البارت الحادي عشر

هدير اعجبت بزهره جداا برغم من ا نها مش اجمل بنت موجوده في الدار الا انها كانت شايفاها جميله ورقيقه ومؤدبه جدا ونظرة الحزن اللي في عينيها ... خلتها تتعلق بيها جدااا .. هدير كانت حاسه ان زهره مختلفه عن كل البنات الموجوده في الدار فعلا كلهم بيضحكوا وبيلعبوا لكن زهره كانها مكسوره كان جواها جرح كبير فعلا زي ما اختها غاده قالت لها ..
_ هدير : انت عارفه هي زهره ان اسمك جميل قوي اسمك زهره وفعلا انت زهره ..
_ زهره : وهو في زهره لونها اسود زي كده ..
_ هدير : ايه ده يا هدير انت بتقولي كده ليه ما كنتش متخيله ابدا ان انت تقولي الكلام ده هو انت بتضايقه علشان انت بشرتك سمراء ..
_ زهره : وانا باتكلم مع الناس مش ببقى شايفه لون بشرتي ولا شكلي ببقى شايفه شكلهم هم طول الوقت باشوف نظرات عدم الاعجاب اللي في عينيهم ده غير لما جيت هنا الدور البنات بيتريقوا عليا .. هم اللي حسسوني ان انا في حاجه غلط وان انا مختلفه عنهم اقول لك على حاجه يا طنط..
_ هدير : ايه يا حبيبتي قولي طبعا...
_ زهره : لما حضرتك جئت واستاذه غاده قالت لي انك جايه مخصوص علشان تتعرفي علي انا ما صدقتش نفسي لان اول مره احد يجي علشاني واول مره احد يهتم بي اصلا...
_ هدير : يا حبيبتي تعالي يا زهره في حضني تعالي يا حبيبتي...
اخدت هدير زهره في حضنها ومن غير ما تحس لقيت نفسها بتبكي .. كلام زهره كان بيقطع فيها جدا وكانت مستغربه من الكلام ده طالع من طفله صغيره وده اكد لهدير ان فعلا زهره عاشت ظروف قاسيه وسمعت كلام صعب من اقرب الناس لها وحست بالرفض من ناحيه ابوها وامها وده اصعب احساس ممكن طفله تحس به ...
يمكن كل الاطفال الموجودين في الدار عاشوا ظروف واحده وهي انهم كبروا لقوا نفسهم موجودين في دار زي ده لكن زهره جاءت وهي كبيره وفاهمه كويس ان ابوها وامها هم اللي اتخلوا عنها.. علشان كده .. تعتبر ظروفها اصعب واحده فيهم ...

هدير روحت هي وغاده طول الطريق ما بطلتش كلام عن زهره ازاي هي صعبانه عليها فعلا وتعلقت بها جدا ..
_ هدير : باقول لك ايه يا غاده انا زهره صعبانه علي قوي ومش عارفه اعمل معها ايه بفكر ادور على مامتها واشوفها راحت فين واخليها تيجي تاخذها حرام البنت تبقى مامتها وباباها عايشين على وشي الدنيا و تبقى عايشه في دار ايتام بالشكل ده البنت دي بجد صعبانه علي اوي يا غاده وحاسه اني لازم اعمل لها اي حاجه .
_ غاده : هتدوري عليها فين بالضبط هو انت تعرفي عانهم اي حاجه ما تقولي كلام منطقي شوفي يا هدير هي صحيح البنت غلبانه وطيبه لكن في نفس الوقت اكيد احنا
مش هنعرف ندور علي مامتها وبعدين افرضي بقى تعبتي نفسك وروحتي وجيتي ووصلت لها في الاخر بالرغم ان انا شايفه ان ده صعب انه يحصل ايه عرفك بقى اللي مامتها ممكن اصلا توافق تاخذها امال هي سابتها ليه كن الاول الاب والام لما بيتخلوا عن اولادهم بيبقى صعب جدا ياخذوها ثاني بيبقى قلبهم حجر ومهما قلت لهم صعب جدا يخدوهم ثاني. .
_ هدير : برده يا غاده ارجوك حاولي تجيبي لي اي معلومات عن زهره وعيلتها اسم باباها بالكامل بيشتغل ايه و فين موتها اسمها ايه كل حاجه معلومات عندك عايزه اعرفها علشان ابتدي ادور عليهم . انا محتاجه اساعد البنت دي باي شكل علشان خاطري يا غاده ساعديني في الموضوع ده واحنا مش هنخسر حاجه ما انت عارفه انا قاعده في البيت مش باشتغل وابراهيم جوزي طول الوقت في الشغل يعني انا فاضيه ولا ورايا عيل ولا اريح حاجه ..
_ غاده : اول مره الاقيك متحمسه كده لحاجه يا هدير عموما هاحاول اجيب لك المعلومات اللي انت عايزاها بس والله انا خايفه عليك لا تتصدميه او باباها يقول لك حاجه تزعلك اول مامتها تقفل في وشك الباب وما ترضاش اصلا انها تتكلم معك او تفتح معك الموضوع خلي بالك انا عندي خبره في المجال ده واقدر اقول لك ان الموضوع ده حساس جدا الاب وامه مش بيرضىوا يتكلموا .. لان هم بيبقوا حاسين انهم مقصرين فمش عايزين يتكلموا مع احد يزود عليهم احساسهم ده... انا بس باحذرك علشان تبقي فاهمه انت داخله على ايه وما تحبطيش لو ده حصل...
انت قلبك طيب يا هدير ومفكره ان الناس كلها زيك كده لكن للاسف في ناس ما فيش في قلوبها رحمه والقسوه مالياهم...
_ هدير :ما تقلقيش انا مستعده لاي حاجه المهم اني اساعد البنت الغلبانه دي نظره عينيها مش قادره تروح من خيالي و كلامها سمهاه لسه بيرن في وداني و ما تتصوريش هي قد ايه متاثره و مضايقه صحيح يا غاده عايزه اقول لك ان الاولاد في الدار عندك بيت نمره عليها وبيعيروها علشان لون بشرتها لازم تعملي لهم ندوه او حاجه تتكلمي فيها عن خطوره التنمر وان هم كده بيؤذوا مشاعر غيرهم لازم تتدخلي يا غاده وما تسمحيش لاي طفل انه يضيق زميله وتقولي لهم انهم كلهم اخوات و لازم يحبوا بعض و يحنوا على بعض .. الاطفال دي كلها عايزه علاج نفسي مكثف..
_ غاده : امال انا باعمل ايه ما تقلقيش من الموضوع ده ان شاء الله هيتحل كله عن قلبي ما تنسيش كمان ان زهره لسه جايه جديد وما اخذتش على الاطفال والاطفال ما خدوش عليها فما فيش بينهم ود اوصلها تخليهم يبقوا حنينين عليها الاطفال دول اكيد حنينين لانهم اطفال لكن في نفس الوقت الظروف اللي هم مروا فيها بتخليهم يبقوا عدوانين شويه وخصوصا لاي حد يجي عليهم ده شيء طبيعي يعني بس في النهايه اول ما ياخذوا على بعض هتلاقيهم حبوا بعض وخافوا على بعض جدا....
_ هدير : طيب المهم عندي انك تجيبي لي البيانات اللي انا قلت لك عليها على طول وما تتاخريش علي ابدا فيها عايزه ابتدي ادور على اهل زهره واحاول ارجعها بيتها في اقرب وقت ممكن...
_ غاده : حاضر يا حبيبتي بالرغم اني متاكده ان كل ده مش هيجيب اي فائده.... بس برده انا هاعمل اللي انت عايزاه في النهايه...
بعد ما هدير روحت على بيتها وسابت غاده فضلت قاعده لوحدها مستنيه ابراهيم جوزها لحد ما يرجع من الشغل كانت حاسه بالوحده والملل ومش عارفه تعمل ايه ...

و فجأه جاءت لها رساله وعليها موبايلها من رقم غريب ما تعرفوش فتحت الرساله ولما قراتها اتصدمت صدمه كبيره كان مكتوب في الرساله ان جوزها بيخونها دلوقت قاعد مع واحده في مطعم بيتعشى معها ... واللي بعت الرساله كاتب اسم المطعم كمان هدير ما كانتش عارفه تعمل ايه اتصلت من غير ما تفكر بالرقم اللي اتبعث الرساله لكن لقيته مقفول.. قالت في نفسها اكيد ده حد سخيف بيعاكس ... وراحت متصله بابراهيم ولما كلمته سمعت صوت موسيقى هادئه جنبه ..
_ هدير : هو انت فين يا ابراهيم ..
_ ابراهيم بارتباك : يعني ايه فين يعني في الشغل طبعا يا هدير
_ هدير : امال ايه صوت الموسيقى اللي جنبك ده..
_ ابراهيم : موسيقى ايه ما فيش حاجه هتلاقي احد مشغله الموبايل ولا حاجه في ايه يا هدير انت بتتصلي ليه دلوقت..
_ هدير : لا ابدا كنت هاحضر العشاء وعايزه اعرف عايز تاكل ايه بالضبط...
_ ابراهيم : لا يا حبيبتي انا مش هاتعشى النهارده في البيت انا هاتعشى مع زمايلي في المكتب كلي انت اي حاجه وما تستنيش ..
هدير قفلت الخط مع ابراهيم جوزها وشكت ان كلام المبعوت لها في رساله صحيح وقررت ان هي هتنزل وتروح المطعم وتشوف بنفسها هو قاعد و بيتعشى مع واحده ست ولا لا... وتقطع الشك باليقين ..
نزلت من البيت و هي حاسة ان قلبها هيقف من كتر الخوف و التوتر .. و عماله تسال نفسها لو فعلا كان قاعد مع واحده هتعمل ايه ..
و اول لما دخلت المطعم بصت كويس و مالقتهوش موجود جوه المطعم .. ارتاحت و هديت و قالت ده اكيد حد بيعاكس .. و كانت لسه هتخرج من المطعم ذافت إبراهيم جوزها و هو طالع من الحمام .. استخبت بسرعه ورا عمود علشان ما يشوفهاش .. و استنت لحد ما قعد علي الترابيزة و كانت فعلا في واحده قاعده معاه .. من كتر الصدمه ما قدرتش تتحرك و كانها اتجمدت في مكانها .. و فضلت سانده علي العمود الموجود في نص المطعم ... لحد ما الويتر جه و سالها .. في حاجه يا فندم .. ساعتها بس فاقت و اول حاجه جت في بالها انها تصور ابراهيم زهو مع الست دي و تمشي علطول من المطعم ...
و لما روحت .. فضلت تبكي .. و هي بتقول لنفسها. بعد كل اللي عملته مع ابراهيم يعمل معايا كده .. ده انا استحملت كل حاجه. و عطيته فلوسي و دهبي علشان يشتغل بيهم و يعمل بيزنيس خاص به و لما عرفت انه مش بيخلف عمري ما فكرت اسيبه و ابعد عنه و استحملت اني اعيش من غير اولاد مع اني حلم حياتي اني اكون ام ..
كانت مصدومه و حاسه انها مش عارفه تتصرف و لا تعمل ايه .. و فضلت تبكي بانهيار لحد ما ابراهيم جوزها جه ..
دخل عليها لقاها قاعده في الصاله و عماله تبكي و باين انها كانت بره من لبس الخروج .. ابراهيم بص لها باندهاش و قال لها ...
_ ابراهيم : ايه يا هدير .. انتي بتعيطي كده ليه و ليه لابسه هدومك انتي خترجه و لا ايه ..
_ هدير : ليه ... ليه يا ابراهيم .. ؟؟
_ ابراهيم : هو ايه اللي ليه . .. هو انا عملت لك حاجه .. اهدي بس و فهميني يا هدير انتي بتعيطي ليه بالشكل ده ..
_ هدير : هو انا عملت لك ايه علشان تجرحني بالشكل ده .
_ ابراهيم : مالك يا هدير . ما انتي لسه مكلماني و كنا كويسين مع بعض .. ماهو مش كعقول نكوني زعلانه بالشكل ده و لابسه و سيبه البيت علشان انا اكلت بره النهارده مع زمايلي ..
_ هدير : اكلت فين .. اقصد كنت قاعد فين ..
_ ابراهيم : قي ايه يا هدير بس فهميني ..
_ هدير : رد علي سؤالي لو سمحت .. اكلت فين ..ومع مين ..
_ ابراهيم : في المكتب مع زمايلي ايه السؤال ده بس يا هدير ..
_ هدير مسكت الموبايل و طلعت صورته في المطعم و ورتهاله وقالت له : امال ايه ده .. تقدر تقولي ..
_ ابراهيم بص للصوره و لسانه كانه اتعقد معرفش يرد خالص ..
_ هدير : ايه سكت ليه ... بتفكر في كدبه جديده .. ها هتقول ايه .. .. طلقني. يا ابراهيم .. و الحمد لله اننا معندناش عيال علشان ما يتبهدلوش معانا .. صدقتي ربنا مش بيظلم حد
_ ابراهيم : سامحيني يا هدير ... ارجوكي سمحيني .. انا مش عارف انا عملت كده ازاي ... دي . دي . . مجرد نزوه ده انتي كل حاجه في حياتي .. ارجوكي يا هدير سمحيني .. واوعدك اني عمري ما هكررها تاني ..
_ هدير : نزوه ازاي يعني ... طلقني يا ابراهيم ..
ابراهيم ركع قدام هدير و مسك اديها و بكي و قالها ارجوكي اوعي تقولي كده .. انا بحبك يا هدير و مقدرش ابعد عنك مهما حصل .. ارجوكي ما تبعديش عني و ما تجبيش سيره الطلاق دي ابدا تاني .
_ هدير : عارف اكتر حاجه واجعة قلبي اني كنت مصدقاك .. و بدعيلك ربنا يقويك و يعينك .. كنت بترجع من بره تنام و اثول حرام مهلوك من الشغل .. و اتاريك مقصيها خروجات .. و فسح .. مقصر معايا في كل حاجه .. حتي في الكلام الحلو و اقول معلش من كتر التعب .. اخر حاجه كنت اتوقعها انك تخوني بعد كل اللي انا عملته علشانك .. مش كفايه اني صحيت باني ابقي ام علشانك ..
،_ ابراهيم : انتي بتعايريني .. ما كنتس متوقع منك كده خالص ..
_ هدير : و انا كمان ما كنتش اتوقع منك كل اللي انا عرفته ده ...
ابراهيم فضل .. يتكلم مع هدير و يتحايل عليها علشان توافق انها تسامحه و كان مستعد يعمل كل اللي هي عوزاه لدرجه ان هدير في الاخر ما لقتش قدامها حل غير انها توافق .. و تحاول تديله فرصه تانيه ..
وفعلا هدير قررت انها تفتح صفحه جديده مع ابراهيم لكن هتخلي بالها من كل تصرفاته هتراقبه كويس قوي علشان تتاكد انه مش بيخونها وانه مش هيعمل كده ثاني...
وفعلا ابراهيم كان من جواه ناوي انه يكون انسان كويس لانه من جواه عارف ومتاكد ان هدير امراته ما تستاهلش منه ابدا كده وانها وقفت جنبه كثير وانها فعلا انسانه كويسه... لكن هدير كانت برده في جواها حاجه نقصاها حاسه طول الوقت انها وحيده وان ابراهيم مش صح انه يبقى كل حياتها زي الاول فكرت كثير في حل يحل لها مشكلتها لكن ما لقيتش غير حل واحد.... هدير قررت انها تدور على والد ووالدة زهره ولو ما لقتهمش .. او انهم رفضوا ياخذوها هي هتاخذها وتعيشها معها في البيت وتبدا حياه جديده بسعاده بوجود زهره معها ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي