خيال الواقع الفصل الثالث

.. في شقة جمال ..
يووووه انتي كل ما تشوفيني تعكنني علياا ؟! .." قالها جمال ب نبرة غضب عاليه " ..
هايدي " ب نبرة انكسار " : يعني انا اما اقولك تعالي كلم اهلي ابقي انا كده بعكنن عليك !!
جمال " زفر ب ضيق " : خلااص يا هايدي بقي و النبي قصري كلام في ام الموضوع ده .. خليناا مبسوطين بقي ..
هايدي " ب نبرة مهتزه يكسوها نحيب مكتوم " : ارجوك يا جمال انا اعصابي تعبت م الموضوع ده .. ماما بقت بتشك فيا و يوسف لو عرف حاجه زي دي هيقتلني ..
جمال : يا ستي قولتلك هاجي .. بس مش دلوقتي خلصي سنه رابعه بتاعتك دي و انا ابقي اجيلك ارتحتي يا ستي ..

رمقته هايدي ب حزن ممزوج ب الألم .. بعد ما اصيبت ب خيبه امل منه ، بلا شك ليست المرة الاولي ل حديثهما بشأن هذا الموضوع .. و لن تكون الأخيرة .. استسلمت ل لأمر بشكل مؤقت .. ف هي ل لأسف تورطت معه ....
................
.. ب المساء ..

توجهت سارة ل غرفه هايدي .. قامت ب قرع الباب ب خفه ، هتفت من خلف الباب ب انها تود الجلوس معها قليلا
نهضت هايدي من مضجعها و الدموع تنهمر علي وجنتيها ، اخذت منديلا ورقيا من حقيبتها و شرعت ب مسح دموعهاا و هتفت .. حاضر هفتح اهوو ..
اتجهت نحو الباب و فتحت ل سارة ..
سارة " ب حرج " : انتي كنتي نايمه ولا ايه ؟
هايدي " ب نبرة متعبه " : لا ابداا انا كنت قاعده ع السرير بس ..
ضيقت سارة عينها بتساؤل و هتفت : مالك وشك متغير كده ليه ؟!!
هايدي " ب نبرة مهتزه " : ها ، لا مفيش .. يمكن ارهاق او شكلي داخله ع دور برد !!

اقتربت من وجهها و مدت يدها تتفحص حرارتها .. و قالت ب مرح و ضحكه خفيفه : يااااه ده انتي مش سخنه خالص ..
ضربتها هايدي ب كفها علي كتفها و هتفت : خفه اووي البت .. يوم ما تشتغلي حد هتشتغليني انا .
اتجهاا صوب السرير .. و توسطت هايدي السرير و جلست هايدي ب جانبها ع الطرف ..
انتي حلوة اووي يا سارة و رقيقه .. كان نفسي اكون زيك كده ..
ساره " ابتسمت ب عذوبه " : و قالت انتي حلوة اووي .. و أحلي مني
نطقت هايدي ب مرح : بتجامليني .. ماشي يا ستي مقبوله ..
هتفت سارة ب نبره جاده : ابدا و ربنا انا بقول الحقيقه
حتي لو انا حلوة زي ما بتقولي .. كون ان انا مريضه سكر .. ده بيخلي اي حد يبعد عني .. حتي لما يتقدملي عريس و يعرف ان عندي سكر .. ميجيش تاني و يقول كل شئ قسمه و نصيب ..

تنهدت هايدي تنهيده طويله و نظرت لها بعطف ، ربتت علي كتفهاا ب حنان .. و قالت ب صوت هادئ " و هو من امته المرض ده عيب او مشكله .. دي حاجه من ربنا و مينفعش نعترض عليها .. مش ذنبك انك قابلتي متخلفين احبطوكي و عقدوكي .. اكيد ربنا شايلك الأحسن و بكرة تقولي بنت عمي قالت ..
نظرت لها هايدي طويلا .. و قالت ب يأس يكسوه الاستهزاء .. الأحسن .. هه .. سكتت لحظه ثم هتفت ب لامبالاه و مرح مصطنع
بقولك ايه ما تيجي نشغل اغاني و نرقص !!
هتفت سارة ب رقتها المعهوده .. بس انا مبعرفش ارقص
تحدثت هايدي ب حماس : انا هعلمك ..

نهضت من مكانها و أمسكت ب هاتفها ضغطت عده ضعطات عليه .
ثم قامت ب الضغط علي زر ارتفاع مستوي الصوت و وضعته علي المنضدة و جذبت سارة من السرير و اخذا يتمايلان ب خفه و مرح علي صوت الأغاني ..
................

دلف الي المنزل ليلا .. تجول ب عينيه بحثا عن شخص معين و لم يجده .. توجه ل أمه و التي كانت تجلس تشاهد التلفزيون ..

يوسف " ب نبرة مرهقه " : مساء الفل يا امي
أميمه " ب نبرة راضيه " : مساء الرضا يا قلب امك ..
" ثم تابعت " .. مجتش تتغدا ليه ؟
يوسف : اتغديت برة و اتعشيت كمان ..

اومات ب راسها و وجهت انتباهها ل لمسلسل الذي تتابعه ..
تنحنح " ثم قال ب تساؤل "

يوسف : اومال انتي قاعده لوحدك ليه ؟!! هايدي فين ؟
أميمة : هايدي فوق في اوضتها .. " لم تشيح نظرها عن التلفاز "
يوسف تنحنح و قال : اااا طب و سارة ؟!!

استدارت ب راسها صوبه و نظرت ب مكر ثم قالت ..

أميمة : قاعده مع هايدي في اوضتها ..
يوسف ردد ب حرج جلي : انا بسأل بس لانهم سيبينك قاعده لوحدك ؟!

لم ترد عليه اكتفت ب النظر اليه ..
مجتنبا لنظراتها .. هتف ب صوت متحشرج

يوسف : انا طالع اوضتي
أميمه : ماشي يا حبيبي

صعد الدرجات ب خطي سريعه .. وقف عند باب غرفه اخته .. و سمع صوت اغاني و صوتهم المرتفع .. اقترب من الباب و اخذ يتسمع عليهم .. ود لو كان ب امكانه ان يراها و هي ترقص و تضحك .. نادراا ما يري ابتسامتها ..
" اللعنه عليك يا يوسف .. و كأن ليس لك شأن ب عبوسها و حزنها !! "
استقام ب وقفته .. نفض عن رأسه و سار ب خطي ثابته ل غرفته ...
................................

. .........

ب أحدي مراكز التجميل المشهورة ب القاهرة .. ب قسم العنايه ب البشرة و الأظافر .. توجد سهر مع صديقتهاا المقربه روجين ..
تجلس سهر علي كرسي من الجلد الأسود و ترجع ب ظهرها للخلف ب شكل مريح .. و كذلك صديقتها روجين أخذت نفس الوضعيه علي كرسيها ... تقف امام كلاهما فتاتان مختصتان ب عمل الأظافر ..
سهر " ترمق صديقتها ب حيرة "

سعر : مش عارفه يا روجي بقيت حاسه انه بيتهرب مني ..
روجين " رمقتها ب ثقه " : مش قولتلك ان يوسف ده مش بتاع جواز و الحوارات دي ..
سهر " اعتدلت ب جلستها ل الامام " : لا متقوليش كده .. انتي عارفه اني بحبه و هو كمان بيحبني ، هو اصلا هيلاقي واحده زيي فين " علت نبرتها ب تباهي "
روجين " و قد نفذ صبرها " : تقدري تفهميني لما هو بيحبك .. مبيجيش يتقدملك رسمي ليه ؟!! " ثم تابعت " يا سو انتو بقالكو سنتين مع بعض ، " اردفت ب استهزاء " ايه لسه بيكون نفسه ولا معندوش فلوس ؟!

أشاحت ب بصرها عنها بعد ما زفرت ب اختناق من حديثها .. ثم هدرت بها "

سهر : دلوقتي شوفيلي حل .. اعمل ايه معاه و ارجعه مهتم بيا زي الاول ازاي ؟؟ .. ده حتي مش راضي اني اتعرف ع أهله .. تصورى ؟!!

نظرت لها نظرة ذات مغزي و أردفت ..

روچين : لو هو مش راضي ، فاجئيه انتي ..

اعتدلت ب جلستها صوبها و نطقت ب بلاهه ..

سهر : يعني ايه ؟!
روجين ب دهاء : يعني روحي انتي .. قال ايه وحشك و عايزه تطمني عليه .. " ثم غمزتها ب عينها "
سهر اعتدلت ب جلستها ل الامام .. و نظرت ل حالها ب المرآه رفعت احدي حاجبيها ب اعجاب ل فكرة صديقتها .. طب والله فكرة ..
................

لحق بها علي الدرج الخارجي ل المنزل بعد ان تعمد التأخر ب ذهابه الي الشركه ..
يوسف هتف " ب نبرة مرتفعه قليلاا " : استني ..

اغمضت عينيها ب ضيق و أطبقت علي شفاهها ثم استدارت ب جانبها له ..
سارة ب نبره ضيق : انت لسه مخرجتش ؟!!
يوسف بعد ان اقترب منها و صار ب جوارها .. كذب و قال : لا راحت عليا نومه

استبقته ل الاسفل ب خطي متعجله .. لحق بها .. و قال ب نبرة حاده

يوسف : انا مش قولتلك استني ..
سارة عقدت ذراعيها امام صدرها : انا مش عايزه استناك ؟! ايه هو كله ب الغصب عندك ؟! ..
يوسف احتد صوته و احتقن وجهه قليلا .. هدر بها : اصطبحي و قولي يا صبح .. الحق عليا كنت عاوز ارحمك من التكسيات و اوصلك ب طريقي ..
سارة : لا شكرا مش عاوزه توصيله .. " هتفت ب رفض "

رمقها ب غضب .. ثم تركها و ذهب لل جراج كي يخرج سيارته ..
استغلت انشغاله .. و شرعت ب الذهاب سريعا و اخذت تبحث عن اي سيارة أجره .. وقف ب سيارته امامها .. انزل زجاج السيارة و أخفض ب راسه ل يحدثها .. اركبي ..
رمقته ب عدم اكتراث و هزت راسها نفيا ..
زفر غيظا .. ترجل من سيارته ب غضب .. و استدار صوبها .. تنهدت ب ضيق حين رؤيته و هدرت ب اختناق " قولت مش هركب "
جذبها من كفها ب عنف و قام ب فتح باب السيارة و دفعها ل لداخل رغما عنها .. و اغلق الباب ..
تلوت في مقعدها .. زفرت ب حنق .. انتظرته حتي دلف ل السيارة .. و جلس علي مقعده .. اخذت تضربه ب غيظ علي كتفه .. و هي تردد ب غضب : انت ايه ؟ معندكش احساس .. قولتلك مش عايزه اشوفك و بردو بتجبرني ع شوفتك .. قولتلك مش عاوزه اكلمك و بردو بتجبرني أكلمك و مش عوزاك توصلني و بردو بتجبرني علي كده ...
يوسف مسك يدها .. و هدر بها : صوتك علي و ايدك طولت !!
سارة ب نفس نبرة صوته هدرت : أكيد مش هسيبك تستضعفني يا يوسف تاني !!

مسح ب كفه علي ذقنه .. ثم حدثها ب نبرة وعيد و وقاحه

يوسف : تحبي اوريكي قوتي و جبروتي ؟!
سارة تلجلت قليلا و اهتزت نبرتها : مش هديك الفرصه ..
يوسف ب ثبات ممزوج ب وقاحه : و هو فيه احسن من كده فرصه !! انا و انتي لو حدنا ف العربيه .. " ثم تابع غامزا " .. ولا تحبي اخدك الشقه بتاعتي ؟ ..
سارة : وقح .. " هتفت بها بعد ان اشاحت وجهها ب غضب عنه " ..

ترك يدها .. تنهد قليلا .. مسح ب كفيه علي وجهه ب غضب .. ثم اردف ..

يوسف : أنا كنت عايز اوصلك و بس !! انتي اللي بتستفزيني ..

لازالت علي وضعها تنظر ل لجهه الأخري ..

يوسف تنحنح و قال ب تساؤل : فطرتي !!؟
سارة لم ترد عليه : ......

خبط ب كفه علي كتفها ب عنف .. توجعت هي علي اثرها .. ثم جذبها من شعرها و قال ب نبرة حاده

يوسف : اما أكلمك تردي عليا احسن لك .. كام مرة هفهمك كده ولا انتي مبتفهميش الا ب الاهانه ؟!..

رمقته ب حزن .. و لم تجيبه ..
اطبقت علي جفنيها كي لا تبكي .. و عضت علي شفاهها ..
تأملها قليلا .. وجهها ب يده بعض الخصلات تقع علي عينيها المطبقه ب شكل جميل .. تعض علي شفاهها ب شكل مثير غير مقصود ..
محدثا نفسه .. " و اأأه من شفاهها " يا الله ...
تركها .. ثم اعتدل في جلسته و اعتدلت هي الأخري ..
هدر بها .. اربطي الحزام .. استجابت ب بطئ .. و انطلق يوسف ب القياده ..
........................................

ب مكتب " رضوان "مكتب " ب شركه الزيني "
يرفع سماعه هاتف المكتب .. و يتحدث مع سكرتيرته الخاصه ..
رضوان : يسراا .. هاتي الورق اللي عندك عشان اوقعه ..

دقيقه و دلفت يسرا ل داخل مكتب رضوان بعد ان قرعت الباب ب لطف ، تحمل بعض المستندات ب يدها مرتديه ملابس تبرز منحنياتها ب دقه .. لا تليق ابدا ب االعمل
رمقها رضوان من اعلاها ل اسفلها ب نفاذ صبر .. و هتفها ..

رضوان : انسه يسرا .. قولتلك قبل كده الهدوم دي مينفعش تيجي بيها الشغل .. ليه مش عامله اعتبار ل كلامي ؟!
يسرا ب حزن مصطنع : يا فندم كل الهدوم اللي عندي كده .. بس اوعدك هحاول اظبط ف لبسي عشان حضرتك ..
رضوان رفع حاجبيه ب ذهول و اردف ب تساؤل : عشان حضرتي ؟!
يسرا هتفت بدلع : قصدي عشان الشغل و حضرتك يا فندم ..
رضوان رمش ب عينيه ثم تحدث ب ثبات : هاتي الورق امضيه ..

اقتربت من المكتب .. اتجهت صوب كرسيه ب خفه ثم مالت ب وقفتها و شرعت ب فتح المستندات و اخرجت منهم الورق ل التوقيع
توتر من قربها ب هذا الشكل و طريقه وقفتها بجواره .. زاغت عيناه و اخذ يبتلع ريقه ب صعوبه بلل شفتاه ب طرف لسانه ..
نظرت له بعدم فهم مصطنع ..

يسرا : فيه اي مشكله يافندم ؟ ..
رضوان ارخي ربطه عنقه قليلا و قال ب تلعثم : لا مفيش ..

علمت ب نجاح خطتها و انها تسير ب خطي ناجحه ل تحقيق مخططها ..
كان ب حال لا يحسد عليه .. شرع ب فحص الاوراق بعد ان غض بصره عنها و اردف ب نبرة جافه .. اتفضلي روحي انتي ع مكتبك ..
استقامت ب وقفتها و أومأت ب رأسها ايجابا .. و غادرت الغرفه بخفه ..
تنفس الصعداء لخروجها .. و تمتم ب خفوت و قلق .. شكلك مش هتجيبها ل بر يا يسرا ...
...................................

ترجلت سهر من سيارتها .. بعد ان استدلت علي المكان من احد المارة ..
صعدت الدرج الرخامي ب خطي ثابته .. استندت قليلا علي الباب .. اطلقت تنهيده طويله .. ثم قرعت الجرس ..
ب داخل المنزل .. الست أميمه كا عادتها ب المطبخ تساعدها الحاجه فاطمه ب أعمال المنزل ..
سمعت الحاجه فاطمه صوت قرع الجرس .. لفت الحجاب علي رأسها جيداا .. و اتجهت صوب الباب .. و فتحته ..
وجدت فتاه طويله ب شعر مموج * كيرلي * و ملابس ملفته جداا من وجهه نظرها ..

فاطمة هتفت ب فضول : خير يا بنتي عايزه ايه ؟!
سهر تحدثت و عينيها ل داخل المنزل : يوسف .. يوسف هنا ؟!!
أميمه من داخل المطبخ ب صوت عالي : مين يافاطمه ؟
فاطمة هتفت و هي في مكانها : دي واحده كده عايزه الاستاذ يوسف ..!
سهر تضايقت منها و قالت ب تكبر موجه ل فاطمه : انتي بتشتغلي هنا ؟!

لم ترد عليها .. بل اشارت ب ذراعها لها ب الدخول .. و هتفت ..
الست الكبيره .. هتيجي اهي .. و اوصلتها الي الصالون " مكان خاص ب الضيوف "
جلست ب اريحيه علي كرسي الصالون المدهب .. و اخذت عينها تتجول علي المنزل ..
حضرت أميمه مرحبه بها : ازيك يا بنتي
عرفت ع الفور انها والده يوسف .. الشبه بينهم كبير ..
نهضت عن مكانها و القت عليها التحيه ..

سهر : ازي حضرتك ؟
أميمة : اقعدي يا بنتي .. كنتي عاوزه يوسف ابني ؟
سهر تنحنحنت : احم .. ايوة ..
أميمة : حضرتك مين يا بنتي ؟ انا اول مرة اشوفك ..
سهر : أنا سهر ابقي .. " ابتسمت ب عذوبه " ابقي حبيبه يوسف ..

تبدلت ملامح أميمه كليا .. و اعتدلت ب جلستها ..
عقدت حاجبيها ب فضول .. و تحدثت

أميمة : يعني ايه ؟!
سهر : ايه يا طنط .. هو مقالش ل حضرتك علياا ؟!
أميمة احست ب الحرج : لأ ازاي ، اكيد قالي بس انا اللي بنسي !!
سهر : هو مش هنا يا طنط ولا ايه ؟!
أميمة : لا يا حبيبتي هو ف الشركه دلوقتي ..
سهر تنحنحت ب حرج و احست ب انها غير مرغوب بها .. نهضت عن مكانها : طب انا اسفه يا طنط فكرته هنا .. همشي انا بقي و ابقي اكلمه ..
أميمة : لا ازاي طبعا .. استنيه يا حبيبتي .. ع ما يجي ..
سهر ب امتنان : ميرسي يا طنط ..
اميمه ب اصرار : لا والله لازم تستنيه و بالمرة نتغدا كلنا سواا

لم تستطع مقابله اصرارها ب الرفض .. ف عاودت الجلوس مرة اخري .. في انتظار يوسف .. او ب المعني الأصح .. رد فعل يوسف ..
.........................

كانت شارده ب ملامح منزعجه تسير علي غير هدي ب الجامعه .. عند " الباركينج الخاص ب الكليه "
كان يخرج ب سيارته " معتز الحوفي " معيد ب الكليه ..
لم ينتبه لها تفاجأ بها تقف امام سيارته .. كاد ان يصطدم بها .. و لكن .. لحق الامر ..
ترجل من سيارته ب غضب .. و استدار لها .. كانت جالسه علي ركبتيها تلملم كتبها و أغراضها ..
نظر صوبها ب غضب .. كاد ان ينطق .. فاجأته ب رفع رأسها ..
ألجمته عن الحديث .. اقسم ب انه لم يري جمال كهذا من قبل .. لم ينتبه ل حالته جلس مقابلها يجثو علي ركبتيه ..
قالت ب خفوت" انا اسفه مكنتش واخده بالي ..
ناظرها ب وله و ب نبرة ناعمه " انا اللي اسف ..
نهضت عن مكانها بعد ان لملمت اغراضها .. و رمقته ب ابتسامه عذبه و اتجهت ل الداخل ..
التقت ب بعض زميلاتها و القت عليهم التحيه .. و اكملت طريقها ...
اما عنه هو مازال مكانه يشاهدهاا و هو شارد الذهن .. ظل يتتبعها حتي غابت عن عينيه ..
.....

رأيتُها ب العُيون الزرقِ ترمُقُنِي ف أغرقتني و ما للبحرِ شُطئانُ
ألا ف جودي على عيني ب مبتسِمٍ و نظرةُ العين هذي منك إحسانُ
" آه و آه من عاشق مجنون يرهقني بعشقه "


سار صوب زميلاتها اللاتي ألقت عليهم ساره التحيه ..
و قال ب ابتسامته المعهوده : مساء الخير يا بنات !!
رمقته الفتيات ب وله و فم مفتوح .. ف كل الفتيات او ب الاصح معظمهم يتمنون ان يرمقهم معتز الحوفي ب نظرته الجذابه و ابتسامته العذبه ..
تحدثو " ب نفس واحد " : مساء النور يا دكتور
انتبه ل حالهم .. ف تنتحنح و قال ب حرج و هو يحك انفه ب أصبعه : احم .. ممم كنت عاوز اسالكو عن حاجه ..
قالت احدهماا ب نبرة حماسيه : أكيد .. اتفضل يا دكتور ..
" قال ب نبرة تساؤل لا تخلي من الحرج " اﻻنسه اللي سلمت عليكو من شويه دي تبقي مين ؟!
نظرن الفتيات ل بعضهم ب استغراب .. ثم نطقت أحدهم .. قصد حضرتك سارة الزيني ؟ ..
لوي فمه و رفع حاجباه دليل علي عدم معرفته : معرفش انا اللي بسألكم مين دي ؟!
قالت احدهما : مش اللي شعرها أصفر و لسه داخله دلوقتي ؟ ..
تحدث مسرعاا : أيوة هي .. مين دي و في سنه كام ؟!!
تحدثت احدي الفتيات : دي سارة الزيني في سنه تانيه مدرج ج مع بنت خالتي في المدرج بتاعهاا ..
كانت عايشه برة و حولت السنادي اما نزلت مصر تقريباا
رمقهم أمير " ب رضا " بعد ان حصل علي ما يريد معرفته .. اومأ ب رأسه لهم ..
و سار ب خطوات مستقيمه ل الداخل ..
تسائلت الفتيات فيما بينهم : يا تري بيسأل عليها ليه ؟!!
ردت الأخري : و دي عايزه كلام .. اكيد عجبااه " و لوت فمها ب تحسر "
تنهدت احدهماا و تحدثت ب وله : هييييييح يا بختها ...

.......................

ترجل يوسف من سيارته .. ضيق عينيه عند رؤيته ل تلك السيارة الحمراء المركونه امام المنزل .. استدار حولها ب غضب تأكد انها سيارة سهر .. جذب ب انامله خصلات شعره بعنف .. ثم ضرب ب قبضته علي مقدمه السيارة وةاتجه صوب الدرج الرخامي الخارجي ل المنزل و صعده ب خطي مسرعه ... و لج ل المنزل و اخذ يبحث ب عينيه عنهاا .. استوقف ب نظره علي الصالون .. اعتدلت سهر ب جلستها عند رؤيته و رمشت ب عينيهاا مرات متتاليه .. اتجه صوبها ب خطوات ثابته و هو يصر علي أسنانه من الغضب ..
استقطعته امه و هي تحدثه " ب برود متعمد "

أميمة : ايه مش هتسلم علي سهر ؟..
يوسف اقترب من سهر و هو يعقد حاجباه و قد اصابه الغضب " مد يده " : ازيك يا سهر ؟ ..
سهر انتفضت عن مقعدها " و قالت ب نبره مهتزه و هي تبادله السلام" : تماام

ظل ممسكا ب يدها يعتصرها .. حتي وضح علي ملامحها الوجع .. لاحظت اميمه ذلك .. ف هتفت ب عدم فهم ..

أميمة : فيه حاجه ولا ايه ؟!
يوسف تحدث من بين أسنانه و نظره مثبت علي سهر بعد ان ترك يدها : لا مفيش ..
أميمة عاتبته : مش تقولي يا يوسف انك مرتبط ب واحده و هتخطبهاا ؟ ..
يوسف زفر ب ضيق و اشاح ب كفه ل امه : " مش وقته يا ماما .. مش وقته ..
أميمة نهضت من مكانها ب انفعال ثم قالت ب انزعاج موجه له : عموما كلامنا بعدين .. انا قايمه احضر الاكل عشان سهر هتتغدا معانا انهارده !!

غادرت الغرفه متوجهه صوب المطبخ ب خطوات سريعه مستقيمه ..
احتقن وجهه ب الدماء و قبض علي ذراعها ب انفعال ..

يوسف : ايه اللي جابك هناا ؟! بتتحديني !!
سهر تحدثت ب وجع : اااه ايدي .. وجعتني .. سيبني بقي ..

دفعها ب قوة ارتدت علي اثرها ل الخلف ..
أكملت ب لهجه مستنكرة

سهر : و ايه المشكله اما أجي و اتعرف علي اهلك !! .. انا عملت ايه غلط ؟!
يوسف هدر بها ب غضب و هو يشيح ب يده : لما تكسري كلامي و تيجي بيتي من غير معرفتي و تحكي ل امي ع اللي بينا .. يبقي ده مش غلط !! اومال الغلط عندك يبقي ايه !!

كانت متوجسه من رده فعله .. و لكنه عدي احتمالاتها ب مراحل .. لم هذا الغضب ..
حدثها ب وعيد .. " انتي دلوقتي تمشي و لينا كلاام بعدين " .. جذبها من مرفقها و سارا في اتجاه الباب رغما عنهاا ..
و ما زاد الطين بله .. حضور هايدي و سارة معاا .. تجمدت سارة و هايدي مكانهما عند رؤيتهم ل يوسف و ضيفته .. و ملامح يوسف لا تنم عن خير مطلقا ..
تسمر يوسف مكانه و ترك مرفق سهر بسرعه و وجه نظراته ل سارة .. رمقها ب توتر شديد .. شاهدت سهر يوسف و أحست ب توتره و نظراته المصوبه تجاه سارة .. تنفست هايدي ب عمق و هتفت ..

هايدي : ايه مش تعرفني ؟!! .. " هتفت هايدي مسرعه " .. انا هايدي اخت يوسف الصغيرة ..

توجهت سهر ب راسها ل سارة .. ف أكملت هايدي

هايدي : و دي سارة بنت عمي .. " ثم تابعت ب استغراب و تساؤل " مين حضرتك ؟! ..

قامت سهر ب شبك ذراعها ب ذراع يوسف و قالت ب ثقه

سهر : انا حبيبه يوسف و قريب هنتخطب ..

" اتسعت عين يوسف و احمر وجهه من الغيظ .. رمقته سهر ب لا مبالاه غير مكترثه ل نظراته " ..

اما عن سارة و هايدي ارتفعا حاجبيهما ب ذهول .. و نظروا ل بعضهم ب استغراب .. في هذه اللحظه حضرت أميمه من المطبخ ..

أميمة : ايه انتوا جايين مع بعض ولا ايه ؟! " وجهت حديثها صوب هايدي و سارة "
هايدي : لا احنا اتقابلنا تحت و طلعنا سوا
أميمة هتفت ل يوسف ب نبرة جافه : عرفت البنات علي ضيفتك ولا لسه ؟! ..
هايدي : اه يا ماما خلاص اتعرفنا ..
أميمة هتفت : طب ياللا عشان هنتغدا سواا .. خد ضيفتك و قعدها يا يوسف ..
هايدي : انا هروح اشوف اي حاجه اشربها عشان دايخه اووي ، " توجهت للمطبخ "

أصرت سارة الصمت .. رمقت يوسف ب احتقار .. ثم صعدت الدرج الداخلي للمنزل .. متجهه صوب غرفتها ل تبديل ثيابها ..
.........

في منزل رضوان البحيري ..
كان رضوان يجلس علي الاريكه المقابله ل التلفاز ب اريحيه ..
حضرت اروي و جلست ب محاذاته ..

أروي : بتتفرج ع ايه يا حبيبي ؟
رضوان لم يشيح بصره عن التلفاز : انتي شايفه ايه ؟
اروي : ايوة عارفه انه ماتش قصدي مين بيلاعب مين يعني ؟ ..
رضوان ب مرح و شماته : برشلونه واخده الريال ورا مصنع الكراسي و عامله معاه الصح
اروى تسائلت ب اهتمام : مين فيهم برشلونه و مين فيهم الريال ؟!!
رضوان يشير ب سبابته : بصي يا ستي اللي لابس ازرق غامق ده برشلونه و اللي لابسين ابيض دول الريال ..
اروي : طب و مين الاحسن فيهم ؟ ..
رضوان ب ثقه و تباهي : طبعا برشلونه ..

جلست تشاهد معه المباراه في صمت .. و بعد انتهاء المباراه ب فوز فريقه المفضل التفت له مقهقها ب شده ..

رضوان : مش قولتلك برشلونه هتقطع الريال انهارده ..
اروى هتفت بنعومه :ةمبروك يا حبيبي

انتبه لها و اخيراا ..

رضوان : بس اي الحلاوة دي !! ..
اروى قوست فمها ب تهكم : اول ما اخدت بالك .. ده انا قاعده جمبك بقالي اسبوع
رضوان هتف بمرح : معلش يا روحي انا ساعات بيتعمي ع قلبي .. العيال نامت !!
اروي ب ابتسامه خجوله : اه
رضوان ضحك ب خفوت و غمزها : طب ايه !
اروى ردت ب بلاهه : ايه ؟!
رضوان : قومي اعملي لناا شاي و تعالي اقولك .. طب ايه
..........

في فيلا المنصوري .. في غرفه سهر .. كانت تتحدث عبر الهاتف مع صديقتها روجينة..

سهر : بس يا ستي و اتغديناا و مكنش مديني وش طول ما انا قاعده .. حتي اما روحت موصلنيش
روجين : .......
سهر : انا مش هسيبه .. هو مش ب مزاجه يعلقني بيه و بمزاجه ينهي اللي بينا .. ثم انا عايزه اتاكد ف حاجه بينه و بين بنت عمه ولا لا .
روجين : .........
سهر : انتي لو شوفتي بصاته ليها كنتي هتفهمي انا قصدي ايه .. ده منزلش عينه من عليها ولا كاني موجوده ..
بس مامته طيبه و تقريباا اقتنعت بيا و رضيت بالأمر الواقع ..
روجين : ......
سهر : انا بكرة لازم اقابله و اعرف اخرته ايه معايا .. و ايه حكاية البت بنت عمه دي ..
روجين : ........
سهر : ولا حلوة ولا حاجه .. عاديه يعني ، هي بس عنيها زرقا .. و ممكن تكون عدسات كمان .. عاديه جدا ..
روجين : ......
سهر : ماشي يا حبيبتي .. اشوفك بكرة في النادي و نكمل كلامناا .. good Night

...القت الهاتف بةاهمال علي المنضدة .. توسطت سريرها .. كي تخلد للنوم ..
.......

دلف اللي المنزل ب ساعه متأخرة من الليل .. وجد المنزل هادئ .. صعد الدرج الداخلي ب تملل و يده تستنده ع سور الدرج .. وقف في منتصف الردهه .. ثم سار ب خطوات مستقيمه صوب غرفه سارة .. ظل واقفا امام الغرفه بعضا من وقت .. التفت يمينا و يسارا .. اطمئن ب أن لا يوجد احد .. ضرب الباب ب ضربات خفيفه .. كانت مستيقظه تقوم بعمل بحث من علي الانترنت ..
سمعت صوت طرقات علي بابها .. نهضت من سريرها ب تملل .. محدثه نفسها "ع اساس هايدي راحت تنام يعني " ايه جابها دلوقتي "
فتحت الباب .. اصطدمت ب وجوده ..

سارة هتفت ب جفاء : خير فيه ايه ؟
يوسف رد ب تساؤل : كنتي نايمه ؟!!
سارة جاوبته ب استهزاء : متهيألي ده وقت نوم يعني .. مش محتاجه ذكاء يعني ..
يوسف تنهد ب نفاذ صبر " انتي الكلمه عندك ب موشح .. ايه ؟!!
سارة اطلقت زفيرا محتنقا و هتفت ب ضيق : خيير !!
يوسف تلجلج في الحديث : مفييش انااا كنت ..حك كفه ب مقدمه راسه .. مفيش حاجه بيني و بين سهر !
سارة هزت راسها ب عدم اهتمام : و انا مالي ب اللي بينك و بين سهر ؟! ..
يوسف هتف ب تذمر : و لما هو مالك اتضايقتي ليه !!
سارة رفعت احدي حاجبيها ب تعجب : ااتضايقت !! ..
لا يا يوسف انا مضيقتش .. في فرق بين اني اضايقت و اني احتقرتك ..
يوسف احتد صوته هتف ب نبرة متحشرجه : قولتلك مفيش بيني و بينهاا حاجه ، لزمته اي كلامك ده ؟! ..
سارة : مفيش بينك و بينها ايه !! .. يا بني دي بتقول انكو هتتخطبو قريب ..

كاد ان يتحدث قاطعته ب اشارة من يدها .. و قالت بثبات ..

سارة : انا فرحت اووي ع الاقل هتبعد عني بقي و تسيبني في حالي

يوسف مسح ب يده علي ذقنه .. و قام ب النظر ل عنقها و ما أسفله ب وقاحه .. انتبهت ل نظراته الوقحه .. ف وضعت كفها علي عنقها ..
رمقته ب احتقار و اوصدت الباب سريعاا ..
هتف من خلف الباب ب صوت منخفض مسموع لهاا ..

يوسف : براحتك ، قريب هتقعي تحت ايدي ..
سارة هتفت و هي تستند علي الباب بعد ما سمعت حديثه : وقح .. " و تعمدت ايضاحها له " ..

ارتسم علي ثغره ابتسامه واسعه .. و كأن كلمه وقح تعني له مديح او شكر ..
سار ب خطي متعجله الي غرفته ...........
........................
.....*.........

في منزل المستشار سالم الحوفي والد معتز .. يجلس هو و عائلته الصغيره المكونه من الأم امل أم معتز " ربة منزل " كانو يجلسون في الشرفه يتسامرون و يحتسون الشاي ..

أمل : ربناا مايحرمني من قعدتكو الحلوة دي ..
معتز : طيب انا انتهز الفرصه دي و اكلمكو في موضوع كده شاغلني بقاله اسبوعين اهوو ..
المستشار سالم ب صوت اجش : خير يا معتز .. ايه شاغلك ؟! ..
أمل ب نبرة متلهفه : خير يا حبيبي ؟!..
معتز تنحنح ب حرج و اعتدل ب جلسته ل الامام و هتف ب نبرة هادئه : انا قررت اني اخطب
أمل مسرعه : و اااخيراا .. هتفرح قلبي يا معتز ..
المستشار قام ب خلع نظارته و وضعها ب جانبه علي المنضده : و مين بقي سعيده الحظ دي ؟ ..
معتز : بنت زي القمر حلاوة و اخلاق .. من عيله الزيني ..
المستشار : اعرف ناس من عيله الزيني ، ابوها اسمه ايه ؟!
معتز حك ب انامله ب مقدمه راسه : مش فاكر يا بابا .. المهم عارف استاذ رضوان اللي ف العمارة اللي قدامنا ؟ يبقي ابن عمتهاا .. ياريت يا بابا تكلمه عشان يمهدلناا الامر و ناخد ميعاد ..
امل تدخلت في الحوار : استاذ رضوان و مراته محترمين و مراته بنت ناس ..
المستشار : خلااص سيبلي انا الموضوع ده و انا ب نفسي هروح اكلمه ف اقرب وقت ..
معتز : ياريت تستعجل يا بابا .. انا خايف البت تتخطب ..

قهقه المستشار عاليا و قال مداعبا له ..

المستشار : شوفي الواد مستعجل ازاي ! ..
أمل: و ميستعجلش ليه .. الواد حلو و البنات بتترمي تحت رجله .. اصلا كان نفسي انه يفكر في الموضوع ده من زمان ..
المستشار : خلااص هروح ل قريبهم ده بعد صلاه العشا و اتكلم معااه ..

اومأ معتز ب راسه و قال

معتز : متحرمش منك يا سيادت المستشار ..

غيرو الحديث ب احاديث اخري عن حياتهم و اعمالهم و غير ذلك ....

......................

قامت هايدي ب الاتصال ب جمال بعد محاولات كثيرة كانت نتيجتها عدم الرد .. لم يجيب .. ب اعين دامعه شارده .. و نغزه ب القلب .. أحست ب الضياع .. حدثت نفسها ب صوت لا يسمعه غيرها و هي جالسه في أحدي الاستراحات الموجوده ب الجامعه .. " انا اللي عملت في نفسي كده .. انا اللي خليته يدوس عليا ب جزمته .. لو الزمن يرجع بيا تاني .. عمري ما كنت افرط في نفسي " .........

في مكتب " يوسف الزيني " كان يجلس علي كرسيه يقوم ب التوقيع علي بعض الأوراق .. دخل عليه رضوان دون ان يقرع الباب او يستأذنه كا عادته ..

يوسف و هو يرمي القلم ب انزعاج : نفسي مرة تخبط عليا قبل ماتدخل ..
رضوان : انا لو عملت كده اعرف اني زعلان منك
يوسف : يااريت .. ازعل مني يا رضوان .. بص خاصمني يا اخي ..
رضوان يضرب علي كتف يوسف : والله ما تقدر تعيش من غيري دقيقه
هتف يوسف ب مرح : متهيالك ، خير جاي ليه ؟!
رضوان خبط ب قوه علي راسه و تحدث : اووف كنت هنسي انا جايلك ليه
يوسف ب تأفف : انجزز ..
رضوان وضع ساق اعلي ساق و هتف ب تكبر : جايبلك عريس ..
يوسف : نعااام ؟!
رضوان و اعتدل في مكانه و ادرك خطأه المضحك : مش قصدي انت قصدي جاي ل اختك عريس ..
يوسف تبدلت ملامحه ل الاستغراب : اختي أنا !! مين ده ؟!
رضوان : يا سيدي ده يبقي ابن المستشار سالم الحوفي راجل محترم و ليه قدره و ابنه بيشتغل معيد في كليه .. " امسك ب راسه " مش فاكر كليه ايه .. اسم العريس معتز ..
يوسف : طب يعني يعرفهاا منين ولا شافها فين ؟! ..
رضوان هز كتفيه ب عدم معرفه و قال : معرفش اكيد شافها في الجامعه ولا حاجه .. ها .. هما عايزين ميعاد بكرة كويس ؟ ..
يوسف تنهد و هتف : طيب هكلم أمي ف الموضوع و ارد عليك اما أكلمهاا ..
رضوان : تمام .. متتاخرش عليا ب الرد .. هروح ل مكتبي انا بقي .. يالا سلام ..

لم يتلقي رد من يوسف و لم ينتظره نهض عن كرسيه و نهض و سار ب خطوات مستقيمه ل لخارج .. رجع يوسف لعمله .. و امسك ب القلم و قام ب توقيع الاوراق بعد التدقق في فحصها ..

ليلا..
في منزل يوسف الزيني .. اجتمع مع امه بعد وجبة العشاء .. بشأن الموضوع الذي اخبره به رضوان ب المكتب .. جلس يوسف علي الاريكه المقابله ل أمه .. أراح ب جسده علي ظهر الاريكه .. زفر سريعاا قبل ان يتحدث ..
يوسف : هايدي جالها عريس انهارده ..
أميمه ب نبرة فرحه متلهفه : بجد ! .. مين اهله يبقو مين !!
يوسف اشاح ب يده : رضوان هو اللي جايبه .. ابو العريس يبقي مستشار و ساكن قصاده .. راح اتكلم مع رضوان ع اساس رضوان يكلمنا و يقولهم ع ميعاد يناسبهم .. و بيقول انهم مستعجلين
أميمة انفرجت اساريرهاا : يااارب لو خير يكتبهولك يا بنتي .. " ثم نظرت ل يوسف ملياا و اعتدلت ل الامام مقتربه منه ب رأسها " .. مالك !! مش فرحان ليه ؟!!
يوسف حك طرف انفه ب أصابعه : مين قالك اني مش فرحان انا فرحان و جداا كمان .. بس خايف لما يقعد معانا و يعرف ان عندها السكر .. يمشي و ميجيش تاني زي اللي قبله ..
أميمة تبدلت ملامحها للعبوس : هايدي بتتعب جامد بعد الموضوع ده ، ربنا يسترر ..
يوسف مترددا : ما هو عشان كده انا خايف و متردد .. حرام لما تتعشم و تفرح و بعد كده ام العريس تكلم ف الفون و تقول كل شئ قسمه وىنصيب ..
اميمه اعتدلت ب جلستها و قالت ب ثبات : خلااص مش مهم نقول من الاول .. اكيد لما يقعد معاها و يتعرف عليها اكتر هيحبها و الموضوع ده مش هيأثر معااه ..
يوسف مضيق عينيه : ايه اللي بتقوليه ده يا ماما ؟! .. لا طبعاا ..
أميمه مترجيه : والنبي يا يوسف .. سيبني افرح و اختك تفرح متقولش ع الموضوع ده من اولها ..

ارضخ يوسف ل رغبه امه بعد ان ترجته .. زفر ب ضيق و هتف .. " طيب هطلع انا اتكلم مع هايدي و اعرفها ..
نهضت أميمه من مكانها و قالت ب عجاله .. " لا اطلع انت يا حبيبي ارتاح و سيبيلي هايدي انا هقولها " .. اتجه صوب الدرج رفع جاكته ب يده علي كتفه و هتفها و هو يصعد ب بطئ .. " ابقي عرفيني رايها الصبح عشان اقول ل رضوان يقولهم " ..
رمقته اميمه ب رضا .. متمنيه له الخير .. داعيه من قلبها ان تسير الامور علي خير ..
......................

دلفت أميمه ل غرفه ابنتها هايدي .. بعد ان استئذنتها ب الدخول ..

أميمه ب ابتسامه طيبه : بتعملي ايه يا قلب امك ؟ ..
هايدي و قد التمست الحنان من صوتها هتفت ب فرح : انا بفرح اووي اما بتقوليلي يا قلب امك ..
أميمه ب تأكيد : طب ما انتي قلبي و اخر فرحتي و الدلوعه بتاعتنا ..
هايدي ب امتنان و فرحه عارمه : ربناا ما يحرمني منك يا ست الكل .. بس ايه الدلع ده اوعي تكوني عايزه فلوس ..
أميمة قهقت ب شده من حديث ابنتها و هتفت من بين ضحكاتها : هعوز فلوس منك انتي .. ده انتي لسه بتاخدي المصروف ..
هايدي مضيقه عينها ب فضول : ممم اومال عايزه ايه يا أميمه انا قلبي اتوغوش ..

جلست أميمه علي طرف السرير و اشارت ل ابنتها للجلوس ب جانبها ..

أميمة : طب تعالي جمبي و انا اقولك !!
هايدي مسرعه ل جوارها : ها كلي اذان صاغيه ..
أميمه ضربتها ب خفه علي راسها : بطلي لماضه يا بت بقي .. " ثم تابعت " .. عندي ليكي خبر حلو ..
هايدي تأملت امها ب تساؤل : خير ؟!!
أميمه بصوت فرح : جالك عريس ..

و ما ان انهت اميمه كلمتها .. تغيرت ملامح هايدي للعبوس .. زاغت ب بصرها .. و احست ب انخفاض ب ضغط الدم مفاجئ ..

هايدي هتفت ب صدمه : ايه !!

شاهدتها أميمه ب تلك الحاله .. دخل الشك قلبها .. ب الأساس كانت تشك ب أبنتها " قلب الأم و احساسها لا يخيب " رمقتها ب شك و هتفت ..

أميمة : فيه ايه .. مالك !!
هايدي قالت ب توتر جلي : مم مم مفيش
أميمة هدرت بها ب لهجه محذرة : هايدي .. لو في حاجه قوليلي ..
هايدي انتبهت علي حالتها و انتباه امها ، ازاحت العرق من جبينها ب صعوبه بالغه : مفيش حاجه يا ماما انا بس .. بس .. كنت بقول يعني بلاش دلوقتي .. ع الاقل اخلص رابعه ..
أميمة هتفت ب ثبات : مفرقتش دلوقتي من بعدين .. هو عريس كويس و فرصه حلوة .. اي واحدة تتمناها ..
هايدي : بس ..
أميمة قاطعتها ب حده : مفيش بس .. بكرة ب اذن الله العريس و اهله هيجو و يارب يكون فيه قبول لاني عاوزه افرح بيكي بقي ..

امام اصرار والدتها و شخصيتها القويه .. فضلت الصمت .. و رضخت ل الواقع .. " اللي تشوفيه يا ماما "
مسحت اميمه علي ظهر ابنتها ب حنان و قالت .. " ربنا يهديكي يا بنتي و يجعله خير ليكي " ..
نهضت من مكانها ممسكه ب ركبتها و اتجهت ب بطء ل الخارج ..
فور خروج امها اوصدت الباب ب احكام و أمسكت الهاتف و اخذت ب الضغط عليه .. ثم تضعه علي اذنها ب انتظار الرد .. " ل الاسف لا يوجد رد "
اللعنه عليك يا جمال ، اين انت .. هربت ام ماذا .. الله اعلم
" موقف لا تحسد عليه .. تذكرت مرضها و هروب كل من تقدمو لها .. تنفست ب اريحيه و هتفت .. " اكيد هيبقي زي اللي قبله ، و يمشي " ..
متمنيه و داعيه الستر من ربهاا ...
.................

صباح اليوم التالي .. تجمعو علي الفطور ..

أميمه : اعملو حسابكو مفيش مرواح للكليه انهارده انتو الاتنين ..
سارة هتفت ل عدم معرفتها ب الأمر : ليه يا طنط خير ؟! ..
يوسف اجابها سريعا : هايدي جايلها عريس انهارده ..
سارة لم تعيره انتباها ، التفت ل هايدي الجالسه ب جوارها و قالت ب حماااس : اووباا .. مبرووك يا روحي بقي ..

اكتفت هايدي ب الايماء لها ب الابتسامه ..
نهضت أميمه عن كرسيها و هتفت ل الفتيات ب حماس .. " ياللا شهلو بقي عشان نساعد فاطمه ، ورانا شغل كتير " ..
نهضت هايدي من مكانها و سارت خلف امها ل الصالون ..
سارة و يوسف وحدهم ، وحدهم علي المائده .. وجدت انهم بمفردهم همت سريعاا من مكانها دون النظر اليه ..فهم فعلتها .. نهض عن مكانه و سار خلفها .. بعد ان تأكد من انشغال امه و اخته عنهما ..
جاء من خلفها .. امسكها من خصرها علي غفله منها .. ظهرها له مال ب راسه علي اذنها بعد ان جذب خصلاتها ل الخلف ، همس .. " عقبالك " ..
دفعته ب قوه .. و نزعت يده عنها ب قوة .. سارت ب خطي متعجله ل تبتعد عنه ، هتفها من الخلف .. " طب قولي شكرا حتي " ..
ابتسم ابتسامه جانبيه وضع يده بةجيب بنطاله و شرع ب الذهاب ل الخارج ..
................

في مكتب رضوان البحيري ..
كان يتحدث مع سكرتيرته الخاصه ..

رضوان ل يسرا ب نفاذ صبر : يا يسراا اللي بيحصل ده مينفعش انا راجل متجوز ..
يسرا ب دلال : و ايه المشكله لما تكون متجوز .. الشرع حللك اربعه .. انا معجبه بيك و انت معجب بيا .. ليه هتعقد الموضوع يا رضوان ! ..
رضوان هتف ب استنكار مزيف : و مين قالك ان الاعجاب متبادل ؟!

اقتربت منه و جلست علي المكتب مقابله .. أمسكت ب يده

يسرا : انا عارفه انك معجب .. يبقى هنستفيد ايه من البعد ده .. هه ؟!

توتر كثيراا من اقترابها الوقح .. ارخي ربطه عنقه .. و فك اول زرين من قميصه ب توتر .. ثم تنهد ..
اقتربت ب وجهها منه ، اقتربت كثيرا .. عضت علي شفتها السفليه ب اثارة .. رمقته ب وله .. استجاب لما تفعله .. كان ب عالم اخر عالم لم يجربه ولا كان علي دراية به .. أخرجته يسرا من الرجل العادي الروتيني .. الي الرجل المطلوب المرغوب .. جعلته يهرب من حبه و من مسؤليته ..
اغمض عينيه و ترك البدايه لها ..
فجأة اهتز هاتفه .. افاق من حالته و غيبوبته .. حمحم ب توتر .. امسك الهاتف ..

رضوان : ايوة يا يوسف .. بجد والله ؟!
خلااص هكلم سيادت المستشار و اعرفه ان الزيارة بالليل .. القي الهاتف ب انفعال بلل شفتيه ب طرف لسانه .. و هتفها و هو يشيح ب بصره عنها .. روحي انتي يا يسرا علي مكتبك ..
زفرت ب ضيق .. رمقته ب تحدي ..

يسرا : طيب هخرج دلوقتي ، بس فكر يا رضوان .. انا مش هستني قرارك أكتر من كده ..

غادرت المكتب ب انفعال .. وضع رضوان كفه علي رأسه مستندا ب ساعده علي سطح المكتب .. رفع راسه ب بطء مسح بكفه علي وجهه .. و أمسك الهاتف و قام ب الاتصال ب سيادة المستشار .. ل تحديد الموعد ..
......................

ليلا .. من امام منزل يوسف الزيني ترجل معتز و والديه من السيارة الخاصه بهم .. صعدوا علي الدرج الرخامي ب المقدمه المستشار و خلفه أمير و والدته .. قرعو الجرس ب ثبات .. فتحت الباب فاطمه ، و قالت ب ابتسامه واسعه .. " اتفضلو اتفضلو يا أهلا و سهلا يا أهلا و سهلا " .. حضر يوسف و معه رضوان ل استقبالهم تبعتهم أميمه .. ب ابتسامه عذبه و قابلهم يوسف

رضوان مرحباا بهم : اهلا و سهلا سيادة المستشار .. اتفضلو ل الصالون

سار يوسف ب المقدمه و تتبعه الجميع الي غرفه الصالون ...
مرح و ترحيب بهم .. تجولت الاعين ب المنزل معجبين ب الأثاث و التحف الانيقه ..

أميمه : انتو نورتونا والله ..
أمل : البيت منور ب أهله يا ام يوسف ..

" رمق يوسف معتز ب نظرات غير مفهومه .. لماذا لم يسترح له !!
.. " نتركهم مع بعضهم و ترحيبهم و نذهب ل غرفة هايدي .."
......

عند هايدي .. التوتر غالب علي ملامحها ..

سارة ب قلق : مالك يا دودو انتي خدتي علاجك ولا لأ ؟!
هايدي ب توتر جلي : ايوة خدته .. بس دايخه شويه ..
سارة ب خفتها المعهوده : اجمد كده يا عم .. " ثم نكزتها في خصرها " .. دايخه من قبل ما تشوفيه اومال لو شوفتيه بقي ..

اجلستها امام المرآه .. و اخذت تمشط شعرها ..

سارة : ايه رأيك يا هايدي اجيبه ع الجمب كده ؟ ..
هايدي ب لا مبالاه : متفرقش

احست ساره ب قلقها .. لكنها طردت احساسها بعيداا ..

سارة : خلاص بقيتي جاهزة .. ياللا انزلي

خرجت هايدي من غرفتها ب تملل .. و شرعت ب النزول ل المطبخ .. نهضت أميمه من مكانها و لحقت ب هايدي الي المطبخ ..

أميمة : ما شاء الله يا حبيببتي زى القمر .. ربنا يحرسك ياارب .. " رمقتها برضا ثم تحدثت " .. شيلي يا حبيبتي صينيه العصير و حصليني علي جوة و اضحكي شويه ..

اومأت هايدي ب الايجاب و تتبعت امها حامله صينيه العصير ..

أميمه ب تباهي و فرح : هايدي بنتي ..
رمقت أمل ل معتز ب معني : هي دي ؟!

هز معتز راسه ب النفي ل امه ..

امل : ربنا يخليهالك .. زي العسل ما شاء الله

وزعت العصير علي الجميع الوضع غريب .. معتز وضعه اغرب " اين سارة - حوريته - اين العروس "
هتفت أمل ب تردد

امل : اومال فين عروستنا الحلوة ؟

تغيرت ملامح الجالسين ..

أميمه : نعم يا حبيبتي !
رضوان مدركا ل الموقف و قال ب مرح ملطفا ل الجو المشحون : احنا عندنا العرايس كتير .. ثم ضحك وقال .. شاور بس ..
معتز ب ابتسامه عذبه : هي عروسه واحده مفيش غيرها ،
سارة

يوسف .. " أقال سارة .. ام انها تهيؤات .. نفض عن رأسه سريعاا .. ضيق عينيه .. وجه حديثه ل معتز ..

يوسف : قولت مين ؟!!

احس كلا من أمل و معتز ب القلق نظروا ل بعضهم ب استغراب ..
لحقت الامر هايدي التي تنفست الصعداء و انفرجت اساريرها ل ذكر اسم سارة و تنحيها عن الموضوع .. شكراا يا الله .. سترتني و انا لا استحق

هايدي : هطلع اندهلها اهوو

ولا اي وصف .. اقدر ان اوصف به يوسف .. لكم مطلق الحريه في تخيله .. احست أميمه ب خيبه الامل .. و رضوان ب الحرج .. اما يوسف !!

صعدت هايدي مسرعه متجه صوب غرفه بنت عمها .. دلفت ل غرفتها دون استئذان .. انتفضت سارة ل رؤيتها

سارة : خضتيني يا دودو .. في ايه ؟!
هايدي تتنفس ب صعوبه ب شكل واضح : العريس ...
سارة : ماله !!
هايدي ضحكت ب شده و هتفت ب صعوبه : العريس جاي يتقدملك انتي

اتسعت عين سارة ب ذهول و غير تصديق .. اقتربت من هايدي ب توجس

سارة : انتي لسعتي يا هايدي ؟!
هايدي : والله ابداا .. عايزينك تحت .. ياللا بسرعه

شرعت ب فتح خزانتها و اخذت تنتقي لها ملابس كي ترتديها قبل النزول .. " ايه رأيك ف ده " ..
هايدي ممسكه ب فستان ابيض ممزوج ب البمبي .. مفتوح قليلا من أعلي ..
ارتدته سارة بعد اصرار هايدي .." الذهول سيد الموقف ب النسبه لها "..
استبقتها هايدي ع الدرج و تبعتها سارة .. دخلت هايدي عليهم مشيرة ب يدها بحركه مسرحيه .. سارة
ثم تنحت جانباا ..

امل هتفت : ما شاء الله ..

نظرات معتز كانت كلها وله و اعجاب .. كانت كا الملاك ب اللون الأبيض و شعرها الكستنائي مفرود علي ظهرها ..
هزت سارة راسها ب التحيه و جلست ب جوار أمل ..

امل : جميله اووي يا معتز .. ربنا يهنيك يا ابني

رمقت سارة يوسف الجالس امامه ب نظرة سريعه ..
حالته لا توصف .. عينان مبحلقتان ب غضب يتطاير منهما الشرر .. حواجب معقوده .. و وجه مكتظ محتقن ..
انزلت راسها سريعاا ..

المستشار سالم : بما ان العروسه جت احنا جايين نطلب الانسه المصون سارة ل ابننا معتز .. ايه رايك يا ست أميمه !!
أميمه ب هدووء : الرأي رأيها هي ..

توجهو جميعا ب النظر ل سارة .. في انتظار ردها .. نظرت ل يوسف سريعاا .. قابلها ب التحذير .. هز راسه لها ب النفي .. اي رفض الخطبه ..
رفعت راسها ب شموخ و اومات ب رأسها ب الموافقه .. ثم رمقت يوسف ب تحدي .. الذي بادلها ب نظرات وعيد ..
اطلقت هايدي زغروده عاليا بعد موافقه سارة ...
.. نهض يوسف عن مكانه ب انفعال .. شرع ب الذهاب خارج المنزل ب أكمله .. حتي ينفس عن غضبه .." الأن يعلم لماذا لم يسترح له "..
في المنزل .. شعور ب خيبه الامل .. شعور ب النصر .. شعور ب الراحه ، شعور ب الفرحه .. اختلطت المشاعر لكلا منهما ..


نهض رضوان عن مكانه و تحدث ب نبرة عاليه

رضوان : طب تعالو يا جماعه نقعد في الصاله شويه .. و نسيب العرسان مع نفسهم شويه ..

انفرجت اسارير معتز عند سماعه ل هذا .. نهض الجميع ب التوالي .. تاركين معتز مع سارة ب مفردهم ..
تسارعت دقات قلبه .. رمقها ب وله .. ثم تحدث ب لطف

معتز : ازيك يا أنسه سارة ؟

استدارت له ب وجهها و رمقته ب ابتسامه عذبه

سارة : ب خير .. ازي حضرتك ؟

اقترب منها جالسا علي الكرسي المقابل لها .. تمتم ب ابتسامته

معتز : حضرتك ايه بس .. ياريت ميبقاش فيه ألقاب !!
سارة تنحنحت ب حرج : أحم ، ماشي
معتز : انتي تعرفيني ؟ .. " قالها ب تساؤل "
سارة تأملته جيدا .. ثم عقدت حاجباها .. و قالت : لأ
معتز زفر ضيقا : انا معيد عندك في الكليه ..!!
سارة ب ثبات : انا معرفش غير الدكاترة اللي بيدرسولنا .. و مليش علاقات هناك كتير ..
معتز تأملها قليلا ثم هتف : تعرفي اني حاولت أكلمك كام مرة من ساعه ما شوفتك !! .. ثم تابع ..كتير جداا و كل مرة كنت بحاول اقربلك فيها او اكلمك .. كان بيزيد اعجابي بيكي اكتر و اكتر ..

اومأت ب رأسها ب ابتسامه .. و أصرت الصمت .. وضعها محرج ، و نظراته لها تزيد احراجها ..

معتز : مش عايزه تسأليني عن حاجه .. " قالها ب لطف "
سارة تمتمت ب خفوت : مفيش عندي اسئله حاليا ..
معتز : عموما مع الوقت هنتعرف علي بعض و نفهم بعض أكتر ..
سارة هتفته ب نصف ابتسامه : ان شاء الله
.....
دخلت عليهم هايدي بعد ان تنحنحت قليلاا .. و هتفت " ياللا يا عرسان العشا جاهز " ..
.....................

أخذ سيارته و سار بها في الشوارع علي غير هدي .. قاد بسرعه .. يضرب علي المقود ب غضب بالغ .. بعد أن وصل من الغضب اقصاه .. يتنفس سريعا من فرط غضبه .. صدره يهبط و يتصاعد ب وضوح ..
" أصر علي أسنانه ب غيظ " و هدر ب صوت عالي غاضب " اما ربيتك مبقاش انا يا بنت ال .... والله ل اخليكي تتذليلي يا .... " و تعالي صوته بةالسباب "
وقف ب سيارته ب شكل مفاجئ .. اندفع ل الامام علي اثرها .. نظر ل الفراغ حوله .. اطبق علي جفنيه ب غضب و هو يصر علي أسنانه .. شعر ب ألم شديد ب رأسه .. وضع يده علي راسه .. ثم نفض عنها يمينا و يسارا و أمسك المقود و أكمل قياده ..
..............

دلف رضوان الي منزله بعد يوم شاق .. سواء ب العمل او ما حدث ب منزل يوسف .. استقبلته زوجته أروي علي الباب و خلعت عنه جاكيته .. تحدثت ب لهفه

اروى : هاا احكيلي ايه اللي حصل من اول طقطق لحد سلامو عليكو ؟
رضوان زفر طويلا : احكيلك ايه .. ده كان يوم ما يعلم بيه الا ربناا .. دماغي هتتفرتك م الصداع ..
اروى تحدثت ب نبرة يملؤها القلق : قصدك اي يا رضوان .. ايه اللي حصل العريس معجبش هايدي ؟ ..
رضوان قهقه عاليا حين ذكر اسم هايدي : هو انا مقولتلكيش ! .. " و علي صوت ضحكاته " .. مش هايدي دخلت و شايله العصير .. ع اساس انها العروسه .. تمام
اروى هتفت ب نفاذ صبر : هاا يا رضوان اخلص ..
رضوان : جايلك ب الكلام اهو .. المهم هايدي قعدت .. الاقيلك ام العريس و العريس بيقولو فين العروسه ..
اروى هتفت ب صدمه : نعععععم !!
رضوان اكمل : نفس اللي قولته ب الظبط .. لحقت الموضوع و اتاري قصدهم علي مين ؟! علي سارة ..
اروى ب صدمه و فم مفتوح : نععععم !!
رضوان اكمل : اهو ده نفس اللي قاله يوسف ب الظبط ..
اروى : و بعدين ؟! ..

اراح رضوان بةظهره ل الخلف و استند ب ساعده علي يد الأريكه ..

رضوان : بعدين ايه .. هايدي طلعت ندهت ل سارة و نزلت
أروي ب ضجر : كمل يا رضوان والله انت هتشلني ..
رضوان : مفيش جناب المستشار .. طلب ايدها من يوسف و امك .. و امك قالت الرأي رأيها و سارة وافقت ..
أروى ب اندهاش : وافقت !! ايه ده .. طب و يوسف ؟!!
رضوان : يوسف محدش يعرف راح فين .. فجاه كده قام و سابنا و مشي .. كان يوم صعب اووي يا حبيبتي ..
اروى : الله يكون في عونك يا ماما " قالتها أروي بحزن "
رضوان متسائلا : ليه ؟!
اروى : كانت فرحانه اوي انهارده و انا بكلمها في التلفون .. نفسها تفرح ب هايدي اووي ..
رضوان تنهد ب اريحيه : كان يوم غريب ولا الافلام الهندي ..

نهض عن مكانه و هو يخلع عنه قميصه ب تعب ..

رضوان : اما اروح اغير بقي .. اروي لو عندنا بنادول هاتيلي حبايه دماغي هتتفرتك ..
اروى هتفت من خلفه : بكرة بدرى هاخد العيال و اروح لماما .. عشان اعرف اللي حصل !!
رضوان اشاح ب يده و تحدث ب تعب : ماشي
...................

" عند يوسف " صفع باب سيارته ب غضب بعد ان استوقفها امام المنزل و ليس ب مكانها ' الجراج ' صعد الدرج الخارجي ب خطوتين .. دخل المنزل .. الهدوء يسود المكان .. الانوار مغلقه .. نظر ب ساعة يده - وجدها الثالثه صباحا - ملامحه غير مبشرة - نظر ل اعلي .. ثم صعد الدرج سريعاا .. نظر طويلا ل غرفة سارة نظراته مليئه ب الغل .. قبض علي كفه ب قوة .. تسائل ب نفسه
" اروح أكسر عليها الاوضه دلوقتي .. اكسر ايه .. انا لو شوفتها هقتلها "
استدار ب عنف و سار ب خطوات غاضبه صوب غرفه أمه ..ةقرع الباب ب عنف .. فزعت اميمه علي اثرها .. و فتحت سريعا ..

أميمه ب قلق : مالك يا يوسف في ايه ؟!

صعقت من مظهره ..
وجهه محتقن اعصاب وجهه بارزه وةايضا عروق عنقه ..

يوسف ازاحها عن طريقه ب خفه ثم هدر ب عنف : عجبك اللي حصل انهارده ده ..
أميمة فهمت ما يرمي اليه : لا طبعا مش عاجبني .. بس هنعمل اي !! اللي حصل بقي ..
يوسف اكتظ صوته و صاح عاليا : يعني ايه اللي حصل .. الخطوبه دي مش لازم تتم ..
اميمه : ملناش دعوة يا يوسف .. طالما سارة وافقت و رغبتها كده هنعمل ايه يعني ؟!!
يوسف تحرك من مكانه ب انفعال واضح و هدر ب نبرة أعلي : رغبتها !! رغبتها دي تحت جزمتي .. غصبا عنها تعمل اللي انا اعوزه و اللي اقوله هو اللي يمشي ..
أميمه و قد ساورها الشك : و انت مالك يا يوسف اي اللي مزعلك ؟!

اغلق فمه لحظه ..انتبه لحاله

يوسف و هو يوليها ظهره كي لا تكشفه : مضايق عشان هايدي .. اكيد زعلانه
أميمة هتفته ب سخريه : هايدي !! ده هايدي معملتش ربع اللي انت بتعمله ده .. اي الحكايه ب الظبط يا يوسف ؟!

اشاح لها ب يده وةهو يخرج من غرفتها هروبا منها قبل ان يفتضح أمره .. " يوووه .. اللي قولته هو اللي هيمشي " ..ثم ارتفع صوته ب شكل متعمد و هو في الممر الموصل ل الغرف ب بعضها .. و هدر ب غضب جلي .. " الخطوبه دي مش هتتم .. و يا انا يا هي !! " ..
دلف الي غرفته ثم صفق الباب ب عنف ..
اما عن " سارة " كانت حاضره ل الموقف من أوله .. تسمعت علي صياحهم من خلف باب غرفتها .. شعرت ب نغزه قلبها .. وضعت يدها صوب قلبها .. و ضربت ب خفه عليه و هتفت .. خيير .. خييير .... ابتلعت ريقها ب صعوبه .. و توجهت صوب الفراش .. توسطته .. محاوله تجاهل كل ما حدث و الخلود الي النوم .............
...........
في شركه " الزيني " ب مكتب رضوان ..
تفاجأ ب يوسف أمامه بعد ان دفع الباب ب كل قوته ل يصطدم ب الجدار ..
انتفض رضوان من كرسيه ..ثم هتفه ب بلاهه

رضوان : اومال انت فين يا بني من امبارح ؟!

وصله الرد من يوسف ب لكمه مدويه علي انفه .. " انت السبب " .. قالها يوسف بعد ان لكمه ب انفه ..
أمسك رضوان أنفه ب كفيه و احني رأسه ل الأسفل كي يوقف نزيف انفه .. و هتف ب وجع .. " انا السبب في اي يا مجنون ، انا عملتلك ايه ؟! " ..

يوسف و قد صدح صوته : انت اللي جيبته ، زي ما جيبته .. مشيه .. خلصني منه !!
رضوان مضيق عينيه : قصدك معتز !
يوسف هتفه سريعا : قصدي زفت ، انهي معاهم الموضوع زي مابدأته
رضوان : انهي ايه يا مجنون ؟! ، ما انت لو كنت قاعد معانا
امبارح كنت هتعرف اننا حددنا ميعاد ل الخطوبه بعد اسبوعين ..
يوسف عقد حاجباه ب صدمه و زاد خفقان قلبه : ايه !!! انتو حددتو كمان ميعاد ؟!

اقترب من رضوان بعد ان كور قبضته ل يلكمه ثانيه .. و لكن رضوان لن يقع ب فخه مرتين تفادي الضربه ب مهارة ..

رضوان : اعملك ايه ما انت اللي مشيت و سيبتني معاهم ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي