التاسع والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين

الفصل التاسع و العشرون


غرفت له الطعام و أبتسمت و هي تٌناوله صَحن حَساء الخضروات ،، إبتسم لها و تناوله علي الرحب و جلست و شرعا معاً بتناول الطعام

فتحدث و هو ينظر إليها بعيون هائمة  ٠٠٠ لسه مملتيش من أكل العيانين اللي بتاكليه معايا كل يوم ده يا ثٌريا ؟


إبتسمت له و تحدثت بحب صادق ٠٠٠ عمري ما أزهق من حاجة بشاركك فيها يا نور عيون


و أكملت بإبتسامة كي لا يشعر بتألم روحها و ضميرها المٌلام اللذان باتا يلازماها أينما ذهبت ٠٠٠ و بعدين فين أكل العيانين ده ،، دي شوربة خضار و طعمها جميل جداً ،  و أرانب مسلوقة ،، فضل و نعمة من ربنا لحد متخف و ترجع لي تاني أحسن من الأول،، و ساعتها ناكل من تاني كُل اللي نفسنا فيه


إبتسم لها بمرارة و نظر لغواليه و هم يلهَون و ضحكاتهم السعيدة التي تملئ المنزل و تحدث بنبرة يملؤها الألم و المرارة ٠٠٠ خلي بالك من الأولاد يا ثريا و خصوصاً نرمين

و أكمل بمرارة ٠٠٠ لأنها هتبقا أكتر واحده محتاجة للحنان و الرعاية اللي هتتحرم منهم في غيابي

إنزعجت ملامحها و أقشعر بدنها و تحدثت مٌتلهفة ٠٠٠ إوعا أسمعك بتتكلم بنبرة الإنهزام دي تاني يا أحمد ،، إنتَ هتخف و هتقوم لأولادك بالسلامة و محدش هيربيهم و ياخد باله منهم غيرك

ثم نظرت إلي نرمين بإبتسامة حنون و تحدثت بنبرة تفاؤلية متمنية ٠٠٠ و محدش هيسلم نرمين لأيد جوزها غيرك إن شاء الله


أمال رأسهٌ و نظر لداخل صَحنه و الألم ينهش داخلة و شبح الموت يحوم أمام ناظرية طيلة الوقت حيث أنهٌ بات ينتظرةُ يومياً ، و تابع تناول الحَساء بصمتٍ تام


أما هي فكان الألم يعتصر قلبها العاشق و ضميرها يٌحملها نتيجة ما وصل إليه حبيبها و تحدثها نفسها اللوامه أن لولا صمتها المٌخجل ما وصلت حالتة و تطورت و تملك المرض من جسده إلي هذا الحد،، و لكان شُفي أحمد و عاد إلي حالتة الأولي


إستغفرت ربها بسرها و طلبت منهُ المغفرة علي إنجرافها وراء أفكار الشيطان الذي يوسوسُ لها بها طيلة الوقت ليجعلها تسخط علي حياتها و تُشكك بقدرها ،، و لكنها إستغفرت ربها و عادت لرُشدها و هي تُصبر حالها بأن هذا هو قدرة من الحياة و هذة إرادة الله التي لا راد لها

        
            ○○○○○○¤○○○○○○


إنتهي حفل الزفاف و وقفت الجده تودع إبنة نجلها الغالي و هي تبكي و تؤمن حسن عليها قائلة بدموع ٠٠٠ خلي بالك من بسمتي يا ولدي ،، و خليك فاكر إنك واخد قلبي معاك و ماشي

نزلت دموعها متأثرة بدموع و كلمات جدتها المؤثرة فحاوط حسن كتفها برعايه و تحدث إلي الجدة بخيتة بكلمات مطمأنة ٠٠٠ أوعي تقلقي علي بسمة و هي معايا يا جدتي  ،  بسمة موجودة جوة قلبي و هشيلها جوة عيوني

إبتسمت له بهدوء و ودعتها سُعاد و نورا أيضاً بدموعهما الغزيرة

ثم أخذ حسن عروسه إلي الفندق الذي إحتجز به غرفة لقضاء ليلتهٌ المميزة مع سمرائة و التي بات يحلم بها طيلة المدة المنصرمة وبالتحديد مُنذُ أن قابل تلك الجنية ساحرة العيون،، سمراءُ النيل وحوريته

و ذلك لعدم إكتمال منزله الذي صمم حسن علي بناءة داخل أسوان و وافق صلاح مُرغمً ، وشرع صلاح ببناء منزل جميل لإبنه بحديقة صغيرة علي الطراز الحديث و لكنه لم ينتهي بعد

دلف لداخل غرفة الاوتيل وأوقفها أمامه وتحدث بنبرة حنون ٠٠٠ ألف مبروك يا بسمة

أجابته بنبرة قلقة و هي تتهرب من النظر داخل عيناه بإرتباك ممزوجً بخجلٍ شديد  ٠٠٠ الله يبارك فيك

أمسك ذقنها و رفعه ليواجه عيناها التي يعشق النظر بداخلها و تساءل مٌداعبً إياها بنبرة لأئمة لطيفة مصطنعه ٠٠٠ حد بردوا يتكسف من جوزة حبيبة ويحرمة من البصه في عيونة الحلوة  دي  ؟

إشتعل داخلها من إستماعها ولأول مرة لقب زوجها وما أسعد روحها و أشعلها هي مداعباته اللطيفه لها بتلك الكلمات الساحرة الجديدة علي مسامعها

إستغل ذوبان روحها بكلماته وأقترب منها ومال عليها بطوله الفارع يتلمس شفتاها الناعمة ليقتطف منها أولي ثمار عشقهما الحلال ،،فقد تحمل الكثير في بُعدها ولم يعُد قادراً علي التحمُلُ بعد

ذاب معها داخل قبلتها الشهية رائعة المذاق و بعدها أبعدها وبدأ بسحب سِحاب ثوبها للأسفل و تحدث بهدوء محاولاً التماسك تحت خجلها المٌميت  ٠٠٠ غيري الفستان و أدخلي إتوضي علشان نصلي قبل أي حاجة

و أكمل مبتسمً وهو يتلمس وجنتها بحنان ٠٠٠ علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا و يرزقنا الرضي و الهداية

إبتسمت له وأومأت بموافقة و بالفعل خلعت عنها ثوبها بعدما جعلته يستدير كي لا يراها هكذا و أخذت معها ثوبً للصلاة كانت قد أحضرته مع حقيبتها التي أعدتها من ذي قبل  ، و دلفت لداخل المرحاض لتغتسل  ،، بعد مدة كانت تقف خلفة و يأمُ هو بها للصلاة ،، صلي بها و بعد الإنتهاء من الصلاة وضع كف يدة فوق رأسها وبدأ بالدعاء كما السنة لنبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم

و. بعدها وقفا معاً و ابدلت هي ثيابها بأخري رقيقة جذابة تصلح لتلك الليلة المٌميزة

إقترب عليها و سحبها برقة لداخل أحضانه و ضل يشدد من إحتضانة لها و كأنهٌ بإحتضانته تلك يعوض حرمانة السابق منها ويطمأن روحه قبل روحها بأن رحلة عذابهما قد إنتهت وبدأت سنوات الرخاء و الأمل والعشق والشوق الجارف لعاشقان إتحدا وألتقيا بعد معاناة


كانت تقبع داخل أحضانه الحانية مستسلمة له بكل ما فيها ،  إستغربت حالها وحالة الأمان والطمأنينة التي شعرت بها داخل أحضانه ،، فتيقنت حينها أنها آٌصيبت الإختبار وأختارت رجلاً بكل ما تحملة الكلمة من معني،، رجُلً تأمن علي حالها معه

بعد مدة من الوقت كان يحتضنها ويقبل وجنتها بحنان شاعراً بسعادة لم يحظَ بها من ذي قبل،  شعور بإرتياح بالغ ،  مد أصابع يده وتلمس بها ذقنها رافعً وجهها لتقابل عيناهُ عسليتاها الساحرة وتحدث بمباركة  ٠٠٠ مبروك يا سمرا ،، ألف مبروك يا بسمة عمري


إبتسمت خجلاً و تحدثت بنبرة أنثوية جذابة أثارت داخلهُ ٠٠٠ الله يبارك فيك يا حبيبي

إشتعل كيانه من إستماعه لتلك الكلمة التي طالما حلم أن يستمع إليها من بسمتة وهي داخل أحضانة فما كان منهٌ إلا أنه أنهال علي شفتاها من جديد ليروي عطشه وعطشها الذي طال بالإنتظار

                ○○○○○○¤○○○○○○



مساء اليوم التالي داخل مدينة الإسكندرية

كانت تجلس بجانبة داخل المكان المخصص لجلوسهما داخل حفل زفافهما الثاني وسعادة الدنيا تحوم من حولها وتمتلك من قلبها البرئ

أمسك كف يدها ووضع به قٌبله حانيه أخجلت إبنة أسوان ذات الملامح الرقيقة والحس الرائع ،، نظرت إلية بعسليتاها الجذابة ورموشها الكثيفة التي آوقعتهُ صريعً داخل عشقها من أول نظرة ومٌنذ ذاك اليوم وقد أصبحت عيناها محور أحلامه وأقصي مُبتغاه


إبتسمت له برقة بطريقة أذابت قلبهٌ المٌتيم بعشقها و تحدثت في إشارة منها إلي ثوب زفافها المٌبهر ٠٠٠ متشكرة أوي يا حبيبي علي الفستان


نظر لعيناها وتساءل بإهتمام ٠٠٠ عجبك يا قلبي ؟

أجابته سريعً بإنبهار  ٠٠٠ جداااا ،، حقيقي مٌبهر ،، مش هو بس ،، القاعة وتجهيزاتها ، الفرقة ، كل حاجة مبهرة يا حسن

وأكملت بنبرة مُبهجة ٠٠٠ وتعرف كمان أيه أكتر حاجة مخلياني طايرة من السعادة ؟

نظر لها بعيون عاشقة وتحدث مستفهماً ٠٠٠ أيه يا قلبي؟

أجابته بسعادة ٠٠٠ إني وأخيراً زورت إسكندرية ،، ومش أي زيارة ،، ده أنا بتزف فيها علي أرجل وآجدع شاب فيكي يا آسكندرية

تحدث بعيون حنون ٠٠٠ أنا اللي حظي من السما علشان جنبي أحلا وأجمل وأرق عروسة خلقها ربنا
إبتسمت خجلاً واكملا حديثهما السعيد لكليهما


أما ثٌريا فكانت تجلس حول الطاولة التي تجمعها بنساء المنزل وجَدة ووالدة بسمه وأيضاً صديقتيها تهاني وأمنية اللتان أتيا مع الجَدة لحضور حفل زفاف صديقتهما الوفية



تحدثت مٌنيرة إلي الصغيرة نرمين التي تحملها وتحتضنها برعاية ٠٠٠ عقبالك يا نرمين

و أكملت بنبرة حزينة متمنيه دوام الصحه لإبنها ٠٠٠ يا تري يا بنتي هعيش لما أشوفك عروسه وأبوكي بيسلمك بإيده لعريسك

تنهدت ثُريا وعزيزة وهاجم قلبيهما الألم ،،
فشعرت عزيزة بحزن إبنتها فتحدثت إلي الجدة بخيتة كي تٌخرج الجميع من تلك الحالة ٠٠٠ منورين إسكندرية كلها يا حاجة وألف مبروك لبسمة ،، عقبال ما تشيلي أولادها إن شاء الله


إبتسمت لها الجده وأردفت قائلة ٠٠٠ إسكندرية منورة بناسها الطيبين يا بتي

وأكملت بضحكة زينة ثغرها ٠٠٠ ياااااه يا بتي ،، يا مين يعيش تاني ،، لساتني هعيش لحد مشيل صُغار بسمة

ربتت زوجة ولدها سٌعاد علي كف يدها وتحدثت بنبرة صادقة ٠٠٠ ربنا يبارك في عمرك وصحتك يا أما ،، ده أحنا من غيرك ما نسواش

إبتسمت لها بخيتة وتحدثت بنبرة حنون ٠٠٠ ويبارك في عمرك يا بت الأصول


أما عز فكان يجلس بجانب والده وأحمد ويضع فوق ساقية رائف يٌداعبهٌ ويٌقبلهٌ بحنان


فنظرت إليه مجيدة و همست بجانب آذن إبنتها التي تجلس بجانبها حول طاولة أخري بعيدة عن تجمع نساء العائلة  ٠٠٠ بصي علي جوزك و أتفرجي وملي عينك كويس

نظرت منال فرأت عز يٌقبل رائف بحنان ويضمهٌ إلي صدرة برعايه ، فأسترسلت مجيدة حديثها الخَبيث ٠٠٠ شفتي وإتأكدتي إن كلامي صح ،، أهو سعادة العقيد المحترم بيستعد للدور اللي هيستلمه قريب

إشتعلت النار داخل صدر منال وذلك لشدة غيرتها علي زوجها و تحدثت بغلٍ ٠٠٠ علي جثتي لو ده حصل يا ماما ،  بكرة تشوفي بعيونك منال هتعمل أيه ،، هتشوفي وتفتخري بتربية إيدك يا مجيدة هانم 


إبتسمت مجيدة بفخر و رضا


بعد قليل إشتغلت الموسيقي النوبيه العريقة و تحرك حسن و بسمة إلي وسط القاعة حيثٌ المكان المخصص لرقص العروسان و بدأن بالرقص ، و بدأ الشباب والفتيات النوبيين الذين اتوا من أسوان خصيصاً لمشاركة إبنتهم فرحتها،  بالإلتفاف والرقص النوبي حولهما وسط سعادة جميع الحضور الذين بدأوا بالتصفيق لهم مع إنبهارهم بخطواتهم و الرقص وجمال روح هؤلاء الشباب التي تظهر علي ملامحهم الطيبة

يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي