١٨ ماما

كنت صامته طوال طريق العودة للمنزل ، نايت حاول جعلي أتحدث و كان هذا لطيف منه و لكنني حقًا لست في حالة جيدة للتحدث و التصرف بطبيعية

"ستكونين بخير صحيح؟"سألني نايت للمرة الثالثة لأقلب عيني و اتنهد أنا منزعجة للغاية الآن! "نعم نايت توقف عن القلق أنا لن اقتلها" هز رأسه و لكنه نظر لي مرة أخرى "كوني بخير ميا و خذي الغد إجازة" تحدث بلطف لـألاحظ بأنني كنت حقيرة معه و هو لا ذنب له أن خالتي كانت متزوجة بدون علمي و أنه كان يضربها و كدت اسجن بسببهم ، لذلك أنا إبتسمت بخفة و عانقته

"أعتذر على تدمير الموعد ، ربما كان هذا أسوأ موعد سوف تذهب له" مزحت الكوميديا السوداء هي أكبر نقاط قوتي ، تدمرت حياتي؟ لا مشكلة سوف اخترع نكته و أضحك عليها وسط دموعي

ضحك بخفة بينما يهز رأسه ، يبدو بأنه ليس محب للكوميديا السوداء خاصتي ، لا بأس "لنواجه الأمر ميا لقد كان الموعد سيء منذ البداية المعرض لم يكن فكرة جيدة من الأساس"أومأت مؤيدة لقد كان موعد سيء و أنتهي بشكل درامي

"سوف اعوضكِ عن ذلك حسنًا و لكن للآن حاولي أن لا تقتلي أحدًا ما و ارتاحي"أضاف يلعب في أطراف شعري لأبتسم و اعانقه لأخر مرة ، اترجل من السيارة و أدخل لمنزلي المحطم.

ضحكت بسخرية عندما رأيت بيري و ايميلي ترفعان الأريكة المقلوبة "أتركِ كل شيء كما هو ، و اجلسي فأنا أريد شرح لما حدث اليوم" ألقيت بحديثي و دخلت المطبخ لأجد أشلاء الأطباق في كل مكان بالإضافة لـ الاكواب ، عضيت على شفتي لكي لا أبكي من المنظر الذي أمامي ، ما ذنبي أنا بكل هذا؟ لماذا يدمرونني معهم؟

تنفست بعمق و التفت لأخرج ، غرفة المعيشة ليست بنفس الضرر ، غير الشاشة المكسورة و الأريكة التي انقلبت هي بخير "أبدأي في الشرح ايميلي فأنا أكاد أفقد أعصابي"صحت بأنفعال لتبكي ايميلي ، أحاول بكل ما بداخلي من طاقة أن لا اضربها أخبر نفسي بأنها خالتي و أن هذا عيب و لكن للعنة هي تستفزني ببكائها هذا!

"ايميلي!!"صحت محذرة لتمسك بيري بكتفي ، احركه بعنف لأزيل يديها عني ، أنا لا أطيق ملابسي حتي "لقد كنا سويًا لفترة ، كنت حدثتكِ عنه ، لم أعلم بأنه مريض هكذا ، لقد اكتشفت بأنه مدمن و ليس مخدرات فقط ، تركته و أتيت لهنا ، هو يظن بأنني زوجته أو ملكه و كل هذا الهراء و لكنني أقسم لكِ بأنني لم اتزوج منه او من غيره حتي"

كان هذا مقنع فأن ايميلي ليست من نوع الأشخاص الذين يتزوجون سرًا ، بل هي عكس هذا تمامًا ، و لكن لنأتي للجزء المؤلم هنا ، هي أتت لتحتمي في منزلي منه! هي لم تأتي لتكون بجانبي كما قالت؟!

"هل تظنين بأنني أهتم بأمر زواجكِ منه؟ هل حقًا تظنين بأنني أعطي لعنة لذلك ايميلي؟ يا إلهي إنكِ حمقاء للغاية!"صحت بأنفعال و سخرية ، شددت شعري و أنا أضحك بلا فكاهه في النهاية "ميا أنا آسفة!" زاد ضحكي الساخر و شعرت بالدموع تملئ عيني ، حتي أن أنفي بدأ يسيل علامة على بكائي القريب

"أنتِ لم تأتي لتكوني معي كما قلتِ! أنتِ كنتِ تقومين بإستغلالي كما الباقين! لقد ظننت بأنكِ مختلفة! كم كنت غبية"أكملت نوبة انفعالي و اهتز صوتي دليل آخر على أنني سأبكي

"ميا.." بكت ايميلي لأهز رأسي و اقاطعها بينما اشير للباب"إرحلي ايميلي ، أخرجي من منزلي"

"ميا لا تفعلي ذلك!"كانت تلك بيري تتحدث لأول مرة و هي تمسك بي لأزيل يديها بعنف "أخرجي ايميلي خذي كل اشيائك و إرحلي من هنا!"  دموعي بدأت في النزول و أنا أحدث ايميلي التي كانت تبكي ، ركضت للأعلى ربما لتلملم أشيائها حقًا لا أهتم

"ماذا تفعلين؟ هل هذا حل؟"صاحت بيري تمسك ذراعي بعنف لأدفعها بعيدًا عني "هذا هو الحل بيري! هي لن تبقي هنا! لقد سئمت من كوني مجرد خطة بديلة لهم ، لقد سئمت من استغلال الجميع لي ، استغلال أفراد اسرتي لي! لقد ظننت بأنها مختلفة عنهم ، عنها! و لكنها مثلهم ، هي فقط أتت لتهرب من مشاكلها. للعنة هي لم تزورني طوال العامين الماضيين و أنا احتاجتها و هي لم تأتي ، كيف لم اشك في قدومها المفاجئ!!" كنت أبكي بقوة و أصيح حتي فقدت أنفاسي ، شعري يكاد يتقطع من جذوره من شدي له

كان قدوم ايميلي مُفرح للغاية و مريح ، لقد شعرت بأن هنالك شخص واحد في عائلتي كلها يحب التواجد بجانبي ، أن هنالك شخص واحد في عائلتي استطيع القول بأنه من 'عائلتي' بحق و لسنا فقط أقارب بالدم ، لقد خاب ظني أضعاف المعتاد ، منزلي الذي تدمر هذا لا يساوي اي شيء أمام ثقتي في ايميلي التي تحطمت لمليون قطعة صغيره

"لقد ظننت بأنها هنا من أجلي بيري ، لقد كنت سعيدة للغاية بوجودها ، لقد كنت سعيدة" بكيت لتعانقني بيري بقوة "أنا آسفة ميا" تمتمت بيري ببكاء لأهز رأسي بالنفي في عناقها "لا تعتذري فقط لا تخيبي ظني بكِ فأنا لن اتحمل خيبة أخرى"كنت اترجاها ، كنت أدعي بكل ما بداخلي أن لا تخيب ظني بها ، فأنا وقتها لن يبقي لي أي شيء سوف اتحطم..

يبدو هذا غريب مني ، فأنا شخص منطقي للغاية و يتوقع الأسوأ دائمًا ، و أعلم بأن لا أحد سيبقي هنا للأبد و لكنني أتمني أن تحدث معجزة ما تجعل شخص واحد ، واحد فقط يبقي بجانبي و يتحملني لباقي حياتنا

أبتعدت عن بيري و ذهبت لحوض المطبخ لأغسل وجهي فأنا لا أريد الصعود لفوق و سماع بكاء ايميلي أو رؤيتها "أشربي بعض الماء خذي" أومأت بصمت لبيري و أخذت منها الزجاجة فأنا لا أمتلك اي أكواب

نزلت ايميلي تحمل حقيبتها "أريد تعويض كامل عن ما فعلتيه لمنزلي"أخبرتها ببرود لتنظر لي بصدمة كما بيري ، هل حقًا ظنوا بأنني سوف أدفع تكاليف تصليح منزلي الذي دُمر بسببها؟ بحق الله أنا ليس لي أي دخل بمشاكلها الغبية تلك!.

أومأت ايميلي و أخرجت بطاقتها الائتمانية لتضعها أمامي "وداعًا ميا و أنا آسفة لتخيب ظنكِ بي"لم أجيب بل أعطيتها ظهري ، سمعت الباب يُفتح و لكنه لم يُقفل مرة أخرى ، عقدت حاجباي و لكنني لم استدير ، للحق لا أريد رؤيتها ترحل

"ماذا تفعلين هنا؟ و ما الذي حدث؟ ميا!"وقع قلبي في معدتي و شعرت بأن عيني قد خرجت من مكانها من الخوف ، ماذا تفعل هنا!!

"أمي!"تمتمت و أنا التف لأواجه وجهها الغاضب "ما الذي تفعله هذه هنا؟ و ماذا حدث لمنزلكِ؟" لو لم تعلموا بعد فأن أمي لا تحب ايميلي ، في الواقع هي قد منعتني من رؤيتها ، لأن الأخيرة من والدة آخرى ، و أيضًا لأن ايميلي تعيش حياتها بـ قوانينها الخاصة ولا تأخذ أي هراء من أحد (عكس أمي بالطبع)

"تحدثي ميا ما الذي حدث هنا؟"صاحت أمي بقوة أكبر و مجددًا لم أستطيع شرح الوضع لها فأنا مصدومة من الموقف بأكمله

عندما لم تجد إجابة سارت بأتجاهي تقبض على ذراعي بقوة "ساندرا لا تؤذيها!"قالت ايميلي تحاول القدوم بأتجاهنا و لكن أمي استدارت ترفع إصبعها السبابه في وجهها بينما تتحدث من بين أسنانها ودعوني أخبركم هي تبدو مرعبة " لا تتدخلي بيني و بين ابنتي" بصقت أمي الجملة بكره

سحبتني أمي للأعلى لحيث غرفتي ، دفعتني لأجلس على السرير و نظرت لي تنتظرني أن أشرح "تحدثي ميا و إلا أقسم بالاله!..." لم يقاطعها أحد هي دائمًا ما تنهي الجملة بدون تكملتها و للصدمه الجملة هكذا كانت مرعبة أكثر

شرحت لها كل شيء ، تاركة حقيقة أنني اواعد نايت لأنني لا أريد جعلها غاضبة أكثر و لا أعلم إن كنت أنا ونايت جادين بشأن علاقتنا للآن ، نعم أنا أحبه و هو كذلك و قد مر على علاقتنا أسبوعين ربما و لكنني مازالت لا أريد إخبار أمي بذلك

"ألم أخبركِ بأن تظلي بعيدة عنها؟ ألم أخبركِ بأن ايميلي ليست سوى مشكلة كبيرة! لقد منعتكِ منها لسبب لماذا لا تسمتعين لي!"صاحت أمي لأتمني بأن تنشق الأرض و تمضغني ببطء شديد قبل بلعي فأنا أستحق ذلك

"لقد كنت أعيش معها أمي لم أعلم بأنها قد تفعل ذلك!" بررت بصوت عالي و لكن ليس كفاية ليكون صياح

"لقد أخبرتكِ بأن تبتعدي عنها و لقد أتيت بكِ لهذا المنزل تحت هذا الشرط الوحيد أليس كذلك؟ الم تقسمي بأنكِ لن تتحدثي معها مرة أخرى؟"أكملت أمي صياحها لي تجعلني أصمت "هل تظنين بأنها خالتكِ؟ هل تبدو لكِ كـ خالة؟ هي ليست كذلك ميا هي لا تهتم لكِ لا تهتم لأمرك!"أضافت أمي لتزيد إحساسي بالقرف و الكره إتجاه نفسي

"هي لا تهتم لكِ ، إن حييتِ ام مُتِ هي لا تهتم فقط تحب نفسها و تهتم لها ، ايميلي تريد مصلحتها فقط"لقد كنت صامته أستمع فقط و لكن أنا لم أتحمل حديث أمي الخاطئ هذا ، ثم أنني غاضبه بالفعل

"و هل تهتمين أنتِ أمي؟ هل تعلمين أي شيء عني؟ هل كلفتي نفسك خلال آخر فترة بمعرفة كيف حالي؟ خلال أسبوعين ارسلتي لي رسالتين الأولى عن ليز و الثانية تسألين بها عن كيف حالي و كيف مر الأمر ، أنتِ لا تهتمين لي أمي لا أحد في تلك العائلة اللعينة يفعل!"صحت بأعلى صوتي لقد طفح كيلي من هذا العائلة ، أنا لست قوية كما اتظاهر ، لست باردة كما يظنون ، أنا إنسان و لدي مشاعر و هم يدمرونها

"ماذا؟ ميا أنتِ.."قاطعتها و أنا أقف "وفري حديثكِ أمي فأنا لست طفلة أنا أرى كل ما يحدث ، أنتِ لا تهتمين لي ، كل ما تهتمين له هو طفلكِ الحبيب ديلان و نفسك" كنت وقحة للغاية مع أمي و تلك أول مرة أتحدث هكذا أول مرة منذ وفاة ميلي ، فأنا وقتها صحت في وجهها بأنها السبب و لم أخطأ وقتها كما أنني لم أخطأ الآن

"كيف تجرأين على قول هذا لي؟ أنا أهتم لكِ ميا أنتِ ابنتي....ميا أنا أتحدث معكِ ميا!"تركتها تصيح بأسمي و نزلت للأسفل ، بالطبع هي لم تتركني بل تتبعتني لتكمل صياحها "كيف تتجرأين على تركِ حين احدثكِ! ميا!"كانت غاضبة بشكل مرعب ، و لو كنت في حالة عقلية أخرى لكنت خفت من مظهرها و توقفت و لكنني كنت قد اكتفيت و لن أظل صامته طوال حياتي ، وأيضًا التجاهل لم يعد خيار

"أخبرتكِ بأن توفري حديثكِ أمي فأنا لن أستمع"قلت بوقاحة لتصفعني ، لم أبكي ، لم أتألم ، كل ما كنت أفكر به هو كم أنني اكرهها هي و كل فرد من عائلتي ، بداية من أبي الذي تركنا منذ سنين و لا أعلم عنه شيء ، نزولًا لها و لديلان الذي أصبح مدمن مثل والده ، حتي ايميلي التي استغلتني شر استغلال "أنا أكرهكِ" تمتمت بحرقه فأنا مدمرة بحق

صُدِمت أمي و اتسعت عينيها بينما شهقت ايميلي و وضعت كفها على فمها"سوف تعودين للمنزل معي و لا أريد سماع كلمة واحدة أخرى"قالت أمي بهدوء مزيف ، عينيها دامعه يالا السخرية ، استدرت لتعطي ايميلي حصتها و لكنني قاطعتها قبل أن تبدأ بقولي بأنني لن أذهب لأي مكان

"ماذا تقولين؟" في العادة حين تقول أمي هذا فهي تتحداني بأن أعيد حديثي لكى تصفعني أو تعاقبني و حين تفعل كنت أصمت لأنني أجبن من أن أكرر ما قلته ، و لكن ليس اليوم

"قلت لكِ بأنني لن أذهب في أي مكان ، هذا منزلي ، و هنا حياتي ، و ليس لديكِ أي حق لتتحكمي بي ، فأنا لست طفلة"اتسعت عين أمي من تغيري الغير متوقع بالمرة فأظن تجنبي للمشاكل و الصمت على كل ما تفعله جعلها تظن بأنني ضعيفة و هشة ، وأنا لست كذلك.

"سوف تأتين معي و الآن ميا ميلر"صاحت مشددة على كل حرف في إسمي "لن أفعل ، ألم تسمعيني لن أذهب لأي مكان" صحت بدوري و لأنها أم مثالية و لطيفه للغاية هي أمسكت بشعري لتسحبني لخارج المنزل و لكنني لم أتحرك معها

"أنا أكرهكِ ، أكرهكِ أكثر منه ، أنتِ قتلتي ميلي و تريدين قتلي أنا الأخرى أنتِ عار على الأمهات"صحت ببكاء و غضب و مشاعر أخرى متضاربة ، تركت شعري لأقع في الأرض باكية ، ظلت تنظر لي لدقيقة كاملة أشعر بأعيونها المصدومة و الدامعة تنظر لي و لكنني لم أرفع بصري لها ، بعد ذلك هي خرجت بصمت ، خرجت بدون أن تلتفت مرة أخرى لتنظر لي.

لم أريد قول ذلك ، لم أريد أن أصل لتلك المرحلة ولكنني قد أكتفيت ، هي لم تجعل أي شيء في حياتي سهل ، هي لم تؤدي واجبها بشكل جيد ، لو فعلت لما تدمرنا بهذا الشكل

"لماذا أتت بدون سابق إنذار ، ماذا أردت منكِ؟"سألت بيري لأستوعب بأن أمي سافرت من أمريكا لهنا بدون إخباري و هذا غريب جدًا نظرًا لأننا في منتصف الأسبوع و منتصف الشهر و لا يوجد أي عطلات في هذا الوقت! و هي أبدًا لن تترك عملها و تسافر كل الطريق لتطمئن علي!!ما الذي يحدث معها؟

"أظن بأن ليزا أخبرتها بأمر نايت!"تمتمت لتهز ايميلي -التي مازالت هنا و لكني سوف أطردها حين أتوقف عن البكاء- رأسها بالنفي "ليزا لن تفعل ذلك ، و حتي إن فعلت فأن ساندرا لن تسافر كل هذه المسافة لتصيح في وجهك بسبب علاقتك العاطفية ، هذا ليس من طباع ساندرا"

ايميلي على حق ، أمي لا تهتم بهكذا أشياء إن أرادت لومي أو الصياح بي كانت سوف تتصل و حين تغضب بشدة سوف تغلق المكالمة في وجهي ، مجيئها لهنا وراه دافع كبير ، كبير كفاية ليجعلها تُصر على أخذي للمنزل ، فهي دائمًا ما قالت بأني حين أذهب للمنزل اعكر صفوه

ما السر الذي تخبيه أمي؟ ما الدافع الكبير وراء زيارتها؟

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي