الفصل الثاني
الفصــــــــــــل الثاني
السكون يعم والأنفاس متوترة خائفة وصوت واحد فقط يقتل الصمت
صوت عصا الحاج عبدالقادر الهوارى وكأنها تتحدث عنه غاضبة مثله
اجتمعت التجاعيد فى تفاصيل وجهه كتفاصيل حياته التي تعدت السبعون بقليل رجل صعيدى من قنا جاء للقاهرة منذ أكثر من خمسون عاما ليعمل مع أبناء عمومته في تجارة الأخشاب وطموحه تعدى مجرد عامل ليحلم بتجارته الخاصة وكان له ماأراد أصبحت له تجارته التى ازدادت وازدهرت بكفاحه وتعبه المضنى تزوج من ابنة عمه فاطمة وتحملت معه الكثير من المشقة من أجل تحقيق حلمه دائما كانت العون له مهما ضاقت به الأحوال تكون هي ملاذه وسنده أنجب على الذى سلك طريقه وكان مساعدا له في أعماله وتجارته
أما يوسف فكان طريقه مختلفلا كان حلمه أن يصبح طبيب وعلى الرغم من أنه يحتاجه إلى جواره وجوار أخيه ولكنه ترك له الحرية فيما يريد
وابنته الوحيدة عائشة التي لم تنل حظها من التعليم فتزوجت في سن صغيرة من ابن عمها مصطفى الذى عمل بجوار والدها بتجارته ليكون عونا لعمه بجوار ابنه على
الثلاثة يقيمون مع والدهم في منزل واحد كل منهم له شقته الخاصة ولكن طقوس يوم الجمعة مقدسة يجتمعون لتقضية اليوم سويا ولا أعذار كل مايريده هو رؤية أولاده وأحفاده حوله رؤيتهم تسعد قلبه وكأنهم كنزه الذى احتفظ به العمر
أحفاده حوله يراقبونه بقلق وهو صامت لايصدر كلمة ولا رد فعل فقط ينظر امامه في اللاشئ ولكنهم يعلمون ان عقله يعمل بسرعة وغضب
شعوره بخيبة الأمل في إيجاد همس يصيبه بالعجز والعجز أبشع مايشعر به عبدالقادر
اختفت منذ أسبوعين فجأة إلى أين ؟
لاأحد يعرف أسبوعين كاملين قضوهم في البحث عنها في كل مكان يمكن أن تذهب إليه ولا جدوى
الشرطة تبحث في كل مكان انتشار لصورتها في كل الأماكن القريبة منهم والبعيدة ولا أثر
دخل على ليناظر أبيه الذى جلس في صدر المجلس وأبناؤه يجلسون بجواره والصمت يعم المكان ألقى تحية مقتضبة واتجه لجوار والده فالتف إليه عبدالقادر متسائلا: عندك أخبار ولا زى العادة
اخفض على رأسه آسفا: مفيش ياحاج قلبنا الدنيا عليها ومفيش أثر زى مايكون فص ملح وداب
_أخوك فين ؟
أجابه بأسى :مع بلسم فى المستشفى
-لسه تعبانة ؟
-ربنا يصبرها ياحاج أنت عارف بلسم متعلقة بولادها ازاى خصوصا همس
أرجع عبدالقادر رأسه للخلف حزينا ضعيفا وكأن مقاومته لشيبته وعجزه انهارت الأن بعد اختفاء همس :مش هي لوحدها اللى متعلقة بيها دى حتة منى ياعلى دى قلب جدها ياابنى
ربت على يده متفهما حزنه :ان شاء الله هنلاقيها وهترجع بالسلامة
_الاختفاء ده وراه حاجة همس مش طايشة ولا بتخاف من حاجة عشان تسيب البيت وتمشى
قالها محمود محدثا أبيه فاجابه على :همس قوية وعمرها بتواجه لو في حاجة مش عجباها وده اللى مخوفنى
انتبه إليه عبدالقادر متسائلا: تقصد إيه ؟
-أقصد شغلتها في الصحافة وصفحتها اللى على الفيس بوك مكنتش سايبة حد في حاله كلامها جرئ ويخلى أى حد عاوزها تسكت بأى طريقة
وافقة ابنه أحمد الرأى: فعلا بس توصل للدرجة دى
اجابه محمود: وأكتر من كده
زعق بهم عبدالقادرغاضبا: أنتوا بتطمنونى ولا بتقلقونى أكتر
قام أحمد متجها نحوه: لا ياحاج أحنا بنتناقش بس لازم نفكر وندور في كل اتجاه
-ماأنتوا بقالكم أسبوعين اهوو وصلتوه لحاجة ولاأى حاجة وكل يوم بيمر في خطر عليها أكتر وأنا قلبى مش هيطمن غير لما ترجع
-بأذن الله هترجع وهتكون بخير
السلام عليكم
التفوا جميعا لمصدر الصوت مرردين :عليكم السلام ورحمة الله
رحب على بالقادم : اتفضل ياعدى أدخل
عدى سالم خطيب همس زميلها في الجريدة الشبابية المعارضة التي تعمل بها بدأت علاقتهم منذ أكثر من عامين عندما بدأت العمل بالجريدة أبدى أعجابه به منذ اللحظة الأولى وتوطدت علاقتهم كثيرا حتى اعترف لها أخيرا بحبه اعترضت في البداية وأكدت له أنه مجرد إعجاب بها ليس أكثر ولكن إصراره وسعيه خلفها دائما جعلها ترضخ للموافقة أخيرا لتتم خطبتهم منذ خمس أشهر كان دائما معترضا على آرائها الصريحة والجريئة خصوصا صفحتها الشخصية التي حصدت آلاف المعجبين بآرائها ولم يجد بدا غير الوقوف بجوارها وأحيانا كثيرا يساعدها بمعلومات يصل إليها اختفاؤها اربكه يعرف ان آرائها السياسية ستسبب لها الكثير والكثير من المشاكل
حتى أنه أجرى سريعا اتصالاته بأحد معارفه الذى يعمل ضابط في جهاز أمنى مهم عسى ان يكون تم القبض عليها بسبب مقالاتها ولكنه أكد له انه لم يتم إصدار اى قرار بالقبض عليها ولكن هذا أمر يدعو للقلق أكثر وأكثر إذن أين اختفت
تقدم نحوهم متسائلا: مفيش أخبار محدش وصل لحاجة
سأله على : المفروض أحنا اللى نسألك أنت ليك معارفك وممكن يساعدوك
_أنا دورت في كل مكان وسألت كل اللى أعرفهم ومحدش يعرف عنها حاجة
سأله محمود:يعنى آخر مرة كانت معاك متكلمتش في أى حاجة قضية جديدة مثلا أى حاجة تكون لها يد في الاختفاء ده
-فعلا من كام يوم اتكلمت معايا عن قضية مهمة بس رفضت تقول أي تفاصيل هي كده طبعها تفضل ساكتة لحد ماتجمع الخيوط كلها وبعدين توضح كل حاجة بس لو فعلا اختفاءها ده له علاقة بالموضوع اللى كان شاغلها الفترة اللى فاتت يبقى لازم ندور فى مكتبها في أوراقها سواء في البيت أو في الشغل
-خلاص أنت عليك مكتبها في الجريدة واحنا ندور في مكتبها اللى في أوضتها فوق
_لا مش هينفع محدش هيقدر يفهم الأوراق دى غيرى أحنا شغلنا واحد وأنا هقدر أفهم كويس
وأنت فاكرنا أغبية ياأستاذ عدى
أغضبه سماع صوت محدثه يمقته يكره حتى وجوده التف إليه محاولا أن يتحلى بالصبر وبرود الأعصاب فى مواجهته: أظن أنت عارف كويس أنى مقصدش كده ياحسام
حسام على عبدالقادر ابن عم همس وقصة حب المراهقة التي عاشتها لسنوات قبل سفر والدها للعمل بالخارج أجازاتهم كانت تقوى العلاقة بينها وبينه ولكن بدأ احساسها نحوه بالفتور والبعد يزداد بعدما تأكدت أنه متعدد العلاقات النسائية وعندما عاتبته أخبرها أنه أمرا عاديا كل رجل له الحق في علاقاته إلى أن يتزوج ويصبح لها وحدها ورغم تعلقها ورغبتها بالزواج منه إلا أنها رفضت وعاندت تصرفاته المبالغة وهو يرى أنها غيرة وأحب أن يثبت لها ولنفسه أنها ملكه كما تنص عادات عائلات الصعيد فالبنت لابن عمها أخبرها أنه سيتقدم لخطبتها وسيتم زواجهم في أسرع وقت ولكن الغريب أنها لم تكن مرحبة بماقاله وأخبرته أنها لاتنوى الزواج في الوقت الحالى واستمر هو فى تكرار طلبه واستمرت هى في الرفض لم يجد بدا من التقدم لعمه لطلب يدها ولكن طلبه قوبل بالرفض
استشاط غاضبا وقرر معاتبتها وحدهم استغل وجودها الدائم على السطح الذى يعلو بيتهم مساحة كبيرة خالية مهملة حولتها هى وأختها لين وأخته هنا لخلوة رائعة فرشوها بالسجاد والوسائد الكبيرة وأصائص الزرع والورود ليجعلوها خلوة خاصة بهم يتسامرون ويقضون بها أجمل ليالى الصيف
انتظرها كثيرا بعدما بعث لها برسالة على هاتفها يطلب مقابلتها فورا اعتقد أنها لن تأتى وعندما قرر الرحيل وجدها تقف أمامه
خير ياحسام عاوزنى فى ايه؟
اقترب منها يتأملها بحب كم كان يعشق لون عيناها العسلى شعرها البندقى الحر حولها كأنه مثلها تماما يعشق الحرية ويرفض الكبت والقيود
عاوز أتكلم معاكى لوحدنا ياهمس
أشارت حولها بهدوء :مااحنا لوحدنا أهوو اللى عندك قوله
اقترب أكثر ونبرته تحمل لها الكثير من الترجى وطلب المغفرة يكسوها عشقه ورغبته الجامحة في ضمها إليه
:أنا بحبك ياهمس
انتظر أن تتأثر يحنو قلبها قليلا وتبادله عشقه وشوقه ولكن من رأها أمامه مختلفة عن تلك الطفلة التي تفتحت عيناها على حبه وهمساته الحانية
أصبحت أخرى شخصية أقوى لم يعد يهمها أمره كالسابق لم تعد تتأثر بقربه أو بعده عنها حتى نبرة صوتها وهى تجيبه أصبحت قوية جامدة بلا مشاعر :احنا ولاد عم ياحسام وبس أكتر من كده مفيش
-مستحيل ياهمس أنا بحبك وأنتى بتحبينى
-كان زمان ياحسام لما كنت طفلة بتفرح بكلامك ووعودك أننا لبعض لما كنت بفرح بأى حاجة منك دلوقتى همس كبرت وكبر معاها وجعها منك مبقتش عاوزة أشوفك أو بمعنى أصح وجودك مبقاش يفرق معايا
صاح بها غاضبا وهو يقبض على ذراعها :أنتى كدابة أنا متاكد أنك بتحبينى زى مابحبك وروحت لعمى وطلبتك منه ترفضى ليه فهمينى لو كنتى شايفة أنى لسه على علاقة بأى واحدة غيرك صدقينى مفيش كل دول كانت مجرد علاقات وانتهت خلاص
أرخى ذراعها بهدوء ليستعطفها :
عشان خاطرى ياهمس وافقى على جوازنا وأنا مستعد أعمل أي حاجة المهم نكون سوا
ابتعدت عنه مولية ظهرها إليه اعتقد أنها تفكر في الأمرابتعادها أعطاه الأمل في نيل موافقتها ولكن نظرة عيناها وهى تلتف إليه بدد أمله صرخت به حانقة عليه :أنت كداب ياحسام علاقاتك زى ماهى لحد امبارح بس كنت مع واحدة في شقتها وأظن ياابن عمى مش محتاجة تفسير كنت معاها بتعمل إيه وشكل الهانم عرفت أنك عاوزة تتجوزنى بعتتلى فيديو لحضرتك وأنت معاها في السرير لسه مصر تكدب وتنكر ياحسام لسه مصر تقول أنك بتحبنى لا معلش فيلم عربى قديم وممل ميدخلش عليا
اتسعت عيناه ذهولا مما القته عليه واعتقد أنها مجرد مزحة ولكنه تأكد من حديثها عندما أعطته هاتفها ليرى نفسه في وضع مخزى مع أحد السيدات التي تعرف عليها منذ فترة
أخفص رأسه خجلا وقبض بيده على الهاتف حتى كاد أن يحطمه
التفت همس لتتركه ذاهبة ولكنه باغتها وهو ينقض عليها ليدفعها نحو الحائط :أنا بحبك ومش هسيبك
افزعها صوته نظرته إليها اقترابه المفاجئ حتى شعرت بجسده يمنعها التنفس ومازاد الأمر رعبا محاولاته تقبيلها عنوة حاولت وحاولت كثيرا حتى استطاعت دفعه عنها صارخة به:أنت حيوان وعمرك مش هتتغير على فكرة ماما عارفة أنى جاية هنا عشان أتكلم معاك ولو بلغتها باللى حاولت تعمله معايا دلوقتى هتبقى مصيبة وتخيل بقى اللى ممكن يحصل بين بابا وعمى عشان أنت إنسان مقرف
ولعلمك أنا هقول لبابا انى اتكلمت معاك واتفقنا أن مفيش جواز
رفعت أصبعها مهددة بقوة:ولو فكرت للحظة أنك تعيد طلبك أنا هفضحك اودام الكل ياحسام
وانتهت قصتهم وأغلقت همس صفحتها نهائيا ومرت سنوات حتى ارتبطت بعدى ورغم زواج حسام من أخرى ولكن حبه لهمس لم ينتهى رغم أنه يمتلك زوجة يحسده الكل عليها ولكننا دائما نسعى لكل ماهو صعب المنال كأننا أطفال نسعى لامتلاك لعبة نراها مثيرة حتى نصل إليها وتصبح لنا ولكن بعد فترة يبدأ شعورنا نحوها بالملل والزهق لنتركها ونبحث عن أخرى !
اقترب حسام من عدى متحفزا للاشتباك معه حتى لو كان اشتباك بالكلمات اللاذعة والمهينة لكلا الطرفين
لكن عدى يعلم جيدا رغبة حسام في ذلك فينهى الأمر سريعا ويتركه لنظراته الساخطة
لكن الأمر الآن اختلف اختفاء همس لم يترك مجال لأى خلاف حتى إن أراد حسام ذلك فلن يسمح له بهذه الفرصة
وقف عدى مستعدا للرحيل موجها حديثه لعبد القادر : أنا همشى هروح مكتبها وهتابع معاكم يمكن توصلوا لحاجة
نظر لحسام بتحدى:أبقى دور براحتك ياحسام لو وصلت لحاجة ابقى بلغنى
..............................
تقف أمام شرفة غرفتها في المشفى تراقب الطريق
تراقب المارة عيناها تراقب وعقلها تائه شارد متخبط
أسبوعين منذ أتت ولم تصل لشئ لم يسأل عليها أحد
لم تعرف من هي .
ومن أين جاءت .
خائفة من القادم منزعجة لكونها وحيدة اليوم ستترك المشفى ولكن إلى أين ؟
لاتعلم.
كم هى قاسية الدنيا عليها أصبحت وحيدة فاقدة لكل شيء ماضيها وذكرياتها وكل مامضى شعورها بالخوف من القادم وإلى مصير تفشل في معرفة تفاصيله
لايوجد شيء أصعب عليها من وحدتها
حتى جاسم الذى أتى بها إلى المشفى اختفى منذ زارها منذ عدة أيام بصحبة خطيبته مريم تلك الفتاة الجميلة التي شعرت نحوها باطمئنان وراحة لاتعرف كيف مر بهم الوقت وهى سعيدة بوجودها وحديثها الشيق إلى أن ذهبت وتركتها ومن وقتها لم تعد ولم يعد جاسم مع أنه وعدها أنها سيبحث لها عن أسرتها ولكن لما تلومه
هى مجرد غريبة عنه وجدها في طريقه ولولا شهامته لكانت في عداد الموتى أو لقمة صائغة للكلاب الضالة
هي بالفعل غريبة عنه حتى أنها غريبة عن ذاتها
حياتها الماضية صفر فارغة لاتعرفها ولاتتذكر أى شيء حتى الجلسات النفسية التي دوامت عليها لم تجدى معها نفعا مجرد خيالات وصور لاشخاص تجهلهم .
لايوجد أصعب من الحيرة
الوحدة
انتظار المجهول نعرف أنه آت ولكن نجهل مايحمل لنا بين ثناياه
لم تشعر بقدوم الممرضة إلا وهى تنادى :آنسة همس
التفت إليها بفزع من صوتها المفاجئ ابتلعت ريقها وهدأت من روحها :نعم في حاجة
-أيوه الدكتور كريم بيسأل عليكى عاوزك في مكتبه
-خير
-معرفش والله تعالى معايا أوصلك مكتبه
طاوعتها وذهبت خلفها لمقابلة كريم طرقت الممرضة على الباب حتى سمح لها كريم بالدخول افسحت لها الطريق وتركتهم سويا وذهبت لعملها
قام كريم مرحبا بها :اتفضلى ياآنسة همس
-حضرتك كنت عاوزنى
-ايوه
لايعرف كيف يشرح لها الأمر وجودها في المشفى الآن لم يعد له داعى الإدارة أجبرته على إخراجها اليوم لم تعد محتاجة للعلاج أصبحت بحالة جيدة تسمح لها بالمغادرة ولكن إلى أين تذهب؟
يعرف أنها فاقدة لذاكرتها ولكنه عبد المأمور هو في النهاية مجرد موظف في المشفى وليس له سلطة
يبدو أنها فطنت لحواره مع ذاته وحركة عيناه وكفيه أكدت لها توتره فضلت أن تنهى ماتراه بالمهزلة
وقفت فجأة قائلة:أنا عارفة حضرتك عاوزنى في إيه المفروض أنى امشى النهاردة من المستشفى مش كده
أخفض رأسه آسفا متهربا منها :أنا مش عارف أقولك إيه أنا مجرد موظف هنا وبس مفيش بايدى حاجة هما شايفين أن صحتك اتحسنت و........
قاطعته مكملة بسخرية: والمفروض انى امشى من هنا .........حاضر يادكتور أنا همشى بس تسمحلى ألم هدومى وامشى
اقترب منها معتذرا:أنا آسف جدا والله وصدقينى لو كان ينفع أنك تعيشى فى بيتى أنا ........
صاحت به غاضبة: إيه يادكتور كلامك ده يعنى إيه أعيش في بيتك
أسرع معتذرا: أقصد لو كانت أمى عايشة كنتى تقعدى معاها بس للأسف والدتى متوفية وأنا عايش مع والدى
-متعتذرش أنا آسفة أنى فهمتك غلط وآسفة انى ورطتك مع أصحاب المستشفى ........عن إذنك
تركته وغادرت وتحاملت على نفسها إلى أن وصلت لغرفتها ولكن مقاومتها انهارت جلست على سريرها تبكى بمرارة شهقاتها تعالت حاولت كتمها حاولت أن تبدو أقوى ولكنها بالفعل ضعيفة
إلى أين تذهب الآن ؟
ماذا سيحدث لها إن غادرت المشفى وظلت فى غيبات الشوارع سابقا أنقذها جاسم وأتى بها إلى هنا والآن إلى أين ؟
................
منذ تركت كريم وهو يلوم نفسه ويحاول إيجاد حل لازمتها وكان لابد أن يشارك جاسم الأمر هو مسئول مثله ويمكن أن يكون لديه الحل .
حبيبى ياكيمو
أتاه صوت جاسم أخيرا بعد عدة محاولات الأيام السابقة لمهاتفته ولكن دائما هاتفه مغلق وعلم من سكرتيرة مكتبه أنه مسافر للقاهرة لاحدى قضاياه
أخيرا عبرتنى قافل موبيلك ليه ؟
-معلش بقى كانت قضية مهمة وكنت مركز فيها جدا ده أنا كنت بنسى أكلم روكا غير لما هي تكلمنى تتطمن عليا
-المهم وصلت اسكندرية؟
-يدوب من ساعتين ورايح المكتب .......بس خير صوتك مش مريحنى
-همس
أجابه بكلمة واحدة وتوقع هو الكثير من خلفها بالفعل نسى أمرها الفترة التي قضاها في القاهرة ليس تعمدا ولكنه طبعه دائما عندما يعمل ينسى كل شيء حتى يصل لمبتغاه
-مالها همس هي كويسة ياكريم
تنهد بآسف: هي لحد دلوقتى كويسة بعد كده معرفش
-تقصد إيه مابلاش ألغاز أتكلم في إيه
-إدارة المستشفى قررت أنها لازم تمشى النهاردة أدونى مهلة يومين أتكلم معاها وافهمها وللأسف أنا مقدرتش أعمل حاجة .......هى بتلم حاجاتها دلوقتى عشان تمشى وأنا مش عارف هي ممكن تروح فين بعد كده
صاح به غاضبا:أنت مجنون ياكريم أنا مش قلتلك هسافر كام يوم وأرجع وخد بالك منها ودفعت فلوس إقامتها إزاى تخليها تمشى دى متعرفش حد ولا تعرف هتروح فين أنت أكتر واحد عارف حالتها
-صدقنى ياجاسم أنا حاولت معاهم كتير بس هما شايفين أنها كويسة مش محتاجة علاج وأنت عارف دى مستشفى خاصة ولها قوانين
زادت ثورته قائلا: قوانينهم دى عليهم مش عليا .......كريم أنا ربع ساعة وأكون عندك همس متتحركش لحد لما أوصلك مفهوم
-طيب ماشى بس أنت هتعمل إيه ؟
-مش وقته أعمل اللى بقولك عليه أنا كنت رايح المكتب هعدى عليك الأول بس خليها تستنى أنا مش هتأخر
........................
حانت النهاية كانت تخشاها دوما ارتدت ملابسها بهدوء وقفت أمام مرآتها تنظر إلى ملامحها الحزينة اختفت آثار الجروح ولم يتبقى منها غير مجرد لون ازرق باهت اعلى جبينها تتذكر جيدا وجهها وكم الإصابات التى ألمت بوجهها وجسدها
ولكن كل هذا لايهم المهم الآن إلى أين تذهب ؟
وصل جاسم لمقر المشفى ترجل من سيارته رأى كريم يقف مع موظفة الاستقبال متحدثا معها بتوتر يمسح وجهه حتى رأى جاسم أمامه: ازيك ياجاسم
نقل جاسم عيناه بين كريم والموظفة بتساؤل فأشار لها كريم بالمغادرة واتجه نحو جاسم وقف أمامه للحظات محاولا اكتساب بعض الهدوء رفع نظارته أعلى أنفه فسأله جاسم وهو يلاحظ توتره :في إيه ياكريم
تنهد كريم قائلا:همس مشيت روحتلها الأوضة عشان اكلمها واعرفها أنك جاى ملقتهاش
قطب جاسم حاجبيه غاضبا:يعنى إيه مشيت ؟
_زى مابقولك مش موجودة حتى الهدوم مش موجودة
ضرب جاسم كفيه ببعضهم زاعقا:ياابنى انا مش قلتلك خليها موجودة لحد لما أجيلك أنا متاخرتش
-أنا ذنبى إيه خلصت مكالمتك وروحتلها ملقتهاش والموظفة بتقولى لسه ماشية حالا
تركه منصرفا:أنا هروح أشوفها أكيد ملحقتش تبعد
لحق به متسائلا:طب هتعمل إيه هتوديها فين ؟
أكمل طريقه قائلا:لسه مش عارف بس الأكيد أنى مش هينفع أسيبها في الشارع
وصل لبوابة المستشفى توقف قليلا يطالع المارة وعيناه تبحث عن أي أثر لها نداه كريم :مش هتأخد العربية
-لا همشى أحسن أكيد ملحقتش تبعد كتير
تابع طريقه ينظر هنا وهناك يتابع المارين بجواره تمتد عيناه لكل فتاة يراها حتى توقفت عيناه عند فتاة توليه ظهرها تمشى ببطء وانحناء يبدو عليها الانهاك والتعب مشى نحوها حتى لحق بها أبطئ خطواته حتى يتأكد أنها هى ولكن كانت أخرى أصابه القلق أكثر شعر أنه فقدها وقف في منتصف الطريق يمسح بكفه وجهه وكفه الأخرى مسندة إلى جانبه يراقب مرة أخرى يمينا ويسارا حتى وجدها ....... هى بالفعل
اعتدل في وقفته يتطلع إليها يتأكد منها تجلس وحدها على أحد المقاعد في الحديقة المقابلة للمشفى تنظر حولها برهبة تتطالع المارة من حولها خائفة وحيدة اتجه نحوها ببطء حتى وصل إليها وهى لاتراه عيناها مشغولة بمراقبة من يمرون من جوارها معتقدة أن أحدهم سيؤذيها وقف بجوارها قليلا محاولا تهدئة أنفاسه المتلاحقة نداها بصوت هادئ: همس
ارتجفت شعرت برعشة جعلتها تنتفض وقفت خائفة تنظر إلى من ينادى اسمها اتسعت عيناها بدهشة وهى تراه يقف امامها أكمل هو :مالك ياهمس أنتى كويسة
ظلت تنظر إليه للحظات تستوعب وجوده حتى تأكدت أنه هو اقترب منها بهدوء معاتبا:مشيتى ليه من المستشفى
اخفضت رأسها وتناثرت خصلات شعرها حول وجهها لملمتهم بهدوء وعادت لجلستها مرة أخرى ولكن دون خوف الآن إحساس بالأمان عندما رأت من تعرفه ويعرفها ولكن الخوف أن يتركها وحيدة مرة أخرى لتعانى وحدها آلم روحها أسندت رأسها لجذع شجرة قائلة:الدكتور كريم بيقول أنى كويسة والمستشفى لازم تخرجنى مش هينفع أفضل هناك
جلس بجوارها وساد الصمت بينهم للحظات يراقبان الشارع المارة السيارات وكلاهما بداخله سؤال واحد والاجابة مجهولة
إلى أين ؟
التف نحوها فجأة مبتسما:أنا جعان
التفت إليه مبتسمة بخجل : بصراحة وأنا كمان
ضحك مقهقها : طيب ومالك مكسوفة ليه ده الأكل مفيش فيه كسوف ده حتى أخوكى واقع من الصبح مكلش حاجة
-طب وبعدين وبعد مانأكل هنروح فين ؟
وهو حائر وهى خائفة سؤالها ليست لديه إجابته لايعلم إلى أين يذهب بها طوال الفترة الماضية والسؤال يتردد بعقله
لم يصل إلى أحد من أهلها
بلاغات الاختفاء لم تنطبق مواصفاتها عليها
إذن أين هم أهى يتيمة وليس لها من يسأل عنها ولذلك لم يبلغ أحد باختفاءها ؟
لايعلم والمؤكد الأن أنه أيضا لايعلم أين سيتركها عاد ناظرا إليها :تعالى بس نتغدى ونبقى نتكلم في بعدين
لم تكن في مزاج جيد لالقاء الأسئلة عليه سارت معه إلى سيارته وانطلق بها لأحد المطاعم
.........
جلسا سويا يتناولون الغداء وكلاهما شارد عقله في القادم المجهول ابتسم قاما :ثوانى هروح الحمام واجى
-اتفضل
تركها سريعا واتجه للخارج امسك بهاتفه يطلب مريم اجابته سريعا:جاسم ازيك عامل ايه؟
-ازيك يامريم عاملة ايه
-تمام الحمدلله حمدالله على السلامة جيت امتى ؟
-يعنى من كام ساعة كده
زفر بضيق وهو ينظر لهمس التي تركت طعامها وعادت لشرودها وحيرتها وقلقها ابتعد قليلا وهو يحادث مريم
-مريم أنا في مشكلة ومش عارف اتصرف ازاى
ضحكت ممازحة:معقول جاسم القاضي واقع في مشكلة ومش عارف يحلها
ابتسم بتهكم:لو كانت قضية كنت أكيد هكسبها
اكتسى صوتها بالجدية متسائلة:في إيه ياجاسم قلقتنى بجد
-همس
حاولت تذكر الاسم حتى ارتفع صوتها بمرح:اخبارها ايه ياجاسم طمنى عليها
-همس معايا يامريم وأنا مش عارف اوديها فين
غمغمت بقلق:يعنى إيه معاك مش فاهمة هي مش في المستشفى
-لا المستشفى خرجتها النهاردة وأنا مش عارف اتصرف ازاى مفيش مكان ينفع اوديها فيه وهى مفيش معاها أي اثبات شخصية
-مشكلة فعلا طب والعمل ؟
-مش عارف بجد مش عارف ولو خدتها البيت هتبقى مشكلة محدش هيرحب بالفكرة دى خصوصا رقية مش بتحب حد غريب يدخل البيت
سكتت قليلا ثم عادت قائلة بمرح :خلاص هاتها عندى
-عندك فين ؟
-في البيت طبعا أنا هكلم ماما وهعرفها وهى مش هتقول حاجة وخليها معايا لحد ماتلاقى حل لمشكلتها
ارجع خصلات شعره للخلف مفكرا في اقتراح مريم التف لهمس وجدها تنظر حولها تبحث عنه فعاد لمريم قائلا:طب وعصام
-عصام مسافر شغل ومش راجع قبل شهر هاتها وتعالى ماهو أكيد مش هينفع تسيبها في الشارع
أحس براحة وبهموم سقطت من فوق صدره كثقل يخنقه :طيب يامريم أنا هجيبها وأجى بس كلمى والدتك وعرفيها
....................
لكل شيء ثمنه ضريبة لازمة قليلة كانت أو كثيرة
باهظة الثمن أو زهيدة مؤكد ستدفع
والواضح أنها هى فقط من تدفع الثمن ........ثمن صوتها العالى ورأيها الصريح والجرئ دائما فى وجه أيا من كان
كثيرا حذرها عدى من مغبة ماتفعله وهى ترد دائما ضاحكة :لو اتقبض عليا ابقى قول معرفهاش بس متنساش تجيبلى عيش وحلاوة
وهو يعرف صلابة رأسها لن تتراجع مهما فعل معها ستظل على رأيها مادامت مقتنعة
زادت لحيته وأهمل كثيرا في مظهره الذى دائما ماكان يعتنى به أخفى عيناه بنظارته الشمسية وهو يخطو بداخل النادى الرياضى المعروف متجها نحو شخص معين بذاته بحث عنه كثيرا حتى وجده يقف خلف متدربين يعدل من وضعهم يحثهم على التركيز ليصيبوا هدفهم
مراد ضابط سابق فى الجيش ولكنه تقاعد عقب اصابته التى أثرت على إحدى قدميه ليظل يتعافى فترة كبيرة حتى عاد لصحته ولطبيعته ولكنه فضل أن يترك عمله ويتوجه لتدريب الرماية بالنادى
رجل طويل قوى البنية عضلاته بارزة كمصارع محترف يرتدى قبعته الرياضية صوته قوى حازم شخصية قوية عنيفة أحيانا تجبر تلاميذه على التزام أوامره دون تردد
اقترب منه مناديا :كابتن مراد
التف إليه فرفع يده محييا ونادى تلاميذه بصوت قوى :راحة ساعة اتفضلوا
اتجه نحوه عدى صافحه مراد مرحبا:أهلا عدى ازيك عامل ايه
_الحمدلله ياكابتن بخير
اتجه به لطاولة ونادى النادل طالبا منه قهوته المفضلة له ولعدى الذى رجع بظهره للخلف مرهقا متعبا
اعتدل له متسائلا:هااا ياعدى في جديد
هز رأسه نافيا:للأسف مفيش .......بس أنا جيت عشان أتكلم معاك
_خير ياعدى في إيه
_أنت كنت بتدرب همس وكانت بتعتبرك أخ كبير وزوجة حضرتك كانت مقربة ليها جدا غير أنها ديما كانت موجودة في النادى الفترة الأخيرة دى ملاحظتش عليها حاجة محستش أن فى حاجة مش مظبوطة بتحصل
ابتسم بهدوء وهو يعود للخلف :إيه ياعدى عاوز تعمل عليا شغل صحافة ولا إيه
أسرع نافيا:أبدا والله ياكابتن بس حضرتك شايف أكتر من أسبوعين وإحنا بندور عليها ومفيش أثر زى ماتكون فص ملح وداب
_أنا حذرتها كتير وانت عارف أن اللى بتعمله ده مش هيبقى فى مصلحتها والمصيبة أنك كنت بتساعدها
اتسعت عينا عدى قلقا عندما أخبره بمعرفته بمساعدته لهمس والمعلومات التى يمددها بها
ومراد ذكى فطن لملامح عدى القلقة فأكمل:عدى أنا راجل جيش سابق وليا معارفى
_أنا فاهم طبعا بس يعنى ......
قاطعه قائلا:من غير بس أنا معنديش معلومات ممكن تفيدك همس مش واحدة كنت بدربها رماية وخلاص
همس كانت غالية عندى جدا وعند مراتى يمكن لو كنت خلفت بدرى كانت بنتى تبقى أدها وأنا خايف عليها زى خوفك بالظبط ويمكن أكتر ..........واللى اتاكدت منه أنها مش مقبوض عليها يعنى اختفاء همس وراه حاجة وحاجة كبيرة كمان
صمت قليلا يعود بذاكرته لاكثر من شهر ونصف عندما راها تقف داخل صالة الرماية تحمل بندقيتها وعلى اذنها السماعة الكاتمة للصوت تقف مشدودة قوية مصرة على نيل الهدف مهما كان لاينسى إصرارها على تعلم الرماية بعد رفض أبيها تعلم إحدى فنون القتال وأصرت هى على حمل السلاح ويمازحها دائما بقى فى بنت حلوة كده وتشيل سلاح وتعاند هى بثقة :عشان ابقى حلوة بزيادة
وهى جميلة رغم سلاحها فهو لم ينقص شبرا فى أنوثتها ولاهى تخلت عنه لترضى أيا كان
لم تنتبه إليه تركيزها بالكامل منصب على هدفها انتظر حتى اطلقت رصاصتها اعتدلت فى وقفتها مبتسمة عندما أصابت هدفها جيدا انزلت البندقية وحانت منها التفاتة لتجده يقف خلفها انزلت السماعات من فوق أذنيها متجهة إليه:لقيتك أتاخرت قلت ادرب شوية
عقد ذراعيه أمام صدره :أنا شايف تدربياتك زايدة الأيام دى شوية ولا أنا غلطان
ضحكت بمرح :عمرك ماتغلط ياكابتن
_يبقى وراكى حاجة
خرجت بصحبته خارج الصالة متجهين للكافتيريا جلسا وهو ينتظر ردها على سؤاله وعندما ضاق بها ذرعا صاح بها:ماتنطقى يابنتى في إيه ؟
ضحكت لعصبيته قائلة:إيه ياكابتن مالك متعصب ليه
_همس خليكى دوغرى معايا في إيه وراكى يابنت يوسف
اعتدلت بجدية :بنت يوسف خايفة
قطب جبينه وضاقت عيناه بتساؤل قوى:في إيه ياهمس خايفة من إيه مش متعود أنك تبقى ضعيفة كده
نفت برأسها قائلة:أنا مش ضعيفة أنا قلقانة في حاجة مش مظبوطة بتحصل
_حاجة إيه ؟
_مش هقدر أتكلم دلوقتى إلا لما كل حاجة تبقى تمام لازم أتاكد قبل مااتصرف
مالت بجسدها على الطاولة نحوه قائلة:عشان كده عاوزاك تساعدنى
_فى إيه؟
عاوزة اشترى سلاح واعمل رخصة وأنت أكتر حد يفهم في الحاجات دى
اتسعت عيناه بدهشة:سلاح .........عاوزة تشترى سلاح ياهمس
عادت للخلف مؤكدة بثقة:واعمله ترخيص كمان عشان ابقى في السليم
صاح بها غاضبا:أنا قلت أنك مجنونة بس مكنتش أعرف أنك مستغنية عن روحك فهمينى في إيه بدل قسما عظما لاروح لابوكى وابلغه جنان بنته ده
ضحكت قائلة:إيه ياكابتن ........بتهددنى .......على العموم بابا كمان معترض بس هو عارف أنى ما دام فكرت في حاجة هعملها ما دام مقتنعة بيها هاااااا هتساعدنى ولا أشوف غيرك
ضرب كفيه ببعضهم :يابنتى بلاش جنان ..........
كاد أن يكمل توبيخه ولكنه استطرد قائلا:همس أنتى في حد بيهددك
رفع كتفيها بنفى:يهددنى ليه عشان المقالات يعنى .......لا متخافش مفيش حاجة من دى ........كل الحكاية أنى بدور فى قضية مهمة جدا ولازم أعمل حسابى لأى غدر
_طيب ماتحكيلى يمكن اساعدك
_أكيد هحتاج مساعدتك بس لما اتأكد الأول من اللى بدور عليه
_وطبعا عدى باشا بيساعد الهانم
نظرت له نظرة مكر وهى تقترب من الطاولة مرة أخرى:بقولك إيه ياأبو الكباتن سيبك منى ومن عدى يساعدنى أساعده بلاش شغل المخابرات ده علينا ده أحنا طيبين أوى وغلابة ...........هااااا قولى بقى اشترى سلاح منين
سلاح .........كانت عاوزة سلاح
صاح بها عدى بعدما قص عليه مراد ماحدث من همس قبل اختفاءها بفترة ليؤكد له:أيوه سلاح بس محصلش لأنها فضلت كام يوم متجيش النادى ومشفتهاش من يومها وبعد كده اختفت ...........وأنا متاكد أن القضية اللى كانت بتشتغل فيها دى ليها علاقة باختفاءها
أجابه مؤكدا :أنا كمان بقيت متأكد ..........ومش هسكت لحد ماأعرف هي راحت فين
**********
السكون يعم والأنفاس متوترة خائفة وصوت واحد فقط يقتل الصمت
صوت عصا الحاج عبدالقادر الهوارى وكأنها تتحدث عنه غاضبة مثله
اجتمعت التجاعيد فى تفاصيل وجهه كتفاصيل حياته التي تعدت السبعون بقليل رجل صعيدى من قنا جاء للقاهرة منذ أكثر من خمسون عاما ليعمل مع أبناء عمومته في تجارة الأخشاب وطموحه تعدى مجرد عامل ليحلم بتجارته الخاصة وكان له ماأراد أصبحت له تجارته التى ازدادت وازدهرت بكفاحه وتعبه المضنى تزوج من ابنة عمه فاطمة وتحملت معه الكثير من المشقة من أجل تحقيق حلمه دائما كانت العون له مهما ضاقت به الأحوال تكون هي ملاذه وسنده أنجب على الذى سلك طريقه وكان مساعدا له في أعماله وتجارته
أما يوسف فكان طريقه مختلفلا كان حلمه أن يصبح طبيب وعلى الرغم من أنه يحتاجه إلى جواره وجوار أخيه ولكنه ترك له الحرية فيما يريد
وابنته الوحيدة عائشة التي لم تنل حظها من التعليم فتزوجت في سن صغيرة من ابن عمها مصطفى الذى عمل بجوار والدها بتجارته ليكون عونا لعمه بجوار ابنه على
الثلاثة يقيمون مع والدهم في منزل واحد كل منهم له شقته الخاصة ولكن طقوس يوم الجمعة مقدسة يجتمعون لتقضية اليوم سويا ولا أعذار كل مايريده هو رؤية أولاده وأحفاده حوله رؤيتهم تسعد قلبه وكأنهم كنزه الذى احتفظ به العمر
أحفاده حوله يراقبونه بقلق وهو صامت لايصدر كلمة ولا رد فعل فقط ينظر امامه في اللاشئ ولكنهم يعلمون ان عقله يعمل بسرعة وغضب
شعوره بخيبة الأمل في إيجاد همس يصيبه بالعجز والعجز أبشع مايشعر به عبدالقادر
اختفت منذ أسبوعين فجأة إلى أين ؟
لاأحد يعرف أسبوعين كاملين قضوهم في البحث عنها في كل مكان يمكن أن تذهب إليه ولا جدوى
الشرطة تبحث في كل مكان انتشار لصورتها في كل الأماكن القريبة منهم والبعيدة ولا أثر
دخل على ليناظر أبيه الذى جلس في صدر المجلس وأبناؤه يجلسون بجواره والصمت يعم المكان ألقى تحية مقتضبة واتجه لجوار والده فالتف إليه عبدالقادر متسائلا: عندك أخبار ولا زى العادة
اخفض على رأسه آسفا: مفيش ياحاج قلبنا الدنيا عليها ومفيش أثر زى مايكون فص ملح وداب
_أخوك فين ؟
أجابه بأسى :مع بلسم فى المستشفى
-لسه تعبانة ؟
-ربنا يصبرها ياحاج أنت عارف بلسم متعلقة بولادها ازاى خصوصا همس
أرجع عبدالقادر رأسه للخلف حزينا ضعيفا وكأن مقاومته لشيبته وعجزه انهارت الأن بعد اختفاء همس :مش هي لوحدها اللى متعلقة بيها دى حتة منى ياعلى دى قلب جدها ياابنى
ربت على يده متفهما حزنه :ان شاء الله هنلاقيها وهترجع بالسلامة
_الاختفاء ده وراه حاجة همس مش طايشة ولا بتخاف من حاجة عشان تسيب البيت وتمشى
قالها محمود محدثا أبيه فاجابه على :همس قوية وعمرها بتواجه لو في حاجة مش عجباها وده اللى مخوفنى
انتبه إليه عبدالقادر متسائلا: تقصد إيه ؟
-أقصد شغلتها في الصحافة وصفحتها اللى على الفيس بوك مكنتش سايبة حد في حاله كلامها جرئ ويخلى أى حد عاوزها تسكت بأى طريقة
وافقة ابنه أحمد الرأى: فعلا بس توصل للدرجة دى
اجابه محمود: وأكتر من كده
زعق بهم عبدالقادرغاضبا: أنتوا بتطمنونى ولا بتقلقونى أكتر
قام أحمد متجها نحوه: لا ياحاج أحنا بنتناقش بس لازم نفكر وندور في كل اتجاه
-ماأنتوا بقالكم أسبوعين اهوو وصلتوه لحاجة ولاأى حاجة وكل يوم بيمر في خطر عليها أكتر وأنا قلبى مش هيطمن غير لما ترجع
-بأذن الله هترجع وهتكون بخير
السلام عليكم
التفوا جميعا لمصدر الصوت مرردين :عليكم السلام ورحمة الله
رحب على بالقادم : اتفضل ياعدى أدخل
عدى سالم خطيب همس زميلها في الجريدة الشبابية المعارضة التي تعمل بها بدأت علاقتهم منذ أكثر من عامين عندما بدأت العمل بالجريدة أبدى أعجابه به منذ اللحظة الأولى وتوطدت علاقتهم كثيرا حتى اعترف لها أخيرا بحبه اعترضت في البداية وأكدت له أنه مجرد إعجاب بها ليس أكثر ولكن إصراره وسعيه خلفها دائما جعلها ترضخ للموافقة أخيرا لتتم خطبتهم منذ خمس أشهر كان دائما معترضا على آرائها الصريحة والجريئة خصوصا صفحتها الشخصية التي حصدت آلاف المعجبين بآرائها ولم يجد بدا غير الوقوف بجوارها وأحيانا كثيرا يساعدها بمعلومات يصل إليها اختفاؤها اربكه يعرف ان آرائها السياسية ستسبب لها الكثير والكثير من المشاكل
حتى أنه أجرى سريعا اتصالاته بأحد معارفه الذى يعمل ضابط في جهاز أمنى مهم عسى ان يكون تم القبض عليها بسبب مقالاتها ولكنه أكد له انه لم يتم إصدار اى قرار بالقبض عليها ولكن هذا أمر يدعو للقلق أكثر وأكثر إذن أين اختفت
تقدم نحوهم متسائلا: مفيش أخبار محدش وصل لحاجة
سأله على : المفروض أحنا اللى نسألك أنت ليك معارفك وممكن يساعدوك
_أنا دورت في كل مكان وسألت كل اللى أعرفهم ومحدش يعرف عنها حاجة
سأله محمود:يعنى آخر مرة كانت معاك متكلمتش في أى حاجة قضية جديدة مثلا أى حاجة تكون لها يد في الاختفاء ده
-فعلا من كام يوم اتكلمت معايا عن قضية مهمة بس رفضت تقول أي تفاصيل هي كده طبعها تفضل ساكتة لحد ماتجمع الخيوط كلها وبعدين توضح كل حاجة بس لو فعلا اختفاءها ده له علاقة بالموضوع اللى كان شاغلها الفترة اللى فاتت يبقى لازم ندور فى مكتبها في أوراقها سواء في البيت أو في الشغل
-خلاص أنت عليك مكتبها في الجريدة واحنا ندور في مكتبها اللى في أوضتها فوق
_لا مش هينفع محدش هيقدر يفهم الأوراق دى غيرى أحنا شغلنا واحد وأنا هقدر أفهم كويس
وأنت فاكرنا أغبية ياأستاذ عدى
أغضبه سماع صوت محدثه يمقته يكره حتى وجوده التف إليه محاولا أن يتحلى بالصبر وبرود الأعصاب فى مواجهته: أظن أنت عارف كويس أنى مقصدش كده ياحسام
حسام على عبدالقادر ابن عم همس وقصة حب المراهقة التي عاشتها لسنوات قبل سفر والدها للعمل بالخارج أجازاتهم كانت تقوى العلاقة بينها وبينه ولكن بدأ احساسها نحوه بالفتور والبعد يزداد بعدما تأكدت أنه متعدد العلاقات النسائية وعندما عاتبته أخبرها أنه أمرا عاديا كل رجل له الحق في علاقاته إلى أن يتزوج ويصبح لها وحدها ورغم تعلقها ورغبتها بالزواج منه إلا أنها رفضت وعاندت تصرفاته المبالغة وهو يرى أنها غيرة وأحب أن يثبت لها ولنفسه أنها ملكه كما تنص عادات عائلات الصعيد فالبنت لابن عمها أخبرها أنه سيتقدم لخطبتها وسيتم زواجهم في أسرع وقت ولكن الغريب أنها لم تكن مرحبة بماقاله وأخبرته أنها لاتنوى الزواج في الوقت الحالى واستمر هو فى تكرار طلبه واستمرت هى في الرفض لم يجد بدا من التقدم لعمه لطلب يدها ولكن طلبه قوبل بالرفض
استشاط غاضبا وقرر معاتبتها وحدهم استغل وجودها الدائم على السطح الذى يعلو بيتهم مساحة كبيرة خالية مهملة حولتها هى وأختها لين وأخته هنا لخلوة رائعة فرشوها بالسجاد والوسائد الكبيرة وأصائص الزرع والورود ليجعلوها خلوة خاصة بهم يتسامرون ويقضون بها أجمل ليالى الصيف
انتظرها كثيرا بعدما بعث لها برسالة على هاتفها يطلب مقابلتها فورا اعتقد أنها لن تأتى وعندما قرر الرحيل وجدها تقف أمامه
خير ياحسام عاوزنى فى ايه؟
اقترب منها يتأملها بحب كم كان يعشق لون عيناها العسلى شعرها البندقى الحر حولها كأنه مثلها تماما يعشق الحرية ويرفض الكبت والقيود
عاوز أتكلم معاكى لوحدنا ياهمس
أشارت حولها بهدوء :مااحنا لوحدنا أهوو اللى عندك قوله
اقترب أكثر ونبرته تحمل لها الكثير من الترجى وطلب المغفرة يكسوها عشقه ورغبته الجامحة في ضمها إليه
:أنا بحبك ياهمس
انتظر أن تتأثر يحنو قلبها قليلا وتبادله عشقه وشوقه ولكن من رأها أمامه مختلفة عن تلك الطفلة التي تفتحت عيناها على حبه وهمساته الحانية
أصبحت أخرى شخصية أقوى لم يعد يهمها أمره كالسابق لم تعد تتأثر بقربه أو بعده عنها حتى نبرة صوتها وهى تجيبه أصبحت قوية جامدة بلا مشاعر :احنا ولاد عم ياحسام وبس أكتر من كده مفيش
-مستحيل ياهمس أنا بحبك وأنتى بتحبينى
-كان زمان ياحسام لما كنت طفلة بتفرح بكلامك ووعودك أننا لبعض لما كنت بفرح بأى حاجة منك دلوقتى همس كبرت وكبر معاها وجعها منك مبقتش عاوزة أشوفك أو بمعنى أصح وجودك مبقاش يفرق معايا
صاح بها غاضبا وهو يقبض على ذراعها :أنتى كدابة أنا متاكد أنك بتحبينى زى مابحبك وروحت لعمى وطلبتك منه ترفضى ليه فهمينى لو كنتى شايفة أنى لسه على علاقة بأى واحدة غيرك صدقينى مفيش كل دول كانت مجرد علاقات وانتهت خلاص
أرخى ذراعها بهدوء ليستعطفها :
عشان خاطرى ياهمس وافقى على جوازنا وأنا مستعد أعمل أي حاجة المهم نكون سوا
ابتعدت عنه مولية ظهرها إليه اعتقد أنها تفكر في الأمرابتعادها أعطاه الأمل في نيل موافقتها ولكن نظرة عيناها وهى تلتف إليه بدد أمله صرخت به حانقة عليه :أنت كداب ياحسام علاقاتك زى ماهى لحد امبارح بس كنت مع واحدة في شقتها وأظن ياابن عمى مش محتاجة تفسير كنت معاها بتعمل إيه وشكل الهانم عرفت أنك عاوزة تتجوزنى بعتتلى فيديو لحضرتك وأنت معاها في السرير لسه مصر تكدب وتنكر ياحسام لسه مصر تقول أنك بتحبنى لا معلش فيلم عربى قديم وممل ميدخلش عليا
اتسعت عيناه ذهولا مما القته عليه واعتقد أنها مجرد مزحة ولكنه تأكد من حديثها عندما أعطته هاتفها ليرى نفسه في وضع مخزى مع أحد السيدات التي تعرف عليها منذ فترة
أخفص رأسه خجلا وقبض بيده على الهاتف حتى كاد أن يحطمه
التفت همس لتتركه ذاهبة ولكنه باغتها وهو ينقض عليها ليدفعها نحو الحائط :أنا بحبك ومش هسيبك
افزعها صوته نظرته إليها اقترابه المفاجئ حتى شعرت بجسده يمنعها التنفس ومازاد الأمر رعبا محاولاته تقبيلها عنوة حاولت وحاولت كثيرا حتى استطاعت دفعه عنها صارخة به:أنت حيوان وعمرك مش هتتغير على فكرة ماما عارفة أنى جاية هنا عشان أتكلم معاك ولو بلغتها باللى حاولت تعمله معايا دلوقتى هتبقى مصيبة وتخيل بقى اللى ممكن يحصل بين بابا وعمى عشان أنت إنسان مقرف
ولعلمك أنا هقول لبابا انى اتكلمت معاك واتفقنا أن مفيش جواز
رفعت أصبعها مهددة بقوة:ولو فكرت للحظة أنك تعيد طلبك أنا هفضحك اودام الكل ياحسام
وانتهت قصتهم وأغلقت همس صفحتها نهائيا ومرت سنوات حتى ارتبطت بعدى ورغم زواج حسام من أخرى ولكن حبه لهمس لم ينتهى رغم أنه يمتلك زوجة يحسده الكل عليها ولكننا دائما نسعى لكل ماهو صعب المنال كأننا أطفال نسعى لامتلاك لعبة نراها مثيرة حتى نصل إليها وتصبح لنا ولكن بعد فترة يبدأ شعورنا نحوها بالملل والزهق لنتركها ونبحث عن أخرى !
اقترب حسام من عدى متحفزا للاشتباك معه حتى لو كان اشتباك بالكلمات اللاذعة والمهينة لكلا الطرفين
لكن عدى يعلم جيدا رغبة حسام في ذلك فينهى الأمر سريعا ويتركه لنظراته الساخطة
لكن الأمر الآن اختلف اختفاء همس لم يترك مجال لأى خلاف حتى إن أراد حسام ذلك فلن يسمح له بهذه الفرصة
وقف عدى مستعدا للرحيل موجها حديثه لعبد القادر : أنا همشى هروح مكتبها وهتابع معاكم يمكن توصلوا لحاجة
نظر لحسام بتحدى:أبقى دور براحتك ياحسام لو وصلت لحاجة ابقى بلغنى
..............................
تقف أمام شرفة غرفتها في المشفى تراقب الطريق
تراقب المارة عيناها تراقب وعقلها تائه شارد متخبط
أسبوعين منذ أتت ولم تصل لشئ لم يسأل عليها أحد
لم تعرف من هي .
ومن أين جاءت .
خائفة من القادم منزعجة لكونها وحيدة اليوم ستترك المشفى ولكن إلى أين ؟
لاتعلم.
كم هى قاسية الدنيا عليها أصبحت وحيدة فاقدة لكل شيء ماضيها وذكرياتها وكل مامضى شعورها بالخوف من القادم وإلى مصير تفشل في معرفة تفاصيله
لايوجد شيء أصعب عليها من وحدتها
حتى جاسم الذى أتى بها إلى المشفى اختفى منذ زارها منذ عدة أيام بصحبة خطيبته مريم تلك الفتاة الجميلة التي شعرت نحوها باطمئنان وراحة لاتعرف كيف مر بهم الوقت وهى سعيدة بوجودها وحديثها الشيق إلى أن ذهبت وتركتها ومن وقتها لم تعد ولم يعد جاسم مع أنه وعدها أنها سيبحث لها عن أسرتها ولكن لما تلومه
هى مجرد غريبة عنه وجدها في طريقه ولولا شهامته لكانت في عداد الموتى أو لقمة صائغة للكلاب الضالة
هي بالفعل غريبة عنه حتى أنها غريبة عن ذاتها
حياتها الماضية صفر فارغة لاتعرفها ولاتتذكر أى شيء حتى الجلسات النفسية التي دوامت عليها لم تجدى معها نفعا مجرد خيالات وصور لاشخاص تجهلهم .
لايوجد أصعب من الحيرة
الوحدة
انتظار المجهول نعرف أنه آت ولكن نجهل مايحمل لنا بين ثناياه
لم تشعر بقدوم الممرضة إلا وهى تنادى :آنسة همس
التفت إليها بفزع من صوتها المفاجئ ابتلعت ريقها وهدأت من روحها :نعم في حاجة
-أيوه الدكتور كريم بيسأل عليكى عاوزك في مكتبه
-خير
-معرفش والله تعالى معايا أوصلك مكتبه
طاوعتها وذهبت خلفها لمقابلة كريم طرقت الممرضة على الباب حتى سمح لها كريم بالدخول افسحت لها الطريق وتركتهم سويا وذهبت لعملها
قام كريم مرحبا بها :اتفضلى ياآنسة همس
-حضرتك كنت عاوزنى
-ايوه
لايعرف كيف يشرح لها الأمر وجودها في المشفى الآن لم يعد له داعى الإدارة أجبرته على إخراجها اليوم لم تعد محتاجة للعلاج أصبحت بحالة جيدة تسمح لها بالمغادرة ولكن إلى أين تذهب؟
يعرف أنها فاقدة لذاكرتها ولكنه عبد المأمور هو في النهاية مجرد موظف في المشفى وليس له سلطة
يبدو أنها فطنت لحواره مع ذاته وحركة عيناه وكفيه أكدت لها توتره فضلت أن تنهى ماتراه بالمهزلة
وقفت فجأة قائلة:أنا عارفة حضرتك عاوزنى في إيه المفروض أنى امشى النهاردة من المستشفى مش كده
أخفض رأسه آسفا متهربا منها :أنا مش عارف أقولك إيه أنا مجرد موظف هنا وبس مفيش بايدى حاجة هما شايفين أن صحتك اتحسنت و........
قاطعته مكملة بسخرية: والمفروض انى امشى من هنا .........حاضر يادكتور أنا همشى بس تسمحلى ألم هدومى وامشى
اقترب منها معتذرا:أنا آسف جدا والله وصدقينى لو كان ينفع أنك تعيشى فى بيتى أنا ........
صاحت به غاضبة: إيه يادكتور كلامك ده يعنى إيه أعيش في بيتك
أسرع معتذرا: أقصد لو كانت أمى عايشة كنتى تقعدى معاها بس للأسف والدتى متوفية وأنا عايش مع والدى
-متعتذرش أنا آسفة أنى فهمتك غلط وآسفة انى ورطتك مع أصحاب المستشفى ........عن إذنك
تركته وغادرت وتحاملت على نفسها إلى أن وصلت لغرفتها ولكن مقاومتها انهارت جلست على سريرها تبكى بمرارة شهقاتها تعالت حاولت كتمها حاولت أن تبدو أقوى ولكنها بالفعل ضعيفة
إلى أين تذهب الآن ؟
ماذا سيحدث لها إن غادرت المشفى وظلت فى غيبات الشوارع سابقا أنقذها جاسم وأتى بها إلى هنا والآن إلى أين ؟
................
منذ تركت كريم وهو يلوم نفسه ويحاول إيجاد حل لازمتها وكان لابد أن يشارك جاسم الأمر هو مسئول مثله ويمكن أن يكون لديه الحل .
حبيبى ياكيمو
أتاه صوت جاسم أخيرا بعد عدة محاولات الأيام السابقة لمهاتفته ولكن دائما هاتفه مغلق وعلم من سكرتيرة مكتبه أنه مسافر للقاهرة لاحدى قضاياه
أخيرا عبرتنى قافل موبيلك ليه ؟
-معلش بقى كانت قضية مهمة وكنت مركز فيها جدا ده أنا كنت بنسى أكلم روكا غير لما هي تكلمنى تتطمن عليا
-المهم وصلت اسكندرية؟
-يدوب من ساعتين ورايح المكتب .......بس خير صوتك مش مريحنى
-همس
أجابه بكلمة واحدة وتوقع هو الكثير من خلفها بالفعل نسى أمرها الفترة التي قضاها في القاهرة ليس تعمدا ولكنه طبعه دائما عندما يعمل ينسى كل شيء حتى يصل لمبتغاه
-مالها همس هي كويسة ياكريم
تنهد بآسف: هي لحد دلوقتى كويسة بعد كده معرفش
-تقصد إيه مابلاش ألغاز أتكلم في إيه
-إدارة المستشفى قررت أنها لازم تمشى النهاردة أدونى مهلة يومين أتكلم معاها وافهمها وللأسف أنا مقدرتش أعمل حاجة .......هى بتلم حاجاتها دلوقتى عشان تمشى وأنا مش عارف هي ممكن تروح فين بعد كده
صاح به غاضبا:أنت مجنون ياكريم أنا مش قلتلك هسافر كام يوم وأرجع وخد بالك منها ودفعت فلوس إقامتها إزاى تخليها تمشى دى متعرفش حد ولا تعرف هتروح فين أنت أكتر واحد عارف حالتها
-صدقنى ياجاسم أنا حاولت معاهم كتير بس هما شايفين أنها كويسة مش محتاجة علاج وأنت عارف دى مستشفى خاصة ولها قوانين
زادت ثورته قائلا: قوانينهم دى عليهم مش عليا .......كريم أنا ربع ساعة وأكون عندك همس متتحركش لحد لما أوصلك مفهوم
-طيب ماشى بس أنت هتعمل إيه ؟
-مش وقته أعمل اللى بقولك عليه أنا كنت رايح المكتب هعدى عليك الأول بس خليها تستنى أنا مش هتأخر
........................
حانت النهاية كانت تخشاها دوما ارتدت ملابسها بهدوء وقفت أمام مرآتها تنظر إلى ملامحها الحزينة اختفت آثار الجروح ولم يتبقى منها غير مجرد لون ازرق باهت اعلى جبينها تتذكر جيدا وجهها وكم الإصابات التى ألمت بوجهها وجسدها
ولكن كل هذا لايهم المهم الآن إلى أين تذهب ؟
وصل جاسم لمقر المشفى ترجل من سيارته رأى كريم يقف مع موظفة الاستقبال متحدثا معها بتوتر يمسح وجهه حتى رأى جاسم أمامه: ازيك ياجاسم
نقل جاسم عيناه بين كريم والموظفة بتساؤل فأشار لها كريم بالمغادرة واتجه نحو جاسم وقف أمامه للحظات محاولا اكتساب بعض الهدوء رفع نظارته أعلى أنفه فسأله جاسم وهو يلاحظ توتره :في إيه ياكريم
تنهد كريم قائلا:همس مشيت روحتلها الأوضة عشان اكلمها واعرفها أنك جاى ملقتهاش
قطب جاسم حاجبيه غاضبا:يعنى إيه مشيت ؟
_زى مابقولك مش موجودة حتى الهدوم مش موجودة
ضرب جاسم كفيه ببعضهم زاعقا:ياابنى انا مش قلتلك خليها موجودة لحد لما أجيلك أنا متاخرتش
-أنا ذنبى إيه خلصت مكالمتك وروحتلها ملقتهاش والموظفة بتقولى لسه ماشية حالا
تركه منصرفا:أنا هروح أشوفها أكيد ملحقتش تبعد
لحق به متسائلا:طب هتعمل إيه هتوديها فين ؟
أكمل طريقه قائلا:لسه مش عارف بس الأكيد أنى مش هينفع أسيبها في الشارع
وصل لبوابة المستشفى توقف قليلا يطالع المارة وعيناه تبحث عن أي أثر لها نداه كريم :مش هتأخد العربية
-لا همشى أحسن أكيد ملحقتش تبعد كتير
تابع طريقه ينظر هنا وهناك يتابع المارين بجواره تمتد عيناه لكل فتاة يراها حتى توقفت عيناه عند فتاة توليه ظهرها تمشى ببطء وانحناء يبدو عليها الانهاك والتعب مشى نحوها حتى لحق بها أبطئ خطواته حتى يتأكد أنها هى ولكن كانت أخرى أصابه القلق أكثر شعر أنه فقدها وقف في منتصف الطريق يمسح بكفه وجهه وكفه الأخرى مسندة إلى جانبه يراقب مرة أخرى يمينا ويسارا حتى وجدها ....... هى بالفعل
اعتدل في وقفته يتطلع إليها يتأكد منها تجلس وحدها على أحد المقاعد في الحديقة المقابلة للمشفى تنظر حولها برهبة تتطالع المارة من حولها خائفة وحيدة اتجه نحوها ببطء حتى وصل إليها وهى لاتراه عيناها مشغولة بمراقبة من يمرون من جوارها معتقدة أن أحدهم سيؤذيها وقف بجوارها قليلا محاولا تهدئة أنفاسه المتلاحقة نداها بصوت هادئ: همس
ارتجفت شعرت برعشة جعلتها تنتفض وقفت خائفة تنظر إلى من ينادى اسمها اتسعت عيناها بدهشة وهى تراه يقف امامها أكمل هو :مالك ياهمس أنتى كويسة
ظلت تنظر إليه للحظات تستوعب وجوده حتى تأكدت أنه هو اقترب منها بهدوء معاتبا:مشيتى ليه من المستشفى
اخفضت رأسها وتناثرت خصلات شعرها حول وجهها لملمتهم بهدوء وعادت لجلستها مرة أخرى ولكن دون خوف الآن إحساس بالأمان عندما رأت من تعرفه ويعرفها ولكن الخوف أن يتركها وحيدة مرة أخرى لتعانى وحدها آلم روحها أسندت رأسها لجذع شجرة قائلة:الدكتور كريم بيقول أنى كويسة والمستشفى لازم تخرجنى مش هينفع أفضل هناك
جلس بجوارها وساد الصمت بينهم للحظات يراقبان الشارع المارة السيارات وكلاهما بداخله سؤال واحد والاجابة مجهولة
إلى أين ؟
التف نحوها فجأة مبتسما:أنا جعان
التفت إليه مبتسمة بخجل : بصراحة وأنا كمان
ضحك مقهقها : طيب ومالك مكسوفة ليه ده الأكل مفيش فيه كسوف ده حتى أخوكى واقع من الصبح مكلش حاجة
-طب وبعدين وبعد مانأكل هنروح فين ؟
وهو حائر وهى خائفة سؤالها ليست لديه إجابته لايعلم إلى أين يذهب بها طوال الفترة الماضية والسؤال يتردد بعقله
لم يصل إلى أحد من أهلها
بلاغات الاختفاء لم تنطبق مواصفاتها عليها
إذن أين هم أهى يتيمة وليس لها من يسأل عنها ولذلك لم يبلغ أحد باختفاءها ؟
لايعلم والمؤكد الأن أنه أيضا لايعلم أين سيتركها عاد ناظرا إليها :تعالى بس نتغدى ونبقى نتكلم في بعدين
لم تكن في مزاج جيد لالقاء الأسئلة عليه سارت معه إلى سيارته وانطلق بها لأحد المطاعم
.........
جلسا سويا يتناولون الغداء وكلاهما شارد عقله في القادم المجهول ابتسم قاما :ثوانى هروح الحمام واجى
-اتفضل
تركها سريعا واتجه للخارج امسك بهاتفه يطلب مريم اجابته سريعا:جاسم ازيك عامل ايه؟
-ازيك يامريم عاملة ايه
-تمام الحمدلله حمدالله على السلامة جيت امتى ؟
-يعنى من كام ساعة كده
زفر بضيق وهو ينظر لهمس التي تركت طعامها وعادت لشرودها وحيرتها وقلقها ابتعد قليلا وهو يحادث مريم
-مريم أنا في مشكلة ومش عارف اتصرف ازاى
ضحكت ممازحة:معقول جاسم القاضي واقع في مشكلة ومش عارف يحلها
ابتسم بتهكم:لو كانت قضية كنت أكيد هكسبها
اكتسى صوتها بالجدية متسائلة:في إيه ياجاسم قلقتنى بجد
-همس
حاولت تذكر الاسم حتى ارتفع صوتها بمرح:اخبارها ايه ياجاسم طمنى عليها
-همس معايا يامريم وأنا مش عارف اوديها فين
غمغمت بقلق:يعنى إيه معاك مش فاهمة هي مش في المستشفى
-لا المستشفى خرجتها النهاردة وأنا مش عارف اتصرف ازاى مفيش مكان ينفع اوديها فيه وهى مفيش معاها أي اثبات شخصية
-مشكلة فعلا طب والعمل ؟
-مش عارف بجد مش عارف ولو خدتها البيت هتبقى مشكلة محدش هيرحب بالفكرة دى خصوصا رقية مش بتحب حد غريب يدخل البيت
سكتت قليلا ثم عادت قائلة بمرح :خلاص هاتها عندى
-عندك فين ؟
-في البيت طبعا أنا هكلم ماما وهعرفها وهى مش هتقول حاجة وخليها معايا لحد ماتلاقى حل لمشكلتها
ارجع خصلات شعره للخلف مفكرا في اقتراح مريم التف لهمس وجدها تنظر حولها تبحث عنه فعاد لمريم قائلا:طب وعصام
-عصام مسافر شغل ومش راجع قبل شهر هاتها وتعالى ماهو أكيد مش هينفع تسيبها في الشارع
أحس براحة وبهموم سقطت من فوق صدره كثقل يخنقه :طيب يامريم أنا هجيبها وأجى بس كلمى والدتك وعرفيها
....................
لكل شيء ثمنه ضريبة لازمة قليلة كانت أو كثيرة
باهظة الثمن أو زهيدة مؤكد ستدفع
والواضح أنها هى فقط من تدفع الثمن ........ثمن صوتها العالى ورأيها الصريح والجرئ دائما فى وجه أيا من كان
كثيرا حذرها عدى من مغبة ماتفعله وهى ترد دائما ضاحكة :لو اتقبض عليا ابقى قول معرفهاش بس متنساش تجيبلى عيش وحلاوة
وهو يعرف صلابة رأسها لن تتراجع مهما فعل معها ستظل على رأيها مادامت مقتنعة
زادت لحيته وأهمل كثيرا في مظهره الذى دائما ماكان يعتنى به أخفى عيناه بنظارته الشمسية وهو يخطو بداخل النادى الرياضى المعروف متجها نحو شخص معين بذاته بحث عنه كثيرا حتى وجده يقف خلف متدربين يعدل من وضعهم يحثهم على التركيز ليصيبوا هدفهم
مراد ضابط سابق فى الجيش ولكنه تقاعد عقب اصابته التى أثرت على إحدى قدميه ليظل يتعافى فترة كبيرة حتى عاد لصحته ولطبيعته ولكنه فضل أن يترك عمله ويتوجه لتدريب الرماية بالنادى
رجل طويل قوى البنية عضلاته بارزة كمصارع محترف يرتدى قبعته الرياضية صوته قوى حازم شخصية قوية عنيفة أحيانا تجبر تلاميذه على التزام أوامره دون تردد
اقترب منه مناديا :كابتن مراد
التف إليه فرفع يده محييا ونادى تلاميذه بصوت قوى :راحة ساعة اتفضلوا
اتجه نحوه عدى صافحه مراد مرحبا:أهلا عدى ازيك عامل ايه
_الحمدلله ياكابتن بخير
اتجه به لطاولة ونادى النادل طالبا منه قهوته المفضلة له ولعدى الذى رجع بظهره للخلف مرهقا متعبا
اعتدل له متسائلا:هااا ياعدى في جديد
هز رأسه نافيا:للأسف مفيش .......بس أنا جيت عشان أتكلم معاك
_خير ياعدى في إيه
_أنت كنت بتدرب همس وكانت بتعتبرك أخ كبير وزوجة حضرتك كانت مقربة ليها جدا غير أنها ديما كانت موجودة في النادى الفترة الأخيرة دى ملاحظتش عليها حاجة محستش أن فى حاجة مش مظبوطة بتحصل
ابتسم بهدوء وهو يعود للخلف :إيه ياعدى عاوز تعمل عليا شغل صحافة ولا إيه
أسرع نافيا:أبدا والله ياكابتن بس حضرتك شايف أكتر من أسبوعين وإحنا بندور عليها ومفيش أثر زى ماتكون فص ملح وداب
_أنا حذرتها كتير وانت عارف أن اللى بتعمله ده مش هيبقى فى مصلحتها والمصيبة أنك كنت بتساعدها
اتسعت عينا عدى قلقا عندما أخبره بمعرفته بمساعدته لهمس والمعلومات التى يمددها بها
ومراد ذكى فطن لملامح عدى القلقة فأكمل:عدى أنا راجل جيش سابق وليا معارفى
_أنا فاهم طبعا بس يعنى ......
قاطعه قائلا:من غير بس أنا معنديش معلومات ممكن تفيدك همس مش واحدة كنت بدربها رماية وخلاص
همس كانت غالية عندى جدا وعند مراتى يمكن لو كنت خلفت بدرى كانت بنتى تبقى أدها وأنا خايف عليها زى خوفك بالظبط ويمكن أكتر ..........واللى اتاكدت منه أنها مش مقبوض عليها يعنى اختفاء همس وراه حاجة وحاجة كبيرة كمان
صمت قليلا يعود بذاكرته لاكثر من شهر ونصف عندما راها تقف داخل صالة الرماية تحمل بندقيتها وعلى اذنها السماعة الكاتمة للصوت تقف مشدودة قوية مصرة على نيل الهدف مهما كان لاينسى إصرارها على تعلم الرماية بعد رفض أبيها تعلم إحدى فنون القتال وأصرت هى على حمل السلاح ويمازحها دائما بقى فى بنت حلوة كده وتشيل سلاح وتعاند هى بثقة :عشان ابقى حلوة بزيادة
وهى جميلة رغم سلاحها فهو لم ينقص شبرا فى أنوثتها ولاهى تخلت عنه لترضى أيا كان
لم تنتبه إليه تركيزها بالكامل منصب على هدفها انتظر حتى اطلقت رصاصتها اعتدلت فى وقفتها مبتسمة عندما أصابت هدفها جيدا انزلت البندقية وحانت منها التفاتة لتجده يقف خلفها انزلت السماعات من فوق أذنيها متجهة إليه:لقيتك أتاخرت قلت ادرب شوية
عقد ذراعيه أمام صدره :أنا شايف تدربياتك زايدة الأيام دى شوية ولا أنا غلطان
ضحكت بمرح :عمرك ماتغلط ياكابتن
_يبقى وراكى حاجة
خرجت بصحبته خارج الصالة متجهين للكافتيريا جلسا وهو ينتظر ردها على سؤاله وعندما ضاق بها ذرعا صاح بها:ماتنطقى يابنتى في إيه ؟
ضحكت لعصبيته قائلة:إيه ياكابتن مالك متعصب ليه
_همس خليكى دوغرى معايا في إيه وراكى يابنت يوسف
اعتدلت بجدية :بنت يوسف خايفة
قطب جبينه وضاقت عيناه بتساؤل قوى:في إيه ياهمس خايفة من إيه مش متعود أنك تبقى ضعيفة كده
نفت برأسها قائلة:أنا مش ضعيفة أنا قلقانة في حاجة مش مظبوطة بتحصل
_حاجة إيه ؟
_مش هقدر أتكلم دلوقتى إلا لما كل حاجة تبقى تمام لازم أتاكد قبل مااتصرف
مالت بجسدها على الطاولة نحوه قائلة:عشان كده عاوزاك تساعدنى
_فى إيه؟
عاوزة اشترى سلاح واعمل رخصة وأنت أكتر حد يفهم في الحاجات دى
اتسعت عيناه بدهشة:سلاح .........عاوزة تشترى سلاح ياهمس
عادت للخلف مؤكدة بثقة:واعمله ترخيص كمان عشان ابقى في السليم
صاح بها غاضبا:أنا قلت أنك مجنونة بس مكنتش أعرف أنك مستغنية عن روحك فهمينى في إيه بدل قسما عظما لاروح لابوكى وابلغه جنان بنته ده
ضحكت قائلة:إيه ياكابتن ........بتهددنى .......على العموم بابا كمان معترض بس هو عارف أنى ما دام فكرت في حاجة هعملها ما دام مقتنعة بيها هاااااا هتساعدنى ولا أشوف غيرك
ضرب كفيه ببعضهم :يابنتى بلاش جنان ..........
كاد أن يكمل توبيخه ولكنه استطرد قائلا:همس أنتى في حد بيهددك
رفع كتفيها بنفى:يهددنى ليه عشان المقالات يعنى .......لا متخافش مفيش حاجة من دى ........كل الحكاية أنى بدور فى قضية مهمة جدا ولازم أعمل حسابى لأى غدر
_طيب ماتحكيلى يمكن اساعدك
_أكيد هحتاج مساعدتك بس لما اتأكد الأول من اللى بدور عليه
_وطبعا عدى باشا بيساعد الهانم
نظرت له نظرة مكر وهى تقترب من الطاولة مرة أخرى:بقولك إيه ياأبو الكباتن سيبك منى ومن عدى يساعدنى أساعده بلاش شغل المخابرات ده علينا ده أحنا طيبين أوى وغلابة ...........هااااا قولى بقى اشترى سلاح منين
سلاح .........كانت عاوزة سلاح
صاح بها عدى بعدما قص عليه مراد ماحدث من همس قبل اختفاءها بفترة ليؤكد له:أيوه سلاح بس محصلش لأنها فضلت كام يوم متجيش النادى ومشفتهاش من يومها وبعد كده اختفت ...........وأنا متاكد أن القضية اللى كانت بتشتغل فيها دى ليها علاقة باختفاءها
أجابه مؤكدا :أنا كمان بقيت متأكد ..........ومش هسكت لحد ماأعرف هي راحت فين
**********