الفصل الأول
ها هو " حازم " جالس على فراشه يدُخن بعض السجائر بشراهة ويُفكر فى أفكاره الشيطانية التى زرعتها بداخله والدته الحقودة الكارهة لمن حولها
دلفت " نجلاء " غرفة " حازم " الذى كان باباها مفتوحا بالفعل ، لتجده مُستلقياً على فراشه يُدخن السجائر وشارد الذهن ، لتصيح " نجلاء " رادفة بمكر :
" أنا عارفه انت بتفكر فى أيه واللى انت عايزه هو اللى هيحصل ، وحيات غلاوتك عندى يا حبيبى ليحصل وهيبدأ من النهارده كمان ، بس أنت نفذ اللى قولتلك عليه "
أعتدل " حازم " فى جلسته رادفا بتوعد :
" أنا مش هرتاح ولا هيهدالى بالى إلا لما اللى أنا عايزه يحصل حتى لو كان ايه التمن!! ، مفيش حد هياخدها منى ، ندا بتاعتى أنا وبس يا ماما "
قال " حازم " جملته الأخيرة وهو ينهض من فِراشه مُتجها ليأخذ حماما ، لتردف " نجلاء " بكثير من الحقد والتوعد :
" وحيات غلاوتك عندى يا أبنى لجوزهالك حتى لو غصب عنها "
________
أرتفع صوت " منى " للغاية يكاد يصل الى أعلى البناية وهى تتجه نحو النافذة فاتحة إياها ، صائحة بأعلى صوتها حتى تستطيع إيقاظه من ذلك النوم العميق رادفة بإلحاح :
" قوم بقى يا عز الساعه بقت سبعة هتتاخر على شغلك يا أبنى ولسه هتفطر اصحى بقى "
صاح " عز " بصوت غالب عليه النوم وهو يضع الغطاء على وجِههِ حتى لا يرى أشعة الشمس رادفا بحنق :
" حاضر يا ماما هقوم أهو ، مش لازم يعنى العماره كلها تسمع موال كل يوم ده!! "
ألتو ثغر " منى " ومصمصت شفتيها بأستهزاء ، رادفة بتهكم :
" هو ده اللى أنت فالح فيه يا اخويا ، قوم يلا عشان متتأخرش على شغلك "
قالت " منى " جملتها وهى تُشرع فى الخروج من غرفة " عز " متُجة نحو غرفة " زيزى " صائحة بنفس نبرة الصوت العالية رادفة بتنبيه :
" يلا يا استاذه زيزى أنتى كمان ، اصحى بقى عندك محاضره الساعه تمانية ونص ، يلا عشان متتاخريش "
رفعت " زيزى " الغطاء عن وجهها بملل وحنق ثم ألقتطت هاتفها مُتفقدة كم الساعة !! ، لترفع وجهها إلى والدتها زافرة بأنزعاج :
" يا ماما حرام عليكى ، المحاضره الساعه تمانية ونص ودلوقتى الساعة سبعة ، لسه بدرى سيبينى شويه كمان بقى عايزه انام "
وضعت " زيزى " الغِطاء على رأسها مرة أخرى بينما سحبته " منى " من فوقِها رادفة بتهكم :
" ايوه يا حبيبتى لسه ساعه ونص ، ساعه تلبسى فيها ونص ساعه تفطرى ، مش لازم كل يوم تتاخرى ، يلا اخلصى "
خرجت " منى " مُتجه نخو غُرفتها هى وزوجهِا تاركة " زيزى " خلفها تتأفف بضيق وحنق ، بينما دلفت هى غرفتها لتجد زوجها " ماجد " مُستيقظًا وجالسًا على الفراش يضحك بكل طاقته ، لتردف " منى" بتهكم :
" طب كويس انى لقيت حد صاحى فى البيت ده قبل ما انبح فى صوتى واوجع قلبى معاه !! "
أنفجر " ماجد " ضحكا على إنزعاج زوجته الواضح على تعابير وجهها رادفا بمرح :
" تصحينى !! ده كميه الزعيق اللى انتى زعقتيها صحت الناس اللى على اول الشارع ،،مش هتصحينى انا !! "
لم تتحكم " منى " فى كتم ضحكتها لتردف بحب كبير نحو زوجها " ماجد " :
" طب يلا يا اخويا اغسل وشك وغير هدومك عقبال ما اروح احضر الفطار "
صاح " ماجد " مُستفسرا رادفا :
" مش هتصحى القتيل التالت عشان يروح كليته !! "
أجابته " منى " رادفة بتوضيح :
" لا ذياد قالى معندوش محاضرات بدرى النهاردة "
خرجت " منى " مُتجهة نحو المطبخ ، كى تُحضر الإفطار إلى عائلتها الجميلة
________
دلفت " هدى " غرفة بنتيها كى تُيقظهما ليذهبا إلى جامعتهما رادفة بمحبة :
" يلا يا بنات عشان متتاخروش على الكليات بتاعتكوا اصحوا يلا وانا هروح احضرلكوا الفطار "
" صباح الخير يا احلى ماما فى الدنيا ، استنى انا هقوم اساعدك فى الفطار عشان متتعبيش نفسك يا حبيبتى "
صاحت " ندا " بصوت غالب عليه النوم وهى تُزيح عنها الغطاء ناهضة من فراشها ، رادفة بحب كبير تجاه والدتها :
" ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى "
ربتت " هدى " على ظهرها بحب رادفة بإمتنان :
" طب والابله اللى نايمه دى !! مش هتصحى هى كمان هتتأخر على كليتها ؟! "
قالت " هدى " جملتها بعد أن أشاحت نظرها الى تلك التى لم تفيق حتى الان رادفة بتأفف :
" الابله اللى نايمه معندهاش محاضرات النهارده سبينى انام بقى "
قالته " جنه " بعد أن أبعدت تلك الوسادة عن وجهها بملل ، وبمجرد أن أنهت حديثها ، سريعا ما وضعت الوسادة على وجهها مره اخرى لتبتسم "ديالا" على إنزعاج شقيقتها مُوجهة حديثها إلى والدتها رادفة
" طيب يا ماما هقوم أنا احضر الفطار معاكى اهو عشان نفطر سوا قبل ما البس وانزل الكليه"
ربتت " هدى " مرة أخرى على ضهر أبنتها رادفة برضاء :
" طيب يا حبيبتى ربنا يرضيكى زى ما انتى رضيانى كده قادر يا كريم "
كادت " ندا " ان تتجه إلى المطبخ كى تُساعد والدتها فى تحضير الطعام ، ولكن أوقفها صوت رسالة على هاتفِها ، توجهت " ندا " إلى هاتفها وفتحت الرسالة لكى تقرأها وكان مضمون الرسالة :
" صباح الخير يا احلى واجمل ندا فى الدنيا كلها
بحبك يا ست البنات "
أبتسمت " ندا " بفرح وأغلقت هاتفها وسريعا ما ذهبت إلى المطبخ لكى تُحضر الطعام مع والدتِها ، سريعا ما أنتهيا من إعداد الطعام ووضعه على الطاولة كى يتناولوه معا ، لتردف " هدى " بإستفسار :
" هترجعى امتى النهارده يا حبيبتى من الكليه ؟؟ "
أبتعلت " ندا " ما بفمها رادفة بهدوء وتوضيح :
" يعنى على الضهر كده يا ماما او بعد الضهر هتحتاجى حاجه اجيبهالك وانا جايه !! "
حركت " هدى " رأسها بنفى رادفة بهدوء :
" لا يا حبيبتى اصل زينة مرات اخوكى معاذ عزمانا النهارده على العشاء عندها وعزمت اهلها كمان "
شعرت " ندا " بفرحة عارمة من هذا الخبر ، فهى تصبح أسعد شخص فى هذا العالم لوجودها بمكان واحد مع حبيبها المتيمة بعشقه ، لتردف بسعادة يالغة :
" ماشى يا ماما هقوم انا بقى البس عشان الكلية احسن اتاخر اكتر من كده "
أومأت " هدى " لها بالموافقة رادفة بعاطفة أمومة :
" ماشى يا حبيبتى ربنا معاكى "
_________
خرجت " ندا " من غرفتها شارعة فى الذهاب إلى جامعتها ، موجهة حديثها نحو والدتها رادفة بتوضيح :
" يلا يا ماما انا نازله بقى يا حبيبتى ، عايزه حاجة ؟! "
صاحت " هدى " رادفة بحب :
" عايزه سلامتك يا حبيبتى ، خدى بالك من نفسك ومتتأخريش "
قابلتها " ندا " رادفة باحترام :
" حاضر يا قلبى سلام "
خرجت " ندا " من باب شقتِها مُتجهة ناحية السُلم كى تنزل ، ولكن أوقفتها يد ذلك الشاب الذى جذبها إليه مرة واحدة ووضع يده على فمِها ليمنعها من الصُراخ
شعرت " ندا " بالكثير من الرعب والفزع ، نظرت إلى ذلك الوجه بصدمة ، لتجده حبيبها الذى لا تطمئن إلا بوجوده جانبها ، فأطمئنت " ندا " وهدأت ضربات قلبها ، لتصيح به بأنزعاج رادفة بحنق :
" انت مش هتبطل حركات العيال بتاعتك دى !! ، كنت هتوقف قلبى من الخوف يا أخى "
رمقها " عز " بكثير من نظرات الحب والعشق التى يحملها لها وأخذ يتفحص ملامح وجهها وحركاتها البريئة الطفولية بنظرة ماكرة ، ليعقب " عز " رادفا بأستفسار :
" هو أنا مش بعتلك رساله الصبح!! مردتيش عليا ليه؟! "
صُدمت " ندا " من سؤاله وأخذت تتصنع عدم الفهم رادفة بأستفسار :
" رسالة!! رسالة أيه؟! هو أنت بعتلى رسايل أصلا!! أنا مشوفتش حاجة وصلتلى منك "
لاحظ " عز " تلعثمها بالحديث ، ليُدرك أنها تكذب ليرمقها بمكر ومرواغة رادفا بإستنكار وهو يقترب منها :
" لا والله مشوفتيهاش!! أومال وشك بقى أحمر كده ليه؟! "
أقترب " عز " منها كثيرا ، بينما شعرت " ندا " بالقلق وأخذت تتراجع للوراء إلى أن ألتصقت بالحائط خلفها بينما استمر " عز " فى الأقتراب منها إلى أن أصبح الهواء لا يستطيع المرور من بين جسديهما ، سريعا ما أنخفض " عز " لتكاد أنفاسه تحرق عُنقها من شدة حرارتها ، ليُهمس لها بمكر رادفا بهمس :
" لما أقولك بعد كده إنى بحبك تردى عليا وتقوليلى وأنا كمان بحبك ، ماشى يا دندونه؟! "
كادت " ندا " أن تتحدث لتمنعها شفتاه التى ألتقطت شفتاها بقبلة ناعمة تحمل الكثير من الحب والعشق تُعبر عما يشعر به تجاهها ، أخذ يلتهم شفتيها واحدة تلو الاخرى ، ليلاحظ " عز " أختناقها وحاجتها إلى الهواء ليبتعد عنها لتستطيع أخذ أنفاسها
هدأت " ندا " من وتيرة أنفاسها وقلبها يدُق بسرعة كبيرة من شدة الخجل ، وأصبح وجهها شديد الاحمرار ولا تستطيع التحدُث ، لتردف بتلعثم :
" عز لو سمحت.. أبعد عنى عايزه أمشى.. متأخرة على الكليه.. و.. ، عندى محاضره بدرى "
همش " عز " بأذنها وهو لا يزال قريبً منها رادفا بهمس :
" متقلقيش ، هوصلك فى طريقى "
أستغلت " ندا " الفرصة لتصيح بسعاده مُمزوجه بالخجل ، وسريعا ما دفعته بعيداً عنها رادفة بلهفة :
" بجد !! طب يلا بسرعه بقى عشان منتأخرش وكمان عشان شغلك "
كادت " ندا " أن تفر من بين يديه ليُمسك " عز " بذراعِها سريعا حتى لا تستطيع الفرار وهو يقترب منها مره أخرى رادفا بصدق :
" بحبك يا ندا "
أخذت ضربات قلبِها تتعالى من شده الفرحة ، فهى تحبه اكثر مما يحبها ، وبالطبع استمعت إلى أعترافه بحبها مئات المرات ، ولكنها بكل مرة تشعر وكأن العالم لا يساوى شئ أمام كلمة حبه تلك ، للترمقه بنظرة حب مماثلة لنظرته رادفة بصدق :
" وأنا كمان يا عز "
رمقها " عز " بحب ولهفة مُشتاق لسماع تلك الكلمات منها ليردف مُستفسرا :
" وأنتى كمان ايه يا قلب عز؟! "
أرتبكت " ندا " كثيرا ولكن سريعا ما تحركت من بين يديه وأستطاعت الأفلات منه مرة أخرى ، لتُسرع فى هبوط الدرج هاربه من سؤالِه وهى فى قمه سعادتِها مُتحدثة :
" يلا بينا بقى عشان أنا أتأخرت جدا على الكليه بتاعتى "
أغمض " عز " عينيه بخيبة أمل تابعا إياها رادفا بأستسلام :
" حاضر يا واجعه قلبى معاكى "
توجها معا إلى السيارة ليوصلها الى الجامعة ، ولكن لم ينتبه أحد منهم لتلك العيون الحاقدة والكارهة لعلاقتهما معا وتنوى لهما على الكثير من الشر والمكائد
_________
أوقف " عز " السيارة أمام بوابة الجامعة ليحول نظره إليها رادفا بتهكم :
" يلا يا ست هانم أتفضلى عشان أروح شغلى أنا كمان ، أنا عارف إنى هترفد بسببك إن شاء الله "
ضحكت " ندا " على طريقته بينما فتحت الباب مُستعدة للترجل من السيارة رادفة بمشاكسة :
" حاضر يا عم عز ، وبعدين أنت اللى جايب وجع القلب ده لنفسك ، لازم يعنى كل يوم توصلنى!! دا أنت مش بتعمل كده مع أختك يا أخى "
غمز لها " عز " بمراوغة رادفا بمعازلة :
" عشانك أنت أتعب قلبى وعقلى وكل حاجه فداكى يا ست البنات ، وبعدين زيزى بكره يجلها واحد يحبها زى ما أنا ما بحبك كده وهيعمل زى ما أنا بعمل كده بالظبط "
أبتسمت " ندا " بخجل وترجلت من السيارة رادفة بتهرب :
" أنا أتأخرت أوى كده ، يلا باى "
تقدمت " ندا " عدة خطوات ثم عادت إليه مرة أخرى متوجهة إلى نافذة السيارة ، ليظن " عز " أنها قد نست شيئا ، ليسألها مستفسرا :
" فيه أيه!! نسيتى حاجه ولا أيه؟! "
أومأت له " ندا " بالموافقة
ليصيح " عز " بأستفسار غير مُدركا ما تعنيه رادفا :
" نسيتى أيه!! "
أقتربت منه " ندا " بخجل نحو أذنيه رادفة بهمس :
" وأنا كمان بحبك أوى يا عز "
قبل أن يقوم " عز " بأى ردة فعل كانت " ندا " قد أسرعت بالدخول إلى جامعتها هاربة منه ، بينما أبتسم " عز " وهو ينظر لها وهى تُسرع فى الدخول إلى جامعتها رادفا بحب :
" وأنا بموت فيكى يا قلب عز "
أدار مُحرك سيارته بعد أن تأكد من دخولها الجامعة شارعا فى التوجه إلى عملِه
_______
وصل " عز " إلى البنك وهو يُسرع فى الدخول لكى لا يراه أحدا من المسؤولين ويعلموا أنه قد تأخر ، ومن ثم يقع فى مُشكلة كبيرة ، ولكن أوقفه هذا الصوت الآتى من خلفه رادفا بتهكم :
" لا والله لسه بدرى يا أستاذ عز؟! "
ألتفت " عز " إلى مصدر الصوت الذى يُحدثه وعند رؤيته زفر براحة وأطمئن قلبه قليلا رادفا بانفعال :
" يووه يا أخى هو أنت!! خضتنى يا عم ، دا أنا قولت خلاص أترفدت حرام عليك يا جدع "
ضحك " أنس " على فزع صديقه مُضيفا بتهكم :
" لا مهو أنت لو فضلت عالحال ده التأخير ده كل يوم هتترفد ونخلص منك قريب بعون الله "
أمتعضت ملامح " عز " بطفولية مُستعطفا صديقه رادفا بعتاب :
" كنت بوصل ندا يا عم ، يرضيك يعنى أسيبها تمشى لوحدها وحد يرخم عليها!! ترضيها على مرات أخوك؟! "
أصتنع " أنس " ملامح التأثر رادفا بأستهزاء وتهكم :
" لا طبعا أزاى يعنى ، ميرضنيش أترفد أنت بس واحنا هنعينك سواق خصوصى عند ندا ، أيه رأيك؟! "
لاحظ " عز " أستهزاء " أنس" على حديثه ليزجره بإنزعاج طفيف :
" طب يلا يا عم الخفيف على مكتبك عشان نشوف شغلنا "
_______
دلفت " منى" غرفة " ذياد " بعد أن أنتهت من أشغالها المنزلية عازمة على أن تُيقظ ذلك الكسلان الذى لم يستيقظ بعد...
أتجهت " منى " لفتح نوافز الغرفة صائحة بصوت عالٍ لتنبه ذلك الكسول الذى لم يفيق بعد رادفة بصياح :
" أصحى يا روح أمك نموسيتك كحلى ولا أيه!! ، هتقضى اليوم كله نوم؟! "
أعتلت وجه " ذياد " ملامح الأنزعاج والغضب ، بسبب ذلك الضوء الصاخب الذى ملأ الغرفة ، ليصيح رادفا بتأفف بصوت غالب عليه النوم :
" فيه أيه يا ماما سيبينى بقى نايم أحنا لسه بدرى وأنا نايم بليل متأخر "
ألتوت شفتى " منى " بتهكم رادفة بأستهزاء :
" بدرى من عمرك يا قلب أمك ، الضهر أذان يا ضنايا "
رفع " ذياد " الغطاء عن وجه بصدمة ، ثم أعتدل فى جلسته رادفا بطيف صدمة :
" يااه الضهر أذن !! ده أنا شكلى أتاخرت فى النوم أوى النهاردة "
عقبت " منى " بمحبة وعاطفة أمومة رادفة بتنبيه :
" طيب يلا يا حبيبى قوم بقى عشان تفطر و... "
قطع حديثها صوت جرس الباب مُعلنا عن قدوم أحدهم ، خرجت " منى " من غرفة " ذياد " متجهة صوب الباب لتعلم من الطارق!!
فتحت " منى " الباب لتجدها " جنة " وهى تحمل بعض الكتب فى يدها ، أبتسمت لها " منى " مرحبة بها رادفة بحب :
" أهلا أهلا يا جنة يا حبيبة قلبى ، أتفضلى أدخلى "
دلفت " جنة " بخجل بسبب تلك الزيارة المفاجئة متوجهة نحو غرفة الأستقبال بصحبة " منى " ، لتعقب " جنة " بحب :
" أنا أسفة جدا يا طنط على الزيارة المفاجأة دى "
أمتعضت ملامح " منى " بطيف أنزعاج بسبب خجل " جنة " وكلماتها تلك ، لتردف " منى " بلهفة :
" عيب يا جنة يا حبيبتى الكلام ده ، متقوليش كده تانى دا أنتى تنورى فى أى وقت يعجبك "
أبتسمت " جنة " ل " منى " بمحبة وأحترام ، فهى تعتبرها مثل والدتها تماما بحكم تربيتهم معا والنسب الذى بينهم ، لتردف " جنة " بمحبة :
" تسلمى يا طنط ربنا يخليكى "
أخذت " جنة " تتنقل بعينها بأرجاء المنزل ولكنها لم تجده ، لتضطر أن تسأل عليه والدته ، لتعقب بخجل شديد مُستفسرة عنه رادفة بحرج :
" هو ذياد مش هنا ولا أيه يا طنط؟! "
يتبع ...
دلفت " نجلاء " غرفة " حازم " الذى كان باباها مفتوحا بالفعل ، لتجده مُستلقياً على فراشه يُدخن السجائر وشارد الذهن ، لتصيح " نجلاء " رادفة بمكر :
" أنا عارفه انت بتفكر فى أيه واللى انت عايزه هو اللى هيحصل ، وحيات غلاوتك عندى يا حبيبى ليحصل وهيبدأ من النهارده كمان ، بس أنت نفذ اللى قولتلك عليه "
أعتدل " حازم " فى جلسته رادفا بتوعد :
" أنا مش هرتاح ولا هيهدالى بالى إلا لما اللى أنا عايزه يحصل حتى لو كان ايه التمن!! ، مفيش حد هياخدها منى ، ندا بتاعتى أنا وبس يا ماما "
قال " حازم " جملته الأخيرة وهو ينهض من فِراشه مُتجها ليأخذ حماما ، لتردف " نجلاء " بكثير من الحقد والتوعد :
" وحيات غلاوتك عندى يا أبنى لجوزهالك حتى لو غصب عنها "
________
أرتفع صوت " منى " للغاية يكاد يصل الى أعلى البناية وهى تتجه نحو النافذة فاتحة إياها ، صائحة بأعلى صوتها حتى تستطيع إيقاظه من ذلك النوم العميق رادفة بإلحاح :
" قوم بقى يا عز الساعه بقت سبعة هتتاخر على شغلك يا أبنى ولسه هتفطر اصحى بقى "
صاح " عز " بصوت غالب عليه النوم وهو يضع الغطاء على وجِههِ حتى لا يرى أشعة الشمس رادفا بحنق :
" حاضر يا ماما هقوم أهو ، مش لازم يعنى العماره كلها تسمع موال كل يوم ده!! "
ألتو ثغر " منى " ومصمصت شفتيها بأستهزاء ، رادفة بتهكم :
" هو ده اللى أنت فالح فيه يا اخويا ، قوم يلا عشان متتأخرش على شغلك "
قالت " منى " جملتها وهى تُشرع فى الخروج من غرفة " عز " متُجة نحو غرفة " زيزى " صائحة بنفس نبرة الصوت العالية رادفة بتنبيه :
" يلا يا استاذه زيزى أنتى كمان ، اصحى بقى عندك محاضره الساعه تمانية ونص ، يلا عشان متتاخريش "
رفعت " زيزى " الغطاء عن وجهها بملل وحنق ثم ألقتطت هاتفها مُتفقدة كم الساعة !! ، لترفع وجهها إلى والدتها زافرة بأنزعاج :
" يا ماما حرام عليكى ، المحاضره الساعه تمانية ونص ودلوقتى الساعة سبعة ، لسه بدرى سيبينى شويه كمان بقى عايزه انام "
وضعت " زيزى " الغِطاء على رأسها مرة أخرى بينما سحبته " منى " من فوقِها رادفة بتهكم :
" ايوه يا حبيبتى لسه ساعه ونص ، ساعه تلبسى فيها ونص ساعه تفطرى ، مش لازم كل يوم تتاخرى ، يلا اخلصى "
خرجت " منى " مُتجه نخو غُرفتها هى وزوجهِا تاركة " زيزى " خلفها تتأفف بضيق وحنق ، بينما دلفت هى غرفتها لتجد زوجها " ماجد " مُستيقظًا وجالسًا على الفراش يضحك بكل طاقته ، لتردف " منى" بتهكم :
" طب كويس انى لقيت حد صاحى فى البيت ده قبل ما انبح فى صوتى واوجع قلبى معاه !! "
أنفجر " ماجد " ضحكا على إنزعاج زوجته الواضح على تعابير وجهها رادفا بمرح :
" تصحينى !! ده كميه الزعيق اللى انتى زعقتيها صحت الناس اللى على اول الشارع ،،مش هتصحينى انا !! "
لم تتحكم " منى " فى كتم ضحكتها لتردف بحب كبير نحو زوجها " ماجد " :
" طب يلا يا اخويا اغسل وشك وغير هدومك عقبال ما اروح احضر الفطار "
صاح " ماجد " مُستفسرا رادفا :
" مش هتصحى القتيل التالت عشان يروح كليته !! "
أجابته " منى " رادفة بتوضيح :
" لا ذياد قالى معندوش محاضرات بدرى النهاردة "
خرجت " منى " مُتجهة نحو المطبخ ، كى تُحضر الإفطار إلى عائلتها الجميلة
________
دلفت " هدى " غرفة بنتيها كى تُيقظهما ليذهبا إلى جامعتهما رادفة بمحبة :
" يلا يا بنات عشان متتاخروش على الكليات بتاعتكوا اصحوا يلا وانا هروح احضرلكوا الفطار "
" صباح الخير يا احلى ماما فى الدنيا ، استنى انا هقوم اساعدك فى الفطار عشان متتعبيش نفسك يا حبيبتى "
صاحت " ندا " بصوت غالب عليه النوم وهى تُزيح عنها الغطاء ناهضة من فراشها ، رادفة بحب كبير تجاه والدتها :
" ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى "
ربتت " هدى " على ظهرها بحب رادفة بإمتنان :
" طب والابله اللى نايمه دى !! مش هتصحى هى كمان هتتأخر على كليتها ؟! "
قالت " هدى " جملتها بعد أن أشاحت نظرها الى تلك التى لم تفيق حتى الان رادفة بتأفف :
" الابله اللى نايمه معندهاش محاضرات النهارده سبينى انام بقى "
قالته " جنه " بعد أن أبعدت تلك الوسادة عن وجهها بملل ، وبمجرد أن أنهت حديثها ، سريعا ما وضعت الوسادة على وجهها مره اخرى لتبتسم "ديالا" على إنزعاج شقيقتها مُوجهة حديثها إلى والدتها رادفة
" طيب يا ماما هقوم أنا احضر الفطار معاكى اهو عشان نفطر سوا قبل ما البس وانزل الكليه"
ربتت " هدى " مرة أخرى على ضهر أبنتها رادفة برضاء :
" طيب يا حبيبتى ربنا يرضيكى زى ما انتى رضيانى كده قادر يا كريم "
كادت " ندا " ان تتجه إلى المطبخ كى تُساعد والدتها فى تحضير الطعام ، ولكن أوقفها صوت رسالة على هاتفِها ، توجهت " ندا " إلى هاتفها وفتحت الرسالة لكى تقرأها وكان مضمون الرسالة :
" صباح الخير يا احلى واجمل ندا فى الدنيا كلها
بحبك يا ست البنات "
أبتسمت " ندا " بفرح وأغلقت هاتفها وسريعا ما ذهبت إلى المطبخ لكى تُحضر الطعام مع والدتِها ، سريعا ما أنتهيا من إعداد الطعام ووضعه على الطاولة كى يتناولوه معا ، لتردف " هدى " بإستفسار :
" هترجعى امتى النهارده يا حبيبتى من الكليه ؟؟ "
أبتعلت " ندا " ما بفمها رادفة بهدوء وتوضيح :
" يعنى على الضهر كده يا ماما او بعد الضهر هتحتاجى حاجه اجيبهالك وانا جايه !! "
حركت " هدى " رأسها بنفى رادفة بهدوء :
" لا يا حبيبتى اصل زينة مرات اخوكى معاذ عزمانا النهارده على العشاء عندها وعزمت اهلها كمان "
شعرت " ندا " بفرحة عارمة من هذا الخبر ، فهى تصبح أسعد شخص فى هذا العالم لوجودها بمكان واحد مع حبيبها المتيمة بعشقه ، لتردف بسعادة يالغة :
" ماشى يا ماما هقوم انا بقى البس عشان الكلية احسن اتاخر اكتر من كده "
أومأت " هدى " لها بالموافقة رادفة بعاطفة أمومة :
" ماشى يا حبيبتى ربنا معاكى "
_________
خرجت " ندا " من غرفتها شارعة فى الذهاب إلى جامعتها ، موجهة حديثها نحو والدتها رادفة بتوضيح :
" يلا يا ماما انا نازله بقى يا حبيبتى ، عايزه حاجة ؟! "
صاحت " هدى " رادفة بحب :
" عايزه سلامتك يا حبيبتى ، خدى بالك من نفسك ومتتأخريش "
قابلتها " ندا " رادفة باحترام :
" حاضر يا قلبى سلام "
خرجت " ندا " من باب شقتِها مُتجهة ناحية السُلم كى تنزل ، ولكن أوقفتها يد ذلك الشاب الذى جذبها إليه مرة واحدة ووضع يده على فمِها ليمنعها من الصُراخ
شعرت " ندا " بالكثير من الرعب والفزع ، نظرت إلى ذلك الوجه بصدمة ، لتجده حبيبها الذى لا تطمئن إلا بوجوده جانبها ، فأطمئنت " ندا " وهدأت ضربات قلبها ، لتصيح به بأنزعاج رادفة بحنق :
" انت مش هتبطل حركات العيال بتاعتك دى !! ، كنت هتوقف قلبى من الخوف يا أخى "
رمقها " عز " بكثير من نظرات الحب والعشق التى يحملها لها وأخذ يتفحص ملامح وجهها وحركاتها البريئة الطفولية بنظرة ماكرة ، ليعقب " عز " رادفا بأستفسار :
" هو أنا مش بعتلك رساله الصبح!! مردتيش عليا ليه؟! "
صُدمت " ندا " من سؤاله وأخذت تتصنع عدم الفهم رادفة بأستفسار :
" رسالة!! رسالة أيه؟! هو أنت بعتلى رسايل أصلا!! أنا مشوفتش حاجة وصلتلى منك "
لاحظ " عز " تلعثمها بالحديث ، ليُدرك أنها تكذب ليرمقها بمكر ومرواغة رادفا بإستنكار وهو يقترب منها :
" لا والله مشوفتيهاش!! أومال وشك بقى أحمر كده ليه؟! "
أقترب " عز " منها كثيرا ، بينما شعرت " ندا " بالقلق وأخذت تتراجع للوراء إلى أن ألتصقت بالحائط خلفها بينما استمر " عز " فى الأقتراب منها إلى أن أصبح الهواء لا يستطيع المرور من بين جسديهما ، سريعا ما أنخفض " عز " لتكاد أنفاسه تحرق عُنقها من شدة حرارتها ، ليُهمس لها بمكر رادفا بهمس :
" لما أقولك بعد كده إنى بحبك تردى عليا وتقوليلى وأنا كمان بحبك ، ماشى يا دندونه؟! "
كادت " ندا " أن تتحدث لتمنعها شفتاه التى ألتقطت شفتاها بقبلة ناعمة تحمل الكثير من الحب والعشق تُعبر عما يشعر به تجاهها ، أخذ يلتهم شفتيها واحدة تلو الاخرى ، ليلاحظ " عز " أختناقها وحاجتها إلى الهواء ليبتعد عنها لتستطيع أخذ أنفاسها
هدأت " ندا " من وتيرة أنفاسها وقلبها يدُق بسرعة كبيرة من شدة الخجل ، وأصبح وجهها شديد الاحمرار ولا تستطيع التحدُث ، لتردف بتلعثم :
" عز لو سمحت.. أبعد عنى عايزه أمشى.. متأخرة على الكليه.. و.. ، عندى محاضره بدرى "
همش " عز " بأذنها وهو لا يزال قريبً منها رادفا بهمس :
" متقلقيش ، هوصلك فى طريقى "
أستغلت " ندا " الفرصة لتصيح بسعاده مُمزوجه بالخجل ، وسريعا ما دفعته بعيداً عنها رادفة بلهفة :
" بجد !! طب يلا بسرعه بقى عشان منتأخرش وكمان عشان شغلك "
كادت " ندا " أن تفر من بين يديه ليُمسك " عز " بذراعِها سريعا حتى لا تستطيع الفرار وهو يقترب منها مره أخرى رادفا بصدق :
" بحبك يا ندا "
أخذت ضربات قلبِها تتعالى من شده الفرحة ، فهى تحبه اكثر مما يحبها ، وبالطبع استمعت إلى أعترافه بحبها مئات المرات ، ولكنها بكل مرة تشعر وكأن العالم لا يساوى شئ أمام كلمة حبه تلك ، للترمقه بنظرة حب مماثلة لنظرته رادفة بصدق :
" وأنا كمان يا عز "
رمقها " عز " بحب ولهفة مُشتاق لسماع تلك الكلمات منها ليردف مُستفسرا :
" وأنتى كمان ايه يا قلب عز؟! "
أرتبكت " ندا " كثيرا ولكن سريعا ما تحركت من بين يديه وأستطاعت الأفلات منه مرة أخرى ، لتُسرع فى هبوط الدرج هاربه من سؤالِه وهى فى قمه سعادتِها مُتحدثة :
" يلا بينا بقى عشان أنا أتأخرت جدا على الكليه بتاعتى "
أغمض " عز " عينيه بخيبة أمل تابعا إياها رادفا بأستسلام :
" حاضر يا واجعه قلبى معاكى "
توجها معا إلى السيارة ليوصلها الى الجامعة ، ولكن لم ينتبه أحد منهم لتلك العيون الحاقدة والكارهة لعلاقتهما معا وتنوى لهما على الكثير من الشر والمكائد
_________
أوقف " عز " السيارة أمام بوابة الجامعة ليحول نظره إليها رادفا بتهكم :
" يلا يا ست هانم أتفضلى عشان أروح شغلى أنا كمان ، أنا عارف إنى هترفد بسببك إن شاء الله "
ضحكت " ندا " على طريقته بينما فتحت الباب مُستعدة للترجل من السيارة رادفة بمشاكسة :
" حاضر يا عم عز ، وبعدين أنت اللى جايب وجع القلب ده لنفسك ، لازم يعنى كل يوم توصلنى!! دا أنت مش بتعمل كده مع أختك يا أخى "
غمز لها " عز " بمراوغة رادفا بمعازلة :
" عشانك أنت أتعب قلبى وعقلى وكل حاجه فداكى يا ست البنات ، وبعدين زيزى بكره يجلها واحد يحبها زى ما أنا ما بحبك كده وهيعمل زى ما أنا بعمل كده بالظبط "
أبتسمت " ندا " بخجل وترجلت من السيارة رادفة بتهرب :
" أنا أتأخرت أوى كده ، يلا باى "
تقدمت " ندا " عدة خطوات ثم عادت إليه مرة أخرى متوجهة إلى نافذة السيارة ، ليظن " عز " أنها قد نست شيئا ، ليسألها مستفسرا :
" فيه أيه!! نسيتى حاجه ولا أيه؟! "
أومأت له " ندا " بالموافقة
ليصيح " عز " بأستفسار غير مُدركا ما تعنيه رادفا :
" نسيتى أيه!! "
أقتربت منه " ندا " بخجل نحو أذنيه رادفة بهمس :
" وأنا كمان بحبك أوى يا عز "
قبل أن يقوم " عز " بأى ردة فعل كانت " ندا " قد أسرعت بالدخول إلى جامعتها هاربة منه ، بينما أبتسم " عز " وهو ينظر لها وهى تُسرع فى الدخول إلى جامعتها رادفا بحب :
" وأنا بموت فيكى يا قلب عز "
أدار مُحرك سيارته بعد أن تأكد من دخولها الجامعة شارعا فى التوجه إلى عملِه
_______
وصل " عز " إلى البنك وهو يُسرع فى الدخول لكى لا يراه أحدا من المسؤولين ويعلموا أنه قد تأخر ، ومن ثم يقع فى مُشكلة كبيرة ، ولكن أوقفه هذا الصوت الآتى من خلفه رادفا بتهكم :
" لا والله لسه بدرى يا أستاذ عز؟! "
ألتفت " عز " إلى مصدر الصوت الذى يُحدثه وعند رؤيته زفر براحة وأطمئن قلبه قليلا رادفا بانفعال :
" يووه يا أخى هو أنت!! خضتنى يا عم ، دا أنا قولت خلاص أترفدت حرام عليك يا جدع "
ضحك " أنس " على فزع صديقه مُضيفا بتهكم :
" لا مهو أنت لو فضلت عالحال ده التأخير ده كل يوم هتترفد ونخلص منك قريب بعون الله "
أمتعضت ملامح " عز " بطفولية مُستعطفا صديقه رادفا بعتاب :
" كنت بوصل ندا يا عم ، يرضيك يعنى أسيبها تمشى لوحدها وحد يرخم عليها!! ترضيها على مرات أخوك؟! "
أصتنع " أنس " ملامح التأثر رادفا بأستهزاء وتهكم :
" لا طبعا أزاى يعنى ، ميرضنيش أترفد أنت بس واحنا هنعينك سواق خصوصى عند ندا ، أيه رأيك؟! "
لاحظ " عز " أستهزاء " أنس" على حديثه ليزجره بإنزعاج طفيف :
" طب يلا يا عم الخفيف على مكتبك عشان نشوف شغلنا "
_______
دلفت " منى" غرفة " ذياد " بعد أن أنتهت من أشغالها المنزلية عازمة على أن تُيقظ ذلك الكسلان الذى لم يستيقظ بعد...
أتجهت " منى " لفتح نوافز الغرفة صائحة بصوت عالٍ لتنبه ذلك الكسول الذى لم يفيق بعد رادفة بصياح :
" أصحى يا روح أمك نموسيتك كحلى ولا أيه!! ، هتقضى اليوم كله نوم؟! "
أعتلت وجه " ذياد " ملامح الأنزعاج والغضب ، بسبب ذلك الضوء الصاخب الذى ملأ الغرفة ، ليصيح رادفا بتأفف بصوت غالب عليه النوم :
" فيه أيه يا ماما سيبينى بقى نايم أحنا لسه بدرى وأنا نايم بليل متأخر "
ألتوت شفتى " منى " بتهكم رادفة بأستهزاء :
" بدرى من عمرك يا قلب أمك ، الضهر أذان يا ضنايا "
رفع " ذياد " الغطاء عن وجه بصدمة ، ثم أعتدل فى جلسته رادفا بطيف صدمة :
" يااه الضهر أذن !! ده أنا شكلى أتاخرت فى النوم أوى النهاردة "
عقبت " منى " بمحبة وعاطفة أمومة رادفة بتنبيه :
" طيب يلا يا حبيبى قوم بقى عشان تفطر و... "
قطع حديثها صوت جرس الباب مُعلنا عن قدوم أحدهم ، خرجت " منى " من غرفة " ذياد " متجهة صوب الباب لتعلم من الطارق!!
فتحت " منى " الباب لتجدها " جنة " وهى تحمل بعض الكتب فى يدها ، أبتسمت لها " منى " مرحبة بها رادفة بحب :
" أهلا أهلا يا جنة يا حبيبة قلبى ، أتفضلى أدخلى "
دلفت " جنة " بخجل بسبب تلك الزيارة المفاجئة متوجهة نحو غرفة الأستقبال بصحبة " منى " ، لتعقب " جنة " بحب :
" أنا أسفة جدا يا طنط على الزيارة المفاجأة دى "
أمتعضت ملامح " منى " بطيف أنزعاج بسبب خجل " جنة " وكلماتها تلك ، لتردف " منى " بلهفة :
" عيب يا جنة يا حبيبتى الكلام ده ، متقوليش كده تانى دا أنتى تنورى فى أى وقت يعجبك "
أبتسمت " جنة " ل " منى " بمحبة وأحترام ، فهى تعتبرها مثل والدتها تماما بحكم تربيتهم معا والنسب الذى بينهم ، لتردف " جنة " بمحبة :
" تسلمى يا طنط ربنا يخليكى "
أخذت " جنة " تتنقل بعينها بأرجاء المنزل ولكنها لم تجده ، لتضطر أن تسأل عليه والدته ، لتعقب بخجل شديد مُستفسرة عنه رادفة بحرج :
" هو ذياد مش هنا ولا أيه يا طنط؟! "
يتبع ...