الفصل الخامس

كانت تلك الكلمه هي فقط ما قالته بصدمه ليأتيها صوت ذلك الشاب مردفًا :-

_ايه يا بنتي انتِ كنتِ نايمه ولا فقدتي الذاكره؟

اردفت وهي تتمني ان لا يكون ما تفكر به صحيحًا :-

_ معلش بس استمحلني انا مين؟ وشغاله ايه؟ وانت مين؟ والمفروض هنعمل ايه ؟

_لو فقدتي الذاكره قولي متتكسفيش

_يا عم ريحني بس

_ماشي علي ما نشوف اخرتها انتِ امنيه الرافعي ملازم اول في مكافحة المخدرات وانا الرائد سليم المنشاوي اصدقاء والقائد بتاعك المفروض هنعمل ايه المفروض اننا عندنا مهمه كمان ساعتين عشان هنقبض علي صفقة المخدرات الي هتم كمان ساعتين

نظرت اليه امنيه بريبه قائله :-

_لامؤخذه عندنا انت بتجمع ليه انت هتروح مع حد تاني يا اسطا

نظر اليه قبل ان يردف ببرود :-

_انا وانتِ وسالم وياسين ومحمد ومايك

اردفت وهي تسأل ببلاهه :-
_مايك ده مسيحي

_لا مسلم متخفي هكذا اجابها بسخريه ثم اكمل مردف بسخريه اكبر :-

_قوليلي بقي ومن غير كدب ايه الصنف الجديد الي ضرباه علي المسا ده

اجابت بأستفزاز :-

_ميكس شيكولاته

ليردف الاخر بحده وجديه كبيره :-

_ثبات يا حضرة الظابط ثم اكمل بتوعد :-

_اقسم بالله في ظرف نص ساعه يا امنيه لو مكنتيش مخلصه وفي خلقتي تحت لهكون مقدرك لأخر الشهر وانت عارفه اني عمري ما بوقع حلفاني الأرض ابدًا

ثم تركها وصفع الباب من خلفه وترك امنيه تجلس علي كرسي مكتبها وهناك نظرة ضياع تحوم في عيناها، ماذا حدث ؟ يا الله عقلها سينفجر . من هي؟ هل هي باحثة الأثار امنيه احمد البدوي ام انها ميمي ام انها ملازم اول في مكافحة المخدرات كما يزعم ذلك المعتوه ماذا يحدث ؟ تذكرت ان احداث اليوم مشابها لليوم الذي استيقظت فيه لتجد نفسها تلك المزعومه ميمي فتاة الليل . نعم فهي غفت في يوم عراكها مع ادهم لتجد نفسها ميمي قضت ثلاث ايام لا تعرف كيف

لكنها حاولت ونجحت في تخطيهم واخر ما تتذكره انها غفت وهي جالسه علي الكرسي في المتجر ثم استيقظت هُنا . شعرت برأسها يكاد ينفجر من كثرة التفكير ولكن سرعان من استفاقت من تفكيرها والذي اصاب راسها بألم يكاد يفتك به ، علي دخول شاب يرتدي ثياب سوداء وواقي من الرصاص وهو يجهز اسلحته ثم اردف حين رأها :-

_ يا نهار مش معدي انتِ لسه مجهزتيش ده سليم هينفخك

_هي الساعه كام

اجابها مسرعًا :-

_واحده الا عشره انزلي اخلصي

اقترب منها وسحبها من يدها قائلًا :-

_لا ابوس ايدك مش ناقصه فقدان ذاكره دلوقت سليم هينفخنا كلنا

باردته وهي تسأل بأستغراب :-

_طب انت مين

_بت انتِ كنتِ نايمه صح اصل الدماغ الألماظ دي مش بتعمليها الا لما تكوني لسه صاحيه ... اخلصي انا مايك مش وقت زهايمر

ثم دفعها الي داخل غرفة تغيير الملابس وهو يردف :-

_اتنيلي البسي قبل ما سليم يجي ينفخك وينفخني معاكي الله يحرقك كانت معرفه منيله

نظرت حولها حتي اهتدت عيناها علي خزانه معلق عليها اسمها ذهبت اليها وهي تفكر كيف ستفتحها مدت يدها الي رقبتها فهي منذ عدت دقائق وهي تشعر بشئ علي رقبتها لتجدهها قلاده في منتصفها نصف قمر ومفتاح .خمنت انه المفتاح الخاص بالخزانه ومن حسن حظها جاء تخمينه في محله
نعم انها نفس القلاده التي وجدتها اثناء الحفر
هُنا تذكرت جميع الأعمال الفنيه والروائيه البوليسيه التي قرائتهم وشاهدتهم . حسنًا بم انها لا تفهم شيئا وكل شئ مدمر بمفرده لذا لا مانع من الأستمتاع بحلم طفوله قديم والذي كان قد دفعها لتعلم الرمايه حتي اجادتها بشده .وايضًا لقراءة كل شئ واي شئ عن الشرطه والأسحله والدفاع عن النفس والقراءه في سير القاده الحربيون المهره .

هُنا ارتدت ملابسها بحماس والواقي من الرصاص ثم نظرت الى اسلحتها الموجوده في خزنتها وهي تضعهم في ملابسها بحماس وترجلت من الغرفه
حسنًا هُنا تذكرت اقتباسها المفضل ...

إن كانت حياتنا عباره عن لوحه فنيه وطلطخت بالألوان وظننا انها دمُرت ولا محاله لإصلاحها .. لدي حل افضل من الجلوس بجانبها حزينًا او رميها في المهملات ما رأيك ان تمسك الفرشاه وتبدأ في رسم خطوط جميله وتضع لامساتك الخاصه لتحول هذا الدمار الي لوحه فنيه بديعه .

لذا لا مانع ان نستمتع والمصائب تهبط علينا محاوله كسر أعنقنا .. حتي لو كُسرنا فنكون قد حاولنا لأخر أنفاسنا واخر ثانيه في اعمارنا بدلًا من الجلوس محملين بالهموم ..

من حسن حظها انها انتهت سريعًا قبل ان يحطم سليم رأسها غيظًا منها ومن استفزازها
جلسوا ليشرح لهم الخطه بجديه علي شاشة العرض وامنيه تستمع إليه بدقه
اردف سليم بجديه :-

_ هنقسم نفسنا تلت فرق، فرقه بقيادة مايك وامنيه ودي الي هتروح المصنع المهجور الي بينصعوا فيه الانواع الجديده والي مخدر الشابو موجود بكميه كبيره جدًا داخل المصنع ده والي المفروض هيسلموها بعد بكره ثم اشار لمايك وامنيه معقب علي حديثه :-

_ مهمتكم انك تقبضوا علي كل الي هناك واهم حاجه تمنعوا تواصلهم مع باقي العصابه تمامًا واهم حاجه تحافظوا علي حياة الي بيصنع لازم نعرف كل حاجه عن نوع المخدر الجديد الي بيصنعه وتأثيره وبيتركب من ايه

انما الفرقه التانيه هتكون بقيادة محمد وسالم هيتبعوا الشحنه الزايفه عشان يوهموهم اننا شربنا الخدعه بتاعتهم واننا فعلًا معرفناش معاد التسليم الحقيقي ولا مكانه وتعرفوهم بوجودكم  ثم نظر الي سالم ومحمد معقب :-

_عايزكم تتطلعوا بأقل خساير ممكنه ثم اكمل :-

_انما الفرقه التالته دي هتكون بقيادتي انا وياسين وهنروح لمكان الشحنه الحقيقي . اهم حاجه نكون علي تواصل مع بعض عشان نهجم في نفس الوقت عشان محدش يلحق يبلغ التاني مش عايزه غلطه يا رجاله ... اتفضلوا

ادي الجميع التحيه العسكريه لسليم بم فيهم امنيه وهي تظن ان الامور تسير كما تشاهد في الاعمال الفنيه

انطلق الثلاث فرق يشقون طريقهم في ظلمة الليل نحو وجهتهم المعنيه

في الصحراء كانت الفرقه تختبأ حول المكان المعني يستغلون ظلام الليل. وهم يتخفون فيه بملابسهم السوداء والأقنعه السوداء التي تغطي وجههم بالإضافه الي تلك النظارات التي تغطي أعينهم والتي تخص الرؤيه الليله. حتي بدأت الكثير من العربات تشق ظلام الليل وهم يتجهون الي نقطه التسليم الكثير من العربات المحمله بالكثير من صناديق المخدرات . التي في مقدروها إسقاط ملايين البشر بمجرد وصولهم الي النقطه المعنيه اشار سليم لرجاله بأن يستعدوا

بينما لدي مايك وامنيه كانوا يلتفون هما ورجالهم حول المصنع بإتقان دون ان يدرك وجودهم احد يضعون نفس الأقنعه والنظارات. ينتظرون إشارة سليم . حتي وصل اليهم مبتغاهم . اشار مايك بإشاره ما وثوانٍ وكانت الكهرباء تنقطع عن المنطقه بأكملها وبدأ تسلل قوات مايك وامنيه

بينما لدي محمد وسالم كانوا يفعلون الشئ ذاته متخفيين لكن كانوا حارصين ان يعرفوا بوجودهم وهُنا ابتسم احدهم ويبدو انه قائدهم انا ورفع هاتفه يخبر من يسلمون الشحنه الحقيقه ان يطمئنوا .

انتظروا حتي وصلت اليهم إشارة سليم ليستعدوا دقائق معدوده ليأتي اليهم إشارة سليم ببدأ الهجوم . ليبدأ الثلاث فرق بالهجوم في نفس الوقت . حتي لا يقدر احد منهم علي تحذير الاخر وايضًا لتشتيت قواهموقد نجحوا في ذلك

فلدي سليم وياسين اتجهت القوات ناحيتهم وكرر سليم استخدام السلم اولًا فصاح سليم بحده :-

_سلموا نفسكوا المكان كله محاصر محدش يتحرك

وهُنا دوي صوت إطلاق النيران .بينما ذهب بعض الرجال يستقلون السيارات المحمله بالمخدرات هنا انطلق ياسين ومعه بعض الرجال يطلقون النيران علي إطارات السيارات حتي نجحوا في ايقاف ست سيارات وبقي اثنان . ترجل ياسين سريعًا الي سيارته يتبع احد السيارات وانطلق خلفه عدة سيارات ، سياره تتبع ياسين وسيارتان يتبعان السياره الاخري

كان ياسين يتبع السياره مسرعًا حتي ثبت اتجهاها وهو يخرج من شباك السياره يطلق النيران علي إطارت تلك السياره اصاب اثنان حتي انحرفت السياره عن الطريق وانقلبت علي الطريق واستطاعت السيارتان الاخرين تحطيم السياره المتبقيه المحمله بالمخدرات

بينما لدي سليم كانوا مازالوا يتبادلون إطلاق  النيران حتي اصاب سليم رصاصتان في كتفه جلس سليم بتعب خلف الصخره المختبأ خلفها بتعب وهي يتنفس بانفاس متقطعه اخرج خزنه اخري وهو يضعها في سلاحه . وضع سلاحه علي الصخره بيده المعافاه واخذ يستكمل إطلاق النيران ومازالت ذراعه تنزف دون ان يحمل لها همً . يحمل فقط هم إيقاف هؤلاء المجرمون الذين يدمرون في شباب بلده . وسيظل يدفاع عنهم وعن بلاده حتي اخر نقطه من دمائه

علي بعد عدة اقدام من سليم كان قد عاد ياسين الي ارض القتال مجددًا استطاعت القوات المصريه لمكافحة المخدرات السيطره علي الوضع . انتجه ياسين مسرعًا ناحية سليم قائده وصديقه وهو يجلس يمسك ذراعه، انفاسه مضطربه اقترب منه ياسين وهو يرفع القناع والنظاره من علي وجه سليم حتي يستطيع التنفس بشكل افضل، ورفع القناع من علي وجهه اردف بخوف :-

_ امسك نفسك يا سليم

اردف سليم بضعف :-

_لو مت خد بالك من امي يا ياسين ... هي ملهاش حد غيري .. اختي مسافره مش هتنزل .. وخد بالك من امنيه هي مستفزه بس عبيطه لو حد سابها لوحدها هتتسوح

اردف ياسين :-

_متقولش كده يا سليم هترجعلنا مش هيحصلك حاجه وهترجع لوالدتك تطمنها انت وبعدين مينفعش حد ياخد باله مننا غيرك انت مش بتعاملنا علي اننا ظباط شغالين تحت ايدك انت بتعاملنا علي اننا اخواتك

ثم اردف بحده وهو يري سليم قد قارب علي فقدان وعيه وقد لاحظ ايضًا تلك الرصاصه التي اخذها في قدمه وتنزف ايضًا :-

_ إســــعــــاف بـــســـــــــرعــــــــه

واخذ يدعو الله ان يحفظ له صديقه

بينما لدي مايك وامنيه عندما انقطعت الكهرباء عن المكان اقتربا هما وباقي الجنود من المصنع الملئ بالحراسه وبدأ إطلاق النيران وهو يستغلون ملابسهم التي تشبه ظلام الليل في التخفي . ثم يضربون نيرانهم ويغيروا مكانهم سريعًا حتي لا يدرك حرس المصنع من اين تأتيهم الضربات اقتحموا المصنع في ظل إطلاق النيران وبدأ القتال وقد تحول المصنع لساحة حرب فقد كان الرصاص يهبط علي رؤسهم كالأمطار في ليالي ديسمبر . ومن حسن حظ امنيه انها كانت مازالت تتقن التصويب والرمايه وكانت تستعمل في تدريباتها القديمه مسدسات ايضًا . كانت تطلق هي ايضًا النيران بمهاره وقد تحقق احد احلام طفولتها ولكن لا يمنع هذا القليل من الخوف الذي يحتل قلبها في تلك المعركه الداميه

كان مايك يطلق النيران بمهاره وإتقان فهو امهرهم في التصويب والإطلاق حتي راي هذا الذي كاد يضرب امنيه من الخلف، حتي اطلق عليه النيران ليسقط صريعًا، نظر الي امنيه وابتسم من خلف قناعه وهو يغمز لها لمشاغبه فمايك هز مايك لن يتغير حتي ولو كان الموت علي بعد سنتيمترات منه
انتهت تلك المعركه وقد سيطرت القوات علي المصنع وتم طلب الإسعاف لنقل المصابين والموتي من المجرمين والضباط

بينما خرج مايك بأصابات صغيره وإصابه سطحيه في قدمه بينما امنيه خرجت بإصابه في رأسها وإصابه بالغه في يدها عندما اقترب احد من الخلف وقام بضربها بسكين ليقوم بعمل جرح لها بطول زراعها

رفع مايك قناعه واقترب منها، كانت جالسه ارضًا تتأوه بألم بالغ، حسنًا لقد انقلب حلمها الجميل الي واقع مؤلم. لكن إن نظرنا في الأمر ماليًا لا يوجد فعل دون نتائج، إن كنت مدمنًا وقررت ان تتعافي فعليك ان تتحمل اثار الإنسحاب اليس كذلك ؟

وإن كنت تريد الوصل لشئ يجب ان تتحمل مشقات وطول الطريق لم اخطأ او ما رأيك ؟

اسندها مايك حتي الإسعاف بالخارج والذين وضعوا لها مخدر موضعي وبدأ المسعف في ان يداوي جرحها وهو يخيطه لها

بينما لدي محمد وسالم لم يحدث اي شئ يذكر فهم سيطروا علي الحدث سريعًا

تري ما هذا سيحل بحياة امنيه؟
وما الذي يحدث معها؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي