الفصل الثامن عشر والأخير
خدعنى بحبه
الحلقة الثامنة عشر والأخيرة
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
حاول كريم كثيرا أن يقترب من جميلة ويروادها عن نفسها ولكنها قامت بدفعه ، وصرخ أطفالها ، فاضطر أن يبتعد عنها قليلا ، حتى لا يسمع صوت صراخ الاطفال الجيران.
وهكذا ظل معها عدة أيام ، تارة يحاول أن يلين قلبها بكلمات معسولة فترفض ، فيقوم بضربها .
وتارة يستخدم معها العنف والترهيب وايضا ترفض .
فهى حرة أبية مخلصة لزوجها ، تأبى أن تندس شرفه .
.......
اما عمر فكان كل ما يشغله هو زوجته وأولاده
وكان لا يفتر عن السؤال عنهم .
وما أن اقترب للشفاء وحدد له الطبيب موعد الخروج .
رأى والدته تخفى دموعها ، فأقسم أن فى الأمر جلل كبير .
عمر بذعر ...اقسمت عليكى يا امى ، تقولى الحقيقة .
انا قلبى حاسس إن فيه حاجة حصلت لجميلة والعيال .
عشان انا عارف ، جميلة متتأخرش عنى ابدا .
والدة عمر ببكاء ..صراحة يا ابنى ، من يوم اللى حصل ، وهما مش باينين ، زى ما يكون الأرض انشقت وبلعتهم .
فصرخ عمر بقهر ...ازاى ده ، يعنى ايه ؟
اختفوا كده فجأة ، لا اكيد فيه حاجة .
وانتوا ازاى سكتوا ، مبلغتوش البوليس !!
والدة عمر ..اكيد بلغنا يا ابنى ، والمباحث بدور عليهم ، لكن لغاية دلوقتى ، مفيش حس ولا خبر .
كأنهم فص ملح وداب .
عمر بغصة مريرة ...اه لو طلع اللى بالى هو السبب ، هكون مخلص عليه المرة دى .
ثم أخذ يبكى كالاطفال قائلا ...يا ترى أنتِ فين يا حبيبتى ؟
ويا ترى العيال عاملين ايه ؟
يارب حغظتهم فى ودعائك ، لا يضرهم شىء .
وانت الحافظ .
ثم خرج من المستشفى باحثا عن كريم فى كل مكان ولكنه لم يجده .
فتأكد أنه وراء خطف جميلة وأطفاله .
فسئل عليه أحد أصدقائه المقربين .
حماد ...يعنى هيروح فين ؟
بدال مش البلد ، يبقا اكيد نزل شقته بمصر .
عمر...انت تعرف عنوان شقته فى مصر دى .
حماد ....بس يعنى لو عرف انى قولتلك ، ممكن يزعل.
فأخرج له عمر بضعا من المال قائلا ...وعد مش هقول انك قولت حاجة .
حماد ...والله كلك نظر يا هندسة ، ماشى الكلام .
والعنوان ****
عمر ...تمام ، اشكرك .
ثم توجه مسرعا إلى أقرب سيارة ليسافر إلى القاهرة .
حتى وصل إلى شقة كريم .
فرن جرس المنزل ، فدق على أثره قلب كريم .
وبخطوات متثاقلة ذهب ليعلم من يقصده ؟
وعندما رأى عمر ، ابتسم ببرود .
وحال على خاطره ، فكرة أن يتخلص منه بإطلاق النار عليه .
مدعيا أنه جاء ليتهجم عليه فى عقر داره ، فدافع عن نفسه وقتله .
وهكذا لن يحاكم على جرم ما فعل .
وفعلا أخرج مسدسه وفتح الباب .
كريم ...اهلا بالمنقذ .
عمر بإنفعال ..فين مراتى وولادى يا كريم .
وأقسم بالله لو كنت مسيت شعرة بس منهم ، لأدفعك التمن غالى اوى .
ثم سمع سمع صوت ولده خالد .
خالد...بابا ،بابا
انا هنا وماما ورقية .
فولج لهم سريعا ، ليتحطم قلبه عندما وجدهم مكبلين بالحبال .
فرحت جميلة لرؤيته ، فابتسمت له ابتسامتها المعهودة فدق قلبه لها ، فكم اوحشته تلك التى أثرته بتلك النظرة منذ زمن طويل .
جميلة ...عمر ، اخيرا جيت .
كنت مستنياك بفارغ الصبر .
وكنت متأكدة انك جى .
فباغتها قول كريم ساخرا ...والله حلو اوى وصلة الشعر دى .
والرومانسية العالية .
ما انا برده خدت منها شوية قبل منه ولا ناسية .
فانفعل عمر وكاد أن يبطش به .
ولكنه رفع عليه السلاح وأشهره فى وجه قائلا...لا عندك .
اى حركة منك هكون جايب اجلك .
ثم تابع ...بس لو عايز تنفد بروحك ، طلقها .
اما لو عصلجت دماغك فاقرء على نفسك الفاتحة.
عمر...اه يا خسيس .
لا ابدا عمرى ما هستغنى عن مراتى ابدا .
كريم ..يبقا اتشهد على روحك ، واهو بدل متكون مطلقة ، تبقا أرملة احسن برده .
فصرخت جميلة خوفا على حياته قائلة ...لااااا
حرام عليك .
ثم نظرت إلى عمر بحب جارف قائلة ...غصبا عن يا اغلى عليا من نفسى.
طلقنى بس انت تعيش ، لانى هموت لو حصلك حاجة.
فعاتبها عمر بنظرة عين وكأنه يقول ...قدرتى تنطقيها يا جميلة .
كريم بإنتصار ...اديك سمعت ،قالت بنفسها اهو .
طلقها .
فصاح عمر ...لااااا ابدا مش هيحصل
كريم ..مصمم اخدها أرملة ،ماشى .
وعندما ضغط على الزناد ، واغمض عينه عمر فقد حان أجله وصرخت جميلة وأطفاله .
ولكن رن جرس الهاتف ، فالتفت كريم .
فاستغل عمر تلك اللحظة .
وباغته بركلة من قدمه بكل قوته .
فسقط كريم أرضا وسقط منه المسدس .
فالتقطه عمر وصوبه نحوه .
فارتعد كريم وقال مستعطفا....لاااااا متقتلنيش ارجوك .
خد كل ما أملك بس متقتلنيش.
فضعف قلب عمر فقال ...مش عايز منك الا حاجة واحدة .
انك تبعد عنى وعن مراتى وعيالى ونشوف طريقك يا اخى وكفاية كده أذية ، فوق لنفسك قبل الأوان .
وكفاية اللى حصلك ده كله ، ليه عايز كمان زى ما خسرت دنيتك ، تخسر أخرتك .
فبكى كريم ...مش عارف انا بعمل ليه كل ده ؟
انا حتى بقيت بكره نفسى اوى .
ومش عارف ليه ديما بحب اخد اى حاجة من اى حد بشوفه مستمتع بيها .
وديما بقول ...اشمعنا انا اتحرمت من زوجة كويسة وكمان عقيم مبخلفش .
وخسرت شغلى وسمعتى .
للحظة أشفق عليه عمر فقال ...مفكرتش أنه ممكن ابتلاء من ربنا عشان بيحبك .
فشهق كريم ...انت بتقول ايه ؟
بيحبنى ازاى بس ؟
وانا عملت كذا وكذا وكذا
وكلها حرمات وكبائر.
عمر ..اقولك .
مهو من رحمة ربنا سبحانه وتعالى بينا .
أنه بيبعت لنا ابتلاءات فى الدنيا عشان يغفر لنا ذنوب عملناها أو يرفع درجتنا فى الجنة .
وأنه يغفر لك ذنوبك بالابتلاءات دى فى الدنيا ، احسن ما تتعذب بالنار فى الآخرة .
شوفت بقا ازاى بيحبك .
بكى كريم منتحبا ...معقول انا ربنا بيحبنى !
عمر ...مش بيحبك بس ، ده كمان عايز يسمع صوتك .
فاتسعت عين كريم قائلا بإندهاش...يسمع صوتى انا إزاى ؟؟
عمر ...عايزك تقول يااارب .
يارب سامحنى ، يارب ارفع عنى ، يارب ارزقنى .
ربنا بيحب العبد اللحوح فى الدعاء .
وبيفرح أوى بتوبة عبده مهما عمل .
كريم ...يعنى فعلا لو قولت يارب وتبت إلى الله .
هيغفرلى كل اللى حصل ، بس ده انا عملت كتير اوى وحش .
عمر ..مسمعتش قوله تعالى ..أن الحسنات يذهبن السيئات.
فاعمل يا سيدى حسنات كتير اوى عشان تمسح كل السيئات الكتير دى .
فابتسم كريم وعلق نظره بالسماء ولأول مرة قائلا من قلبه ....يارب .
فبكى عمر وبكت جميلة على بكاؤه .
وحمدت الله أن رزقها ذلك الزوج الصالح الخلوق عمر .
الذى حول بفضل الله ذلك الشيطان الى عبد صالح تواب اناب إلى خالقه .
عمر ...عايزك توعدنى يا كريم ، أن من اللحظة دى هتكون عبد لله مش عبد للشيطان .
وان كان على الوظيفة ، تقدر تشتغل فى تجارة والدك.
واذا كان على الزوجة ، اجوزك احسن بنت فى البلد بس تراعى ربنا فيها .
وان كان على الخلفة فمفيش حاجة بعيدة عن ربنا .
وليك فى سيدنا ابراهيم زكريا حين قال ..ربِ لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين
فربنا استجاب ليه ورزقه يحيى .
فردد كريم بيقين ....رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين .
فابتسم عمر قائلا ...ودلوقتى تسمحلى اخد مراتى وعيالى.
فبكى كريم قائلا ...اكيد ، وفعلا زين ما اخترت زوجة صالحة ، ربنا يبرلكك فيها .
فذهب عمر إليهم وفك وثاقهم وعانقهم بحب .
وأخذهم وهم بالمغادرة .
ولكن استوقفته رقية الصغيرة بقولها .
ممكن يا بابا حاجة .
عمر ...خير يا حبيبتى ؟
رقية...عايزة اسلم على عمو واعتذره عشان أنا كل شوية اقول عليه وحش واكيد كده انا عملت ذنب .
وهو فى الاخر اهو طلع حلو وسبنا وعرف ربنا .
فابتسم عمر لتلك النبتة الصالحة قائلا ..ماشى يا قلب ابوكى ، سلمى .
فأسرعت الفتاة إلى كريم الذى تفاجىء به تمد ذراعها له ، فاحتضنها بقوة وبكى ، ثم قبل يديها بحب .
قائلا ...ربنا قادر يرزقنى زيك بنوتة حلوة كده .
رقية ...هيرزقك لو اديتنى الشيكولاتة دى ، عشان انت خلاص بقيت عمو حلو مش وحش .
فابتسم كريم قائلا ...كل الشيكولاتة ليكى ، أنتِ وخالد بس ادعولي .
رقية ..هندعيلك يا عمو .
ثم غادر عمر بأهله فى سلام وعادوا إلى البلدة وعاشوا فى سعادة وهناء .
......
اما كريم
فقد تاب واناب وعاد إلى الله بكل جوارحه .
وفى يوم أراد أن يذهب لطبيب اخر ليساعده فى مشكلة الانجاب قبل أن يرتبط بزوجة ويظلمها .
فصادف فى تلك العيادة من ؟
طليقته منى حيث كانت تشارك ذلك الطبيب العيادة بتخصصها الرمد.
ولكن تفاجىء بها تغيرت تماما ، حيث ارتدت الحجاب الساتر والملابس الفضفاضة .
وعندما رأته منى ، تذكرت معصيتها فاغرقت عينها بالدموع .
وأخذ لسانها يقول....أستغفرك ربى وأتوب اليك .
فسمعها كريم وتأكد أنها تابت كما هو تاب إلى الله .
فليغفر لها كما أن الله يغفر الذنوب .
فحدثها ووجدت أيضا أنه قد تبدل هو حاله تماما
فسبحان مغير القلوب .
وبالفعل بعد فترة عاد إليها زوجا ، ولكن هذه المرة كان نعم الزوج لها .
وبعد عدة أشهر من العلاج ، أعاد التحليل ، فأكد له الطبيب أنه قد شفى وأصبح قادرا على الإنجاب وعندما ذهب ليبشر زوجته .
وجدها تخرج من المرحاض تبكى ومعها تحليل .
كريم ...مالك يا حبيبتى ، فيه حاجة ؟
أنتِ تعبانة .
منى ...مش مصدقة نفسى ، بص فى التحليل يا كريم .
فنظر فوجد شرطتين الحمل .
فعناقها بحب قائلا ...مبروك يا حبيبتى .
ثم سجد لله شاكرا ، أن من عليه بالتوبة ثم شفاه واكرم زوجته بالحمل .
فما اكرم الله عز وجل .
وهنا وصلنا الى نهاية قصتنا ، أرجوا أن تكون حاذت بالقبول والرضا منكم احبتى .
أترككم فى رعاية الله وأمنه .
......
شيماء سعيد ، ام فاطمة ❤️
الحلقة الثامنة عشر والأخيرة
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
حاول كريم كثيرا أن يقترب من جميلة ويروادها عن نفسها ولكنها قامت بدفعه ، وصرخ أطفالها ، فاضطر أن يبتعد عنها قليلا ، حتى لا يسمع صوت صراخ الاطفال الجيران.
وهكذا ظل معها عدة أيام ، تارة يحاول أن يلين قلبها بكلمات معسولة فترفض ، فيقوم بضربها .
وتارة يستخدم معها العنف والترهيب وايضا ترفض .
فهى حرة أبية مخلصة لزوجها ، تأبى أن تندس شرفه .
.......
اما عمر فكان كل ما يشغله هو زوجته وأولاده
وكان لا يفتر عن السؤال عنهم .
وما أن اقترب للشفاء وحدد له الطبيب موعد الخروج .
رأى والدته تخفى دموعها ، فأقسم أن فى الأمر جلل كبير .
عمر بذعر ...اقسمت عليكى يا امى ، تقولى الحقيقة .
انا قلبى حاسس إن فيه حاجة حصلت لجميلة والعيال .
عشان انا عارف ، جميلة متتأخرش عنى ابدا .
والدة عمر ببكاء ..صراحة يا ابنى ، من يوم اللى حصل ، وهما مش باينين ، زى ما يكون الأرض انشقت وبلعتهم .
فصرخ عمر بقهر ...ازاى ده ، يعنى ايه ؟
اختفوا كده فجأة ، لا اكيد فيه حاجة .
وانتوا ازاى سكتوا ، مبلغتوش البوليس !!
والدة عمر ..اكيد بلغنا يا ابنى ، والمباحث بدور عليهم ، لكن لغاية دلوقتى ، مفيش حس ولا خبر .
كأنهم فص ملح وداب .
عمر بغصة مريرة ...اه لو طلع اللى بالى هو السبب ، هكون مخلص عليه المرة دى .
ثم أخذ يبكى كالاطفال قائلا ...يا ترى أنتِ فين يا حبيبتى ؟
ويا ترى العيال عاملين ايه ؟
يارب حغظتهم فى ودعائك ، لا يضرهم شىء .
وانت الحافظ .
ثم خرج من المستشفى باحثا عن كريم فى كل مكان ولكنه لم يجده .
فتأكد أنه وراء خطف جميلة وأطفاله .
فسئل عليه أحد أصدقائه المقربين .
حماد ...يعنى هيروح فين ؟
بدال مش البلد ، يبقا اكيد نزل شقته بمصر .
عمر...انت تعرف عنوان شقته فى مصر دى .
حماد ....بس يعنى لو عرف انى قولتلك ، ممكن يزعل.
فأخرج له عمر بضعا من المال قائلا ...وعد مش هقول انك قولت حاجة .
حماد ...والله كلك نظر يا هندسة ، ماشى الكلام .
والعنوان ****
عمر ...تمام ، اشكرك .
ثم توجه مسرعا إلى أقرب سيارة ليسافر إلى القاهرة .
حتى وصل إلى شقة كريم .
فرن جرس المنزل ، فدق على أثره قلب كريم .
وبخطوات متثاقلة ذهب ليعلم من يقصده ؟
وعندما رأى عمر ، ابتسم ببرود .
وحال على خاطره ، فكرة أن يتخلص منه بإطلاق النار عليه .
مدعيا أنه جاء ليتهجم عليه فى عقر داره ، فدافع عن نفسه وقتله .
وهكذا لن يحاكم على جرم ما فعل .
وفعلا أخرج مسدسه وفتح الباب .
كريم ...اهلا بالمنقذ .
عمر بإنفعال ..فين مراتى وولادى يا كريم .
وأقسم بالله لو كنت مسيت شعرة بس منهم ، لأدفعك التمن غالى اوى .
ثم سمع سمع صوت ولده خالد .
خالد...بابا ،بابا
انا هنا وماما ورقية .
فولج لهم سريعا ، ليتحطم قلبه عندما وجدهم مكبلين بالحبال .
فرحت جميلة لرؤيته ، فابتسمت له ابتسامتها المعهودة فدق قلبه لها ، فكم اوحشته تلك التى أثرته بتلك النظرة منذ زمن طويل .
جميلة ...عمر ، اخيرا جيت .
كنت مستنياك بفارغ الصبر .
وكنت متأكدة انك جى .
فباغتها قول كريم ساخرا ...والله حلو اوى وصلة الشعر دى .
والرومانسية العالية .
ما انا برده خدت منها شوية قبل منه ولا ناسية .
فانفعل عمر وكاد أن يبطش به .
ولكنه رفع عليه السلاح وأشهره فى وجه قائلا...لا عندك .
اى حركة منك هكون جايب اجلك .
ثم تابع ...بس لو عايز تنفد بروحك ، طلقها .
اما لو عصلجت دماغك فاقرء على نفسك الفاتحة.
عمر...اه يا خسيس .
لا ابدا عمرى ما هستغنى عن مراتى ابدا .
كريم ..يبقا اتشهد على روحك ، واهو بدل متكون مطلقة ، تبقا أرملة احسن برده .
فصرخت جميلة خوفا على حياته قائلة ...لااااا
حرام عليك .
ثم نظرت إلى عمر بحب جارف قائلة ...غصبا عن يا اغلى عليا من نفسى.
طلقنى بس انت تعيش ، لانى هموت لو حصلك حاجة.
فعاتبها عمر بنظرة عين وكأنه يقول ...قدرتى تنطقيها يا جميلة .
كريم بإنتصار ...اديك سمعت ،قالت بنفسها اهو .
طلقها .
فصاح عمر ...لااااا ابدا مش هيحصل
كريم ..مصمم اخدها أرملة ،ماشى .
وعندما ضغط على الزناد ، واغمض عينه عمر فقد حان أجله وصرخت جميلة وأطفاله .
ولكن رن جرس الهاتف ، فالتفت كريم .
فاستغل عمر تلك اللحظة .
وباغته بركلة من قدمه بكل قوته .
فسقط كريم أرضا وسقط منه المسدس .
فالتقطه عمر وصوبه نحوه .
فارتعد كريم وقال مستعطفا....لاااااا متقتلنيش ارجوك .
خد كل ما أملك بس متقتلنيش.
فضعف قلب عمر فقال ...مش عايز منك الا حاجة واحدة .
انك تبعد عنى وعن مراتى وعيالى ونشوف طريقك يا اخى وكفاية كده أذية ، فوق لنفسك قبل الأوان .
وكفاية اللى حصلك ده كله ، ليه عايز كمان زى ما خسرت دنيتك ، تخسر أخرتك .
فبكى كريم ...مش عارف انا بعمل ليه كل ده ؟
انا حتى بقيت بكره نفسى اوى .
ومش عارف ليه ديما بحب اخد اى حاجة من اى حد بشوفه مستمتع بيها .
وديما بقول ...اشمعنا انا اتحرمت من زوجة كويسة وكمان عقيم مبخلفش .
وخسرت شغلى وسمعتى .
للحظة أشفق عليه عمر فقال ...مفكرتش أنه ممكن ابتلاء من ربنا عشان بيحبك .
فشهق كريم ...انت بتقول ايه ؟
بيحبنى ازاى بس ؟
وانا عملت كذا وكذا وكذا
وكلها حرمات وكبائر.
عمر ..اقولك .
مهو من رحمة ربنا سبحانه وتعالى بينا .
أنه بيبعت لنا ابتلاءات فى الدنيا عشان يغفر لنا ذنوب عملناها أو يرفع درجتنا فى الجنة .
وأنه يغفر لك ذنوبك بالابتلاءات دى فى الدنيا ، احسن ما تتعذب بالنار فى الآخرة .
شوفت بقا ازاى بيحبك .
بكى كريم منتحبا ...معقول انا ربنا بيحبنى !
عمر ...مش بيحبك بس ، ده كمان عايز يسمع صوتك .
فاتسعت عين كريم قائلا بإندهاش...يسمع صوتى انا إزاى ؟؟
عمر ...عايزك تقول يااارب .
يارب سامحنى ، يارب ارفع عنى ، يارب ارزقنى .
ربنا بيحب العبد اللحوح فى الدعاء .
وبيفرح أوى بتوبة عبده مهما عمل .
كريم ...يعنى فعلا لو قولت يارب وتبت إلى الله .
هيغفرلى كل اللى حصل ، بس ده انا عملت كتير اوى وحش .
عمر ..مسمعتش قوله تعالى ..أن الحسنات يذهبن السيئات.
فاعمل يا سيدى حسنات كتير اوى عشان تمسح كل السيئات الكتير دى .
فابتسم كريم وعلق نظره بالسماء ولأول مرة قائلا من قلبه ....يارب .
فبكى عمر وبكت جميلة على بكاؤه .
وحمدت الله أن رزقها ذلك الزوج الصالح الخلوق عمر .
الذى حول بفضل الله ذلك الشيطان الى عبد صالح تواب اناب إلى خالقه .
عمر ...عايزك توعدنى يا كريم ، أن من اللحظة دى هتكون عبد لله مش عبد للشيطان .
وان كان على الوظيفة ، تقدر تشتغل فى تجارة والدك.
واذا كان على الزوجة ، اجوزك احسن بنت فى البلد بس تراعى ربنا فيها .
وان كان على الخلفة فمفيش حاجة بعيدة عن ربنا .
وليك فى سيدنا ابراهيم زكريا حين قال ..ربِ لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين
فربنا استجاب ليه ورزقه يحيى .
فردد كريم بيقين ....رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين .
فابتسم عمر قائلا ...ودلوقتى تسمحلى اخد مراتى وعيالى.
فبكى كريم قائلا ...اكيد ، وفعلا زين ما اخترت زوجة صالحة ، ربنا يبرلكك فيها .
فذهب عمر إليهم وفك وثاقهم وعانقهم بحب .
وأخذهم وهم بالمغادرة .
ولكن استوقفته رقية الصغيرة بقولها .
ممكن يا بابا حاجة .
عمر ...خير يا حبيبتى ؟
رقية...عايزة اسلم على عمو واعتذره عشان أنا كل شوية اقول عليه وحش واكيد كده انا عملت ذنب .
وهو فى الاخر اهو طلع حلو وسبنا وعرف ربنا .
فابتسم عمر لتلك النبتة الصالحة قائلا ..ماشى يا قلب ابوكى ، سلمى .
فأسرعت الفتاة إلى كريم الذى تفاجىء به تمد ذراعها له ، فاحتضنها بقوة وبكى ، ثم قبل يديها بحب .
قائلا ...ربنا قادر يرزقنى زيك بنوتة حلوة كده .
رقية ...هيرزقك لو اديتنى الشيكولاتة دى ، عشان انت خلاص بقيت عمو حلو مش وحش .
فابتسم كريم قائلا ...كل الشيكولاتة ليكى ، أنتِ وخالد بس ادعولي .
رقية ..هندعيلك يا عمو .
ثم غادر عمر بأهله فى سلام وعادوا إلى البلدة وعاشوا فى سعادة وهناء .
......
اما كريم
فقد تاب واناب وعاد إلى الله بكل جوارحه .
وفى يوم أراد أن يذهب لطبيب اخر ليساعده فى مشكلة الانجاب قبل أن يرتبط بزوجة ويظلمها .
فصادف فى تلك العيادة من ؟
طليقته منى حيث كانت تشارك ذلك الطبيب العيادة بتخصصها الرمد.
ولكن تفاجىء بها تغيرت تماما ، حيث ارتدت الحجاب الساتر والملابس الفضفاضة .
وعندما رأته منى ، تذكرت معصيتها فاغرقت عينها بالدموع .
وأخذ لسانها يقول....أستغفرك ربى وأتوب اليك .
فسمعها كريم وتأكد أنها تابت كما هو تاب إلى الله .
فليغفر لها كما أن الله يغفر الذنوب .
فحدثها ووجدت أيضا أنه قد تبدل هو حاله تماما
فسبحان مغير القلوب .
وبالفعل بعد فترة عاد إليها زوجا ، ولكن هذه المرة كان نعم الزوج لها .
وبعد عدة أشهر من العلاج ، أعاد التحليل ، فأكد له الطبيب أنه قد شفى وأصبح قادرا على الإنجاب وعندما ذهب ليبشر زوجته .
وجدها تخرج من المرحاض تبكى ومعها تحليل .
كريم ...مالك يا حبيبتى ، فيه حاجة ؟
أنتِ تعبانة .
منى ...مش مصدقة نفسى ، بص فى التحليل يا كريم .
فنظر فوجد شرطتين الحمل .
فعناقها بحب قائلا ...مبروك يا حبيبتى .
ثم سجد لله شاكرا ، أن من عليه بالتوبة ثم شفاه واكرم زوجته بالحمل .
فما اكرم الله عز وجل .
وهنا وصلنا الى نهاية قصتنا ، أرجوا أن تكون حاذت بالقبول والرضا منكم احبتى .
أترككم فى رعاية الله وأمنه .
......
شيماء سعيد ، ام فاطمة ❤️