5

بعد اسبوع.

صالح يستلقي، على سريره في غرفته الخاصة؛  تم استئصال كليته؛ بسبب السكينة التي اصابته و الحمد لله
لانه تم انقاذه. 

تجلس امه الى جانبه تسقيه الماء

عاد الشيخ علي و القى يشمغه جانبا ليجلس في الصالة

صالحة هرولت اليه : الحمد لله على سلامتك يا ابي

الشيخ علي : الله يرضى عليك يا ابنتي،  كيف، هو صالح

صالحة : بخير الحمد لله؛  لا يشرب الا ماء معقم
و ايضا يتناول الشوربات و الدواء بشكل منتظم؛  امي
تحرص عليه و على الاشراف عليه. 

الشيخ علي :ً الحمد لله

صالحة :،ولكن ابي.  . . ماذا حدث؟  و كيف حال ابن عمي؟
. . ضياء. !

الشيخ علي : اسقطت حق اخوك و سيخرج علاء.
و بالنسبة لضياء المسكين.  . .

صالحة بخوف : هل حدث له شيء؟ 

الشيخ علي :ً  اصبح مقعد .

قالها الشيخ علي بحزن كبير ليغطي وجهه بكلتا يديه
بينما صالحة جثت على الارض بتراخي كما لو كانت
قدميها لم تعد قادرة على حملها.  . . .

تتناثر دموعها على وجهها و لا تستطيع ان تنطق،  و
خائفة بالوقت ذاته ب ان يلاحظ والدها حزنها عليه

لكن الشيخ علي ، ليس متفرغ لمراقبة ابنته ؛  و حتى
بعد ان رأها هو كذلك حزين اضعاف حزنها.  . . . .

.
.
.
.

" بيت الشيخ محمود "

البيت يكتض بالبشر؛ اناس داخلون و اناس خارجون
و هناك من يتوسط ل عبد الله الشاب الذي، طعن ضياء
و سبب له العجز. .  . .

ماذا تقول انت انت؟،  قفز علاء من مكانه و يحاول
ان يصل للرجل الاخر لترتفع الايدي محاجزة و
صوت الشيخ محمود اوقف كل شيء : حسااااااان

اجلس في مكانك او اخرج من هنا. 

حساان : و لكن يا اخي؟ 

نظر الشيخ محمود اليه بغضب  : قلت لك اجلس.  . و لا
. . تتدخل بعد الان ،  دعني اتحدث

جلس كل الرجال احترام و تقديرا للشيخ محمود و كانوا

ممتنين لكبحه جماح حسان و غضبه.  . . .

الشيخ محمود : ابني الان عاجز ؛  و هو مايزال في
المستشفى  ؛ و لا نعلم ان كان سيشفى ام لا.  . . .

لذلك . . .  سوف ندع قرار التنازل له عندما يخرج
ان شاء الله ؛   اصابته بليغة و لا اعرف كيف، سيؤثر
هذا الامر على صحته.  

احد الرجال، : و لكن يا شيخ محمود . !

رفع الشيخ محمود يده  : قراري ، نهائي ؛  انا لا استطيع
ان اقرر عنه

اكمل الشيخ محمود بحشرجة يمنع نفسه من البكاء :
لو ان اصابة ولدي ، ك اصابة ابن عمه صالح ل كنت قد
عفوت عن ولدكم و اخرجته ؛  لكنني، لا، استطيع  . . . .

**

دخل علاء من باب المنزل ليسير من بين الرجال و يستقر

امام و الده  الذي، بدا غاضب منه.  : لا تقف امامي.  . .

جثى علاء على ركبتيه قرب قدميه و الده يقبل يدي
والده و يبكي و يترجاه  : ابتاه سامحني لم اقصد فعل

ذلك؛  لم اعلم ان الأمور ستصل الى هذا الحد  . . .

الشيخ محمود  : اصعد الى غرفتك

كانت نبرته هادئة ليطمئن ابنه قليلا فقط و يعلم ان هناك

امل بسيط ، و قريب من مسامحة والده له .



علاء تسبب بعطب ل ابن عمه صالح الذي ، فقد احد كليتيه  ؛ و لأن احد ابناء عماته رأه ظن ان ضياء من قام
بطعنه فطعنه هو الاخر منتقما لصالح.

و ضياء اصبح الضحية  بسبب علاء و بسبب، من اساء
الفهم و الذي يكون عبد الله ابن عمة صالح.  و جاسم
الذي، كان السبب، الرئيسي، بكل هذا..



نوارة ام عبد الله و اخت الشيخ علي تجلس الان قرب،
اخيها تنتظر عودة الرجال؛  زوجها و اخوته و ابنائها

بينما اخواته الاخريات يجلسن مع زوجته مروة في
غرفة صالح. . الذي، بدأ يستيقظ من نومه على ما يقلنه


صالح :  امي ماذا حدث مع ضياء؟  كيف، حاله.

غطت امه فمها ب اشارها و اغمضت عينيها الدامعتان

صالح : ماذا حدث بحق الله؟  اخبروني؟  هل مات ابن عمي ؟

سوسن عمته الاخرى : لا يا ولدي؛  الحمد لله لم يمت لكن. 
صالح : ماذا؟ 

سوسن : اصبح عاجز

صالح : ماذا تعنين؟ 

سوسن : لم يعد قادرا على المشي يا عيون عمتك

اعاد صالح رأسه على وسادته و نظر الى السقف

بينما دموعه شقت طريقها على جانبي وجهه . .

صالح : حسبي الله و نعمه الوكيل . . حسبي الله  .  . و
نعمه الوكيل . . .
اخي و ابن عمي ضياء . . يارب شافيه .  
لا حول و لا قوة الا بالله.  . . لا حول و لا قوة الا بالله

عمته رقية :  خفف عن نفسك يا بني،  انت مريض لا تقهر
نفسك.

صالح.  : كيف لا افعل ؟ و اخي ابن امي و ابي السبب
المباشر  لكل مايحدث  .

مروة : اخ يا قلبي ؛ الله يغضب عليه .

رقية  : لا تدعي على ابن اخي

سوسن : انه ابنها كذلك .

رقية : و ان كان ؛ ما كان يجب ان تزوجه ابنة اختها .

مروة : اخوك من زوجها له  ؛ لست انا يا عمة ابنائي .
.
و اطمئني . . . حتى لو اخذ ابنتك  ؛ كان سيتركها كما
فعل، مع حور المسكينة .

نظرت رقية الى الجانب الاخر تحرك شفتيها بغيظ من
مروة ؛  لتتحدث في داخلها ( حسبي الله عليك انت و
اختك  ؛ انا اعلم انك لم تريدي ابنتي منذ البداية ، و لا
يعجبك الا ما يأتي من طرف اهلك ايتها الأفعة السامة)




صالحة تجلس في غرفتها تضب ملابسها في،الخزانة
و عيناها منتفخة اثر البكاء  . فدخلن عليها بنات عماتها
: صالحة  حبيبتي هيا بنا ؛  كلنا ننتظرك في،المطبخ
.

صالحة : بدور ؛ هل انتهى الشاي،؟

بدور : انتهى و قمنا ب اعداد واحد جديد و ارسلناه الى
المجلس مرة اخرى . . .

تقدمت صالحة اليها و هي تلف حجابها : هيا بنا .

خرجت الاثنتان و تحدثتا خلال مشيهن في الممر

بدور : صالحة . .

صالحة : نعم ؟

بدور : اشعر بالخجل من ان اسألك بينما ضياء . . تعلمين
لكن قلبي يكويني على صالح اخبريني، كيف حاله ارجوك

صالحة : انه بخير و الحمد لله عزيزتي، لا، داعي لان تشعري
بالخجل هذا حقك . . انتما حبيبان  من عليه ان يشعر

بالخجل هو اخي الكبير الجاحد حسبي الله عليه .

وصلت الإثنتان الى المطبخ المكتض بالفتيات منهن بنات
العمات و منهن الاخوات.

صالحة : السلام عليكم.  . . لنبدا، بصنع الغداء
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي