الفصل الرابع
أنتهت مراسم الدفن كالحلم بل كالكابوس فعاد الجميع للمنزل بعد ما عاشوه فقد انتهي كل شئ فرحل خاله عن عالمه للابد يشعر بالخوف علي والدته فهي لم تخرج لتستقبل المعزيات أغلقت غرفتها علي نفسها ولم تخرج ابدا فلم تريد أن تري أي احدا ارادت البقاء وحدها أخبره والده بأنها عندما استمعت لخبر وفاة اخيها أنهارت حتي فقدت وعيها فطلب الطبيب وأعطاها مهدئا فظلت نائمة ليوم كامل ولكن عندما استيقظت لم تكن احسن من قبل بل كانت تبكي وتجهش في البكاء بينما زوجها يحاول تهداتها بكافة الطرق يخبرها بأن تلك إرادة الله وأن ما عليها سوا الصبر والإحتساب ولكنها كانت مغيبة ونار الفراق تشتعل في قلبها لتكويها كلها فظلت تبكي حتي هدأت وتذكرت اياد فهو كل ما بقي لها منه ..
تحرك صاعدا الدرج ووقف يطرق علي باب غرفة والدته ولكنها لم تجيب ففتح الباب ببط ودخل ينظر وجدها مستلقية علي الفراش تحتضن أياد تخفيه بداخل صدرها جلس بجوارها علي الفراش ورفع ذراعه يربط علي شعرها بأنامله ففتحت عينيها تنظر إليه ثم أنفجرت في البكاء واستقامة جالسة ليتلقفها بداخل أحضانه صوت بكاءها المرتفع جعل اياد يستيقظ من النوم فتح الصغير عينه يدعكها كفيه وجلس ينظر إليهم ثم تحدث قائلا
(( أبي هل عدت .))
رفعت مني رأسها من داخل صدر فراس تنظر لاياد الصغير بغير فهم لما نطق به فتحدثت بتيه قائله
(( اياد أين والدك هل تراه.))
أومأ لها الصغير ثم ضحك بخفوت وهو يجيبها قائلا
((نعم أراه .))
نظرت متعجبة لفراس الهادئ تمام ثم سحبت الصغير ليجلس علي مقربة منها وتحدثت قائله
(( هل حقا تراه .))
أشار الصغير بانامله علي فراس فقلب فراس عينيه فوالدته ستجن أن بقيت في تلك الحالة فتحدث قائلا
(( أمي لقد طلبت من اياد ان يدعوني بأبي فلا داعي للتفكير كثيرا ورسم اشياء اخرى في عقلك.))
أومأت له بحزن ثم استلقت علي الفراش فطلب من اياد ان يقترب منه وطل يداعبه وهو لا يعرف كيف يجيب علي تساولاته عليه أن يستشير طبيبا اولا ثم يري باي طريقة يخبره..
بعد مرور عدة ايام
أستيقظت في الصباح علي صوت المنبه يتصاعد فأستقامت جالسة تتثاوب ثم تحركت تاركة الفراش لتغتسل وتبدل ملابسها ثم تذهب لعملها بعد أنتهاء ساعات عملها عرضت عليها دارين أن تقابلها ويتناولون الطعام في الخارج وافقتها علب الفور فهي تريد الخروج من تلك الحالة لا تريد أن تشعر بأنها وحيده ..
ذهبت إلي المطعم التي اتفقت مع دارين علي مقابلتها فيه كانت جالسة تنتظر حضورها رأتها أتية من بعيد تشير إليها بذراعها وهي تقترب منها ثم مالت عليها تقبل وجنتيها واتجهت تسحب مقعدها وتجلس عليه ظلوا يتحدثون ويتشاورن في كل ما يمر بحياتهم فتناولوا الطعام وكلا منهم تسرد ما حدث معها في تلك الفترة التي لم يروا بعضهما البعض فيها استأذنت وعد لتذهب للمرحاض وما أن عادت كادت تصتدم في طفل يركض بأقصي سرعته فمالت وعد حتي تصل لمستواه وأخذت تربط علي شعره وتبتسم له ثم تحدثت قائلا
(( لا تركض لكي لا تتأذي .))
بينما الطفل ينظر إليها دون النطق بكلمة فنظرت إليه بحب وعاطفة قائله
(( أين والدتك أذهب وابقي بجوارها حتي لا تقلق عليك .))
لم يجيبها وظل ينظر إليها ببراءه ثم تركها وتحرك عائدا إلي طاولته بينما ظلت هي تتابعه بنظرها وهي تبتسم ثم امتزجت ملامحها بالصدمة وهي تنظر للشخص الجالس علي الطاولة يناديه الطفل بأبي وامامه تلك الفتاة التي يوزع إليها الابتسامات ..
وقفت متسمرة في مكانها تري أحلامها تنكسر أمام عينيها تفكر بأنه يعيش حياته وكون عائلة ولكنها لا تعرف ما يعانيها جرت قدميها عائدة لصديقتها ووجهها يوضح ما تعانيه في تلك اللحظة ...
وصلت أمام صديقتها واخبرتها بأنها ستغادر ثم حملت حقيبتها وأتجهت مغادره بينما دارين تنادي عليها وهي تحاول اللحاق بها ..
كانت فراس جالسا علي طاولته مع أخته وأياد يتناولون الطعام أنشغل قليلا في هاتفه فأبتعد عنها اياد يركض ويلعب في المكان وأسيل تتابعه بعينيها عندما وجدته يتحدث مع تلك المراة كانت علي وشك الوقوف والذهاب إليهم ولكنها وجدته عائدا إليها وجلس بجوارهم سالته اسيل قائلا
(( من تلك الفتاة التي كنت تقف معها ، وماذا قالت لك))
قال اياد بحزن
((لا شي طلبت مني ان ابقي بجوار والدتي ))
انتبه فراس لما قاله اياد ودار ببصره ينظر للمراة التي يقصدها وتتابعها ايل بعينيها وهي تتحدث معه وجدها تخرج من المطعم شبه راكضه وفتاة اخري تلحق بها وتنادي أسمها ما أن وقعت حروف أسمها علي مسامعه شعر بخنجر مسموم يغرس بداخله فطلب من اسيل ان تنتظره لحين عودته وتحرك ذاهبا إلي الخارج وقف امام المطعم ينظر من حوله في كل اتجاه يبحث عنها ولكنه لم يجد أحدا وكأن الارض انشقت وابتلعتها استدار عائد للداخل من جديد فاخبر اسيل بانهم عليهم العودة للمنزل فوقفت تحضر حقيبتها بينما هو حمل الصغير وتحرك خارجا من المطعم يستقل سيارتة والتفكير فيها ينهش عقله ..
وصلت منزلها ففتحت بابه ووقفت تبكي وتضرب بكفها علي صدرها عدة مرات متتاليه حتي علا صوت نشيجها فوضعت كفها علي فمها تكتم صوتها ودموعها تتساقط واحدة تلو الاخري ، رفعت كفها تمحي بأنامل مرتعشة دموع عيناها تم جرت قدميها لتواصل المشئ ذاهبة لغرفتها لتنام علها ترتاح من تلك الحياة البائسة فمن قال بان قلبها من جليد وروحها من صقيع ..
مرت الايام عليها لا جديد فيها سوا مكالمة والدها يطلب منها زيارته بشكل عاجل كانت في طريقها إليها تفكر لما والدها يريدها ان تذهب إليه سريعا ، بعد دقائق كانت تجتاز الرواق لتقابل والدها الذي يستند بظهره علي ظهر الاريكة ظل مركزا نظراته عليها جالسا في مكانه دون تحرك متردد بين تنفيذ ما يريده وما تريده ابنته فتحدث بصوت رخيم قائلا
(( هناك من طلبك مني للزواج وانا قد وافقت .))
تحدثت بصدمة يغلفها الدهشة قائله
(( ماذا قلت زواج ماذا ؟))
اجابها ببساطة قائلا
(( زواجك لا تعتقدي بانني ساترككي تعيشين علي راحتك كثيرا .))
تحدثت بعصبيها ورفض قائله
(( ولكني لا اريد الزواج تعجبني حياتي وعيشتي بتلك الطريقة .))
أجابها بغضب مستتر قائلا
((ولكنها لا تعجبني .))
تحدثت بتحد قائله
((أبي ارجوك يكفي فأنا من اعيشها وليس انت .))
اقترب منها وأمسكها من كتفيها يهزها ويخبرها بأن ذلك هو اخر حديث لديه ثم تركها وغادر صاعدا للطابق الثاني فذهبت إلي المرحاض بخطوات متثاقلة تغسل يديها ووجهها الشاحب وكأن الدماء قد سحبت منه وفقدت كل طاقتها عادت لترمي المياه الباردة علي وجهها كي تستعيد بعضا من الراحة والتركيز فلن تضعف وتستسلم لما يريده عليها أن تستجمع نفسها وتستعيد رباطة جأشها لتستطيع الاستمرار في الرفض ثم تحركت مغادرة منزل والدها ذاهبة لمنزلها وتري ما سيطلع معها لتمحي تلك الفكرة من رأس والدها ...
((ابي لما تخشي علي فراس بتلك الطريقة فهو لم يعد صغيرا لياخذ الحرس معه أينما ذهب .))
كان هذا هو ما تحدث به معاذ سألا والده لما يخشي علي فراس ومما يخشي فما هو سبب خوفه الشديد علي فراس دونا عنهم جميعا ..
اذدرد ريقه بإضطراب وتحدث بتوتر قائلا
(( لاشئ فأنت تعلم كم هو مستهتر وجالب للمشاكل فذلك كل ما في الامر ..))
رمقه معاذ بعدم تصديق وأكتفي بإماءة من رأسه فتحدث والده لي بعده عن التفكير في ذلك الامر قائلا
(( أفكر أن أعرض علي فراس العمل معك في الشركة لعله يخرج من تلك الحالة ويعيش حياته بشكل طبيعي فقد مرت فترة ليست بالقليله ولكنه مازال مسجونا بداخل احداث تلك الليلة المشئومة..))
ارتسم شبه إبتسامة علي وجهه واقترب من والده وهو يقول
(( افعل ما تراه صحيحا يا ابي وانا معك في اي قرار ت تاخذه ..))
ربط والده علي كتفه ثم تحدث قائلا
(( لطلما كنت ابنا طائعا فليحفظك الله ..)
كانت واقفة تستمع لحديثهم وتشاهد تلك العلاقة الفريدة من نوعها تعلم كم زوجها يحب معاذ ويقدره تتمني من الله ان تدوم تلك العلاقة بينهما للابد وجدت احدا يضع كفه علي عينيها ومال يهمس في اذنها قائلا
((ما الذي تفعلينه يا مني هل تتسمعين علي والدي واخي ..))
رفعت كفها تزيح كفه عن عينيها واستدارات تنظر إليه بعاطفة ممزوجه بالحب ثم سالته قائلا
(( أين اياد واسيل .))
اجابها بهدوء قائلا
((اسيل مع اياد في الحديقه في الخارج يجلس علي الارجوحه .))
(( حسنا اذهب وبدل ثيابك ثم اذهب لوالدك لانه يريدك في امر هام .))
نظر إليها بتسأل ولكنها اكملت حديثها قائلة
(( لا تنظر إلي هكذا لانني لن اخبرك انتهي اولا من اغتسالك وتبديل ثيابك ثم اذهب لوالدك وقتها سيكون انتهي من الحديث مع معاذ .))
قبل وجنتيها ثم استدار ذاهبا يصع كفيه في جيب بنطاله صاعدا لغرفته يفكر هل وعد حقا هي من كانت في المطعم ام مجرد تشابه في الاسم لا اكثر ...
ما ان دخل غرفته امسك هاتفه وضغط علي رقمها يريد الاستماع لصوتها فذلك يكفيه يعلم بانه انشغل في الفترة الاخيره فلم يعد يطلب من ذلك الرجل مراقبتها وتوصيل ادق تحركاتها إليه ولم يعد يستمع لصوتها عبر الهاتف يكفيه ان يستمع لكلمة من وهي تسأله عن من يكون يكفيه استماعه لصوت انفاسها المرتفعة التي تصله عبر الهاتف فما ان تفقد الامل في إجابتها تغلق المكالمة ...
ضغطت زر الايجاب ووضعت الهاتف علي اذنها واكتفت بالصمت تستشعر صوت انفاسه تعلم بانه هو من يتصل بها ولكنه لا يجيب رساله من لعله يجيبها ويخبرها من هو ولكنه لم يعد يتصل بها منذ فترة فتاكدت اليوم لما لقد تزوج ولديه طفل جميله يشبهه كثيرا تساقطت دموعها وهي تتذكر رؤيته وهو جالس يحتضن كتف تلك المراة التي كانت تجلس علي مقربة منه يداعب ذلك الصغير وينظر إليه بعاطفة ابوية رفعت كفها تمحي دموعها فانهت المكالمة واغلقت الهاتف كليا ثم رمته علي السرير بجوارها واستلقت علي الفراش تتذكر تلك الايام الخوالي التي لم يكن ليكف عن التودد اليها والمحاولة معها لتبادله مشاعره ولكنه كبر وتغير كثيرا وتغيرت معه مشاعره لقد ثار أكثر وسامة ...
أنتظرته لوقت متاخر ظلت جالسه تزفر بغضب بينما تنظر في الساعة كل دقيقة تنتظر قدومه وجدته يدير مقبض الباب ويدخل ليطل عليها بهيئته الرجولية الضخمة وملامحه التي تعشقها اقترب منها بإبتسامة تعلو وجهه ولا ذراعه حول خصرها يحتضنها ومال عليها يطبع قبلة رقيقة اعلي شعرها ثم استند بذقنه علي راسها ثم ابتعد عنها قليلا ينظر لعينيها وتحدث يرفع حاجبه قائلا
(( لما ما زلت مستيقظة حتي الان فالوقت تاخر .))
تحدثت ساندي بميوعة متعمدة وهي تقترب منه ببطء قائله
(( كنت فقط أتفقدك فقد اشتقلت إليك فلم اعد اراك تخرج في الصباح وتعود في وقت متاخر من الليل . ))
ابتسم بإنتصار فهو يتعمد ذلك ليتحرك لوح الثلجي وها هو يحظي بالنتيجة فتحدث بإقتصاب قائلا
(( انا متعب واريد النوم .))
نظرت إليه بإستياء تفكر في مغزي حديثه هل يرفضها شئ واحد هو ما يجعل الرجل يرفض زوجته فهو انشغاله بإمراة أخري .
عرف ما تفكر فيه من تعابير وجهها فاطلق ضحكة عالية فلم يستطيع التحكم في نفسه اكثر من ذلك ولا اخفاء ضحكته فأقترب منها يحتضنها ويطبق عليها بذراعه بقوة يريد ادخالها بين ضلوعة لعل قلبه يرتوي من أقترابها فرفع ذقنها بانامه نظرت إليه نظرة بإنكسار وتشكك وقد بدات عيناها تترقرق بالدموع تشك بأن سبب انشغاله عنها هو وجود امراة اخري في حياته فتحدثت بخوف وغضب مستعر قائله
(( هل تحبها .))
احتقن قلبه بالمشاعر فاجابها بتلاعب قائلا
(( كثيرا فانا احبها اكثر مما تتوقعي .))
لمست يديه بشرتها فتسارعت خفقات قلبها في الخفقان تكاد تلقي حتفها لتتوسله أن يخبرها بان ما قاله ليس صحيحا ولكن صوته قد اخترق مسامعها فتحدثت بتوسل قائلا .
((ابتعد عني ارجوك.))
تنهد وهو يميل لوجهها يلثمه فدائما لا يجد منها إلا الصد والبعد فقرر ان يشعرها بأنه رجل ويحتاج لإمراة تتفهم متطلباته لا مجرد زوجة تعتكف في غرفتها تنام قبل ان يأتي وتطمئن عليه وتري إذا ما كان يحتاج لشئ أم لا فأستدار ذاهبا بإتجاه الطاولة يفرغ ما في جيبه قبل دخوله للمرحاض لينعم بحمام دافئ لعله يخفف من تشنج عضلاته فهو يمتنع عنها دون رغية منه يريدها أن تشعر به وتتخلي عن وجهها البارد واللامبالاة التي تعيش فيها اتجه ناحية المرحاض فدخل واغلق بابه بعنف ووقف يزفر بضيق فكم كان يريدها اراد النخلي عن كل شئ عن مخططاته وبرودها والخوض معها في ليلة لم تنسي فهي من بادرت تلك المرة ففتح مرش المياه ودخل اسفلها يهدي من تشنجات عضلاته ويطفئ خيرا قلبه التي اشعلتها بقربها منه فاستند بذراعيه علي الحائط بينما المياه تتساقط علي جسده خرج من المرحاض وكان قد انتهي من اخذ حمامه فصعد علي الفراش واستلقيعلي ظهره واضعه ذراعه اسفل راسه كانت جالسة في زاوية الغرفة علي الاريكة تراقبه بينك تقرض اظافرها باسنانها تفكر فيما يتوجب عليها فعله فلم تتركه لإمراة اخري فهو حبيبها وصديق طفولتها لن تسلم لاي احد بإنتزاعه منها ستضرب كرامتها عرض الحائط وتظل متمسكة به عليها ان تخطط وتري كيف تعيده إليها من جديد ستخبر والدته بما يفعله ولكن عليها بمراقبته اولا وتري من تلك الفتاة التي تحبها بتلك الطريقة نيران تشتعل في قلبها تريد قتله لتاخذ بثائر قلبها وخيانتها بحبه لإمراة لو كانت امراة اخري مكانها لكانت ثارت وتشاجرت معه ارادت ذلك ولكن كرامتها لم تسمح لها فلم تظهر ذلك فوقفت واتجهت لطرف الفراش لتستلقي عليه فظلت مستيقظة طوال الليل و هل يزورها النوم وهي تعلم بخيانة زوجها واعترافه بكل صراحة بحبه لامراة اخري ..
تحرك صاعدا الدرج ووقف يطرق علي باب غرفة والدته ولكنها لم تجيب ففتح الباب ببط ودخل ينظر وجدها مستلقية علي الفراش تحتضن أياد تخفيه بداخل صدرها جلس بجوارها علي الفراش ورفع ذراعه يربط علي شعرها بأنامله ففتحت عينيها تنظر إليه ثم أنفجرت في البكاء واستقامة جالسة ليتلقفها بداخل أحضانه صوت بكاءها المرتفع جعل اياد يستيقظ من النوم فتح الصغير عينه يدعكها كفيه وجلس ينظر إليهم ثم تحدث قائلا
(( أبي هل عدت .))
رفعت مني رأسها من داخل صدر فراس تنظر لاياد الصغير بغير فهم لما نطق به فتحدثت بتيه قائله
(( اياد أين والدك هل تراه.))
أومأ لها الصغير ثم ضحك بخفوت وهو يجيبها قائلا
((نعم أراه .))
نظرت متعجبة لفراس الهادئ تمام ثم سحبت الصغير ليجلس علي مقربة منها وتحدثت قائله
(( هل حقا تراه .))
أشار الصغير بانامله علي فراس فقلب فراس عينيه فوالدته ستجن أن بقيت في تلك الحالة فتحدث قائلا
(( أمي لقد طلبت من اياد ان يدعوني بأبي فلا داعي للتفكير كثيرا ورسم اشياء اخرى في عقلك.))
أومأت له بحزن ثم استلقت علي الفراش فطلب من اياد ان يقترب منه وطل يداعبه وهو لا يعرف كيف يجيب علي تساولاته عليه أن يستشير طبيبا اولا ثم يري باي طريقة يخبره..
بعد مرور عدة ايام
أستيقظت في الصباح علي صوت المنبه يتصاعد فأستقامت جالسة تتثاوب ثم تحركت تاركة الفراش لتغتسل وتبدل ملابسها ثم تذهب لعملها بعد أنتهاء ساعات عملها عرضت عليها دارين أن تقابلها ويتناولون الطعام في الخارج وافقتها علب الفور فهي تريد الخروج من تلك الحالة لا تريد أن تشعر بأنها وحيده ..
ذهبت إلي المطعم التي اتفقت مع دارين علي مقابلتها فيه كانت جالسة تنتظر حضورها رأتها أتية من بعيد تشير إليها بذراعها وهي تقترب منها ثم مالت عليها تقبل وجنتيها واتجهت تسحب مقعدها وتجلس عليه ظلوا يتحدثون ويتشاورن في كل ما يمر بحياتهم فتناولوا الطعام وكلا منهم تسرد ما حدث معها في تلك الفترة التي لم يروا بعضهما البعض فيها استأذنت وعد لتذهب للمرحاض وما أن عادت كادت تصتدم في طفل يركض بأقصي سرعته فمالت وعد حتي تصل لمستواه وأخذت تربط علي شعره وتبتسم له ثم تحدثت قائلا
(( لا تركض لكي لا تتأذي .))
بينما الطفل ينظر إليها دون النطق بكلمة فنظرت إليه بحب وعاطفة قائله
(( أين والدتك أذهب وابقي بجوارها حتي لا تقلق عليك .))
لم يجيبها وظل ينظر إليها ببراءه ثم تركها وتحرك عائدا إلي طاولته بينما ظلت هي تتابعه بنظرها وهي تبتسم ثم امتزجت ملامحها بالصدمة وهي تنظر للشخص الجالس علي الطاولة يناديه الطفل بأبي وامامه تلك الفتاة التي يوزع إليها الابتسامات ..
وقفت متسمرة في مكانها تري أحلامها تنكسر أمام عينيها تفكر بأنه يعيش حياته وكون عائلة ولكنها لا تعرف ما يعانيها جرت قدميها عائدة لصديقتها ووجهها يوضح ما تعانيه في تلك اللحظة ...
وصلت أمام صديقتها واخبرتها بأنها ستغادر ثم حملت حقيبتها وأتجهت مغادره بينما دارين تنادي عليها وهي تحاول اللحاق بها ..
كانت فراس جالسا علي طاولته مع أخته وأياد يتناولون الطعام أنشغل قليلا في هاتفه فأبتعد عنها اياد يركض ويلعب في المكان وأسيل تتابعه بعينيها عندما وجدته يتحدث مع تلك المراة كانت علي وشك الوقوف والذهاب إليهم ولكنها وجدته عائدا إليها وجلس بجوارهم سالته اسيل قائلا
(( من تلك الفتاة التي كنت تقف معها ، وماذا قالت لك))
قال اياد بحزن
((لا شي طلبت مني ان ابقي بجوار والدتي ))
انتبه فراس لما قاله اياد ودار ببصره ينظر للمراة التي يقصدها وتتابعها ايل بعينيها وهي تتحدث معه وجدها تخرج من المطعم شبه راكضه وفتاة اخري تلحق بها وتنادي أسمها ما أن وقعت حروف أسمها علي مسامعه شعر بخنجر مسموم يغرس بداخله فطلب من اسيل ان تنتظره لحين عودته وتحرك ذاهبا إلي الخارج وقف امام المطعم ينظر من حوله في كل اتجاه يبحث عنها ولكنه لم يجد أحدا وكأن الارض انشقت وابتلعتها استدار عائد للداخل من جديد فاخبر اسيل بانهم عليهم العودة للمنزل فوقفت تحضر حقيبتها بينما هو حمل الصغير وتحرك خارجا من المطعم يستقل سيارتة والتفكير فيها ينهش عقله ..
وصلت منزلها ففتحت بابه ووقفت تبكي وتضرب بكفها علي صدرها عدة مرات متتاليه حتي علا صوت نشيجها فوضعت كفها علي فمها تكتم صوتها ودموعها تتساقط واحدة تلو الاخري ، رفعت كفها تمحي بأنامل مرتعشة دموع عيناها تم جرت قدميها لتواصل المشئ ذاهبة لغرفتها لتنام علها ترتاح من تلك الحياة البائسة فمن قال بان قلبها من جليد وروحها من صقيع ..
مرت الايام عليها لا جديد فيها سوا مكالمة والدها يطلب منها زيارته بشكل عاجل كانت في طريقها إليها تفكر لما والدها يريدها ان تذهب إليه سريعا ، بعد دقائق كانت تجتاز الرواق لتقابل والدها الذي يستند بظهره علي ظهر الاريكة ظل مركزا نظراته عليها جالسا في مكانه دون تحرك متردد بين تنفيذ ما يريده وما تريده ابنته فتحدث بصوت رخيم قائلا
(( هناك من طلبك مني للزواج وانا قد وافقت .))
تحدثت بصدمة يغلفها الدهشة قائله
(( ماذا قلت زواج ماذا ؟))
اجابها ببساطة قائلا
(( زواجك لا تعتقدي بانني ساترككي تعيشين علي راحتك كثيرا .))
تحدثت بعصبيها ورفض قائله
(( ولكني لا اريد الزواج تعجبني حياتي وعيشتي بتلك الطريقة .))
أجابها بغضب مستتر قائلا
((ولكنها لا تعجبني .))
تحدثت بتحد قائله
((أبي ارجوك يكفي فأنا من اعيشها وليس انت .))
اقترب منها وأمسكها من كتفيها يهزها ويخبرها بأن ذلك هو اخر حديث لديه ثم تركها وغادر صاعدا للطابق الثاني فذهبت إلي المرحاض بخطوات متثاقلة تغسل يديها ووجهها الشاحب وكأن الدماء قد سحبت منه وفقدت كل طاقتها عادت لترمي المياه الباردة علي وجهها كي تستعيد بعضا من الراحة والتركيز فلن تضعف وتستسلم لما يريده عليها أن تستجمع نفسها وتستعيد رباطة جأشها لتستطيع الاستمرار في الرفض ثم تحركت مغادرة منزل والدها ذاهبة لمنزلها وتري ما سيطلع معها لتمحي تلك الفكرة من رأس والدها ...
((ابي لما تخشي علي فراس بتلك الطريقة فهو لم يعد صغيرا لياخذ الحرس معه أينما ذهب .))
كان هذا هو ما تحدث به معاذ سألا والده لما يخشي علي فراس ومما يخشي فما هو سبب خوفه الشديد علي فراس دونا عنهم جميعا ..
اذدرد ريقه بإضطراب وتحدث بتوتر قائلا
(( لاشئ فأنت تعلم كم هو مستهتر وجالب للمشاكل فذلك كل ما في الامر ..))
رمقه معاذ بعدم تصديق وأكتفي بإماءة من رأسه فتحدث والده لي بعده عن التفكير في ذلك الامر قائلا
(( أفكر أن أعرض علي فراس العمل معك في الشركة لعله يخرج من تلك الحالة ويعيش حياته بشكل طبيعي فقد مرت فترة ليست بالقليله ولكنه مازال مسجونا بداخل احداث تلك الليلة المشئومة..))
ارتسم شبه إبتسامة علي وجهه واقترب من والده وهو يقول
(( افعل ما تراه صحيحا يا ابي وانا معك في اي قرار ت تاخذه ..))
ربط والده علي كتفه ثم تحدث قائلا
(( لطلما كنت ابنا طائعا فليحفظك الله ..)
كانت واقفة تستمع لحديثهم وتشاهد تلك العلاقة الفريدة من نوعها تعلم كم زوجها يحب معاذ ويقدره تتمني من الله ان تدوم تلك العلاقة بينهما للابد وجدت احدا يضع كفه علي عينيها ومال يهمس في اذنها قائلا
((ما الذي تفعلينه يا مني هل تتسمعين علي والدي واخي ..))
رفعت كفها تزيح كفه عن عينيها واستدارات تنظر إليه بعاطفة ممزوجه بالحب ثم سالته قائلا
(( أين اياد واسيل .))
اجابها بهدوء قائلا
((اسيل مع اياد في الحديقه في الخارج يجلس علي الارجوحه .))
(( حسنا اذهب وبدل ثيابك ثم اذهب لوالدك لانه يريدك في امر هام .))
نظر إليها بتسأل ولكنها اكملت حديثها قائلة
(( لا تنظر إلي هكذا لانني لن اخبرك انتهي اولا من اغتسالك وتبديل ثيابك ثم اذهب لوالدك وقتها سيكون انتهي من الحديث مع معاذ .))
قبل وجنتيها ثم استدار ذاهبا يصع كفيه في جيب بنطاله صاعدا لغرفته يفكر هل وعد حقا هي من كانت في المطعم ام مجرد تشابه في الاسم لا اكثر ...
ما ان دخل غرفته امسك هاتفه وضغط علي رقمها يريد الاستماع لصوتها فذلك يكفيه يعلم بانه انشغل في الفترة الاخيره فلم يعد يطلب من ذلك الرجل مراقبتها وتوصيل ادق تحركاتها إليه ولم يعد يستمع لصوتها عبر الهاتف يكفيه ان يستمع لكلمة من وهي تسأله عن من يكون يكفيه استماعه لصوت انفاسها المرتفعة التي تصله عبر الهاتف فما ان تفقد الامل في إجابتها تغلق المكالمة ...
ضغطت زر الايجاب ووضعت الهاتف علي اذنها واكتفت بالصمت تستشعر صوت انفاسه تعلم بانه هو من يتصل بها ولكنه لا يجيب رساله من لعله يجيبها ويخبرها من هو ولكنه لم يعد يتصل بها منذ فترة فتاكدت اليوم لما لقد تزوج ولديه طفل جميله يشبهه كثيرا تساقطت دموعها وهي تتذكر رؤيته وهو جالس يحتضن كتف تلك المراة التي كانت تجلس علي مقربة منه يداعب ذلك الصغير وينظر إليه بعاطفة ابوية رفعت كفها تمحي دموعها فانهت المكالمة واغلقت الهاتف كليا ثم رمته علي السرير بجوارها واستلقت علي الفراش تتذكر تلك الايام الخوالي التي لم يكن ليكف عن التودد اليها والمحاولة معها لتبادله مشاعره ولكنه كبر وتغير كثيرا وتغيرت معه مشاعره لقد ثار أكثر وسامة ...
أنتظرته لوقت متاخر ظلت جالسه تزفر بغضب بينما تنظر في الساعة كل دقيقة تنتظر قدومه وجدته يدير مقبض الباب ويدخل ليطل عليها بهيئته الرجولية الضخمة وملامحه التي تعشقها اقترب منها بإبتسامة تعلو وجهه ولا ذراعه حول خصرها يحتضنها ومال عليها يطبع قبلة رقيقة اعلي شعرها ثم استند بذقنه علي راسها ثم ابتعد عنها قليلا ينظر لعينيها وتحدث يرفع حاجبه قائلا
(( لما ما زلت مستيقظة حتي الان فالوقت تاخر .))
تحدثت ساندي بميوعة متعمدة وهي تقترب منه ببطء قائله
(( كنت فقط أتفقدك فقد اشتقلت إليك فلم اعد اراك تخرج في الصباح وتعود في وقت متاخر من الليل . ))
ابتسم بإنتصار فهو يتعمد ذلك ليتحرك لوح الثلجي وها هو يحظي بالنتيجة فتحدث بإقتصاب قائلا
(( انا متعب واريد النوم .))
نظرت إليه بإستياء تفكر في مغزي حديثه هل يرفضها شئ واحد هو ما يجعل الرجل يرفض زوجته فهو انشغاله بإمراة أخري .
عرف ما تفكر فيه من تعابير وجهها فاطلق ضحكة عالية فلم يستطيع التحكم في نفسه اكثر من ذلك ولا اخفاء ضحكته فأقترب منها يحتضنها ويطبق عليها بذراعه بقوة يريد ادخالها بين ضلوعة لعل قلبه يرتوي من أقترابها فرفع ذقنها بانامه نظرت إليه نظرة بإنكسار وتشكك وقد بدات عيناها تترقرق بالدموع تشك بأن سبب انشغاله عنها هو وجود امراة اخري في حياته فتحدثت بخوف وغضب مستعر قائله
(( هل تحبها .))
احتقن قلبه بالمشاعر فاجابها بتلاعب قائلا
(( كثيرا فانا احبها اكثر مما تتوقعي .))
لمست يديه بشرتها فتسارعت خفقات قلبها في الخفقان تكاد تلقي حتفها لتتوسله أن يخبرها بان ما قاله ليس صحيحا ولكن صوته قد اخترق مسامعها فتحدثت بتوسل قائلا .
((ابتعد عني ارجوك.))
تنهد وهو يميل لوجهها يلثمه فدائما لا يجد منها إلا الصد والبعد فقرر ان يشعرها بأنه رجل ويحتاج لإمراة تتفهم متطلباته لا مجرد زوجة تعتكف في غرفتها تنام قبل ان يأتي وتطمئن عليه وتري إذا ما كان يحتاج لشئ أم لا فأستدار ذاهبا بإتجاه الطاولة يفرغ ما في جيبه قبل دخوله للمرحاض لينعم بحمام دافئ لعله يخفف من تشنج عضلاته فهو يمتنع عنها دون رغية منه يريدها أن تشعر به وتتخلي عن وجهها البارد واللامبالاة التي تعيش فيها اتجه ناحية المرحاض فدخل واغلق بابه بعنف ووقف يزفر بضيق فكم كان يريدها اراد النخلي عن كل شئ عن مخططاته وبرودها والخوض معها في ليلة لم تنسي فهي من بادرت تلك المرة ففتح مرش المياه ودخل اسفلها يهدي من تشنجات عضلاته ويطفئ خيرا قلبه التي اشعلتها بقربها منه فاستند بذراعيه علي الحائط بينما المياه تتساقط علي جسده خرج من المرحاض وكان قد انتهي من اخذ حمامه فصعد علي الفراش واستلقيعلي ظهره واضعه ذراعه اسفل راسه كانت جالسة في زاوية الغرفة علي الاريكة تراقبه بينك تقرض اظافرها باسنانها تفكر فيما يتوجب عليها فعله فلم تتركه لإمراة اخري فهو حبيبها وصديق طفولتها لن تسلم لاي احد بإنتزاعه منها ستضرب كرامتها عرض الحائط وتظل متمسكة به عليها ان تخطط وتري كيف تعيده إليها من جديد ستخبر والدته بما يفعله ولكن عليها بمراقبته اولا وتري من تلك الفتاة التي تحبها بتلك الطريقة نيران تشتعل في قلبها تريد قتله لتاخذ بثائر قلبها وخيانتها بحبه لإمراة لو كانت امراة اخري مكانها لكانت ثارت وتشاجرت معه ارادت ذلك ولكن كرامتها لم تسمح لها فلم تظهر ذلك فوقفت واتجهت لطرف الفراش لتستلقي عليه فظلت مستيقظة طوال الليل و هل يزورها النوم وهي تعلم بخيانة زوجها واعترافه بكل صراحة بحبه لامراة اخري ..