الفصل الاول
كانت واقفة ترتدي نظارتها أمامها الحاسوب تقرأ من عليه وتشرح لهم ما تتفوه به والجميع يدون خلفها ما تقوله ما عاداه هو يجلس بكل إرايحيه ينظر إليها ويتابع ببصره كل كلمة تخرج من فمها بينما هي تتغاضي عن النظر إليه مباشرة أنتهي وقت المحاضره فمالت تجمع أشياءها لتغادر والجميع من حولها قد بدأ بالخروج نادي عليها وأسرع الخطئ وهو يحاول ان يلحق بها وقف أمامها يناظرها وتحدث قائلا
(( لم أفهم شيئا مما قولتيه في الداخل .))
رفعت ذقنها وهي ترمقه بنظرات مستهزئه ثم أجابته قائله ((وما شأني لقد أنتهيت وزملائك قد فهموا ما قلته فليس العيب مني .))
حدثها بنبرة حزينه يستجدي شفقتها قائلا
((فما ذنبي إذا كان إستعابي ليس سريعا كباقي زملائي فلتعطفي عليا وترفقي بحالي وساعديني فأنا أريد مساعدتك .))
نظرت إليه بتمعن واردفت قائله
(( أبتعد يا فراس من أمامي وكف عن أعذارك تلك فالمساعدة الوحيدة التي استطيع أن أوعدك بها هي بأنني سأنسي ما تفوهت به الان حتي لا أتخذ إجراءا قانونيا معك بناءا عليه سيتم فصلك من الجامعه .))
أجابها بحزن قائلا
(( كيف لا تشعرين بما أحمله من مشاعر من أجلك تعلمين بأنني أحبك منذ أن رأيتك للوهلة الأولي وقد وقعت في عشقك أخبرتك أكثر من مره وأنتي ترفضينني ألم تريني رجلا كفايه لانك أكبر مني بسنتين فهل تعتقدين بأنني لست رجلا أنا أبذل أقصي جهدي لإقناعك فلا أري سببا مقنعا لرفضك.))
واجهته بنظراتها بكل جمود عفوي وصلابه وهي تجيبه قائله
((أنا لا أري شيئا كل ما أريده أن تبتعد عن حياتي ، لا أريدك فهل ستجبرني علي الزواج منك دون إرادة مني .))
مال برأسه للاسفل ثم أجابها بذهن شارد قائلا
(( تعلمين بأنني لا أستطيع أن أفعل هذا وأجبرك علي الزواج مني بل أريدك بكليتك موافقة راغبة للإرتباط بي .))
رفع رأسه يتطلع إليها يحفظ تفاصيلها يملئ عينيه من نظراتها القوية وعينيها الساحرة ثم أنسحب مغادرا .
ما أن غادر فذهبت مباشرة للمنزل فتحت الباب لتجد صديقتها قد أتت من عملها وتجلس في إنتظارها حتي تأتي ويتناولون الطعام معا فتحدثت دارين قائله
(( أذهبي وأغتسلي وبدلي ثيابك وساكون حضرت طاولة الطعام .))
ذهبت بإتجاه غرفتها فرمت حقيبتها ومتعلقاتها علي الفراش ودخلت للمرحاض مباشرة فتحت مرش الماء ووقفت أسفله بملابسها والمياه تنزلق فوقها وأخذت تفكر فيما فعلته وتهمس كمن تحدث نفسها قائله لما لم أوافق هل الحب هو كل شئ بزواجي منه كانت حياتي ستتغير كنت سأكون من سيدات المجتمع وارتح من حياتي تلك عنفت نفسها على ما تفكر به كيف أستطعت أن تفكري بتلك الطريقة يا فتاه فراس لا يستحق منك هذا وأيضا لا يستحق رفضك له فاخدت تسأل نفسها وتجيب ولكن رفضي سيكون أهون من زوجي منه وأنا لا أحمل أية مشاعر في داخلي تجاهه .
أغلقت الماء ووقفت تبدل ملابسها وتخرج لتري دارين .
ارتدت منامة بيتيه وأتجهت حيث المطبخ فوجدت دارين قد وضعت الطعام علي الطاوله الصغيره الموضوعة في جانبا من جوانبه فسحبت المقعد وجلست عليه بينما جلست أمامها دارين تتناول طعامها بهدوء فتحدثت توجه حديثها لها قائله
(( ما بك يا وعد تبدين متعبه .))
تنهدت وعد وأخذت تقص عليها ما حدث من فراس وما أجابته به فألتمعت عين صديقتها بطمع وقد حقدت علي وعد في تلك اللحظة فتحدث إليه بغيرة واضحه قائله
((هل جننت يا فتاة لما ترفضين شاب كهذا لو كنت مكانك لأمسكت به بيدي وأسناني حتي لا يفر مني ويهرب لا أن أخبره بنفسي بأن يتركني ويبعتد عن طريقي فقد تأكدت الان بأنك حقا فتاة مجنونه .))
أجابتها وعد بنبرة مستاءه قائله
(( سبب رفضي هي تلك الفوارق العمرية والإجتماعية .))
فتحدثت دارين وهي تتمني أن تكون في موضعها قائله
((لو كنت مكانك لحاولت إثبات بأن تلك الفوارق ليس عائقا ولن تؤثر علي زواجي منه ثم أحاول أن أحوز علي ثقة الجميع لا أن اجعله ينفر مني ويعتقد بأنني لا أراه رجلا .))
أجابتها وعد بغضب مستتر قائله
(( دارين يكفي لا تجعليني أندم بأنني أخبرتك .))
ظلت تتلاعب بملعقتها وقد سدت شهيتها تحث نفسها علي الإكمال فيما قالته فلا يتوجب عليها الرجوع في قرارها فلتتابع رفضها للنهاية فهي لا تصلح أن تكون زوجة له .
وصل للفيلا فأوقف سيارته وخرج مندفعا يغلق بابها بعزم ما فيه والغضب يتطاير من عينيه ما ان دخل للفيلا حتي أتجه لغرفة مكتب والده وجد والده جالسا يقرأ كتابا ما فتحدث دون أن يلقي السلام عليه قائلا
(( أبي أريد الذهاب أريد أن أسافر وأكمل تعليمي بالخارج .))
تطلع إليه والده ورأي حالته كم تبدؤ مزرية شعره مشعث وملامحه متشنجة وعينيه حمراء من الغضب فاجابه بهدوء دون أن يعلق علي أي شئ مما يراه او حتي يسأله عن مابه فهو يعرفه إبنه حق المعرفه لن يخبره بشئ مما يمر به فقال
(( حسنا لك هذا إذا كنت تريد السفر لتكمل تعليمك فأنا موافق ما رأيك أن تسافر لكندا وتبقي عند خالك فمن ناحية تدرس ومن ناحية أخري تعمل معه وتساعده في أمور الشركة ))
أومأ له بالموافقه وتحدث قائلا
(( لن أعترض علي شئ سأذهب لأي مكان فلا أريد المكوث هنا ولكن أسرع أرجوك فأريد السفر في أسرع وقت يا أبي .))
خرج من غرفة مكتب والده وجد أخيه يضحك مع زوجته بملأ صوته يحتضنها ويلثم وجنتيها بقبلة رقيقة فأبتعد متجها يصعد الدرج ويذهب لغرفته فتغصن جبينه فجأة وهي ينتبه لأسيل أخته الصغيره ترتدي ملتبسا للخروج وتخطو من جانبه قافزة كل درجتين معا في سعادة فأوقفها متسائلا
((إلي أين أنتي ذاهبه دون كلام ولا سلام .))
أجابته بهدوء وبساطه قائله
(( سأخرج ووالدي علي علم بخروجي ووالدتي أيضا .))
تحدث بهدوء ايضا قائلا
((ستخرجين ولكن إلي أين .))
هزت أسيل كتفيها لتقول
((إلي بيت صديقتي .))
انتبهت حواسه لما نطقت به وتسأل بصوت غاضب قائلا
(( ومن تكون تلك الصديقة ولما لم تأتي هي لعندك .))
أنكمشت ملامح أسيل منها حافظت علي ربأطت جأشها وتحدثت تقول
(( هي تأتي بالفعل لزيارتي هنا أكثر مما أزورها ولكنك لست هنا طوال الوقت لتري من يأتي لزيارتنا .))
قال فراس لها ساخطا وبصوت جهوري
(( تزورينها كيف تذهبين لبيتها دون أن تخبريني أليس لديها أخوة ذكور .))
زمت شفاتيها بحنق وتحدثت تقول
(( أبي موافق ويسمح لي بالذهاب فلما تعترض انت الان فأنا بالتأكيد لن أخبرك بكل شئ وأنتظر أن تأذن لي .))
تجلت الصدمة علي وجهه ثم تطلع إليها ليقول بإستنكار
((أنظري إلي نفسك كيف تتحدثين معي بتلك الجرأة وكأنك لم تفعلي شيئا خاطئ.)
((أخي ماهو الشئ الخاطئ الذي فعلته أين تعيش أنت لتفكر بتلك الرجعيه فأنا لن أسمح لك لتتحكم بي وتتدخل في خصوصياتي .))
فغر فاهه وكاد يشهق من وقاحتها ولكن والده الذي أتي علي صوتهم المرتفع ووقغ يستمع إليهم دون أن ينتبه أحدا منهم لوجوده لم يعجبه رد أسيل علي أخيها فتحدث قائلا
(( طريقتك في التحدث مع اخيكي الاكبر منكي سنا وقحة فأنتي معاقبة هيا إذهبي لغرفتك لن تخرجي لما تفوهت به .))
تحدثت تحاول ثنيه عن قراره قائله
(( ولكن يا أبي ..))
تحدث بغضب وصوت مرتفع قائلا
(( ولا كلمه لا أريد أن أسمع منكي شيئا .))
تقبضت يدي أسيل وهي تنظر لأخيها بغضب وقهر فضربت الارض بقدميها قبل أن تستدير وتهرول مغادره ، تطلع فراس لوالده وتحدث قائلا
(( كيف تسمح لها بالذهاب لبيت صديقتها دون رقيب ولا حسيب.))
أجابه والده بغضب قائلا
(( أولا أنا مازلت علي قيد الحياة ولا يحق لاحدا منكم التحكم في إبنة أبيها فهي تخبرني بخروجها وتأخذ الإذن مني .))
حاول التحدث بهدوء وهو يتمالك أعصابه قائلا
((يا أبي الفتاة في مرحلة المراهقه فلا يجوز هذا .))
تحدث والده بإقتناع لينهي الحديث في ذلك الموضوع قائلا
((تلك الفتاة هي ابنه صديق لي وأنا أعرفه وأعرف أخلاقه وأخلاقه عائلته جيدا فلتطمئن من تلك الناحية .))
كور قبضة يده يغرس أظافره بقوة في باطن كفه ثم أستدار ليصعد ما تبقي من الدرج وقف علي صوت والده وهو يخبره قائلا
(( لقد أخبرت خالك عن رغبتك في الذهاب إليه وهو مرحب جدا سيكون عليك السفر غدا فكن مستعدا .))
أومأ له برأسه بالإيجاب وتحرك يكمل طريقه ذهب بإتجاه غرفة الرياضه ليخرج تلك الطاقة السلبية المستحوذة علي تفكيره منذ أن خرج من الجامعة ظل يمارس الرياضة إلي أن شعر بالتعب والإرهاق فجلس بزاوية الغرفة وأخذ تحدث نفسه بصوت وكأنها تقف أمامه وتستمع له قائلا
((ستندمين يا وعد ووقتها لن أنظر إلد ندمك سأدوس عليكي واسحققكي كما تفعلين دائما ..))
ظل والده واقفا في مكانه ينظر في شرود في أثر فراس وجد من يضع يده علي كتفه فأستدار ينظر إليه وجده معاذ إبنه الاكبر ينظر إليه بعدم فهم فتحدث معاذ قائلا
((ما الامر يا أبي ، وعن أي سفر تتحدث .))
أجابه والده قائلا
(( أخيك سيسافر ليكمل تعليمه ويبقي عند خالك .))
تحدث معاذ بدهشة قائلا
((هل سيسافر فراس لكندا ولكنه لطلما أعترض علي السفر فلما الأن .))
أردف والده قائلا
((لا أعلم ولكم يبدو بأنه مستاءا من شئ ما لذلك قرر السفر وأنا وافقته فتلك كانت أمنيتي ولكنه من كان يرفض .))
سأله معاذ قائلا
((في أي وقت سيسافر.))
أجابه والده قائلا
(( غدا لقد جهزت كل شئ فلما التأخير .))
وافق والده في قراره بينما والده يفكر بانه سيفتقد فراس ولكنه الافضل له الإبتعاد عن هنا وإكمال دراستة في الخارج ..
ذهب والده حيث زوجته فعليه أن يخبرها حتي لا تتفاجئ بسفره غدا طرق علي باب الغرفة طرقة واحده ثم أمسك بمقبض الباب وفتحه ، دخل وجدها جالسة علي طرف الفراش في أبهي صورة لها كم يعشق جمالها فكل تلك السنوات التي مرت عليهم لم تغير بها شيئا مازالت جميلة ورقيقة كما عهدها أقترب منها وجلس بجوارها بينما هي منذ أن دخل للغرفة رفعت بصرها تنظر إليه وتستقبله بعينيها .
بعدما جلس بجوارها تحدث قائلا
(( أردت أن أخبرك بأن فراس سيسافر غدا .))
إتسعت عيناها وكادت ان تخرج من محجريهما فتطلعت في زوجها وقد إرتجف جسدها فشعرت بالرعب مما سمعته هل أخبرها للتو بسفر إبنها أم أنها تتوهم ، رأي إرتجافها فمد يده وامسك بكفيها بين كف يده وأخذ يدلك كفيها فلم تهديء فلف ذراعه حول جسدها يقربها من صدره فمالت برأسها علي كتفه فتحدث بصوت قاطع قائلا
(( كوني مطمئنة حبيبتي فذلك هو الأفضل له .))
تحدثت بخوف من فقدانه ودموع بدأت في الهطول قائله
(( لما الأن لما تريده أن يتركني الان أليس هناك فرصة واحدة ليبقي هنا أرجوك .))
فتحدث قائلا بصوت باهت
((تعلمين بأنه ليس هناك فرصة ليبقي ، إذا سافر لن يستطيع أحد الوصول إليه ثقي في ولا تقلقي .))
وجدت رنين هاتفها يتصاعد أمسكت به ونظرت لإسم المتصل بإشمئزاز فأجابت قائله
(( نعم .))
تحدثت والدتها بغضب قائلا
(( نعم هل هذا هو سؤالك عن احوال والدتك ؟))
أجابتها بإمتعاض وهي تقلب عيناها بنفاذ صبر قائله
(( ماذا تريدي مني يا امي ؟))
تحدثت والدتها بهدوء قائله
(( لا اريد شيئا أردت فقط ان أطمئن عليكي .))
تحدثت وعد بضيق تختصر في الحديث معها
(( أطمئني فأنا بأفضل حال لطلما بعيدة عنكي وعن زوجك .))
غضبت والدتها من حديثها وذكرها لزوجها فتحدثت بصوا مرتفع قائله
((أسمعي يا فتاة لا تذكري زوجي وأخرجيه من عقلك فهو لم ولن ينظر إليكي ، اعلم بانك من تحاولين لف شباكك حوله ولكنه مخلصولن يخونني ويحاول الحفاظ علي الامانة التي أئتمنته عليها ولكنك من أظهرت علي حقيقتك القذرة كوالدك تمام .))
تحدثت من بين اسنانها وهي تحاول ألا تفقد أعصابها وتنفعل علي والدتها فذلك ليس بجديد عليها قائله
(( تسمعيني كل هذا من اجل زوجك تقفين في صفه علي حساب إبنتك حسنا يا امي حلال ما يفعله معك والضرب المبرح الذي تتلقينه كلما طلب منك المال ولم تعطيه .))
لانت نبرة والدتها وتحدثت تستعطفها قائله
(( أخواتك يريدون رؤيتك هلا مررتي غدا لتريهم .))
زفرت أنفاسها بغضب من والدتها فهي لن تتغير فتحدثت قائله
((أمي ما تسميهم أخواتي ليسوا بذلك فهم أبناء ذلك الرجل الذي لطلما توبخيني من اجله فأنتي لم تكوني يوما أما لي ليكون لي اخوه ..))
قالت والدتها بتوجس
(( تعلمين ما أعانيه ولكني أستحمل هذا من اجل أطفالي .))
ثم توقفت عن الحديث تاخذ نفسا قبل أن تكمل قائله
(( وعد أقرضيني بعضا من المال ..))
إحتدمت ملامحها وارادت الرد عليها بخشونه فهدات قليلا ثم تحدثت قائله
(( من اين لي بالمال لقرضك أياه فانت فتاة أعيش وحيدة وراتبي ضئيل جدا بالكاد كفيني أطلبي من زوجك ان يعطيك ))
تحدثت والدتها من بين أسنانها بغضب واضح في نبرة صوتها قائله
(( يالك من إبنة عاق .))
أصابتها الدهشه مما تصفها به والدتها فهي تعيش في زوامة من الصراعات فحسمت امرها متنهدة قبل ان تقول بخفوت
((حسنا يا أمي سأمر عليكم في الغد ولكني لم ابقي طويلا .))
تنهدت والدتها واجابتها بنبرة متفهمة قائله
((حسنا سنكون بإنتظارك إلي اللقاء حبيبتي .))
أنهت المكالمة مع وعد واستدارات تنظر لزوجها الجالس بكل إرحيه علي الاريكة تخبره بأنها وافقت علي إقراضها المال فتجهت لتذهب وتجلس بجواره فتحدث قائلا
(( لما لا توافق إبنتك أن تعيش مع والدها ولا تتقبل منه أمواله التي يرسله لها كل فترة إذا كانت تريدها فلتعطيها لكي .))
نظرت إليه بحقد وغل فهو من اوهمها بالحب لتنجرف خلفه وتقع في غرامه بعدما ظهر امامها بانه شخصا ثري ذو سلطة
لو لم يكن ظهر في حياتها لكانت مازالت متزوجه من جمال تتمتع بكل ما يملك من ثروة لا أن تعاني من الجوع والفقر ولكنه كافعي ظل يحول حولها حتي تخرب حياتها فوجدتها فرصة جيدة لها شخص يحبها متمسك بها لأبعد الحدود قريبا منها يشغل وقت فراغها فزوجها كان دائما منشغل في عمله وقليل ما يقضي معها بضع ساعات فلم تستطيع العيش بتلك الطريقة وطلبت الطلاق لتتحرر وتعيش حياتها مع من احبها وعشقها فكان يرسم عليها حبه لانها ايضا كانت دائما تخبره بانها تملك املاك كثيرا واطيان لا عدد لها فما ان تزوجوا فاستيقظ كل منهم علي واقع الاخر ...
(( لم أفهم شيئا مما قولتيه في الداخل .))
رفعت ذقنها وهي ترمقه بنظرات مستهزئه ثم أجابته قائله ((وما شأني لقد أنتهيت وزملائك قد فهموا ما قلته فليس العيب مني .))
حدثها بنبرة حزينه يستجدي شفقتها قائلا
((فما ذنبي إذا كان إستعابي ليس سريعا كباقي زملائي فلتعطفي عليا وترفقي بحالي وساعديني فأنا أريد مساعدتك .))
نظرت إليه بتمعن واردفت قائله
(( أبتعد يا فراس من أمامي وكف عن أعذارك تلك فالمساعدة الوحيدة التي استطيع أن أوعدك بها هي بأنني سأنسي ما تفوهت به الان حتي لا أتخذ إجراءا قانونيا معك بناءا عليه سيتم فصلك من الجامعه .))
أجابها بحزن قائلا
(( كيف لا تشعرين بما أحمله من مشاعر من أجلك تعلمين بأنني أحبك منذ أن رأيتك للوهلة الأولي وقد وقعت في عشقك أخبرتك أكثر من مره وأنتي ترفضينني ألم تريني رجلا كفايه لانك أكبر مني بسنتين فهل تعتقدين بأنني لست رجلا أنا أبذل أقصي جهدي لإقناعك فلا أري سببا مقنعا لرفضك.))
واجهته بنظراتها بكل جمود عفوي وصلابه وهي تجيبه قائله
((أنا لا أري شيئا كل ما أريده أن تبتعد عن حياتي ، لا أريدك فهل ستجبرني علي الزواج منك دون إرادة مني .))
مال برأسه للاسفل ثم أجابها بذهن شارد قائلا
(( تعلمين بأنني لا أستطيع أن أفعل هذا وأجبرك علي الزواج مني بل أريدك بكليتك موافقة راغبة للإرتباط بي .))
رفع رأسه يتطلع إليها يحفظ تفاصيلها يملئ عينيه من نظراتها القوية وعينيها الساحرة ثم أنسحب مغادرا .
ما أن غادر فذهبت مباشرة للمنزل فتحت الباب لتجد صديقتها قد أتت من عملها وتجلس في إنتظارها حتي تأتي ويتناولون الطعام معا فتحدثت دارين قائله
(( أذهبي وأغتسلي وبدلي ثيابك وساكون حضرت طاولة الطعام .))
ذهبت بإتجاه غرفتها فرمت حقيبتها ومتعلقاتها علي الفراش ودخلت للمرحاض مباشرة فتحت مرش الماء ووقفت أسفله بملابسها والمياه تنزلق فوقها وأخذت تفكر فيما فعلته وتهمس كمن تحدث نفسها قائله لما لم أوافق هل الحب هو كل شئ بزواجي منه كانت حياتي ستتغير كنت سأكون من سيدات المجتمع وارتح من حياتي تلك عنفت نفسها على ما تفكر به كيف أستطعت أن تفكري بتلك الطريقة يا فتاه فراس لا يستحق منك هذا وأيضا لا يستحق رفضك له فاخدت تسأل نفسها وتجيب ولكن رفضي سيكون أهون من زوجي منه وأنا لا أحمل أية مشاعر في داخلي تجاهه .
أغلقت الماء ووقفت تبدل ملابسها وتخرج لتري دارين .
ارتدت منامة بيتيه وأتجهت حيث المطبخ فوجدت دارين قد وضعت الطعام علي الطاوله الصغيره الموضوعة في جانبا من جوانبه فسحبت المقعد وجلست عليه بينما جلست أمامها دارين تتناول طعامها بهدوء فتحدثت توجه حديثها لها قائله
(( ما بك يا وعد تبدين متعبه .))
تنهدت وعد وأخذت تقص عليها ما حدث من فراس وما أجابته به فألتمعت عين صديقتها بطمع وقد حقدت علي وعد في تلك اللحظة فتحدث إليه بغيرة واضحه قائله
((هل جننت يا فتاة لما ترفضين شاب كهذا لو كنت مكانك لأمسكت به بيدي وأسناني حتي لا يفر مني ويهرب لا أن أخبره بنفسي بأن يتركني ويبعتد عن طريقي فقد تأكدت الان بأنك حقا فتاة مجنونه .))
أجابتها وعد بنبرة مستاءه قائله
(( سبب رفضي هي تلك الفوارق العمرية والإجتماعية .))
فتحدثت دارين وهي تتمني أن تكون في موضعها قائله
((لو كنت مكانك لحاولت إثبات بأن تلك الفوارق ليس عائقا ولن تؤثر علي زواجي منه ثم أحاول أن أحوز علي ثقة الجميع لا أن اجعله ينفر مني ويعتقد بأنني لا أراه رجلا .))
أجابتها وعد بغضب مستتر قائله
(( دارين يكفي لا تجعليني أندم بأنني أخبرتك .))
ظلت تتلاعب بملعقتها وقد سدت شهيتها تحث نفسها علي الإكمال فيما قالته فلا يتوجب عليها الرجوع في قرارها فلتتابع رفضها للنهاية فهي لا تصلح أن تكون زوجة له .
وصل للفيلا فأوقف سيارته وخرج مندفعا يغلق بابها بعزم ما فيه والغضب يتطاير من عينيه ما ان دخل للفيلا حتي أتجه لغرفة مكتب والده وجد والده جالسا يقرأ كتابا ما فتحدث دون أن يلقي السلام عليه قائلا
(( أبي أريد الذهاب أريد أن أسافر وأكمل تعليمي بالخارج .))
تطلع إليه والده ورأي حالته كم تبدؤ مزرية شعره مشعث وملامحه متشنجة وعينيه حمراء من الغضب فاجابه بهدوء دون أن يعلق علي أي شئ مما يراه او حتي يسأله عن مابه فهو يعرفه إبنه حق المعرفه لن يخبره بشئ مما يمر به فقال
(( حسنا لك هذا إذا كنت تريد السفر لتكمل تعليمك فأنا موافق ما رأيك أن تسافر لكندا وتبقي عند خالك فمن ناحية تدرس ومن ناحية أخري تعمل معه وتساعده في أمور الشركة ))
أومأ له بالموافقه وتحدث قائلا
(( لن أعترض علي شئ سأذهب لأي مكان فلا أريد المكوث هنا ولكن أسرع أرجوك فأريد السفر في أسرع وقت يا أبي .))
خرج من غرفة مكتب والده وجد أخيه يضحك مع زوجته بملأ صوته يحتضنها ويلثم وجنتيها بقبلة رقيقة فأبتعد متجها يصعد الدرج ويذهب لغرفته فتغصن جبينه فجأة وهي ينتبه لأسيل أخته الصغيره ترتدي ملتبسا للخروج وتخطو من جانبه قافزة كل درجتين معا في سعادة فأوقفها متسائلا
((إلي أين أنتي ذاهبه دون كلام ولا سلام .))
أجابته بهدوء وبساطه قائله
(( سأخرج ووالدي علي علم بخروجي ووالدتي أيضا .))
تحدث بهدوء ايضا قائلا
((ستخرجين ولكن إلي أين .))
هزت أسيل كتفيها لتقول
((إلي بيت صديقتي .))
انتبهت حواسه لما نطقت به وتسأل بصوت غاضب قائلا
(( ومن تكون تلك الصديقة ولما لم تأتي هي لعندك .))
أنكمشت ملامح أسيل منها حافظت علي ربأطت جأشها وتحدثت تقول
(( هي تأتي بالفعل لزيارتي هنا أكثر مما أزورها ولكنك لست هنا طوال الوقت لتري من يأتي لزيارتنا .))
قال فراس لها ساخطا وبصوت جهوري
(( تزورينها كيف تذهبين لبيتها دون أن تخبريني أليس لديها أخوة ذكور .))
زمت شفاتيها بحنق وتحدثت تقول
(( أبي موافق ويسمح لي بالذهاب فلما تعترض انت الان فأنا بالتأكيد لن أخبرك بكل شئ وأنتظر أن تأذن لي .))
تجلت الصدمة علي وجهه ثم تطلع إليها ليقول بإستنكار
((أنظري إلي نفسك كيف تتحدثين معي بتلك الجرأة وكأنك لم تفعلي شيئا خاطئ.)
((أخي ماهو الشئ الخاطئ الذي فعلته أين تعيش أنت لتفكر بتلك الرجعيه فأنا لن أسمح لك لتتحكم بي وتتدخل في خصوصياتي .))
فغر فاهه وكاد يشهق من وقاحتها ولكن والده الذي أتي علي صوتهم المرتفع ووقغ يستمع إليهم دون أن ينتبه أحدا منهم لوجوده لم يعجبه رد أسيل علي أخيها فتحدث قائلا
(( طريقتك في التحدث مع اخيكي الاكبر منكي سنا وقحة فأنتي معاقبة هيا إذهبي لغرفتك لن تخرجي لما تفوهت به .))
تحدثت تحاول ثنيه عن قراره قائله
(( ولكن يا أبي ..))
تحدث بغضب وصوت مرتفع قائلا
(( ولا كلمه لا أريد أن أسمع منكي شيئا .))
تقبضت يدي أسيل وهي تنظر لأخيها بغضب وقهر فضربت الارض بقدميها قبل أن تستدير وتهرول مغادره ، تطلع فراس لوالده وتحدث قائلا
(( كيف تسمح لها بالذهاب لبيت صديقتها دون رقيب ولا حسيب.))
أجابه والده بغضب قائلا
(( أولا أنا مازلت علي قيد الحياة ولا يحق لاحدا منكم التحكم في إبنة أبيها فهي تخبرني بخروجها وتأخذ الإذن مني .))
حاول التحدث بهدوء وهو يتمالك أعصابه قائلا
((يا أبي الفتاة في مرحلة المراهقه فلا يجوز هذا .))
تحدث والده بإقتناع لينهي الحديث في ذلك الموضوع قائلا
((تلك الفتاة هي ابنه صديق لي وأنا أعرفه وأعرف أخلاقه وأخلاقه عائلته جيدا فلتطمئن من تلك الناحية .))
كور قبضة يده يغرس أظافره بقوة في باطن كفه ثم أستدار ليصعد ما تبقي من الدرج وقف علي صوت والده وهو يخبره قائلا
(( لقد أخبرت خالك عن رغبتك في الذهاب إليه وهو مرحب جدا سيكون عليك السفر غدا فكن مستعدا .))
أومأ له برأسه بالإيجاب وتحرك يكمل طريقه ذهب بإتجاه غرفة الرياضه ليخرج تلك الطاقة السلبية المستحوذة علي تفكيره منذ أن خرج من الجامعة ظل يمارس الرياضة إلي أن شعر بالتعب والإرهاق فجلس بزاوية الغرفة وأخذ تحدث نفسه بصوت وكأنها تقف أمامه وتستمع له قائلا
((ستندمين يا وعد ووقتها لن أنظر إلد ندمك سأدوس عليكي واسحققكي كما تفعلين دائما ..))
ظل والده واقفا في مكانه ينظر في شرود في أثر فراس وجد من يضع يده علي كتفه فأستدار ينظر إليه وجده معاذ إبنه الاكبر ينظر إليه بعدم فهم فتحدث معاذ قائلا
((ما الامر يا أبي ، وعن أي سفر تتحدث .))
أجابه والده قائلا
(( أخيك سيسافر ليكمل تعليمه ويبقي عند خالك .))
تحدث معاذ بدهشة قائلا
((هل سيسافر فراس لكندا ولكنه لطلما أعترض علي السفر فلما الأن .))
أردف والده قائلا
((لا أعلم ولكم يبدو بأنه مستاءا من شئ ما لذلك قرر السفر وأنا وافقته فتلك كانت أمنيتي ولكنه من كان يرفض .))
سأله معاذ قائلا
((في أي وقت سيسافر.))
أجابه والده قائلا
(( غدا لقد جهزت كل شئ فلما التأخير .))
وافق والده في قراره بينما والده يفكر بانه سيفتقد فراس ولكنه الافضل له الإبتعاد عن هنا وإكمال دراستة في الخارج ..
ذهب والده حيث زوجته فعليه أن يخبرها حتي لا تتفاجئ بسفره غدا طرق علي باب الغرفة طرقة واحده ثم أمسك بمقبض الباب وفتحه ، دخل وجدها جالسة علي طرف الفراش في أبهي صورة لها كم يعشق جمالها فكل تلك السنوات التي مرت عليهم لم تغير بها شيئا مازالت جميلة ورقيقة كما عهدها أقترب منها وجلس بجوارها بينما هي منذ أن دخل للغرفة رفعت بصرها تنظر إليه وتستقبله بعينيها .
بعدما جلس بجوارها تحدث قائلا
(( أردت أن أخبرك بأن فراس سيسافر غدا .))
إتسعت عيناها وكادت ان تخرج من محجريهما فتطلعت في زوجها وقد إرتجف جسدها فشعرت بالرعب مما سمعته هل أخبرها للتو بسفر إبنها أم أنها تتوهم ، رأي إرتجافها فمد يده وامسك بكفيها بين كف يده وأخذ يدلك كفيها فلم تهديء فلف ذراعه حول جسدها يقربها من صدره فمالت برأسها علي كتفه فتحدث بصوت قاطع قائلا
(( كوني مطمئنة حبيبتي فذلك هو الأفضل له .))
تحدثت بخوف من فقدانه ودموع بدأت في الهطول قائله
(( لما الأن لما تريده أن يتركني الان أليس هناك فرصة واحدة ليبقي هنا أرجوك .))
فتحدث قائلا بصوت باهت
((تعلمين بأنه ليس هناك فرصة ليبقي ، إذا سافر لن يستطيع أحد الوصول إليه ثقي في ولا تقلقي .))
وجدت رنين هاتفها يتصاعد أمسكت به ونظرت لإسم المتصل بإشمئزاز فأجابت قائله
(( نعم .))
تحدثت والدتها بغضب قائلا
(( نعم هل هذا هو سؤالك عن احوال والدتك ؟))
أجابتها بإمتعاض وهي تقلب عيناها بنفاذ صبر قائله
(( ماذا تريدي مني يا امي ؟))
تحدثت والدتها بهدوء قائله
(( لا اريد شيئا أردت فقط ان أطمئن عليكي .))
تحدثت وعد بضيق تختصر في الحديث معها
(( أطمئني فأنا بأفضل حال لطلما بعيدة عنكي وعن زوجك .))
غضبت والدتها من حديثها وذكرها لزوجها فتحدثت بصوا مرتفع قائله
((أسمعي يا فتاة لا تذكري زوجي وأخرجيه من عقلك فهو لم ولن ينظر إليكي ، اعلم بانك من تحاولين لف شباكك حوله ولكنه مخلصولن يخونني ويحاول الحفاظ علي الامانة التي أئتمنته عليها ولكنك من أظهرت علي حقيقتك القذرة كوالدك تمام .))
تحدثت من بين اسنانها وهي تحاول ألا تفقد أعصابها وتنفعل علي والدتها فذلك ليس بجديد عليها قائله
(( تسمعيني كل هذا من اجل زوجك تقفين في صفه علي حساب إبنتك حسنا يا امي حلال ما يفعله معك والضرب المبرح الذي تتلقينه كلما طلب منك المال ولم تعطيه .))
لانت نبرة والدتها وتحدثت تستعطفها قائله
(( أخواتك يريدون رؤيتك هلا مررتي غدا لتريهم .))
زفرت أنفاسها بغضب من والدتها فهي لن تتغير فتحدثت قائله
((أمي ما تسميهم أخواتي ليسوا بذلك فهم أبناء ذلك الرجل الذي لطلما توبخيني من اجله فأنتي لم تكوني يوما أما لي ليكون لي اخوه ..))
قالت والدتها بتوجس
(( تعلمين ما أعانيه ولكني أستحمل هذا من اجل أطفالي .))
ثم توقفت عن الحديث تاخذ نفسا قبل أن تكمل قائله
(( وعد أقرضيني بعضا من المال ..))
إحتدمت ملامحها وارادت الرد عليها بخشونه فهدات قليلا ثم تحدثت قائله
(( من اين لي بالمال لقرضك أياه فانت فتاة أعيش وحيدة وراتبي ضئيل جدا بالكاد كفيني أطلبي من زوجك ان يعطيك ))
تحدثت والدتها من بين أسنانها بغضب واضح في نبرة صوتها قائله
(( يالك من إبنة عاق .))
أصابتها الدهشه مما تصفها به والدتها فهي تعيش في زوامة من الصراعات فحسمت امرها متنهدة قبل ان تقول بخفوت
((حسنا يا أمي سأمر عليكم في الغد ولكني لم ابقي طويلا .))
تنهدت والدتها واجابتها بنبرة متفهمة قائله
((حسنا سنكون بإنتظارك إلي اللقاء حبيبتي .))
أنهت المكالمة مع وعد واستدارات تنظر لزوجها الجالس بكل إرحيه علي الاريكة تخبره بأنها وافقت علي إقراضها المال فتجهت لتذهب وتجلس بجواره فتحدث قائلا
(( لما لا توافق إبنتك أن تعيش مع والدها ولا تتقبل منه أمواله التي يرسله لها كل فترة إذا كانت تريدها فلتعطيها لكي .))
نظرت إليه بحقد وغل فهو من اوهمها بالحب لتنجرف خلفه وتقع في غرامه بعدما ظهر امامها بانه شخصا ثري ذو سلطة
لو لم يكن ظهر في حياتها لكانت مازالت متزوجه من جمال تتمتع بكل ما يملك من ثروة لا أن تعاني من الجوع والفقر ولكنه كافعي ظل يحول حولها حتي تخرب حياتها فوجدتها فرصة جيدة لها شخص يحبها متمسك بها لأبعد الحدود قريبا منها يشغل وقت فراغها فزوجها كان دائما منشغل في عمله وقليل ما يقضي معها بضع ساعات فلم تستطيع العيش بتلك الطريقة وطلبت الطلاق لتتحرر وتعيش حياتها مع من احبها وعشقها فكان يرسم عليها حبه لانها ايضا كانت دائما تخبره بانها تملك املاك كثيرا واطيان لا عدد لها فما ان تزوجوا فاستيقظ كل منهم علي واقع الاخر ...