الفصل العشرون
الفصل العشرون
وقفت في الشرفه تستند على سور الشرفه تنظر نحو الأسفل حيث يقف محمود الذي أغلقت في وجهه الباب منذ قليل..
ظل واقفاً للحظات و عينيه معلقه بها ثم تحرك مبتعداً ، قبضت هي بأناملها على السور و قد تردد على مسامعها كلماته اللاذعه:
"مش مسامحك يا حفصة على الفضحيه إلي حصلت بسببك"
وضعت كفها على وجهها و استدارت تستند بظهرها على سور الشرفه..
مرت عدة دقائق وقد جلست على أحد المقاعد بداخل الشرفه، حين شعرت بالباب خاصة الشقه يفتح..
نهضت من مكانها و تحركت سريعاً نحو الداخل، توقفت عن متابعة سيرها وهي تجده يرميها بنظراته الجامده ثم أراد التحرك نحو الداخل ولكن هي اقتربت منه وقبضت بكفها على ذراعه بارتجاف وهي تقول متسأله بخوف:
_ الصور لسه موجوده مع..، معاه !!
رمقها هو بنظره جافه ثم أجابها بجمود:
_ لأ
أنفرجت أساريرها و ارتخت قبضتها عن ذراعه وهي تقول بنبره خافته:
_ الحمدلله
رمها صفوان بنظراته الجامده ثم تحرك نحو الداخل، مما جعل ملامحها تنكمش وهي تلحق إياه قائله بأمتنان:
_ شكراً..
استدار هو ينظر لها بصمت، مما جعلها تبتلع ريقها وهي تتابع بخفوت:
_ شكراً على إلي بتعمله..
تعلقت عينيه بملامح وجهها ونظراتها الواضح بهم مدي امتنانها، أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف، هدر هو متهكما ً:
_ ده واجبي
أغمضت حفصة جفونها ثم فتحهتم و رغبت في الحديث لكن طرقات عنيفه على باب الشقه وصوت فاطمه المألوف تصرخ بشراسه:
_ حفصة
تبادلت حفصة معه النظرات، و تحرك هو سريعاً يفتح الباب بملامح منكمشه، رمته فاطمه بنظره حاده خاطفه ثم تجاوزته و دلفت إلي الداخل وهي تقول بشراسه:
_ فينها، فينها..
توقفت نظراتها الزائغه على حفصة مما جعل ملامحها تشتعل بغضب حارق وهي تصرخ بشكل مخيف كمن فقدت عقلها:
_ ارتاحتي، هطلق بسببك، أنتي السبب ربنا ينتقم منك
راحت تصرخ بهستريا بكلمات نصفها غير مفهوم وهي تدفع تلك الواقفه بكفيها بعنف مع محاولات صفوان القبض على ذراعيها و أبعادها عن الأخري وهو يهدر بانفعال ينهرها:
_ فاطمه كفايه حفصة ملهاش ذنب..
تراجعت حفصة إلي الخلف وهي تجد تلك فاطمه تحاول تخليص ذراعيها منه صائحه بنبرة متشنجه:
_ سيبني يا أبيه، هيطلقني سيبني أخد حقي
قبض صفوان على ذراعيها وضمهم خلف ظهرها بقوه وهو يشير بعينيه إلي حفصة قائلاً بفظاظه:
_ أدخلي أنتي جوه دلوقتى
أنكمشت حفصة على نفسها وهي تري تشنج ملامح فاطمه غضباً وهي ترميها بنظرات تكاد تحرقها حيه و هي تحاول بشراسه تخليص ذراعيها من قبضة ذلك الواقف خلفها..
٠٠٠٠٠
أرتسم الذهول على ملامح مروه وهي تقلب ذلك الهاتف بين يديها وعادت تحدقه وهو يقف أمامها قائله بعدم تصديق:
_ ده ليا !، و أنت بجد عارف معياد عيد ميلادي !
حرك هو رأسه إيجاباً و الأبتسامة مرسومه على ثغره ومد كفه يداعب خصلات شعرها قائلاً بخشونه:
_ بصراحه وفاء إلي قالتلي
أنكمشت ملامحها قليلاً و لكن عادت و ارتخت وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً قائله بعدم اكتراث:
_ مش مهم ، المهم أنك افتكرتني، شكراً يا مروان..
قالت آخر كلمتين بأمتنان متأثره و قد دمعت مقلتيها، ضيق هو ما بين عينيه قائلاً بتعجب زائف:
_ للدرجادي كان نفسك في تليفون !
حركت مروه رأسها نافيه وهي تقبض بكفها على الهاتف قائله بنبره متحشرجه:
_ لأ أنا بس متأثره عشان أول مره تجيبلي هديه..
رفع مروان حاجب و نزل الأخر وعينيه معلقه بتلك الدموع اللامعه في مقلتيها ،عفوياً نطق قائلاً بصوت أجش:
_ هو أنتي منهم، تفرحي تعيطي تزعلي تعيطي..
ظلت هي تحدقه بمقلتيها اللامعتين و عضت على شفتيها بقوه تشعر بالتردد لكنها خفضت بصرها أرضاً تحاول السيطرة على دقات قلبها وهي تقول بخفوت متحشرج:
_أنا بجد بحبك..
غز الأحمرار وجنتيها وعضت أكثر على شفتيها تشعر بتسارع نبضات قلبها و إنسحاب الأكسجين من الهواء وقد رن الصمت القاتل..
أغمضت جفونها وهي مازالت تخفض بصرها، التوي ثغر مروان بابتسامة جانبيه تلقائياً و داعب خصلات شعرها يبعثر إياهم قائلاً بنبرة عابثه:
_شكراً يا مروه
عضت مروه أكثر على شفتيها وقد هربت الدماء من وجهها من ذلك الرد المستفز وهي ترفع رأسها ودون أن تشعر هدرت بنبره مغتاظه خافته للغايه:
_ هو أنا بقولك عملتلك قهوه !
دقق هو النظر في ووجهها المحمر خجلاً بشكل يتنافي مع الأحباط الواضح في نظراتها، التوي ثغره بابتسامة جانبيه وقد تعلقت عينيه بثغرها وقد لمعت عينيه..
٠٠٠٠٠
ألقت حماتها السيده سلوي على مسامعها كلمات جارحه جعلت ملامحها تمتقع وهي تهدر مدافعه عن حالها بنبره حاده:
_ أنتي بتقولي إيه يا ماما سلوي، أنتي فاهمه غلط ده محمد ابن خالتي !
نطقت تلك الكلمات وهي تلقي نظره ناريه على سوزان التي تمضغ العلكه بطريقه مستفزه وقد هدرت ببرود:
_ إبن خالتك ولا مش إبن خالتك مينفعش يدخل يقعد في شقتك من غير وجود جوزك يا بسمه
عقدت السيده سلوي ذراعيها وحركت رأسها إيجاباً وهي تقول بتأكيد جاف:
_ سوزان معاها حق يا مرات ابني ، حاسبي على تصرفاتك
نهضت بسمه من على تلك الأريكة التي كانت جالسه عليها قائله بنبرة منفعله مدافعه:
_ تصرفاتي !، مالها تصرفاتي !
لوت السيده سلوي فمها ترميها بنظره ساخطه وهي تتربع على الأريكة وقد سحبت جهاز التحكم و راحت تقلب في التلفاز غير مكترثه بتلك الواقفه تشتعل غضباً و عينيها معلقه بتلك سوزان التي راحت تتلاعب بأظافرها ببرود..
قبضت بسمه على كفها بشده و تحدثت بنبرة متهكمه تخفي خلفها غضبها:
_ خليكي ماشيه ورا كلامها يا حماتي
نطقت بتلك الكلمات وتحركت تخرج من باب الشقه المفتوح وهي تسب وتلعن تلك الشمطاء سوزان..
صعدت درجات السلم بملامح ممتقعه وقد راحت تردد بضيق:
_ عقربه
٠٠٠٠٠٠٠٠
وقفت مروه أمام المرآة في الغرفه و ووجهها مشتعل بنيران الخجل، رفعت كفها المرتعش تتلمس شفتيها وهي تشعر بقلبها يقرع كالطبول..
عضت على شفتيها بقوه واغمضت جفونها وهي تردد لحالها بنبره متحشرجه حائره:
_ ده رده على كلامي !، بيحبني !
عادت تفتح جفونها، أحمرت وجنتيها أكثر وهي تجده يقف خلفها و الأبتسامه تزين ثغره وقد تحدث قائلاً بمرواغه:
_ الصبر يا مروه الصبر
استدارت نحوه تستند بظهرها على حافة طاولة الزينه،وعقدت حاجبيها قائله بنبره خافته واضح بها عدم الفهم:
_ الصبر على إيه !
ظل مروان صامتاً يحدق بملامحها ثم تحدث أخيراً قائلاً باستفهام:
_ مروه هو وراثي !
حدقته بمروه كالبلهاء وهي تهدر تلقائياً مستفهمه:
_ هو إيه؟
التوي ثغره بابتسامة جانبيه و تحدث قائلاً بخفوت:
_ الغباء
رمشت بعينيها لعدة لحظات وهي تحاول أستعياب كلماته ثم هدرت تلقائياً مستنكره:
_ تقصد إيه..
توقفت قليلاً عن متابعة كلماتها و أشارت إلى حالها قائله باستياء خافت:
_ قصدك إني غبيه !
ابتسمت عينيه ابتسامة لم تصل إلي ثغره، صدح رنين هاتفه مما جعله ينظر خلفها حيث طاولة الزينه الموضوع عليها الهاتف قائلاً بخفوت:
_ هاتيه..
ضيقت مروه ما بين عينيها و تحدثت ببلاهه:
_ هو إيه؟
رفع هو حاجب و نزل الآخر قائلاً بسخرية قاصداً المزاح:
_ هيكون إيه تليفوني يا مروه
نطق بتلك الكلمات وهو يقترب منها ومد كفه يسحب هاتفه من على طاولة الزينه، شعرت هي بأنفاسه القريبه منها مما جعلها تغمض جفونها بتوتر،شعرت به يطبع قبله حانيه على أحد وجنتيها ثم أبتعد عنها وهو ينظر إلي هاتفه، فتحت هي جفونها ببطء و تلقائياً تلمست وجنتها بأناملها المرتجفه تشعر بقلبها يخفق بجنون..
ألقي هو نظره على هاتفه وقد توقف عن الرنين، تحدث وبصره عالق بهاتفه قائلاً بنبرة هادئه:
_ مروه، ممكن..
توقفت الكلمات على طرف شفتيه حين هدرت هي مقاطعه إياه قائله باستياء زائف:
_ عايز قهوه مش كده !
أبعد هو نظراته بعيداً عن الهاتف وقد تعلقت نظراته بها و التوي ثغره بابتسامة قائلاً بصوت أجش:
_ برافو بقيتي حافظه
حركت رأسها إيجاباً وقد التوي ثغرها بابتسامة و تحدثت قائله بتبرم زائف:
_طبعاً مش القهوه دي تبقي الضره بتاعتي
قهقه مروان ضاحكاً على كلماتها ثم تلاعب بخصلات شعرها وعينيه معلقه بعينيها وقد أصبح يتستمتع بحياته معها .!
٠٠٠٠٠
بعد مرور شهر..
وقفت حفصة تستند بكفها على سور الشرفه شارده..
وصلها صوت سعال والدها الحبيب، مما جعلها تتحرك سريعاً نحو الداخل،،دلفت حيث غرفة والدها و توقفت عينيها عليها وقد مازال غارق في النوم..
استرخت ملامحها وتقدمت تعدل وضع الغطاء عليه ثم مسحت بكفها على خصلات شعره البيضاء وهي تهمس بتضرع:
_ ربنا يخليك ليا
نطقت بتلك الكلمات ثم استدارت ببطء وتحركت تخرج من الغرفه مغلقه الباب خلفها بهدوء..
صدح رنين جرس الباب، ضيقت حفصة ما بين عينيها وتحركت مسرعه تلتقط وشاح رأسها و ارتدت إياه وهي تتقدم من الباب قائله بترقب:
_ مين !
وصلها صوتها الأجش ناطقاً بتنهد:
_ أنا يا حفصة
أعادت طرف وشاحها إلي الخلف و تلقائياً نطقت إسمه بخفوت:
_ صفوان..
فتحت له الباب وفور أن وقع بصرها على ملامحها المرهقه تسألت باهتمام:
_ فاطمه أخبارها إيه؟
توقفت الكلمات على طرف شفتيها وهي تجده ينظر نحوها بنظرات لم تفهمها، لحظات من الصمت حتي أومأ برأسه ثم تحرك يدلف إلي الداخل قائلاً باهتمام:
_ والدك عامل إيه دلوقتي؟
أغلقت هي باب الشقه و استندت بظهرها عليه وهي تقول بنبرة مليئه بالرضا:
_ الحمدلله بخير
مسح صفوان على وجهه ومقلتيه معلقه بمقلتيها يرمقها بنظرات غير مفهومه ، تنفس بعمق قائلاً بصوت أجش:
_ ناويه تقعدي كمان، بقالك شهر أهو !
عقدت حفصة ذراعيها حاجبيها و تقدمت تستند بكفها على حافة أحد المقعد قائله بخفوت:
_ محتاجه أقعد كمان مع بابا..
تبعثرت باقي الكلمات في فمها حين تحدث هو قائلاً بخفوت:
_ وحشتني
ارتبكت نظراتها وهي تلاحظ نظراته الحانيه التي تكاد تلتهتمها، نظرت له بنظرات متوتره حائره ظلت صامته للحظات ثم قالت بثبات مغيره الحديث:
_ تشرب إيه؟
أنتبه صفوان إلي وجنتيها التي أحمرت قليلاً، زفر هو طويلاً وقال بخفوت وهو يبعد نظراته بعيداً عنها:
_ ممكن شاي
أومأت حفصة برأسها وتحركت مسرعه نحو المطبخ، وقفت على أعتاب المطبخ وهي تضيق ما بين عينيها تشعر بالحيره من أمره و قد قشعر بدنها أثر تلك الكلمه التي ترددت على مسامعها وقد طبعت أثر بداخلها .!
يتبع
وقفت في الشرفه تستند على سور الشرفه تنظر نحو الأسفل حيث يقف محمود الذي أغلقت في وجهه الباب منذ قليل..
ظل واقفاً للحظات و عينيه معلقه بها ثم تحرك مبتعداً ، قبضت هي بأناملها على السور و قد تردد على مسامعها كلماته اللاذعه:
"مش مسامحك يا حفصة على الفضحيه إلي حصلت بسببك"
وضعت كفها على وجهها و استدارت تستند بظهرها على سور الشرفه..
مرت عدة دقائق وقد جلست على أحد المقاعد بداخل الشرفه، حين شعرت بالباب خاصة الشقه يفتح..
نهضت من مكانها و تحركت سريعاً نحو الداخل، توقفت عن متابعة سيرها وهي تجده يرميها بنظراته الجامده ثم أراد التحرك نحو الداخل ولكن هي اقتربت منه وقبضت بكفها على ذراعه بارتجاف وهي تقول متسأله بخوف:
_ الصور لسه موجوده مع..، معاه !!
رمقها هو بنظره جافه ثم أجابها بجمود:
_ لأ
أنفرجت أساريرها و ارتخت قبضتها عن ذراعه وهي تقول بنبره خافته:
_ الحمدلله
رمها صفوان بنظراته الجامده ثم تحرك نحو الداخل، مما جعل ملامحها تنكمش وهي تلحق إياه قائله بأمتنان:
_ شكراً..
استدار هو ينظر لها بصمت، مما جعلها تبتلع ريقها وهي تتابع بخفوت:
_ شكراً على إلي بتعمله..
تعلقت عينيه بملامح وجهها ونظراتها الواضح بهم مدي امتنانها، أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف، هدر هو متهكما ً:
_ ده واجبي
أغمضت حفصة جفونها ثم فتحهتم و رغبت في الحديث لكن طرقات عنيفه على باب الشقه وصوت فاطمه المألوف تصرخ بشراسه:
_ حفصة
تبادلت حفصة معه النظرات، و تحرك هو سريعاً يفتح الباب بملامح منكمشه، رمته فاطمه بنظره حاده خاطفه ثم تجاوزته و دلفت إلي الداخل وهي تقول بشراسه:
_ فينها، فينها..
توقفت نظراتها الزائغه على حفصة مما جعل ملامحها تشتعل بغضب حارق وهي تصرخ بشكل مخيف كمن فقدت عقلها:
_ ارتاحتي، هطلق بسببك، أنتي السبب ربنا ينتقم منك
راحت تصرخ بهستريا بكلمات نصفها غير مفهوم وهي تدفع تلك الواقفه بكفيها بعنف مع محاولات صفوان القبض على ذراعيها و أبعادها عن الأخري وهو يهدر بانفعال ينهرها:
_ فاطمه كفايه حفصة ملهاش ذنب..
تراجعت حفصة إلي الخلف وهي تجد تلك فاطمه تحاول تخليص ذراعيها منه صائحه بنبرة متشنجه:
_ سيبني يا أبيه، هيطلقني سيبني أخد حقي
قبض صفوان على ذراعيها وضمهم خلف ظهرها بقوه وهو يشير بعينيه إلي حفصة قائلاً بفظاظه:
_ أدخلي أنتي جوه دلوقتى
أنكمشت حفصة على نفسها وهي تري تشنج ملامح فاطمه غضباً وهي ترميها بنظرات تكاد تحرقها حيه و هي تحاول بشراسه تخليص ذراعيها من قبضة ذلك الواقف خلفها..
٠٠٠٠٠
أرتسم الذهول على ملامح مروه وهي تقلب ذلك الهاتف بين يديها وعادت تحدقه وهو يقف أمامها قائله بعدم تصديق:
_ ده ليا !، و أنت بجد عارف معياد عيد ميلادي !
حرك هو رأسه إيجاباً و الأبتسامة مرسومه على ثغره ومد كفه يداعب خصلات شعرها قائلاً بخشونه:
_ بصراحه وفاء إلي قالتلي
أنكمشت ملامحها قليلاً و لكن عادت و ارتخت وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً قائله بعدم اكتراث:
_ مش مهم ، المهم أنك افتكرتني، شكراً يا مروان..
قالت آخر كلمتين بأمتنان متأثره و قد دمعت مقلتيها، ضيق هو ما بين عينيه قائلاً بتعجب زائف:
_ للدرجادي كان نفسك في تليفون !
حركت مروه رأسها نافيه وهي تقبض بكفها على الهاتف قائله بنبره متحشرجه:
_ لأ أنا بس متأثره عشان أول مره تجيبلي هديه..
رفع مروان حاجب و نزل الأخر وعينيه معلقه بتلك الدموع اللامعه في مقلتيها ،عفوياً نطق قائلاً بصوت أجش:
_ هو أنتي منهم، تفرحي تعيطي تزعلي تعيطي..
ظلت هي تحدقه بمقلتيها اللامعتين و عضت على شفتيها بقوه تشعر بالتردد لكنها خفضت بصرها أرضاً تحاول السيطرة على دقات قلبها وهي تقول بخفوت متحشرج:
_أنا بجد بحبك..
غز الأحمرار وجنتيها وعضت أكثر على شفتيها تشعر بتسارع نبضات قلبها و إنسحاب الأكسجين من الهواء وقد رن الصمت القاتل..
أغمضت جفونها وهي مازالت تخفض بصرها، التوي ثغر مروان بابتسامة جانبيه تلقائياً و داعب خصلات شعرها يبعثر إياهم قائلاً بنبرة عابثه:
_شكراً يا مروه
عضت مروه أكثر على شفتيها وقد هربت الدماء من وجهها من ذلك الرد المستفز وهي ترفع رأسها ودون أن تشعر هدرت بنبره مغتاظه خافته للغايه:
_ هو أنا بقولك عملتلك قهوه !
دقق هو النظر في ووجهها المحمر خجلاً بشكل يتنافي مع الأحباط الواضح في نظراتها، التوي ثغره بابتسامة جانبيه وقد تعلقت عينيه بثغرها وقد لمعت عينيه..
٠٠٠٠٠
ألقت حماتها السيده سلوي على مسامعها كلمات جارحه جعلت ملامحها تمتقع وهي تهدر مدافعه عن حالها بنبره حاده:
_ أنتي بتقولي إيه يا ماما سلوي، أنتي فاهمه غلط ده محمد ابن خالتي !
نطقت تلك الكلمات وهي تلقي نظره ناريه على سوزان التي تمضغ العلكه بطريقه مستفزه وقد هدرت ببرود:
_ إبن خالتك ولا مش إبن خالتك مينفعش يدخل يقعد في شقتك من غير وجود جوزك يا بسمه
عقدت السيده سلوي ذراعيها وحركت رأسها إيجاباً وهي تقول بتأكيد جاف:
_ سوزان معاها حق يا مرات ابني ، حاسبي على تصرفاتك
نهضت بسمه من على تلك الأريكة التي كانت جالسه عليها قائله بنبرة منفعله مدافعه:
_ تصرفاتي !، مالها تصرفاتي !
لوت السيده سلوي فمها ترميها بنظره ساخطه وهي تتربع على الأريكة وقد سحبت جهاز التحكم و راحت تقلب في التلفاز غير مكترثه بتلك الواقفه تشتعل غضباً و عينيها معلقه بتلك سوزان التي راحت تتلاعب بأظافرها ببرود..
قبضت بسمه على كفها بشده و تحدثت بنبرة متهكمه تخفي خلفها غضبها:
_ خليكي ماشيه ورا كلامها يا حماتي
نطقت بتلك الكلمات وتحركت تخرج من باب الشقه المفتوح وهي تسب وتلعن تلك الشمطاء سوزان..
صعدت درجات السلم بملامح ممتقعه وقد راحت تردد بضيق:
_ عقربه
٠٠٠٠٠٠٠٠
وقفت مروه أمام المرآة في الغرفه و ووجهها مشتعل بنيران الخجل، رفعت كفها المرتعش تتلمس شفتيها وهي تشعر بقلبها يقرع كالطبول..
عضت على شفتيها بقوه واغمضت جفونها وهي تردد لحالها بنبره متحشرجه حائره:
_ ده رده على كلامي !، بيحبني !
عادت تفتح جفونها، أحمرت وجنتيها أكثر وهي تجده يقف خلفها و الأبتسامه تزين ثغره وقد تحدث قائلاً بمرواغه:
_ الصبر يا مروه الصبر
استدارت نحوه تستند بظهرها على حافة طاولة الزينه،وعقدت حاجبيها قائله بنبره خافته واضح بها عدم الفهم:
_ الصبر على إيه !
ظل مروان صامتاً يحدق بملامحها ثم تحدث أخيراً قائلاً باستفهام:
_ مروه هو وراثي !
حدقته بمروه كالبلهاء وهي تهدر تلقائياً مستفهمه:
_ هو إيه؟
التوي ثغره بابتسامة جانبيه و تحدث قائلاً بخفوت:
_ الغباء
رمشت بعينيها لعدة لحظات وهي تحاول أستعياب كلماته ثم هدرت تلقائياً مستنكره:
_ تقصد إيه..
توقفت قليلاً عن متابعة كلماتها و أشارت إلى حالها قائله باستياء خافت:
_ قصدك إني غبيه !
ابتسمت عينيه ابتسامة لم تصل إلي ثغره، صدح رنين هاتفه مما جعله ينظر خلفها حيث طاولة الزينه الموضوع عليها الهاتف قائلاً بخفوت:
_ هاتيه..
ضيقت مروه ما بين عينيها و تحدثت ببلاهه:
_ هو إيه؟
رفع هو حاجب و نزل الآخر قائلاً بسخرية قاصداً المزاح:
_ هيكون إيه تليفوني يا مروه
نطق بتلك الكلمات وهو يقترب منها ومد كفه يسحب هاتفه من على طاولة الزينه، شعرت هي بأنفاسه القريبه منها مما جعلها تغمض جفونها بتوتر،شعرت به يطبع قبله حانيه على أحد وجنتيها ثم أبتعد عنها وهو ينظر إلي هاتفه، فتحت هي جفونها ببطء و تلقائياً تلمست وجنتها بأناملها المرتجفه تشعر بقلبها يخفق بجنون..
ألقي هو نظره على هاتفه وقد توقف عن الرنين، تحدث وبصره عالق بهاتفه قائلاً بنبرة هادئه:
_ مروه، ممكن..
توقفت الكلمات على طرف شفتيه حين هدرت هي مقاطعه إياه قائله باستياء زائف:
_ عايز قهوه مش كده !
أبعد هو نظراته بعيداً عن الهاتف وقد تعلقت نظراته بها و التوي ثغره بابتسامة قائلاً بصوت أجش:
_ برافو بقيتي حافظه
حركت رأسها إيجاباً وقد التوي ثغرها بابتسامة و تحدثت قائله بتبرم زائف:
_طبعاً مش القهوه دي تبقي الضره بتاعتي
قهقه مروان ضاحكاً على كلماتها ثم تلاعب بخصلات شعرها وعينيه معلقه بعينيها وقد أصبح يتستمتع بحياته معها .!
٠٠٠٠٠
بعد مرور شهر..
وقفت حفصة تستند بكفها على سور الشرفه شارده..
وصلها صوت سعال والدها الحبيب، مما جعلها تتحرك سريعاً نحو الداخل،،دلفت حيث غرفة والدها و توقفت عينيها عليها وقد مازال غارق في النوم..
استرخت ملامحها وتقدمت تعدل وضع الغطاء عليه ثم مسحت بكفها على خصلات شعره البيضاء وهي تهمس بتضرع:
_ ربنا يخليك ليا
نطقت بتلك الكلمات ثم استدارت ببطء وتحركت تخرج من الغرفه مغلقه الباب خلفها بهدوء..
صدح رنين جرس الباب، ضيقت حفصة ما بين عينيها وتحركت مسرعه تلتقط وشاح رأسها و ارتدت إياه وهي تتقدم من الباب قائله بترقب:
_ مين !
وصلها صوتها الأجش ناطقاً بتنهد:
_ أنا يا حفصة
أعادت طرف وشاحها إلي الخلف و تلقائياً نطقت إسمه بخفوت:
_ صفوان..
فتحت له الباب وفور أن وقع بصرها على ملامحها المرهقه تسألت باهتمام:
_ فاطمه أخبارها إيه؟
توقفت الكلمات على طرف شفتيها وهي تجده ينظر نحوها بنظرات لم تفهمها، لحظات من الصمت حتي أومأ برأسه ثم تحرك يدلف إلي الداخل قائلاً باهتمام:
_ والدك عامل إيه دلوقتي؟
أغلقت هي باب الشقه و استندت بظهرها عليه وهي تقول بنبرة مليئه بالرضا:
_ الحمدلله بخير
مسح صفوان على وجهه ومقلتيه معلقه بمقلتيها يرمقها بنظرات غير مفهومه ، تنفس بعمق قائلاً بصوت أجش:
_ ناويه تقعدي كمان، بقالك شهر أهو !
عقدت حفصة ذراعيها حاجبيها و تقدمت تستند بكفها على حافة أحد المقعد قائله بخفوت:
_ محتاجه أقعد كمان مع بابا..
تبعثرت باقي الكلمات في فمها حين تحدث هو قائلاً بخفوت:
_ وحشتني
ارتبكت نظراتها وهي تلاحظ نظراته الحانيه التي تكاد تلتهتمها، نظرت له بنظرات متوتره حائره ظلت صامته للحظات ثم قالت بثبات مغيره الحديث:
_ تشرب إيه؟
أنتبه صفوان إلي وجنتيها التي أحمرت قليلاً، زفر هو طويلاً وقال بخفوت وهو يبعد نظراته بعيداً عنها:
_ ممكن شاي
أومأت حفصة برأسها وتحركت مسرعه نحو المطبخ، وقفت على أعتاب المطبخ وهي تضيق ما بين عينيها تشعر بالحيره من أمره و قد قشعر بدنها أثر تلك الكلمه التي ترددت على مسامعها وقد طبعت أثر بداخلها .!
يتبع