11
" سيدي الشرطي أقسم لك أنهم كانوا هنا البارحة، أليس كذلك يا أوكيا لقد رأينا كل شيء بأم أعيننا."
قالت مالينا و هي تشير الي المكان الذي قتل فيه الأطفال الصغار و تناثرت دمائهم في الأرجاء، كان نظر فظيعا.
" ما الذي تتحدثين عنه يا فتاة لا أثر لأي أحد هنا، كما تريد لقد بحثنا عن أي أثر لهم منذ الصباح الباكر و حتى هذة اللحظة، أرجوك لا تضيعي وقت الشرطة في أوهامك الغير منطقية"
قال الشرطي المسؤول عن القرى المجاورة.
" سيدي أعلم أنه كان علينا إعلامكم منذ البارحة و لكن ذهبانا الي مكتبك وقد أخبرنا مساعدك أنك في مهمة سرية و لن تعود الا في آخر الليل، و كما تعلم أن ليلة البارحة شب حريق هائل في القرية جعل كل كبير و صغير
في القرية يقفون على أقداهم لإخماده، أرجوك صدقني"
قالت مالينا التي كانت تنظر الي الشرطي الذي لم يصدق حرفاً مما قالته.
" سيدي إنها تقول الحقيقة أنا كنت معها"
همست أوكيا و هي تنظر للأرض فهي تخاف من أفراد الشرطة، فهم قساة و بؤساة في تعاملهم مع عامة الشعب.
" أيها المساعد كيو أوصل الآنستين الي منزلهما، لا وقت لدينا لسماع قصص ما بعد الظهيرة"
قال حضرة الشرطي و ركب عربته و ترك مالينا تقف مكسورة الخاطر .
" كيف تمكنوا من إخفاء أثار الدماء و تلك الدوائر المرسومة على الأرض هنا حيث نقف، إن الأمر لا يعقل"
قالت مالينا و هي لا تدري ما الذي عليها فعله.
" تماسكي سيدتي، هيا بنا فلنعد الي القرية"
قال أوكيا و هي تساعد مالينا على النهوض ببطء من الثرى.
عندما عادو الي القرية التي إحترق نصف منازلها و مات العديد من سكانها، توقفا قليلا للنظر الي ما خلفه الحريق من أسى و حزن.
تلك العروس التي خسرت زوجها حتى قبل أن ترى وجهه الذي تفحم و صار مجرد جمجمه لا حول لها، أما عن الأم التي لم تعد تستطيع رؤية أبناءها السبعة فقد إحترقوا جميعا، الجد و الاخ و الخال الصديق و الحبيبة كل منهم خسر شخصا عزيزا عليه الأوضاع لا تبشر بالخير، الحكوم لم ترسل أي دعم أو تعزيزات للقرية ...
" دوناتيلو، أرسل هذا التقرير الي السيد لويس إنه في العاصمة إحرص على أن يصل له أتفهم، هذا الحريق ليس مجرد حريق عادي"
قال الطبيب دييقو هو يتبسم بشر و خبث.
أمسك دوناتيلو الظرف و قام بتوصيله لساعي البريد الخاص بالبعثة و أكد له ضرورة تسليم هذا الظرف للطبيب لويس، توجه دوناتيلو بعدها الي غرف المرضى للإطمئنان عليهم، الكثير من من أصيبوا بحروق سطحية و أخرى عميقة. إنهم يتلقون العلاج يصلون حتى تعود قريتهم لسابق عهدها.
منظرهم يفطر الفؤاد يجعلك تحن على حالهم إذ أن تعافيهم يسير ببطء يعذب قلوب من ينتظرونهم بالخارج يردون أن يتعافوا بسرعة.
" تبقى سبعة أيام حتى يحن موعد لقائنا، أود أن أتعرف عليك يا قرمزية العينين"
قال كاينر و هو ينظر الي الشجرة التي سيلتقي فيها بها بعد حين.
" إن كل هذا يحدث بفعل الفتاة الشبح، لو لم تتواجد هنا في تلك الليلة لما شب الحريق و لما حدث كل هذا"
قال رجل يملأ دلوه بالماء.
نظر إليه الأخر ثم قال :
" كيف يبدو شكلها؟"
" إنها حسناء ليست من البشر، لديها أسطورتان، أيهم تود سماعها أولا"
قالت إمرأة عجوز إقتربت منهم فقد كانت تستمع لحديثهما.
" ماذا تعنين بإسطورتين؟
نحن نعلم مسبقا، أنها مجرد لعنة تسحر قلوب الرجال فيموتون في سبيل عشقها، هي من تفكك الأسر و تجعل الحياة أتعس، فترى الواحد لأجلها يقتل نفسه، يفتعل حربا على عشيرة بأكملها، يخون زوجة و يشرد أطفاله كل هذا ليحظى بنظرة منها و لكنها قاسية لا تبالي تختفي و لا تهظر مجددا مطلقا، هي الفساد الذي يجب علينا التخلص منه"
قال الرجل و هو يضع الدلو على رأسه.
و يحمل الدلو الأخر بيده اليمنى.
" هذة هي الأسطورة الثانية التي أنتم من رويتموها على أساس ردود أفعالكم الطائشة، أولا إن الوقوع في الهوى ليس بالخطأ، الإثم هو ما تفعلونه بإسم الحب، و لكن هذا ليس موضوعنا"
قالت السيدة العحوز ثم أخذت نفسا عميقا و قالت مجددا:
" الأسطورة الحقيقية هي أنت تلك الفتاة ليست من عالمنا هي من مكان بعيد لن يخطر على بال أحد، طردت من دارها لعدم إمتلاكها على قدرات كمثل الذي يتمتع به باقى أفراد عشيرتها، هي الإبنة الأولى لزعيم عشيرة مصاصي الدماء إن كنت تؤمن بوجودهم، تم نفيها الي عالمنا القاسي حيث الضعيف حقه يهضم و القوى يزداد بطشا و تعالي."
قالت و الحزن يتربع على ملامحها.
" أتعنين أن الخطأ لا يقع عليها، إذن من يجب علينا أن نلوم"
قال الرجل و هو يضع الدلو أرضا فقد أزعجه حديث تلك السيدة العجوز
" هذا ما تبرعون فيهم أنت البشر تبحثون عن من يجب عليكم وضع اللوم عليه و تبرأة أنفسكم كأنكم لا تقترفون أخطاءا و لا يجب عليكم أن تحاسبوا عليها"
قالت و هي تتكأ على عكازها و تسير الي الغرب.
" ما الذي تقوله هذة المرأة أشك أنها فقدت عقلها"
قال الرجل ثم إنصرف في سبيله
كان كاينر يراقبهم بصمت كانت تراوده أفكار بأن قرمزية العينين هي نفسها الفتاة الشبح، لكن هنالك إحساس في داخله يخبره أن هنالك رواية أخرى لقصتها و يجب عليه معرفته.
" أوه!
علي التوقف عن التفكير بها، هذا لا يجوز"
قال كاينر و هو نظر الي إنعكاس نفسه في البحيرة.
" مفاجأة !
هل أخفتك؟
إعترف أنني فعلت"
قالت مالينا و هي تخرج خلسه من وراء كاينر الذي وضع نظاراته و تجاهلها كالعادة. سار و تركها تقف هنالك تحدق به ككل مرة تحاول التقرب منه شبر يبتعد هو بمقدار ألف ميل و ميل.
" ما الخطأ فيا أنا لا أفهم؟"
همست ثم على الشجرة التي خلفها إستندت.
مرت مجموعة من الفتيات بالقرب من مالينا كن يتحدث بصوت عالي .
" إن السيد أوهايوز طارد الأرواح و الجن قادم الي القرية مساء اليوم سيقيم جلسة علاج مجانية، أتصدقين هذا"
قالت أطولهم و أكثرهم سمنا
" معك حق فقد سمعت بهذا الخبر، إن أمي تخطط لأخذ أختى الي هناك تريد أن تعرف لم لم تتزوج حتى الآن؟
رغم أنها جميلة و حسنة الخلق و كل الصفات الرائعة فيها على عكسي طبعا"
ردت أقصرهم و أنحفهم.
" أتشوق لحضور جلسته"
قالت فتاة بصوت منخفض.
فكرت مالينا بحضور جلست ذلك الرجل، فهنالك الكثير مما تريد أن تسأله عنه، و لا أحد سيجب على أسئلتها الغير منطقية الإ شخص من هؤلاء القوم.
قالت مالينا و هي تشير الي المكان الذي قتل فيه الأطفال الصغار و تناثرت دمائهم في الأرجاء، كان نظر فظيعا.
" ما الذي تتحدثين عنه يا فتاة لا أثر لأي أحد هنا، كما تريد لقد بحثنا عن أي أثر لهم منذ الصباح الباكر و حتى هذة اللحظة، أرجوك لا تضيعي وقت الشرطة في أوهامك الغير منطقية"
قال الشرطي المسؤول عن القرى المجاورة.
" سيدي أعلم أنه كان علينا إعلامكم منذ البارحة و لكن ذهبانا الي مكتبك وقد أخبرنا مساعدك أنك في مهمة سرية و لن تعود الا في آخر الليل، و كما تعلم أن ليلة البارحة شب حريق هائل في القرية جعل كل كبير و صغير
في القرية يقفون على أقداهم لإخماده، أرجوك صدقني"
قالت مالينا التي كانت تنظر الي الشرطي الذي لم يصدق حرفاً مما قالته.
" سيدي إنها تقول الحقيقة أنا كنت معها"
همست أوكيا و هي تنظر للأرض فهي تخاف من أفراد الشرطة، فهم قساة و بؤساة في تعاملهم مع عامة الشعب.
" أيها المساعد كيو أوصل الآنستين الي منزلهما، لا وقت لدينا لسماع قصص ما بعد الظهيرة"
قال حضرة الشرطي و ركب عربته و ترك مالينا تقف مكسورة الخاطر .
" كيف تمكنوا من إخفاء أثار الدماء و تلك الدوائر المرسومة على الأرض هنا حيث نقف، إن الأمر لا يعقل"
قالت مالينا و هي لا تدري ما الذي عليها فعله.
" تماسكي سيدتي، هيا بنا فلنعد الي القرية"
قال أوكيا و هي تساعد مالينا على النهوض ببطء من الثرى.
عندما عادو الي القرية التي إحترق نصف منازلها و مات العديد من سكانها، توقفا قليلا للنظر الي ما خلفه الحريق من أسى و حزن.
تلك العروس التي خسرت زوجها حتى قبل أن ترى وجهه الذي تفحم و صار مجرد جمجمه لا حول لها، أما عن الأم التي لم تعد تستطيع رؤية أبناءها السبعة فقد إحترقوا جميعا، الجد و الاخ و الخال الصديق و الحبيبة كل منهم خسر شخصا عزيزا عليه الأوضاع لا تبشر بالخير، الحكوم لم ترسل أي دعم أو تعزيزات للقرية ...
" دوناتيلو، أرسل هذا التقرير الي السيد لويس إنه في العاصمة إحرص على أن يصل له أتفهم، هذا الحريق ليس مجرد حريق عادي"
قال الطبيب دييقو هو يتبسم بشر و خبث.
أمسك دوناتيلو الظرف و قام بتوصيله لساعي البريد الخاص بالبعثة و أكد له ضرورة تسليم هذا الظرف للطبيب لويس، توجه دوناتيلو بعدها الي غرف المرضى للإطمئنان عليهم، الكثير من من أصيبوا بحروق سطحية و أخرى عميقة. إنهم يتلقون العلاج يصلون حتى تعود قريتهم لسابق عهدها.
منظرهم يفطر الفؤاد يجعلك تحن على حالهم إذ أن تعافيهم يسير ببطء يعذب قلوب من ينتظرونهم بالخارج يردون أن يتعافوا بسرعة.
" تبقى سبعة أيام حتى يحن موعد لقائنا، أود أن أتعرف عليك يا قرمزية العينين"
قال كاينر و هو ينظر الي الشجرة التي سيلتقي فيها بها بعد حين.
" إن كل هذا يحدث بفعل الفتاة الشبح، لو لم تتواجد هنا في تلك الليلة لما شب الحريق و لما حدث كل هذا"
قال رجل يملأ دلوه بالماء.
نظر إليه الأخر ثم قال :
" كيف يبدو شكلها؟"
" إنها حسناء ليست من البشر، لديها أسطورتان، أيهم تود سماعها أولا"
قالت إمرأة عجوز إقتربت منهم فقد كانت تستمع لحديثهما.
" ماذا تعنين بإسطورتين؟
نحن نعلم مسبقا، أنها مجرد لعنة تسحر قلوب الرجال فيموتون في سبيل عشقها، هي من تفكك الأسر و تجعل الحياة أتعس، فترى الواحد لأجلها يقتل نفسه، يفتعل حربا على عشيرة بأكملها، يخون زوجة و يشرد أطفاله كل هذا ليحظى بنظرة منها و لكنها قاسية لا تبالي تختفي و لا تهظر مجددا مطلقا، هي الفساد الذي يجب علينا التخلص منه"
قال الرجل و هو يضع الدلو على رأسه.
و يحمل الدلو الأخر بيده اليمنى.
" هذة هي الأسطورة الثانية التي أنتم من رويتموها على أساس ردود أفعالكم الطائشة، أولا إن الوقوع في الهوى ليس بالخطأ، الإثم هو ما تفعلونه بإسم الحب، و لكن هذا ليس موضوعنا"
قالت السيدة العحوز ثم أخذت نفسا عميقا و قالت مجددا:
" الأسطورة الحقيقية هي أنت تلك الفتاة ليست من عالمنا هي من مكان بعيد لن يخطر على بال أحد، طردت من دارها لعدم إمتلاكها على قدرات كمثل الذي يتمتع به باقى أفراد عشيرتها، هي الإبنة الأولى لزعيم عشيرة مصاصي الدماء إن كنت تؤمن بوجودهم، تم نفيها الي عالمنا القاسي حيث الضعيف حقه يهضم و القوى يزداد بطشا و تعالي."
قالت و الحزن يتربع على ملامحها.
" أتعنين أن الخطأ لا يقع عليها، إذن من يجب علينا أن نلوم"
قال الرجل و هو يضع الدلو أرضا فقد أزعجه حديث تلك السيدة العجوز
" هذا ما تبرعون فيهم أنت البشر تبحثون عن من يجب عليكم وضع اللوم عليه و تبرأة أنفسكم كأنكم لا تقترفون أخطاءا و لا يجب عليكم أن تحاسبوا عليها"
قالت و هي تتكأ على عكازها و تسير الي الغرب.
" ما الذي تقوله هذة المرأة أشك أنها فقدت عقلها"
قال الرجل ثم إنصرف في سبيله
كان كاينر يراقبهم بصمت كانت تراوده أفكار بأن قرمزية العينين هي نفسها الفتاة الشبح، لكن هنالك إحساس في داخله يخبره أن هنالك رواية أخرى لقصتها و يجب عليه معرفته.
" أوه!
علي التوقف عن التفكير بها، هذا لا يجوز"
قال كاينر و هو نظر الي إنعكاس نفسه في البحيرة.
" مفاجأة !
هل أخفتك؟
إعترف أنني فعلت"
قالت مالينا و هي تخرج خلسه من وراء كاينر الذي وضع نظاراته و تجاهلها كالعادة. سار و تركها تقف هنالك تحدق به ككل مرة تحاول التقرب منه شبر يبتعد هو بمقدار ألف ميل و ميل.
" ما الخطأ فيا أنا لا أفهم؟"
همست ثم على الشجرة التي خلفها إستندت.
مرت مجموعة من الفتيات بالقرب من مالينا كن يتحدث بصوت عالي .
" إن السيد أوهايوز طارد الأرواح و الجن قادم الي القرية مساء اليوم سيقيم جلسة علاج مجانية، أتصدقين هذا"
قالت أطولهم و أكثرهم سمنا
" معك حق فقد سمعت بهذا الخبر، إن أمي تخطط لأخذ أختى الي هناك تريد أن تعرف لم لم تتزوج حتى الآن؟
رغم أنها جميلة و حسنة الخلق و كل الصفات الرائعة فيها على عكسي طبعا"
ردت أقصرهم و أنحفهم.
" أتشوق لحضور جلسته"
قالت فتاة بصوت منخفض.
فكرت مالينا بحضور جلست ذلك الرجل، فهنالك الكثير مما تريد أن تسأله عنه، و لا أحد سيجب على أسئلتها الغير منطقية الإ شخص من هؤلاء القوم.