الفصل السادس

في المشفي كان يقف ياسين ومحمد وسالم ومايك وامنيه بعد انا عالجوا جروحهم . كانوا ينتظرون خروج سليم من العمليات، فقد زاد قلقهم عندما خرج ممرض وهو يهرول وعاد بعدها بدقائق وهو يحمل كيسان من الدماء .

بينما امنيه يبدو انها اعتادت تلك الحياه بل واحبتها رغم تلك المصاعب حسنًا إن اردت شيئًا فعليك ان تضحي لأجله .

كان مايك يحيط ذراعه بشاش ابيض لإصابه سطحيه في كتفه . بينما امنيه يحيط رأسها شاش ابيض ايضًا لكن ما اختلاف ان جرح رأسها كان غائر بالإضافه الي ذراعها اليمني الملفوفه كامله بالشاش الأبيض .

كان ياسين يجلس وهو ينهش قلبه القلق وبين الباقيه صمت قاتل حتي خرج الطبيب لينهي تلك المعركه الصامته اقترب منه خمستهم سريعًا فكان ياسين هو اول من بادر بالسؤال قائلًا بلهفه :-

_بقي عامل ايه يا دكتور ؟

طمئنهم الطبيب هو يردف بأبتسامه مطمئنه لهم جميعًا :-

_متقلقوش هو بقي كويس خرجنا الرصاصتين الي كانوا في ايده والرصاصه الي كانت موجوده في رجله هو بس كان محتاج نقل دم عشان تزف كتير والحمدلله لقينا فصيلته وبقي كويس وهيفوق علي بكره الصبح ...بس لازم يرتاح اسبوع علي الأقل ..بعد إذنكم

اخذ ياسين يحمد ربه بصوت خافت علي نجاة صديقه

بينما خرج الجميع من المشفي حتي ينتهوا من بعض الأعمال حيث توجهوا اولا ليغيروا ملابسهم من ملابس الأقتحامات الي ملابسهم العاديه .

في زنزانه منفرده دلف مايك بهيبته وملامحه الجامده ليبصر ذلك الرجل ذا الجسد الهزيل الذي يجلس علي تلك المنضده في غرفة الأستجواب ومن الخارج يقف محمد وامنيه عند جهاز كشف الكذب 
عكس مايك الكرسي وهو يجلس عليه ثم اخرج كيس صغيره يحتوي مسحوق ابيض اللون ووضعه امامه علي تلك المنضده واردف بنبره خبيثه جعلت الرعب يدب بأوصال الاخر :-

_مصطفي محمود النمروسي صانع مخدرات صح ولا ايه

اجابه الأخر بتلعثم :-

_صانع مخدرات ايه بس يا باشا

اضاف مايك بنبره يشوبها غلاف من الخبث :-

_لا كدب من الاول يا درش مبحبش كده

_وانا هكدب ليه يا باشا

قالها وهو يمسح انفه في ملابسه وجسده يتشنج ويبدو عليه اثار الأنسحاب الذي كان يراقبها مايك بتركيز شديد

اردف مايك بنبره ذات مغزه :-

_قولتلي اختك الصغيره عامله ايه يا درش ؟ ووالدتك جبتلها العلاج ولا لسه ؟

هنا انتفض جسد النمروسي بفزع قائلًا :-

_قصدك ايه باشا

اخرج مايك احد لفافات التبغ وهو يشعلها ويردف بهدوء :-

_مقصديش حاجه بسأل عليهم . مسألش يعني

اجابه النمروسي :-

_لا براحتك يا باشا

وقف مايك من مجلسه وهو ينفث دخان التبغ ويدور حول المنضده وهو يردف :-

_بس مش غريبه انك مش مدمن الا علي الهيروين بس

هنا اجابه النمروسي :-

_انت عايز ايه يا باشا

جلس مايك هو الكرسي بعد ان اعاده الي وضعه الطبيعي :-

_ كده بدأت تفهمني. عايزك تعترف بالحقيقه والشغل ده ميتعملش هنا عشان انت كده كده لابس وهما خلاص اعترفوا عليك فانت تساعدني وتساعد نفسك وتقولي المخدر الجديد الي انت بتعملوه دا تأثيره ايه ...ثم ارجع ظهره الي الخلف وقال بهدوء :-

_من غير كدب يا درش فاهم من غير كدب

_المخدر ده يا باشا جرعه واحده منه وحتي لو مش كبيره بتخليك تشوف هلاوس سمعيه وبصريه وبتعلب في الأعصاب يعني في موقف يستدعي الحزن تلاقي الي خده قاعد يضحك هو بيعلب في الإشارات العصبيه الي في المخ . الجرعه التانيه منه بتجيب جنون إرتياب وتخلي الي خده يحس ان العالم كله بيتخطط ازاي يتخلص منه وعلي الجرعه التالته المتعاطي بيموت ولو مماتش بيتجنن بسبب الهلاوس السمعيه والبصريه ...

كان مايك يستمع وهو يضم قبضته بعصبيه حتي برزت عروق يده ولم يتمالك نفسه وهو يسبه سبه نابيه . رفع مايك انظاره بعد ان انتهي النمروسي من سرد تأثير هذا المخدر الي محمد وامنيه حتي يتأكد إن كان يقول الحقيقه ام لا، فهز محمد رأسه بمعني نعم يقول الحقيقه

بينما أخذ مايك نفس عميق وهو يحاول ان يتمالك نفسه كي لا يفقد اعصابه ويبرحه ضربًا هذا الشيطان بجسد إنسان والذي ان كان قد خرج ذلك المخدر الي العلن لكان ذهب ضحيته مئات ومئات من الشباب والذي سيبدأ مع اغلبهم الأمر بقول " لما لا نجرب لن يحدث شئ " . اخذ مايك بعض الأنفاس من لفافة تبغه واردف ببرود بعد أن استطاع ان يعاود التحكم في أعصابه :-

_كمية مخدر الشابو الي لقيناها في المصنع دي دخلتوها البلد منين وازاي

_دي والله معرف انا اخري كنت بروح اشتغل علي المخدر ده بس انما المخدرات بتخش وبتتوزع ازاي والله معرف

اضاف مايك بسخريه :-

_قالوا للحرامي احلف

اشار للرجال الذين ينتظرون امر من مايك اشار مايك لهم قائلًا :-

_خدوه علي الحجز

بينما كان النمروسي ينظر الي ذلك الكيس الصغير بينما مايك يلاحظ نظراته تلك ارتفعت ضحكاته وهو يردف :-

_متركزش اوي يا درش ده كيس دقيق مش هيروين

اخرجوا مصطفي النمروسي وبعد خروجه دلف محمد وامنيه اليه

اردف محمد :

_هتحقق مع الباقي دلوقت

اردف مايك بأندماج وقد اخذ نفس اخر من لفافة التبغ بعد إنهاء جملته :-

_سيبهم دلوقت وتدخل واحد كده يلعلبي في اعصابهم شويه

واخذ يسعل بشده بسبب لفافة التبغ وقال وهو يسعل :-

_الله يحرقك يا محمد انت وسجايرك

واخرج علبة سجائر محمد وهو يقذفها فيه تلاقفها بمهاره وهو يضحك :-

_محدش قلك تعمل باد بوي

ضحك مايك وهو يردف :-

_يا عم اول لما خت نفس كنت هكح وهيبتي هتضيع

امنيه :-

_هنعمل ايه دلوقتي

اردف محمد وهو يقف :-

_انا هروح شوفوا انتوا هتقعدوا ولا هتروحوا ونتقابل بكره الصبح عند سليم

مايك :-

_اشطات

بعد خروج محمد من الغرفه نظر مايك الي امنيه عن كثب :-

_مالك

انتبته له امنيه الشارده واردفت :-

_مفيش

اردف مايك وهو ينظر الي عيناها :-

_لا فيه انت متغيره من امبارح قبل المهمه

اخفضت امنيه عيناها :-

_مفيش صدقني

شعرت بيده التي التقطت يدها لتنظر اليه لتراه يبتسم لها واردف :-

_هو فيه بس وقت ما تكونِ عايزه تحكي فا أنا موجود الاخوات دايمًا في ضهر بعض وانا في ضهرك

وعند تلك الجمله ازالت الشكوك التي روادتها ابتسمت له وهي تردف :-

_انا لو كان عندي اخ مش هيبقي زيك

اردف بسخريه :-

_وانا كيس جوافه ما انا اخوكي انتِ ناسيه ولا ايه

اردفت بصدمه :-

_ايه ده بجد بس انت مايك يعني مسيحي وانا مسلمه

_اخوات في الرضاعه يخربيت الذكاء

صاح وهو يقف قائلًا :-

_مش وقت تتنيح انا مروح هتيجي اوصلك

وافقت امنيه قام بإيصالها ورحل وقفت امنيه انام البنايه وهي تطالعها ب.. حسنا تطالعها بشعور لا تعرفه اختارت ان تترك المصعد وتصعد السلالم كي تعرف الشقه وجدتها ودلفت اليها لتجد انها تعيش وحدها تقريبًا حتي اتاها اتصال من سيده ادركت فيما بعد انها والدتها

ارتمت علي السرير وهي تفكر في اشياء كثيره ومن اهمها كيف اتت الي هنا لا تدري بعد ولكن هذا افضل من حياة ميمي حسنًا هي ستدرك كيف اتت لهنا بطريقتها الخاصه

ترقبوا القادم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي