الفصل الثالث

الفصل الثالث ...
طائر ضخم يقف على إحدى فروع الاشجار ..

برأس أنثى وشعر أحمر غجري يتطاير حولها بجنون ، وزاد تعجبه عندما نزل بعيناه لجسده كامل الأنوثة بمفاتنه الظاهرة ،

بينما ينتهي نصفها السفلي بفخذين عريضين يمتلئان بالعضلات وبمخالب حادة ، يقف هذا الشيء محنياً حول غصن الشجرة يتمسك بها كفريسة ضعيفة خاضعة له ُ

، ينظر نحوهم بعيون حمراء تبعث الرعب في النفوس ، وجناحيه منفردين بوحشية يرفرف بهما في الهواء منتظراً اللحظة المناسبة لينقض عليهما ،

نظر الطائر نحو إلياس بشراسه بينما يبادله الأخير بنظرات تحدِ واضحة ..

ضمت ساندرا حاجبيها برعب وهي تنظر لوجه إلياس الشاحب يحبس أنفاسه وهو يأمرها بصوت خفيض و يشير للاتجاه المخالف

" لطائر الهاربيز "..

-  لا تنظري خلفك وأركضي بأقصى سرعه !!

لم تطلب أستفسرً أكثر من ملامح وجهه الهلعة انطلقت كما أمرها وركض هو الأخر خلفها يصرخ بصوت مرتفع :

-   اسررررعي ساندرااااا

بعد لحظات توقفت ساندرا تصرخ من فزعها عندما رأت أمامها إحدى هذه الطيور ...

ألتف إلياس حول نفسه ليجدهم اكثر من خمسة يحومون حولهم تارة ويطيرون فوق رؤوسهم تارة أخرى !

بدأت ساندرا في بكاء مرير وهي تلتصق بصدر إلياس ترتعد رعباً مما تراه وهي تصيحُ بعلو صوتها :

-  يا إلهي أين نحن ! وما هذه المسوخ العجيبة ؟!

ثم انهارت كلياً وهي تلكمه في صدره عدة لكمات قائلة :

-  اجبني إلياس ؟!

أمسك كفيها يحاول تهدئتها وعيناه تتعلق بإحدى الهاربيز وهي تقترب منهم من بعيد :

-  أهدئ ساندرا أرجوكِ ..

ثم جهر بصوت فزع :

-أخفضي رأسك

جعلها تستلقي عنوه على بطنها قبل أن تمسك بها واحدة منهم على أخر لحظة !



تسلقت بنتسيليا الأشجار بخفة وسلاسة ، تتأرجح على هذا الفرع وتتمسك بآخر وعيناها تتركزان أمامها وأذناها تتبع الصوت ، كما اتفقت هي وأخيل لكي تستطع التصويب تجاههم من أعلى بينما تعقبها هو على حصانه متوجهين ناحية طيور الهاربيز،
توقفت بنتسيليا على أحد الأشجار القريبة من الطيور وهي تستند على حافتها بينما ترتكز بقدميها على فرع الشجرة العريض وتتوارى خلف أوراقها الكثيفة ،
أخرجت قوسها وبعض السهام ببطيء وبدأت بإطلاقها بسرعة فائقة من خلف مجموعة من هذه الطيور يلتفون حول اثنان يرتدون ثياب غريبه .. ويصرخون بلغة أغرب !!

اُصابت اثنان منهم وتوجه الثلاث الاخريات نحوها مما جعلها قفزت بجوار أخيل وهي تضمُ حاجبيها بتعجب من مظهر هذان الإثنان اللذان يبدوا عليهما الذعر الشديد ،
أخرج أخيل سيفه وبدأ في محاربة هؤلاء الملعونين بإصابتهم في أنحاء أجسادهم كلما اقتربوا منهما بينما فعلت بنتسيليا بالمثل فأخرجت سيفها ووقفت تحمي ظهر أخيل ..
وفي ظل هذه الفوضى أمسك إلياس بيد ساندرا وركضا يختبئان خلف إحدى الأشجار ..

لحظات وجاء " جاسون العظيم " كما يلقبونه يعتلي فرسه ويقترب نحو طيور الهاربيز بشجاعة ، أوقف الفرس أمام أخيل وبدأ بإطلاق سهامه التي لا تخيب فأصابهم جميعاً وعادوا ادراجهم ..
لم يعرف أحدهم أن الطيور ذهبت لتطلب العون ثم ستعود على الفور بمجموعة أكبر !
ترجل من فوق فرسه وهو يزيح القوس من يده ينظر نحو بنتسيليا وأخيل اللذان وقفا في حالة هجوم وهما يتفحصانه ..
شاباً بعضلات مفتولة وقوةٍ خارقة لا يرتدي سوى بنطال من جلد الماعز ،
يلتف حول جذعه قِرابُ السيف وحول صدره يلتف حزام من الجلد به جعبةُ السهام ،
رفع " جاسون " يده الأثنان باستسلام قائلاً :
-  لست عدوا لكما اهدأوا أيها المحاربان ...
اقترب أخيل منه وهو يضع يده على مقبض سيفه متسائلاً :
-  من أنت ؟!

أجابه بثقة وتفاخر وهو ينظر نحو ثيابه الحديدة :
-  انا جاسون العظيم ..

سمعت بنتسيليا صوت يأتي من خلفها فتركت أخيل يتحدث مع جاسون وذهبت لترى من هم خلف الاشجار، وقبل أن تصل إليهم ببضع خطوات أطلق إلياس صيحة جعلت بنتسيليا تفزع راكضة نحوهم فوجدت إحدى طيور الهاربيز تمسك ساندرا من خصرها وترفرف بجناحيها للسماء وساندرا فاقدة للوعي ..

تحسست قوسها فلم تجده فتذكرت أنها تركته على حصان أخيل ...

وقبل أن تلفت عائدة باغتتها واحدة من الهاربيز تقبض على خصرها بحوافرها الطويلة الحادة ،
كما أمسكت ساندرا ولكن الوضع مع بنتسيليا مختلف فقد أمسكتها كبيرتهم لذلك حاوطتها مجموعة من هذه الطيور بعدما فطنوا مدى شراستها ..

حاولت المقاومة فكادت أن تقع لولا أن أحكم الطائر قبضته على خصرها حتى أنها هذه المرة غرزت أظافرها في جذعها بقوة فأُصيبت بنتسيليا إصابة طفيفة ،

-  توقفت عن التململ وهي تفكر في حلاً آخر فلن تسطيع محاربتها بدون سلاح وهي على هذا الارتفاع فبدأت بالصراخ بإسمه
-  أخييييل

ركض أخيل وجاسون على صرخات بنتسيليا ولكنهم لم يلحقوا بها .. ركب أخيل حصانه وركض خلف الهاربيز بينما أطلق جاسون سهامه ولكن لم يستطع إصابتها في كثافة تلك الاشجار وقد ارتفعت بعيدا جداً في دقائق قليلة وذلك بفضل جناحيها الكبيران ..

أمتطى جاسون فرسه فأشار له إلياس أن يأخذه معه ، نظر له جاسون بتعجب شديد ثم بدأ بتفحص ملابسه المكونة من بنطال من القماش الأسود يعلوه قميص من نفس اللون ، نظر نحو وجهه الأبيض بملامحه الشرقية الذي يعتليها الذعر ، ثم تفقد لحيته القصيرة وشعره المُصفف بعناية ،

وهو يجعد وجهه و يسأله بدهشة :
-  من أنت ؟!

-  اللغة اليونانية القديمة يا ألهي ماذا فعلت ؟!

قالها إلياس محدثاً نفسه بهمهمة وهو جاحظ العينين ينظر نحو جاسون الذي ما زال ينتظر إجابته ،

حاول تجميع جملة مفيدة ثم تنحنح ليخرج صوته عالياً وأجابه باليونانية :
-  هذا ليس وقتاً للتعارف أرجوك أريد أن أنقذ حبيبتي ،

نظر جاسون نحو أخيل الذي سبقهم بكثير فمد يده نحو إلياس ليصعد الأخير خلفه على جواده ،
وبسرعة قصوى ركض خلف أخيل حتى أقترب منه يخبره :
-  لا تقلق أنا أعرف أين يتوجهون ..
ثم ركض أمامه وهو يخبره بصوت مرتفع عالٍ :
-  اتبعني إلى جزيرة ستروفيد ...

بعد عدة ساعات حل الليل وهم قرب الجزيرة فأمرهم جاسون بالاستراحة قليلاً حتى الصباح على أن يكملوا مسيرتهم عند شروق الشمس ...

أنطلق أخيل نحو الأشجار ليجمع بعضاً من الأغصان الخشبية ليضرم بها النيران ..

بينما وقف إلياس يلتف حول نفسه ورأسه سينفجر من كثرة الأسئلة و قلبه يكاد يتوقف من القلق على ساندرا الذي لا يعرف ماذا ستفعله بها هذه الطيور ؟!

عاد أخيل وهو ينظر نحو إلياس بتعجب ووضع الأخشاب أمامه وبدأ يحكُ صخرتان ببعضها حتى أشعل النار بها ،

التف جاسون حول أخيل بعدما تفحص الغابة سريعاً وجلس حول الشعلة يلتمس قليلاً من الدفيء في هذا البرد القارس ..

لحظات وسمعوا أصوات طيور الهاربيز يتحدثون فيما بينهم ..

انتفض إلياس والذعر يرتسم على وجهه ثم توقف يحاول الاستماع لحديثهم فلم يحصل على جملة مفيدة فلتف حوله يبحث عن شيء يمكن أن يستخدمه كسلاح وهو يقول :
-  لن أنتظر هنا مكتوف اليدين وأدعهم يؤذونها !

وقف أخيل يتقدم نحوه يسأله :
-  ما هذه اللغة التي تتكلم بها ؟! انا لا افهم منك شيء ؟ وما هذه الملابس التي ترتديها ؟ لم تخبرني حتى الأن من أين انت !
بصوت منخفض حدث به نفسه :
-  بماذا أخبره هذا ؟!

أعاد أخيل سؤاله بصوت أعلى فرفع إلياس كفيه في وجهه يجيبه باللغة اليونانية :
-  لا تسألني الأن أرجوك أنا مشوش للغاية ...
ثم وقف عازما على الذهاب بعدما فشل في إيجاد شيء يدافع به عن نفسه وهو يخبرهم :
-  أريد أن أذهب لأنقذ حبيبتي الأن !

أعترض جاسون طريقه يسأله :
-  هل تعرف هذه الطيور ؟؟
هز إلياس رأسه نفياً فهو لا يعرفها هكذا عن قرب لقد عرفها من الأساطير ولكن من الواضح أن كل شيء مختلف عما تعلمه من قبل !

أجابه جاسون وهو يعاود الجلوس حول الشعلة بهدوء تام :
-  لن يؤذونهم لا تقلق هم ليسوا آكلي لحوم البشر ..

ثم أشار له أن يجلس بجواره فلا داعي للقلق ،
جلس ألياس مرة أخرى وهو في حيرة من أمره ، لن يستطيع الذهاب ناحية هذه الطيور بدون سلاح وفي نفس الوقت هو لا يجيد استعمال الأسلحة ، يجب عليه أن يقتني سيفاً من أحدهم ويطلب منهم أن يعلموه كيفية استخدامه ،

فعلى ما يبدوا أنه عالق في هذا الزمن لفترة حتى يجد حلاً للعودة ، للحظة لمعت عينيه بسؤال هاجمه وقبل أن يسأله ،

أقترب منه جاسون وهو يضيق عينيه نحوه ثم أمسك بياقة قميصه بين راحة يديه بتعجب وإصرار قائلاً :
-  ما أسمك يا فتى ومن أين اتيت ؟! ثم أردف وهو يستنشق رائحة عطره من على قميصه :
-  انا لم أرى ملابسك هذه من قبل !!

أبعد إلياس يد جاسون عن ملابسه وهو يزفر بضيق من تكرار هذا السؤال :
-  أسمي إلياس وأنا لا أعرف كيف أتيت إلى هنا كل ما أتذكره ..

توقف إلياس للحظات ليسأله السؤال الأهم :
-  نحن في أي بلد ؟

نظر جاسون لأخيل وهو يجيبه :
-  كنا في غابات الأمازون والأن نتجه نحو جزيرة ستروفيد !!

-  أ أقصد في اي زمن ؟!

ضم اخيل حاجبيه بتعجب :
-  لا أفهمك يا رجل ! ماذا تعني بالزمن ؟!

صوت طائر الفينق جعل أخيل يقف سريعاً ينصت باهتمام بينما وقف جاسون مشهراً سيفه مستعدا لهجوم الطائر الشرس ..

خطى إلياس خلف أخيل بحيرة يسأله :
-  ماذا يحدث ؟!
ألتفت أخيل نحو جاسون يشير إليه أن يضع سيفه مكانه فهذا صوت بنتسيليا تستنجد به وهذه هي إشاراتهم المعتادة ..
ثم أخبرهم بشكل قاطع أنه لن ينتظر الصباح وسيذهب الأن في جوف الليل ..
أشعل جزء من فرع شجرة كبير وقبض عليه بيده متجاهلاً كل اعتراضات جاسون أن ينتظروا حتى شروق الشمس ..

فعل إلياس بالمثل وذهب خلفه بينما لم يجد جاسون مبرر للبقاء فذهب خلفهم هو الأخر ..
تتبعوا إشارة بنتسيليا ومضوا في طريقهم ببطيء وحذر وهم لا يعلمون ما ينتظرهم !!...

**************************************
وصلت طيور" الهاربيز " للجزيرة بسرعة فائقة وتوجهوا نحو الكهف المخصص للقرابين ،
دالفا الاثنان اللذان يحملان كل من بنتسيليا وساندرا لجزء فارغ من أجزاء الكهف المظلم المقسم وكل قسم يحوي عدد من الضحايا ..

قذفت واحدة منهم بساندرا التي مازالت فاقدة للوعي بينما ركلت بنتسيليا بقدمها من كانت تحملها من الهاربيز فأسقطتها الاخيرة وابتعدت عنها وهي تنظر إليها بعينٍ حمراء من الغضب ..
لم تتوقف بنتسيليا وركضت نحوها بسرعة جنونيه واشتبك الاثنان في قتال كاد أن يصيب الطائر في مقتل بعدما استطاعت بنتسيليا أن تُمسك برقبتها ولكنها ارتفعت بعيداً عنها وهربت في أخر لحظة بعدما ركلتها بقدميها وأغلقت باب الكهف الحديدي بقفل كبير قبل أن تلحق بها بنتسيليا مرة أخرى ...
عادت الفتاة الأمازيغية ذو الطباع الشرسة وهي تزفر بضيق على أن هذا الطائر استطاع أن يفلت منها ،

نظرت نحو ساندرا الملقاة على الأرض فاقدة للوعي ..
ثم انحنت تنظر نحو ملابسها المكونة من سروال جينز وكنزه من الصوف تلتف على جذعها وتصل لخصرها الملفوف بحزام جلدي عريض ..

ضمت حاجبيها بغرابة وهي تزيح خصلات شعرها البني المتدلي على وجهها وتتفحص ملامحها بتعجب فهي فتاة بريئة وجهها يدل على نقائها من الواضح انها ليست محاربة او ما شابه !!.. ولكن من أين اتت ؟! فملابسها تبدوا غريبة وشعرها لونه أغرب ..

سعُلت ساندرا بشدة فابتعدت بنتسيليا عن وجهها وجلست في مكان بعيد عنها وانتظرتها حتى تنهض ..

لحظات وعلامات الذعر على وجه ساندرا ارتسمت بوضوح على وجهها وهي تلتف حول نفسها في هذا الكهف المظلم إلا من ضوء القمر الذي ولحسن حظهم مكتمل الليلة ويضيئ بعضاً من عتمة هذا المكان الموحش ..

نظرت نحو بنتسيليا التي تجلس في مكانها لترى ردة فعل ساندرا ، توجهت الأخيرة نحوها برعب تسالها :
-  من أنتِ ؟! وأين نحن ؟
هزت بنتسيليا رأسها وهي تذُم شفتيها لا تفهم من لغتها شيء !
وباللغة اليونانية القديمة قالت لها :
-  ما هذه اللغة التي تتكلمين بها ؟ أنا لا افهم منكِ شيء ؟!

جلست ساندرا بعد أن ادركت حجم الكارثة التي تعيشها وبدأت في البكاء وهي تردد :
-  اليونانية القديمة .. يا إلهي أين ذهبنا ؟؟
هل هذه نهايتي ؟!

ثم أرتفع صوتها بمرارة وهي تنادي :
-  إليااااااس ...

اقتربت بنتسيليا منها بغيظ تمسك بكتفيها تهزها بغضب قائلة :
-  لما تبكين هكذا ؟ أنتِ فتاة مدللةُ بغيضة!

ثم تركتها وذهبت تبحث عن مخرج فلم تجد سوى شق صغير في إحدى الصخور ، حاولت أن تتسلق الصخور ولكنها كانت ملساء فانزلقت حاولت مرة أخرى ومرة تاليها ثم استسلمت بعد عدة محاولات فاشلة ..

نظرت بازدراء نحو جسدها الذي أمتلئ بعدة كدمات اثر السقوط ، أشاحت بوجهها عن جسدها بلا مبالاة وظلت تبحث عن أي آداه تستطيع بها ان تتسلق الجدران لتصل لقمة الكهف ،

سمعت صوت فتاة من شق في أخر الكهف تقول لها :
-  لن تستطيعي الصعود ادخري قوتك للغد

ألتفتت بنتسيليا تسير بتجاه الفتاة التي وجدتها تقف في زاوية خلف صخرة كبيرة وبيدها خنجر مسنن تشحذه في الصخرة المدببة أمامها :

ضمت حاجبيها متسائلة :
-  من أنتِ ؟!

أجابتها وهي ما زلت تشحذ سلاحها :
-  بريسفون

ركضت ساندرا برعب تقف خلف بنتسيليا تكاد تلتصق بها حين سمعت الهاربيز يتحدثون ثانية فيما بينهم ..

حمدت الله في هذه اللحظة أنها تعلمت بعضاً من اليونانية القديمة من إلياس .. وبحرف متناثرة حاولت جمعها سألتها :
-  أين نحن ؟ وماذا سيفعلون بنا ؟!

توقفت بنتسيليا وانكمشت ملامحها وهي تنظر نحو ساندرا تحاول فك شفرات لهجتها العجيبة ، بينما نظرت بريسفون نحو ساندرا برهبة وهي تتفحص ملامحها الغريبة وملابسها الأغرب ،

أعادت عليها ساندرا السؤال عدة مرات بطرقٍ مختلفة إلى أن فهمتها الأخرى فأجابتها وهي ترهف السمع نحو أصوات بعض الأحياء التي تأتي من قريب :
-  لا أعلم أنتظرِ قليلاً ..

وقفت ساندرا بجوارها تتنصت عليهم علها تفهم شيء مما تسمعه ولكنها لم تستطع سماع كلمات مفهومه ..

عادت بنتسيليا للخلف بذعرٍ شديد واتجهت سريعا نحو الشق الذي في الصخور وبدون تردد أطلقت صفير طائر الفينق بأعلى صوتها لعل أخيل يسمعها ولكن ما حدث هو سيادة الهرج والمرج خارج الكهف يبحثون عن مصدر الصوت ..

سألتها ساندرا برعب واضح :
-  ماذا يحدث أخبريني ؟!!

أجابتها بريسفون وهي تنظر بعدم اهتمام نحو بنتسيليا ،
-  سنُصبح طعاما للماينوتورس ...!


***************************
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي