانقه:
_ على العموم أنا إلي كان مضايقني أن المسلسل إلي متابعه قرب يخلص و البطل مات
قالت آخر كلماتها و قد أختنق صوتها و ظهر على ملامحها التأثر، فتح هو عينيه محدقاً إياها بنظراته محاول أستعياب ما نطقت به تلك الحمقاء..
حرك سبابته أمام وجهه وهو يقول باستخفاف وقد أرتفعت نبرته:
_ عيدي تاني إلي قولتيه، مسلسل إيه و زفت إيه !
حركت مروه كتفيها للأعلي و الأسفل و تحركت من أمامه وهي تقول بخفوت متأففه:
_ أنا أصلا غلطت أني جيت اتكلم معاك..
لم تستطع متابعة كلماتها حيث قبض على ملابسها من الخلف هادراً بغيظ:
_ أنتي إلي غلطانه
٠٠٠
لم تذق حفصة طعم النوم حيث كانت متسطحه على تلك الأريكة تحاوط ساقيها بذراعيها وعينيها معلقه بشاشة التلفاز المغلق وقد تلاعبت الظنون بها وهي تفكر في أمر ذلك الصوت الأنثوي..
تسلل ضوء الصباح إلي الشقه رويداً رويداً تزامناً مع أصوات العصافير..
و لكن دون شعور منها أغمضت جفونها و قد غلبها النعاس..
بعد ساعتين، تمللت في نومتها تشعر بتصلب جسدها، فردت ذراعيها بجانبها وهي تفتح جفونها ببطء
تتثاوب..
_ صحيتك !
خرجت تلك الكلمه من صفوان الواقف أمام باب الشرفه يحاوط ذلك الكوب بكفيه، انتفضت حفصة جالسه وهي تتأوه أثر جلوسها المفاجئ ثم هدرت بنبره متحشرجه يغلب عليها النعاس:
_ أنت جيت أمتي ؟
ألقي هو نظره على ساعة معصمه ثم عاد ينظر إليها وهو يقول بخفوت:
_ من ساعه و نص كده
ضيق ما بين عينيه وهو يتابع باستفهام هادئ:
_ ليه مدخلتيش نمتي جوه ؟
دلكت هي رقبتها المتصلبه و أجابت إياه وهي تتثاوب:
_ مجاش ليا نوم
قالت تلك الكلمات وقد تعلقت نظراتها به ظلت صامته للحظات ثم تبدلت ملامحها إلي الضيق عند تنشط ذهنها و تذكرت ذلك الصوت الأنثوي مما جعل تهدر بتريث:
_ هو أنت ليه اتأخرت كده بره !
قالت تلك الكلمات وهي تعقص خصلات شعرها متصنعه عدم الإهتمام ، لحظات و كان يصلها رد قائلاً بتوضيح:
_ كنت مع واحد صاحبي في اسكندريه..
عقدت حاجبيها و تهجمت ملامحها وهي تنظر نحوه ثم هدرت عفوياً مشككه بضيق:
_ صاحبك ! ، بس !
نظر هو لها بغرابه ثم حرك رأسه إيجاباً قائلاً بنبرة هادئه:
_ صاحبي و كان معاه مراته..
أرتخت ملامحها و رددت اخر جمله نطق بها بارتياح غريب:
_ مراته ، كويس
قالت آخر كلمه و قد التوي ثغرها بابتسامة سريعاً ما تلاشت حين وجدته ينظر إليها بتأمل، نهضت هي من مكانها وهي تقول بنبره متحشرجه واضح بها السرور:
_ أنا هدخل أكمل نومي عشان منمتش ساعتين على بعض
قالت تلك وهي تتحرك نحوه غرفتها تاركه إياه يتابعها بنظراته وقد هدر قائلاً بنبره حانيه:
_ تصبحي على خير
ألقت هي عليه نظره من فوق كتفها ثم تابعت سيرها نحو الداخل..
أرتشف هو من كوب الشاي خاصته ثم تحرك به نحو المطبخ كاد أن يضع الكوب جانباً لكنه تراجع عن ذلك و اقترب يفتح صنبور المياه ظل يفتح إياه و لكن هيهات من الواضح أن المياه مقطوعه..
صدح رنين هاتفه أخرجه هو على الفور من جيب بنطاله و تحرك يخرج من غافلاً عن ما تركه دون أن يغلقه..
بعد خمس دقائق كان يتسطح على تلك الأريكة يشعر بالأرهاق بضع دقائق و كان النعاس يغلبه و غرق في نوم عميق دون شعور منه..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت مروه إلي الغرفه تفرك عينيها و هي تتثاوب وهي تنظر نحو زوجها الواقف أمام المرآة يهندم ثيابه..
استندت على حافة الباب واقفه مائلة الجسد وهي تقول بضجر:
_ الفطار جهاز
ألقي مروان عليها نظره بطرف عينيه و رسم ابتسامة متكلفه على ثغره قائلاً بامتنان:
_ شكراً يا حبيبتي
ضمت مروه شفتيها عابسة الملامح و تحركت تلقي بجسدها على الفراش وهي تقول بخفوت ممتعضه:
_ على الله يطمر
نظر هو إلي انعاكسها الظاهر في المرأه قائلاً بنبره ساخره:
_ صفي النيه أنتي بس وهو يطمر
لوحت هي بكفها بعدم أكتراث وهي تسحب الغطاء عليها غير قادره على فتح عينيها..
التوي ثغره بابتسامة جانبيه ثم سحب هاتفه و مفاتحيه من على طاولة الزينه وخرج من الغرفه..
دقائق عديده و كان يعود إلي الغرفه تعلقت عينيه بنفاذ صبر بتلك المستغرقه في النوم..
تقدم منها يزيح الغطاء من عليها و مال عليها يهمس بجانب أذنها قائلاً باستهجان:
_ ابقي خففي الملح يا مروه
نطق هو آخر كلمه صارخاً في أذنها مما جعلها تفتح جفونها تنتفض جالسه على الفراش وهي تصرخ بفزع:
_ في إيه، إيه حصل ايه..
مسحت هي على وجهها بشده وهي تنظر نحوه بعين مفتوحه و أخري مغلقه قائله بانزعاج تام و قد كانت نبرتها مبحوحه:
_ عايز إيه تاني يا مروان، أنا عايزة أنام بقي حرام عليك..
التوي ثغره بابتسامة على مظهرها الفوضوي ذلك فقد كانت خصلات شعرها مشعته ووجهها منتفخ أثر نومها الكثير، و عين مغلقه و أخري مفتوحه وقد خفضت بصرها تسحب الغطاء..
شعر بالشفقه عليها لذلك تحدث قائلاً بنبرة خافته:
_ خلاص نامي يا مروه نامي..
لم يكن بحاجة إلي نطق تلك الكلمات حيث سحبت هي الغطاء عليها واضعه رأسها على الوساده وقد غطت في نوم عميق..
_ أمري لله هشوف حد يفطرني في الشغل
نطق هو تلك الكلمات وهو يمط شفتيه بقلة حيله، اتسعت مقلتيه وهو يجدها ترفع الغطاء من عليها و تنتفض جالسه كمن لدغها عقرب وهي تهدر بانفعال:
_ فطار، مين هيفطرك ، مين ، الرقاصه صح !
عند تلك الكلمات لم يتمالك حاله وقهقه ضاحكاً على وهو يضرب كفوفه في بعضهم متعجباً من جنون زوجته الذي أصبح يراه و العجيب أنه أصبح يفتقد جنونها ذلك..
٠٠٠٠٠٠٠
بملامح ممتعضه تحركت حفصة تسير في المطبخ الغارق بالمياه..
_ أنا مش عارف حقيقي ازي نسيت أقفل المياه
نطق بتلك الكلمات صفوان الذي دلف إلي المطبخ يمسح على خصلات شعره و عينيه تدور ييأس على الارضيه الغارقه بالمياه..
أستدارت هي نحوه ترسم على شفتيها إبتسامة متكلفه سريعاً ما تلاشت وهي تهدر مغتاظه:
_ أنا هنشف الدنيا ، روح كمل نوم أنت
قالت تلك الكلمات وتحركت تتخطاه إياه..
خمسة عشر دقيقه مرت وهي واقفه هكذا تجفف الأرض بتلك الممسحه تحت نظرات صفوان الذي هتف بضيق:
_ متأكده مش محتاجه مساعده !
حركت رأسها نافيه وهي منشغله في تجفيف الارضيه جيداً..
٠٠٠٠٠٠٠
اتسعت مقلتي فاطمه وهي تستمع إلي كلمات صفاء التي راحت تخبرها عن حب إسماعيل لها منذ زمن..
نهضت فاطمه من على الفراش وهي تحرك رأسها يميناً و يساراً قائله بعدم تصديق:
_ بيحبني أنا، إسماعيل !
قالت تلك الكلمات وهي تنظر نحو صفاء المتربعه على الفراش و التي أومأت برأسها قائله بتأكيد:
_ أيوه بيحبك و مش بس كده لو أنتي بس ادتيله فرصه مستعد أنه يتقدملك
و تلقائياً ظهر الحزن على ملامح فاطمه وهي تقول بحسره :
_ يتقدملي ، و أنا مبخلفش..
أنزلت صفاء قدميها من على الفراش وهي تقول بتريث موضحه:
_ عارف على فكره و مش فارق معاه كل الكلام ده بقولك بيحبك من قبل جوازك بيوسف
قالت آخر كلماتها بنفاذ صبر من تلك التي لا تفكر سوي بيوسف و أمر الإنجاب الذي يجعلها تري حالها ناقصه..
٠٠٠٠٠٠
وقفت مروه في المطبخ وهي تدندن لحن أحدي الأغنيات الشهيره، دارت ببصرها برضا بين أصناف الطعام الذي أعدتها بمحبه من أجل حفصة و زوجها حيث قامت بدعوتهم إلي الطعام اليوم..
_ خلصتي !
خرجت تلك الكلمه من مروان الواقف على أعتاب المطبخ وقد وصل إلي أنفه رائحة الطعام الشهي..
أشارت مروه إلي أصناف الطعام الموضوع على تلك الطاوله وهي تقول بتوجس:
_ أنت إيه رأيك؟، في حاجة ناقصه..
استنشق هو رائحة الطعام اللذيذه ودار ببصره بين ما أعدته قائلاً باستحسان:
_ تسلم ايدك يا مروه، شاطره يا حبيبتي
قال هو تلك الكلمات وهو يتقدم منها يحاوط خصرها بذراعه وقبل قمة رأسها وهو يقول بتقدير:
_ أنتي أصلا شاطره في الطبخ بس تركزي و تبطلي أستعباط
قال آخر كلماته بنبره ذات مغزي ساخراً، كانت هي مبتسمه ثم ابتعدت عنه قائله بسرور:
_ أنا هروح أغير هدومي
أومأ مروان برأسه و تحركت هي نحو باب المطبخ ثم توقفت عن متابعة سيرها و أستدارت تنظر نحوه من فوق كتفها وقالت بخفوت:
_ مروان أنا بحبك
وجدته يرفع حاجب وينزل الآخر وقد صدرت منه ضحكه وهو يقول بسخريه مازحاً:
_ إيه المناسبه !
حركت هي كتفيها للأعلي و الأسفل قائله بنبره رقيقه:
_ بدون مناسبه ، حسيت إني عايزه أقولها دلوقتي
قالت تلك و تابعت سيرها تخرج من المطبخ وقد شعرت بحرارة في وجنتيها أثر خجلها..
دار هو بنظراته بين تلك الأصناف الشهيه ثم تنهد طويلاً وهو يتحرك يقف على أعتاب المطبخ ينظر نحو الخارج.
ثم عاد يقف أمام أحد الأطباق يمسح على خصلات شعره وهو يقول بيأس:
_ أنا لو مديت أيدي على حاجه مروه مش هتعديها على خير أنا عارف
٠٠٠٠٠٠
خرجت من منزل عمتها مبتسمه على حديث رحاب و صفاء..
و تحركت كعادتها تسير تتسنشق الهواء، أخذتها قدميها نحو تلك النخله التي كانت تتسلقها وهي صغيره..
و دون شعور منها شردت فيما قالته صفاء عن حب إسماعيل لها ، توقفت عن متابعة سيرها وهي تتذكر أن تلك النخله متواجده أمام منزله..
استدارت ترغب العوده لكن توقفت قدميها حين وصلها صوته الرجولي:
_ فاطمه..
أستدارت فاطمه علي مضض تضع ذراعيها أسفل ظهرها وجدته يتقدم منها مبتسماً وهو يقول بلطف:
_ راجعه ليه ؟
أعادت فاطمه طرف وشاحها إلي الخلف وقد شعرت بالتوتر يسيطر عليها ، ثبتت نظراتها على النخله وهي تقول بنبرة مقتضبه:
_ كنت بتمشي ، و راجعه..
أتسعت إبتسامة إسماعيل و عينيه لا تفارق عينيها و هدر قائلاً بصوت رخيم:
_ طالما جيتي لحد البيت ، يبقي نشرب شاي مع بعض
أنكمشت ملامحها و رمقته بنظراتها قائله بنبرة خرجت حاده:
_ نعم !
أدرك هو أنها فهمت الأمر خطأ لذلك راح يوضح لها وهو يشير إلي المقعدين المتواجدين أمام المنزل قائلاً:
_ قصدي نقعد قدام البيت
كادت أن ترفض طلبه و لكن رن في أذنها كلمات صفاء عن حبه لها لا تعلم لما أعجبها الأمر، أومأت برأسها و تحركت بتوتر تجلس على أحد المقاعد..
تهللت أساريره وهو يتقدم منها قائلاً بنبره هادئه يخفي خلفها حماسه:
_ أنا هجيب الشاي، دقايق..
قال تلك الكلمات وهو قد تحرك نحو باب المنزل و قبل أن يدلف إلي الداخل قد التوي ثغره بابتسامة واسعه..
٠٠٠٠
بعد عدة دقائق، خرج إسماعيل من الداخل حاملاً أكواب الشاي ، أعطها خاصتها مما جعل الأبتسامة المتوتر ترتسم على ثغرها وهي تقول بحرج:
_ شكراً
أرتسمت أبتسامة واسعه على ثغره وهو يسحب المقعد خاصته يجلس عليه قائلاً بنبرة خافته:
_ أخبارك إيه..
حاوطت فاطمه كوب الشاي بكفيها و أومأت برأسها دون حديث، ظلت صامته تراقب بحيره ملامح وجهه المبتهجه و عينيه اللامعتين بحب لم تكن تنتبه له سابقاً..
ارتشفت رشفه من كوب الشاي خاصتها و قد هدر هو قائلاً بنبره مهتمه:
_ لسه بترسمي !
مطت هي شفتيها و قد التوي ثغرها عفوياً بابتسامة وهي تقول بشرود:
_ لأ
قالت تلك الكلمات وقد تلعقت عينيها به، حركت رأسها يميناً و يساراً وهي تتنهد طويلاً ثم وضعت كوب الشاي أرضاً و أعتدلت في جلستها وهي تقول بنبره مقتضبة:
_ نصحيه مني ليك متوقفش حياتك على حد
قالت تلك الكلمات وهي تنهض من مكانها، عقد هو حاجبيه و قد وقف على قدميه هو الآخر قائلاً بريبه:
_ تقصدي إيه !
أخذت هي نفس عميق و شعرت بالتردد للحظات لكنها في الأخير حسمت أمرها و تحدثت بوجوم:
_ أنا عرفت من صفاء كل حاجه يا إسماعيل و بقولك متوقفش حياتك عليا، عشان أنا منفعكش
قالت تلك الكلمات و تحركت تخطاه وهي تنفض ثوبها بكفيها تاركه ينظر في أثرها يقبض بكفيه بقوه على كوب الشاي..
٠٠٠٠٠
أنتهي الجميع من تناول الطعام و نهضت حفصة تجمع الاطباق مع مروه التي راحت تسألها بقلق:
_ بجد يا حفصة الأكل كان حلو ؟
أومأت حفصة برأسها مبتسمه وهي تحمل الأطباق قائله بنفاذ صبر ضاحكه:
_ آه والله يا بنتي
تقدمت مروه تقف بجانبها و مالت عليها هامسه بامتعاض:
_ آمال جوزك مكلش ليه ده ملمسش طبقه..
تعلقت عينيها به وهو جالس يتناقش مع مروان و عفوياً قالت:
_ صفوان مش بياكل كتير أصلا
دققت مروه في مقلتيها اللامعتين المعلقه به ثم نظرت نحو صفوان وقد التوي ثغرها بابتسامة جانبيه وهي تردد بخفوت:
_ ما شاء الله
انتبهت حفصة إلي حالها و أشاحت برأسها بعيداً عنه و نظرت نحو مروه قائله بتوتر:
_ هو المطبح منين !
قالت تلك الكلمات وهي تشير بتلك الأطباق التي تحملها..
تقدمتها مروه و هي تحرك رأسها تأمر إياها بمرح:
_ تعالي ورايا
بعد مرور خمسة عشر دقيقه، خرجت حفصة من المطبخ تاركه مروه تعد الشاي ..
دارت ببصرها في المكان تبحث عنه ، وصلها صوته من الشرفه وهو يقول بنبره هادئه:
_ أنا هنا يا حفصة
تقدمت هي نحو الشرفه و قد التوي ثغرها بابتسامة وهي تقول بنبره خافته:
_ المكان هنا جميل
أومأ صفوان برأسه و تحركت هي نحو السور تستند بكفيها عليه، تقدم هو الآخر يقف بجانبها..
رن الصمت للحظات حتي قطعته حفصة وهي تقول مثرثره:
_ الأكل كان جميل مش كده ، مروه طول عمرها طباخه شاطره
أومأ هو برأسه و عينيه معلقه بها و قد تحدث قائلاً بإيجاز:
_ اه فعلا
أعادت هي طرف و شاحها إلي الخلف و قد صدرت منها ضحكه خافته وهي تقول بخفوت ساخره:
_ ياريتك قولتلها أن الأكل حلو أحسن صدعتني جوه، جوزك شكله مش عجبه الأكل..
راحت حفصة تثرثر و تثرثر تخبره عن تذمر مروه و هو واقف يستمع إليها بتركيز دون ملل..
انتهت هي من حديثها وهي تضحك و عينيها تلمعان، التوي ثغره بابتسامة جانبيه وهو يقول بخفوت:
_ أنا هجييك كل يوم عند مروه
عقدت حفصة حاجبيها وقد تلاشت ابتسامتها وهي تقول بعدم فهم:
_ اشمعنا يعني !
أجابها هو قائلاً بصوت أجش:
_ عشان تضحكي كده
صدرت منها ضحكه متوتره و علي الرغم من بساطة الكلمات وقد خفق قلبها و توردت وجنتيها وجدها تبعد نظراتها بعيداً عنه وهي تقول بتلعثم:
_ أنا هروح أشوف مر..
لم تكمل حروف كلماتها حيث رأت عينيها تلمعان بطريقه أربكتها و جعلتها على وشك فقدان وعيها من فرط توترها..
كادت أن تتحرك مبتعده لكن وجدته يقبض على مرفقها يوقف إياها وقد تحدث قائلاً بصوت رخيم:
_ هتشوفي فيها أيه ما زمانها جايه
قال تلك الكلمات وهو يبعد كفه بعيداً عنها بعد أن رأى اهتزاز حدقتيها بتوتر وقد تراجعت إلي الخلف وهي تستمع إلي صوت مروه المرتفع وهي تقول:
_ الشاي وصل
أشاحت حفصة بنظراتها بعيداً عنه و استندت بظهرها على سور الشرفه وهي تري مروان يدلف إلي الشرفه وخلفه مروه التي كانت تحمل صنية الشاي..
أشارت مروه بعينيها إلي مروان نحو تلك الطاوله الموضوعه جانباً لكن مروان لم ينتبه حيث جلس بأريحية مما جعلها تهدر بغيظ وهي تجز على أسنانها:
_ مروان عايزه حاجه أحط عليها الشاي
أنتبه مروان إليها و نهض من مكانه يسحب الطاوله وضعت مروه عليها الصنيه ثم مالت علي مروان هامسه بامتعاض:
_ كلك ذوق والله
رسم مروان ابتسامة على ثغره و جلس و قد تعلقت عينيه بصفوان حيث أشار له قائلاً بنبرة لطيفه:
_ أتفضلوا يا جماعه
تحركت حفصة تجلس على أحد الأرائك وقد جلست بجانبها مروه...
جلس صفوان بجانب مروان الذي راح يتحدث معه في بعض الأمور العامه..
ارتشفت حفصة رشفه من كوب الشاي و عينيها اللامعه معلقه به..
يتبع
" بسمه أطلقت من شاهين، و سوزان دي كل ما تحمل الطفل ينزل"
في تلك اللحظه و بدون أراده منها أدركت أنها شامته بهم، حركت رأسها يميناً ويساراً محاوله نفض تلك الفكره من رأسها..
تعلقت عينيها بعقارب ساعة الحائط و قد تجاوزت الساعه السابعه مساءً ولم يأتي بعد..
تعلقت عينيها بالهاتف و تحركت أناملها على الشاشة تبحث عن رقمه لكن قد صدح رنين الهاتف معلن عن اتصال منه و بدون شعور منها التوي ثغرها بابتسامة و أجابت علي الفور قائله بخفوت:
_ السلام عليكم، صفوان..
تعثرت عن متابعة كلماتها حين وصلها صوته المرهق وهو يخبرها:
_ اقفلي على نفسك كويس، لأني إحتمال مجيش النهارده..
تلاشت إبتسامتها و تلقائياً و هتفت باندفاع:
_ ليه يعني ..
أطبقت على شفتيها ثم سارعت في تعديل ما تفوهت به قائله بهدوء زائف:
_ قصدي براحتك
لو كانت أمامه بالتأكيد كانت رأت تلك الإبتسامة المرسومه على ثغره وهو جالس بجانب صديقه الذي يقود السيارة..
_ تمام خلي بالك من نفسك بقي أنا الصبح هكون موجود
هدر هو بتلك الكلمات يحذر إياها برفق، تحدثت تلك الجالسه في المقعد الخلف وهي تمضغ العلكه قائله بنبره فضوليه:
_ مراتك دي !
أومأ صفوان برأسه وهو يضغط بكفه على الهاتف غافلاً عن تلك الذي وصل إلي مسامعها ذلك الصوت الأنثوي وقد شحبت ملامحها وهي تستمع إليه و قد هدر ينهي المكالمه:
_ يلا، تصبحي على خير
أنزلت حفصة الهاتف من على أذنها و أمتقعت ملامحها وهي تردد بضيق حائره:
_ هو إلي سمعته صح ولا..
٠٠٠٠٠٠
خرجت مروه من غرفتها و تقدمت من زوجها الجالسه علي تلك الأريكة تلقي نظره عليه وهو يغمض جفونه هكذا..
شعر هو بوجودها و دون أن يفتح جفونه هدر بضجر:
_ ها عايزه ايه يا مروه !
التوي ثغرها بابتسامة بلهاء وهي تسحب تلك الطاولة الصغيره تجلس عليها قائله بخفوت:
_ مروان أنا مخنوقه..
فتح مروان جفونه يدلك وجهه بكفيه ثم اعتدل في جلسته شابكاً كفيه في بعضهم وهي يقول بملل:
_مخنوقه من إيه يا مروه يا حبيبتي !
أرتسمت أبتسامة واسعه على ثغرها و تراقص قلبها فرحاً و هدرت بنبرة تشع بهجه:
_ حلوه كلمة حبيبتي دي قولها على طول..
رفع حاجب و نزل الآخر، تبدلت ملامحها هي في عدة ثواني إلي العبوس مره أخري وهي تقول باستياء:
_ أنا مش هعرف هقدر أعيش ازي بجد يا مروان
ظهر التركيز على ملامح مروان و أعتقد أن الأمر هام لذلك تحدث قائلاً باهتمام:
_ في إيه يا مروه قلقتني !, أنتي كويسه و الطفل كويس ؟
قال آخر كلماته متوجس، وجد عبوسها يزداد و عقدت حاجبيها بشده، مما جعله يهدر بقلق:
_ في إيه يا بنتي !، الدكتوره قالتلك حاجه النهارده بخصوص الطفل !
أعادت مروه خصله من خصلات شعرها إلي الخلف بطريقه عصبيه ثم هدرت بنبره محتقنه:
_ الطفل كويس متقلقش، أنت بقي ليه مجتش معايا للدكتور النهارده..
نطقت آخر كلماتها عاقده ذراعيها أمامها، مما جعله يهدر بإدراك منزعج:
_ أنتي عامله الدوشه دي عشان كده بقي، أنا مش قايلك أني كان عندي شغل!
قال تلك الكلمات و زفر طويلاً يتراجع في جلسته واضعاً ذراعيه أسفل رأسه...
عضت هي علي شفتيها ثم تحدثت تعاتب إياه بغيظ:
_ بقي بتسمي أنك تيجي معايا للدكتور دي دوشه !
قالت تلك الكلمات وهي تحل ذراعيها من أمامها ثم هبت واقفه على قدميها وهي تقول بنبره حانقه:
_ على العموم أنا إلي كان مضايقني أن المسلسل إلي متابعه قرب يخلص و البطل مات
قالت آخر كلماتها و قد أختنق صوتها و ظهر على ملامحها التأثر، فتح هو عينيه محدقاً إياها بنظراته محاول أستعياب ما نطقت به تلك الحمقاء..
حرك سبابته أمام وجهه وهو يقول باستخفاف وقد أرتفعت نبرته:
_ عيدي تاني إلي قولتيه، مسلسل إيه و زفت إيه !
حركت مروه كتفيها للأعلي و الأسفل و تحركت من أمامه وهي تقول بخفوت متأففه:
_ أنا أصلا غلطت أني جيت اتكلم معاك..
لم تستطع متابعة كلماتها حيث قبض على ملابسها من الخلف هادراً بغيظ:
_ أنتي إلي غلطانه
٠٠٠
لم تذق حفصة طعم النوم حيث كانت متسطحه على تلك الأريكة تحاوط ساقيها بذراعيها وعينيها معلقه بشاشة التلفاز المغلق وقد تلاعبت الظنون بها وهي تفكر في أمر ذلك الصوت الأنثوي..
تسلل ضوء الصباح إلي الشقه رويداً رويداً تزامناً مع أصوات العصافير..
و لكن دون شعور منها أغمضت جفونها و قد غلبها النعاس..
بعد ساعتين، تمللت في نومتها تشعر بتصلب جسدها، فردت ذراعيها بجانبها وهي تفتح جفونها ببطء
تتثاوب..
_ صحيتك !
خرجت تلك الكلمه من صفوان الواقف أمام باب الشرفه يحاوط ذلك الكوب بكفيه، انتفضت حفصة جالسه وهي تتأوه أثر جلوسها المفاجئ ثم هدرت بنبره متحشرجه يغلب عليها النعاس:
_ أنت جيت أمتي ؟
ألقي هو نظره على ساعة معصمه ثم عاد ينظر إليها وهو يقول بخفوت:
_ من ساعه و نص كده
ضيق ما بين عينيه وهو يتابع باستفهام هادئ:
_ ليه مدخلتيش نمتي جوه ؟
دلكت هي رقبتها المتصلبه و أجابت إياه وهي تتثاوب:
_ مجاش ليا نوم
قالت تلك الكلمات وقد تعلقت نظراتها به ظلت صامته للحظات ثم تبدلت ملامحها إلي الضيق عند تنشط ذهنها و تذكرت ذلك الصوت الأنثوي مما جعل تهدر بتريث:
_ هو أنت ليه اتأخرت كده بره !
قالت تلك الكلمات وهي تعقص خصلات شعرها متصنعه عدم الإهتمام ، لحظات و كان يصلها رد قائلاً بتوضيح:
_ كنت مع واحد صاحبي في اسكندريه..
عقدت حاجبيها و تهجمت ملامحها وهي تنظر نحوه ثم هدرت عفوياً مشككه بضيق:
_ صاحبك ! ، بس !
نظر هو لها بغرابه ثم حرك رأسه إيجاباً قائلاً بنبرة هادئه:
_ صاحبي و كان معاه مراته..
أرتخت ملامحها و رددت اخر جمله نطق بها بارتياح غريب:
_ مراته ، كويس
قالت آخر كلمه و قد التوي ثغرها بابتسامة سريعاً ما تلاشت حين وجدته ينظر إليها بتأمل، نهضت هي من مكانها وهي تقول بنبره متحشرجه واضح بها السرور:
_ أنا هدخل أكمل نومي عشان منمتش ساعتين على بعض
قالت تلك وهي تتحرك نحوه غرفتها تاركه إياه يتابعها بنظراته وقد هدر قائلاً بنبره حانيه:
_ تصبحي على خير
ألقت هي عليه نظره من فوق كتفها ثم تابعت سيرها نحو الداخل..
أرتشف هو من كوب الشاي خاصته ثم تحرك به نحو المطبخ كاد أن يضع الكوب جانباً لكنه تراجع عن ذلك و اقترب يفتح صنبور المياه ظل يفتح إياه و لكن هيهات من الواضح أن المياه مقطوعه..
صدح رنين هاتفه أخرجه هو على الفور من جيب بنطاله و تحرك يخرج من غافلاً عن ما تركه دون أن يغلقه..
بعد خمس دقائق كان يتسطح على تلك الأريكة يشعر بالأرهاق بضع دقائق و كان النعاس يغلبه و غرق في نوم عميق دون شعور منه..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دلفت مروه إلي الغرفه تفرك عينيها و هي تتثاوب وهي تنظر نحو زوجها الواقف أمام المرآة يهندم ثيابه..
استندت على حافة الباب واقفه مائلة الجسد وهي تقول بضجر:
_ الفطار جهاز
ألقي مروان عليها نظره بطرف عينيه و رسم ابتسامة متكلفه على ثغره قائلاً بامتنان:
_ شكراً يا حبيبتي
ضمت مروه شفتيها عابسة الملامح و تحركت تلقي بجسدها على الفراش وهي تقول بخفوت ممتعضه:
_ على الله يطمر
نظر هو إلي انعاكسها الظاهر في المرأه قائلاً بنبره ساخره:
_ صفي النيه أنتي بس وهو يطمر
لوحت هي بكفها بعدم أكتراث وهي تسحب الغطاء عليها غير قادره على فتح عينيها..
التوي ثغره بابتسامة جانبيه ثم سحب هاتفه و مفاتحيه من على طاولة الزينه وخرج من الغرفه..
دقائق عديده و كان يعود إلي الغرفه تعلقت عينيه بنفاذ صبر بتلك المستغرقه في النوم..
تقدم منها يزيح الغطاء من عليها و مال عليها يهمس بجانب أذنها قائلاً باستهجان:
_ ابقي خففي الملح يا مروه
نطق هو آخر كلمه صارخاً في أذنها مما جعلها تفتح جفونها تنتفض جالسه على الفراش وهي تصرخ بفزع:
_ في إيه، إيه حصل ايه..
مسحت هي على وجهها بشده وهي تنظر نحوه بعين مفتوحه و أخري مغلقه قائله بانزعاج تام و قد كانت نبرتها مبحوحه:
_ عايز إيه تاني يا مروان، أنا عايزة أنام بقي حرام عليك..
التوي ثغره بابتسامة على مظهرها الفوضوي ذلك فقد كانت خصلات شعرها مشعته ووجهها منتفخ أثر نومها الكثير، و عين مغلقه و أخري مفتوحه وقد خفضت بصرها تسحب الغطاء..
شعر بالشفقه عليها لذلك تحدث قائلاً بنبرة خافته:
_ خلاص نامي يا مروه نامي..
لم يكن بحاجة إلي نطق تلك الكلمات حيث سحبت هي الغطاء عليها واضعه رأسها على الوساده وقد غطت في نوم عميق..
_ أمري لله هشوف حد يفطرني في الشغل
نطق هو تلك الكلمات وهو يمط شفتيه بقلة حيله، اتسعت مقلتيه وهو يجدها ترفع الغطاء من عليها و تنتفض جالسه كمن لدغها عقرب وهي تهدر بانفعال:
_ فطار، مين هيفطرك ، مين ، الرقاصه صح !
عند تلك الكلمات لم يتمالك حاله وقهقه ضاحكاً على وهو يضرب كفوفه في بعضهم متعجباً من جنون زوجته الذي أصبح يراه و العجيب أنه أصبح يفتقد جنونها ذلك..
٠٠٠٠٠٠٠
بملامح ممتعضه تحركت حفصة تسير في المطبخ الغارق بالمياه..
_ أنا مش عارف حقيقي ازي نسيت أقفل المياه
نطق بتلك الكلمات صفوان الذي دلف إلي المطبخ يمسح على خصلات شعره و عينيه تدور ييأس على الارضيه الغارقه بالمياه..
أستدارت هي نحوه ترسم على شفتيها إبتسامة متكلفه سريعاً ما تلاشت وهي تهدر مغتاظه:
_ أنا هنشف الدنيا ، روح كمل نوم أنت
قالت تلك الكلمات وتحركت تتخطاه إياه..
خمسة عشر دقيقه مرت وهي واقفه هكذا تجفف الأرض بتلك الممسحه تحت نظرات صفوان الذي هتف بضيق:
_ متأكده مش محتاجه مساعده !
حركت رأسها نافيه وهي منشغله في تجفيف الارضيه جيداً..
٠٠٠٠٠٠٠
اتسعت مقلتي فاطمه وهي تستمع إلي كلمات صفاء التي راحت تخبرها عن حب إسماعيل لها منذ زمن..
نهضت فاطمه من على الفراش وهي تحرك رأسها يميناً و يساراً قائله بعدم تصديق:
_ بيحبني أنا، إسماعيل !
قالت تلك الكلمات وهي تنظر نحو صفاء المتربعه على الفراش و التي أومأت برأسها قائله بتأكيد:
_ أيوه بيحبك و مش بس كده لو أنتي بس ادتيله فرصه مستعد أنه يتقدملك
و تلقائياً ظهر الحزن على ملامح فاطمه وهي تقول بحسره :
_ يتقدملي ، و أنا مبخلفش..
أنزلت صفاء قدميها من على الفراش وهي تقول بتريث موضحه:
_ عارف على فكره و مش فارق معاه كل الكلام ده بقولك بيحبك من قبل جوازك بيوسف
قالت آخر كلماتها بنفاذ صبر من تلك التي لا تفكر سوي بيوسف و أمر الإنجاب الذي يجعلها تري حالها ناقصه..
٠٠٠٠٠٠
وقفت مروه في المطبخ وهي تدندن لحن أحدي الأغنيات الشهيره، دارت ببصرها برضا بين أصناف الطعام الذي أعدتها بمحبه من أجل حفصة و زوجها حيث قامت بدعوتهم إلي الطعام اليوم..
_ خلصتي !
خرجت تلك الكلمه من مروان الواقف على أعتاب المطبخ وقد وصل إلي أنفه رائحة الطعام الشهي..
أشارت مروه إلي أصناف الطعام الموضوع على تلك الطاوله وهي تقول بتوجس:
_ أنت إيه رأيك؟، في حاجة ناقصه..
استنشق هو رائحة الطعام اللذيذه ودار ببصره بين ما أعدته قائلاً باستحسان:
_ تسلم ايدك يا مروه، شاطره يا حبيبتي
قال هو تلك الكلمات وهو يتقدم منها يحاوط خصرها بذراعه وقبل قمة رأسها وهو يقول بتقدير:
_ أنتي أصلا شاطره في الطبخ بس تركزي و تبطلي أستعباط
قال آخر كلماته بنبره ذات مغزي ساخراً، كانت هي مبتسمه ثم ابتعدت عنه قائله بسرور:
_ أنا هروح أغير هدومي
أومأ مروان برأسه و تحركت هي نحو باب المطبخ ثم توقفت عن متابعة سيرها و أستدارت تنظر نحوه من فوق كتفها وقالت بخفوت:
_ مروان أنا بحبك
وجدته يرفع حاجب وينزل الآخر وقد صدرت منه ضحكه وهو يقول بسخريه مازحاً:
_ إيه المناسبه !
حركت هي كتفيها للأعلي و الأسفل قائله بنبره رقيقه:
_ بدون مناسبه ، حسيت إني عايزه أقولها دلوقتي
قالت تلك و تابعت سيرها تخرج من المطبخ وقد شعرت بحرارة في وجنتيها أثر خجلها..
دار هو بنظراته بين تلك الأصناف الشهيه ثم تنهد طويلاً وهو يتحرك يقف على أعتاب المطبخ ينظر نحو الخارج.
ثم عاد يقف أمام أحد الأطباق يمسح على خصلات شعره وهو يقول بيأس:
_ أنا لو مديت أيدي على حاجه مروه مش هتعديها على خير أنا عارف
٠٠٠٠٠٠
خرجت من منزل عمتها مبتسمه على حديث رحاب و صفاء..
و تحركت كعادتها تسير تتسنشق الهواء، أخذتها قدميها نحو تلك النخله التي كانت تتسلقها وهي صغيره..
و دون شعور منها شردت فيما قالته صفاء عن حب إسماعيل لها ، توقفت عن متابعة سيرها وهي تتذكر أن تلك النخله متواجده أمام منزله..
استدارت ترغب العوده لكن توقفت قدميها حين وصلها صوته الرجولي:
_ فاطمه..
أستدارت فاطمه علي مضض تضع ذراعيها أسفل ظهرها وجدته يتقدم منها مبتسماً وهو يقول بلطف:
_ راجعه ليه ؟
أعادت فاطمه طرف وشاحها إلي الخلف وقد شعرت بالتوتر يسيطر عليها ، ثبتت نظراتها على النخله وهي تقول بنبرة مقتضبه:
_ كنت بتمشي ، و راجعه..
أتسعت إبتسامة إسماعيل و عينيه لا تفارق عينيها و هدر قائلاً بصوت رخيم:
_ طالما جيتي لحد البيت ، يبقي نشرب شاي مع بعض
أنكمشت ملامحها و رمقته بنظراتها قائله بنبرة خرجت حاده:
_ نعم !
أدرك هو أنها فهمت الأمر خطأ لذلك راح يوضح لها وهو يشير إلي المقعدين المتواجدين أمام المنزل قائلاً:
_ قصدي نقعد قدام البيت
كادت أن ترفض طلبه و لكن رن في أذنها كلمات صفاء عن حبه لها لا تعلم لما أعجبها الأمر، أومأت برأسها و تحركت بتوتر تجلس على أحد المقاعد..
تهللت أساريره وهو يتقدم منها قائلاً بنبره هادئه يخفي خلفها حماسه:
_ أنا هجيب الشاي، دقايق..
قال تلك الكلمات وهو قد تحرك نحو باب المنزل و قبل أن يدلف إلي الداخل قد التوي ثغره بابتسامة واسعه..
٠٠٠٠
بعد عدة دقائق، خرج إسماعيل من الداخل حاملاً أكواب الشاي ، أعطها خاصتها مما جعل الأبتسامة المتوتر ترتسم على ثغرها وهي تقول بحرج:
_ شكراً
أرتسمت أبتسامة واسعه على ثغره وهو يسحب المقعد خاصته يجلس عليه قائلاً بنبرة خافته:
_ أخبارك إيه..
حاوطت فاطمه كوب الشاي بكفيها و أومأت برأسها دون حديث، ظلت صامته تراقب بحيره ملامح وجهه المبتهجه و عينيه اللامعتين بحب لم تكن تنتبه له سابقاً..
ارتشفت رشفه من كوب الشاي خاصتها و قد هدر هو قائلاً بنبره مهتمه:
_ لسه بترسمي !
مطت هي شفتيها و قد التوي ثغرها عفوياً بابتسامة وهي تقول بشرود:
_ لأ
قالت تلك الكلمات وقد تلعقت عينيها به، حركت رأسها يميناً و يساراً وهي تتنهد طويلاً ثم وضعت كوب الشاي أرضاً و أعتدلت في جلستها وهي تقول بنبره مقتضبة:
_ نصحيه مني ليك متوقفش حياتك على حد
قالت تلك الكلمات وهي تنهض من مكانها، عقد هو حاجبيه و قد وقف على قدميه هو الآخر قائلاً بريبه:
_ تقصدي إيه !
أخذت هي نفس عميق و شعرت بالتردد للحظات لكنها في الأخير حسمت أمرها و تحدثت بوجوم:
_ أنا عرفت من صفاء كل حاجه يا إسماعيل و بقولك متوقفش حياتك عليا، عشان أنا منفعكش
قالت تلك الكلمات و تحركت تخطاه وهي تنفض ثوبها بكفيها تاركه ينظر في أثرها يقبض بكفيه بقوه على كوب الشاي..
٠٠٠٠٠
أنتهي الجميع من تناول الطعام و نهضت حفصة تجمع الاطباق مع مروه التي راحت تسألها بقلق:
_ بجد يا حفصة الأكل كان حلو ؟
أومأت حفصة برأسها مبتسمه وهي تحمل الأطباق قائله بنفاذ صبر ضاحكه:
_ آه والله يا بنتي
تقدمت مروه تقف بجانبها و مالت عليها هامسه بامتعاض:
_ آمال جوزك مكلش ليه ده ملمسش طبقه..
تعلقت عينيها به وهو جالس يتناقش مع مروان و عفوياً قالت:
_ صفوان مش بياكل كتير أصلا
دققت مروه في مقلتيها اللامعتين المعلقه به ثم نظرت نحو صفوان وقد التوي ثغرها بابتسامة جانبيه وهي تردد بخفوت:
_ ما شاء الله
انتبهت حفصة إلي حالها و أشاحت برأسها بعيداً عنه و نظرت نحو مروه قائله بتوتر:
_ هو المطبح منين !
قالت تلك الكلمات وهي تشير بتلك الأطباق التي تحملها..
تقدمتها مروه و هي تحرك رأسها تأمر إياها بمرح:
_ تعالي ورايا
بعد مرور خمسة عشر دقيقه، خرجت حفصة من المطبخ تاركه مروه تعد الشاي ..
دارت ببصرها في المكان تبحث عنه ، وصلها صوته من الشرفه وهو يقول بنبره هادئه:
_ أنا هنا يا حفصة
تقدمت هي نحو الشرفه و قد التوي ثغرها بابتسامة وهي تقول بنبره خافته:
_ المكان هنا جميل
أومأ صفوان برأسه و تحركت هي نحو السور تستند بكفيها عليه، تقدم هو الآخر يقف بجانبها..
رن الصمت للحظات حتي قطعته حفصة وهي تقول مثرثره:
_ الأكل كان جميل مش كده ، مروه طول عمرها طباخه شاطره
أومأ هو برأسه و عينيه معلقه بها و قد تحدث قائلاً بإيجاز:
_ اه فعلا
أعادت هي طرف و شاحها إلي الخلف و قد صدرت منها ضحكه خافته وهي تقول بخفوت ساخره:
_ ياريتك قولتلها أن الأكل حلو أحسن صدعتني جوه، جوزك شكله مش عجبه الأكل..
راحت حفصة تثرثر و تثرثر تخبره عن تذمر مروه و هو واقف يستمع إليها بتركيز دون ملل..
انتهت هي من حديثها وهي تضحك و عينيها تلمعان، التوي ثغره بابتسامة جانبيه وهو يقول بخفوت:
_ أنا هجييك كل يوم عند مروه
عقدت حفصة حاجبيها وقد تلاشت ابتسامتها وهي تقول بعدم فهم:
_ اشمعنا يعني !
أجابها هو قائلاً بصوت أجش:
_ عشان تضحكي كده
صدرت منها ضحكه متوتره و علي الرغم من بساطة الكلمات وقد خفق قلبها و توردت وجنتيها وجدها تبعد نظراتها بعيداً عنه وهي تقول بتلعثم:
_ أنا هروح أشوف مر..
لم تكمل حروف كلماتها حيث رأت عينيها تلمعان بطريقه أربكتها و جعلتها على وشك فقدان وعيها من فرط توترها..
كادت أن تتحرك مبتعده لكن وجدته يقبض على مرفقها يوقف إياها وقد تحدث قائلاً بصوت رخيم:
_ هتشوفي فيها أيه ما زمانها جايه
قال تلك الكلمات وهو يبعد كفه بعيداً عنها بعد أن رأى اهتزاز حدقتيها بتوتر وقد تراجعت إلي الخلف وهي تستمع إلي صوت مروه المرتفع وهي تقول:
_ الشاي وصل
أشاحت حفصة بنظراتها بعيداً عنه و استندت بظهرها على سور الشرفه وهي تري مروان يدلف إلي الشرفه وخلفه مروه التي كانت تحمل صنية الشاي..
أشارت مروه بعينيها إلي مروان نحو تلك الطاوله الموضوعه جانباً لكن مروان لم ينتبه حيث جلس بأريحية مما جعلها تهدر بغيظ وهي تجز على أسنانها:
_ مروان عايزه حاجه أحط عليها الشاي
أنتبه مروان إليها و نهض من مكانه يسحب الطاوله وضعت مروه عليها الصنيه ثم مالت علي مروان هامسه بامتعاض:
_ كلك ذوق والله
رسم مروان ابتسامة على ثغره و جلس و قد تعلقت عينيه بصفوان حيث أشار له قائلاً بنبرة لطيفه:
_ أتفضلوا يا جماعه
تحركت حفصة تجلس على أحد الأرائك وقد جلست بجانبها مروه...
جلس صفوان بجانب مروان الذي راح يتحدث معه في بعض الأمور العامه..
ارتشفت حفصة رشفه من كوب الشاي و عينيها اللامعه معلقه به..
يتبع