البارت الثالث عشر

زهره اول لما هدير طلبت منها انها تقول لها يا ماما سكتت شويه وبصت لها وكانت عايزه تقول لها انت مش ماما لكن في نفس الوقت زهره كانت محتاجه تقول كلمه ماما جدا كانت حاسه انها وحيده وانها محتاجه ام فعلا لكن ما قدرتش تقولها بسهوله هزت راسها بس لهدير وكانها بتقول لها حاضر انا موافقه بس مش دلوقتي...
هدير خرجت من دار الايتام وكانت في منتهى السعاده لان خلاص زهره وافقت والدار قالوا لها كلها كم يوم وتقدر تاخذ زهره معها حتى لو الاوراق ما خلصتش المهم ان الموافقه المبدئيه موجوده ...
وفي اليوم ده فتره زهره تحلم ببيت هدير واليوم اللي هي هتروح ضيفي وبتسال نفسها يا ترى هتتبسط هناك ولا هتكون متضايقه برده ...
اما هدير فضلت قاعده مستنيه ابراهيم جوزها علشان تقول له قرارها الخاص بانها هتجيب زهره عندهم في كل الوقت ده ما كانتش هدير فتحت الموضوع مع ابراهيم اصلا لانها كانت متاكده انه مش هيقدر يرفض بعد اللي عمله معها وان اقل حاجه تستحقها ان يكون لها بنت تعوضها عن الحرمان اللي هي عاشته معه طول الفتره اللي فاتت...
_ هدير : كل ده تاخير يا ابراهيم انا قاعده مستنياك على اعصابي بقى لي اكثر من ثلاث ساعات رجعت تتاخر ثاني في الشغل ..
_ ابراهيم : معلش يا هدير انا اسف جدا بس فعلا كان عندي شخص اوعدك اني هاحاول اجي بدري الفتره اللي جايه..
_ هدير : عموما براحتك لان الفتره اللي جايه ان شاء الله مش هابقى لوحدي في البيت فتقدر تتاخر براحتك..
_ ابراهيم : ليه يا حبيبتي هي اختك غاده هتيجي تقعد معك شويه ولا ايه غريبه عمرها ما عملتها..
_ هدير : لا مش اختي اللي هتيجي يا ابراهيم .. انا قررت اجيب بنت من دار الايتام عند غاده اختي اربيها معايا هنا في البيت ..
_ ابراهيم : انت بتقولي ايه يا هدير انتي بتتكلمي بجد و لا بتهزري  عشان انا مش مستوعب خالص اللي انت بتقوليه ده ..
_ هدير : ليه يا ابراهيم مش مستوعب ليه هو انا باقول كلام غريب يعني ولا ايه .  باقول لك انا عايزه اجيب بنت تعيش معايا واربيها لان محتاجه ده انا محتاجه اكون ام
ويكون عندي طفله فاهم يعني ايه محتاجه يا ابراهيم .. ..
‏_  ابراهيم : انت ازاي عايزه تجيبي بنت من دار ايتام ما نعرفش اصلها ولا فصلها افرضي ابوها كان حرامي ولا قتال قتله ولا امها ست بطاله ازاي ممكن تجيبي واحده ما نعرفش اصلها وتعيشيها معنا في البيت دي ممكن تعمل فينا حاجه ..
‏_ هدير : ايه اللي انت بتقوله ده يا ابراهيم اولا الاطفال دول على فكره بيبقوا مجهول النسب معظمهم ما بيبقاش عارفين هم اولاد مين لكن زهره اللي انا عايزه اجيبها هنا في البيت دي بنت ناس محترمين جدا وابوها موظف وانسان كويس انا رحت وكلمته هما بس عندهم ظروف خاصه خلتهم ما يقدروش يعرفوا يربوا البنت . 
‏_ ابراهيم : كمان عايزه تجيبي لنا بنت باباها وامها عايشين يعني ممكن يجوا في اي وقت يعملوا لنا مشكله كبيره او بعد ما تتعلقي بها ياخذوها وتعيشوا في حاله اكتئاب انت بتفكري ازاي بس يا هدير يعني احنا الحمد لله عايشين حياه مستقره وهادئه تجيب لنفسك المشكله لحد البيت هنا دي مسؤلية كبيره اووي ليه نجيب لنفسنا وجع الدماغ بس ..
هدير : على العموم انا خلاص اتفقت مع غاده تخلص كل الاجراءات مع مشرفه الدار .. البنت كويسه وانا عاوزاها وما تشغلش بالك انت بالموضوع ده خالص .. هو انت اصلا قاعد معنا في البيت ولا بنشوفك خلي السهر والمقابلات الخاصه بتاعتك ينفعوك .. ثاني يوم الصبح هدير كلمت غاده اختها وقالت لها : خلصت اللي انا قلت لك عليه ..
غاده :  ايوه خلصت لك كل حاجه ناقص انك تيجي تستلمي البنت على طول .. هدير ثاني يوم راحت على الدار ومشرفه الدار قعدت توصيها على زهرة وقالت لها : خلي بالك منها دي بنت طيبه وغلبانه اوعي احد يضايقها ولا يعمل لها حاجه ..
هدير : ايه اللي انت بتقوليه ده يا استاذه تهاني .. زهره دي في عيني وانا ما اقدرش ازعلها في يوم من الايام .. دخلت هدير عند زهرة وقالت لها انها هتاخذها معها البيت .. زهره فرحت وقالت يمكن يكون بيتها اهون عليها من القاعده في الدار .. اخذت شنطه هدومها وراحت على بيت هدير كانت قاعده مبسوطه جدا .. ابراهيم اول ما دخل ولقاها هي وهدير دخل الاوضه ونده عليها وقال لها : برضه نفذت اللي في دماغك .. هدير : انا قائله لك من امبارح اني هاجيبها النهارده يا ريت ما تعملش اي تصرف تضايق به البنت ..
ابراهيم : انا كده كده مش موجود النهارده وهاسهر وهابقى اجي الصبح ان شاء الله ..
هدير : برده يا ابراهيم سهر ثاني مش قلنا نبطل موضوع السهر ده ..
ابراهيم : اعمل لك ايه .. ما انا قلت هاجي اقعد مع مراتي لوحدنا في هدوء .. جايبه لي واحده تيجي تقعد معنا .. عاوزاني بقى اعمل ايه افرح بك ..
هدير : والله انت حر وهو ده اللي عندي .. مشي ابراهيم وساب البيت .. زهره حسيت انه متضايق من وجودها بس قالت تستحمل عشان هدير كويسه معها .. فضلوا قاعدين يلعبوا مع بعض وكان يوم حلو قوي مره على زهره .. هدير بدات تسالها عن باباها ومامتها وزهره بدات تحكي لها عن كل حاجه و صعبت عليها نفسها جدا ولقيتها بتقول لها : هو انت ممكن تتصلي لي ببابا .. ما بقاش يسال عني ولا يكلمني ..
هدير : هو انت معك رقمه ..
زهره : ايوه انا حافظه رقم بابا واديتها الرقم اتصلت به ..
مدحت : الو ايوه مين معي ..
هدير : مساء الخير يا استاذ مدحت انا هدير متكفله بزهره من الدار  ..
مدحت : بنتي عامله ايه .. بنتي جرى لها حاجه ..
هدير : اطمن بنتك كويسه وهي قاعده عندي في البيت استضافه ما تقلقش عليها هي بس كل الحكايه كانت عاوزه تكلمك عشان قلقانه عليك لانك بقى لك شويه ما تتصلش بها ولا بتجي لها ..
مدحت : معلش بقى الدنيا مشاغل .. طيب اديها لي .. مدحت : ايوه يا زهره يا حبيبتي عامله ايه ..
زهره : كده برده يا بابا ما بقتش تكلمني وكنت قائل لي انك هتيجي لي كل شويه .. وما بقتش تجيء لي مدحت : انا ما اقدرش استغني عنك .. معلش يا بنتي مشغول شويه قولي لي بس على عنوان البيت اللي انت فيه .. وانا هابقى اجي ازورك ..
زهره : خذ طنط هدير هتقول لك على كل حاجه ..
هدير اخذت التليفون وقالت له على العنوان وقالت له لو تحب تشرفنا وتزورها في اي وقت انا ما عنديش مانع بس ابقى اتصل بي قبلها عشان ارتب مع زوجي  .. قفل مدحت مع هدير كان بيدور على ورقه ضائعه منه ضروريه في الشغل  .. ما كانش لاقيها خالص .. فتح دولاب ميرفت لاقى جواه برشام منع الحمل .. جه له صدمه لان هي المفروض ما بتاخذش اي حاجه من اول الجواز . بص في الشريط اللي فيه لقاه  متاخد منه بعدد الايام اللي هم فيها .. معنى كده انها كانت بتكذب عليك طول الفتره دي .. ندى عليها وقال لها : ايه اللي انا شايفه ده ..
ميرفت : اصل انا كنت هاقول لك  انا كنت باخده زمان ..
مدحت : يعني لو رحت و كشفت عليكي دلوقتي هلاقيكي حامل .. في اللحظه دي ميرفت سكتت خالص ومنطقتش بكلمه و مدحت اتأكد انها كدابه ..
مدحت : يعني انتي عملتي كل ده عشان تبعديني عن بنتي .. وهمتيني انك حامل عشان مجبش بنتي البيت .. ياشيخه منك لله .. انتي لا يمكن تقعدي علي ذمتي لحظه واحده انتي طالق .. مدحت خد ميرفت من ايديها و رماها بره البيت وقالها مش عاوز اشوف وشك هنا تاني يا حقيرة .. قعد مدحت يفتكر انه بهدل بنته و رماها في دار ايتام .. طلع الورقه الي في جيبه الي مكتوب فيها عنوان هدير .. وراحلهم علي البيت خبط علي الباب .. زهرة اول ما شافته حضنته و قالتله وحشتني اوي يا بابا ..
مدحت : انا اسف اني جيت من غير ميعاد بس انا عرفت غلطي .. انا عاوز اخد بنتي بعد اذنك ..
زهرة لما سمعت باباها بيقول كده .. فرحت جدا وحست انها ليها قيمه ..
هدير : انا اهم حاجه عندي تبقى زهرة سعيده .. هي بنت كويسه جدا ومحترمه وما تستحقش ان احنا نعمل لها اي حاجه تزعلها .. اخذ مدحت زهره وطلع بها على الدار فهمهم على كل حاجه وقال لهم انه خلاص عاوز البنت .. بصوا لزهره وقالوا لها : هتروحي مع بابا ولا هتخليكي مع ماما هدير .. زهره بصت لباباها وقالت لهم : انا عاوزه اروح مع بابا .. مسك زهره من ايديها وقال لها : انا اسف يا بنتي انا اللي رميتك بإيدي وانا اللي هاعوضك عن كل السنين اللي فاتت دي .. انا كنت غلطانه اني فضلت واحده زي دي .. بس من النهارده ما فيش في حياتي هيبقى غيرك انت بس ..
زهرة : بجد يا بابا .. انا فرحانه قوي ..
مدحت :  اول حاجه هعملها هنروح مشوار كده .. هنروح عند ماما نجيبها ونرجع ثاني على البيت .. وهنعيش مع بعض من ثاني ..
زهره : انا مش مصدقه نفسي يعني احنا هنعيش انا وانت وماما في بيت واحد .. الحمد لله يا رب .. انا طول الليل والنهار بادعي ان شملنا يتلم من ثاني يا بابا ..
مدحت : يعني انتي مسامحاني يا زهره ..
زهره : ايوه طبعا مسامحاك من كل قلبي ربنا يخليك ليا انت وماما .. ومسكوا ايد بعض ومشيوا مع بعض .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي