الفصل الرابع

ظلت تفكر في حالها حتي غفت وهي جالسه ارضًا حتي استيقظت بفزع وهي تري رجل اشيب الشعر يتحدث بهدوء :-

_يا بنتي انتِ كويسه

_ اه يا حج شكرًا

_طب الدنيا برد قومي روحي

اجابته بمرار :-

_حاضر اتفضل انت

ذهب هذا الرجل بينما بقيت امنيه هكذا علي نفس الحال ثم غفت مجددًا واستيقظت بسبب اذان الفجر . هُنا قررت ان تذهب لتصلي ذهبت للمسجد ومن حسن حظها وجدت مصلي السيدات مفتوح ولكن نظرت الي ثيابها والسروال الذي ترتديه وجدت سيده واحده تجلس بهدوء تستمع الي الحديث الذي يلقيه الشيخ قبل بدأ الصلاه

_لو سمحتي لو انا عايزه اصلي اعمل ايه

نظرت لها لتظهر ابتسامه حنونه علي ثغرها ثم اردفت مخبره اياها ان تنتظر ثم توجهت وهي تفتح كيس كبير واخرجت إسدال نظيف مطبق بعنايه :-

_خدي دي من الإسدالات الموجوده في الجامع

تناولته من يدها سعيده ثم ذهبت سريعًا لتتوضأ لتلحق بهم قبل ان يقيموا الصلاه ارتدته سريعًا وجلست تنتظرهم لتسمع صوت ذلك الشيخ وهو يردف :-

_احنا محتاجين نستشعر عظمة الصلاه واحنا بنصليها اصل الصلاه مش تقضية واجب وخلاص الصلاه دي حوار عظيم بين العبد وربه يعني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة

يعني ايه الحديث ده .قوله في الحديث : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ) يعني الفاتحة ، وسميت صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بها ، كقوله - صلى الله عليه وسلم - الحج عرفة ، فبين الحديث أن الله عز وجل قد قسم هذه السورة العظيمة بينه وبين عبده نصفين ، فهو سبحانه له نصف الحمد والثناء والتمجيد ، والعبد له نصف الدعاء والطلب والمسألة ، فإن نصفها الأول من قوله سبحانه : { الحمد لله رب العالمين } إلى قوله: { إياك نعبد } تحميد لله تعالى ، وتمجيد له ، وثناء عليه ، وتفويض للأمر إليه ، ونصفها الثاني من قوله تعالى : { وإياك نستعين } إلى آخر السورة ، سؤال وطلب وتضرع وافتقار إلى الله ، ولهذا قال سبحانه بعد قوله { إياك نعبد وإياك نستعين } وهذه بيني وبين عبدي .

( الحديث ومعناه من موقع إسلام ويب حتي اكون متأكده من نصه )

يعني الصلاه مينفعش نكروت فيها انت واقف قدام رب الكون الي خلقني وخلقك مينفعش تكون واقف تصلي وبتفكر اه هعمل ايه في مصاريف العيال والشغل والمدير انت واقف قدام رب كل دول رب الدنيا دي كلها الصلاه إن صحت صح سائر العمل . احنا مش محتاجين نقرأ عن الصلاه عشان نحبها احنا محتاجين نقرأ عن ربنا ونحبه عشان نشتاقله ونروح نصلي قوموا الي صلاتكم يرحمكم الله

بدأت إقامة الصلاه وبدأت الصلاه وقف الشيخ وهو يرتل ايات عزوجل بهدوء وصوت عذب بعد قرائته للفاتحه :-

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ..

انساب الدمع من اعين امنيه دون شعور بينما اكمل الشيخ قراءه لأيات الله عزوجل ثم بدؤا في الركوع يليه السجود وهُنا انفجرت امنيه في بكاء حاد لا تدري ما يحدث . ولما حدث ؟ لقد انقلبت حياتها رأسًا علي عقب، تتمني العوده الي حياتها القديمه ولن تشتكي او تبكي فقد تريد العوده ابيها وزوجة ابيها ولن تتوقع البته ان تقول هذا وأدهم

انتهت الصلاه وظلت امنيه محلها بهدوء لا تتحرك شارده في نقطه امامها لا تفكر في شئ فقط شارده حتي استفاقت علي يد ما كتفها ولم تكن سوي تلك السيده التي صلت بجانبها

_مالك يا بنتي انتِ كويسه

_حياتي ملخبطه كل حاجه باظت مش عارفه ايه الي حصل في ليله بس حياتي اتشقلبت ميه وتمانين درجه

أردفت تلك السيده وهي تشير الي قلبها :-

_روحي لرب القلوب روحي للي قادر يشيل توهتك للي عالم بخفايا الأمور وهو قادر يدلك

ابتسمت لها امنيه بهدوء ثم جلست قليلًا وخرجت حتي تغلق السيده مصلي السيدات

لم تعرف اين تذهب لذا ظلت جالسه امام المتجر حتي جاءت العاشره واثناء ترجل صاحبة المتجر من البنايه المقابله للمتجر تفاجأة بوجود أمنيه

_مكنتش متوقعه انزل وتكوني جيتي خصوصًا ان الساعه لسه مجتش عشره

_لا انا نزلت بدري اصلا فعادي فقولت استني حضرتك

_طب قومي ياله

فتحا المتجر وجلسا فيه مده قليله في الزمن. كبيره في اعمارهم . فالعمر عباره عن بعض الدقائق والساعات إن مضت مضينا نحن . قاطعت امنيه ذلك الصمت المتعب للأعصاب بالنسبه إليها :-

_ لو سمحتي يا مدام مريم متعرفيش شقه صغيره بس يكون  إجارها حنين

_ استني فيه علي سطوح العماره اوضه ومطبخ وحمام في بيتنا ممكن أجرها ليكي

سارعت بسؤالها عن السعر فأجبت :-

_خمسميت جنيه بس

وافقت علي مضض دون ان تري الغرفه

_خلاص ماشي اخر اليوم ابقي اطلعي معايا خدي مفتاحها

اومأت برأسها بهدوء دون ان تبس ببنس شفه . مضت الساعات سريعًا بالنسبه لغيرها بينما مضت عليها كبضع ايام ليس ساعات فقط، فالجلوس وانت تشاهد سلحفاه تأكل بعض قطع الخس ممتع اكثر من الجلوس مع تلك السيده

مع نهاية اليوم كانت امنيه تشعر بالجوع الشديد لأنها لم تأكل اي شئ منذ ما يقارب يومان ولكن ما باليد حيله هي لا تملك قرشًا واحده لتشتري به اي شئ تأكلها

صعدت امنيه مع تلك السيده التي لم تحبها منذ البداية اعطتها مفتاح الغرفه مخبره اياها ان تأتي اليها صباحًا ويذهبو الي المتجر معًا في الصباح
صعدت امنيه متجه الي تلك الشقه لتجد باب متشقق قليلًا ادخلت المفتاح الذي ظلت وقتًا طويلًا تحاول فتح باب الشقه به حتي ظنت ان تلك السيده اخطأت المفتاح .خطت اول خطوه داخل تلك الشقه لتضح معالمها غرفه متوسطه الحجم و حمام ومطبخ صغيران قليلًا حسنًا هذا افضل من لا شئ

احضرت علبه قديمه وجدتها تعود لشاشة تلفاز وقامت بفكها وبعض محاولات كثيره في محاولة النوم عليها اخيرًا نجحت في ذلك .

فتحت اعيناها وهي ترمش عدة مرات . نظرت حولها تأمل ان يكون ذلك حلمًا ولكن ليس كل ما نتمناه نحصل عليه وصل الي اذانها صوت القرآن من المسجد الخاص بصلاة الفجر .مسحت علي وجهها ثم اتجهت الي المرحاض الموجود داخل تلك الشقه لكن نظرت اليه بقرف وقررت ان تدلف وتتوضأ في مصلي السيدات

بعد مرور بعض الوقت كانت قد انتهت من الصلاه وخرجت وقررت ان تسير في الطرقات قليلًا . وفي اثناء سيرها وهي تنظر حولها لتجد شجرة خوخ يوجد بها بعض الثمار لكنها عاليه بعض الشئ
نظرت اليها بتحدي وإصرار ثم حاولت تسلق الشجره حتي تجني بعض ثمارها علها تسد تلك الأصوات التي تخرج من معدتها مطالبه اياها بإطعامها . سقطت من علي الشجره لتمسك ظهرها بألم

نظرت الي الشجره بغيظ لتهتف بتحدي وهي تركل جذع الشجره :-

_يا انا يا انتِ يا شجره

حاولت مجددًا لكن تلك المحاوله كانت مثل التي سبقتها لتسقط علي ظهرها مجددًا

_شجره حقيره

حاولت مره ثالثه وهنا قد نجحت في ان تصل الي غصن متين قريب من بعض الثمار لذا جلست عليه بحرص وهي تلتقط بعض الثمار ببسمه انتصار وكأنها انتصرت في الحرب العالميه الثالثه او ما شابه
حاولت النزول بالثمار لكنها سقطت تلك المره علي قدمها . لتنطلق من فوها صرخه متألمه . لكن من الناحيه الإيجابيه لقد نجحت في ان تحافظ علي الثمار .

جلست وهي تستند بظهرها علي جذع الشجره . وهي تفكر هل تأكل ثمار الخوخ هكذا ؟ او تعود للمنزل وتغسلها

نظرت بالامبالاه وهي تردف :-

_هيحصلي ايه يعني اكتر من الي انا فيه

ثم شرعت في تناولهم بتلذذ كبير . بعد مرور بعض الوقت كانت قد انتهت من تناولها وقد ملئت معدتها قليلًا لكن ان كان هناك مقارنه ، خوخ او لا شئ فحتما سيكون الخوخ رغم انها لا تفضله كثيرًا
عادت الي منزلها مجددًا . وهي تبتسم فهي تحب في نفسها قدرتها علي حفظ الطرق كثيرًا

صعدت الي الشقه وجلست علي ارضيتها وهي تنظر الي ثيابها الملطخه بالطين من الشجره ومن وقوعها ارضًا . حسنًا من يصدق ان امنيه التي كانت ترتدي افضل الثياب تجلس الان في شقه لا يوجد بها شئ سوي مرحاض وترتدي ثياب متسخه كهذه . خلعت بلوزتها وذهبت الي المرحاض وهي تحاول إزالة الطين منها ثم اتجهت الي الشرفه ثم قامت بوضعها كي تجف حتي موعد نزولها للسيده مريم
ظلت تجلس مده من الوقت لا تعرف مدتها فهي لا تملك ساعه حتي توقعت ان الساعه قاربت علي العاشر لذت قررت النزول للسيده مريم ولكن قبل ذلك خرجت بحذر الي الشرفه وهي تحضر بلوزتها وارتدها

دقت الجرس وابتعدت قليلًا عن باب المنزل ثوانٍ وكان يظهر من خلف الباب فتاه في بداية العشرينات ببسمه هادئه تربط خصلاتها علي شكل ذيل حصان وتبدو مرحه علي عكس والدتها مريم وهذا ما استنتجته هي انها ابنتها

_اتفضلِ اقدر اساعدك بحاجه

_احم انا امنيه الي بشتغل مع مدام مريم وهي كانت قالتلي اعدي عليها علي الساعه عشره انا مش عارفه الساعه كام الصراحه بس قولت يمكن قربت علي عشره

رجعت تلك الفتاه الي الخلف قليلًا تنظر الي الساعه الموجوده بجانب باب المنزل ثم اردفت :-

_هي فعلًا مجتش عشره الساعه تسعه وربع

اردفت امنيه بحرج :-

_ خلاص اسفه همشي انا دلوقت اصل معنديش ساعه وأردفت بكذب " وموبايلي بايظ وشاشته محروقه "

لتمسك الفتاه بيدها قبل ان تلتف وترحل :-

_ لا راحه فين انت تخشي تفطري معانا مينفعش تيجي علي باب بيتنا من غير ما تخشي ايه تقولي علينا بخله اتفضلي افطري معانا

اردفت امنيه مسرعه :-

_ شكرًا ليكي والله هطلع انا وابقي انزل كمان شويه لمدام مريم

_ استني افطري معانا مش عزومة مركبيه والله تعالي بس

بعد إلحاح كثير استجابت امنيه لتلك الفتاه التي عرفت فيما بعد انها تدعي سلمي

رحبت بها مريم فرغم كل ذلك مريم تعرف ما هو إكرام الضيف وهي في ذلك سخيه كثيرًا

اكلت معهم امنيه لقيمات قليله بحرج بالغ وساعدت مريم وسلمي في ازالة الصحون . ولم تتركها سلمي . حتي موعد نزولها وهي والدتها وسرعان ما اندمجت امنيه مع سلمي واخذت تضحك بصخب على احد النكات التي قالتها سلمي

بعد مرور عدة ساعات

كانت تجلس مع السيده مريم في المتجر والصمت يعم أرجاء المكان . بينما امنيه تجلس علي الكرسي بعد ان قامت بتنظيف المتجر وترتيب الملابس . اراحت امنيه رأسها الي الخلف وهي تريد النوم فهي لم تستطع النوم الي ارضية تلك الشقه جيدًا ولم تنم الا ساعات قليله . تثائبت بنعاس وبعد مرور دقائق غفت وهي جالسه

_________________________

_امنيه ... امنيه بت

اردفت امنيه بنعاس :-

_معلش يا مدام مريم قايمه اهوت

_مدام مريم مين بت قومي عندنا شغل

رفعت امنيه رأسها لتجد نفسها نائمه علي مكتب ما ثم جالت بنظرها بأستغراب علي ذلك الشاب ضخم البنيه . بقهوه رائعه في عينيه

_ايه اللواء كان مقدرك امبارح ...قومي يا اما عندنا مهمه

نظرت امنيه بأستغراب وهي تحاول ربط الأحداث ثم رأت المكتب الموضوع امام مكتبها واللوحه الموضوعه التي تشير الي :-

_الرائد / سليم المنشاوي

وسرعان ما اتسعت عيناها بصدمه وهي تهتف :-

_احـــيــــــه

يتبع
تري ماذا حدث ؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي