الفصل الثاني
ذهبت لبيت والدتها لتري اخواتها وتعطي والدتها المال الذي طلبته فوقفت قليلا امام باب المنزل تشجع نفسه بأن تدق علي جرس البيت فما انرمدت يدها سحبتها سريعا ففتحت حقيبتها واخرجت منها ظرفا ثم مالت تدخله من تحت الباب ثم استدارات مغادرة لتلحق عملها فلديها محاضرات صباحيه ، فالمال هو كل ما تحتاج إليه والدتها ...
إستيقظ في الصباح الباكر فأغتسل وأبدل ملابسه وخرج من غرفته بهدوء وأتجه يقفز علي الدرج ليتخطاه سريعا ما أن خرج من الفيلا وجد سيارته فصعد بداخلها وأشغل محركها وأطلق العنان ليخرج قبل أن يراه والده ويأمره بأخذ الحراسة معه لا يعلم لم خوف والده الزائد عليه دونا عن أخواته ..
بعد قليل من الوقت كان قد وصل أمام الجامعة فأوقف محرك السيارة وظل بداخلها يتابع جميع الطلبه وهم يتوافدون علي الجامعة ظل جالسا ولم يبرح سيارته ينتظر أن يراها فقط ومن ثم يغادر بهدوء دون أن يودع أحدا من أصدقاءه لمحها تخرج من سيارة أجره وأستدارات لتدخل ولكنها وقفت للحظه ثم أستدارات تنظر من حولها .
بينما وعد عندما خرجت من سيارة الاجره شعرت بنغزة في صدرها لا تعرف ما سببها وقفت للحظة فشعرت وكأن هناك من يراقبها فأستدارات تنظر من حولها إلي أن وقعت عينيها علي سيارته نظرت إليه مباشرة بينما هو جالسا في محله لم يغادرها يبادلها النظرات ظلت تتبادل معه النظرات إلي أن أستدارات وأخذت نفسا قويا تملئ به رأتيها ثم أخرجته ببطء شديد وتحركت لتدخل وتبدأ يوما جديدا .
ما أن أستدارات ودخلت من بوابة الجامعة وقف لدقائق معدودة لعلها تعود وتخبره بما يتمني أن يسمعه من بين شفتيها ولكن ليست كل أمنية تتحقق فأشغل محرك سيارته عائد للمنزل حتي لا يتأخر علي موعد طائرته..
وصل أمام الفيلا فأوقف سيارته وظل بداخلها فمال بجذعه للأمام يستند علي عجلة القيادة فتنهد بصوت مرتفع يحث نفسه علي تكملت ما يريده فجزء في داخله يخبره بأن ذلك هو الافضل وجزء أخر يأمره بالبقاء و المحاولة من جديد وأنه لا يفقد الأمل ويستسلم ويظل يحاول للنهاية ..
ما أن دخل الفيلا وجد والده ووالدته وأخيه جالسون وعلامات الرعب والفزع مرتسمة علي محياهم فبادره والده بصفعة قويه إرتجت علي أسرها حيطان الفيلا ، فنظر لوالده بغضب مستتر يحاول مداراته فلو كان أحدا غير والده من فعلها لكان قد غادر الحياة في لحظتها .
تحدث والده وهو يمسكه من تلابيب قميصه قائلا
(( لما لم تأخذ الحرس معك هل تعاندني قلت لك الأف المرات لا أكون مطمئنا إلا عندما يكونوا معك وبجوارك فلما تعصي اوامري أيها الأخرق .))
أقترب معاذ من رأفت ورفع كفيه يحاول فك قبضته الممسكة بتلابيب فراس وهو يتحدث بهدوء كعادة دائما قائلا
(( إهدي يا أبي حتي لا يعلي ضغطك وتمرض فهو يعلم بأنه أخطئ ولم يعيدها .))
ثم وجه حدثته لفراس قائلا بنبرة أمرة
((أذهب وأستعد لنوصلك للمطار.))
نظر لوالده بنظرة معاتبه ثم تحرك صاعدا للطابق الثاني فما ان دخل لغرفته حتي جن جنونه أخذ يكسر كل ما طالته يده وقف أمام المرآة ينظر لإنعكاس صورته ثم كور قبضته وضرب المرآة بقوة مما جعل يده تنزف بغزاره ولكنه لم يعير الأمر أي أهتمام فقد هدأت ثورته قليلا فذهب بإتجاه المرحاض ليغتسل ويستعد لبدء حياة جديدة في مكان أخر..
أستمع الجميع لثورته في الأعلي أرادت والدته الصعود والاطمئنان عليه ولكن زوجه منعها من الإقدام علي ذلك بينما خرج هو من المرحاض يرتسم علي وجهه البرود ثم اتجه يبدل ملابسه ويضع عطره ثم جمع أشياءه ومتعلقاته الخاصة فأمسك بمفاتيح سيارة بين أصابعه ثم وضعها علي مكتبه وتحرك مغادرا وقف علي باب الغرفة ينظر إليها ثم ثم أستدار مغادرا ..
كان في المطار ينتظر موعد رحلته ليغادر بينما والده يتحاشي النظر إليه يعرف بأنه تهور وفقد أعصابه ولكنه قد قلق عليه عندما علم بخروجه من دون الحراسة أتجهت مني ووقفت أمام فراس فرفعت ذراعيها تحتضن وجهه بينهما ودموع عيناها تنزلق بغزارة علي وجنتيها .
فتحدثت بغصة في حلقها قائلا
(( لا تغضب من والدك تعلم مقدار حبه لك ))
أجابها وهو ينظر بإتجاه والده قائلا
(( أعلم أرجوكي أهتمي به وطمأنيني دائما عليكم . ))
أومأت له والدته بينما رفع ذراعه ليبعد كفيها عن وجهه ثم مال علي رأسها يلثمها أبتعد عنها وذهب بإتجاه والده فتناول كفه ومال عليه يلثمه بقبلة وقد نزلت دموعه علي كف والده ، أغلق والده عينيه بخيبة أمل من نفسه كيف تجرأ وفعلها لم يفعلها في حياته..
فتحدث والده بحشرجة وصوت مختنق بالكاد يسمع قائلا
(( لا تغضب مني فكل ماحدث من قلقي عليك .))
نظر لوالده يؤمي له بعينيه وتحدث قائلا
(( أعلم فانا أيضا أحبك .))
ثم ودعه وودع الجميع وذهب تاركهم ينظرون في أسره .
في طريق عودتهم من المطار لم تتحدث بكلمه كانت تنظر للخارج من الزجاج الشفاف لنافذة السيارة تدعي بداخلها أن يحفظه الله لها فأستمعت لزوجها وهو يتحدث مع معاذ قائلا
(( لقد ارتاح قلبي الأن سأحرص علي عدم رجوعه إلي هنا مرة ثانيه .))
تجهمت ملامح مني وقالت بشئ من العصبيه
(( مازلت لا أستطيع تقبل فكرة بعده عني لتتحدث الان وتخبرني بأنك تخطط ألا يعود مستقبلا .))
تحدث رأفت بتأكيد قائلا
(( بالطبع اخطط من أجل سلامة ولدي فنحن سنذهب لزيارته كلما أتيحت لنا فرصة .))
لامس زوجها كف يدها يربت فوقها خشية حزنها أكثر رغم أنه أيضا حزين ولكن يتوجب عليه ان يشعرهم بغير ذلك بينما معاذ يتابع الطريق دون التطرف لتدخل بينهما في حديثهم ..
كانت واقفة بداخل المحاضرة تحاول الشرح ولكنها لا تستطيع أن تنطق بكلمتين معا كانت كلما قرأت كلمه وأتت لتشرحها تتذكر نظراته التي كان يرمقها بها منذ قليل لا تعلم مخزي تلك النظرات ، شعرت بصدرها يضيق ونفسها ينقطع وهي تنظر لمكان جلوسه لتجده فارغا منه فشار بالم قوي داخل صدرها فمنذ ان عملت هنا وهو لا يفوت ايه محاضرة خاصه بها. ، حاولت قدر المستطاع أن تركز وتلقي محاضرتها وتغادر سريعا ولكنها لم تستطيع فأعتذارات من جميع الطلبه بأنها لن تستطيع أن تكمل المحاضرة فجمعت أشياءه وغادرت قاعة المحاضرات ..
وصلت للبيت بعدما أعتذرت عن أكتمال محاضرتها ففتحت الباب ووقفت تستند عليه بظهرها تغلق عينيها تحاول أن تتنفس بشكل طبيعي بينما عيناها تترقرق بالدموع
فلا تعلم سببا لتلك الحالة التي أنتابتها .
أستمعت دارين لصوت إنغلاق الباب فتحركت لتري من وجدت وعد واقفة تستند علي الباب تضع يدها علي صدرها وتغلق عينيها بقوه فأقتربت منها بخطوات سريعه فزعة وخائفة فوقفت امامها لتتحدث قائله
(( ما بكي يا وعد .))
أجابتها وعد وهي علي حالها قائله
((لا أعرف أشعر بالبرد القارص وصدري يؤلمني .)
ساعدتها دارين وهي تسحبها لتدخلها غرفتها فأستلقت علي الفراش بينما وضعت عليها صديقتها غطاء سميك وجلست بجوارها تهدهدها إلي أن غفت وذهبت في نوم عميق ..
وصلت الطائرة فخرج من المطار ينتظر حضور السائق الذي من المفترض بأنه سيوصله لبيت خاله ظل واقفا إلي ان وقفت سيارة أمامه فخرج السائق يرحب به ويعتذر علي تأخره فأقترب منه يحمل الحقايب ويضعها بداخل السيارة تنهد فراس بتعب وصعد بداخل السيارة لينطلق السائق لوجهته..
مرت عليها الايام وكأنها سنوات لا تعرف لما تعاني من عدم رؤيته هل كانت تحمل له مشاعر بينما كانت تظهر غير ذلك كانت تدعي اللامبالاه وأنها لا يعنيها أمره ومنذ ان أختفي وهي تشعر بالضياع تبحث عنه دائما بين الجميع ، عندما رأته أمام الجامعة كان هنا ليودعها ويراها للمرة الاخيرة فكل ما يشغل تفكيرها في تلك الفترة هو أن تصل لأي معلومة عنه أستمعت لأصدقاءه ذات يوم عن طريق الصدفة وهي خارجه من الجامعة وهم يتحدثون عنه فوقفت تستمع إليهم وهم يكملون حديثهم عنه فكل ما أستطاعت أن تفهمه وتستمتع إليه من أصواتهم التي بالكاد يصل إليها بأنه سافر ليكمل تعليمه في الخارج تتذكر ذلك اليوم وما حدث معها فخرجت ومش كالتائهة لا تعرف ما عليها فعله كانت تنظر للجميع من حولها تراهم يشيرون عليهم باصابعهم ويضحكون مستهزئين بها مشيت كثيرا إلي ان تعبت فاوقفت سيارة اجره وصعدت بداخلها تمليها عنوانها لتذهب لبيتها علها ترتاح ولو قليل .
عند تذكرها له أمسكت هاتفها وفتحته علي حساب التواصل الإجتماعي الخاص به فلم تجد عليه أي جديد لم يظهر لها أي شئ يدل علي أنه مازال يستخدمه فيبدو بأنه لم يستخدمة منذ فترة طويلة زفرت بغضب من نفسها قبل ان يكون منه علي بعده دون أن يخبرها فهمست لنفسها قائله وهل أعطيته مجالا ليخبرك أي شئ لقد هرب منك ومن أسلوبك معه ولكن أليس هذا هو القرار الصحيح يا وعد قلي في بعده راحة لن تجديها في قربه ..
في مكان أخر نزوره لاول مرة كانت تسير نحو الباب تفتح مقبضه عندما هتف فراس بتحزير
(( جوليا لا تفعليها لست صغيرة لفعل تلك الأشياء ، تلك خصوصياتي ولن أسمح لأحد بالتدخل فيها ، هيا هاتيها..))
هزت رأسها نافية وتحدثت من بين ضحكاتها قائله
(( لا تقلق عليها معي سأخبأها جيدا فلن يراها أحدا .))
قال فراس بنظرات محذرة من التمادي
(( لا تجبريني أن اكون حازما معكي هيا هاتيها .))
تحركت متجهه إليه تنكس رأسها للأسفل ثم مدت يدها إليه بتلك الصورة التي مازالت ممسكة بطرفها أخذها ونظر إلي جولي بغضب قائلا
(( لا تكرريها مجددا .))
أجابته بهمس وصوتها مختنق قائلا
((أسفه لم أكن أعرف بأنك ستتضايق مني لانني رأيتها .))
ثم هرولت من أمامه فلم تعطيه فرصة ليجيبها فأحال بنظره للصورة الممسك بها بين أصابعه وقعت أنظاره المخيفة عليها فهمس كمن يحدث نفسه قائلا أنا أعاني هنا بينما أنتي تعيشين حياتك وتستمتعين بكل لحظاتها ..
أتجه لمكتبه الموضوع بزاوية من زوايا الغرفة وأخرج صندوق صغير من إحدي أدراجه فجلس علي المقعد وفتحه ليجد المئات من صورها هي من ملكت قلبه من نظرة واحدة لعينيها ، فأكمل همسه قائلا وعد مني يا وعد بأنك من ستأتي إلي فلن أكون أنا المبادر أبدا يكفيني ما فعلتيه من قبل وكسر قلبي وخاطري ورؤيتك لي بأنني لم أكن رجلا كافيا لأحظي بكي ، رمي الصورة في الصندوق ثم أغلقه وخبأه جيدا حتي لا يرأه احدا أخر وأتجه ليخرج من الغرفة ذاهبا حيث خاله وصل للطابق الاسفل من البيت وجلس بجواره يلا الصغير فكم يشعر بالشفقة عليه فوالدته توفيت وهي تلده فلم يتزوج خاله من بعد وفاة زوجته بل لم ينظر لإمرأة اخري يكدس حياته لاولاده ومن ثم عمله ..
نائمة في احضان زوجها تستمع بدفء أحضانه فرفعت رأسها من علي صدره تنظر إليه وتحدثت مستفسرة قائله
(( لما لم تخبرني عن سبب سفر فراس ولما والدك مصر علي عدم عودته .))
أجابها بغموض وهو يدقق النظر فيها .
(( موضوع يطول شرحه سأخبرك به فيما بعد .))
تحدثت بإصرار قائله
(( ولما ليس الان .))
شهقت متفاجئه من حركته لقد أسقطها علي الفراش ومال يطبع قبلة هادئه حاولت ان تراوغ وتناور للافلات منه رغم محاصراته لها أستطاعت ان تلتقط انفاسها من بين قبلته المتفرقة علي وجهها بينما أنفاسه الحارة تتهدج قليلا تلفحها وتوهن المتبقي من قدرتها علي المقاومة .
مال برأسه جانبا يطبع عدة قبلات متفرقة بنعومة علي وجهها يهمس لها بكلمات العشق في أذنيها بينما يديه تداعب خصرها..
قطع عليه وصلة العشق طرقات علي الباب رفع حاجبه متعجبا وهو يهمس لها من بين أنفاسه المتحشرجه بينما هي تكتم ضحكاتها عليه
((هل انتي سعيده الان .))
تحدثت مبتسمة بصوت منتشي وانفاس متقطعة قائله
((أذهب لتري من .))
حدجها بنظراته قبل أن يستقيم واقفا ذاهبا بإتجاه الباب فتح باب غرفته فوجد الخادمة واقفة تنكس راسها فتحدثت قائله
(( السيد رافت يريدك بالأسفل .))
طلب منها الإنصراف واتجه للداخل يغلق باب الغرفة خلفه ووقف يبدل ملابسه بينما عبست ملامحه وينظر إليها بتانيب أستقامت ايضا ووقفت امامه تطبع قبلة علي وجنته ولكنه إبتعد عنها فنكست راسها حتي لا تتمادي فيبدو بأنه لا يريد أن تكون هي المبادره تحركت تتجاوزه لتغادر ولكنها شهقت عندك قيد رسغها وجذبها نحوه.
أتسعت عيناها عندما دفعها لترتمي علي ظهرها فوق الفراش برفق ومال عليها يرتوي من رحيق شفتيها ..
فتحدث قائلا
((أنتظري هنا حتي عودتي لا تتحرك من مكانك .))
ثم تركها وغادر دون النظر خلفه ليري ضحكاتها التي تصل لمسمعه .
وصل لغرفة مكتب والده فستاذن منه للدخول فأذن له دخل معاذ وجلس أمام والده ليتحدث والده مباشرة قائلا
((معاذ عليك أن تسافر لتكمل العمل المتوقف وتنجزه فأنا لم اثق في احدا لغيرك لفعلها..))
أجابه معاذ قائلا
(( حسنا يا ابي وسأجهز نفسي ولكني اريد أن اطلب منك شيئا ..))
قال والده بنبرة هادئة
((تفضل يا بني فكل اذان صاغيه .))
تحدث معاذ بإرتباك وتوتر واضح علي محياه قائلا
(( هل أستطيع أصطحاب نور معي .))
أجابه والده بابتسامة هادئة قائلا
(( بالطبع يا بني فهي زوجتك والقرار يعود لك ..))
ظلوا يتحدثون معا بينما يخبره والده متي يسافر لينجز أعمالهم ويكمل ثفقاتهم ويطمئن علي فراس وقد وافق علي ميعاد السفر تمني لهم والده رحلة سعيده فوقف من علي مقعده وأتجه مغادرا لغرفة مكتب والده فتحرك يصعد الدرج ليذهب لغرفته ويخبر زوجته بان عليهم السفر فقد قرر السفر واخذها معه ...
انسابت دموعها وهي تتذكره فكم يتاكلها الندم علي فقدانه ولكن لو عاد بها الزمن لتلك الايام ستفعل ما فعلته من قبل فهي لا تصلح له من جميع النواحي لا تريد أن تكون عبء عليه يكفيها ما تعاني منه والدها الذي يعاملها بخيانة والدتها وقد شكك من قبل في نسبها ام والدتها التي عاشت معها فترة من الزمن فكانت من اتعس فترات حياتها فكان زوجها يتطاول علي بالضرب دائما إن لم تجلب له المال والان والدتها هي من تعاني منه تعمل لتنفق عليه وعلي أبناءها منه تنهدت وهي تمحي دموعها بأصابعها تفكر لما الحياة قاسية ومعتمة فالمجتمع يقف أمامها بالمرصاد ..
إستيقظ في الصباح الباكر فأغتسل وأبدل ملابسه وخرج من غرفته بهدوء وأتجه يقفز علي الدرج ليتخطاه سريعا ما أن خرج من الفيلا وجد سيارته فصعد بداخلها وأشغل محركها وأطلق العنان ليخرج قبل أن يراه والده ويأمره بأخذ الحراسة معه لا يعلم لم خوف والده الزائد عليه دونا عن أخواته ..
بعد قليل من الوقت كان قد وصل أمام الجامعة فأوقف محرك السيارة وظل بداخلها يتابع جميع الطلبه وهم يتوافدون علي الجامعة ظل جالسا ولم يبرح سيارته ينتظر أن يراها فقط ومن ثم يغادر بهدوء دون أن يودع أحدا من أصدقاءه لمحها تخرج من سيارة أجره وأستدارات لتدخل ولكنها وقفت للحظه ثم أستدارات تنظر من حولها .
بينما وعد عندما خرجت من سيارة الاجره شعرت بنغزة في صدرها لا تعرف ما سببها وقفت للحظة فشعرت وكأن هناك من يراقبها فأستدارات تنظر من حولها إلي أن وقعت عينيها علي سيارته نظرت إليه مباشرة بينما هو جالسا في محله لم يغادرها يبادلها النظرات ظلت تتبادل معه النظرات إلي أن أستدارات وأخذت نفسا قويا تملئ به رأتيها ثم أخرجته ببطء شديد وتحركت لتدخل وتبدأ يوما جديدا .
ما أن أستدارات ودخلت من بوابة الجامعة وقف لدقائق معدودة لعلها تعود وتخبره بما يتمني أن يسمعه من بين شفتيها ولكن ليست كل أمنية تتحقق فأشغل محرك سيارته عائد للمنزل حتي لا يتأخر علي موعد طائرته..
وصل أمام الفيلا فأوقف سيارته وظل بداخلها فمال بجذعه للأمام يستند علي عجلة القيادة فتنهد بصوت مرتفع يحث نفسه علي تكملت ما يريده فجزء في داخله يخبره بأن ذلك هو الافضل وجزء أخر يأمره بالبقاء و المحاولة من جديد وأنه لا يفقد الأمل ويستسلم ويظل يحاول للنهاية ..
ما أن دخل الفيلا وجد والده ووالدته وأخيه جالسون وعلامات الرعب والفزع مرتسمة علي محياهم فبادره والده بصفعة قويه إرتجت علي أسرها حيطان الفيلا ، فنظر لوالده بغضب مستتر يحاول مداراته فلو كان أحدا غير والده من فعلها لكان قد غادر الحياة في لحظتها .
تحدث والده وهو يمسكه من تلابيب قميصه قائلا
(( لما لم تأخذ الحرس معك هل تعاندني قلت لك الأف المرات لا أكون مطمئنا إلا عندما يكونوا معك وبجوارك فلما تعصي اوامري أيها الأخرق .))
أقترب معاذ من رأفت ورفع كفيه يحاول فك قبضته الممسكة بتلابيب فراس وهو يتحدث بهدوء كعادة دائما قائلا
(( إهدي يا أبي حتي لا يعلي ضغطك وتمرض فهو يعلم بأنه أخطئ ولم يعيدها .))
ثم وجه حدثته لفراس قائلا بنبرة أمرة
((أذهب وأستعد لنوصلك للمطار.))
نظر لوالده بنظرة معاتبه ثم تحرك صاعدا للطابق الثاني فما ان دخل لغرفته حتي جن جنونه أخذ يكسر كل ما طالته يده وقف أمام المرآة ينظر لإنعكاس صورته ثم كور قبضته وضرب المرآة بقوة مما جعل يده تنزف بغزاره ولكنه لم يعير الأمر أي أهتمام فقد هدأت ثورته قليلا فذهب بإتجاه المرحاض ليغتسل ويستعد لبدء حياة جديدة في مكان أخر..
أستمع الجميع لثورته في الأعلي أرادت والدته الصعود والاطمئنان عليه ولكن زوجه منعها من الإقدام علي ذلك بينما خرج هو من المرحاض يرتسم علي وجهه البرود ثم اتجه يبدل ملابسه ويضع عطره ثم جمع أشياءه ومتعلقاته الخاصة فأمسك بمفاتيح سيارة بين أصابعه ثم وضعها علي مكتبه وتحرك مغادرا وقف علي باب الغرفة ينظر إليها ثم ثم أستدار مغادرا ..
كان في المطار ينتظر موعد رحلته ليغادر بينما والده يتحاشي النظر إليه يعرف بأنه تهور وفقد أعصابه ولكنه قد قلق عليه عندما علم بخروجه من دون الحراسة أتجهت مني ووقفت أمام فراس فرفعت ذراعيها تحتضن وجهه بينهما ودموع عيناها تنزلق بغزارة علي وجنتيها .
فتحدثت بغصة في حلقها قائلا
(( لا تغضب من والدك تعلم مقدار حبه لك ))
أجابها وهو ينظر بإتجاه والده قائلا
(( أعلم أرجوكي أهتمي به وطمأنيني دائما عليكم . ))
أومأت له والدته بينما رفع ذراعه ليبعد كفيها عن وجهه ثم مال علي رأسها يلثمها أبتعد عنها وذهب بإتجاه والده فتناول كفه ومال عليه يلثمه بقبلة وقد نزلت دموعه علي كف والده ، أغلق والده عينيه بخيبة أمل من نفسه كيف تجرأ وفعلها لم يفعلها في حياته..
فتحدث والده بحشرجة وصوت مختنق بالكاد يسمع قائلا
(( لا تغضب مني فكل ماحدث من قلقي عليك .))
نظر لوالده يؤمي له بعينيه وتحدث قائلا
(( أعلم فانا أيضا أحبك .))
ثم ودعه وودع الجميع وذهب تاركهم ينظرون في أسره .
في طريق عودتهم من المطار لم تتحدث بكلمه كانت تنظر للخارج من الزجاج الشفاف لنافذة السيارة تدعي بداخلها أن يحفظه الله لها فأستمعت لزوجها وهو يتحدث مع معاذ قائلا
(( لقد ارتاح قلبي الأن سأحرص علي عدم رجوعه إلي هنا مرة ثانيه .))
تجهمت ملامح مني وقالت بشئ من العصبيه
(( مازلت لا أستطيع تقبل فكرة بعده عني لتتحدث الان وتخبرني بأنك تخطط ألا يعود مستقبلا .))
تحدث رأفت بتأكيد قائلا
(( بالطبع اخطط من أجل سلامة ولدي فنحن سنذهب لزيارته كلما أتيحت لنا فرصة .))
لامس زوجها كف يدها يربت فوقها خشية حزنها أكثر رغم أنه أيضا حزين ولكن يتوجب عليه ان يشعرهم بغير ذلك بينما معاذ يتابع الطريق دون التطرف لتدخل بينهما في حديثهم ..
كانت واقفة بداخل المحاضرة تحاول الشرح ولكنها لا تستطيع أن تنطق بكلمتين معا كانت كلما قرأت كلمه وأتت لتشرحها تتذكر نظراته التي كان يرمقها بها منذ قليل لا تعلم مخزي تلك النظرات ، شعرت بصدرها يضيق ونفسها ينقطع وهي تنظر لمكان جلوسه لتجده فارغا منه فشار بالم قوي داخل صدرها فمنذ ان عملت هنا وهو لا يفوت ايه محاضرة خاصه بها. ، حاولت قدر المستطاع أن تركز وتلقي محاضرتها وتغادر سريعا ولكنها لم تستطيع فأعتذارات من جميع الطلبه بأنها لن تستطيع أن تكمل المحاضرة فجمعت أشياءه وغادرت قاعة المحاضرات ..
وصلت للبيت بعدما أعتذرت عن أكتمال محاضرتها ففتحت الباب ووقفت تستند عليه بظهرها تغلق عينيها تحاول أن تتنفس بشكل طبيعي بينما عيناها تترقرق بالدموع
فلا تعلم سببا لتلك الحالة التي أنتابتها .
أستمعت دارين لصوت إنغلاق الباب فتحركت لتري من وجدت وعد واقفة تستند علي الباب تضع يدها علي صدرها وتغلق عينيها بقوه فأقتربت منها بخطوات سريعه فزعة وخائفة فوقفت امامها لتتحدث قائله
(( ما بكي يا وعد .))
أجابتها وعد وهي علي حالها قائله
((لا أعرف أشعر بالبرد القارص وصدري يؤلمني .)
ساعدتها دارين وهي تسحبها لتدخلها غرفتها فأستلقت علي الفراش بينما وضعت عليها صديقتها غطاء سميك وجلست بجوارها تهدهدها إلي أن غفت وذهبت في نوم عميق ..
وصلت الطائرة فخرج من المطار ينتظر حضور السائق الذي من المفترض بأنه سيوصله لبيت خاله ظل واقفا إلي ان وقفت سيارة أمامه فخرج السائق يرحب به ويعتذر علي تأخره فأقترب منه يحمل الحقايب ويضعها بداخل السيارة تنهد فراس بتعب وصعد بداخل السيارة لينطلق السائق لوجهته..
مرت عليها الايام وكأنها سنوات لا تعرف لما تعاني من عدم رؤيته هل كانت تحمل له مشاعر بينما كانت تظهر غير ذلك كانت تدعي اللامبالاه وأنها لا يعنيها أمره ومنذ ان أختفي وهي تشعر بالضياع تبحث عنه دائما بين الجميع ، عندما رأته أمام الجامعة كان هنا ليودعها ويراها للمرة الاخيرة فكل ما يشغل تفكيرها في تلك الفترة هو أن تصل لأي معلومة عنه أستمعت لأصدقاءه ذات يوم عن طريق الصدفة وهي خارجه من الجامعة وهم يتحدثون عنه فوقفت تستمع إليهم وهم يكملون حديثهم عنه فكل ما أستطاعت أن تفهمه وتستمتع إليه من أصواتهم التي بالكاد يصل إليها بأنه سافر ليكمل تعليمه في الخارج تتذكر ذلك اليوم وما حدث معها فخرجت ومش كالتائهة لا تعرف ما عليها فعله كانت تنظر للجميع من حولها تراهم يشيرون عليهم باصابعهم ويضحكون مستهزئين بها مشيت كثيرا إلي ان تعبت فاوقفت سيارة اجره وصعدت بداخلها تمليها عنوانها لتذهب لبيتها علها ترتاح ولو قليل .
عند تذكرها له أمسكت هاتفها وفتحته علي حساب التواصل الإجتماعي الخاص به فلم تجد عليه أي جديد لم يظهر لها أي شئ يدل علي أنه مازال يستخدمه فيبدو بأنه لم يستخدمة منذ فترة طويلة زفرت بغضب من نفسها قبل ان يكون منه علي بعده دون أن يخبرها فهمست لنفسها قائله وهل أعطيته مجالا ليخبرك أي شئ لقد هرب منك ومن أسلوبك معه ولكن أليس هذا هو القرار الصحيح يا وعد قلي في بعده راحة لن تجديها في قربه ..
في مكان أخر نزوره لاول مرة كانت تسير نحو الباب تفتح مقبضه عندما هتف فراس بتحزير
(( جوليا لا تفعليها لست صغيرة لفعل تلك الأشياء ، تلك خصوصياتي ولن أسمح لأحد بالتدخل فيها ، هيا هاتيها..))
هزت رأسها نافية وتحدثت من بين ضحكاتها قائله
(( لا تقلق عليها معي سأخبأها جيدا فلن يراها أحدا .))
قال فراس بنظرات محذرة من التمادي
(( لا تجبريني أن اكون حازما معكي هيا هاتيها .))
تحركت متجهه إليه تنكس رأسها للأسفل ثم مدت يدها إليه بتلك الصورة التي مازالت ممسكة بطرفها أخذها ونظر إلي جولي بغضب قائلا
(( لا تكرريها مجددا .))
أجابته بهمس وصوتها مختنق قائلا
((أسفه لم أكن أعرف بأنك ستتضايق مني لانني رأيتها .))
ثم هرولت من أمامه فلم تعطيه فرصة ليجيبها فأحال بنظره للصورة الممسك بها بين أصابعه وقعت أنظاره المخيفة عليها فهمس كمن يحدث نفسه قائلا أنا أعاني هنا بينما أنتي تعيشين حياتك وتستمتعين بكل لحظاتها ..
أتجه لمكتبه الموضوع بزاوية من زوايا الغرفة وأخرج صندوق صغير من إحدي أدراجه فجلس علي المقعد وفتحه ليجد المئات من صورها هي من ملكت قلبه من نظرة واحدة لعينيها ، فأكمل همسه قائلا وعد مني يا وعد بأنك من ستأتي إلي فلن أكون أنا المبادر أبدا يكفيني ما فعلتيه من قبل وكسر قلبي وخاطري ورؤيتك لي بأنني لم أكن رجلا كافيا لأحظي بكي ، رمي الصورة في الصندوق ثم أغلقه وخبأه جيدا حتي لا يرأه احدا أخر وأتجه ليخرج من الغرفة ذاهبا حيث خاله وصل للطابق الاسفل من البيت وجلس بجواره يلا الصغير فكم يشعر بالشفقة عليه فوالدته توفيت وهي تلده فلم يتزوج خاله من بعد وفاة زوجته بل لم ينظر لإمرأة اخري يكدس حياته لاولاده ومن ثم عمله ..
نائمة في احضان زوجها تستمع بدفء أحضانه فرفعت رأسها من علي صدره تنظر إليه وتحدثت مستفسرة قائله
(( لما لم تخبرني عن سبب سفر فراس ولما والدك مصر علي عدم عودته .))
أجابها بغموض وهو يدقق النظر فيها .
(( موضوع يطول شرحه سأخبرك به فيما بعد .))
تحدثت بإصرار قائله
(( ولما ليس الان .))
شهقت متفاجئه من حركته لقد أسقطها علي الفراش ومال يطبع قبلة هادئه حاولت ان تراوغ وتناور للافلات منه رغم محاصراته لها أستطاعت ان تلتقط انفاسها من بين قبلته المتفرقة علي وجهها بينما أنفاسه الحارة تتهدج قليلا تلفحها وتوهن المتبقي من قدرتها علي المقاومة .
مال برأسه جانبا يطبع عدة قبلات متفرقة بنعومة علي وجهها يهمس لها بكلمات العشق في أذنيها بينما يديه تداعب خصرها..
قطع عليه وصلة العشق طرقات علي الباب رفع حاجبه متعجبا وهو يهمس لها من بين أنفاسه المتحشرجه بينما هي تكتم ضحكاتها عليه
((هل انتي سعيده الان .))
تحدثت مبتسمة بصوت منتشي وانفاس متقطعة قائله
((أذهب لتري من .))
حدجها بنظراته قبل أن يستقيم واقفا ذاهبا بإتجاه الباب فتح باب غرفته فوجد الخادمة واقفة تنكس راسها فتحدثت قائله
(( السيد رافت يريدك بالأسفل .))
طلب منها الإنصراف واتجه للداخل يغلق باب الغرفة خلفه ووقف يبدل ملابسه بينما عبست ملامحه وينظر إليها بتانيب أستقامت ايضا ووقفت امامه تطبع قبلة علي وجنته ولكنه إبتعد عنها فنكست راسها حتي لا تتمادي فيبدو بأنه لا يريد أن تكون هي المبادره تحركت تتجاوزه لتغادر ولكنها شهقت عندك قيد رسغها وجذبها نحوه.
أتسعت عيناها عندما دفعها لترتمي علي ظهرها فوق الفراش برفق ومال عليها يرتوي من رحيق شفتيها ..
فتحدث قائلا
((أنتظري هنا حتي عودتي لا تتحرك من مكانك .))
ثم تركها وغادر دون النظر خلفه ليري ضحكاتها التي تصل لمسمعه .
وصل لغرفة مكتب والده فستاذن منه للدخول فأذن له دخل معاذ وجلس أمام والده ليتحدث والده مباشرة قائلا
((معاذ عليك أن تسافر لتكمل العمل المتوقف وتنجزه فأنا لم اثق في احدا لغيرك لفعلها..))
أجابه معاذ قائلا
(( حسنا يا ابي وسأجهز نفسي ولكني اريد أن اطلب منك شيئا ..))
قال والده بنبرة هادئة
((تفضل يا بني فكل اذان صاغيه .))
تحدث معاذ بإرتباك وتوتر واضح علي محياه قائلا
(( هل أستطيع أصطحاب نور معي .))
أجابه والده بابتسامة هادئة قائلا
(( بالطبع يا بني فهي زوجتك والقرار يعود لك ..))
ظلوا يتحدثون معا بينما يخبره والده متي يسافر لينجز أعمالهم ويكمل ثفقاتهم ويطمئن علي فراس وقد وافق علي ميعاد السفر تمني لهم والده رحلة سعيده فوقف من علي مقعده وأتجه مغادرا لغرفة مكتب والده فتحرك يصعد الدرج ليذهب لغرفته ويخبر زوجته بان عليهم السفر فقد قرر السفر واخذها معه ...
انسابت دموعها وهي تتذكره فكم يتاكلها الندم علي فقدانه ولكن لو عاد بها الزمن لتلك الايام ستفعل ما فعلته من قبل فهي لا تصلح له من جميع النواحي لا تريد أن تكون عبء عليه يكفيها ما تعاني منه والدها الذي يعاملها بخيانة والدتها وقد شكك من قبل في نسبها ام والدتها التي عاشت معها فترة من الزمن فكانت من اتعس فترات حياتها فكان زوجها يتطاول علي بالضرب دائما إن لم تجلب له المال والان والدتها هي من تعاني منه تعمل لتنفق عليه وعلي أبناءها منه تنهدت وهي تمحي دموعها بأصابعها تفكر لما الحياة قاسية ومعتمة فالمجتمع يقف أمامها بالمرصاد ..