تقلبات الفصول

Ikram mesdour`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-02ضع على الرف
  • 8.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

هلووو ورجعت برواية تانية جامدة نار تابعوني و هنزل مرتين في الاسبوع رمضان كريم و تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام

_____________________________________

حكيلي حكاية لم تحكى في أي مقال ولا رواية تسكن صميمي عشقا مولعا فكيف بي ان لا ارتوي من تصاميم كلماتك وربوع معاني اقوالك فبالله عليكي إن أو  لم تحتضني سلامي فبأي آلام أتوجع من نيران تجاهلك او جهلك لي او لا أعلم بعبارة اقولها بلساني واتمعنها بكياني وأراقبها بمعاني فأين ألجأ يا فؤادي من مر حياة من يجهلك أعيدها أو يتجاهلك.

وضع القلم من بين انماله و اغلق دفتره او صندوق اسراره يحمل بين طياته سطور مشبعة من الالم الذي يثقل قلبه يشعر بضيق في صدره و كأن اضلاع تتقلص لداخل و تكتم على رأتيه وتمنع عليه تنفس جيدا...  متى حظه يسرد جواده و وينطلق لي  يقضي على  احزانه التي تلازمه من طفولته التي لم تكن مثل الاطفال العاديين استلم اشغال عائلته ولم يبلغ التاسعة عشر بعد ان قضى طفولته و مراهقته يتخبط بين والديه مطلقان و كل منهم يريد ان يأخذه من الاخر ز لم ينتهي نزاع بينهما الى ان توفي الاب اثر ازمة قلبية مفاجئة و كانت صدمة له ف لم يكن بنسبه له اب فقط بل كان اب و صديق و اخ الذين لم يحظى بهم فهوا وحيد تماما
اخرجه من ذكريات الماضي طرقات خفيفة على باب المكتب الخشبي  طرقات يعرفها جيدا انها تجعل قلبه يرتجف شوقا ل رأية طارف بنبضات متسارعة و ملهوفة

قال بصوت جاهد ليكون خشن وجاد: اتفضل

وفي اقل من ثانية كان الباب ينفتح و تدلف تلك الفاتنة التي اسرتة بعيونها الفيروزية و ابتسامتها الخلابة المرسومة على شفتيها الورديتان لتهتف برقتها التي ترهق رجولته بشده:  قهوتك  يا بيه

ليتأملها للحظات قبل ان يشكرها بصوت اجش بفعل المشاعر التي تتخبط بداخله: شكرا يا نور بجد مش بقدر اكمل يومي من غير ما شرب قهوتك و كأنها فيها  سحر

لترد ببسمة صغير: لا سحر و لا حاجة يا بيه بس هيا بحطلها حاجة معينة بتخلي لي يشربها يروق

طالعها بتساؤل و بتسامة: وايه هيا الحاجة دي بقا يا ست نور

التفت حولها مثل الاطفال و دنت قليلا على مكتبه و قالت بصوت منخفض و كأنه سر خطير:  مينفعش اقولك ده سر المهنة و لا بعدين هتخلي حد تاني يعملهالك و تفتن على سر قهوتي

قهقه هوا بصوت مرتفع:  طب ده كلام برده هوا انا عيل و بعدين لو فرضنا و قلت لواحدة تانية تعملهالي هبقى انا الخسران

نظرت اليه قائلة: هتكون خسران ليه

طالعها بنظرة هائمة و اخرج تنهيدة ثم قال:  مش هيكون يومي حلو لو ما مصتبحتش بالقمر لي واقف قدامي ده

توردت و جنتيها بشدة اثر تغزله بها و يفتتن هوا اكثر

تململت بخجل و كادت ان تخرج قبل ان تتذكر ذالك الكتاب الذي كانت تحتفض به داخل سترتها فعادت ادراجها قائلة:  اه كنت هنسى انا خلصت الكتاب ده بس كان معقد اوي و مفهمتش منه حاجة

ليضحك الاخر قائلا:  نوري انتي بتحبي تقري روايات رومانسية او فنتازيا بس المرادي نقلتي على طول على كتب الحروب لي في قرون الوسطى

قالت  نور و هيا تمد شفتيها كا الاطفال:  ونا شعرفني افتكرت اني هلاقي قصة حب اسطورية في وسط القتل والاسلحة بس ده كتاب بارد

نظر اليها بحب:  معلش هختار ليكي كتاب في حب اسطورية زي منتي عايزة بس بعد ما اراجع معاكي المادة بتاعت امبارح انتي ما كنتيش ماسكة حرف  في دماغك

حكت رأسها بخجل قائلة:  والله ذاكرت مبارح بعد كتاب البارد ده لي مفهمتش منه حاجة

نظرت اليه بتردد خائفة من ثورة غضبه بعد ما ستقوله لكن لا مجال لسكوت والا ستكون علكة على كل لسان في القصر فبنت بداخلها قليلا من شجاعة مردفة:  احم  جواد بيه انا مش هينفع اجيلك المكتب بعد كده غير لو عزت مني حاجة

سقطت ابتسامته قائلا بستغراب:  ليه لو عاوزة نغير ممكن في اوضتي و لا في صالون شوفي المكان لي ترتاحي فيه

نظرت للارض و تفرك اصابعها بتوتر قائلة:  لا العفو حضرتك مش حكاية مش مرتاحة بس.....

كان ينظر لها منتظرا اكمال حديثها و كل خلية في جسده مترقبة لكن طال صمتها ليقول بحدة:  نور كملي كلامك بس ايه

نور و تجمعت في عينيها جميلتين عبرات الم قائلة:  جواد بيه انا هنا جيت هنا من سنتين بعد ما جبتي علشان صعبت عليك خليتني اعيش عندك و مسؤولة على جناحك الخاص و اي حاجة تخصك و ده غير اهتمامك بجامعتي و مذاكرتي و ديما بتحرص اني اوكون مرتاحة بس ده خلى كل لي هنا يبصولي بطريقة مش كويسة و اكتر من مرة بيلقحو عليا بكلام على اني مش كويسة و مليش اهل يلموني
و ده غير لما بدخل لعندك المكتب وقت المذاكرة بيبصولي بصات على اني بنت شوارع و من اياه....

قاطعها جواد بغضب:  بس بس مش عاوز اسمع حاجة تانية

نور ببكاء:  جوا....

جواد بحدة و صوت ارعبها:  انا قلت مش عاوز اسمع حاجة و اول ما تخرجي من الاوضة على اوضتك على طول و ما تخرجيش منها الا لما انديلك

تغلبت على شهقاتها قائلة:  مينفعش شريفة هانم م...

جواد:  نور كلامي يتنفذ بالحرف فاهمة

نور بيأس:  حاضر بس ما تزعلش مني انا عاوزة احط حدود بيني و بينك علشان مش عاوزة حد يشكك فيا ولا فشرفي لي معنديش غيره

نظر اليها بصدمة:  شرفك!؟؟ 

لم ترد عليه و تخطو خطواتها للخف الى ناحية الباب بسرعة لتفتحه و تخرج سريعا

ليبقى هوا شاردا في حديثها

في الخارج

خرجت سريعا واغلقت الباب خلفها..
ما ان اصبح شيئ يفصلها على نظراته اعادة الانفاس التي كانت مكتومة  ادراجها  و دقات قلبها  اصبحت مثل طبول انها حقا خائفة من ردة فعله فهيا تعلم انه لم و لن يتهاون في شيئ يخصها:  غبية غبية يا نور كان لزمته ايه الكلام الاهبل لي قولتيه ما كنتي تحججي بأي حاجة و خلاص اففف بقى

تنهدت و هيا تستلقي على سريرها نظرت في ارجاء الغرفة

خااادمة؟!!!

اي خادمة تحضى بمثل هذه الغرفة الكبيرة ذات فراش وثير مريح جدرانها ذات الوان بناتية درجة اولى فكانت بلون الابيض و زهري والغرفة ملحقة بحمام خاص و هذا لا شيئ فهو يصطحبها لتسوق كل شهر و دائما ما يدللها ابتسمت عند توقف افكارها لديه

حنون. مراعي. وسيم. انه رائع بكل معنى الكلمة
تعلم بتأكيد تعلم انه يكن لها مشاعر و هيا تبادله نفس تلك المشاعر.
لكن لا تريد ان تعترف له خوفا من المستقبل ف ماضيها لن يدعها و شأنها

اخرجت نفس عميق

قبل سنتين

تقف عند شرفة داخل غرفتها في تلك المصحة  تنظر الى الخارج بشرود تسترجع ماضيها الذي لا يمحى من ذاكرتها...مع صغر سنها  الا انها عاشت  ما لم تعشه واحده في العقد السادس من عمرها...

كانت تسرجع معاناتها في االملجئ وامها التي لا تستحق تلقيبها بهذا الاسم المقدس  مسحت دموعها و خرجت منها تنهيده الم....

نقلت خضراوتيها بين المرضة الذين ينتشرون في الحديقة منهم الذي يمشي بهدوء و منهم من يحدث نفسه و منهم الذي يتشاجرون دون سبب معين...ادارت جسدها مشت بخطوات ثقيلة الى مضجعها استقلت على جنبها الايمين و اغمضت عينيها تستدعي نوم... لكن ما ان اغمضت عينيها عاودت ذكرياتها تهاجمها او بي الاصح ماضيها الاسود الذي يأبى مفارقة عقلها الذي ارهق.....

اخرجها من شرودها دلوف الطبيبة ترتسم فوق شفتيها ابتسامة لطيفة: صباح الخير يا قمر ازيك نهاردة 
رفعت يدها تلوح بها بدواء: يلا نشرب دوا لي مش جايب نتيجة ده و لا حاجة تغيرت 

اومأت نور براسها كعلامة اجاب  و اخذت تلك الكبسولة لتبتلعها بجرعة ماء

قلبت الطبيبة ملاك شفتيها بأسى قائلة: بصراحة كل ما اكلمك بيبقى عندي امل انك تردي عليا ولو بحرف بس الواضح اني هستنى كتير 

ابتسمت لها نور  بأسى و اشارت لها بيدها بعلامة: مش بإيدي

قالت ملاك و هيا تقلب عينيها قائلة:لا يا نور بإيدك انتي بتحصري نفسك فماضي عدى و ملوش اثر و مش هيرجع تاني انتي كده بتعذبي نفسك

عضت شفتيها و انزلت راسها بحزن..

زفرت ملاك  واقتربت لي تجلس بجانبها قائلة:  يا قلبي انا عارفة اني بضغط عليكي بس انا عاوزة اساعدك عاوزة تخرجي من المصحة دي حرام انك تفضلي هنا و نتي لسه فسن زهور لي زيك بره عايشين حياتهم بيدرسو بيتفسحو بيحققو احلامهم بس انتي مدامك  هنا الوقت بيعدي و انتي كل حاجة بتروح منك انتي عقلك سليم تماما ملكيش اي سبب لوجودك هنا

لم تجد اي جواب او ردة فعل و غمغمت قائلة و هيا تعطيها دوائها:  من الواضح ان النقاش معكي زي قلتو     المهم انا جيت مخصوص علشان اقولك ان تم نقلي لمصحة تانية و فيه دكتور او دكتورة تانية لسه مش عارفة ايه لي هتكمل معاكي و بجد اتمنى انها تقدر تساعدك و تعمل لي انا معملتوش

نظرت اليها نور و قد ترقرقت عينيها بدموع الغزيرة لتردف ملاك:  نور انتي بنسبالي مش مريضة عادية لا انا بحسبك اختي صغيرة اختي العنيدة لي مش عاوزة تسمع كلامي انتي لسه صغيرة و العمر قدامك و عاوزة اما رجع القيكي بره المصحى دي و اسمع صوتك لي هموت و سمعو
ضحكت بخفة و نور ايضا
ثم قالت:  انا لازم اروح اخلص كام حاجة قبل ما امشي خلي بالك من نفسك

ابتسمت لها و خرجت...اما ملاك بمجرد خروج ملاك  بصقت ملاك حبة دواء و اخرجت منديل كانت تخبأه تحت وسادتها وفتحته و ظهر كمية كبيره من دواء التي لم تتجرعها ضمت حبة اليوم اليهم و اخفت المنديل مره اخره

استلقت مره اخرى و هيا تفكر في الشخص الجديد الذي سيعالجها زفرت بقوه فهي بلكاد اعتادت على ملاك .....

العودة الى الان 

اغمضت عيناها لتسدعي نوم و تريح عقلها من تفكير

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

في شركة jad damnhouri groupe

في غرفة الاجتماعات بقتحمها شاب في اواخر العشرينات هاتفا بمرح:  ladies and gentlemen  الرجاء الوقوف لترحيب  بأوسم رجل في العالم صاحب الابتسامة المهلكة و الجسم المعضل المتناسق  و اروع مدير في الشركة دي

ليصدح صوت الاخر بغضب:  اخلص يا بغل هوا نتا جاي تقدم لمسابقة لملك جمال و لا لشركة محترمة

حازم بحزن مصطنع و هوا يخاطب الموظفين:  شفتو اهو نتا بقا يا جوجو من اعداء النجاح

جاد بغضب و هوا يهم بالركض ورائه:  جوجو يا بن الجزمة

ليركض حازم قائلا بمرح:   بس يا جوجو هوا ده وقت قلة ادبك طب والله ما نتا ماسكني يا منحرف 

جاد بصدمة:  اه يابن الكلب تعالى يا هبل ورنا شغل

حازم و هوا يقف وراء مكتب سيكرتيرة و متحامة بها:  طب احلفلي الاول انك مش هتعملي حاجة

جاد بحسرة: ادي لي يشغل معاه عيال ما تخلص يا حازم

حازم:  طب هخرج بس هات بوسة من بعيد علشان اضمن انك مش متعصب

جاد بجز على اسنانه:  بوسة ايه يا هبل يا بن الهبلة اخلص شكلنا وحش ادام الموظفين

حازم:  طب بلاش بوسة احلف طيب انك مش هتعملي حاجة

جاد:  يا حازم ده انا لو بحايل فإبن اختي كان طلع اخلص

حازم ك محاولة اخيرة: لا مش طالع لغاية متحلف

زفر جاد بقوة قائلا:  طب وحياتك تعالى بس

حازم بتناكة:  لا مش هسامحك و اشمعى حلفت بحياتي انا احلف بحياة نور كده

تلونت عيني جاد قائلة بغضب مكتوم:   نور ايه دلوقتي ده انا هدفنك فمطرحك تعالى هنا يلا احسنلك

حازم بخوف:  كان لازم تقاوح معاه اهو قلب على ثور اسباني بعنيه الحمرة دي

حازم دا ان وقف امامه:  طب وغلاوة نور عندك مانت لمسني و بعدين احنا عندنا شغل مش فاضيين لاهبل زيي

و دخل سريعا الى غرفة الاجتماعات

نظر جاد الى الاعلى:  اللهم اني لا اسألك رد القضاء لكني اسألك اللطف فيه

ثم نظر الى سكرتيرة: ندى لو سمحتي ابعتي ل مدير المحاسبة يجيب ملف المبيعات لسنة دي وقولو يلحقني على Meeting Room

ندى بعملية:  حاضر يا فندم

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في قصر  jad damnhouri

في غرفة نور 

استيقظت من غفوتها على طرق على باب غرفتها بقوة

هرعت سريعا للباب و تفتحه هاتفة:  ايه خير فيه ايه  خضتيني يا رندة ايه كل الخبط ده

شهقت رندة بإصطناع هاتفة:   خضيتك متسم الف سلامة عليكي من الخضة يا برنسيسة

نظرت اليها نور بضيق فهي تعرف انها تمقتها و دائما ما ترميها بالكلام المسموم:  برده ما قلتليش ايه سر زيارتك الجميلة لاوضتي

رندة:  جاية قولك يا حلوة انتي نايمة في العسل و سيبة الشغل كله مرمي علينا هوا نتي صدقتي نفسك يهانم ولا ايه مش معنى انه جاد بيه صعبتي عليه شوية و بقى بيذكيرلك ان تعملي علينا هانم

ثم نظرت في ارجاء الغرفة مردفة:  و لو من الاوضة دي نقدر نشك لي بيحصل في اوضة المكتب مذاكرة و لااااا

لتنفلت اعصاب نور صائحة بها بشده:   قطع لسانك يا زبالة نتي انا اشرف منك و من عشرة زيك و لو عاوزة تحافظي على اكل عيشك هنا يبقى تشليني من دماغك احسنلك انتي فاهمة

لترد رندة بردح:   نننعععمم يا عوومر انتي بتهدديني يا وسخة يا لي ما شفتيش تربية تفسري فردت ظهرك دي بإيه غير انك بتبسطي البيه و بتعليلو مزاجه و هوا بالمقابل بينفذلك لي نتي عوزاه اهو دلوقتي ظهرتي على حقيقتك و نعمة لفضحك قدام كل لي شغلين في القصر

لتنصدم نور بشدة  وتقع مغشية عليها بدخلة جاد الى غرفتها ليتلقاها سريعا قبل اصطدامها بالارض
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي