الفصل الثالث والعشرون

الفصل الثالث والعشرون
__________________
المقدمة ...
_________________

حالما وقع نظر لورين على الرجل
اليوناني .. الغريب والجذاب معًا ..
عرفت ان ذلك يعني شيئا واحدا.. المتاعب !
ورغم معرفتها بما ستعانيه ، إلا إنها لا تجد خيار آخر ..
وهي العالقة في بلد غريب .. غير ان تذعن لطلبه المشين ؟
لم تستطيع لورين المكوث في سيدني فترة طويلة ،
عملت بها مديرة المجلة ، بعدما رحل تيوان وإيف للمزرعة ..
فالمشاكل التي قابلتها مع آلن فاقت احتمالها ،
غير انها لم تقدر على اقامة علاقة مع أحد آخر بسبب آلن وافعاله ..
تيوان كان مخطئ حين اعتقد انها يجب ان تستقر في بلد واحد ، وتتزوج وتنجب اطفالًا ..
لقد علمت مؤخرًا أن هذا القرار كان خاطئ من البداية ، فهي قد اعتادت الترحال والتنقل ، وفكرة الاستقرار كانت مستحيلة ..
فقررت الرحيل والعمل في مجال السياحة ، كي تنتقل كما ترغب ، أو كما عاشت حياتها منذ أتمت السابعة عشر ..
على اية حال .. لقد اكتشفت لورين سريعا ..
ان دريك إرنستو يريد منها اكثر مما ظنت في البداية !
هل هي فعلا مستعدة لتتنازل له كثيرا ومنحه ما يريد ؟
وهل سيمكنها ابدا ان تكتشف الحقيقة المرة عن ماضيه وهو ماض قد أصر دريك اخفاؤه تمامًا عنها .. !

__________________

-  اتمنى ان تفهمي وتفرحي لاجلي !
هذا ما كتبه فرانسيسكو في رسالة نصية وبعثها لها ليلة مغادرته .
حدقت لورين الى الكوب الذي في يدها قبل ان تاخذ رشفة ثانية .
ثم استبدلت قهوتها الباردة المعتادة بشراب بارد ..
فقد احست بالسعادة لانها كانت حرة تلك الامسية وليست مكلفة بالعمل مع السياح .
شعرت انها بحاجة الى شيء يخدر المها بعد ان استلمت الرسالة غير المتوقعة من الرجل الذي طلب الزواج منها منذ سنة تقريبا ..
ولسوء الحظ لم يكن فرانسيسكو علاجًا فعالا ..
بل كان أسوء من آلن ..
لقد تعرفت عليه حين بدأت العمل في السياحة ،
وقد تطورت علاقتهما سريعًا نظرًا لرغبتها في علاقة سريعة ،
تجعلها تتجاوز ما عانته مع آلن ..
غير أن فرانسيسكو عوضها الفراغ الكبير الذي تركه تيوان وإيف حينما قررا العيش والاستقرار في المزرعة الخاصة بتيوان ..

تنهدت بعمق وهي تحاول ان تواسي نفسها بتخيل الاشهر المقبلة التي ستقضيها في العمل مع الوكالة اليونانية للرحلات السعيدة في جزيرة كريت ....
الجزيرة التي حققت كل توقعاتها حتى
الان ..
استقرت في مقعدها تراقب المقصف
الذي اخذ يزدحم بالزبائن القادمين لتناول المرطبات بعد العشاء .
حولت نظرها الى إدوارد ولاحظت وجهه
الشاحب والمنتفخ ..
كان عليه ان يزور طبيب الاسنان قبل عدة ايام عندما احس بالالم اول مرة .
بدلا من ان يقاوم ويامل في ان يزول الالتهاب مع مرور الوقت .
من الواضح على ملامحه المُتعبه والمُجعدة انه لا يزال يتالم ..
فكرت لورين وهي تراقبه يتصبب عرقا .
تمنت ان تكون هذه الامسية هادئة حتى لا تزيد من توتره .
نظرت وراءها عندما سمعت ضحكا اعلن عن وصول عدد من الشبان السويدين واستدارت ثانية عندما رفع إدوارد صوته فجاة ..
-  أنا اسف لكننا لا نستقبل اليونانيين في هذا الفندق .
رد أحدهم بلهجة صارمه :
-  هل انت متاكد ؟
لقد تحدث إليهم بنبرة تميز بها اهل المنطقة ..
وبدا مندهشا وغير مصدق ، تسارعت نبضات
قلب لورين وشعرت بالتعاطف مع إدوارد ،
وادركت الجو العدائي الذي نشا بين الرجلين .
ردد إدوارد بتعب بان على صوته :
-  اعتذر منك .. ولكن هذا قانون الادارة ..
نحن نستقبل السياح فقط .
-  هل انت تقوم بذلك الان ؟
تفحصت عينا لورين الرجل الغريب ،
عندما هدرت كلماته المسالمة الهادئة والمهددة باثارة المتاعب .
كان بامكان إدوارد ان يعالج المسالة بهدوء ..
لو كان في طبيعته .
اما وهو في هذه الحالة ،
فمن الصعب ان يتحمل اي ازعاج مهما كان بسيطا .
راقبته وهو يريح قدمًا واحدا على كرسي عال ،
بينما بقيت قدمه الثانية مثبتة على الارض .
قدرت طوله باكثر من متر وثمتنين سنتمترا ..
في الواقع كان تاثير مظهره عليها مذهلا ...
استمرت في مراقبته خفية فوجدت نفسها فجأة اسيرة له .
بدت شفتاه مملوءتين ومتناسقتين .

تموج شعره الاسود الداكن ،
وجهه المشاكس قد كشف عن جبهة عريضة برغم جلوسه بعيدا عنها .
استطاعت لورين ان تدرك مدى قوة شخصيته وتعجرفه ،
من موضعها هذا ..
بالاضافة الى بنيته المهيبة التي تجعله يظهر كعدو مخيف .
هذا رجل خطير قدرت ذلك وهي تحاول ان تسيطر على الرجفة التي سرت في جسدها ، وهي تتأمله هكذا .
لابد انه في مطلع الثلاثين من عمره ..
فكرت لورين هذا ليس بشاب صغير يتقبل الاهانة بسهولة ..
وليس بتاجر في متوسط العمر يستعد للهرب ،
حين يجد نفسه في موقف حرج .
كلا هذا الرجل خطير من دون شك ، فطريقة جلوسه ونبرة صوته المتعجرفه لا تؤدي لخير..
حاولت لورين ان تخفف من حدة توترها ،
فهو في النهاية لن يفعل الكثير ..
احنى راسه الى الامام قليلا وثبت نظره على إدوارد كانه يؤكد انطباعاتها عنه ،
ثم بصوت مُبطن وبه تبرة حادة قال لإدوارد :
-  بامكانك ان تطردني اذا كان لباسي وتصرفاتي يزعجانك ولن اعترض ........
وبدا من نبرة صوته انه غاضب جدا حين قال :
-  واعدك أنني لن أثير بلبلة قبل ان اطرد لأي سبب آخر ...
إلا لانني يوناني !
ثم اعتدل يواجه الساقي عندما تكلم وهو يستند بيده على الدرابزين باحكام حتى ابيضت مفاصل اصابعه من شدة الاتكأ .
من المؤكد ان يظهر أحد الموظفين ويهب لنجدة إدوارد ..
فإن مباراة في الملاكمة هو اخر ما يحتاجه الساقي في الوقت الحاضر !
القت نظرة سريعة على الغرفة فلم تجد أحد !
ازداد بؤسها هذا يعني ان عليها ان تتدخل وتعالج المسالة بنفسها ،
اذا كان هناك امل في تفادي المتاعب .
فهذا اقل ما يمكنها ان تفعله للرجل الذي
استضافها في بيته منذ ان وصلت الى كريت قبل ثلاثة اشهر .
وقفت وتنهدت عندما ادركت حتمية تدخلها ..
فتدخلت بين الرجلين بعنج ..
وحاولت في خطواتها ان تلفت انتباههما بطقطقة كعبي صندالها العاليين .
-  أنا اسفة لتطفلي ...

بدات تكسب بعض الوقت وهي تلهث
وقلبها يخفق بسرعة جنونية من جراء تدخلها
المفاجئ ..
عندها شعرت ان الخلاف اصبح على وشك ان يتفاقم .
اصبحت محط اهتمامهما فورا وهي تقول :
-  اعتقد ان هذا الرجل اتى بناء على موعد معي .
ثم ابتسمت لإدوارد الذي نظر اليها بوجه خال من اي تعبير ،
ثم اردفت بثقة :
-  اعتذر منك بشدة إدوارد ..
فقد كان علي ان اخبرك انني اتوقع حضور زائر لمناقشة احتمال ترتيب بعض الرحلات البحرية لزبائن الفندق !
ردد بدهشة :
-  رحلات بحرية ؟
ادركت نظرة إدوارد الارتيابية ،
ولكنها لم تجرؤ على النظر الى الغريب الذي بقي صامتا قربها وكأنها ينتظر ما ستؤول إليه الأمور ..
لكنها اصرت على انقاذ إدوارد بموافقته او من دونها .
فقد كانت هيئة إدارة الفندق متزمتة بشكل لا يصدق ،
وسيقومون برفد إدوارد فورا اذا حصلت اية مشاجرة حتى لو كان معه الحق .
تنحنحت وهي تبتسم له قائلة :
-  بالطبع كان يجب عليّ ان ارتدي زي عملي .

ثم اجبرت نفسها على الضحك وهي تنظر الى ثوبها الاخضر الجميل ،
بكميه الطويلين
وتنورته الفضفاضة الناعمة .. والذي اختارته من ثيابها القليلة وهي تُكمل حديثها :
-  كنت جالسة هناك مستغرقة في التفكير العميق ،
واخشى انني لم الاحظ وصولك .
بدا إدوارد رافضا موقفها اكثر من ممتن .
لاحظت ذلك وهي تحاول ان تسيطر على مخاوفها .
استدارت لتواجه اليوناني الطويل الواقف بجانبها لاول مرة وهي تقول له :
-  انا لورين من الوكالة اليونانية .
ثم استطردت بلطف :
-  كنت تبحث عني اليس كذلك ؟
لم تتوقع ان يكون تاثيرها كبيرا عليه وهو
يتفحصها بسخرية متعمدة وبعينين زرقاوين داكنتين تزينهما رموش كثيفة .

شعرت بتورد وجنتيها ، وشتمت نفسها
بصمت ..
لانها وضعت نفسها في موقف حرج كهذا ، كانت هي في غنى عنه في هذه الفترة بالذات .
كان هذا الغريب ذكيا ، بشكل كاف ،
كي يدرك بسرعة محاولتها في فض الخلاف بطريقة سلمية ومحترمة .
-  لورين ويلي ..
كرر اسمها بتهكم واظهرت شفتاه الممتلئتان اسنانه البيضاء الجميلة ابتسمت له وهي ترفع حاحبيها قائلة :
+ نعم بالتاكيد لم الاحظ ذلك عندما دخلت
، ولكنك بالتاكيد الشخص الذي ابحث عنه .
كان صوته مهذبا ورفيعا ازعجها وميض عينيه
كثيرًا ،
ثم قررت أن تتحدث معه باليونانية ..
لكنه كشف جنسيتها فاجابها بالانجليزيه ،

هل تعمد اهانتها ؟
شجعت نفسها بقولها انها الان استطاعت ان تنهي الازمة في اي حال
..
كل ماتبقى عليها الان هو ان تقدم لهذا المشاكس شرابا فيصون كبرياءه ..
ويلهيه لبعض الوقت بعيدا عن إدوارد .
نظرت الى الزبون غير المرحب به :
-  كما قلت ساتناول كوب شراب .
قبل دعوتها بإنحناءة بسيطة وهو يضع يده تحت مرفقها
مرددًا :
-  هناك .
اشار الى طاولة شاغرة في اخر االمقصف ،
وعندما تحركا سويًا همست له :
-  هل كان ذلك ضروريا ؟
ثم رفعت حاجبيها الناعمين ،
لتتساوى نبرة
الاحتقار التي في صوتها بنظراتها التقيمية
لملامحه الداكنة وهي تواجهه من فوق الطاولة .
جلسا الاثنان على مقعدهما ، ليسألها بتعجب :
-  تعنين اصراري على اللهو في فندق عام ؟
تلالات عيناه ببريق غريب ،
ثم توقف عن تفحصه لوجهها الذي يعلوه شعر ذهبي ناعم ،
ليردف بثقة :
-  انا ابغض التعصب على انواعه .
-  انا ايضا .
اكدت له ذلك فورا ، لتُكمل :
-  لكن في هذه الحالة كان إدوارد يقوم بواجبه فقط ..
وهذا لا يعني انني موافقة على معاييرهم ، وانني لم افهم دوافعك تماما ....
ثم سألته باهتمام :
-  لماذا كل الشبان اليونانيين يمتعضون من هذا الوضع ،
لقد صُنع هذا القرار حتى نتجنب ازدحام الحانة ..
توقفت عن الحديث حين شعرت بالاحراج من نظراته العبثية .
-  انهم يبحثون عما يريده معظم الشبان ! أليس كذلك ؟
ثم انهى جملته بتملق :
-  الشيء الذي تتشوق سيدات اوربا الشمالية لان يقدمنه هل هذا صحيح ؟
هزت كتفيها لم تكن تنوي ان تتورط في
مناقشة حول الاخلاق مع هذا المتعجرف ،
مع انها اعترفت في سرها ان بعض زبائنها ،
ومن النساء طبعا اظهرن القليل من التعصب
والتمييز في علاقاتهم خلال العطلة الصيفية ..
اما من ناحية العدد او النوعية .
قاطع افكارها وهو يقول لها :
-  لقد تم افتتاح هذا الفندق منذ ثلاثة اشهر فقط ،
ويبدو ان هيئة الادارة متلهفة لان تجعله يروق لزبائن الطبقة الاجتماعية الرفعية ،
بينما هو يلاقي رواجا كبيرا من خلال وكالات السفر .
قالت له بنفور :
-  هو يُعد اكبر فندق على امتداد الساحل ،
ويجذب موقعه اهتمام الكثير من السياح ،
وكما تعتقد الادارة بان الزبائن الاغنياء سيفضلون ان يمضوا امسياتهم في
مكان اخر اذا ما عرفوا بوجود هذا النوع من الشبان الطائشين في الحانة ..
ولذلك قرروا ان يمنعوا ارتياد كل المواطنين اليونانيين له ،
بدلا من ان يميزوا بين يوناني واخر .
رفع حاجبيه الداكنتين بسخرية واجاب بهدوء :
-  هذا ليس بقانون مبهم فقط .. بل منطق مشكوك فيه ايضا .
القى نظرة شاملة بعينيه الزرقاوين حول المكان بأكمله ، وهو يردف بسخرية :
-  اعتقد ان الكثير من السيدات الموجودات هنا ،
مستعدات للترحيب بالشبان اليونانيين وبحرارة على الاقل .
قررت ان تتجنب تعليقه مع انها كانت تشاركه الراي سرا عبست لورين :
-  في الحقيقة إدوارد ليس مسؤولا شخصيا عن هذا القرار وليس من حقك ان تتشاجر معه .
ثم تابعت على نحو متكلف :
-  وكما رأيت أيضاً إدوارد ليس بصحة جيدة ،
وربما لن يتمكن من الدفاع عن نفسه ،
اذا ما تعرض للاعتداء في الوقت الحاضر .

بدت الكابة في عينيه كسماء الشتاء وهو يحرك يده الكبيرة بعزم حتى يطبق على
قبضتها الصغيرة التي كانت ترتجف على الطاولة .
دهشت لان توبيخها له احدث ردة الفعل
القوية تلك ،
فرفعت ذقنها بتحد عندما التقت نظراتهما واظهرت ثقة لم تكن تملكها .
ثم قالت بشجاعة :
-  الامر واضح جدا كانت قبضتاك مطبقتين باحكام وعضلاتك كلها مشدودة لم تكن الا مسالة وقت ، قبل ان تبدا هجومك .....
استمر في تحديقه اليها بازدراء ازداد بسببه توترها ،
وكل ذلك كان من أجل رفيقها ..
تنهدت بقوة ،
فهي لم تكن هذه اول مرة تقودها فيها عاطفتها الى الوقوع في متاعب .
لكن عليها في هذه اللحظة ان تتصرف
بتحفظ وتظهر شجاعتها ..
لاحظت ملامحه العدائية فقالت سريعًا :
-  حسنا اذا كنت تنكر ذلك ، ربما كنت مخطئة
،
ولكن هذا ما أدركته من تعابير وجهك .
-  كنتِ مخطئة لورين دايلي ..
كان صوته اقل حدة وهو يرخي قبضته المشدودة على يدها وهو يُكمل حديثه :
-  يبدو انك لست خبيرة بقراءة الملامح
، أنا لن أنكر انني كنت غاضبا ،
لكنني أبدًا لم اكن انوي ان اضرب حبيبك قط .
-  إدوارد ليس بحبيبي .
ازعجها شعوره هذا بالتفوق وكانت اجابتها اكثر حدة من تعليقه ..
ثم لم يعد في وسعها التراجع ، فقالت بغضب :
-  انه رجل متزوج واب لاربعة اولاد .
ردد بسخرية :
-  رائع ! اذن لا داعي لان اخشى غيرته .
ابتسم لاول مرة منذ ان جلسا الى الطاولة ،
ثم قال وهو يميل نحوها برأسه ويمد كفها محييًا :
-  و بما اننا على وشك ان نمضي السهرة معا وبايحاء منكِ ..
اسمحي لي ان اقدم لك نفسي .. اسمي دريك إرنستو .
ابتسمت بغيظ قائلة :
-  عزيزي السيد إرنستو ......
اثارت وقاحته اعصابها ..
بينما كان هو ينظر اليها بطريقة عبثية استعدت للدفاع عن نفسها ،
ليقاطعها بلُطف وبنبرة شقية :
-  دريك من فضلك .
ثم أكمل وهو يذم شفتيه :
-  بما اننا على وشك ان نعقد صفقة عمل .
اعترضت بغضب :
-  لكن هذا ليس صحيحا ، يجب ان تلغي هذه الفكرة فورا ..
انا لا أنوي ان امضي بقية السهرة معك على الإطلاق ..
ثم شعرت أن صوتها بدأ يعلوا ، فأخفضته وهو تقترب بوجهها منه قائلة :
-  يجب ان تعرف ان السبب الوحيد الذي حثني على التدخل ،
هو ان امنعك من افتعال المشاكل وهناك استثناء واحد يتعلق بوظيفتي ..
انا امثل شركة سياحية كبرى واقيم في هذا الفندق ،
وبامكاني ان امضي بعض الوقت مع بعض الرجال اليونانيين الذين يرغبون في التعاقد معنا ..
ثم سمحت لنفسها ان تبتسم حتى لا يشك أحد من حوله وعلى الأخص إدوارد :
-  لقد منحوني هذا الحق لانني امراة ،
على كل حال عندما تنتهي من شرابك والذي تعتبره الزاميا اهتمامي بك ينتهي !
و بامكانك وقتها ان تاخذ سلاحك معك الى المكان الذي جئت منه .
-  هل ندمت على تصرفك الشجاع يا حبيبتي ؟
تفحصها وهو مستغرق في تفكير حالم ،
ثم ليقترب بيده ليبعد خصلات شعرها عن جبينها قائلًا :
-  انا متاكد انك كنت تفضلين رؤيتي وسكين
إدوارد مغروزا في قلبي بدلا من ان ارحل مع سلاحي منتصرا .

اليس كذلك يا حبيبتي الجميلة ...




______________________________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي