الفصل الخامس وعشرون

تسطحت حفصة على ذلك الفراش وهي تلقي نظره على خيال ذلك الواقف في الشرفه..

دقائق حتي وجدته يدلف إلي الداخل مغلقاً باب الشرفه خلفه..

تعلقت عينيه بها وهي تسحب الغطاء عليها أكثر تشعر بالتوتر..

نزع هو سترته يلقي إياها جانباً وهو يقول بخفوت:
_خدي راحتك.

لم يكمل كلماته حيث وجدها تسحب الغطاء علي رأسها حتي أصبح لا يظهر منها شيئاً..

صدحت ضحكاته عالياً ، ثم ظل صامتاً للحظات و هو يقول بخفوت يشاكس إياها:
_ كده هتتخنقي

ولكن لم يصله صوتها، مط هو شفتيه و تحرك و الأبتسامة تزين ثغره يسحب ملابسه المنزليه الموضوعه على ذلك المقعد..

بضع دقائق و شعرت به يتسطح بجانبها على الفراش، أزاحت الغطاء عن نصف وجهها و نظرت له رافعه أحد حاجبيها و قد أحمر وجهها ، ليمط هو شفتيه قائلاً بهدوء متناهي:
_ معتقدش عندك مانع؟

أعادت هي خصله من خصلات شعرها ثم أحكمت الغطاء عليها و هي تشيح بنظراتها بعيداً عنه قائله بتلعثم:
_ تمام، أنا ضيفه هنا مش هقولك نام فين و متنمش فين

قالت تلك الكلمات وهي تعطي له ظهرها وقد سحبت الغطاء بأكمله عليها تغطي وجهها بشكل غريب مما جعله يقهقه ضاحكاً وهو ينطق أسمها بصوت مكتوم:
_ حفصة

من أسفل الغطاء وصله صوتها وهي تقول بنبره متحشرجه:
_ نعم

وضع هو ذراعيه أسفل رأسه مستند بهم على الفراش وهو يقول بسخريه مازحاً:
_ هتتخنقي كده ، شيلي الغطا متخافيش مفيش عفاريت في الأوضه

تحدثت هي من أسفل الغطاء و هي لا تري سوي الظلام أمامها قائله بصوتها المكتوم:
_ أنا كده مرتاحه، تصبح على خير

نظر نحوها و هو يري أناملها القابضه على الغطاء بقوه مما جعله يقول بغلظه ساخراً:
_نسيتي صوابعك مكشوفه

تلقائياً أزاحت هي الغطاء من عليها قليلاً تنظر إليه بطرف عينيها قائله بخفوت:
_ متركزش معايا من فضلك

قالت تلك الكلمات ثم عادت ترفع الغطاء تغطي حالها به مما جعله يمط شفتيه و قد التوي ثغره بابتسامة جانبيه قائلاً بصوت أجش:
_ مش هركز خلاص

قال تلك الكلمات و هو ينظر نحو السقف، تنهد طويلاً ثم نهض من على الفراش و تحرك يغلق ضوء الغرفه، وصله صوتها الخافت وهي تقول بتوتر:
_ سيب النور من فضلك

ضيق صفوان ما بين و عينيه ودون أن يعقب أضاء الضوء مره أخري و تحرك يستلقي مره أخري على الفراش واضعاً ذراعيه أسفل رأسه..

بعد مرور نصف ساعة، شعر بها ترخي أناملها عن الغطاء وقد وصله صوت تنفسها المنتظم ، تنهد هو طويلاً و بحذر أزاح الغطاء من علي وجهها..

تمللت هي قليلاً في نومتها تحت نظرات عينيه المبتسمه بشغف..
٠٠٠٠٠٠

تسمرت في وقفتها وقد وصلها صوت صراخ أنثوي يقشعر له الأبدان، شحبت ملامحها و تسارعت أنفاسها بفزع ثم تقدمت من باب الشقه تستند عليه بريبه و هي تقبض بكفيها على ثوبها وقد وصل إلي مسامعها صوت أقدام تتحرك و قد أختفي الصوت تدريجياً..

رن الصمت القاتل بضع دقائق مما جعل مروه تبتلع ريقها بصعوبه و هي تفتح باب الشقه ببطء مرتابه ،وقع بصرها على تلك الملقاه أمام باب شقتها غارقه في دماءها صدرت منها شهقه عنيفه و حجظت عينيها فزعاً حتي كادت أن تخرج من محجريهما و قشعر بدنها من الرعب و أختفي اللون من وجهها و جسدها قد راح يرتجف تلقائياً وهي تقف هكذا تقبض بكفها المرتجف على الباب..

شهقت مروه عالياً و هي تنتفض جالسه على الفراش و جبينها مبلل بحبات العرق و صدرها يعلو ويهبط بعنف، ابتلعت ريقها الجاف وهي تدور ببصرها في الغرفه بمقلتيها الزائغتين..

مدت كفها تلتقط كوب الماء ثم تجرعته بأكمله و وضعت إياه مكانه بقوه وقد أصدر صوتاً.

أنزلت قدميها من على الفراش وهي تضع كفها على صدرها مردده بنبره مبحوحه:
_ الحمدلله أنه حلم

نهضت من مكانها و تحركت حافية القدمين تفتح باب الغرفة و عينيها تبحثان عن زوجها فور أن وقع بصرها عليه جالساً يتحدث في الهاتف لم تنتظر كثيراً حيث اقتربت منه قائله بنبرة مبحوحه منفعله قليلاً:
_ الرقاصه أتقتلت يا مروان

عقد مروان حاجبيه وهو يراها تقف أمامه هكذا بخصلاتها المشعته أنهي مكالمته ببضع كلماته مختصره ثم هدر إلي تلك الواقفه قائلاً بعدم فهم:
_ رقاصة إيه يا مروه؟

تقدمت هي تجلس بجانبه متربعه على الأريكة وهي تجيبه عفوياً:
_ الرقاصه ماهي يا مروان

ألقي مروان نظره على هاتفه ثم عاد ينظر إلي زوجته وقد أدرك أنها تتوهم و هدر قائلاً بسخرية:
_ ماتت أزي، أنا كنت لسه بكلمها..

أنكمشت ملامحها عاقده حاجبيها بقوه و هدرت من بين أسنانها:
_ عيد كده كلامك !

ألقي مروان الهاتف بجانبه وهو يستغفر بصوت مسموع وقد هدرت زوجته بنبره مشتعله بنيران الغيره:
_ كنت بتكلم مين ها ، كرر كلامك كده مسمعتش أنا !

وضع مروان كفه على كتفها و كاد أن يتحدث لكن نفضت هي كفه بعيداً عنها صارخه بنبره شرسه:
_ بتكلمها في نص الليل ليه ، بتكلمها ليه من أساسه يا حضرت المحامي المتجوز

نطقت هي بتلك الكلمات وهي تنهض من مكانها بطريقه عصبيه..

تنهد هو طويلاً و تحدث و عينيه معلقه بها قائلاً بتأفف:
_ مالك يا بنتي في إيه ، أنتي قولتي أهو بنفسك حضرت المحامي كان في مشكله..

قاطعته هي متحدثه من بين أسنانها بنبره متشنجه:
_ مشكلة إيه دي يا حنين مش لما تحل مشاكلي أنا الأول !

حدق هو بوجهها المحتقن غضباً و كاد أن يتحدث لكنها تابعت قائله بصوت جهوري حارق:
_ أنطق قول الحقيقة، بتخوني صح بتخوني..

تعثرت الكلمات في فمها و هي تحاول التقاط أنفاسها، وقد أصبح وجهها أحمر بشده من شدة غضبها و غيرتها..

أرتمت جالسه على أحد المقاعد واضعه كفها على قلبها وقد هدرت بنبره متحشرجه متألمه:
_ أنا كان قلبي حاسس أنك بتخوني ، بس كنت بكدب نفسي

ظل مروان يحدقها بعينيه متعجباً من حالتها تلك ، عقد ذراعيه أمامه و ظل يتابعها بنظراته ثم تحدث قائلاً بهدوء متناهي:
_كملي..

حدقته هي بملامح بائسه وظلت صامته للحظات ثم هدرت بغيظ ناري:
_ أنطق يا مروان، بتخوني صح، بتحبها؟

قالت آخر كلمه بضعف وهي تضع كفيها على وجهها ، لم يستطع هو السيطره على حاله حيث قهقه ضاحكاً و هو يقول بقلة حيله:
_ المفروض أتعامل معاكي على عيبك أنا عارف

أزاحت هي كفيها قليلا ً من أمام وجهها و هدرت من بين أسنانها بحنق:
_ عيب ده إلي هو إيه يا أستاذ..

حل هو ذراعيه من أمامه وهو يحدقها بنظراته ثم مط شفتيه قائلاً بنبره بارده:
_ الهبل يا مروه

قال تلك الكلمات ثم نهض من مكانه و تحرك نحو الداخل تحت نظراتها المشتعله غيظاً، لحظات ووجدته يعود يسحب هاتفه و أشار لها به قائلا بنبره ماكره:
_ لزوم الخيانه

نطق بتلك الكلمات و تحرك من أمامها تاركاً إياها تكاد تنفجر من الغيظ و الغيره..

٠٠٠٠٠٠


وقفت رضوي على أعتاب غرفة شقيقها الذي كان يعدل من وضع سترته، لوت فمها قائله بعدم رضا:
_ ملوش لازمه تروح لفاطمه كل واحد راح لحاله خلاص

تحرك يوسف يقف أمام المرآة و التقط الفرشاه و راح يمشط خصلات شعره وهو يقول بتصميم:
_ أنا حابب اطمن عليها قبل ما أسافر

وضعت رضوي كفها على مقبض الباب وهي تلوي فمها قائله بنزق:
_ قصدك تريح ضميرك

تجاهل يوسف الرد عليها وهو يضع الفرشاه مكانها، و تحرك يلتقط هاتفه و أغراضه من على الفراش تحت نظرات رضوي التي هدرت بتساؤول خافت:
_ لسه حفصة ليها مكانه عندك ؟

أخذ يوسف نفس عميق وهو يلقي هاتفه في جيب سترته ولم يعقب على كلمات شقيقته التي صدح رنين هاتفها مما جعلها تخرج إياه من جيب بنطالها أرتسمت أبتسامة واسعه وهي تجيب قائله بنبرة رقيقه:
_ أيوه مبتردش عليا ليه من الصبح ؟

قالت تلك الكلمات وهي تخرج من الغرفه تحت نظرات شقيقها..
٠٠٠٠٠

وقفت صفاء تصفق بكفيها وهي تشجع بصوت عالي الصغار وهم يلعبون، وقع بصرها على فاطمه وهي تأتي من بعيد أشارت لها مما جعل الأخيره تتقدم منها وهي تقول بضيق:
_,خير يا صفاء واقفه كده ليه زي العيال الصغيره

تأبطت صفاء ذراعها وهي تقول بخفوت:
_ تعالي نتمشي شويه مع بعض و نتكلم..

لم تكمل كلماتها حيث وقع بصرها على حفصة التي خرجت من المنزل، لوت فاطمه فمها وهمست بمقت:
_ اهي البومه جات أهي خليها هي تمشي معاكي

ألقت صفاء عليها نظره ثم عادت تنظر إلي فاطمه قائله باستياء:
_ أبيه صفوان رجع القاهره الصبح و سبهالنا هنا

مطت فاطمه شفتيها ومالت عليها قائله باستهجان:
_ اخوكي أصلا متجوزها تخليص حق

فلتت من صفاء ضحكه رنانه انتبهت إليها حفصة التي كانت تشعر بالتردد من الإقتراب منهم لكنها في الأخير حسمت أمرها و اقتربت منهم و تسألت و بصرها معلق بصفاء:
_ هو صفوان فين ؟

لم تدع فاطمه صفاء تجيب حيث أجابت هي باذدراء:
_ سافر القاهره..

ظهر التوتر على ملامح حفصة وهي تردد بوجوم شارده:
_ سافر و سابني هنا لوحدي


سحبت فاطمه صفاء من ذراعها و تحركت بها مبتعده تاركين إياها واقفه هكذا بمفردها، شهقت حفصة عالياً عندم اصطدمت الكره برأسها..
٠٠٠٠٠

_ساكت ليه؟

خرجت تلك الكلمات من مروان الجالس أمامه في ذلك الإحتفال البسيط للعمال في ذلك المكان الخاص به..

مسح صفوان ذقنه الناميه ثم عقد حاجبيه قائلاً بسخريه:
_ المفروض أقول إيه؟

ظل مروان صامتاً للحظات ثم سحب فنجان القهوه خاصته يرتشف منه و هدر مستفهماً:
_ إيه أخبارك أنت و صاحبة مراتي ؟

و تلقائياً نطق هو أسمها بطريقة غريبه:
_ حفصة

ضيق مروان ما بين عينيه ثم أومأ برأسه قائلاً بخبث:
_ اه هي، أنت متجوز غيرها ولا إيه ..

خرجت تنهيده طويلة من صفوان ثم هدر بإيجاز:
_ الحمدلله

مط مروان شفتيه و أرتشف رشفه أخري من فنجان القهوه وهو يحدق بذلك الشارد و قد التوي ثغره بابتسامة ساخره..

٠٠٠٠٠
صباح اليوم التالي..


التوي ثغر حفصة بابتسامة باهته وهي جالسه تتابع صفاء الجالسه تمازج والدتها، وكزتها الأخيره في ذراعها قائله بنزق:
_ قومي من جمبي بطلي رخامه

عضت حفصة على شفتيها و قد مر أمامها ذكري لها مع والدتها الحبيبه، رن في أذنيها صوت ضحكات والدتها و صوت والدها المتذمر وهو ينتظر طعام الفطور..

دون أن تشعر فرت دمعه حاره من عينيها، انتبهت صفاء إلي ذلك مما جعلها تنظر إليها بشفقه قائله بلطف:
_ أنتي كويسه؟

أومأت حفصة برأسها و رفعت كفها تمسح تلك الدمعه وهي تري السيده سميحه تنظر إليها وقد تحدث هي الأخري قائله بتعاطف:
_ ربنا يرحمهم يا بنتي و يصبرك

استغربت حفصة لطفهم المفاجئ معها، أومأت برأسها و هي تقول بخفوت متحشرج:
_ يارب

ظلت السيده سمحيه تحدقها قليلاً بنظراتها ثم أشارت إلي جانبها وهي تقول بنبره خافته:
_ تعالي يا حفصة أقعدي جمبي

ظهر التعجب على ملامح صفاء وهي تنظر نحو والدتها التي وكزتها في ذراعها تأمر إياها:
_ قومي أعملي لينا شاي

أومأت صفاء برأسها وهي تنظر بغرابه إلي والدتها وقد وضعت كفها على جبهتها و هي تقول بخفوت ساخره:
_ أنتي طبيعه يا ماما ، مش سخنه ولا حاجه !

عقدت السيده سمحيه حاجبيها وهي تقول بعدم فهم:
_ يعني مش هكون كويسه ليه..

حركت صفاء كتفيها للأعلي و الأسفل و نهضت من مكانها وهي تقول ببلاهه موضحه مقصدها:
_ أصلك بتتكلمي مع حفصة بهدوء

تلقائياً نقلت السيده سميحه نظراتها نحو حفصة التي كانت متعجبه هي الأخري، ثم قالت باستياء زائف:
_ اسكتي وقومي أعملي إلي قولتلك عليه

مطت صفاء شفتيها ثم تحركت نحو الداخل تاركه والدتها تنظر نحو حفصة بشرود، رسمت إبتسامة متكلفه على ثغرها ثم قالت بنبره لطيفه:
_ كنتي بتعيطي امبارح ليه ؟

ظهر الأستغراب على ملامح حفصة و سريعاً ما أدركت أنها استمعت إلي بكائها في اليوم الماضي ..

٠٠٠٠٠٠٠
أغمضت مروه جفونها وهي تستغفر بصوت مسموع وقد وصلها صوت مروان المنزعج:
_ هو أنا مش بنادي عليكي ؟

فتحت هي جفونها و رفعت قدميها على الطاولة التي أمامها قائله بتملل:
_ مسمعتش حاجه

رفع هو حاجب و نزل الآخر وهو يرفع ذلك القميص أمامها قائلاً من بين أسنانه:
_ إيه إلي بوظ القميص ده ؟

رمشت مروه بعينيها وهي تسحب القميص منه قائله بخفوت:
_ وريني كده

قلبت القميص بين يديها ثم عاد تنظر إليه قائله ببرود متناهي:
_ دي المكواه

قالت تلك الكلمات وهي تلقي القميص بجانبها على الأريكة ثم راحت تدندن أحدي الأغنيات الشهيره ببرود تحت نظراته المشتعله غيظاً، أستغفر بصوت مسموع ثم تحدث بضيق:
_ الصبر يا مروه الصبر

توقفت هي عن الدندنه و نظرت له قائله بوداعه زائفه:
_ الصبر مفتاح الفرج

رمها هو بنظره حاده ثم تحرك نحو الداخل تحت نظراتها تحدثت هي بغيظ مكتوم وهي تنظر نحو التلفاز تتصنع عدم الأكتراث:
_ إلا قولي يا مروان المشكله اتحلت !

ألقي عليها مروان نظره من فوق كتفه قائلاً بحنق:
_ مشكلة إيه ؟

عضت هي على شفتيها بغيظ وهي تقول بنبره ساخره:
_ مشكله الرقاصه بتاعتك

قالت تلك الكلمات وهي ترمي إياه بنظره مشتعله بنيران الغيره..

استغفر هو بصوت مسموع و تابع سيره نحو الداخل وهو يردد إلي حاله بنفاذ صبر:
_ صبرني يارب ، صبرني

أنزلت هي قدميها من على الطاولة و راحت تردد بصوت مرتفع حانقه:
_ أنا هسميك محامي الرقاصات

قالت تلك الكلمات و ثواني معدودة و كان يعود اليها يجز علي أسنانه قائلاً بتحذير:
_ بلاش تختبري صبري إكتر من كده

أنكمشت هي على نفسها و رسمت ابتسامة زائفة على ثغرها وهي تقول بوداعه زائفه:
_ هو أنا قولت حاجه ، أنا بدردش معاك بس يمكن نلاقي حل لمشكلتها

نطقت هي آخر كلماتها ضاغطه على الحروف بشده مغتاظه..

كاد أن تنفلت منه ضحكه على تصرفاتها التي تاره تشعره بالغيظ و تاره أخري تجعله يرغب في الضحك..
٠٠٠٠٠٠

أتسعت مقلتي فاطمه وهي تري إياه يعترض طريقها ، لمعت عينيها تلقائياً و همست حروف إسمه بلهفه:
_ يوسف

التوي ثغره بابتسامة متوتره و شعر أن الكلمات هربت منه، حاول ترتيب كلماته ثم تحدث بنبرة جاده:
_ عامله ايه يا فاطمه ؟

انتبهت فاطمه إلي حالة السعاده التي سيطرتها عليها تلك لذلك تماسكت و سيطرت على تعبيرات وجهها و تحدثت قائله بنبره خافته:
_ عايز إيه يا يوسف؟

كاد يوسف أن يتحدث ولكن توقفت عينيه على إسماعيل الذي يتقدم نحوهم بملامح منكمشه، نظر إلي فاطمه قائلاً بغلظه:
_ هو إسماعيل مش كان مسافر؟

_ مالك و مال إسماعيل أنت دلوقتي

نطقت هي بتلك وهي تنظر خلفها نحو ما ينظر إليه و قد توقفت نظراتها على إسماعيل الذي تقدم ووقف بجانبها و تحدث و عينيه مصوبه نحو ذلك الواقف قائلاً بفظاظه:
_ اهلا يا يوسف

قال تلك الكلمات وهو يمد كفه له ، وزع الآخر نظراته المنزعجه بين كفه الممدود و بين وجهه ثم صافح إياه قائلاً بنبره ممتعضه:
_ أهلا

شعر يوسف بكف إسماعيل الضاغط على كفه بقوه مما جعله يسحب كفه قائلاً بنبره بارده:
_ بعد أذنك يا إسماعيل عايز فاطمه في كلمتين

كاد إسماعيل أن يتحدث لكنه شعر أنه ليس من حقه ذلك لذلك تحركاً على مضض مبتعداً وهو يشعر بتلك النيران المشتعله بداخله..

ألقي نظره من فوق كتفه عليها و هي واقفه تتحدث معه ثم عاد يتابع سيره وهو ينظر أمامه بوجوم..
٠٠٠٠٠

في تمام الساعة التاسعة مساءً، وصل إلي مسامعها صوت السيده سمحيه وهي تهدر بتعجب:
_ أنت يا بني مش قولت عندك شغل مهم

عقدت حاجبيها وهي تنهض من على الفراش، أنفرجت اساريرها وهي تستمع إلي صوته المألوف وهو يقول:
_ خلصت و جيت

أعادت حفصة خصله من خصلات شعرها إلي الخلف و هي تنطق إسمه هامسه:
_ صفوان

و مالت علي باب الغرفه المغلق تسترق السمع وهي تستمع إلي حديث صفاء معه..

لحظات حتي وصلها صوته وهو يهتف بخشونه:
_ آمال فين حفصة..

دون شعور منها خفق قلبها و دارت بنظراتها في الغرفه متوتره ، تحركت سريعاً تسحب ثوبها الموضوع علي الفراش وقد وصلها صوت شقيقته التي أجابت غير مباليه:
_ ممكن تكون نامت

بعد مرور عدة دقائق ، كانت تأخذ نفس عميق وهي تسير في تلك الردهه تقدمت منهم وهي تقول بخفوت:
_ السلام عليكم..

التوي ثغر السيده سميحه بابتسامة وقالت بنبره هادئه:
_ وعليكم السلام ، تعالي يا بنتي..

تعلقت عينيها على استحياء به وقد تقابلت نظراتها مع نظراته الحانيه حيث التوي ثغره بابتسامة و تنحنح قائلاً بنبره جاده مصطنعه:
_ تعالي يا حفصة

توقفت حفصة خلف المقعد الجالسه عليه صفاء تستند بكفيها بتوتر عليه ثم هدرت متلعثمه:
_ هو إحنا مش هنرجع القاهره ؟

لم تسمح له السيده سميحه بالحديث حيث رمقتها بنظراتها وهي تقول بنبره خافته:
_ حد يزهق من القعده إلي ترد الروح هنا و يقول نرجع القاهره ده اسمه كلام برضوا يا حفصة..

وزع صفوان نظراته بينهم متعجب من معاملة والدته المتغيره مع حفصة، نهضت صفاء من مكانها و تحركت تجلس على طرف المقعد الجالس عليه شقيقها و همست له:
_ مستغرب صح ، أنا برضوا مستغربه من أمك أوي ده زي ما يكون بقت واحده تانيه..

مط هو شفتيه وقد تعلقت نظراته بتلك الواقفه و هو يستمع إلي حديث والدته التي تحدثت بلطف:
_ أقعدي يا بنتي

صدرت من صفاء ضحكه خافته على ملامح شقيقها المتعجب وقد مال عليها قائلاً بخفوت:
_ يعني أغيب شويه أرجع ألاقي الدنيا متغيره كده


قال تلك الكلمات وقد تعلقت عينيه بتلك التي جلست على أحد المقاعد وهي تنظر نحو والدته مبتسمه، مالت عليه شقيقيته مره أخري هامسه:
_ أمك قلبها حن ، ناقص أنت

رمق صفوان شقيقته بنظراته رافعاً أحد حاجبيه، فوضعت هي كفها على فمها تكتم ضحكه كادت أن تنفلت منها و قالت له بنبره خافته ساخره:
_ على رأي فاطمه متجوزها تخليص حق

نظر لها صفوان شذراً ثم عاد ينظر نحو تلك التي خفضت بصرها أرضاً و عاد ينظر إلي والدته قائلاً بإهتمام:
_ آمال فين فاطمه؟

عقدت والدته ذراعيها أمامها وهي تجيب إياه بخفوت:
_ قاعده قاعده عند عمتك

قالت تلك الكلمات وهي تنظر إلي حفصة بنظرات ذات مغزي جعلت صفوان يحرك رأسه متفهماً و نظراته قد تعلقت بحفصة..

٠٠٠٠٠٠
بعد ساعتين، كانت حفصة تقف في المطبخ تعد إليه الطعام بعد أن شعرت بتعب والدته..

سحبت تلك الملعقه تقلب الطعام الموضوع علي الموقد..

_ شايف أنك خدتي على أمي

خرجت تلك الكلمات من صفوان الواقف على أعتاب المطبخ، وضعت هي المعلقه جانباً و استدارت تنظر نحوه وقد حركت رأسها إيجاباً قائله بخفوت:
_ هي ست طيبه

عقد صفوان ذراعيه أمامه مستند بظهره على باب المطبخ و أشار بعينيه إلي الطعام الموضوع على الموقد قائلاً بنبرة هادئه:
_ مكنش ليه لازمه تتعبي نفسك

أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف و قالت بنبره خافته:
_ عادي دي حاجه بسيطه

التوي ثغره بابتسامة و ظل صامتاً للحظات، عضت هي على شفتيها و تحدثت و عينيها معلقه به قائله بخفوت:
_ ممكن لما تيجي ترجع القاهره تاني تعرفني و تاخدني معاك

أومأ صفوان برأسه ثم رفع حاجب و نزل الآخر قائلاً باهتمام متعجب:
_ حد ضايقك ولا حاجه ؟, أنا شايف أمورك تمام مع أمي و صفاء كمان، و فاطمه و قاعده عند عمتي

حركت هي رأسها إيجاباً و هي تشعر بتوتر غريب أصبح يسيطر عليها وهو متواجد، أخذت نفس عميق ثم تحدثت وهي تهرب بعينيها بعيداً عن نظراته قائله بخفوت:
_ فاهمه بس أنا مش عارفهم أوي و كده

كاذبه هي فيما نطقت به فهي تعلم جيداً أنها أصبحت لا تطمئن إلا بتواجده معها..

التوي ثغره بابتسامة طفيفه ثم تحدث قائلاً بخشونة:
_ حاضر هبقي اعرفك

أومأت هي برأسها ثم أستدارت تسحب المعلقه مره أخري تقلب الطعام وهي تقول بنبره خافته:
_ قربت أخلص أهو

أومأ هو برأسه ولم يعلق حيث تحرك يسحب ذلك المقعد وجلس عليه و أخرج هاتفه من جيب سترته ينظر إليه باهتمام غافلاً عن تلك التي كانت تنظر إليه بين الثانيه و الأخري على أستحياء خوفاً أن ينتبه هو لذلك..

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي