الفصل السادس وعشرون
زفرت مروه بيأس و هي تقف هكذا تستند برأسها على باب الغرفه القابع بداخلها زوجها..
_ بتعملي إيه يا مروه
خرجت تلك الكلمات من فم وفاء الواقفه خلفها تكتم ضحكتها بصعوبه، أعتدلت مروه في وقفتها سريعاً و نظرت نحوها بحرج قائله بهمس:
_ كنت، كنت ، كنت بنضف..
تعثرت عن التبرير، أنفلتت ضحكه خافته من وفاء و أكملت لها كلماتها قائله بنبره ماكره:
_ كنتي بتلمعي الباب خدت بالي
وضعت مروه سبابتها على فمها تشير لها قائله بنبره خافته تكاد تكون مسموعه:
_ هدي صوتك عشان، عشان منزعجش مروان و هو بيشتغل
شعرت مروه بالباب خاصة الغرفه يفتح ،أستدارت علي الفور لتجد مروان يقف أمامها يرفع أحد حاجبيه و هدر بنبرة ساخره:
_ مش هنبطل شغل العيال ده بقي !
عضت مروه علي شفتيها و هي تنظر نحو وفاء التي كبحت ضحكتها واضعه كفها على فمها ثم تحركت من أمامهم وهي تقول بنبرة مكتومه:
_ هروح أساعد أمي
حركت مروه قدميها ترغب في اللحاق بها وهي تقول بتوتر:
_ أنا كمان هروح أساعد طنط..
لم تكمل كلماتها حيث شعرت به يقبض على سترتها من الخلف يسحب إياها وهو يقول باستنكار:
_ ده إلي ناقص واقفه قدام الباب ليه يا مروه ، مستنيه تسمعي إيه..
فتحت مروه عينيها بأتساع وهي تبتلع ريقها قائله بنبره مرتبكه:
_ أنا ، أنا موقفتش أنا كنت..
تعثرت الكلمات في فمها و رفعت كفها تزيح كفه عن سترتها وهي تتابع بتلعثم مبرره:
_ أنا بس كنت واقفه بتكلم مع وفاء..
قالت تلك الكلمات وقد ترك هو سترتها مما جعلها تستدير وهي تعدل من وضع سترتها و هي تقول ببرود زائف:
_ أنت إيه إلي مضايقك في كده..
عضت على شفتيها بشده و هي تجده يرفع حاجب و ينزل الآخر بسخريه ، عدلت هي من وضع سترتها المنزليه و هي تقول بخفوت حانقه:
_ أنت كنت بتكلم حد و أنت جوه..
التوي ثغره بابتسامة سريعاً ما تلاشت وهو يخبرها بنبرة مستفزه:
_ كنت بكلم عميله
نطق آخر كلمه ضاغطاً عليها بشده وهو يراقب وجهها الذي أحمر على الفور غيظاً ، وقعت نظراته علي كفها التي كورته بشده وهي تقول من بين أسنانها:
_ مين بقي العميله دي أن شاء الله
كادت أن تفلت منه ضحكه و لكنه تمالك حاله و تحدث قائلاً بنبرة عابثه:
_ خمني !
جزت هي على أسنانها بعنف و هدرت بنبره مشتعله بنيران الغيره:
_ الرقاصه صح؟
لديه رغبه قويه في الضحك على وجهها المحتقن من شدة غيظها، لكنه سيطر على تلك الرغبه و حك أسفل ذقنه و تحدث ببرود زائف:
_ أسمها ماااهي
دفعته هي بكفيها في صدره وهي تقول بنبره ناريه:
_ و كمان بتعترف
لم يتمالك حاله حيث صدحت ضحكاته عالياً و مسك رأسها بكفه جاذباً إياها نحو صدره و تحدث من بين ضحكاته قائلاً:
_ صبرني يارب على مروه
أرادت هي دفعه بعيداً عنها لكنه ثبت رأسها جيداً يمسح على خصلات شعرها و مال علي أذنها قائلاً بصوت أجش:
_ متخافيش أنا مش من نوع الرجاله الخاينه..
عضت هي على قميصه قطعت الزر خاصته وهي تقول بنبره مكتومه صارخه:
_ متبررش، كنت بتكلمها و عمال تضحك يا برودك
أبعدها هو عنه شاعراً بالأنزعاج من صوتها الصارخ تعلقت عينيه بثغرها و كاد أن يميل برأسه عليها لكن دفعته هي بعيداً عنها صارخه بشراسه:
_ أبعد عني يا محامي الرقاصات..
وجدته ينظر خلفها يحك أسفل ذقنه ، مما جعل وجهها يحتقن غضباً، وصل إلي مسامعها صوت ضحكه أنثوية خافته يتبعه صوت والدته المفعم بالدهشه:
_ محامي الرقاصات! ، أبني بقي محامي الرقاصات..
حرك مروان كتفيه للأعلي والاسفل بقلة حيله و نظراته معلقه بها وقد أستدارت تحدق بأعين متسعه بشقيقتة و والدته و قد غز الأحمرار وجهها حرجاً ترغب أن تنشق الأرض و تبتلعها..
٠٠٠٠٠٠٠
أغلقت حفصة ذلك الكتاب واضعه إياه بجانبها و هي تجلس هكذا أمام المنزل تتابع بشرود الماره..
شعرت بخطوات تقترب منها حركت رأسها و قد وقع بصرها على فاطمه التي كانت واجمة الملامح تنظر نحوها بحقد لم تستطع السيطره عليه ، جلست علي مقربها منها تنظر أمامها بوجوم ثم هدرت بنبرة جامده:
_ يوسف مسافر
ظهر التعجب على ملامح حفصة لكنها لم تعقب و أبعدت نظراتها بعيداً عنها، لم تجد الأخري رد منها مما جعلها تنظر لها قائله باستهجان:
_ بقولك مسافر !
أغمضت حفصة جفونها ثم عادت تفتح إياهم ونظرت نحوها قائله بضيق:
_ عايزيني أعمل إيه يعني !
ظلت فاطمه تنظر إليها للحظات بملامح منكمشه ثم تسألت بنبره حاده:
_ كنتي بتحبيه ؟
أستنكرت حفصة ذلك السؤال و ظهر ذلك على ملامحها و هي تهدر بأنزعاج تام:
_ فاطمه حاولي تنسي يوسف و بطلي تشوفني أنا الغلطانه لأن لو حد هيطلع غلطان في الحكايه دي هيبقي أنتي و هو
عقدت فاطمه حاجبيها و تحدثت بنبره هجوميه:
_ صفوان مش كده ، أنا و صفوان و أنتي و يوسف ملايكه بجناحات مش كده !
قالت تلك الكلمات وهي لديها رغبه قويه في الفتك بها ولكن منعت حالها ضاغطه بكفيها على حافة المقعد الجالسه عليه..
سحبت حفصة الكتاب الموضوع بجانبها و نهضت من مكانها قائله بنزق:
_ مش هتكلم معاكي في حاجة عشان أنتي بتفهمي على مزاجك
قالت تلك الكلمات و تحركت تسير مبتعده عن تلك الجالسه بوجه محتق بحقد دفين..
٠٠٠٠٠
وصل إلي مسامع وفاء تلك الزغاريد التي أطلقتها والدتها للتو و خرجت من الغرفه و تحركت نحو الصالون وهي تدور بنظراتها بين والدتها و شقيقها الجالس بجانبها قائله بتعجب:
_ بتزغرطي ليه يا ماما ؟
تبادلت والدتها النظرات مع شقيقها وهي تبتسم ثم نظرت نحوها قائله بسرور:
_ غنيم إبن خالتك طلب إيدك للجواز
تدلي فكها السفلي من وقع الكلمات على مسامعها و هي تردد بصدمه غير مستوعبه:
_ نعم أنتي بتقولي إيه يا ماما ؟، عمل إيه..
أتسعت إبتسامة والدتها وهي تقول بسعادة واضحه في نبرتها:
_ إبن خالتك طلب إيدك للجواز
ظلت هي واقفه للحظات تحاول الأستعياب ثم عقدت حاجبيها وهي تهدر باحتجاج حانقه:
_ اتجنن ده ولا إيه ، أيد مين إلي طلبها ده
تلاشت تلك الأبتسامة التي كانت تزين ثغر والدتها و هدرت بتوجس:
_ أنتي مش فرحانه ولا إيه ؟
ألقت وفاء نظره على شقيقها الجالس يتابع في صمت و تحدثت قائله بضيق:
_ لأ طبعاً مش موافقه أنا على الكلام ده ، غنيم مين ده !
رفعت والدتها حاجب و نزلت الآخر وهدرت بنبره حانقه:
_ ليه ماله غنيم يا أستاذه ؟
تنفست وفاء بعمق محاوله السيطرة على أعصابها و رمقت والدتها بنظراتها ثم تحدثت قائله بنبرة حاولت جعلها هادئه:
_ بصي يا أمي غنيم كويس و كل حاجه بس أنا شايفه أنه مش مناسب ليا هو بالنسبالي إبن خالتي و بس
كادت والدتها أن توبخها و لكن منعها مروان حيث تحدث بهدوء متناهي:
_ سيبها براحتها يا أمي
أنفرجت أسارير وفاء عقب كلماته و أشارت نحوه وهي تنظر لوالدتها قائله بخفوت:
_ شوفتي الناس المتفهمه..
ابتلعت وفاء باقي كلماتها حين هدر مروان قائلاً بنبره حازمه:
_ لينا قعده مع بعض يا وفاء
أنكمشت ملامح وفاء مره أخري و حركت شفتيها ترغب في الحديث و لكن قاطعها مروان قائلاً بنبره مقتضبه:
_ روحي قولي لمروه تجهز عشان هنمشي
عضت وفاء علي شفتيها بغيظ وهي تعلم أن شقيقها بالتأكيد سوف يحاول بشتي الطرق إقناعها...
٠٠٠
وقفت حفصة جانباً تري تلك المدعوه رحاب وهي تقف تتحدث معه في أمر لم تستطع معرفة ما هو..
ألقت نظره على المطبخ خلفها حيث صفاء الواقفه تعد الشاي ، تنفست بعمق ثم عادت تنظر نحوهم و قد أنكمشت ملامحها وهي تجده يبتسم لتلك القابعه بجانبه لم تشعر بحالها سوي وهي تتقدم منهم هادره بضيق:
_ هتشرب شاي ولا قهوه ؟
سؤال ليس له داعي و بالفعل وجدته يمط شفتيه وهو ينظر نحوها قائلاً بعدم أكتراث:
_, أنا قولت شاي و صفاء بتعمل
حركت شفتيها ترغب في الرد عليه و لكن وجدت تلك الجالسه بجانبه تقول بنبره عذبه:
_ تعالي يا حفصة أقعدي معانا
رمتها حفصة بنظره مستاءه و كادت أن تجلس بالفعل و لكن وصلها صوت السيده سمحيه وهي تهدر بنبره مرتفعه قليلاً:
_ حفصة تعالي يا بنتي معلش عايزكي شويه
لوت حفصة فمها و وزعت نظراتها الحانقه بينهم ثم تحركت على مضض حتي تعلم ماذا تريد حماتها العزيزه..
_ صفاء قالتلي على حكاية جوازكم
نطقت تلك الجالسه بجانبه بتلك الكلمات وهي تضع كفها أسفل ذقنها، ألقي هو عليها نظره وقد أنكمشت ملامحه منزعجاً من شقيقته..
لم تصمت رحاب حيث راحت تثرثر قائله بفضول:
_ أنت مش بتحبها صح ؟، صفاء قالتلي كل التفاصيل
رفع صفوان حاجب و نزل الآخر منزعجاً من تدخلها في أمر لا يعنيها ظل صامتاً للحظات ثم أشار إلي هاتفها قائلاً بنبرة بارده:
_ خطيبك كان بيرن من شويه رد عليه
قال تلك الكلمات و هو ينهض من مكانه متحركاً نحو المطبخ يتوعد إلي شقيقته الثرثاره، أحمر وجه رحاب حرجاً و عضت على شفتيها مغتاظه من حالها بسبب فضولها اللعين ذلك..
٠٠٠٠٠
صدرت ضحكه خافته تلقائيه من فاطمه الواقفه أمام قطعة الأرض تلك وهي تراقب بفضول إسماعيل الذي يحاول التخلص من تلك الفتاه الواقفه أمامه تثرثر بلا توقف..
حركت كتفيها للأعلي والاسفل غير مكترثه كادت أن تتحرك مبتعده و لكن أوقفها هتاف إسماعيل بها:
_ فاطمه، تعالي يا فاطمه
مطت فاطمه شفتيها و تحركت على مضض نحوهم و عينيها معلقه بتلك التي أمتقعت ملامحها، تحدثت قائله بنبره خافته:
_ ازيك يا عفاف..
أنكمشت ملامح المدعوه عفاف أكثر و هدرت بضيق حاد:
_ كنت كويسه لحد ما شوفتك ، و أسمي نديم مش عفاف
ظهر الأنزعاج علي وجه فاطمه من طريقتها في الحديث لذلك عقدت ذراعيها أمامها و تحدثت قائله بنبرة مستفزه:
_ لأ على ما أعتقد أن أسمك في البطاقه عفاف يا عفاف..
أحمر وجه عفاف غيظاً و كادت أن تنفجر بها و لكن ضغطت على شفتيها بحنق وهي تلاحظ نظرات إسماعيل المراقب بصمت و عينيه لا تفارق فاطمه..
كتمت غيظها بصعوبه وهي تنظر نحو إسماعيل قائله برقه مبالغ بها:
_ أنا ماشيه بقي أشوفك بعدين..
لم يدعها إسماعيل أن تكمل كلماتها حيث هدر بسرور يرغب في التخلص منها:
_ أيوه تمام ، روحي
ألقت عفاف نظره حاقده على فاطمه ثم تحركت على مضض تاركه فاطمه تبتسم و هي تقول بتعجب:
_ معقوله لسه زي ما هي ، لسه بتحبك !
لوي إسماعيل فمه و أومأ برأسه قائلاً باستياء:
_ للأسف
عدلت فاطمه من طرف وشاحها وهي تقول بحيره متعجبه من أمرها:
_ غريبه أوي ، مع أن أنت سافرت و كده وهي على ما أعتقد اتجوزت و أطلقت
قالت تلك الكلمات وهي ترفع كفها أمام وجهها محاوله حجب أشعة الشمس عنها، رمقها إسماعيل بنظراته ثم تنهد بحراره ولم يعلق..
وجدها ترسم إبتسامة بسيطه على ثغرها و هي تقول مقترحه بمرح:
_ طب ما تتجوزها و خلاص
ظل إسماعيل ينظر إليها و هو يرغب في أخبارها بما يشعر بها نحوها لكنه يخشي نفورها منه لذلك صمت و أشاح بنظراته بعيداً عنها..
٠٠٠٠٠٠
أغمضت حفصة جفونها وهي تقف في تلك المنطقة الممتلئة بتلك الأراضي الزراعية الخضراء تستنشق الهواء الطلق فهي علمت منه أنه سوف يعود إلي القاهرة اليوم و بالطبع لن يتركها وحدها هنا..
تلمست بكفها أوراق الزرع الأخضر تشعر بالأنتعاش، التوي ثغرها بابتسامة باهته و أغمضت جفونها تتنفس بعمق..
تخيلت حالها تقف معه هنا و تلك الإبتسامة اللطيفه التي تزين ثغره عندما يتحدث مع أفراد عائلته كانت لها وحدها و عينيه لا تفارقان عينيها وهو واقفاً هكذا يبتسم لها..
دون شعور منها التوي ثغرها بابتسامة لكن سريعاً ما تلاشت وهي تستمع إلي ذلك الصوت المألوف ينطق حروف أسمها:
_ حفصة !
فتحت جفونها تلقائياً و أنكمشت ملامحها وهي تستدير على الفور وقع بصرها على يوسف البغيض يقف و الذي تحدث علي الفور يقول بخفوت:
_ عامله ايه؟
رفعت حفصة حاحب و نزلت الآخر بطريقه عصبيه ثم دارت ببصرها في المكان الخالي من البشر و عادت تنظر نحوه قائله بنبره هجوميه:
_ أنت بتعمل ايه هنا؟, و عايز إيه تاني مننا ! ، أنت مش مسافر !
أجابها يوسف قائلاً بتوضيح:
_ أنا كنت جايه عشان فاطمه و عرفت أنك هنا بالصدفه
عقدت حفصة حاجبيها بشده و كادت أن تتحدث لكنه تابع كلماته قائلاً بخفوت:
_ كنت حابب اطمن عليكي، و أعرف صفوان بيعاملك كويس ولا لأ..
تقلصت تعابيرها أكثر و أصبح وجهها محتقن غضباً و هي تهدر بنبره قويه:
_ و أنت مالك، و أنت مالك تطمن عليا بتاع إيه و مين أنت أصلا
قالت تلك الكلمات و كادت تتخاطاه لكن قبض على ذراعها مانعاً إياها من متابعة سيرها قائلاً بتصميم:
_ قوليلي الأول صفوان بيعاملك حلو ولا لأ
حاولت حفصة نزع ذراعها منه و الشر يتطاير من عينيه وهدرت بشراسه:
_ و أنت مالك، متدخلش في إلي ملكش فيه
قالت تلك الكلمات وحاولت نزع ذراعها منه بقوه لكنه كان يضغط عليه بشده وجدته يميل عليها و همس لها باشتياق:
_ موحشتكيش زي ما وحشتني يا حفصة !
شهقت رحاب عالياً وهي تري ذلك الموقف من بعيد..
٠٠٠٠٠٠
بعد ساعة، دلفت حفصة إلي المنزل و هي تدلك ذراعها بقوه أثر قبضة ذلك البغيض عليه..
أغلقت باب المنزل وهي تدور ببصرها في المكان و قد تعجبت من الهدوء الذي يسيطر علي المكان، تلقائياً قالت بترقب:
_ صفوان!، هما راحو فين !
قالت تلك الكلمات وهي تدور في المنزل تبحث عنهم و هي تردد إسمه:
_ صفوان..
تلاعبت الظنون بها و أعتقدت أنه ذهب إلي القاهرة تاركاً إياها بمفردها مع عائلته مما جعلها تتوتر وهي تقول بقلق:
_ لأ هو قالي هنسافر مع بعض..
توقفت الكلمات على طرف شفتيها وهي تشعر بالباب يفتح، تهلهلت أساريرها فور أن وقع بصرها عليه و تقدمت منه تهتف بعفوية:
_ الحمدلله، افتكرتك رجعت القاهره من غيري
كانت ملامحه متجهمه و هدر على الفور بغضب مكبوت:
_ أنتي كنتي فين ؟
تلقائياً راحت تدلك ذراعها مره أخري و قد أهتزت حدقتيها بتوتر وهي تقول بارتباك ملحوظ:
_ كنت بتمشي شويه
_ بس !
نطق هو بتلك الكلمه بنبره حاده، أومأت هي برأسها و قد انتبهت إلي ما تفعله و أنزلت ذراعها بتوتر..
ظل هو صامتاً للحظات و قد تجهمت ملامحه أكثر و هدر بنبرة قاتمه:
_ يعني يوسف مكنش واقف معاكي ؟
تسمرت في وقفتها و أهتزت حدقتيها وهي تدور ببصرها هنا وهناك تبتلع ريقها و قد تحدثت تلقائياً بتلعثم:
_ أنت شوفت يوسف !
قالت تلك الكلمات وهي تعاود النظر إليه وقد وقع بصرها على قبضته التي يكورها بشده وقد راح يهتف بفظاظه:
_ قالك إيه، و كان عايز إيه !
أحمر وجهها بشده و شعرت بحرارة تسري في جسدها أثر توترها و خوفها الغريب من أن يفهمها خطأ ، أخذت نفس عميق ثم راحت تقص عليه ما حدث بوضوح..
رن الصمت للحظات و تعلقت مقلتيها الزائغتين بملامحه المتصلبه ،وراحت تبرر بضعف:
_ بس هو ده إلي حصل والله يا صفوان لا زودت حرف ولا نقصت..
رأي هو الخوف المتواجد في عينيها، ارتخت ملامحه و حاول التحدث بهدوء علي الرغم من تلك النيران المشتعله بداخله:
_ أهدي متوتريش
ضمت حفصة شفتيها و نطقت بنبره متوجسه خافته:
_ يعني مصدقني !
حرك صفوان رأسه مستنكر عندما أدرك سبب خوفها هل تعتقد أنه يشك بها، ترجم أفكاره على هيئة كلماته قائلاً بضيق:
_ أنتي فاكرني بلومك ! ، أنا بس بسأل عشان وصلني أنه كان واقف معاكي بس أنا..
بتر باقي كلماته، مدرك جيداً ما سوف يفعله مع يوسف حتي يتوقف عن الأقتراب من زوجته..
رفعت هي كفها تدلك ذراعها وقد ظهر على وجهها الأرتياح، وقع بصره على ما تفعله أنكمشت ملامحه و هو يسألها بغلظه منزعج:
_ مال دارعك؟
أنزلت هي كفها بعيداً عن ذراعها وهي تقول بنبره خافته:
_ مفيش ، أنا بس
توقفت عن متابعة كلماتها و دمعت عينيها بطريقه مفاجئة وهي تقول بأمتنان:
_ شكراً
تعلقت عينيه بوجهها و تلك الدموع التي تلمع في عينيها، هدر هو قائلاً باستنكار:
_ هتفضلي كده تشكريني على أي حاجة !
أومأت برأسها تلقائياً كاد هو أن يجذبها من ذراعها حتي يري ما بها لكن وجدها ترتمي في أحضانه تحاوط إياه بذراعيها قائله بنبرة متحشرجه:
_ هفضل أشكرك في كل مره تصدقني فيها من غير ما اتكلم، و هشكرك على ثقتك فيا...
ظلت هي تتحدث و تتحدث بينما هو حاوطها بذراعيه وهو يتنهد طويلاً وقد خفق قلبه..
٠٠٠٠
طرقات على باب المنزل جعلت حفصة تقفز مبتعده عنه وقد فاقت إلي حالها و توردت وجنتيها خجلا ً ، تشعر بقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها من شدة توترها..
التوي ثغره بابتسامة وقد وصله صوته صفاء المتذمر:
_ حفصة افتحي ، نسينا المفتاح
أستدار صفوان يفتح الباب و قد تعلقت عينيه بوالدته و صفاء و رحاب التي كانت تنظر له بنظرات ذات مغزي..
أشاح بنظراته بعيداً عنها و قد دلف الجميع إلي الداخل بينما وقفت زوجته جانباً تفرك كفيها في بعضهم و قد تحدثت والدته قائله:
_ ارجعوا يا ابني أنتوا القاهره، إحنا هنفضل شويه عشان تجهيزات فرح رحاب
أرتمت صفاء جالسه على الأريكة وقد تعلقت نظراتها بحفصة قائله بنبره خافته:
_ و سيب حفصة معانا يا أبيه الجو هنا جميل
أومأت السيده سميحه التي جلست على الأريكه بجانب ابنتها و تحدثت قائله باستحسان:
_ كلام صفاء مظبوط خلي حفصة أنا شايفه أنها خدت على القعده هنا
تلقائياً نظرت حفصة نحوه بأستنجاد رافضه، وجدته يوزع نظراته بينهم قائلاً بنبرة ثابته:
_ لأ حفصة هترجع معايا، و هنبقي نيجي على الفرح
أنفرجت أسارير حفصة و التوي ثغرها بابتسامة سريعاً ما تلاشت حين لاحظت نظرات رحاب الممتعضه المصوبه نحوها..
٠٠٠٠
صباح اليوم التالي..
دلفت حفصة إلي تلك الشقه خاصته المتواجدة في بناية عائلته في القاهره..
استدارت هي تلقي عليه نظره وهو يضع الحقائب جانباً، التوي ثغره بابتسامة و هو يقول بخفوت:
_ أهو يا ستي جيبتك معايا القاهره
عفوياً وجدت حالها تهدر و هي تدور ببصرها في الشقه:
_ شكراً..
أغلق هو باب الشقه و حرك رأسه يميناً و يساراً قائلاً بيأس:
_ برضوا شكراً !
التوي ثغرها بابتسامة صغيره وهي تقول بخفوت:
_ اتعودت عليها بقي
قالت تلك الكلمات ثم دارت ببصرها في الشقه و هي تقول بحماس غريب وهي تبتسم:
_ أنا هروح أحضر الفطار، هتفطر صح !
مسح هو علي رأسه قائلاً بتمني ساخراً:
_ أتمني بس معتقدش في حاجة في البيت
تلاشت أبتسامتها ثم أشاحت وشاح رأسها وقالت بنزق:
_ مش مشكله نشرب شاي وخلاص
حرك هو رأسه نافياً ثم تحدث قائلاً بنبرة جاده:
_ أنا هنزل أشتري حاجات للفطار من تحت
مطت شفتيها و أومأت برأسها بصمت..
٠٠٠٠٠٠٠
أبتلعت حفصة تلك اللقمه ثم تراجعت بالمقعد خاصتها إلي الخلف و نهضت وهي تقول بخفوت:
_ دقايق و هرجع عشان أشيل الأكل و أعمل شاي
أومأ صفوان برأسه وهو يسحب كوب الماء يرتشف منه و عينيه معلقه بها وهي تتحرك نحو الداخل...
عدة دقائق،. و كانت تخرج من غرفتها تحركت تلقائياً نحو طاوله الطعام ووجدتها فارغه دارت ببصرها في المكان و تحركت نحو المطبخ..
توقف عينيها عليه وهو يقف ينظف الأطباق ، هدرت بأعتراض:
_ أنت بتعمل إيه، أنا كنت هعملهم أنا..
نطقت بتلك الكلمات محاوله أخذ الطبق منه لكنه رفض وهو يفتح صنبور المياه قائلاً بخشونة:
_ روحي أنتي أعملي الشاي ده هما طبقين..
أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف قائله باحتجاج:
_ صفوان بجد مينفعش..
وضع هو ذلك الطبق في مكانه المخصص وهو يقول بصوته الغليظ:
_ أنا كنت مغترب يعني واخد على كده،و بعدين الموضوع مش مستاهل
وضعت حفصة كفها أسفل ذقنها و تراجعت باستسلام تراقب إياه و قد التوي ثغرها بابتسامة طفيفه و دون شعور منها كانت تقارن بينه وبين زوجها السابق و النتيجه أن المقارنه ليست عادله...
يتبع
_ بتعملي إيه يا مروه
خرجت تلك الكلمات من فم وفاء الواقفه خلفها تكتم ضحكتها بصعوبه، أعتدلت مروه في وقفتها سريعاً و نظرت نحوها بحرج قائله بهمس:
_ كنت، كنت ، كنت بنضف..
تعثرت عن التبرير، أنفلتت ضحكه خافته من وفاء و أكملت لها كلماتها قائله بنبره ماكره:
_ كنتي بتلمعي الباب خدت بالي
وضعت مروه سبابتها على فمها تشير لها قائله بنبره خافته تكاد تكون مسموعه:
_ هدي صوتك عشان، عشان منزعجش مروان و هو بيشتغل
شعرت مروه بالباب خاصة الغرفه يفتح ،أستدارت علي الفور لتجد مروان يقف أمامها يرفع أحد حاجبيه و هدر بنبرة ساخره:
_ مش هنبطل شغل العيال ده بقي !
عضت مروه علي شفتيها و هي تنظر نحو وفاء التي كبحت ضحكتها واضعه كفها على فمها ثم تحركت من أمامهم وهي تقول بنبرة مكتومه:
_ هروح أساعد أمي
حركت مروه قدميها ترغب في اللحاق بها وهي تقول بتوتر:
_ أنا كمان هروح أساعد طنط..
لم تكمل كلماتها حيث شعرت به يقبض على سترتها من الخلف يسحب إياها وهو يقول باستنكار:
_ ده إلي ناقص واقفه قدام الباب ليه يا مروه ، مستنيه تسمعي إيه..
فتحت مروه عينيها بأتساع وهي تبتلع ريقها قائله بنبره مرتبكه:
_ أنا ، أنا موقفتش أنا كنت..
تعثرت الكلمات في فمها و رفعت كفها تزيح كفه عن سترتها وهي تتابع بتلعثم مبرره:
_ أنا بس كنت واقفه بتكلم مع وفاء..
قالت تلك الكلمات وقد ترك هو سترتها مما جعلها تستدير وهي تعدل من وضع سترتها و هي تقول ببرود زائف:
_ أنت إيه إلي مضايقك في كده..
عضت على شفتيها بشده و هي تجده يرفع حاجب و ينزل الآخر بسخريه ، عدلت هي من وضع سترتها المنزليه و هي تقول بخفوت حانقه:
_ أنت كنت بتكلم حد و أنت جوه..
التوي ثغره بابتسامة سريعاً ما تلاشت وهو يخبرها بنبرة مستفزه:
_ كنت بكلم عميله
نطق آخر كلمه ضاغطاً عليها بشده وهو يراقب وجهها الذي أحمر على الفور غيظاً ، وقعت نظراته علي كفها التي كورته بشده وهي تقول من بين أسنانها:
_ مين بقي العميله دي أن شاء الله
كادت أن تفلت منه ضحكه و لكنه تمالك حاله و تحدث قائلاً بنبرة عابثه:
_ خمني !
جزت هي على أسنانها بعنف و هدرت بنبره مشتعله بنيران الغيره:
_ الرقاصه صح؟
لديه رغبه قويه في الضحك على وجهها المحتقن من شدة غيظها، لكنه سيطر على تلك الرغبه و حك أسفل ذقنه و تحدث ببرود زائف:
_ أسمها ماااهي
دفعته هي بكفيها في صدره وهي تقول بنبره ناريه:
_ و كمان بتعترف
لم يتمالك حاله حيث صدحت ضحكاته عالياً و مسك رأسها بكفه جاذباً إياها نحو صدره و تحدث من بين ضحكاته قائلاً:
_ صبرني يارب على مروه
أرادت هي دفعه بعيداً عنها لكنه ثبت رأسها جيداً يمسح على خصلات شعرها و مال علي أذنها قائلاً بصوت أجش:
_ متخافيش أنا مش من نوع الرجاله الخاينه..
عضت هي على قميصه قطعت الزر خاصته وهي تقول بنبره مكتومه صارخه:
_ متبررش، كنت بتكلمها و عمال تضحك يا برودك
أبعدها هو عنه شاعراً بالأنزعاج من صوتها الصارخ تعلقت عينيه بثغرها و كاد أن يميل برأسه عليها لكن دفعته هي بعيداً عنها صارخه بشراسه:
_ أبعد عني يا محامي الرقاصات..
وجدته ينظر خلفها يحك أسفل ذقنه ، مما جعل وجهها يحتقن غضباً، وصل إلي مسامعها صوت ضحكه أنثوية خافته يتبعه صوت والدته المفعم بالدهشه:
_ محامي الرقاصات! ، أبني بقي محامي الرقاصات..
حرك مروان كتفيه للأعلي والاسفل بقلة حيله و نظراته معلقه بها وقد أستدارت تحدق بأعين متسعه بشقيقتة و والدته و قد غز الأحمرار وجهها حرجاً ترغب أن تنشق الأرض و تبتلعها..
٠٠٠٠٠٠٠
أغلقت حفصة ذلك الكتاب واضعه إياه بجانبها و هي تجلس هكذا أمام المنزل تتابع بشرود الماره..
شعرت بخطوات تقترب منها حركت رأسها و قد وقع بصرها على فاطمه التي كانت واجمة الملامح تنظر نحوها بحقد لم تستطع السيطره عليه ، جلست علي مقربها منها تنظر أمامها بوجوم ثم هدرت بنبرة جامده:
_ يوسف مسافر
ظهر التعجب على ملامح حفصة لكنها لم تعقب و أبعدت نظراتها بعيداً عنها، لم تجد الأخري رد منها مما جعلها تنظر لها قائله باستهجان:
_ بقولك مسافر !
أغمضت حفصة جفونها ثم عادت تفتح إياهم ونظرت نحوها قائله بضيق:
_ عايزيني أعمل إيه يعني !
ظلت فاطمه تنظر إليها للحظات بملامح منكمشه ثم تسألت بنبره حاده:
_ كنتي بتحبيه ؟
أستنكرت حفصة ذلك السؤال و ظهر ذلك على ملامحها و هي تهدر بأنزعاج تام:
_ فاطمه حاولي تنسي يوسف و بطلي تشوفني أنا الغلطانه لأن لو حد هيطلع غلطان في الحكايه دي هيبقي أنتي و هو
عقدت فاطمه حاجبيها و تحدثت بنبره هجوميه:
_ صفوان مش كده ، أنا و صفوان و أنتي و يوسف ملايكه بجناحات مش كده !
قالت تلك الكلمات وهي لديها رغبه قويه في الفتك بها ولكن منعت حالها ضاغطه بكفيها على حافة المقعد الجالسه عليه..
سحبت حفصة الكتاب الموضوع بجانبها و نهضت من مكانها قائله بنزق:
_ مش هتكلم معاكي في حاجة عشان أنتي بتفهمي على مزاجك
قالت تلك الكلمات و تحركت تسير مبتعده عن تلك الجالسه بوجه محتق بحقد دفين..
٠٠٠٠٠
وصل إلي مسامع وفاء تلك الزغاريد التي أطلقتها والدتها للتو و خرجت من الغرفه و تحركت نحو الصالون وهي تدور بنظراتها بين والدتها و شقيقها الجالس بجانبها قائله بتعجب:
_ بتزغرطي ليه يا ماما ؟
تبادلت والدتها النظرات مع شقيقها وهي تبتسم ثم نظرت نحوها قائله بسرور:
_ غنيم إبن خالتك طلب إيدك للجواز
تدلي فكها السفلي من وقع الكلمات على مسامعها و هي تردد بصدمه غير مستوعبه:
_ نعم أنتي بتقولي إيه يا ماما ؟، عمل إيه..
أتسعت إبتسامة والدتها وهي تقول بسعادة واضحه في نبرتها:
_ إبن خالتك طلب إيدك للجواز
ظلت هي واقفه للحظات تحاول الأستعياب ثم عقدت حاجبيها وهي تهدر باحتجاج حانقه:
_ اتجنن ده ولا إيه ، أيد مين إلي طلبها ده
تلاشت تلك الأبتسامة التي كانت تزين ثغر والدتها و هدرت بتوجس:
_ أنتي مش فرحانه ولا إيه ؟
ألقت وفاء نظره على شقيقها الجالس يتابع في صمت و تحدثت قائله بضيق:
_ لأ طبعاً مش موافقه أنا على الكلام ده ، غنيم مين ده !
رفعت والدتها حاجب و نزلت الآخر وهدرت بنبره حانقه:
_ ليه ماله غنيم يا أستاذه ؟
تنفست وفاء بعمق محاوله السيطرة على أعصابها و رمقت والدتها بنظراتها ثم تحدثت قائله بنبرة حاولت جعلها هادئه:
_ بصي يا أمي غنيم كويس و كل حاجه بس أنا شايفه أنه مش مناسب ليا هو بالنسبالي إبن خالتي و بس
كادت والدتها أن توبخها و لكن منعها مروان حيث تحدث بهدوء متناهي:
_ سيبها براحتها يا أمي
أنفرجت أسارير وفاء عقب كلماته و أشارت نحوه وهي تنظر لوالدتها قائله بخفوت:
_ شوفتي الناس المتفهمه..
ابتلعت وفاء باقي كلماتها حين هدر مروان قائلاً بنبره حازمه:
_ لينا قعده مع بعض يا وفاء
أنكمشت ملامح وفاء مره أخري و حركت شفتيها ترغب في الحديث و لكن قاطعها مروان قائلاً بنبره مقتضبه:
_ روحي قولي لمروه تجهز عشان هنمشي
عضت وفاء علي شفتيها بغيظ وهي تعلم أن شقيقها بالتأكيد سوف يحاول بشتي الطرق إقناعها...
٠٠٠
وقفت حفصة جانباً تري تلك المدعوه رحاب وهي تقف تتحدث معه في أمر لم تستطع معرفة ما هو..
ألقت نظره على المطبخ خلفها حيث صفاء الواقفه تعد الشاي ، تنفست بعمق ثم عادت تنظر نحوهم و قد أنكمشت ملامحها وهي تجده يبتسم لتلك القابعه بجانبه لم تشعر بحالها سوي وهي تتقدم منهم هادره بضيق:
_ هتشرب شاي ولا قهوه ؟
سؤال ليس له داعي و بالفعل وجدته يمط شفتيه وهو ينظر نحوها قائلاً بعدم أكتراث:
_, أنا قولت شاي و صفاء بتعمل
حركت شفتيها ترغب في الرد عليه و لكن وجدت تلك الجالسه بجانبه تقول بنبره عذبه:
_ تعالي يا حفصة أقعدي معانا
رمتها حفصة بنظره مستاءه و كادت أن تجلس بالفعل و لكن وصلها صوت السيده سمحيه وهي تهدر بنبره مرتفعه قليلاً:
_ حفصة تعالي يا بنتي معلش عايزكي شويه
لوت حفصة فمها و وزعت نظراتها الحانقه بينهم ثم تحركت على مضض حتي تعلم ماذا تريد حماتها العزيزه..
_ صفاء قالتلي على حكاية جوازكم
نطقت تلك الجالسه بجانبه بتلك الكلمات وهي تضع كفها أسفل ذقنها، ألقي هو عليها نظره وقد أنكمشت ملامحه منزعجاً من شقيقته..
لم تصمت رحاب حيث راحت تثرثر قائله بفضول:
_ أنت مش بتحبها صح ؟، صفاء قالتلي كل التفاصيل
رفع صفوان حاجب و نزل الآخر منزعجاً من تدخلها في أمر لا يعنيها ظل صامتاً للحظات ثم أشار إلي هاتفها قائلاً بنبرة بارده:
_ خطيبك كان بيرن من شويه رد عليه
قال تلك الكلمات و هو ينهض من مكانه متحركاً نحو المطبخ يتوعد إلي شقيقته الثرثاره، أحمر وجه رحاب حرجاً و عضت على شفتيها مغتاظه من حالها بسبب فضولها اللعين ذلك..
٠٠٠٠٠
صدرت ضحكه خافته تلقائيه من فاطمه الواقفه أمام قطعة الأرض تلك وهي تراقب بفضول إسماعيل الذي يحاول التخلص من تلك الفتاه الواقفه أمامه تثرثر بلا توقف..
حركت كتفيها للأعلي والاسفل غير مكترثه كادت أن تتحرك مبتعده و لكن أوقفها هتاف إسماعيل بها:
_ فاطمه، تعالي يا فاطمه
مطت فاطمه شفتيها و تحركت على مضض نحوهم و عينيها معلقه بتلك التي أمتقعت ملامحها، تحدثت قائله بنبره خافته:
_ ازيك يا عفاف..
أنكمشت ملامح المدعوه عفاف أكثر و هدرت بضيق حاد:
_ كنت كويسه لحد ما شوفتك ، و أسمي نديم مش عفاف
ظهر الأنزعاج علي وجه فاطمه من طريقتها في الحديث لذلك عقدت ذراعيها أمامها و تحدثت قائله بنبرة مستفزه:
_ لأ على ما أعتقد أن أسمك في البطاقه عفاف يا عفاف..
أحمر وجه عفاف غيظاً و كادت أن تنفجر بها و لكن ضغطت على شفتيها بحنق وهي تلاحظ نظرات إسماعيل المراقب بصمت و عينيه لا تفارق فاطمه..
كتمت غيظها بصعوبه وهي تنظر نحو إسماعيل قائله برقه مبالغ بها:
_ أنا ماشيه بقي أشوفك بعدين..
لم يدعها إسماعيل أن تكمل كلماتها حيث هدر بسرور يرغب في التخلص منها:
_ أيوه تمام ، روحي
ألقت عفاف نظره حاقده على فاطمه ثم تحركت على مضض تاركه فاطمه تبتسم و هي تقول بتعجب:
_ معقوله لسه زي ما هي ، لسه بتحبك !
لوي إسماعيل فمه و أومأ برأسه قائلاً باستياء:
_ للأسف
عدلت فاطمه من طرف وشاحها وهي تقول بحيره متعجبه من أمرها:
_ غريبه أوي ، مع أن أنت سافرت و كده وهي على ما أعتقد اتجوزت و أطلقت
قالت تلك الكلمات وهي ترفع كفها أمام وجهها محاوله حجب أشعة الشمس عنها، رمقها إسماعيل بنظراته ثم تنهد بحراره ولم يعلق..
وجدها ترسم إبتسامة بسيطه على ثغرها و هي تقول مقترحه بمرح:
_ طب ما تتجوزها و خلاص
ظل إسماعيل ينظر إليها و هو يرغب في أخبارها بما يشعر بها نحوها لكنه يخشي نفورها منه لذلك صمت و أشاح بنظراته بعيداً عنها..
٠٠٠٠٠٠
أغمضت حفصة جفونها وهي تقف في تلك المنطقة الممتلئة بتلك الأراضي الزراعية الخضراء تستنشق الهواء الطلق فهي علمت منه أنه سوف يعود إلي القاهرة اليوم و بالطبع لن يتركها وحدها هنا..
تلمست بكفها أوراق الزرع الأخضر تشعر بالأنتعاش، التوي ثغرها بابتسامة باهته و أغمضت جفونها تتنفس بعمق..
تخيلت حالها تقف معه هنا و تلك الإبتسامة اللطيفه التي تزين ثغره عندما يتحدث مع أفراد عائلته كانت لها وحدها و عينيه لا تفارقان عينيها وهو واقفاً هكذا يبتسم لها..
دون شعور منها التوي ثغرها بابتسامة لكن سريعاً ما تلاشت وهي تستمع إلي ذلك الصوت المألوف ينطق حروف أسمها:
_ حفصة !
فتحت جفونها تلقائياً و أنكمشت ملامحها وهي تستدير على الفور وقع بصرها على يوسف البغيض يقف و الذي تحدث علي الفور يقول بخفوت:
_ عامله ايه؟
رفعت حفصة حاحب و نزلت الآخر بطريقه عصبيه ثم دارت ببصرها في المكان الخالي من البشر و عادت تنظر نحوه قائله بنبره هجوميه:
_ أنت بتعمل ايه هنا؟, و عايز إيه تاني مننا ! ، أنت مش مسافر !
أجابها يوسف قائلاً بتوضيح:
_ أنا كنت جايه عشان فاطمه و عرفت أنك هنا بالصدفه
عقدت حفصة حاجبيها بشده و كادت أن تتحدث لكنه تابع كلماته قائلاً بخفوت:
_ كنت حابب اطمن عليكي، و أعرف صفوان بيعاملك كويس ولا لأ..
تقلصت تعابيرها أكثر و أصبح وجهها محتقن غضباً و هي تهدر بنبره قويه:
_ و أنت مالك، و أنت مالك تطمن عليا بتاع إيه و مين أنت أصلا
قالت تلك الكلمات و كادت تتخاطاه لكن قبض على ذراعها مانعاً إياها من متابعة سيرها قائلاً بتصميم:
_ قوليلي الأول صفوان بيعاملك حلو ولا لأ
حاولت حفصة نزع ذراعها منه و الشر يتطاير من عينيه وهدرت بشراسه:
_ و أنت مالك، متدخلش في إلي ملكش فيه
قالت تلك الكلمات وحاولت نزع ذراعها منه بقوه لكنه كان يضغط عليه بشده وجدته يميل عليها و همس لها باشتياق:
_ موحشتكيش زي ما وحشتني يا حفصة !
شهقت رحاب عالياً وهي تري ذلك الموقف من بعيد..
٠٠٠٠٠٠
بعد ساعة، دلفت حفصة إلي المنزل و هي تدلك ذراعها بقوه أثر قبضة ذلك البغيض عليه..
أغلقت باب المنزل وهي تدور ببصرها في المكان و قد تعجبت من الهدوء الذي يسيطر علي المكان، تلقائياً قالت بترقب:
_ صفوان!، هما راحو فين !
قالت تلك الكلمات وهي تدور في المنزل تبحث عنهم و هي تردد إسمه:
_ صفوان..
تلاعبت الظنون بها و أعتقدت أنه ذهب إلي القاهرة تاركاً إياها بمفردها مع عائلته مما جعلها تتوتر وهي تقول بقلق:
_ لأ هو قالي هنسافر مع بعض..
توقفت الكلمات على طرف شفتيها وهي تشعر بالباب يفتح، تهلهلت أساريرها فور أن وقع بصرها عليه و تقدمت منه تهتف بعفوية:
_ الحمدلله، افتكرتك رجعت القاهره من غيري
كانت ملامحه متجهمه و هدر على الفور بغضب مكبوت:
_ أنتي كنتي فين ؟
تلقائياً راحت تدلك ذراعها مره أخري و قد أهتزت حدقتيها بتوتر وهي تقول بارتباك ملحوظ:
_ كنت بتمشي شويه
_ بس !
نطق هو بتلك الكلمه بنبره حاده، أومأت هي برأسها و قد انتبهت إلي ما تفعله و أنزلت ذراعها بتوتر..
ظل هو صامتاً للحظات و قد تجهمت ملامحه أكثر و هدر بنبرة قاتمه:
_ يعني يوسف مكنش واقف معاكي ؟
تسمرت في وقفتها و أهتزت حدقتيها وهي تدور ببصرها هنا وهناك تبتلع ريقها و قد تحدثت تلقائياً بتلعثم:
_ أنت شوفت يوسف !
قالت تلك الكلمات وهي تعاود النظر إليه وقد وقع بصرها على قبضته التي يكورها بشده وقد راح يهتف بفظاظه:
_ قالك إيه، و كان عايز إيه !
أحمر وجهها بشده و شعرت بحرارة تسري في جسدها أثر توترها و خوفها الغريب من أن يفهمها خطأ ، أخذت نفس عميق ثم راحت تقص عليه ما حدث بوضوح..
رن الصمت للحظات و تعلقت مقلتيها الزائغتين بملامحه المتصلبه ،وراحت تبرر بضعف:
_ بس هو ده إلي حصل والله يا صفوان لا زودت حرف ولا نقصت..
رأي هو الخوف المتواجد في عينيها، ارتخت ملامحه و حاول التحدث بهدوء علي الرغم من تلك النيران المشتعله بداخله:
_ أهدي متوتريش
ضمت حفصة شفتيها و نطقت بنبره متوجسه خافته:
_ يعني مصدقني !
حرك صفوان رأسه مستنكر عندما أدرك سبب خوفها هل تعتقد أنه يشك بها، ترجم أفكاره على هيئة كلماته قائلاً بضيق:
_ أنتي فاكرني بلومك ! ، أنا بس بسأل عشان وصلني أنه كان واقف معاكي بس أنا..
بتر باقي كلماته، مدرك جيداً ما سوف يفعله مع يوسف حتي يتوقف عن الأقتراب من زوجته..
رفعت هي كفها تدلك ذراعها وقد ظهر على وجهها الأرتياح، وقع بصره على ما تفعله أنكمشت ملامحه و هو يسألها بغلظه منزعج:
_ مال دارعك؟
أنزلت هي كفها بعيداً عن ذراعها وهي تقول بنبره خافته:
_ مفيش ، أنا بس
توقفت عن متابعة كلماتها و دمعت عينيها بطريقه مفاجئة وهي تقول بأمتنان:
_ شكراً
تعلقت عينيه بوجهها و تلك الدموع التي تلمع في عينيها، هدر هو قائلاً باستنكار:
_ هتفضلي كده تشكريني على أي حاجة !
أومأت برأسها تلقائياً كاد هو أن يجذبها من ذراعها حتي يري ما بها لكن وجدها ترتمي في أحضانه تحاوط إياه بذراعيها قائله بنبرة متحشرجه:
_ هفضل أشكرك في كل مره تصدقني فيها من غير ما اتكلم، و هشكرك على ثقتك فيا...
ظلت هي تتحدث و تتحدث بينما هو حاوطها بذراعيه وهو يتنهد طويلاً وقد خفق قلبه..
٠٠٠٠
طرقات على باب المنزل جعلت حفصة تقفز مبتعده عنه وقد فاقت إلي حالها و توردت وجنتيها خجلا ً ، تشعر بقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها من شدة توترها..
التوي ثغره بابتسامة وقد وصله صوته صفاء المتذمر:
_ حفصة افتحي ، نسينا المفتاح
أستدار صفوان يفتح الباب و قد تعلقت عينيه بوالدته و صفاء و رحاب التي كانت تنظر له بنظرات ذات مغزي..
أشاح بنظراته بعيداً عنها و قد دلف الجميع إلي الداخل بينما وقفت زوجته جانباً تفرك كفيها في بعضهم و قد تحدثت والدته قائله:
_ ارجعوا يا ابني أنتوا القاهره، إحنا هنفضل شويه عشان تجهيزات فرح رحاب
أرتمت صفاء جالسه على الأريكة وقد تعلقت نظراتها بحفصة قائله بنبره خافته:
_ و سيب حفصة معانا يا أبيه الجو هنا جميل
أومأت السيده سميحه التي جلست على الأريكه بجانب ابنتها و تحدثت قائله باستحسان:
_ كلام صفاء مظبوط خلي حفصة أنا شايفه أنها خدت على القعده هنا
تلقائياً نظرت حفصة نحوه بأستنجاد رافضه، وجدته يوزع نظراته بينهم قائلاً بنبرة ثابته:
_ لأ حفصة هترجع معايا، و هنبقي نيجي على الفرح
أنفرجت أسارير حفصة و التوي ثغرها بابتسامة سريعاً ما تلاشت حين لاحظت نظرات رحاب الممتعضه المصوبه نحوها..
٠٠٠٠
صباح اليوم التالي..
دلفت حفصة إلي تلك الشقه خاصته المتواجدة في بناية عائلته في القاهره..
استدارت هي تلقي عليه نظره وهو يضع الحقائب جانباً، التوي ثغره بابتسامة و هو يقول بخفوت:
_ أهو يا ستي جيبتك معايا القاهره
عفوياً وجدت حالها تهدر و هي تدور ببصرها في الشقه:
_ شكراً..
أغلق هو باب الشقه و حرك رأسه يميناً و يساراً قائلاً بيأس:
_ برضوا شكراً !
التوي ثغرها بابتسامة صغيره وهي تقول بخفوت:
_ اتعودت عليها بقي
قالت تلك الكلمات ثم دارت ببصرها في الشقه و هي تقول بحماس غريب وهي تبتسم:
_ أنا هروح أحضر الفطار، هتفطر صح !
مسح هو علي رأسه قائلاً بتمني ساخراً:
_ أتمني بس معتقدش في حاجة في البيت
تلاشت أبتسامتها ثم أشاحت وشاح رأسها وقالت بنزق:
_ مش مشكله نشرب شاي وخلاص
حرك هو رأسه نافياً ثم تحدث قائلاً بنبرة جاده:
_ أنا هنزل أشتري حاجات للفطار من تحت
مطت شفتيها و أومأت برأسها بصمت..
٠٠٠٠٠٠٠
أبتلعت حفصة تلك اللقمه ثم تراجعت بالمقعد خاصتها إلي الخلف و نهضت وهي تقول بخفوت:
_ دقايق و هرجع عشان أشيل الأكل و أعمل شاي
أومأ صفوان برأسه وهو يسحب كوب الماء يرتشف منه و عينيه معلقه بها وهي تتحرك نحو الداخل...
عدة دقائق،. و كانت تخرج من غرفتها تحركت تلقائياً نحو طاوله الطعام ووجدتها فارغه دارت ببصرها في المكان و تحركت نحو المطبخ..
توقف عينيها عليه وهو يقف ينظف الأطباق ، هدرت بأعتراض:
_ أنت بتعمل إيه، أنا كنت هعملهم أنا..
نطقت بتلك الكلمات محاوله أخذ الطبق منه لكنه رفض وهو يفتح صنبور المياه قائلاً بخشونة:
_ روحي أنتي أعملي الشاي ده هما طبقين..
أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف قائله باحتجاج:
_ صفوان بجد مينفعش..
وضع هو ذلك الطبق في مكانه المخصص وهو يقول بصوته الغليظ:
_ أنا كنت مغترب يعني واخد على كده،و بعدين الموضوع مش مستاهل
وضعت حفصة كفها أسفل ذقنها و تراجعت باستسلام تراقب إياه و قد التوي ثغرها بابتسامة طفيفه و دون شعور منها كانت تقارن بينه وبين زوجها السابق و النتيجه أن المقارنه ليست عادله...
يتبع