1
في عام 2000 الشهر الثامن اليوم الاول
" جاسم "
انا الان اكتب رسالة وداع اخيرة لأهلي ، و لزوجتي
الجديدة ، التي لم يمر غلى زواجي منها سوى 15
يوم ؛ وصلني بريد الكتروني من زوجتي الاولى و
التي لا يعلم اهلي او اقاربي عنها ابدا ؛ لأنني
تزوجت بها في امريكا اثناء دراستي هناك و لم
اخبر احد . لأن جنسيتها امريكية و لأنني كنت
سأواجه رفض كبيرا حتى بعد الزواج .
ابي الشيخ علي رجل حكيم و ذو اخلاق حسنة
تشهد له كل قريتنا بذلك احبه كثيرا و يحبني ؛
هو يكون وحيد اهله على ثلاث شقيقات ، و كان يتمنى دائما لو يكون له اخ يزوجنا بناته و يزوجه بناتنا .
لكن شاء القدر و ان رضع ابن عم ابي (محمود) مع
ابي في الطفولة و هكذا اصبح له شقيق بالرضاعة .
و كذلك ، تزوج كل منهما الاخوات .
امي اسمها مروة و خالتي اسمها مريم و تكون
زوجة ابن عمي .
اي ان زوجتي الثاني تكون ابنة عم ابي و ابنة
خالتي في الوقت ذلك ، و بما ان ابي و عمي رضعا
معا ف ابي يكون عمها كذلك الامر ينطبق علي .
ابن عم ابي و عمي الشيخ محمود يكون والد زوجتي
الثانية حور ؛ التي تنام على السرير الان بسلام ولا
تعرف مالذي يجري في داخل رأس زوجها الاناني .
كتبت بالرسالة ل اهلي كم انا نادم على عدم اخبارهم
بزواجي الاول و كم انني نادم على زواجي بحور
و لو ان ابي لميكن شديد قاس لما خبئت الامر عنهم .
.
لكن بعد زواجي انا لم اعد احتمل و لا استطيع
العيش هكذا بكذبة لوحدي ، انا اتخلى عن كل ارثي
لحور و لا اريد منه شيء و حتى لو تبرأتم مني انا
لن اعود . و السلام عليكم يا اهلي و يا احبائي سامحوني . ابنكم جاسم .
.
نهاية الرسالة .
" وضع جاسم الرسالة على المنضدة ثم خرج من
غرفته ولم يأخذ معه سوى اوراقه و البوم صور
يوجد فيه كل صور اهله .
.
ثم خرج من المنزل بينما كل الناس نيام و ركب
سيارة اجرى اخذته الى المطار ؛ يبكي جاسم بينما
اتخذ قراره الصعب ؛ و هو يعلم ان ماقرره ليس عنه
رجعة ، يظن انه اناني جدا ؛ و لا يستطيع مساعدة
مايشعر به ، من مشاعر بغض لبقائه هنا و ترك
زوجته الاولى . و هي في فترة حملها الصعبة
دون وجود احد بقربها او يساعدها ، فقد اسلمت
و تخلى عنها الجميع بعد قبل ان يتزوجها و لم
يبقى لها في الدنيا كلها سوا جاسم
استيقظت حور على صلاة الفجر ، و نظرت قربها و
لم تجد زوجها جاسم ، فسمعت طرق على باب
الغرفة ، و على فزرها نهضت و فتحته ؛ لتجد مروة
ام جاسم تقف بوجهها البشوش و المضيء لتوقض
ابنها و زوجته على صلاة الفجر .
مروة : صباح الخير يا بنتي .
حور تبتسم : صباح الخير خالتي .
مروة : هيا عزيزتي ، ان احببتما ان تصليا معنا اهلا
وان احببتما قوما بها في غرفتكما ، الاهم ان لا تفوتكما .
حور : سوف اتوضئ و انزل يا خالتي ، انتظريني
مروة : اين جاسم ؟
حور : لا اعلم ، هل ربما ذهب للمسجد ؟
مروة : لا بد و انه كذلك . حسنا يا ابنتي . . هيا
استعجلي حتى لا تفوتنا صلاة الفجر .
حور : حاظرة يا خالتي .
" حور "
انا اسمي حور ابنة محمود الزين ، و زوجي جاسم
يقرب لي من الطرفين ؛ عائلته تحبني بشكل كبير
و انا كذلك احبهم كثيرا . لقد كنت مسماة على اسم
جاسم منذ ان كنت طفلة صغيرة ؛ لذلك لم يجرؤ احد
من اقربائي او من القرية على التقدم لخطبتي ، لذلك
انا كرست نفسي و مشاعري كلها من اجل جاسم و لم
انظر ل رجل اخر سواه .
لم اكمل تعليمي ، لكنني اعرف كيف اقرأ و اكتب
و اجيد امورا كثيرة با تستطيع فتاة متعلمة ان تفعلها
نحن الفتيات في هاته العائلتان ملتزمات بالحجاب و
اللباس الطويل ، و نحن نتلقى الحب و الدعم كبير
من ابائنا و اخواننا و اعمامنا ، و يتم تشجيعنا بشكل
مستمر و لا يتم منعنا من شيء ، لكن الالتزام امر
ضروري و من تشذ منا لن تكون عاقبتها رحيمة .
.
لقد حفظت القرأن الكريم و الحمد لله رب العالمين
و انا الان في قمة سعادتي ، لدي زوج مميز و ابن
حلال ، يقربني بالدم و البقاء بقربه يشعرني بالامان .
.
نحن نعيش في منزل لوحدنا فوق منزل العائلة ، و
الذي قام عكي بتعميره و تجهيزه على النمط الخليجي
بينما جاسم كان يدرس الطب في الخارج ، اجل
زوجي طبيب بشري مختص بالأوعية الدموية
و لديه عمله الخاص الان ، و كنت اظن ااني سأسافر
معه لكن اهالينا اقترحوا ان ينقل جاسم عمله الى
هنا ، بصراحة كنت سعيدة لهذا القرار لأنني لن اودع
احد من اهلي و معارفي لكنني لمحت نظرة حزن في
عيون جاسم ، و سألته ان كان يريد البقاء ام لا .
لكنه اخبرني بأنه لا يحتاج لمناقشة الكبار . لانه
مناقشتهم لن تنفع و سينتهي الامر كما يحبون .
و بصراحة تامة . . ان جاسم محق . . ف أبي و عمي
يقرران كل شي عن الجميع ؛ و الجميع ملتزم بالطاعة .
لا احد يستطيع مخالفتهما او يجرؤ على العصيان
انهما الاغلى على قلوبنا ، يفتخرون و يعتزون بنا
و ربونا على اخلاق و قيم عالية لا نستطيع انكارها
او التخلي عنها ، في النهاية من شب على شيء
شاب عليه . و من تربى على الاخلاق كبر عليها .
ارتديت حجاب صلاتي و رأيت ورقة في الغرفة
ثم اخذتها و قبل ان افتحها سمعت صوت خالتي
تناديني ف اخذت الورقة معي و و ضعتها في جيب
تنورتي اسفل رداء الصلاة و ثم بدأنا نصلي . .
.
كان عمي علي يتأمم بنا ، كم احب صوته عندما يتلو
ايات القرأن ، عمي لديه صوت جميل جدا ، و سمعت
ان جاسم يمتلك هذا الصوت ايضا ، لكنني لم اسمعه
و لا مرة بينما يغني او يتلو القرأن او حتى ينشد
.
اسمع صوته و هو يتحدث فقط و صوتته حقا جميل
و هادئ ، فيه بحة حزينة تخطف الاذهان لسماعها
.
انا محظوظة بعد كل شيء .
* انتهى الجميع من اداء فرض الفجر و سلمو على
بعضهم بتحية الصباح ، فجلست حور على الاريكة
وهي تفتح الرسالة التي تركها جاسم لها بينما
الجميع مشغولون . .
منهم من جلس على مقربة منها و منهم من ذهب
ليتجهز للذهاب المدرسة و منهم من ذهب الى المطبخ
و منهم من عاد الى النوم .
.
بدأت حور تقرأ الرسالة لتختفي ابتسامتها بالتدريج
وهي تقف متسمرة و عيناها تبدأ بذرف الدموع دون
توقف ، اهتزت يديها و ارتعش جسدها . . فنظر
الشيخ علي نحوها مع زوجته مروة التي نهضت
فور ان رأت تعابير وجه ابنة اختها .
و ما ان توقف الى جانبها حتى انهارت حور على
الارض مغشى عليها ، ليجتمع كل من كان حولها
و يقومون بحملها بينما وقعت الورقة قرب الشيخ
علي الذي كان مذعورا و خائفا جدا على ابنة شقيقه
بالرضاعة و ابن عمه محمود .
******
الشخصيات التي ظهرت في هذا الفصل :
الشيخ علي و زوجته مروة
جاسم ابن الشيخ علي و زوجته حور التي تكون ابنة
خالته مريم و ابنة عمه بالرضاعة .
(الله يسامح هالزمن . و يسامحك وياه
و ان كان للفرحه ثمن . عشناها و دفعناه)
" جاسم "
انا الان اكتب رسالة وداع اخيرة لأهلي ، و لزوجتي
الجديدة ، التي لم يمر غلى زواجي منها سوى 15
يوم ؛ وصلني بريد الكتروني من زوجتي الاولى و
التي لا يعلم اهلي او اقاربي عنها ابدا ؛ لأنني
تزوجت بها في امريكا اثناء دراستي هناك و لم
اخبر احد . لأن جنسيتها امريكية و لأنني كنت
سأواجه رفض كبيرا حتى بعد الزواج .
ابي الشيخ علي رجل حكيم و ذو اخلاق حسنة
تشهد له كل قريتنا بذلك احبه كثيرا و يحبني ؛
هو يكون وحيد اهله على ثلاث شقيقات ، و كان يتمنى دائما لو يكون له اخ يزوجنا بناته و يزوجه بناتنا .
لكن شاء القدر و ان رضع ابن عم ابي (محمود) مع
ابي في الطفولة و هكذا اصبح له شقيق بالرضاعة .
و كذلك ، تزوج كل منهما الاخوات .
امي اسمها مروة و خالتي اسمها مريم و تكون
زوجة ابن عمي .
اي ان زوجتي الثاني تكون ابنة عم ابي و ابنة
خالتي في الوقت ذلك ، و بما ان ابي و عمي رضعا
معا ف ابي يكون عمها كذلك الامر ينطبق علي .
ابن عم ابي و عمي الشيخ محمود يكون والد زوجتي
الثانية حور ؛ التي تنام على السرير الان بسلام ولا
تعرف مالذي يجري في داخل رأس زوجها الاناني .
كتبت بالرسالة ل اهلي كم انا نادم على عدم اخبارهم
بزواجي الاول و كم انني نادم على زواجي بحور
و لو ان ابي لميكن شديد قاس لما خبئت الامر عنهم .
.
لكن بعد زواجي انا لم اعد احتمل و لا استطيع
العيش هكذا بكذبة لوحدي ، انا اتخلى عن كل ارثي
لحور و لا اريد منه شيء و حتى لو تبرأتم مني انا
لن اعود . و السلام عليكم يا اهلي و يا احبائي سامحوني . ابنكم جاسم .
.
نهاية الرسالة .
" وضع جاسم الرسالة على المنضدة ثم خرج من
غرفته ولم يأخذ معه سوى اوراقه و البوم صور
يوجد فيه كل صور اهله .
.
ثم خرج من المنزل بينما كل الناس نيام و ركب
سيارة اجرى اخذته الى المطار ؛ يبكي جاسم بينما
اتخذ قراره الصعب ؛ و هو يعلم ان ماقرره ليس عنه
رجعة ، يظن انه اناني جدا ؛ و لا يستطيع مساعدة
مايشعر به ، من مشاعر بغض لبقائه هنا و ترك
زوجته الاولى . و هي في فترة حملها الصعبة
دون وجود احد بقربها او يساعدها ، فقد اسلمت
و تخلى عنها الجميع بعد قبل ان يتزوجها و لم
يبقى لها في الدنيا كلها سوا جاسم
استيقظت حور على صلاة الفجر ، و نظرت قربها و
لم تجد زوجها جاسم ، فسمعت طرق على باب
الغرفة ، و على فزرها نهضت و فتحته ؛ لتجد مروة
ام جاسم تقف بوجهها البشوش و المضيء لتوقض
ابنها و زوجته على صلاة الفجر .
مروة : صباح الخير يا بنتي .
حور تبتسم : صباح الخير خالتي .
مروة : هيا عزيزتي ، ان احببتما ان تصليا معنا اهلا
وان احببتما قوما بها في غرفتكما ، الاهم ان لا تفوتكما .
حور : سوف اتوضئ و انزل يا خالتي ، انتظريني
مروة : اين جاسم ؟
حور : لا اعلم ، هل ربما ذهب للمسجد ؟
مروة : لا بد و انه كذلك . حسنا يا ابنتي . . هيا
استعجلي حتى لا تفوتنا صلاة الفجر .
حور : حاظرة يا خالتي .
" حور "
انا اسمي حور ابنة محمود الزين ، و زوجي جاسم
يقرب لي من الطرفين ؛ عائلته تحبني بشكل كبير
و انا كذلك احبهم كثيرا . لقد كنت مسماة على اسم
جاسم منذ ان كنت طفلة صغيرة ؛ لذلك لم يجرؤ احد
من اقربائي او من القرية على التقدم لخطبتي ، لذلك
انا كرست نفسي و مشاعري كلها من اجل جاسم و لم
انظر ل رجل اخر سواه .
لم اكمل تعليمي ، لكنني اعرف كيف اقرأ و اكتب
و اجيد امورا كثيرة با تستطيع فتاة متعلمة ان تفعلها
نحن الفتيات في هاته العائلتان ملتزمات بالحجاب و
اللباس الطويل ، و نحن نتلقى الحب و الدعم كبير
من ابائنا و اخواننا و اعمامنا ، و يتم تشجيعنا بشكل
مستمر و لا يتم منعنا من شيء ، لكن الالتزام امر
ضروري و من تشذ منا لن تكون عاقبتها رحيمة .
.
لقد حفظت القرأن الكريم و الحمد لله رب العالمين
و انا الان في قمة سعادتي ، لدي زوج مميز و ابن
حلال ، يقربني بالدم و البقاء بقربه يشعرني بالامان .
.
نحن نعيش في منزل لوحدنا فوق منزل العائلة ، و
الذي قام عكي بتعميره و تجهيزه على النمط الخليجي
بينما جاسم كان يدرس الطب في الخارج ، اجل
زوجي طبيب بشري مختص بالأوعية الدموية
و لديه عمله الخاص الان ، و كنت اظن ااني سأسافر
معه لكن اهالينا اقترحوا ان ينقل جاسم عمله الى
هنا ، بصراحة كنت سعيدة لهذا القرار لأنني لن اودع
احد من اهلي و معارفي لكنني لمحت نظرة حزن في
عيون جاسم ، و سألته ان كان يريد البقاء ام لا .
لكنه اخبرني بأنه لا يحتاج لمناقشة الكبار . لانه
مناقشتهم لن تنفع و سينتهي الامر كما يحبون .
و بصراحة تامة . . ان جاسم محق . . ف أبي و عمي
يقرران كل شي عن الجميع ؛ و الجميع ملتزم بالطاعة .
لا احد يستطيع مخالفتهما او يجرؤ على العصيان
انهما الاغلى على قلوبنا ، يفتخرون و يعتزون بنا
و ربونا على اخلاق و قيم عالية لا نستطيع انكارها
او التخلي عنها ، في النهاية من شب على شيء
شاب عليه . و من تربى على الاخلاق كبر عليها .
ارتديت حجاب صلاتي و رأيت ورقة في الغرفة
ثم اخذتها و قبل ان افتحها سمعت صوت خالتي
تناديني ف اخذت الورقة معي و و ضعتها في جيب
تنورتي اسفل رداء الصلاة و ثم بدأنا نصلي . .
.
كان عمي علي يتأمم بنا ، كم احب صوته عندما يتلو
ايات القرأن ، عمي لديه صوت جميل جدا ، و سمعت
ان جاسم يمتلك هذا الصوت ايضا ، لكنني لم اسمعه
و لا مرة بينما يغني او يتلو القرأن او حتى ينشد
.
اسمع صوته و هو يتحدث فقط و صوتته حقا جميل
و هادئ ، فيه بحة حزينة تخطف الاذهان لسماعها
.
انا محظوظة بعد كل شيء .
* انتهى الجميع من اداء فرض الفجر و سلمو على
بعضهم بتحية الصباح ، فجلست حور على الاريكة
وهي تفتح الرسالة التي تركها جاسم لها بينما
الجميع مشغولون . .
منهم من جلس على مقربة منها و منهم من ذهب
ليتجهز للذهاب المدرسة و منهم من ذهب الى المطبخ
و منهم من عاد الى النوم .
.
بدأت حور تقرأ الرسالة لتختفي ابتسامتها بالتدريج
وهي تقف متسمرة و عيناها تبدأ بذرف الدموع دون
توقف ، اهتزت يديها و ارتعش جسدها . . فنظر
الشيخ علي نحوها مع زوجته مروة التي نهضت
فور ان رأت تعابير وجه ابنة اختها .
و ما ان توقف الى جانبها حتى انهارت حور على
الارض مغشى عليها ، ليجتمع كل من كان حولها
و يقومون بحملها بينما وقعت الورقة قرب الشيخ
علي الذي كان مذعورا و خائفا جدا على ابنة شقيقه
بالرضاعة و ابن عمه محمود .
******
الشخصيات التي ظهرت في هذا الفصل :
الشيخ علي و زوجته مروة
جاسم ابن الشيخ علي و زوجته حور التي تكون ابنة
خالته مريم و ابنة عمه بالرضاعة .
(الله يسامح هالزمن . و يسامحك وياه
و ان كان للفرحه ثمن . عشناها و دفعناه)