الفصل الرابع

يجري عبد الرحمن أتصال بعمته كي يسألها عن الشقة الفارغة التي تملكها و بالفعل أجابت أجابة جعلت الابتسامة تملئ ملامحه و بعد إنهاء المكالمة .
معاذ: اه الأخبار المكان موجود .
هز عبد الرحمن رأسه بالايجاب فألتفت معاذ لوالدته و منساة .
جيهان: الحمد لله ربنا كريم و عالم بحالنا .
معاذ: بس في مشكلة الصراحة .
عندما نطق بكلمته جعل أنظار والدته و أخته متعلقة به كي يعرفون ما هي المشكلة و لكن اراحهم معاذ عندما أكمل حديثه .
معاذ: هي الشقة في منطقة شعبية غير هنا يعني حتنتقلوا من مستوي لمستوي تاني .
قاطعته جيهان : يا بني احنا هنا في وسط بشر و هناك برضه في وسط بشر و كلها أرض الله ربنا يجعل الخير مكان ما نروح .
عبد الرحمن: طب تمام بكرة بقي يا صاحبي تبقي تيجي تشوف الشقة و أن شاء الله خير.
و يمر الليل فهناك من ينام و قلبه مشغول و هناك من سرحان في معشوقته و هناك من يفكر كيف يرد حق .
في أحدي مناطق الصعيد يجتمعون أفراد العائلة من ينظر لها يعرف معني العزومة فيترأس الطاولة الجد و يحاط به أبناءه و زوجاتهم و أحفاده .
يقطع السكون تحدث الجد(بدران): عثمان يا ولدي برضه مفيش أي أخبار عن ولاد خيك و مراته .
عثمان : لا يا بوي حتي الشقة إلي كانوا عايشين فيها سبوها و رحت الشركة إلي فيها معاذ عرفت أنه مشي منيها .
: ربنا يردهم لينا و يرجعوا في وسطيني أنا ممنعنيش الا تعبي بعد وفاة خيك و سهيت عليهم .
صالح: يا بوي طب احنا قصرنا هما مش بيتواصلوا معانا ليه .
عثمان: أكيد امهم هي إلي عصيتهم علينا ده حتي ورثهم مخدهوش .
كل ذلك كانت تحت نظرة شبل و لم يدخل حديث أبيه في رأسه فهو أعلم الناس بما يكنه أبيه بحقد دفين لزوجه عمه و أبناءه و لذلك قرر بأنه سيبحث عنهم بطريقته دون أن يخبر أحد حتي يكشف حقيقة أبيه فرغم أنه أبيه و لكن لا يعجبه أسلوبه في الطمع و الأنانية بالإضافة بأن قلبه مازال محتفظا بمكانة معشوقته و لم يسمح بأحد بالاقتراب منها .
يستيقظ معاذ علي أتصال عبد الرحمن كي يذهب لمعاينة الشقة و بالفعل قام و تناول فطوره بسرعة كي يلحق مشواره .
يصل معاذ و عبد الرحمن إلي المنطقة و يعاين الشقه فرغم أنها صغيرة و بسيطة و لكن شعر معاذ عند دخوله بالراحة و الدفئ و خصوصاً بعد ترحاب جميلة بهم .
معاذ: الشقة الحمد لله كويسة ممكن استلمها أمتي .
جميلة: لو عايز دلوقتي هي بس حتحتاج شوية نضافة.
معاذ يهمس لعبد الرحمن كي يعرف ثمن الشقة و يرد عليه بأن لا يحمل هم و تستمع جميلة لهمسهم .
معاذ: بعد أذن حضرتك السعر كام علشان أعمل حسابي .
جميلة: مش عجبتك يبقي مفيش فرق .
في ذلك الوقت أحست ندي بحركة فوقها و خشيت أن يكون لص فتسحبت و طلعت بحذر لكي تري ماذا هناك .
ندي: أه ده صوت ماما و أه ده إلي عجبتك مش فارقه يا خوفي يا يكون الكلام عليا أنا .
فدخلت لمعرفة عن ماذا الكلام دون أن تلتفت إلي ماذا ترتديه فلقد كانت ترتدي ملابس بيتيه و شعرها مشعث .
ندي: اه إلي مش فارقه ده بتبيعي بنتك يا جميلة بدال ما تقولي لا ده لازم يندفع فيها هي بنتي أي بنت لا و كمان مش لازم أشوف العريس أفرضي معجبنيش .
هنا لم تكمل الكلام لأنها أحست بمن يرفعها من ملابسها لفوق و يهز بها .
عبد الرحمن: أه يا حلوة عريس مين إلي عايزة تشوفيه ده كنت علقته علي بابا البيت .
ندي: بودي أنت فهمت غلط أنا قصدي علي الشقة يا حبيبي .
جميلة: و الله أنا مش عارفه بتحبها علي ايه ده كفاية شعرها إلي طالع لينا بيه .
هنا أدركت ندي أنها صحت من نومها علي فوق فنزلت تجري لتحت و هي تلعن حظها تحت نظرات ضحك من الجميع .
يصر معاذ علي معرفة سعر الشقة و من كثرة ألحاحه أجابت عليه جميلة .
جميلة: أنت زيك زي عبد الرحمن يا حبيبي فأخذ منك ٥٠ألف .
يسكت معاذ قليلا فرغم أن المبلغ زهيد جدا إلا أن هذا المبلغ هو رأس المال الذي يملكه فإنه لا يريد أن يأخذ من والدته أو أخته أي مبلغ .
معاذ: تمام أن شاء الله خلال يومين تكون المبلغ عند حضرتك .
أحست جميلة أن معاذ لا يملك المال و واضح من هيئته أن الظروف جاءت عليه .
جميلة: بس أنا لما شوفتك اعتبرتك زي عبد الرحمن فأخذ منك الأول ٢٠ الف و لما ربنا يفرجها عليك حأخد بقيت الفلوس .
معاذ: لا حضرتك ده كتير أوي .
جميلة: ولد أنت خلاص قولت إلي عندي و لو مش معاك الفلوس تعالي أسكن انت بس كفاية اخلاقك و أسفه في السؤال حضرتك بتشتغل ايه .
هنا تدخل عبد الرحمن: بيدور يا عمتو علي شغل علشان شغله حصل في ظروف .
جميلة: طب أنا عندي فكرة في دكان عندي جنب مكتبة عمك عبدالله مقفول من زمان خده يا بني و افتحه أنا بالمكان و أنت بالبضاعة و رزقي و رزقك علي الله .
معاذ: حضرتك كده كتير أوي مش عارف أقولك أيه .
جميلة: قولي حتيجي تسكن أمتي.
غادر معاذ و عبد الرحمن علي موعد مع جميلة بالاتيان في الغد لتنظيف الشقة و نقل الأثاث و لكن عبد الرحمن طلب من معاذ أن يسبقه و سوف يحصله.
يخبط عبد الرحمن علي ندي و تطلع له بعد أن أرتدت ملابس و قامت بتمشيط شعرها .
عبد الرحمن : ممكن تندهي لندي حضرتك .
ندي بغيظ: افندم جاي تتريق عليا .
عبد الرحمن: ندي شكلك استحميتي صح .
ندي: عايز أيه بدال ما أرش ميه .
عبد الرحمن: عجبتك الهدية .
تتذكر عندي عندما جرت لتري الهدية و بالفعل لقد كانت الهدية عبارة عن بوكس ملئ بالشيكولاته.
ندي بعشق: جدا جدا ربنا ميحرمنيش منك حبيبي .
هنا أستغل عبد الرحمن الموقف و قبلها من خدها و نزل جري قبل أن تفوق .
ندي: هو الواد ده إلي عمله حقيقي .
ورفعت يدها كي تتحسن وجنتيها .
ندي: طب و الله ما حسيبه قليل الأدب .
بينما كان معاذ ينتظر عبد الرحمن و قع نظره علي جهاد و هي تقوم بشراء بعض الأشياء غيرك في خطواتها كالغريق الذي غرق في بحر العشق و قطع هذا الحدث عندما وجد عبد الرحمن يخبط علي ذراعه بضحك و يقومون بالرحيل .
و حينما نزلت جميلة لمنزلها قابلت جهاد و هي تحمل مشترياتها و علي وجهه أبتسامة .
جميلة: طب كنت كملتي جدعنتك و خدتي صاحبتك معاكي تشتري ليا طلبات البيت .
و عندما همت جهاد بالرد لاحظت بأن ندي تشاور لها بالنفي ففهمت ما تريد قوله .
جهاد بتوتر: المرة الجاية يا خالتي أن شاء الله أصل نزلت مستعجلة .
جميلة: هي البنت ده بتهددك بحاجة لو عملتلك حاجة تعالي قوليلي علي طول .
هنا خرجت ندي معاتبة لوالدتها و أخذت يد جهاد و جاءت لكي تمشي .
جميلة : طب هي داخله بيتها أنت رايحة فين سيادتك .
ندي: رايحة مع صاحبتي اكيد جايبه فاكهة رايحة أكلها عندها .
جهاد بضحك: تعالي يا آخره صبري أيوه شاريه فاكهه النهاردة بعد أذنك يا خالتي حستعير بنتك شوية و حرجعها .
جميلة: لو عايزاها العمر كله عادي حبيبتي و ربنا حيجازيكي كل خير .
تغادر ندي و جهاد تحت ضحكات جميلة علي أفعال ابنتها .
بينما كانت جيهان تنتظر عودة معاذ علي احر من الجمر .
تحضر منساة من الكلية و تجد القلق ظاهر علي ملامح والدتها .
منساة: زمانه علي وصول هو اطمن عليا من شوية و أنا كنت في السكة و قال أنه في الطريق .
و بينما كانوا يتحدثون جاء معاذ
جيهان: اه إلي اخرك يا بني و اخبار الشقه ايه .
قص معاذ ما حدث علي والدته من وقفت عمه عبد الرحمن معهم و لقد أثرت جيهان الحديث حتي تراها و تشكرها علي ما بدر منها مع ابنها و شكرت الله علي تسخيره هذه السيدة لكي تقف بجانبهم و اخذت تتذكر كيف كان محمد زوجها يقف مع الجميع سوء كان يعرفهم أو لا .
منساة: طب دلوقتي حننقل أمتي .
معاذ: بكرة حتروحوا تنظفوا المنزل و لما تخلصوا حيكون الاثاث كله هناك علي بليل مش عايز نفضل هنا كتير علشان مدخلش مع عمك في مناقشات لا يحمد عقباها .
منساة بحزن: كان نفسي بابا يبقي معانا مكنش عمي حيقدر يعمل كده معانا .
جيهان: حبيبتي انا واخوكي معاكي و جنبك و أن شاء الله شدة و حتزول و اكيد برضه الإنسانة إلي تقف جنب اخوكي من غير ما تعرفه ده يرجع لمعدنها الطيب و أن واثقة أن ربنا شايل لينا خير .
يتركهم معاذ و يدخل غرفته يتذكر جميع ما مر به و يدعو الله أن يقف بجانبه كي يقدر يفرح أخته ووالدته .
كان شيطان أخر يفكر كيف يرد لها ما فعلته به أمام الناس فذهب إلي ابيها بالمكتبة لكي يحدثه و كانت في ذلك الوقت جود تقف مع والدها كي تحصل على أموال فقاطعهم دخول مازن .
مازن: ازيك يا عمي عامل ايه أه الاخبار في الموضوع إلي كلمتك فيه .
عبد الله: بصراحه يا بني الحاجات ده قسمة و نصيب و بنتي مش بتفكر في الجواز .
نظر مازن لجود وجدها تنظر له من حين لآخر فجاءت فكرة في رأسه.
هنا ابتسم مازن بمكر موجه كلامه لجود: ممكن اعرف يا أنسة جود حضرتك رفضتيني ليه يعني اه السبب .
هنا كان عبد الله و جود في صدمه لقد شعر عبد الله كأحد يسكب دلو من الماء فوق رأسه لأنه متأكد بأن مازن طلب يد جهاد و ليس جود .
عبد الله: يا بني أنت مش طلبت أيد جهاد و له أنا فهمت غلط .
مازن: لا حضرتك أنا طلبت أيد آنسة جود أما آنسة جهاد مجبتش سيرتها هي أصل متنفعنيش جد كده و صعبة في التعامل يعني مش حننفع مع بعض و يكمل حديثه و هو ينظر لجود أما انسه جود مهامه بنفسها و عمري ما شوفت منها غلط .
هنا ابتسمت جود و خرجت بعد ما أستئذنت من والدها بالانصراف و قد كان عبد الله في وضع لا يحسد عليه لأنه قد سبق وسمع ما قالته جود لجهاد علي مازن و لذلك قرر.
في الصعيد
كان بدران لا يعرف الراحة حتي يعرف مكان جيهان و أبناؤها و كان علي يقين بأن وراء اختفاءهم أحد بعد علمه من أبناء أخوه إذا كانوا يعلمون بمكان أختهم و كان ردهم بأنهم لا يعرفون عنها شي بعد وفاة محمد و أنها قطعت علاقتها بهم .
يدخل شبل و يجد أن جده سرحان في شي: خير يا جدي طلبتني.
بدران: أنت عارف يا ولدي أنك و معاذ أقرب أثنان لي فكنت عايزك بنفسك تدور عليهم زين و تجبلي مكانهم أنا خابر زين أبوك كيف ما شايفك دلوقت و خابر أنه من مصلحته معاذ و أمه ميخدوش ورثهم .
يسكت بدران و يضيق عينيه عندما رأي ظل من تحت عقب الباب فعرف أن أحدهما يتنصت عليهم فشاور لشبل فتسحب و قام بفتح الباب ليجد أن والدته هي من تقف خلف الباب .
صفاء بتوتر: كيفيه يا عمي كنت جايه أشوفك رايد حاجة أجبها ليك .
بدران بغضب: لما أعوز حاجة عندي خشم اطلب بيه أنا قولت عايز شبل بس صح يا مرات ولدي .
صفاء: صح يا عمي تمام لو عايز حاجه نادي و أنا حسمعك زين .
و تخرج جري قبل أن يفتك بها بدران .
شبل: مفيش فايدة يا جدي أنا بحمد ربنا أنك ربتني و كنت لما يجي عمي الله يرحمه اروح اقعد معاه الا كنت طلعت ليهم .
بدران: يا ولدي أبوك وامك مش أنت إلي بتختارهم بس علي قد ما تقدر متتعلمش منهم حاجه .
شبل: كان نفسي خاله جيهان تبقي أمي كنت زماني حاسس أني احسن واحد في الكون .
بدران: لسه يا ولد بتعشقها .
شبل بحزن: قلبي ما عرفش الحب إلا لما شوفتها و كنت بفرح و هي بتكبر قدامي لغايه لما كانت بتنزل في الإجازة كنت ببقي فرحان أوي أني حشوفها العشق يا جدي بيدخل فجأة من غير أذن و هي إلي قلبي عشقها .
بدران: طب ما عندك شمس بنت عمتك أو بدر بنت عمك صالح اشمعني هي .
شبل: طول عمري يعتبر شمس و بدر أخواتي و خصوصا بعد علمي أن خالد ابن عمي بيحب شمس و إبراهيم أبن عمتي بيحب بدر بس هي إلي قلبي نبض لما شافها بحس بها حتي لو هي فين أنا إلي مزعلني أني حاسس بيها في ضيقة و مش عارف اوصلها .
كان الجد يتحسر علي قلب حفيده فلقد أبرع الزمن في تفريقهم و لكن مازال قلبه يحتفظ بحبها و رغم تخرجه من كليته و لكن لازم أن يكون بجانب جده و أن يستغل دراسته في تطوير الأرض .
راي عثمان صفاء تصعد و هي تجري فصعد خلفها كي يعلم ماذا أصابها .
عثمان: مالك بتحري ليه كانك شوفتي عفريت .
صفاء: اسكت مش أبوك طلب شبل و لما روحت اسمع بيقولوا أيه قفشني بس الحمد لله فلت منه و قولت ليه كنت بحسبه عايز حاجه عاد .
عثمان: و كانوا بيقولوا أيه .
صفاء: مسمعتش حاجه واصل كان صوتهم واطي و ابنك أنت عارفه مش حيقول حاجه عاد ده اسرار جده معاه كليتها .
عثمان: مش عارف الواد ده مش ناصح ليه زي أو زيك متنسيش أنه مكنش بيحب يقعد إلا مع أبوي أو اخوي الله يرحمه .
أما هي فإنها كانت حزينه لان ليس بيدها شيء تفعله فغدا سترحل و تترك ذكرياتها خلف جدران رسمت عليها آمالها و تذكرت كيف كان والدها يدللها و سرحت هل مازال يتذكرها هل يحبها كما هي تحبه هل مازال يحتفظ بحبها و لكن تراجعت عندما تذكرت بأن والده هو سبب كل ذلك .
تفتكروا مازن ناوي علي أيه .
ايه رد عبد الله عليه و هل جود حتوافق عليه بسهوله .
رد فعل جهاد علي مازن لجود .
هل جيهان و منساة حيحبوا المكان .
كل ده حنشوفه الفصل القادم .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي