سكه ابليس

محمدالسيد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-03ضع على الرف
  • 13K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

استيقظ صالح على صوت أذان العصر حيث شعر بصداع شديد يخترق رأسه وكأن شخصا ضربة بمطرقه على رأسه، لم يتحمل صالح الألم الشديد في رأسه الناتج من هذا الصداع المزمن فأبتلع قرصين من المسكن واتجه إلى المطبخ ووضع كنكه القهوة علي النار الهادئة وبعد دقائق صبها في كوب صغير وجلس في الشرفة ثم ارتشف القهوة وأشعل معها سيجارة سوبر سحبها من علبة سجاير والده فقد تعود صالح منذ فتره علي سرقة السجاير من علبة سجاير والده وذلك لأنه لا يمتلك ثمن السيجارة.
صالح شاب ثلاثيني من اسره متوسطة الحال والده مرسي كان موظف حكومة في جمعية تعاونية ثم خرج علي المعاش اما والدته سعاد ست بيت حياتها منغلقة علي الطبخ والنظافة وتربية الاولاد ليس أكثر وبعد الانتهاء من أعباء البيت تتفرغ للثرثرة مع الجيران، صالح له اخ واحد أصغر منه بخمس اعوام اسمه صابر ولكنه حاله افضل منه بكثير خاصة انه يعمل مدرس لغة انجليزية في احدي المدارس الخاصة وقد استطاع ادخار مبالغ كبيرة من الدروس الخصوصية ثم تزوج من ثلاث سنوات من زميلة له في المدرسة تعمل مدرسة رياضيات وانجب مصطفي الذي لم يكمل عامه الثاني.
في المساء وقف صالح أمام غرفه مرسي والده، طرق الباب برفق وظل واقفا حتي اذن له مرسي بالدخول، اقترب صالح من مرسي ثم سأله بمرح: اخبارك ايه يا ابو صالح؟
ضحك مرسي وقال: الحمد لله يا صالح.
تنحنح صالح ثم قال بخجل: شوفلي معاك خمسين جنيه يا ابو صالح.
زفر مرسي بضيق وقال ناصحا: يا بني شوفلك شغلانه اشتغلها، انت مش صغير.
علق صالح مدافعا عن نفسه فقال بوضوح: البلد حالها واقف يا ابو صالح، هو في حد بيشتغل في الأيام دي!
نظر له مرسي بلوم وقال معاتبا: انت اللي خدت علي القاعدة ومش عايز تشتغل.
نطق صالح بنبره ساخرة: هات الخمسين جنية ومن بكره هدور علي شغل.
وفي النهاية استسلم مرسي لإلحاحه واعطاه الخمسين جنيها، اخذ صالح الخمسين جنيه واتجه إلى الشارع ليقضي الليل مع أصدقائه.
-٢-
عاد صابر الي البيت في منتصف الليل بعد إنهاء الدروس الخصوصية، استقبلته منال زوجته بابتسامه واسعه ثم قالت له برقه: حمد لله علي السلامة يا حبيبي.
سألها صابر بهدوء وهو يخلع حذائه: عاملنا اكل ايه النهارده؟
اجابته منال بثقه: عامله المكرونة البشاميل اللي انت بتحبها.
قبلها صابر من جبينها وقال بنبره صادقة: ربنا يخليكي ليه يا حبيبتي.
ثم اتجه إلى غرفة النوم لتغير ملابسه وعندما وجد مصطفي ابنه نائما كالملائكة في الفراش قبله وربت عليه برفق ثم قال له هامسا: وحشتني اوي يا مصطفي.
جلسا صابر مع زوجته منال علي مائده الطعام لاحظت منال ان صابر يأكل بنهم وكأنه لم يتذوق الطعام منذ عده ايام فسألته باستغراب: شكلك جعان اوي يا صابر؟
اجابها صابر وهو يمضغ الطعام: مكلتش من الصبح غير سندوتش طعمية .
ربتت منال علي يده وقالت بتعاطف: خلي بالك من صحتك يا صابر، انت بتشقي طول اليوم في الشغل.
ابتسم صابر وقال بنبره صادقة: انا مستعد اكسر في الصخر علشان ميبقاش ناقصكم حاجه.
احتضنته منال بقوة وقالت بنبره رومانسية: طول ما انت معانا يا صابر مش ناقصنا حاجه.
صابر شاب رياضي يمارس رياضه كمال الاجسام منذ اكثر من عشر سنوات وبسبب انشغاله طول اليوم في العمل واهماله للنظام الغذائي المتبع نقص وزنه الكثير وبالرغم من كل هذا مازال صابر يمتلك جسم رياضي تنبت منه عضلات بارزه ومع هذا لم يستخدم صابر قوته في يوم من الايام في إزاء الآخرين ولهذا فهو محبوب من كل من حوله سوآءا من زملائه في العمل من المدرسين او الطلبة في المدرسة.
-٣-
وقف صالح مع صديقه علي على ناصية الشارع حيث أنهما كان يلتفتان يمين ويسار وكأنهما ينتظران احد وبعد دقائق اقتربت منهم سيارة سوداء يقودها شابا صغير لم يكمل العشرين عاما وبجواره فتاه من سنه تقريبا، اقترب منه صالح وناوله الخمسين جنيها أخذها الشاب وناوله قطعه حشيش صغيرة ثم انطلق بالسيارة بسرعه البرق.
تفحص صالح قطعه الحشيش باستغراب ثم التفت الي صديقه وقال بضيق: هما كل شوية يقللوا في الكمية لحد ما هتختفي خالص.
ضحك علي ثم قال موضحا: ما كل حاجه في الدنيا بتغلى، هي يعني جات علي الحشيش.
نطق صالح بضيق: لما السيجارتين يبقوا بخمسين جنيه يبقى افتري.
علق علي على حديث صديقه فقال ناصحا: ما انا قولتلك نجرب الاستروكس سيجارة واحده هتسفرنا احنا الاتنين.
زفر صالح بضيق ونطق باشمئزاز: استروكس ايه بس اللي عايزنا نشربه ده كيف المتسولين.
اتجها الصديقان إلى شارع مظلم وقاما بلف سيجارتين الحشيش ثم بدأوا في شربهما وفجأة اقترب منهما ميكروباص بداخله اربع رجال ملامحهم حاده، تفحصهم صالح بدقه ثم صرخ في صديقه هاتفا: حكومة يا علي اجري ياض.
وفي سرعه البرق ركضا الصديقان هروبا من رجال الشرطة وخلفهم انطلق الميكروباص بأقصى سرعته للقبض عليهما وكأنه حيوان مفترس يركض خلف فريسته.
-٤-
استيقظت سعاد من النوم علي صوت ضوضاء في الصالة فأيقنت ان صالح قد عاد، فاعتدلت من نومها وخرجت اليه فانزعجت حينما رأته علي هذا الحال حيث كان صالح ينهج بشده وكأنه ركض لمسافة طويلة دون توقف بالإضافة الي القلق والتوتر الظاهر علية فسألته باستغراب: مالك يا صالح؟
اجابها صالح بتوتر: مفيش يا ماما.
وقبل ان ينصرف اوقفته سعاد حيث قالت بشك: شكلك عامل نصيبه، هو انا مش عارفاك.
علق صالح على حديثها مدافعا عن نفسه فقال بتوتر: معملتش حاجه يا ماما، انا داخل انام.
نطقت سعاد داعيه له: ربنا يهديك يا صالح يا ابن بطني.
اتجه صالح إلى غرفته واغلق الباب عليه بإحكام ثم وقف في الشرفة يتابع المارة بقلق حيث ان عقله انشغل بما حدث أثناء مطارده الشرطة لهما فقد تم القبض علي صديقه علي وبحوزته قطعه الحشيش التفت صالح وهو يجري بعدما قبض علي صديقه فوجده ساقطا علي الأرض وحوله رجال الشرطة يركلونه في بطنه بمنتهي الفسوة صرخ علي من شده الألم لم يستطيع صالح ان يرى صديقه في هذا المنظر فركض بأقصى سرعة الي البيت.
ولهذا صالح يتابع المارة بقلق من الشرفة خوفا من ان تأتي اليه الشرطة وتقبض علية فنطق صالح بنبرة خوف: ربنا يسترها.
-٥-
جلس علي في الزنزانة وسط عدد كبير من المساجين في حاله يرثي لها فقد تغيرت ملامح وجهه كثيرا من الصفعات واللكمات التي انهالت عليه من رجال الشرطة بالإضافة الا انه يشعر بألم شديده في جميع أنحاء جسمه بسبب الركلات القاسية التي سددت في كل جزء بجسده لحظه القبض عليه، بكي علي بحرقة بسبب الإهانة الشديدة التي تعرض لها فأعتبره أسوأ يوم مر عليه في حياته كلها، صرخ فيه محمود كفته هاتفا: صدعتنا يا سي زفت، اكتم بقي بدل ما اجي اكتمك علي طول.
صمت علي ولم ينطق بحرف واحد خوفا من بطش محمود كفته ومع هذا ظل يبكي ولكن في صمت ثم خاطب نفسه هامسا: منك لله يا صالح، بس لما اطلعلك.
وبعد ساعات طويلة استطاع علي ان يصل الى هاتف محمول مع احد المساجين فأتصل بصديقه صالح حيث قال له بعصبية: الو يا صالح انت سايبني مرمي في الحجز ونايم في بيتكم.
نطق صالح بقلق: مش هقدر اعملك حاجه يا علي.
صرخ فيه علي هاتفا: انا عايز الفين جنيه يأما هقول لرئيس المباحث اني اشتريت الحشيش ده منك واجيبلك الحكومة عندكم في البيت يا معلم.
علق صالح علي حديث صديقه فسأله باستغراب: هو انا ببيع حشيش يا علي!
رد علي بحده: انا مش هشلها لوحدي.
ثم اردف سائلا باقتضاب: اختار لك حل من اتنين ملهمش تالت يتدفع الألفين جنيه يا هسلمك للحكومة؟
ثم اغلق الهاتف في وجهه بمنتهي قله الذوق، جلس صالح يفكر في تلك الورطة التي لم يجد لها حل فكل اختيار منها أصعب من الأخر.
-٦-
وضع عصام فرش الحشيش أمامه علي الارض ثم امسك سكين كبير وحاد وقطع فرش الحشيش الي شرائح ثم بدأ في تقطيع الشرائح الي أصابع، جلست هيام عشيقته بجواره ثم التقطت سيجاره حشيش من علبة سجائره واشعلتها زفرت دخانها بهدوء وقالت بدلع مصطنع: انا عايزه الف جنيه النهارده يا حبيبي.
التفت لها عصام وسألها بعصبية: ليه الف جنيه؟
ردت هيام بهدوء: هشتري لبس وشوية حاجات تانيه.
زفر عصام بضيق وقال باقتضاب: خدي متين جنيه مشي بيهم نفسك.
صرخت فيه هيام هاتفه: بطل بقى البخل اللي فيك، ده انت مكسبك في اليوم من تجاره الحشيش ميقلش عن الخمس تلاف جنيه.
اخذ عصام سيجارة الحشيش من بين اصابعها وسحب نفسا عميقا ثم قال لها بنبره جاده: صحيح انا بكسب الوفات في اليوم بس لو وقعت عمري كله هيضيع في السجن وساعتها كل اللي حواليه هيبعدوا عني واولهم انتي يا هيام، هتنسيني وتدوري علي راجل تاني يصرف عليكي.
زامت هيام شفايفها وقالت باقتضاب: هات المتين جنيه وخلاص.
نطق عصام بعدم اكتراث: لما اقطع الفرش اللي في أيدي.
تركته هيام ودخلت غرفتها وهي في قمه غضبها بسبب بخله وحرصه الشديد اما عصام فعاد لتقطيع الحشيش من جديد.
عصام شاب صغير لم يكمل العشرين عاما صاحب بشره سمراء؛ عيون عسلية، شعر خشن واكرت؛ نحيف وقصير القامه؛ حاد الطباع بسبب تعاطيه للمخدرات بكميات كبيرة بالإضافة إلى قله النوم وكثره التفكير.
استطاع عصام ادخار مبلغ كبير من المال في فتره قصيرة من تجارة الحشيش فاشتري شقه تمليك صغيرة وسيارة مستعملة بالإضافة الي انه فتح حساب في البنك بمبلغ ربع مليون جنية ومع هذا لا يكفيه كل هذا فظل يبحث عن المزيد والمزيد، نقطه ضعف عصام الوحيدة هي النساء كل فتره يصاحب عاهرة ويأتي بها لتعيش معه في شقته وبعدما يمل منها يتركها ويبحث عن غيرها لإشباع رغبته التي لا تنتهي.
الغريب في الأمر أن والده الحاج خميس أمام جامع يحترمه الجميع ويستشرونه بكل شيء له علاقة بالدين ووالدته الحاجه اسماء قضيت عمرها كله في تحفيظ القرآن الكريم للأطفال وكذلك تعليهم أصول الدين كالصلاة والصوم وبالرغم من كل هذا فشلا في تربية ابنهما الوحيد والسبب الرئيسي في هذا ان اسماء أنجبت عصام بعد عشر سنوات من زواجها بعدما انتظرت سنوات طويله حلمت فيها بالإنجاب ولفت علي مئات الأطباء وبالرغم من هذا لم تيأس من رحمه الله وبعدما رزقهما الله بعصام قاما الاثنين بتدليله بطريقه مبالغ فيها فأصبحت طلباته أوامر تنفذ بمجرد ان يطلبها وبعدما تخطي مرحله الطفولة ووصل إلى مرحله الشباب زادت طلباته فأصبحا والديه عاجزين عن تحقيقها فزادت الفجوة بينه وبينهما، فشل عصام في التعليم فشلا زريعا فرسب في الثانوية العامة عده مرات وترك التعليم بعدها واتجه الي تعاطي الحشيش بشراهة وطبعا الأموال التي كان يأخذها من والديه لا تكفي فبدأ في سرقتهما ليستطيع جلب المال الكافي لشراء الحشيش، اكتشفا والديه أنهما ربياه بطريقه خاطئة ولكن بعد فوات الأوان، اتجه عصام الي تجاره الحشيش لأنه دائما يحتاج الي المال الكثير لإشباع رغباته التي لا تنتهي.
-٧-
في اليوم التالي صباحا ذهب صالح إلى قسم العبور وقابل علي صديقة من شباك باب الحجز بعدما ناول العسكري الواقف علي الحجز عشر جنيهات، نظر صالح الي علي بشزر وقال بعصبية: بتساومني يا صاحبي.
علق علي علي كلام صديقه فقال موبخا: انت ندل وخاين يا صالح ومن النهارده كل واحد فينا في طريق.
زفر صالح بضيق وقال بنبره تهديد: حسابي معاك بعدين لما تطلع من السجن.
وقبل ان ينصرف اوقفه علي سائلا: فين الألفين جنيه يا صالح؟
اخرج صالح علبه سجاير من جيبه وناولها له من شباك الحجز ثم قال بصوت منخفض: الفلوس جوه علبة السجاير.
أخذها علي بسرعه ووضعها في جيبه ثم تلفت يمين ويسار ليتأكد بأن لا أحد يراقبه فيخشي علي ان يتكاثر عليه المساجين ويأخذوا منه الفلوس بالقوة اما صالح فقد عاد إلى البيت بعدما قرر ان ينهي علاقته بعلي الا الأبد.
وبعدما عاد صالح الي البيت وجد نصيبه أكبر تنتظره فقد اكتشف مرسي ان صالح ابنه سرق من خزانه الملابس الفين جنيه فجن جنونه واقسم ان يسلم ابنه للشرطة لأنه فشل في تربيته اما عن سعاد فظلت تبكي وتولول علي خيبتها وحسرتها في ابنها البكري.
دخل صالح من باب الشقة ليجد والداه ينتظراه في الصالة ملامحهما توحي بالغضب الشديد؛ عيناهما يتطاير منها الشزر، تنحنح صالح ثم سألهما بقلق: هو في حاجه حصلت؟
صرخ فيه مرسي هاتفا: بتسرقني يا ابن الكلب يا حرامي.
علق صالح علي اتهام والده له فقال مبررا موقفه: انا مسرقتش حاجه يا بابا، انا مش حرامي.
نطقت سعاد بعصبية: بتسرق ابوك يا صالح، يا خساره تربيتي فيك.
زفر صالح بضيق ثم صرخ فيهما هاتفا: انا مسرقتش حد، انا مش حرامي افهموا بقي.

اقترب منه مرسي بخطوات ثابته حتي وقف أمامه مباشره ثم صفعه علي وجهه بكل ما اوتيه من قوة، نظر له صالح بشزر ثم صرخ فيه هاتفا: بتضربني بالقلم والله ما انا قاعد لك في البيت.
فنطق مرسي موبخا: في ستين الف داهيه.
ترك صالح البيت وهو غاضبا علي كل من حوله بداية من ابوة الذي صفعه علي وجهه واهانه ثم امه التي ساندت ابوه ووقفت ضده نهاية بعلي صديقه الذي ساومه واخذ منه الفين جنيها حتي لا يجره معه في السجن وكان السبب في كل المصائب التي حلت به .
-٨-
جلست هيام بمفردها في مقهي شهير بمدينه نصر أشارت للنادل وطلبت منه كوب نسكافيه، أشعلت هيام سيجارة وزفرت دخانها بغضب وارتشفت من كوب النسكافيه، مر أكثر من ربع ساعه حتي اتاها شاب ثلاثيني كانت تنتظره بفارغ الصبر حيث سألته بعصبيه: ايه اللي اخرك كده يا شريف؟
ارتشف شريف من كوب الماء المثلج ثم اجابها بهدوء: الطريق واقف من اول صلاح سالم اصل الريس كان معدي.
زفرت هيام بضيق ثم سألته: المهم اخبارك ايه يا شريف؟
رد شريف بلا مبالة: مستخبي اليومين دول عند خالي في المطرية، بتوع تنفيذ الأحكام قالبين الدنيا عليه........
فقاطعته هيام حيث سألته بقلق: والحكومة عايزه منك ايه؟
أشعل شريف سيجارة وزفر دخانها بهدوء ثم قال موضحا: من كام شهر كده الدنيا كانت واقفه معايا مكانش معايا حتي تمن علبة السجاير، المهم شغلت دماغي لفيت علي كل المحالات اللي بتبيع بالقسط ادفع المقدمة واشتري وابيع اللي اشتريته كاش في محل تاني وفضلت شغال ٣ شهور علي الحوار ده، لحد ما اكتشفت اني ماضي وصلات امانه بأكثر من نص مليون جنية مع ان كل اللي طلعلي في المصلحة دي ميعديش الميه وخمسين ألف جنيه.
ضحكت هيام ضحكه خليعه وقالت مداعبه: طبعا ما انت تلاقيك كنت بتبيع الحاجه بنص التمن علشان تخلص منها وتمسك فلوس.
اعتدل شريف في جلسته ثم سألها مستفسرا: سيبك مني المهم انتي عامله ايه مع عصام؟
تنهدت هيام بغضب واجابته بعصبيه: عصام بخيل ورمه بيدني الفلوس بالقطارة مع انه بيكسب كتير من تجاره الحشيش.
صمت شريف قليلا حيث كان يفكر في شيئا ما ثم سألها بخبث: هو عصام معاه قد ايه؟
ردت هيام بوضوح: مشتري شقه في العبور تمنها معدي ٣٠٠ الف جنيه ده غير ان عنده حساب في البنك بربع مليون جنية.
ابتسم شريف بخبث ثم سألها: ايه رأيك لو الشقة دي بقيت بتاعتنا؟
اجابته هيام بلهفه: ده يبقى خير ونعمه من عند ربنا.
ثم اردفت بسؤالها: انت ناوي علي ايه يا شريف؟
ضحك شريف وقال بهدوء: هتعرفي كل شيء في أوانه.
انصرف شريف من المقهى وعقله ظل مشغولا في الخطة التي سيستولى بها علي شقه عصام.
-٩-
خرج علي من القسم في اليوم التالي من القبض عليه وقد جاء والده المعلم منصور وضمنه وخرج معه لحظتها اما عن سر خروج علي بهذه السرعة من القسم لأنه ببساطه رمي قطعه الحشيش في الشارع قبل أن يقبض عليه رجال الشرطة ولهذا فلا يوجد شيء يدينه، اكتشف علي وهو محبوس في الحجز ان صديقه صالح شخص اناني وندل ولهذا قرر ان يستغله اسواء استغلال فأوهمه بأنه قبض عليه بقطعه الحشيش وساومه اما ان يدفع له الفين جنيها اما سيرشد الحكومة عنه بأنه اشتري منه قطعه الحشيش وطبعا خوف صالح وجبنه أجبره ان يدفع الألفين جنيها لصديقه علي.
في المساء جلس علي على المقهى ثم طلب كوب شاي من حمو القهوجي وبعد نصف ساعه تفاجأ بصالح أمامه فأبتسم بخبث وقال ساخرا: شدلك كرسي واقعد يا صالح.
تخطي صالح سخافته ثم سأله بعصبيه: انت خرجت من القسم ازاي؟
اجابه علي بخبث: النصيب يا صاحبي.
ثم اردف بسؤاله: هو انت مكنتش عايزني اخرج يا صالح؟
ايقن صالح ان علي لم يقبض عليه متلبسا بقطعه الحشيش وانه خدعه ليأخذ منه الألفين جنيها ولهذا صرخ فيه هاتفا: انت نصاب يا علي اشتغلتني وقولتلي انك اتمسكت بالحشيش......
فقاطعه علي قائلا بوقاحه: اه اشتغلتك لأنك عيل واطي وجبان، سبتني اتحبس ورحت استخبيت في بيتكم زي العيل الصغير.
انفجر صالح من شده الغيظ فشده بقوة من ياقة القميص مما اضطر علي ان يدفعه بكل قوته فأصطدم صالح في الحائط وفي لحظات تحول الصديقان إلى عدوان بعدما تشابك بالأيدي والارجل واضطر اهل الحارة ان يحجز بينهما والكل تعجب مما رأي خاصه أنهما أصدقاء منذ الطفولة ولكن الصداقة انتهت في هذه اللحظة لتحل محلها العداوة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي