٣

"ما الأمر ياهشام مابك؟"
سأله عندما لاحظ وجهه ، ألقي هشام بمفاتيحه ومتعلقاته بدرج مكتب صغير قديم بداخل الورشة،
"مابي؟! لاشىء"
قال واغلقه بعنف، اتجه نحو عليقة ملابس موضوعة بأخر حائط بالورشة ليبدل قميصه بسترة العمل(سروال ذات وزرة) ومنها إلى السيارة القابعة بمنتصف الورشة ليقودها إلى الخارج قليلاً وأوقفها
"هشام أنا أتحدث إليك؟ هل هكذا سترد على؟!"
قال نادر بغضب وقد بدأ صبره ينفذ، فنظر له هشام قليلاً ونفخ ء بغضب
"اتركني الآن يانادر أنا حقاً غاضب قليلاً، وليس منك ولا من أي شخص نعرفه، فقط موقف أغضبني وسوف انساه وأعود كما كنت، فقط اتركني اليوم مع نفسي"
وأخذ قطعة قماش طويلة قليلاً وفرشها على الأرض واستلقى عليها تحت السيارة وبدأ بإصلاحها، نظر نحوه نادر ثم هز رأسه مستسلماً للأمر
"كما تريد سأذهب الآن وسأعود لك في الغد"
أومأ له هشام برأسه بالإيجاب دون أن يلتفت له وراح يتابع إصلاح السيارة
"إلى اللقاء"
ما أن إنصرف نادر حتى خرج هشام من أسفل السيارة وألقى بالمفتاح الإنجليزي (آداة من أدوات الميكانيكة) وألقاه بعيداً بضيق، ثم جلس قليلاً وهو لايشعر برغبة في العمل. ودقائق ووصل صبيه الذي يساعده...
"مجدي أنا سأذهب الآن، السيارة الـ 128 صاحبها سيأتي بعد ساعة، سلمها له وخذ منه 725 جنيه المتفق عليها" قال لصبيه ما ان أتى وبدل ملابسه، ثم أكمل وهو يمسح يديه بمنشفة قديمة يملأوها الشحم ويشير إلى السيارة التي كان مستلقياً أسفلها "أما الدكتور صاحب هذه السيارة أخبره أني سأحتاج أن تبقى اسبوع على الأقل، وافق جيد لم يوافق هاهي مفاتيحها" ووضع يده بجيبه وأخرج المفاتيح وأعطاه إياها، فقال له الصبي ذو السادسة عشر
"ألن تعود يا أسطى"
"ليس اليوم يامجدي، ليست لدي رغبة في العمل، سأعود للمنزل"
"هل أنت بخير ياأسطى، هل أتي بطبيب"
قال الصبي بقلق، إبتسم له هشام أخيراً ورد بهدوء وهو ينظر للفتى
"لا لا فقط سأنام، أشعر بالإرهاق ليس إلا " ثم أكمل ماذحاً وهو يضع يده على كتف الفتى "شكراً على إهتمامك يا أسطى"
ضحك الفتى ثم دخل هشام وأخذ مفاتيحه ومتعلقاته الشخصية وملابسه وألقاها بداخل سيارته الـ32 الخضراء وإنطلق بها
***********
بشرفة بالدور الثاني وقفت إمتثال زوجة مرسي الجزار بالمنزل الذي يقطنه هشام، تستند بدلال على سورها تطحنا العلكة التي بفمها، تضع كافة مساحيق التجميل على وجهها وشعرها الأسود ينسدل على ظهر جلببها الحريري المكسم على جسدها، ورائحة أطيب العطور تفوح منها ، و
راحت تتأمل السائرين بالشارع، حقاً جميلة وجمالها يلفت نظر الجميع خاصة مع لفتات الدلال التي تقوم بها ، وظلت هكذا حتى رأت سيارة هشام فإنتفضت واقفة بإستقامة وقد احتلت السعادة عيونها والإبتسامة وجهها، وبإرتباك أسرعت وتركت الشرفة لتنظر بالمرآة تتأكد من هندامها وأنها بأجمل صورة، ثم هرعت بعدها لتفتح باب الشقة....
"هشام"
نادت بصوت يملأه الحب وهي تقف على باب شقتهاـ أوقفه صوتها عن وضع المفتاح بباب شقته المقابلة لها بنفس الدور، وأغمض عيناه لها لبرهة ثم أخذ نفس عميق زفره بضيق وأجاب بنبرة صارمة دون أن يلتفت
"نعم"
"ألن تلتفت حتى لتراني" أخذ نفس عميق مرة أخرى بغيظ وقال
"في الحقيقة لا أريد ولا حاجة لي، شىء أخر؟ " !
تقدمت هي نحوه ولمست بأصبعها كتفه وهي تقول
"هشام مابك، لما تعاملني هكذا على هذا النحو القاس "
إنتفض ما أن لامسته يدها، لكنها لم تهتم وأكملت وهي تمسح براحتيها على ظهره وتهم لتطوقه بذراعيها لتضمه إليها
"أنسيت أنك من كنت تسعى خلفي، في السوق ، في الحافلة و"
فقاطعها وهو يمسك بيدها ويبعدها عنه
"كنت وإعتذرت عن الأمر، أنتي إمرأة متزوجة ولا يحق لي فعل هذا، عن إذنك "
ثم فتح بابه بسرعة ودخل وأغلقه خلفه....
ظل هشام متجمداً بمكانه وهو يستند على الباب، إحتاج الأمر لدقيقة حتى إستطاع أن يلتقظ أنفاسه وتمتم
"الخيانة في دمائهم، يستحقون القتل لاأن أضايقهم فقط"
نفخ بعض الهواء وألقى بمفاتيحه على طاولة الطعام، ودخل ليأخذ حمامه
خرج هشام من الحمام يمسح رأسه وشعره بالمنشفة على صوت إمتثال الآتي عبر مسقط المنزل وهي تغني بدلال، فضحك بتهكم وراح يهز رأسه يمين ويسار وهو متعجب، ثم فتح ثلاجته وأخرج منها زجاجة جعة ورشف منها ولايزال صوت امتثال مسموعاً له فتمتم "اجساد جميلة لثعابين سامة، كم أمقتكم " بعدها مد يده وأخذ أربعة زجاجات أخرى ووضعها على الطاولة الصغيرة أمامه، ,فتح التلفاز وإستلقى أمامه....
ويلا سوء الحظ راح يشاهد فيلم عن زوجة خائنة ، غاب زوجها عنها فاسرعت لأحضان عشيقها ، وحول القناة ليجد برنامج أخر عن رجل قتل زوجته وإبنتيه لإكتشافه خيانة زوجته وأن الأطفال ليسوا له، وبالأخير زوجة تصرخ أن يغيثوها فزوجها فقد عقله ويتهمها أنها تحب جارهم الساكن بالشقة المجاورة فقط لأنها ألقت عليه التحية وهي في أبهى حلتها، وهنا قهقه هشام بصوت عالي ثم تحولت ضحكاته لنظرة غاضبة يملأوها الآلم ورغم أنه ينظر للتلفاز، لكن عيونه تحدق بعيداً جداً نحو شىء أخر
"تستحقون ماهو أشد ، ولا يكفي مضايقتكم فقط"
قال وألقى قنينة الجعة بقوة حتى تهشمت تماماً، وهنا تذكر الموقف الذي حدث له في الصباح، وهذه الفتاة التي قامت بتوبيخه علانية أمام الجميع ، كم كان الأمر محرجاً له، أراد أن يقوم بصفعها، أراد أن يصيح بها أن الفتاة تستحق هذا فقد رأها عدة مرات وفي كل مرة مع شخص مختلف، خائنة صغيرة تستعد لتصبح ثعبان كبير كإمتثال وغيرها، تتلوى على الجميع وقبل أن يكمل تذكر تلك العيون التي فوجىء بها أمامه، ظهرت أمامه دون سابق إنذار عادت من الماضي لتشعل النيران بصدره، عادت لتتحداه وتتوعده وتقوم بتقوية الجميع للإشارة بأصابع الإتهام نحوه .....يا إلهي مرة أخرى... هذه العيون تقتله للمرة الثانية، وهو لايقوى على الرد عليها، ثم صمت فجأة قاطباً جبينه بقوة، وبوجه متجهم ونظرات تطلق الشرر راح يتذكر هذه العيون وذكرياته معها، وإذ بغضبه يزداد وشعور الإنتقام يتملكه أكثر فأكثر، وعيون الماضي تظهر أمامه مع عيونها في الحاضر إلى أن إتحدتا كلاهما في عينيه وعقله، وراح يرشف من زجاجات الجعة واحدة تلو الأخرى وهو ينظر إلى لاشىء وحركته تزداد عنف إلى أن أنهاها كلها ثم أمسك بقنينة خمر، وراح يكمل وكأنه يشاهد فيلم سينمائي حزين وقاس..... بطله هو...
علت دقات الساعة تعلن الساعة السابعة في صباح اليوم التالي، وهشام لايزال جالساً على كرسيه وزجاجات الجعة والخمر مترامية حوله، عيناه حمراء كالدم ودموع تظهر فيها لثوان ثم تختفي، وكأن كل دمعة تظهر تأكلها النيران التي بعيونه، وهو لا يفكر سوى في الإنتقام من صاحبة هذه العيون التي قتلته قبلاً، وإن كانت هربت منه في الماضي لن يسمح لها بهذا الآن..ثم وقف وإرتدى ملابسه بسرعة، وإلتقط جاكته وكأنه بعالم أخر، نزل بسرعة على الدرج إلى أقرب صيدلية مفتوحة في مثل هذا الوقت ومنها على موقف الحافلات حيث رأها بالأمس...
إستند هشام بظهره على حائط أحد المنازل بموقف السيارات حيث الحافلة التي استقلها بالأمس، ينتظر ظهورها بفارغ الصبر، دخان سيجارته واحدة تلو الأخرى يعلو ويتطاير معه الشرر من عيونه، وظل هكذا حتى ظهرت إبتسامته الظافرة أخيراً حين رأها تسير نحو الحافلة لتستقلها فأخذ نفساً عميقاً وألقى عقب سيجارته، وإتجه نحوها ....
*********
(ركبت الحافلة هذه المرة بسهولة على عكس الأمس، لم يكن الزحام شديد ، ربما لأني أتيت هذه المرة مبكراً قليلاً، حقاً اليوم مشرقاً للغاية كل شىء فيه كان ممتاز إلى أن...
"الأجرة يا أنسة"
قال هشام فوجئت به سارة ينظر لها بتحدي وإبتسامة هادئة على وجهه ، إبتمست سارة وهي تفتح حقيبتها وأخرجت النقود لتعطيها له، لكن ما أن رفعت نظرها ورأته، حتى زالت إبتسامتها وإتسعت عيونها وهي تنظر له، لدقيقة تجمدت فيها ثم إلتقطت أنفاسها وحاولت أن تبتلع ريقها بصعوبة لكنها أجابته
"آه "
ثم أعطته إياها وإعتدلت بجلستها بعيداً عنه قدر الإمكان وهي تنظر برعب وإرتباك نحو الشارع....
ظلت تتلفت وتنكمش في مقعدها حتى لايلامس جسدها جسده قدر الإمكان، لكن بالنهاية لم تستطع أن تبقى فقد كادت تفقد الوعي لشدة خوفها من أن يفعل معها مثلما فعل مع الفتاة وهنا
"هنا لو سمحت"
صاحت سارة لتجعل السائق يوقف الحافلة لتترجل
"لما هذه السرعة" همس لها فإرتجفت لكنها لم تجب، وبسرعة ترجلت من الحافلة...
إتسعت عيني سارة حين شعرت أن أحد يقف خلفها ، فسارعت خطواتها شىء فشىء لعلها تبتعد عنه ، نست أمر الطريق وأنها غريبة ولا تعرف الأماكن هنا، ونست أن تنتبه أين ترجلت ولا إلى أين تتجه، كل ما كانت تحاول فعله هو الهروب من ذاك الظل الضخم الذي يلاحقها، وبالفعل بعد أكثر من عشر دقائق من الملاحقة إختفى الظل
"أخيراً" قالت ومالت للأمام لتهدأ ويدها على قلبها تلتقط أنفاسها.....
"أخيراً حلوتي "
أجفلت مرة أخرى وهي تقف منحنية، وما أن إستقامت وإلتفتت حتى وجدته يقف إلى جوارها، قريب للغاية فهمّت لتهرب لكنه بسرعة أحاط جسدها بذراعه القوية وأمسك ذراعيها حتى شل حركتها، وبيده الأخرى وضع منديلاً على فمها لمنعها من أن تصرخ لكنها لم تستسلم ، وحاولت أن تقاوم بكل الطرق، حاولت دفع ذراعه بعيداً لكن كيف تفلت من ذراعه الفولازية، حاولت الهرب لكن المخدر القوي الذي كان بالمنديل جعلها تفقد كل دفاعاتها تماماً وتسقط بين ذراعيه فاقدة الوعي......
كانت المنطقة خاصة بالورش الحرفية، وقد كان اليوم هو العطلة الرسمية لهم، لذا كانت الشوارع تقريباً فارغة تماماً، وعلى عكس سارة كان هشام يحفظ هذه الأماكن عن ظهر قلب، فإختار أفضل بقعة تناسب ماينوي فعله وإستغل خوفها وجعلها تسير نحوها...
حمل هشام سارة كالطفلة الصغيرة على ذراعيه وهو يبتسم، ثم توجه نحو سيارته وفتح الباب الخلفي ووضعها هناك وإنطلق بسرعة نحو شقته........
**********
(مر الأمر بسرعة أم ببطأ لا أعلم، كل ما أذكره هو ستارة سوداء حجبت عني ضوء الشمس ، لأجد نفسي بعدها لا أتذكر شىء، أقاوم صداع يفتك برأسي وكأني أتعافى لتوي من عملية جراحية كبيرة وأعاني أثار التخدير، جسدي كله يؤلمني حتى بات فتح عيوني أمر شاق.....
تآوهت سارة من ألم رأسها، فرفعت يدها وذراعها تهتز، تفرك جبهتها لعلها تهدأ من الألم، لكن الآلم ليس برأسها فقط جسدها كله يرتجف، إبتلعت ريقها وضغطت على نفسها لتفتح عيونها، الرؤية ضبابية بالكاد رفعت جفونها، لكنها لم تفتحهما كثيراً فسرعان ما أن عادت وأغلقتهما مرة أخرى، وإحتاج الأمر لدقيقة قبل أن تستجمع قوتها لتنظر إلى سقف الغرفة الزهري مثله مثل باقي حوائطها، ثم بدأت ملامح الصورة التي تراها في الظهور، سقف زهري وفي منتصفه مصباح طويل وعلى اليمين قليلاً تلمح الجزء العلوي لخزانة ملابس بنية اللون ...
ضغطت على نفسها أكثر، وإستندت بمرفقها ومعصمها على السرير لتدفع جسدها المنهك وكأن قطار صدمه للتو، لتنهض وتجلس، لكن ما أن بدأت في الإعتدال وإستطاعت أن أترى ماحولها حتى إتسعت عيناها وقطبت جبينها، بذهول تحول إلى رعب أوقفها عن الحركة وحتى عن الجلوس...
إعتدلت سارة ببطء وكأنها إنسان آلي حتى جلست تماماً، وهي تنظر إلى ذاك الشاب النائم جوارها شبه عاري تقريبا إلا من شورت قصير ، ظلت تنظر له وهي تهز رأسها بالنفي وهي تحاول أن تنكر الأمر، ما الذي يعنيه هذا!؟ وبحذر مليىء بالخوف تحولت لتنظر لنفسها
"لااااا" صرخت ووضعت يدها على فمها، عندما نظرت لنفسها ووجدت نفسها لا ترتدي سوى قميص، لاشىء أخر على الإطلاق، تشبثت به أكثر وهي تهز رأسها بالنفي ودموعها تسيل من عيونها المتسعة....
"لأ، لأ، أغمضي عينيكي ، هذا حلم ، بل هذا كابوس لا يمكن لا يمكن"
أغمضت عيونها وتمتمت بصوت منخفض،دموعها تسيل على خديها، ثم راحت تهز رأسها يمين ويسار وهي تشد على جسدها بقميصها، وكأنها تحاول غلقه بإحكام أقوى، ثم أكملت وقد إزداد بكاءها مع رجفة قلبها "
هذا كااااابوس، هههـ هذا ليس حقيقي، لايمكننن "
وهنا لم تستطع أن تنكر الأمر وإجهشت في البكاء....
أخيراً إستيقظ هشام على صوت بكاءها رغم أنها لم تكن تصرخ.....في البداية ضايقه صوت الآنين، وبعدها بدأت أذناه تلتقط كلماتها ونحيبها وهنا شعر أن أحد إلى جواره....
إنتفض هشام جالساً ثم واقفاً وكأن حية قد لدغته، وهو ينظر لها في ذهول ومفاجأة، ولايستطيع أن يستوعب الأمر هو الأخر، ظل هكذا لدقيقة وكأنه يتسأل من هذه؟ وماذا تفعل بجواره وبغرفته بل وبسريره....
وهنا فتحت هي عيونها وهي تنظر له وقد وضعت غطاء السرير عليها أيضاً لتخفي جسدها عنه....نظرت له وهي تريد أن تسأله....من أنت؟، ولماذا فعلت بي هذا؟، هل ماحدث بالأمس يستحق العقاب إلى هذا الحد؟...أرادت أن تقول له أخبرني أن الأمر خدعة وأنه لم يلمسها، أرادت وأرادت وأرادت لكن لسانها إنعقد وشهقاتها وتقطع أنفاسها منعها حتى عن تنطق بكلمة....أما هو فهز رأسه بالنفي وكأنه ينفي الأمر أيضاً، ثم عقد حاجباه وخطف ملابسه من على السرير وخرج بسرعة من الغرفة مغلقاً الباب خلفه....دون كلمة
**********
سقط هشام على كرسي الصالون بالصالة الصغيرة، وأسند رأسه على راحة يده يحاول أن يستوعب ماجرى، جسده كله متصلب حتى أنه يكاد يرتجف ولا يصدق مايرى ....في البداية راح يهز رجله بحركة عصبية ومعها رأسه بالنفي، ويفركها بيده، اصابعه تنسل من بين خصلات شعره ويتمتم بحزن
"لا أذكر شىء
" لكن فجأة توقف عن كل حركة ووضع يده على فمه وشىء فشىء بدأ يتذكر.....كل شىء...
قاطع صوت رنين هاتفه ذعره الذي إرتسم على وجهه، فخطف الهاتف ورد عليه بسرعة قائلاً بصوت مذعور
"نادر، تعالى بسرعة، بسرعة يانادر"
عقد نادر حاجباه وقد ضرب قلبه القلق الشديد من نبرة صوت صديقه، فقال بلهفة
"هشام مابك؟، مابه صوتك لما تتحدث هكذا؟ "   
"نادر أرجوك تعال بسرعة، أنا بكارثة، قد أحدثت كارثة تعال بسرعة"
"تكلم يارجل ، ما الأمر؟"
"تعالى لايمكنني قول شىء على الهاتف
"فرد نادر بقلق وهو يدير عجلة القيادة لسيارته ليدخل أحدى الشوارع الضيقة ويمسك الهاتف بين وجهه وكتفه
"حسناً حسناً أنا أمام منزلك الآن"
ثم أنهى المكالمة وترجل بسرعة البرق وصعد إلى شقة صديقه...
"هشام ما الأمر؟ مابك؟ "
سأل نادر ما أن فتح له، دخل مغلقا الباب خلفه، في حين أن هشام تركه وسار مبتعداً عنه ، ولا يعلم كيف يشرح له الأمر وظل هكذا حتى صاح نادر بغضب "
"هشام ما الأمر؟"
إلتفت نحوه وعلامات الندم الشديد بادية على وجهه، وراح يرفع يده وكأنه يحاول أن يشرح الأمر بصورة حسنة لكن لا توجد صورة جيدة لشرح ما حدث،فإستسلم وسقطت ذراعاه إلى جواره وقال وكأنه يريد أن يبكي " قد أعتيدت على فتاة"...
إتسعت عيني نادر وفتح فمه من هول الصدمة، ثم إبتلع ريقه وسأله عاقداً حاجباه وهو لايصدق ماسمعه وصاح
"ماذا؟"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي