2
" الشيخ علي "
انا ابن عائلة عريقة و الدي اسمه بركات الزين
نحن عشيرة الزين معروفين بحكمتنا و سمعتنا
الطيبة بين كل الناس ؛ و لدينا ديوان كبير نحل
فيه مشاكل الناس كلها من ازمات عائلية و مالية
الحمد لله لقد حججت بيت الله الحرام مع اخي
و ابن عمي محمود حامد الزين ، اخي بالرضاعة
الاخ تلذي لم يلده ابواي و لكن ارضعته امي . .
انه رفيق دربي و شريكي في الحياة و تزوجت انا
و هو الاخوات بنات عمنا الاخر و الشقيق الثالث
ل ابوينا . زوجتي اسمها مروة و زوجته اسمها مريم
زوجتي مروة امرأة حسناء و ذات اخلاق رائعة
و طيبة القلب و اختها لا تختلف عنها بشيء .
نحن عائلة متكاتفة و سعيدة و لا ينقصنا شيء
سوى تزويج ابنائنا و رؤية احفادنا منهم
ابنائي : جاسم . صالح . صالحة
.
ارسلت ابني جاسم الكبير ليدرس الطب في الخارج
بناء على طلبه ؛ لم اقصر يوم في التقديم لهم اي
شيء يرغبونه ضمن شرع الله . و كنت انتظر اليوم الذي
يتخرج به و يعود للوطن ليتزوج ابنة محمود ، حور
التي اسميتها على اسمه منذ ان ولدت .
فتاة مؤدبة خلوقة و جميلة يليق ولدي الذي افتخر
فيه بها ؛ ف اخلاقها و اجتهادها يعجبني .
عاد جاسم الى الوطن لنفرح فيه ؛ و اخبرنا انه توظف
هناك ؛ لم اقل شيء في البداية ، لان فرحتي به
كان لا شيء يعادلها في الكون كله ، فهو ولدي ابن
قلبي و قرة عيني الذي افتخر به و احبه كثيرا .
تم النصيب و فرحنا كثيرا لأول ارتباط بين عائلتينا
و الفرحة التي في قلبي و قلب محمود لا يعادلها شيء
في الدنيا كلها.
الى ان جاء ذلك اليوم و قررت ان اصلي الفجر في
المنزل ، بسبب شعوري بالمرض .
انتهينا من صلاة الفجر و شاهدت حور زوجة ابني
تقرأ رسالة لتنهار بعدها على الارض مغشى عليها
صدمتي بها كانت قوية جدا ، لكن ايدي زوجتي
و ابنتي صالحة وصلت اليها قبلي ، فتعصرت بالورقة
التي كانت بين يديها لأقرأ رسالة ابني الذي كسر
قلبي و ظهري و قلب هذه الفتاة المسكينة التي ليس
لها ذنب في كل ما يجري حولها .
لقد ادركت اليوم انه مهما كان قلبك على ابنك سوف
يميل قلب ابنك على الحجر . . .
خذلني و لدي و خذل العائلة و خذل ابناء عمومته
و زوجته و كل من في القرية .
انكسر ظهري و انكسرت عيني و لم اعد قادرا على
التفكير في تلك اللحظة سوى بردة فعل محمود
عندما يكتشف الامر ، ماذا سأقول له ؟ كيف سأشرح ؟
انني لم تكن اعرف كيف كان يعيش ابني و كيف
سأشرح ان ثقتي العمياء به ادت الى هذه النتيجة
لا . . الاي ادت الى هذه المصيبة.
لاول مرة في حياتي ، اغضب على ابني و اتمنى لو
انني لم انجبه . لا . . بل تمنيت او انني لم اخلق
على الدنيا كذلك .
* جلس الشيخ علي منهارا على الكنبة و عيناه تشع
بلون عروقها الاحمر اثر حبسه للدموع . . ف جثى
ابنه صالح قربه والذي خرج على صوت الهلع في
المنزل . . ثم سأله والده ما الامر الا انه لم يجب بل
اكتفى ب القاء الرسالة على الارض ليقوم صالح
ب التقاطها .
اخذ صالح الرسالة : انها من اخي جاسم ؟
بدأ يقرأ الرسالة : ليفتح عينيه بصدمة و وجهه بدأ
يرسم الوان مختنقة على ملامحه .
وضع يده على فمه ليرمي الرسالة جانبا و يقرر
اللحاق ب اخيه .
صالح : سوف الحق به ، ربما لم يبتعد . ..
ركض صالح نحو الباب الخارجي ليرتدي حذاءه و
يكمل جريه في الشوارع و الشمس لم تشرق بعد .
كان صالح يبكي و يركض بينما يتلفت بالارجاء
و يصرخ ب اسم اخيه لعله يجده او يرد عليه .
لكن عبث . . .
كان صالح قد و صل لنهاية القرية و لم يعد هناك
طريقة الا بالخروج منها و هو يعلم تماما انه اذا خرج منها
لن يجده ، ادرك ان الاوان قد فات . . و عاد ادراجه
اشرقت الشمس و مضى عليها ساعتين . .
و ها هو صالح يجر قدميه ببطئ و يحنى رأسه و
ظهره بخيبة و الم كبير قد اخترق قلبه ، و اخيرا
الدموع لم تنحبس طويلا . . و وجدت طريقها
على خديه .
و في طريق العودة شاهد صالح الشيخ علي و ابناءه
ليقوم على فوره بالاختباء بين الاشجار .
كان رد فعله دون شعور منه ؛ لان في قرارة نفسه
هو يعلم تماما انه بعدما حدث . . لن تعود الامور كما
كانت بين العائلتين .
انتظر صالح اختفائهم ثم ركض الى بيت اهله الكبير
ب اقصى ما لديه من سرعة في الجري .
ليفتح الباب و يغلقه خلفه برعب شديد ؛ يلتقط انفاسه
ثم يأخذ خطواته نحو الداخل ببطئ .
وجد صالح والده و امه يجلسون على الارائك بينما
امه تشد رأسها و تمسكه ب الم و دموعها على خديها .
صالح : السلام عليكم .
محمود : وعليكم السلام .
انزل صالح رأسه ليتحدث والده من جديد : ارى
من عدم نطقك لشيء انك لم تجده .
صالح : انا اعتذر يا ابي ؛ بحثت بكل القرية لقد خرج
منها .
الشيخ علي : منذ اليوم . انا لست ابو جاسم .
و انا لم يعد لدي ولد بهذا الاسم .
مروة : ارجوك يا زوجي لا تقل هذا ؛ انه ابننا .
الشيخ علي : لم يعد ابني بعد الان . و ان لم تفعلي
المثل لم يعد لديك مكان في المنزل
بكت مروة ، و التزمت السكوت ، حرصا على عدم
اغضاب زوجها .
فنهض الشيخ علي و اخذ طريقه الى الخارج .
صالح يلحق به : ابي ، الى اين ؟
الشيخ محمود : لأواجه الامر كالرجال ؛ و اخبرهم ان
ابني العاق هرب و ترك ابنتهم عندي . . و سوف ارى
بماذا سيفتون .
صالح : رأيتهم يخرجون ؛ عمي محمود ليس في المنزل
ارجوك يا ابي ؛ ارتح الان و انا سوف اخبرك متى ما
عاد عمي و ابناءه .
الشيخ علي : اذهب و نادي خالتك مريم لترى ابنتها
و اختها . لأنني لا اظن ان الاختان ستريان بعضهما
بعد اليوم .
سمعت مروة ماقاله زوجها و هي على يقين ان ما قاله
صحيح . هي لن تستطيع ان ترى اختها بعد هذا
اليوم .
جاءت مريم مع صالح و هي تلف عبائتها و تمشي
بخوف و توتر شديدين ؛ تقرب حجابها من ذقنها
و تحاول تخبئ ذراعيها تحت عبائتها خوف من ان
تواجه زوج اختها . على غفلة .
كانت تمشي و تولول بصوت منخفظ و حزين . .
و فور ان رأت اختها حتى ركضت نحوها مسرعة
لتجلس و تقوم الاثنتان بمعانقة بعضهما .
كان وضع مروة ام طاسم تعيس جدا و عيناها
تكاد تنقلع من حمرتها ، تبكي و تجهش بصوت عالي
لدرجة ان ام الضحية بكت معها و لم يسعها سوا
ان تعانق اختها و تتبادل الحسرات و الآهات معها .
مريم : اين جاسم ؟ لماذا اختفى ؟ مالذي حدث ؟
مروة : هرب للابد ، لديه زوجة حامل في امريكا .
انا ابن عائلة عريقة و الدي اسمه بركات الزين
نحن عشيرة الزين معروفين بحكمتنا و سمعتنا
الطيبة بين كل الناس ؛ و لدينا ديوان كبير نحل
فيه مشاكل الناس كلها من ازمات عائلية و مالية
الحمد لله لقد حججت بيت الله الحرام مع اخي
و ابن عمي محمود حامد الزين ، اخي بالرضاعة
الاخ تلذي لم يلده ابواي و لكن ارضعته امي . .
انه رفيق دربي و شريكي في الحياة و تزوجت انا
و هو الاخوات بنات عمنا الاخر و الشقيق الثالث
ل ابوينا . زوجتي اسمها مروة و زوجته اسمها مريم
زوجتي مروة امرأة حسناء و ذات اخلاق رائعة
و طيبة القلب و اختها لا تختلف عنها بشيء .
نحن عائلة متكاتفة و سعيدة و لا ينقصنا شيء
سوى تزويج ابنائنا و رؤية احفادنا منهم
ابنائي : جاسم . صالح . صالحة
.
ارسلت ابني جاسم الكبير ليدرس الطب في الخارج
بناء على طلبه ؛ لم اقصر يوم في التقديم لهم اي
شيء يرغبونه ضمن شرع الله . و كنت انتظر اليوم الذي
يتخرج به و يعود للوطن ليتزوج ابنة محمود ، حور
التي اسميتها على اسمه منذ ان ولدت .
فتاة مؤدبة خلوقة و جميلة يليق ولدي الذي افتخر
فيه بها ؛ ف اخلاقها و اجتهادها يعجبني .
عاد جاسم الى الوطن لنفرح فيه ؛ و اخبرنا انه توظف
هناك ؛ لم اقل شيء في البداية ، لان فرحتي به
كان لا شيء يعادلها في الكون كله ، فهو ولدي ابن
قلبي و قرة عيني الذي افتخر به و احبه كثيرا .
تم النصيب و فرحنا كثيرا لأول ارتباط بين عائلتينا
و الفرحة التي في قلبي و قلب محمود لا يعادلها شيء
في الدنيا كلها.
الى ان جاء ذلك اليوم و قررت ان اصلي الفجر في
المنزل ، بسبب شعوري بالمرض .
انتهينا من صلاة الفجر و شاهدت حور زوجة ابني
تقرأ رسالة لتنهار بعدها على الارض مغشى عليها
صدمتي بها كانت قوية جدا ، لكن ايدي زوجتي
و ابنتي صالحة وصلت اليها قبلي ، فتعصرت بالورقة
التي كانت بين يديها لأقرأ رسالة ابني الذي كسر
قلبي و ظهري و قلب هذه الفتاة المسكينة التي ليس
لها ذنب في كل ما يجري حولها .
لقد ادركت اليوم انه مهما كان قلبك على ابنك سوف
يميل قلب ابنك على الحجر . . .
خذلني و لدي و خذل العائلة و خذل ابناء عمومته
و زوجته و كل من في القرية .
انكسر ظهري و انكسرت عيني و لم اعد قادرا على
التفكير في تلك اللحظة سوى بردة فعل محمود
عندما يكتشف الامر ، ماذا سأقول له ؟ كيف سأشرح ؟
انني لم تكن اعرف كيف كان يعيش ابني و كيف
سأشرح ان ثقتي العمياء به ادت الى هذه النتيجة
لا . . الاي ادت الى هذه المصيبة.
لاول مرة في حياتي ، اغضب على ابني و اتمنى لو
انني لم انجبه . لا . . بل تمنيت او انني لم اخلق
على الدنيا كذلك .
* جلس الشيخ علي منهارا على الكنبة و عيناه تشع
بلون عروقها الاحمر اثر حبسه للدموع . . ف جثى
ابنه صالح قربه والذي خرج على صوت الهلع في
المنزل . . ثم سأله والده ما الامر الا انه لم يجب بل
اكتفى ب القاء الرسالة على الارض ليقوم صالح
ب التقاطها .
اخذ صالح الرسالة : انها من اخي جاسم ؟
بدأ يقرأ الرسالة : ليفتح عينيه بصدمة و وجهه بدأ
يرسم الوان مختنقة على ملامحه .
وضع يده على فمه ليرمي الرسالة جانبا و يقرر
اللحاق ب اخيه .
صالح : سوف الحق به ، ربما لم يبتعد . ..
ركض صالح نحو الباب الخارجي ليرتدي حذاءه و
يكمل جريه في الشوارع و الشمس لم تشرق بعد .
كان صالح يبكي و يركض بينما يتلفت بالارجاء
و يصرخ ب اسم اخيه لعله يجده او يرد عليه .
لكن عبث . . .
كان صالح قد و صل لنهاية القرية و لم يعد هناك
طريقة الا بالخروج منها و هو يعلم تماما انه اذا خرج منها
لن يجده ، ادرك ان الاوان قد فات . . و عاد ادراجه
اشرقت الشمس و مضى عليها ساعتين . .
و ها هو صالح يجر قدميه ببطئ و يحنى رأسه و
ظهره بخيبة و الم كبير قد اخترق قلبه ، و اخيرا
الدموع لم تنحبس طويلا . . و وجدت طريقها
على خديه .
و في طريق العودة شاهد صالح الشيخ علي و ابناءه
ليقوم على فوره بالاختباء بين الاشجار .
كان رد فعله دون شعور منه ؛ لان في قرارة نفسه
هو يعلم تماما انه بعدما حدث . . لن تعود الامور كما
كانت بين العائلتين .
انتظر صالح اختفائهم ثم ركض الى بيت اهله الكبير
ب اقصى ما لديه من سرعة في الجري .
ليفتح الباب و يغلقه خلفه برعب شديد ؛ يلتقط انفاسه
ثم يأخذ خطواته نحو الداخل ببطئ .
وجد صالح والده و امه يجلسون على الارائك بينما
امه تشد رأسها و تمسكه ب الم و دموعها على خديها .
صالح : السلام عليكم .
محمود : وعليكم السلام .
انزل صالح رأسه ليتحدث والده من جديد : ارى
من عدم نطقك لشيء انك لم تجده .
صالح : انا اعتذر يا ابي ؛ بحثت بكل القرية لقد خرج
منها .
الشيخ علي : منذ اليوم . انا لست ابو جاسم .
و انا لم يعد لدي ولد بهذا الاسم .
مروة : ارجوك يا زوجي لا تقل هذا ؛ انه ابننا .
الشيخ علي : لم يعد ابني بعد الان . و ان لم تفعلي
المثل لم يعد لديك مكان في المنزل
بكت مروة ، و التزمت السكوت ، حرصا على عدم
اغضاب زوجها .
فنهض الشيخ علي و اخذ طريقه الى الخارج .
صالح يلحق به : ابي ، الى اين ؟
الشيخ محمود : لأواجه الامر كالرجال ؛ و اخبرهم ان
ابني العاق هرب و ترك ابنتهم عندي . . و سوف ارى
بماذا سيفتون .
صالح : رأيتهم يخرجون ؛ عمي محمود ليس في المنزل
ارجوك يا ابي ؛ ارتح الان و انا سوف اخبرك متى ما
عاد عمي و ابناءه .
الشيخ علي : اذهب و نادي خالتك مريم لترى ابنتها
و اختها . لأنني لا اظن ان الاختان ستريان بعضهما
بعد اليوم .
سمعت مروة ماقاله زوجها و هي على يقين ان ما قاله
صحيح . هي لن تستطيع ان ترى اختها بعد هذا
اليوم .
جاءت مريم مع صالح و هي تلف عبائتها و تمشي
بخوف و توتر شديدين ؛ تقرب حجابها من ذقنها
و تحاول تخبئ ذراعيها تحت عبائتها خوف من ان
تواجه زوج اختها . على غفلة .
كانت تمشي و تولول بصوت منخفظ و حزين . .
و فور ان رأت اختها حتى ركضت نحوها مسرعة
لتجلس و تقوم الاثنتان بمعانقة بعضهما .
كان وضع مروة ام طاسم تعيس جدا و عيناها
تكاد تنقلع من حمرتها ، تبكي و تجهش بصوت عالي
لدرجة ان ام الضحية بكت معها و لم يسعها سوا
ان تعانق اختها و تتبادل الحسرات و الآهات معها .
مريم : اين جاسم ؟ لماذا اختفى ؟ مالذي حدث ؟
مروة : هرب للابد ، لديه زوجة حامل في امريكا .