2

الفصل الثاني
بحث سعد عمل و لم يجد لقد رفضه الجميع فمنهم من يحتاج إلى شهادات علمية او لغات و هذا ليس متوفى لدى سعد و منهم من لم يكن بحاجة و و و الخ .



لقد ضاقت بها الدنيا ماذا يفعل لا يستطيع البقاء متسكعا في الشوارع و المبلغ الذي جمعه عند صهيب يكاد لا يكفيه ثمن طعام و منامة ولفترة قصيرة إذا لم يجد حلا


إضافة أنه لا يمكنه العودة إلى القرية قبل أن يشتد عوده فيعيد ماء وجهه الذي سكبته على الأرض تلك المرأة الفاجرة عندما ابتلته بنفسها ظلما و عدوانا



قال سعد لنفسه : يستحيل لن أعود تحت أي ظرف حتى لو اضطررت للسرقة .


المسكين كم كان ينام في الحدائق العامة دون غطاء و كم كان يشعر بالجوع


و في أحد الأيام كان نائما على مقعد في حديقة باب الزهور فاستيقظ على أشعة الشمس التي كانت تداعب وجهه الذي اسمر بسبب الشمس وجلس متكسرا و أخذ يمد.يديه إلى الأمام و الخلف و يتثاءب



ضحك في نفسه و قال يا لها من نومة راقية فندق بخمس نجمات و ريش نعام سأطلب الآن الفطور فها آنذا أرن جرس الغرفة المتصل بخدمة الفندق ..أو لا يا إلهي إنه معطل سأنزل فورا لأكسر الدنيا على رؤوسهم على هذا التسيب



ضحك سعد بقهقه ناسيا أنه يتخيل فنظر إليه المارة باستغراب .

فقام بسرعة و بدأ الركض لشعوره بالاحراج و قرر أن يعاود المحاولة في البحث عن عمل .



هاهو ذا يمشي مجددا ليرى مجموعة من العمال تقف قرب شخص وسيارة نقل كبيرة و ضجيجهم قد علا فاقترب منهم و سألهم أذا كان بالإمكان أن يعمل معهم .



فقبلوا لكنهم اشترطوا عليه أن العمل لسبع ساعات يوميا و هو عبارة عن نقل مواد البناء للمهندسين في مشاريعهم و أن الأجر ليس كما يجب .



اضطر سعد للقبول و بدا بتجربة العمل الجديدة فأخذ يعمل كل الوقت بجد و نشاط ليكسب ثقة المهندسين فلا يطرد مجددا


لكن جسمه لم يكن يتحمل كل هذا الجهد مع بقائه في الطرقات متسكعا كمتشرد لا بيت له .



تعرف على شاب يدعى صخر و شرح له ظروفه فساعده الشاب على استئجار غرفة في حارته عند امرأة عجوز تدعى أم سليم تعيش من أجرة الغرف التي تؤجرها للناس .



بقي على هذه الحال يعمل بجهد لا يأتي بمصروف ينفعه وحده و فكره كان عند أختيه اللتين لا يعلم كيف يتدبران أمرهما




تلك الأختين اللتان تعانيان من جبروت خالهما و زوجته اللذين بدورهما بدأا الضغط على الفتاتين و اخذ ما تعملان به من مال .




الخال : هيا يابنت اختي أنت و هي لم يعد بمقدوري الصرف عليكما فأنا لست مصرفا
أنتما بنات أختي و لكن أنا لي أسرة تحتاجني

قالت الأخت الكبرى : ماذا نفعل ياخال إننا نعمل لفترتين حتى نساعدك في مصروفك.



قالت الصغرى التي تصغرها بسنتين : تركنا مدرستنا للتخفيف عنك و أنت تعلم أن أخي خرج و لم يعد لا ندري ما حاله نحن نقلق لغيابه .



الخال : الله المستعان ادخلن و ساعدن زوجة خالكم في المطبخ و أرسلاها إلي




دخلت الفتاتان المطبخ رغم حاجتهما للنوم و دمع الصغرى على خدها.

قالت لها الكبرى : الصبر يا أختاه لابد أن يفرجها الله سبحانه .




و عندما خرجت زوجته سألته : ألم يرسل أخوهما مع سيف شيئا هذه المرة أيضا ياله من سافل ما الذي يقصده قال فترة و سيعود لأختيه


الخال : مضطر لتحملهما فترة فنحن نستفيد من ما يوفرانه من أجرة عملهما .



سأحاول أن أتصرف لكن اصبري قليلا فالناس ستأكل وجهي إذا طردتهما و أخوهما ليس معهما .




كانت الأختان متعبتان حزينتان تتحدثان عنه و عن شوقهما له



وفي نفس اللحظة كان سعد عائدا إلى غرفته التي سكنها عند ام سليم فشعر بانقباض في قلبه و ضيق في صدره و كأنه أحس بأختيه فتوقف قليلا و خطرت على باله أختيه فقال : يا رب كن مع أختي و معي يا رب .




تناول غداءه و أخذ قسطا من النوم و بعد ساعة استيقظ على صوت أم سليم و هي تطرق الباب بعكازها و تقول : أين أنت يا سعد
فتح لها الباب و قال : خيرا يا حاجة ما الأمر ؟


قالت أم سليم : لقد تأخرت بدفع الايجار لي حوالي الشهرين لن أننظرك أكثر

سعد : هلا تحملتي قليلا يا خالة فالعمل هذه الايام قليل بالثقالة و لم يؤجرني المهندس بعد


أم سليم : تحملتك فوق الحد انظر إلي هذا البيت مصدر رزقي فلولا إيجاره منك و من غيرك لما استطعت جلب دوائي الغالي الثمن لذلك معك أسبوع وإن لم تدفغ سأطردك .




نظر سعد إلى السماء و قال : يا رب ماذا أفعل ضاقت الدنيا بي .




وفي تلك الليلة عندما عاد من عمله المجهد الذي لم يجد منه نفعا و هو متعب بائس فاقد للأمل
فوجئ بشخص يركض بسرعة و يحمل معه حقيبة
ارتطم به فوقعا معا على الأرض




سعد : انتبه ما خطبك

اللص رمى في حضنه الحقيبة و هرب بعد ان سمع صوت سيارة الشرطة قد اقترب منهما و قال لسعد: ابتعد عن طريقي أيها اللص


ثم هرب ضاحكا .


سمع سعد صوت سيارة الشرطة و أحدهم يصرخ لص لص تذكر فورا الموقف الذي تعرض له في القرية فما كان منه إلا أم اننفض واقفا و حمل الحقيبة و أخذ يجري وراء ذلك الرجل



جرى و اللص يجري و حاول تضيعه مرارا لكن سعد استطاع اللحاق به




فتوقف اللص أخيرا من شدة التعب و هو يلهث ويقول :من أنت ، لماذا تتبغني ، هل أنت شرطي ؟
سعد : ويحك أتريد توريطي هربت و تركتني مع الحقيبة التي سرقتها .

اللص : هات الحقيبة والآن ماذا تريد مني ارحل


سعد : لاااا لن تحلم انا لا أعرف ماذا جرى خلفي هناك كثر شاهدوني أركض و بيدي الحقيبة لا بد أنهم ظنوا بي السوء هل أنت فرح أيها اللص الظريف.


اللص أخذ يضحك و قال له ألست جائع يا
ماهو اسمك؟


قال سعد: نادني بسعد و على فكرة لم أكن أنقصك فلدي ظروف صعبة بسبب أمثالك .

اللص : أنا ورد
أترى الورد له رائحة طيبة أما انا فرائحة السرقة النتنة تفوح مني
.ثم أخذ يضحك بعلو صوته وسط استغراب سعد لمنظره و أسلوبه


ثم أمسك اللص سعدا و اتجه إلى بيته.
اللص ورد: تفضل ادخل سنتناول الطعام و تحكي لي قصتك و ربما أحكي لك قصتي


تناولا العشاء و كم كان سعد جائعا فنسي أنه يأكل مع لص و أن طعامه ليس بحلال


بعد ان انتهوا من طعامهما جلسا و قام ورد ليصنع له الشاي
و بعد ان و ضعها امامه قال له هيا احك لي قصتك


حدثه سعد عن ما حصل معه و عن معاناته في هذه المدينة

قال ورد : هل تظن أني سلكت درب الحرام والسرقة لأنني سعيد و أحب هذا الطريق انا أيضا مررت بظروف قاسية و لم أجد حلا غير السرقة .


توقف ورد عن حديثه ثم قال له : هل تعمل معي يا سعد لن تندم سنقضي على الفقر الذي أهلكنا و ستذل تلك السافلة التي سببت لك فضيحة لا ذنب لك فيها و إن مرض أحد يخصك ستستطيع جلب الدواء له و ستنقذ حياته .



كان سعد مندهشا لكلامه و للحظة أخذ يسأله عن أساليبه بالسرقة و عن أدواته و كيف كان ينجو من الشرطة



فسرد له ورد طبيعة عمله في جانب السرقة و قال له: فكر معك كل الوقت لقد تعاطفت معك كثيرا و يمكنك البقاء هنا شريطة ان تحفظ سري و أن لا تتدخل بي نهائيا إذا لم ترغب بالعمل معي




فكر سعد كل الليل بعرض ورد و أبعد الفكرة عن رأسه مئات المرات لكنه لم يعد يجد وسيلة فكل الطرق مقفلة او صعبة و هو مسؤول عن أختين لا يعرف عنهما شيئا



و في الصباح استيقظ ورد و أيقظ سعد الذي بدا عليه قلة النوم
ورد : يا صباح القرارات الصعبة صباح الخير

سعد: صباح النور
ورد : هل أعجبك فندق 5نجوم خاصتي ههههه هيا قم و تناول معي الافطار




قام سعد و دخل الحمام ثم غسل يديه و قال له : هل تسكن وحدك هنا




ورد : ههههه لا تسكن معي خالتي أم الهنا ..طبعا وحدي أسرتي في قرية بعيدة
أرسل لهم النقود دائما لكن أحدا منهم لايعرف بأني لص




قال سعد: هم و انا و أنت نفسك تعلم أن هذا الطريق حرام و سيوصلنا إلى جهنم




ضحك ورد و قال : أريد ان أدخل النار و أنا أرى أبي يأخذ دواءه و أمي أيضا و أطفالي يرتدون أجمل الملابس و لا أريد أن أرى دمعة أختي و هي قادمة من المدرسة لان صديقتها الغنية سخرت من حذائها





أريد ان أدخل النار و أنا أساعد الفقراء و المجتاجين
لم أعد أرغب بالجنة و أنا أعاني لرؤية كل القهر و الفقر و الحاجة عند عائلتي
يكفي سعد انت تفهمني و لمعلوماتك انا أختار الضحايا خاصتي في السرقة من من لا قلوب لهم ممن يرون الفقر و لا يتحركون و يدوسون على مشاعر الفقير و المحتاج .







سعد : كم مرة سرقت

ورد : عدة مرات
سعد : و هل تعرضت للخطر أثناءها

ورد: لا شيء يأتي بسهولة
اخطط دائما قبل البدء في مهمتي و عليه أنفذ



سعد : حسنا موافق لكن لي شرط واحد سأعمل وحدي لأنني أعرف أنني سأسبب لك المشاكل لو رافقتك قد نذهب في ستين داهية

و


سأتعلم منك و تنصحني بما يجوز و لا يجوز
و نلتقي هنا دائما فإن أخفقت و أمسكتني الشرطة لي طلب عندك

ورد : اطلب

سعد : أختاي ليس لهم سند ستذهب إليهما و تخبرهما بأني سافرت إلى الخارج و ستطول سفرتي
و أن أنت أخفقت أعدك أن أهلك أهلي و لن ينقصهم شيء



نظر إليه ورد بامتنان و قال : موافق و وعد مني لك أيضا لو لا قدر الله وقعت أنت في يد الشرطة سأكون أخا لأختيك أقسم.


سعد: أمر أخر عندما تتحسن أوضاعنا ماديا سنقوم بمشروع خاص بنا و نترك الحرام و نعمل على احلال أعمالنا بمساعدة المحتاجين


ورد : اتفقنا

تناول سعد و ورد طعامهما و بقي القرار يشغل بال سعد لكن لا حل أخر

ورد : جهز نفسك مهمتك الاولى جاهزة ستسطو على بيت ثري يسكن في الحارة المجاورة كنت انوي سرقته انا لكن ليكن تجربتك الأولى


عليك مراقبة المكان و معرفة كل التفاصيل عن هذا البيت لتستطيع سرقته بسهولة

سأعطيك كل الأدوات التي تحتاجها و أنصحك بما اعرف و نلتقي بعد أسبوع

سعد: اتفقنا

و فعلا شرح له كل شيء و رافقه إلى تلك الحارة و أخبره عن موقع البيت



كم كان منظر ذلك البيت ملفتا للانتباه من الخارج فكيف به من الداخل قال سعد في نفسه


ورد : بالتوفيق

سعد : ترى هل سأنجح

ورد: أساس عملنا الموبوء هو التخطيط فخطط ثم نفذ و إياك أن تتأثر بالمشاعر ستقتلك وتدخل في يديك أساور السجن



و بالفعل انفصلا و كل ذهب باتجاه
فبدأ سعد يفكر بطريقة ليدخل بها هذا البيت

و فجأة خطر له ان يتظاهر بأنه عامل تنظيفات ينظف حول منزل ذاك الثري و بنفس الوقت يجمع كل المعلومات عنه




بدأ يستفسر من المارة بطريقة ذكية على أنه عامل تنظيفات و بسيط الحال يسأل بفضول ليس إلا


عرف بعد يومين أن لديهم خادمة و هذه الخادمة تسكن معهم




وفي أحد الأيام تسلل إلى حديقة المنزل الخلفية ليراقب عن كثب إلا أن الخادمة فتحت الباب الخارجي للمطبخ المطل على الحديقة و خرجت لتأتي بسلم كان قد وضع خارجا




فدخل ألى الداخل بسرعة ظنا منه انه يستطيع الخروج فورا لكنها أصدرت صوتا

فاضطر للقفز إلى العلية و الاختباء فيها حتى يعرف كيف سيتدبر أمر خروجه


دخلت الخادمة و هي تمسك السلم الذي أسندته إلى جدار العلية في المطبخ



و عندما قرر النزول فالفرصة سانحة للهرب استوقفته فكرة

سأبقى هنا في العلية و سأراقب الجميع و أعرف التفاصيل من هنا و عليه سأتصرف و أسطو على مالهم



أجل هذا ما سأفعله
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي