13
مرت ثمانية أيام على زواجي من ضياء و هو لا يأتي الى الغرفة في الليل ، اجلس الأن امام المرأت و امشط شعري الطويل ، انظر إلى وجهي في المرآت و اتخايله خلفي يمرر اصابعه من خلال شعري ، من المؤسف اننا وصلنا الى هذه الحالة ، و لا اقصد وضعه الصحي ، بل جفاه عني اشعر انه لم يعد يحبني . بعد ان خسر عافيته لا بد و ان لا يحبني ، فمن عساه يفعل و ابن عمتي السبب بما حدث له ؟
سمعت طرقاً على الباب : من ؟
: انا ضياء
نهضت من مكاني ، و اختلطت كل مشاعري بينما اركض نحو الباب لأفتحه : تفضل .
رفع وجهه و نظر إلي ثم فتح عينيه بدهشة . افرغ حلقه و ابتعدت عن طريقه . فدخل عن طريق دفع عجلات كرسيه ليصبح في الداخل ف اغلقت الباب .
ضياء : كيف حالك ؟
صالحة : انا بخير ، شكرا لك و انت ؟
ضياء : اسف على ازعاجك ، لكن ابي قال انه سيغضب علي ان نمت مرة اخرى خارج غرفتي .
ابتسمت له : انت لا تزعجني ، لا يوجد شيء يسعدني اكثر من رؤيتك .
اشرق وجه صالحة و تلفتت ثم نظرت اليه : هل انت جائع ؟
ضياء : لا ، لكن اذا كنتِ جائعة . .
صالحة : لا لا ، انا بخير . . هل ترغب بالنوم ؟
لم يرد ضياء ف شعرت صالحة بالخجل ثم توجهت الى السرير و ابعدت الاغطية و ابتسمت له : تعال . .
توجه ضياء الى السرير و قبل ان يساعد نفسه مدت صالحة يديها و بدأت بمساعدته ، و كانت هذه اول مرة يتلامسان فيها .
ساعدته بالجلوس على طرف السرير ثم نزلت عند قدميه و خلعت له حذاءه ، فشعر ضياء بالخجل من عجزه ثم من تصرفها و تواضعها .
لكنها واصلت ما تفعله و وضعت الحذاء جانباً ثم جلست بقربه و توجهت بجسدها نحوه : إشتقت لك ، شكرا لقددومك .
توغلت الدموع في عيني ضياء : صالحة ، انا . .
قاطعته صالحة : لا تقل اي شيء يقلل من شأنك لان ذلك لن ينفع ، انا لا اسمح لك بذلك ، ثم انت الان اصبحت زوجي و انتهى الامر ، انا هنا الان و لن اذهب الى اي مكان ، حتى ان ذهبت انت ، سوف ابقى بمكاني و انتظرك .
ضياء : لماذا ورطتي نفسك معي بعد كل ما حدث الا ترين وضعي ؟
تناثرت دموع صالحة : لأنني احبك ، الا ترى . . انا احبك حتى بعد ان توقفت انت عن حبي ، انا لا ارى سواك .
ضياء : من قال انني لا احبك ؟ لأنني احبك لم اعد ارى نفسي كافياً لكِ .
ابتسمت صالحة بعد ان سمعت اعترافه و اطمئنت : انت اكثر من كافي ، ثم انني مؤمنة انك ستتحسن و انك لن تبقى هكذا كما أنت .
ضياء : لماذا انت واثقة هكذا ؟
صالحة : لأن الله ليس بعاجز عن شيء ، و انا اعلم انك سوف تمشي مجدداً ، الامر يحتاج للوقت لا اكثر . نحن في عام 2001 ، الطب تطور و العلاج الفيزيائي هو كل ما تحتاجه مع الصبر .
رفع ضياء يدها و تلمس بها خد صالحة التي اغمضت عينيها و مالت برأسها ضد كفه لتشعر بلمسته اكثر ، فتحدث ضياء : لم يكن هذا حلمي ، كنت اريد ان اتي بك بطريقة مختلفة ، و ان نكون سعداء
صالحة : انا سعيدة معك ، كيف ما كان . .
ضياء : طيبة قلبك ، تجعلني لا اصدق انك من البشر . و انت جميلة جدا بشعرك المنسدل كما كنت اتخيلك .
صالحة : شكراً لك ، هذه المرة الأولى التي تراني بها هكذا .
ضياء : لم ارى شعرك منذ ان كنتِ بالصف الأول .
ضحكت صالحة : اتذكر عندما ضربتني ، قلت لي لا تخرجي الى المدرسة دون حجاب .
ضياء : هل ضربتك ؟
صالحة : لقد جررتني من شعري ، حينها كنا اطفال و لم يكن هناك مشاعر بيننا .
ضياء : و ما ادراك ؟ انا لم اكن ذلك الطفل . كنت في الصف السادس و غرت عليكِ . لم ارى غيرك منذ ان كنتِ طفلة و كنت انتظر ان نكبر معاً و ان لا اجعل احد غيري يفوز بك .
صالحة : ياااه ، كم انا محظوظة .
ضياء : انا هو المحظوظ . صدقيني
قبلت صالحة باطن كفه فجرت القشعرية في جسد ضياء و شعر ب الحب يتدفق في قلبه من جديد .
صالحة : لا تظن انني سأحب غيرك في يوم من الأيام ، او اتزوج بشخص اخر ، إما انت و إما لا احد .
ضياء : عندما علمت بما فعلتيه صُدمت كثيراً ، كنت غاضبا و سعيداً بالوقت ذاته ، و لكنني ظننت انك فعلتيها لتحلي الخلاف فقط .
صالحة : كان حل الخلاف حجة فقط لكي ابقى بقربك و خاصة بعد الذي حصل لك ، لم اعد استطيع ان ابقى ابعد الناس عنك ، انا احتاجك كما تحتاجني .
ضياء : الم تخافي ان لا يتحقق ما سعيتِ له ؟
صالحة : بلى ، لكنني فكرت بالأمر ، و كان اخبار عمي بالحقيقة الأمل الوحيد ، لأنه كاد يرفض .
ضياء : من المشين ان تأتي بهذه الطريقة ، اشعر كما لو انه عار علي و انت كريمة تستحقين الكرم .
صالحة : اخبرتك من قبل ، انا لست حزينة و لست نادمة على اي شيء ، كل ما يهمني القرب منك . و الحمد لله انت الان امامي .
سحبها ضياء لتستقر على صدره ثم لف ذراعيه حولها ثم غرس وجهه في شعرها : انا احبك . لدرجة انني رغم غضبي و سخطي اطلقت سراحك ، و تركت لك فرصة كي تذهبين ، لكن بعد الان انت لن تهربي مني . سأغلقك عليك جيدا.
ابتسمت صالحة بينما تبكي : افعل ذلك يا ابن عمي ، ف والله إن وضعتني في قفص و لم اخرج منه حتى مماتي سيكون اطيب على قلبي من العسل .
.
#ضياء
( عودة بالزمن ل ثمانية اعوام ) :
اعجبت بها منذ الطفولة ، و منذ ذلك الوقت اخبرت امي انني " عندما اكبر لن اتزوج الا صالحة ، ابنة عمي الشيخ علي " .
لطمتني امي برفق على فمي " اين تعلمت هذا الكلام ايها الشقي ؟ " .
غضبت و توقفت بعيداً عنها " انا لست صغيراً " .
وضعت امي اصبعها على فمها لتسكتني " هشششش ، اخف صوتك و الا سمعك ابوك ، هل تريد ان يحلق شعرك على الصفر و يحبسك في العلية ؟" .
حركت رأسي بالنفي " ولكن يا امي انا حقاً اشعر ب الم في قلبي ، عندما افكر انها لن تتزوجني "
ابتسمت امي و مسحت على شعري " انت ماتزال صغير ، و ابتلاك الله بقلب عاشق ، لك احزر ماذا ، يقولون انه اذا احب الله عبدا ابتلاه ، و اجمل انواع الابتلاء هو الحب ، و خاصة عندما يكون حب طاهر و شريف خالٍ من الشوائب سوف يوفقه الله و يباركه "
سألتها متلهفاً " كيف افعل هذا يا امي ؟ "
اكملت امي و كنت منصتاً لكل ما تقوله و انغرس في اذني و عقلي " انا سأخبرك هذا من اجل المستقبل ف احفظه يا بني و هذب نفسك بنفسك منذ الان . . اولاً لا يمكنك ان تختلي بها ، او تخبرها كلام جميل ، او تنظر اليها دون مراقبة نفسك ، ف الخلوة بين شاب و فتاة دون زواج حرام و الكلام المعسول حرام كذلك في حال لم تكن خطيبته او زوجته . يمكنك ان تعلمها بحبك لها فقط و ان تطلب منها انتضارك في حال كانت موافقة . و انت فقط تستطيع ان ترسل هذا الكلام مع اختك او معي ، لكن ليس الان ، ف انت ماتزال صغيراً و هي كذلك . واحذر كل الحذر ان يعرف احدهم ، فقريتنا صغيرة و ان اطلعت احداً على سرك انتشر و هكذا سبغضب والدك و الشيخ علي منك "
.
وضعت يدي على قلبي " انا اعلم يا امي ، لذلك لم اخبر غيرك ، لكن هنا يوجد ألم ."
تنهدت امي " اذا ، كلما صليت اطلب من الله ان تصبح من نصيبك ، و انا اعدك انني لن اترك الامر ، سأحدث خالتك انا اعدك . و الان اذهب الى دراستك "
.
بعد شهر :
مريم تجلس مع اختها مروة في منزلها و كانت صالحة قد عادت من المدرسة تبكي لتقف امام امها و تفرك عينيها .
مروة " ماذا حدث يا ابنتي ؟
مريم " من ابكى ابنة اختي الحبيبة ؟ "
صالحة " انه ضياء ، لقد ضربني و شد شعري "
وضعت مريم اصابعها على فمها بينما مروة شهقت بخفة و فتحت عينيها لتتحدث " ولماذا قد يفعل ضياء هذا ؟ ماذا فعلتِ ؟ "
صالحة " لم افعل شيء ، لقد اخبرني ان لا اخرج من دون حجاب ، لماذا يفعل هذا بي ؟ كل الفتيات في صفي لا يرتدين الحجاب "
نظرت مريم و مروة الى بعضهما و اخفين ضحكاتهن فتحدثت مريم " و اللهِ سوف اجر له شعره كما فعل لك لا تحزني يا حبيبتي " ثم اخذتها في حضنها و مسحت على شعرها " حبيبتي صالحة الجميلة "
مروة " لقد فعل ذلك خوف عليكِ يا ابنتي ، لا تغضبي منه ، و لكنه محق عليكِ ان ترتدي الحجاب فشعرك جميل جداً و سوف يحسدك الناس عليه "
صالحة " لا اريد ، ابي سمح لي ب ان لا ارتديه الان ، اخبرني انني سأرتدي الحجاب في الصف الرابع "
مريم " دعيها و شأنها يا اختي ، ما تزال طفلة ، لا تعقدينها "
مروة تمازح صالحة بينما تتحدث مع اختها " انا لن اجبرها على شيء ، اسأليها من سرح لها شعرها قبل ان تذهب ، انا فعلت لها ذلك ، صحيح صالحة ؟ "
اومئت صالحة برأسها و ابتسمت على تعابير أمها فتحدثت مروة " هذه جميلتنا ابنة الشيخ علي الوحيدة لن نجرأ على ان نحزنها ، هيا اذهبي و اخلعي ملابس المدرسة "
تحركت صالحة لتنفذ ما قيل لها بينما امها تكلمها " اجل حبيبتي لا تنسي ان ترتبي اغراضك في خِزانتك "
تأكدت مريم ان صالحة ابتعدت و لن تكون قادرة على سماعهما " ارأيتي ، كل يوم يعود في للمنزل و يشتكي غيرته عليها "
ضحكت مريم " كنت افكر طوال الشهر و تذكرت قصة قديمة حكتها لنا امي عن فتى صغير و فتاة تعلقا ببعضهما من اول نضرة و عندما يفترقان طويلاً يمرضان ، ابنك مصاب بحالة نادرة ، انه مرض العشق ، اذ يتعلق قلب الطفل ب اخر دون رغبة او ادراك ، و لا يعرف قلب الطفل الا الصدق "
مروة " و ماذا افعل ؟ والده لن يتقبل الامر ، هو لا يعترف ب امور كهذه و سيغضب منه كثيراً "
مريم " و لماذا تخبرينه ؟ اخبرتيني ان ضياء اطاعكِ ، و هو فتى طيب و مجتهد ، انا لا اخاف على ابنتي منه ، بل على العكس انا لن اجد مكاناً يحتوي ابنتي غير بيت اختي ، لن اطمئن عليها الا عندك ، و بالنسبة لزوجينا ، انت تعلمين كم هما متعلقان ببعضهما ، عندما يكبر ضياء و تكبر صالحة و تكون في سن مناسب للزواج ، سوف تخبرين والده و لن يعترض اي منهما "
مريم " جعلتيني اتفاءل "
مروة " اجل اطمئني ، ف بعد ان نأخذ منكم حور ستأخذون صالحة و هكذا كل منهما ستخرج من بيت اهلها الى بيت اهلها "
مريم " ماذا عن جاسم ؟ هل يخبرك شيء عن ابنتي حور ؟"
ضحكت مروة " انه يخجل كثيراً ، لكنني اعرف ابني ، فكلما تم ذكرها يحمر خجلاً ، لكنك تعلمين قسوة علي بالتربية ، انه مثل محمود و لا يختلف عنه ، لا يسمح بعلاقات حب غير شرعية او مراسلات بين اثنين حتى و ان كان ابنه ، و بالنسبة للحب ، اطمئني فقد وجدته يكتب اسمها على صفحة كتابه و عندما سألته ماهذا ارتبك و خجل و بدأ يشخبط فوقه ، لقد ضحكت في ذلك الوقت كثيراً "
بينما كانت مروة تتحدث ، ضحكت مريم و تفاعلت معها ، لتحمل فنجان قهوتها و ترتشف منها " اسأل الله ، ان يوفق الجميع ابنائي و ابناءك "
مروة " امين ، اما بالنسبة لصالح ، هو مايزال صغيراً كذلك ، في الصف الخامس و معلمته تشتكي منه كثيراً ، سوف يقود بي الى الجنون "
مريم " لماذا ؟ "
مروة " لا يترك احد من شره ، عندما كاتت المعلمة تشرح بصوت عالي وقف و اخبرها اخفضي صوتك يا امراة ، صوتكِ عورة "
و قبل ان تنهي مروة حديثها ضحكت مريم و كادت تشرق في قهوتها " يا الهي ، صالح يعجبني كثيراً ، تصرفاته مضحكة جداً و رجولية "
مروة " مثل والده تماماً ، لكنني جلست معه و اخبرته انها معلمة و مجبرة على الشرح بصوت عالي فالطلاب كثيرون و الصف كبير ، انه صعب المراس لكنه يقتنع عندما يجد تفسير منطقي "
مريم تضحك " اظن ان صالح هو من سيضرب ضياء ان اكتشف انه يحب فتاة و ليس والده "
مروة " رغم ان علاء و صالح في الصف و العمر ذاته ، الا ان صالح و ضياء متفقان اكثر و متعلقان ببعضهما كثيراً "
مريم " جعلتيني اتذكر عندما كان ضياء يريد ان يرسب ليبقى مع صالح و علاء بالصف ذاته ، لكنه خاف من تهديد والده ف نسي الأمر "
دخل جاسم الى المنزل مقاطع حديثهما الممتع ليبتسم لهنا بينما يقترب و يلقي تحية الإسلام " السلام عليكم ، كيف حالك يا خالتي " ثم يقبل رأس خالته و هي ترد التحية عليه ب اجمل منها " يا اهلا ، و عليكم السلام و الإكرام ، اهلا بالغالي ،يا اهلاً "
توقف جاسم جانباً و نظر الى امه " كيف حالك يا غالية ، و الله انا جائع جداً ؟ "
مروة " الحمد لله ، لن اكون افضل حال ، اذهب و غير ملابسك و توضي و صلي و حينها ستجد الطعام مسكوباً يا حبيبي "
ابتسم جاسم و طاع امه لتنهض الاختان الى المطبخ بينما مريم تتحدث " سوف اسكب الطعام معك و اذهب الى بيتي "
مروة " كيف تذهبين و الطعام حاضر ؟ "
مريم " سوف يعود والد ابنائي و زوجي الحبيب بعد ساعتين من السفر ، اريد ان يكون كل شيء جاهز "
مروة " صح لم تخبريني لماذا سافر "
مريم " ذهب مع حسان الى المدينة ليخطبا له ابنة خالته ، و بقيا هناك ثلاثة ايام يتنقلان بين الاقرباء ة يبلان عطش شوقهما ، فعمهما و اخوهما هناك "
يتبع . . .
سمعت طرقاً على الباب : من ؟
: انا ضياء
نهضت من مكاني ، و اختلطت كل مشاعري بينما اركض نحو الباب لأفتحه : تفضل .
رفع وجهه و نظر إلي ثم فتح عينيه بدهشة . افرغ حلقه و ابتعدت عن طريقه . فدخل عن طريق دفع عجلات كرسيه ليصبح في الداخل ف اغلقت الباب .
ضياء : كيف حالك ؟
صالحة : انا بخير ، شكرا لك و انت ؟
ضياء : اسف على ازعاجك ، لكن ابي قال انه سيغضب علي ان نمت مرة اخرى خارج غرفتي .
ابتسمت له : انت لا تزعجني ، لا يوجد شيء يسعدني اكثر من رؤيتك .
اشرق وجه صالحة و تلفتت ثم نظرت اليه : هل انت جائع ؟
ضياء : لا ، لكن اذا كنتِ جائعة . .
صالحة : لا لا ، انا بخير . . هل ترغب بالنوم ؟
لم يرد ضياء ف شعرت صالحة بالخجل ثم توجهت الى السرير و ابعدت الاغطية و ابتسمت له : تعال . .
توجه ضياء الى السرير و قبل ان يساعد نفسه مدت صالحة يديها و بدأت بمساعدته ، و كانت هذه اول مرة يتلامسان فيها .
ساعدته بالجلوس على طرف السرير ثم نزلت عند قدميه و خلعت له حذاءه ، فشعر ضياء بالخجل من عجزه ثم من تصرفها و تواضعها .
لكنها واصلت ما تفعله و وضعت الحذاء جانباً ثم جلست بقربه و توجهت بجسدها نحوه : إشتقت لك ، شكرا لقددومك .
توغلت الدموع في عيني ضياء : صالحة ، انا . .
قاطعته صالحة : لا تقل اي شيء يقلل من شأنك لان ذلك لن ينفع ، انا لا اسمح لك بذلك ، ثم انت الان اصبحت زوجي و انتهى الامر ، انا هنا الان و لن اذهب الى اي مكان ، حتى ان ذهبت انت ، سوف ابقى بمكاني و انتظرك .
ضياء : لماذا ورطتي نفسك معي بعد كل ما حدث الا ترين وضعي ؟
تناثرت دموع صالحة : لأنني احبك ، الا ترى . . انا احبك حتى بعد ان توقفت انت عن حبي ، انا لا ارى سواك .
ضياء : من قال انني لا احبك ؟ لأنني احبك لم اعد ارى نفسي كافياً لكِ .
ابتسمت صالحة بعد ان سمعت اعترافه و اطمئنت : انت اكثر من كافي ، ثم انني مؤمنة انك ستتحسن و انك لن تبقى هكذا كما أنت .
ضياء : لماذا انت واثقة هكذا ؟
صالحة : لأن الله ليس بعاجز عن شيء ، و انا اعلم انك سوف تمشي مجدداً ، الامر يحتاج للوقت لا اكثر . نحن في عام 2001 ، الطب تطور و العلاج الفيزيائي هو كل ما تحتاجه مع الصبر .
رفع ضياء يدها و تلمس بها خد صالحة التي اغمضت عينيها و مالت برأسها ضد كفه لتشعر بلمسته اكثر ، فتحدث ضياء : لم يكن هذا حلمي ، كنت اريد ان اتي بك بطريقة مختلفة ، و ان نكون سعداء
صالحة : انا سعيدة معك ، كيف ما كان . .
ضياء : طيبة قلبك ، تجعلني لا اصدق انك من البشر . و انت جميلة جدا بشعرك المنسدل كما كنت اتخيلك .
صالحة : شكراً لك ، هذه المرة الأولى التي تراني بها هكذا .
ضياء : لم ارى شعرك منذ ان كنتِ بالصف الأول .
ضحكت صالحة : اتذكر عندما ضربتني ، قلت لي لا تخرجي الى المدرسة دون حجاب .
ضياء : هل ضربتك ؟
صالحة : لقد جررتني من شعري ، حينها كنا اطفال و لم يكن هناك مشاعر بيننا .
ضياء : و ما ادراك ؟ انا لم اكن ذلك الطفل . كنت في الصف السادس و غرت عليكِ . لم ارى غيرك منذ ان كنتِ طفلة و كنت انتظر ان نكبر معاً و ان لا اجعل احد غيري يفوز بك .
صالحة : ياااه ، كم انا محظوظة .
ضياء : انا هو المحظوظ . صدقيني
قبلت صالحة باطن كفه فجرت القشعرية في جسد ضياء و شعر ب الحب يتدفق في قلبه من جديد .
صالحة : لا تظن انني سأحب غيرك في يوم من الأيام ، او اتزوج بشخص اخر ، إما انت و إما لا احد .
ضياء : عندما علمت بما فعلتيه صُدمت كثيراً ، كنت غاضبا و سعيداً بالوقت ذاته ، و لكنني ظننت انك فعلتيها لتحلي الخلاف فقط .
صالحة : كان حل الخلاف حجة فقط لكي ابقى بقربك و خاصة بعد الذي حصل لك ، لم اعد استطيع ان ابقى ابعد الناس عنك ، انا احتاجك كما تحتاجني .
ضياء : الم تخافي ان لا يتحقق ما سعيتِ له ؟
صالحة : بلى ، لكنني فكرت بالأمر ، و كان اخبار عمي بالحقيقة الأمل الوحيد ، لأنه كاد يرفض .
ضياء : من المشين ان تأتي بهذه الطريقة ، اشعر كما لو انه عار علي و انت كريمة تستحقين الكرم .
صالحة : اخبرتك من قبل ، انا لست حزينة و لست نادمة على اي شيء ، كل ما يهمني القرب منك . و الحمد لله انت الان امامي .
سحبها ضياء لتستقر على صدره ثم لف ذراعيه حولها ثم غرس وجهه في شعرها : انا احبك . لدرجة انني رغم غضبي و سخطي اطلقت سراحك ، و تركت لك فرصة كي تذهبين ، لكن بعد الان انت لن تهربي مني . سأغلقك عليك جيدا.
ابتسمت صالحة بينما تبكي : افعل ذلك يا ابن عمي ، ف والله إن وضعتني في قفص و لم اخرج منه حتى مماتي سيكون اطيب على قلبي من العسل .
.
#ضياء
( عودة بالزمن ل ثمانية اعوام ) :
اعجبت بها منذ الطفولة ، و منذ ذلك الوقت اخبرت امي انني " عندما اكبر لن اتزوج الا صالحة ، ابنة عمي الشيخ علي " .
لطمتني امي برفق على فمي " اين تعلمت هذا الكلام ايها الشقي ؟ " .
غضبت و توقفت بعيداً عنها " انا لست صغيراً " .
وضعت امي اصبعها على فمها لتسكتني " هشششش ، اخف صوتك و الا سمعك ابوك ، هل تريد ان يحلق شعرك على الصفر و يحبسك في العلية ؟" .
حركت رأسي بالنفي " ولكن يا امي انا حقاً اشعر ب الم في قلبي ، عندما افكر انها لن تتزوجني "
ابتسمت امي و مسحت على شعري " انت ماتزال صغير ، و ابتلاك الله بقلب عاشق ، لك احزر ماذا ، يقولون انه اذا احب الله عبدا ابتلاه ، و اجمل انواع الابتلاء هو الحب ، و خاصة عندما يكون حب طاهر و شريف خالٍ من الشوائب سوف يوفقه الله و يباركه "
سألتها متلهفاً " كيف افعل هذا يا امي ؟ "
اكملت امي و كنت منصتاً لكل ما تقوله و انغرس في اذني و عقلي " انا سأخبرك هذا من اجل المستقبل ف احفظه يا بني و هذب نفسك بنفسك منذ الان . . اولاً لا يمكنك ان تختلي بها ، او تخبرها كلام جميل ، او تنظر اليها دون مراقبة نفسك ، ف الخلوة بين شاب و فتاة دون زواج حرام و الكلام المعسول حرام كذلك في حال لم تكن خطيبته او زوجته . يمكنك ان تعلمها بحبك لها فقط و ان تطلب منها انتضارك في حال كانت موافقة . و انت فقط تستطيع ان ترسل هذا الكلام مع اختك او معي ، لكن ليس الان ، ف انت ماتزال صغيراً و هي كذلك . واحذر كل الحذر ان يعرف احدهم ، فقريتنا صغيرة و ان اطلعت احداً على سرك انتشر و هكذا سبغضب والدك و الشيخ علي منك "
.
وضعت يدي على قلبي " انا اعلم يا امي ، لذلك لم اخبر غيرك ، لكن هنا يوجد ألم ."
تنهدت امي " اذا ، كلما صليت اطلب من الله ان تصبح من نصيبك ، و انا اعدك انني لن اترك الامر ، سأحدث خالتك انا اعدك . و الان اذهب الى دراستك "
.
بعد شهر :
مريم تجلس مع اختها مروة في منزلها و كانت صالحة قد عادت من المدرسة تبكي لتقف امام امها و تفرك عينيها .
مروة " ماذا حدث يا ابنتي ؟
مريم " من ابكى ابنة اختي الحبيبة ؟ "
صالحة " انه ضياء ، لقد ضربني و شد شعري "
وضعت مريم اصابعها على فمها بينما مروة شهقت بخفة و فتحت عينيها لتتحدث " ولماذا قد يفعل ضياء هذا ؟ ماذا فعلتِ ؟ "
صالحة " لم افعل شيء ، لقد اخبرني ان لا اخرج من دون حجاب ، لماذا يفعل هذا بي ؟ كل الفتيات في صفي لا يرتدين الحجاب "
نظرت مريم و مروة الى بعضهما و اخفين ضحكاتهن فتحدثت مريم " و اللهِ سوف اجر له شعره كما فعل لك لا تحزني يا حبيبتي " ثم اخذتها في حضنها و مسحت على شعرها " حبيبتي صالحة الجميلة "
مروة " لقد فعل ذلك خوف عليكِ يا ابنتي ، لا تغضبي منه ، و لكنه محق عليكِ ان ترتدي الحجاب فشعرك جميل جداً و سوف يحسدك الناس عليه "
صالحة " لا اريد ، ابي سمح لي ب ان لا ارتديه الان ، اخبرني انني سأرتدي الحجاب في الصف الرابع "
مريم " دعيها و شأنها يا اختي ، ما تزال طفلة ، لا تعقدينها "
مروة تمازح صالحة بينما تتحدث مع اختها " انا لن اجبرها على شيء ، اسأليها من سرح لها شعرها قبل ان تذهب ، انا فعلت لها ذلك ، صحيح صالحة ؟ "
اومئت صالحة برأسها و ابتسمت على تعابير أمها فتحدثت مروة " هذه جميلتنا ابنة الشيخ علي الوحيدة لن نجرأ على ان نحزنها ، هيا اذهبي و اخلعي ملابس المدرسة "
تحركت صالحة لتنفذ ما قيل لها بينما امها تكلمها " اجل حبيبتي لا تنسي ان ترتبي اغراضك في خِزانتك "
تأكدت مريم ان صالحة ابتعدت و لن تكون قادرة على سماعهما " ارأيتي ، كل يوم يعود في للمنزل و يشتكي غيرته عليها "
ضحكت مريم " كنت افكر طوال الشهر و تذكرت قصة قديمة حكتها لنا امي عن فتى صغير و فتاة تعلقا ببعضهما من اول نضرة و عندما يفترقان طويلاً يمرضان ، ابنك مصاب بحالة نادرة ، انه مرض العشق ، اذ يتعلق قلب الطفل ب اخر دون رغبة او ادراك ، و لا يعرف قلب الطفل الا الصدق "
مروة " و ماذا افعل ؟ والده لن يتقبل الامر ، هو لا يعترف ب امور كهذه و سيغضب منه كثيراً "
مريم " و لماذا تخبرينه ؟ اخبرتيني ان ضياء اطاعكِ ، و هو فتى طيب و مجتهد ، انا لا اخاف على ابنتي منه ، بل على العكس انا لن اجد مكاناً يحتوي ابنتي غير بيت اختي ، لن اطمئن عليها الا عندك ، و بالنسبة لزوجينا ، انت تعلمين كم هما متعلقان ببعضهما ، عندما يكبر ضياء و تكبر صالحة و تكون في سن مناسب للزواج ، سوف تخبرين والده و لن يعترض اي منهما "
مريم " جعلتيني اتفاءل "
مروة " اجل اطمئني ، ف بعد ان نأخذ منكم حور ستأخذون صالحة و هكذا كل منهما ستخرج من بيت اهلها الى بيت اهلها "
مريم " ماذا عن جاسم ؟ هل يخبرك شيء عن ابنتي حور ؟"
ضحكت مروة " انه يخجل كثيراً ، لكنني اعرف ابني ، فكلما تم ذكرها يحمر خجلاً ، لكنك تعلمين قسوة علي بالتربية ، انه مثل محمود و لا يختلف عنه ، لا يسمح بعلاقات حب غير شرعية او مراسلات بين اثنين حتى و ان كان ابنه ، و بالنسبة للحب ، اطمئني فقد وجدته يكتب اسمها على صفحة كتابه و عندما سألته ماهذا ارتبك و خجل و بدأ يشخبط فوقه ، لقد ضحكت في ذلك الوقت كثيراً "
بينما كانت مروة تتحدث ، ضحكت مريم و تفاعلت معها ، لتحمل فنجان قهوتها و ترتشف منها " اسأل الله ، ان يوفق الجميع ابنائي و ابناءك "
مروة " امين ، اما بالنسبة لصالح ، هو مايزال صغيراً كذلك ، في الصف الخامس و معلمته تشتكي منه كثيراً ، سوف يقود بي الى الجنون "
مريم " لماذا ؟ "
مروة " لا يترك احد من شره ، عندما كاتت المعلمة تشرح بصوت عالي وقف و اخبرها اخفضي صوتك يا امراة ، صوتكِ عورة "
و قبل ان تنهي مروة حديثها ضحكت مريم و كادت تشرق في قهوتها " يا الهي ، صالح يعجبني كثيراً ، تصرفاته مضحكة جداً و رجولية "
مروة " مثل والده تماماً ، لكنني جلست معه و اخبرته انها معلمة و مجبرة على الشرح بصوت عالي فالطلاب كثيرون و الصف كبير ، انه صعب المراس لكنه يقتنع عندما يجد تفسير منطقي "
مريم تضحك " اظن ان صالح هو من سيضرب ضياء ان اكتشف انه يحب فتاة و ليس والده "
مروة " رغم ان علاء و صالح في الصف و العمر ذاته ، الا ان صالح و ضياء متفقان اكثر و متعلقان ببعضهما كثيراً "
مريم " جعلتيني اتذكر عندما كان ضياء يريد ان يرسب ليبقى مع صالح و علاء بالصف ذاته ، لكنه خاف من تهديد والده ف نسي الأمر "
دخل جاسم الى المنزل مقاطع حديثهما الممتع ليبتسم لهنا بينما يقترب و يلقي تحية الإسلام " السلام عليكم ، كيف حالك يا خالتي " ثم يقبل رأس خالته و هي ترد التحية عليه ب اجمل منها " يا اهلا ، و عليكم السلام و الإكرام ، اهلا بالغالي ،يا اهلاً "
توقف جاسم جانباً و نظر الى امه " كيف حالك يا غالية ، و الله انا جائع جداً ؟ "
مروة " الحمد لله ، لن اكون افضل حال ، اذهب و غير ملابسك و توضي و صلي و حينها ستجد الطعام مسكوباً يا حبيبي "
ابتسم جاسم و طاع امه لتنهض الاختان الى المطبخ بينما مريم تتحدث " سوف اسكب الطعام معك و اذهب الى بيتي "
مروة " كيف تذهبين و الطعام حاضر ؟ "
مريم " سوف يعود والد ابنائي و زوجي الحبيب بعد ساعتين من السفر ، اريد ان يكون كل شيء جاهز "
مروة " صح لم تخبريني لماذا سافر "
مريم " ذهب مع حسان الى المدينة ليخطبا له ابنة خالته ، و بقيا هناك ثلاثة ايام يتنقلان بين الاقرباء ة يبلان عطش شوقهما ، فعمهما و اخوهما هناك "
يتبع . . .