8
كانت سالي مؤدبة جدا ، و محترمة و تخجل كثيرا . لقد نامت اخيرا و حل الصمت بالمكان ، ثم غفوت انا ل استيقظ،في الصباح على اصوات الكلاب البوليسية و صراخ اصدقائي و هم ينادون اسمي . و هكذا تم انقاذنا و عدنا بسلام .
اتذكر عندما افترقت عنها : هي نظرت نحوي و شكرتني ثم لوحت لي مبتعدة .
لم اشعر أنني استحق الشكر لذلك ابقيت على صمتي .
عندما عدنا الى غرفتي في السكن سألني رائد مالذي حدث معي و كان مصرا على انه حدث شيء بيني و بينها ، و عندما لم يقتنع اخبرته ان يفكر مثلما يريد ، و انني لا املك الوقت لمحاولته اقناعه فقط . ثم اخذت منشفتي و توجهت للحمام . و انا اردد : لن اذهب برحلة مرة اخرى .
بعدها توجهت الى الأسفل حتى اجري مكالمة دولية من الهاتف الارضي اسفل حرم الجامعة . و تحدثت مع اهلي ، كنت سعيد جدا بسماع اخبارهم و اصواتهم التي اشتقت لها كثيرا ، و بالذات ابي الذي كان يتحدث معي بفخر ، و رغم ان صوته مايزال ثابتاً إلا انني استطعت ان التمس الحنين ينبعث منه . و اما امي فحدث و لا حرج ، فور ان سمعت صوتي بدأت بالبكاء و بين كل كلمة اخبرها بها تدعوا لي بالنجاح و التوفيق و الصحة . و تكلمت مع صالح الذي تركته صغيرا في الصف السابع ، و اتخيل كيف انني سأعود بعد اعوام لأجده رجل يصل طوله لطولي و ربما اكثر . و قبل ان ينهي كلامه سرقت صالحة السماعة منه و بدات تبكي و تخبرني كيف ان صالح مزق لها لعبتها الصوفية .
اتذكر جيدا كم كنت احب اسرتي و اضعها في المرتبة الأولى قبل كل شيء ، و اتذكر انني سافرت لأدرس و اعود للوطن بعد ممارسة الطب جيدا ، و كان الهدف العودة لـ قريتنا لأفتتح فيها عيادة صغيرة ثم مستشفى كما كان يحلم ابي ، ف كل من في القرية يضطر للخروج منها من اجل التطبيب . هكذا هو ابي يحب الناس و علمنا ان نحبهم كذلك .
و بعد اسبوع . . رأيت سالي تتقدم ب اتجاهي و تضع على وجهها ابتسامة مشرقة ثم توقفت امامي و بدأت تثرثر من جديد ، على الرغم من انني اظهرت انشغالي و ابتعدت عنها لتمشي بقربي و تكمل حديثها ، كنت اريد حقا ان اخبرها : اغلقي فمك . لكنني فضلت الصمت ، فأكثر شيء اكرهه في الصباح الضوضاء ، و كان صوتها الرفيع مع كلماتها السريعة كالضوضاء بالنسبة لي .
توقفت مكاني و استدرت نحوها : لماذا انت هنا ؟ .
سالي : اخبرتك ، احتاج ان اتعلم العربية . انا مهتمة كثيرة بهذه اللغة .
جاسم : و ما شأني ؟
سالي : انا لا اعرف احد غيرك . من اعرفهم لا يتحدثونها بطلاقة . و ايضا اريد منك ان ترشدني على دولة عربية حتى اذهب اليها سياحة يوم ما . أو ما رأيك ان نذهب لوطنك ، انها فكرة رائعة اليس كذلك ؟
جاسم : لا .
قوست حاجبيها بحزن : لا ؟ اتعني انها ليست فكرة رائعة ام عنيت بلا انك لا تريدني ان اذهب معك الى وطنك ؟
جاسم : كلاهما.
مشيت في طريقي و ظننت انني تخلصت منها ، و لكن لم يمضي سوى 10 ثواني لأسمع صوتها و صوت خطواتها المتراكضة خلفي ،
سالي : انا لن افقد الامل منك .
اغمضت عيناي و انا اكمل طريقي : استغفر الله .
سالي : هل انت تدعوا علي ؟ فليكن بعلمك الدعاء لن يكون مجابا لأنني لا افعل امر يؤذيك .
جاسم : انا لم ادعو عليك ، انا استغفر ربي ، و اتسائل ماذا فعلتْ لتعودي الي بهذا الشكل .
سالي : اعلم انني ازعجك ، لكن عندما اكون غير متعمدة لذلك و الشهور ينبعث منك فقط هذا لا يعني انني ازعجك ، بل يعني انك شخص لا تحب البشر . اتعجب كيف لطبيب مستقبلي لا يحب البشر ، اظن انه يجب ان تغير مهنتك .
جاسم : ماذا تقترحين .
سالي : ربما شرطي او حارس شخصي سيكون افضل لأنك تحب ان ترعب من حولك .
توقفت بمكاني من جديد ، بعد ان سمعت ما قالته عني و هناك بالضبط انا لم استطع ان اخفي ضحكتي . و سرعان ما ضحكت هي الاخرى : ارأيت ، نحن يمكننا ان نفعل هذا .
.
جاسم : فعل ماذا ؟
سالي : ان تعلمني .
جاسم : و لماذا سأفعل ذلك ؟
سالي : انت مسلم لا بد انك تحب ازخير و المنفعة ، لدي اقتراح . و لا اظن انك سترفضه .
جاسم : ما هو ؟
سالي : مارأيك ان نبدا بالقرأن ، هناك نسخ مترجمة ، نقرأها بالترجمة ثم بالعربية . ما رأيك ؟ لا بد وانك ستحب ذلك . هيا وافق ارجوك ، سوف يكون الامر ممتعاً .
.
تنهدت بيأس : هناك شرط واحد ، عليك ان ترتدي الحجاب اثناء قراءة القرأن و ان تكوني على وضوء .
.
سالي : هل قراءته تشترط ارتداء الحجاب ؟ اخبرتني احدى الفتيات انها عندما تكون في منزلها لا ترتدي الحجاب اثناء قراءته .
جاسم : اولا : هذا في منزلها حيث لا يوجد معها رجل غريب . ثانيا : ان كنت سأدرسك هذا يعني انك ستجلسين امامي طويلا لذلك ارتداءه سيكون املك الوحيد .
سالي : انا موافقة . . . اعدك . متى سنبدأ ؟
جاسم : علي ان ارى جدولي اولا .
سالي تتحدث بسخرية لطيفة : اووووه انظروا الى هذا الشاب المشغول .
جاسم : توقفي ، و اذهبي الى محاظراتك ، لدي دراسة .
سالي : حسنا ارك غدا في المساء .
توقفت يالي مكانها بينما اكملت انا طريقي ، في الممرات الطويلة نحو قاعتي : لا اصدق انني وافقت ، لو علمت امي لقسمتني إلى نصفين . يارب خيراً .
مر اسبوعان و كنت ارى سالي ثلاث مرات في الاسبوع في ملعب الجامعة ، ندرس القرأن ، و من خلال تدريسها تذكرت آياتٍ كنت متعلقاً بها كثيراً و نسيتها . هي التزمت بالحجاب ، و بعد المسافة و الوضوء ، سألتها كيف تعلمت الوضوء و اخبرتني انها لا تعرف ، هي فقط استحمت .
و عندما اخبرتني ذلك انا فقط ظربت وجهي بباطن كفي ، ثم قررت بعد ذلك ان اعطيها كتاب يعلمها الوضوء و كان من ضمنه تعليم الصلاة لكن لم يكن هذا هدفنا .
جاسم : تستطيعين ان تطلعي على الوضوء و الصلاة هنا ، رغم انك لن تحتاجي لها ، لكنني لم اجد كتاب يتحدث عن الوضوء فقط ، فـ اعذُريني . الحمام كل يوم بهذا البرد سوف يجعلك تمرضين .
سالي : شكرا لك جاسم .
جاسم : عفوا .
هي احتضنت الكتاب و نظرت الي ب امتنان ، كما لو انني اعطيها شيء ثمين للغاية . اتعجب كثيرا من تصرفاتها ، فلو كنت مكانها لما قضيت الوقت مع شخص ممل مثلي .
اتذكر عندما افترقت عنها : هي نظرت نحوي و شكرتني ثم لوحت لي مبتعدة .
لم اشعر أنني استحق الشكر لذلك ابقيت على صمتي .
عندما عدنا الى غرفتي في السكن سألني رائد مالذي حدث معي و كان مصرا على انه حدث شيء بيني و بينها ، و عندما لم يقتنع اخبرته ان يفكر مثلما يريد ، و انني لا املك الوقت لمحاولته اقناعه فقط . ثم اخذت منشفتي و توجهت للحمام . و انا اردد : لن اذهب برحلة مرة اخرى .
بعدها توجهت الى الأسفل حتى اجري مكالمة دولية من الهاتف الارضي اسفل حرم الجامعة . و تحدثت مع اهلي ، كنت سعيد جدا بسماع اخبارهم و اصواتهم التي اشتقت لها كثيرا ، و بالذات ابي الذي كان يتحدث معي بفخر ، و رغم ان صوته مايزال ثابتاً إلا انني استطعت ان التمس الحنين ينبعث منه . و اما امي فحدث و لا حرج ، فور ان سمعت صوتي بدأت بالبكاء و بين كل كلمة اخبرها بها تدعوا لي بالنجاح و التوفيق و الصحة . و تكلمت مع صالح الذي تركته صغيرا في الصف السابع ، و اتخيل كيف انني سأعود بعد اعوام لأجده رجل يصل طوله لطولي و ربما اكثر . و قبل ان ينهي كلامه سرقت صالحة السماعة منه و بدات تبكي و تخبرني كيف ان صالح مزق لها لعبتها الصوفية .
اتذكر جيدا كم كنت احب اسرتي و اضعها في المرتبة الأولى قبل كل شيء ، و اتذكر انني سافرت لأدرس و اعود للوطن بعد ممارسة الطب جيدا ، و كان الهدف العودة لـ قريتنا لأفتتح فيها عيادة صغيرة ثم مستشفى كما كان يحلم ابي ، ف كل من في القرية يضطر للخروج منها من اجل التطبيب . هكذا هو ابي يحب الناس و علمنا ان نحبهم كذلك .
و بعد اسبوع . . رأيت سالي تتقدم ب اتجاهي و تضع على وجهها ابتسامة مشرقة ثم توقفت امامي و بدأت تثرثر من جديد ، على الرغم من انني اظهرت انشغالي و ابتعدت عنها لتمشي بقربي و تكمل حديثها ، كنت اريد حقا ان اخبرها : اغلقي فمك . لكنني فضلت الصمت ، فأكثر شيء اكرهه في الصباح الضوضاء ، و كان صوتها الرفيع مع كلماتها السريعة كالضوضاء بالنسبة لي .
توقفت مكاني و استدرت نحوها : لماذا انت هنا ؟ .
سالي : اخبرتك ، احتاج ان اتعلم العربية . انا مهتمة كثيرة بهذه اللغة .
جاسم : و ما شأني ؟
سالي : انا لا اعرف احد غيرك . من اعرفهم لا يتحدثونها بطلاقة . و ايضا اريد منك ان ترشدني على دولة عربية حتى اذهب اليها سياحة يوم ما . أو ما رأيك ان نذهب لوطنك ، انها فكرة رائعة اليس كذلك ؟
جاسم : لا .
قوست حاجبيها بحزن : لا ؟ اتعني انها ليست فكرة رائعة ام عنيت بلا انك لا تريدني ان اذهب معك الى وطنك ؟
جاسم : كلاهما.
مشيت في طريقي و ظننت انني تخلصت منها ، و لكن لم يمضي سوى 10 ثواني لأسمع صوتها و صوت خطواتها المتراكضة خلفي ،
سالي : انا لن افقد الامل منك .
اغمضت عيناي و انا اكمل طريقي : استغفر الله .
سالي : هل انت تدعوا علي ؟ فليكن بعلمك الدعاء لن يكون مجابا لأنني لا افعل امر يؤذيك .
جاسم : انا لم ادعو عليك ، انا استغفر ربي ، و اتسائل ماذا فعلتْ لتعودي الي بهذا الشكل .
سالي : اعلم انني ازعجك ، لكن عندما اكون غير متعمدة لذلك و الشهور ينبعث منك فقط هذا لا يعني انني ازعجك ، بل يعني انك شخص لا تحب البشر . اتعجب كيف لطبيب مستقبلي لا يحب البشر ، اظن انه يجب ان تغير مهنتك .
جاسم : ماذا تقترحين .
سالي : ربما شرطي او حارس شخصي سيكون افضل لأنك تحب ان ترعب من حولك .
توقفت بمكاني من جديد ، بعد ان سمعت ما قالته عني و هناك بالضبط انا لم استطع ان اخفي ضحكتي . و سرعان ما ضحكت هي الاخرى : ارأيت ، نحن يمكننا ان نفعل هذا .
.
جاسم : فعل ماذا ؟
سالي : ان تعلمني .
جاسم : و لماذا سأفعل ذلك ؟
سالي : انت مسلم لا بد انك تحب ازخير و المنفعة ، لدي اقتراح . و لا اظن انك سترفضه .
جاسم : ما هو ؟
سالي : مارأيك ان نبدا بالقرأن ، هناك نسخ مترجمة ، نقرأها بالترجمة ثم بالعربية . ما رأيك ؟ لا بد وانك ستحب ذلك . هيا وافق ارجوك ، سوف يكون الامر ممتعاً .
.
تنهدت بيأس : هناك شرط واحد ، عليك ان ترتدي الحجاب اثناء قراءة القرأن و ان تكوني على وضوء .
.
سالي : هل قراءته تشترط ارتداء الحجاب ؟ اخبرتني احدى الفتيات انها عندما تكون في منزلها لا ترتدي الحجاب اثناء قراءته .
جاسم : اولا : هذا في منزلها حيث لا يوجد معها رجل غريب . ثانيا : ان كنت سأدرسك هذا يعني انك ستجلسين امامي طويلا لذلك ارتداءه سيكون املك الوحيد .
سالي : انا موافقة . . . اعدك . متى سنبدأ ؟
جاسم : علي ان ارى جدولي اولا .
سالي تتحدث بسخرية لطيفة : اووووه انظروا الى هذا الشاب المشغول .
جاسم : توقفي ، و اذهبي الى محاظراتك ، لدي دراسة .
سالي : حسنا ارك غدا في المساء .
توقفت يالي مكانها بينما اكملت انا طريقي ، في الممرات الطويلة نحو قاعتي : لا اصدق انني وافقت ، لو علمت امي لقسمتني إلى نصفين . يارب خيراً .
مر اسبوعان و كنت ارى سالي ثلاث مرات في الاسبوع في ملعب الجامعة ، ندرس القرأن ، و من خلال تدريسها تذكرت آياتٍ كنت متعلقاً بها كثيراً و نسيتها . هي التزمت بالحجاب ، و بعد المسافة و الوضوء ، سألتها كيف تعلمت الوضوء و اخبرتني انها لا تعرف ، هي فقط استحمت .
و عندما اخبرتني ذلك انا فقط ظربت وجهي بباطن كفي ، ثم قررت بعد ذلك ان اعطيها كتاب يعلمها الوضوء و كان من ضمنه تعليم الصلاة لكن لم يكن هذا هدفنا .
جاسم : تستطيعين ان تطلعي على الوضوء و الصلاة هنا ، رغم انك لن تحتاجي لها ، لكنني لم اجد كتاب يتحدث عن الوضوء فقط ، فـ اعذُريني . الحمام كل يوم بهذا البرد سوف يجعلك تمرضين .
سالي : شكرا لك جاسم .
جاسم : عفوا .
هي احتضنت الكتاب و نظرت الي ب امتنان ، كما لو انني اعطيها شيء ثمين للغاية . اتعجب كثيرا من تصرفاتها ، فلو كنت مكانها لما قضيت الوقت مع شخص ممل مثلي .