الفصل الرابع عشر

الحلقة الرابعة عشر
خدعنى بحبه
...............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

اما منى فقد قررت أن تذهب الى عادل لتخبره بما حدث ليجد لها حلا سريعا قبل أن يظهر عليها الحمل وتفضح بعد أن علم كريم بالأمر .
وعندما قابلته قالت له بلهفة وتوتر ...ألحقنى يا عادل ، كريم عرف انى يقابلك والحمل ده منك لأن هو مش بيخلف عقيم .


فضحك نادر وقال بسخرية ...هو ده الموضوع اللى وترتينى بيه .
وقال يا عادل لازم نتقابل ضرورى وموضوع خطير وصحتينى من احلاها نومة .
منى بإندهاش ....وهو فيه حاجة ضرورى اكتر من كده .
بقولك عرف واكيد هيطلقنى.
عادل ببرود ..... أحسن حاجة يعملها واهو تخلصى منه ونعيش حياتنا برحتنا يا حب .
بس لازم تنزلى الحمل ده الاول عشان مايشغلانش عن حبنا وراحتنا يا حبيبتى .

انفعلت منى بحدة قائلة ..... انت بتقول ايه ؟
انزل الحمل !
عادل ..اه ده شرطى لو عايزة نكمل علاقتنا مع بعض .
منى ....علاقة قصدك ايه ؟
يعنى انت عايزنا نكمل كده حياتنا من غير جواز حتى لو أطلقت .
وكمان ازاى جالك قلب تقول انزل ابنك ، انت قاسى اوى .
ده بدل ما تقول نجوز ، عشان نربى ابننا مع بعض .
فضحك عادل قائلا بسخرية ....ابننا .

قلها ط وانا ايش أدرانى أنه ابنى انا ، ممكن يكون ابن حد تانى من اصحابنا عادى .
ثم ضحك ضحكة خبيثة وكأنه بيفهمها إن اللى بتخون مرة ممكن تخون عشرة .
ثم اتبع حديثه بقوله ...
انا مش بتاع جواز عايزة نكمل صحوبيتنا كده ماشى بس وتنزلى البيبى .

مش عايزة وركبة دماغك خلاص ، اعتبرى كل اللى بينا انتهى .
وأنتِ حرة تتحملى فضيحتك لو الحمل ظهر عليكى .
ده مش مسئوليتى انا .
منى بعصبية شديدة ..تصدق انت طلعت واطى اوى ، وكنت بفتكرك راجل بجد وقال ايه هتعوضنى عن خيال المأتة اللى مجوزاه .
طلعت متتخيرش عنه كتير ، بل اسوء كمان .
فضحك عادل ببرود ...قولى اللى يعجبك عادى ، لانى بسمع من هنا وبخرج من الناحية التانية ولا بتفرق.
بس يعنى لا مؤاخذة انتِ خضرة الشريفة ولا انا ضحكت عليكى !!
أنتِ بكلمتين كنتى معايا برضاكى .
فوفرى الكلمتين دول لحد تانى .
ثم أشار بيده قائلا ...سلام يا حلوة .
ومرسى على الايام الحلوة اللى قضيناها مع بعض .
ثم غادر وتركها مصدومة فيما قاله وأدركت أنها جاءت له للتخلص من شيطان فوقعت بين يد شيطان آخر لا يرحم .
فجلست على مقعدها تبكى بانهيار وندم على ما اقترفته فى حق نفسها وبيتها .
منى ...انا ايه اللى عملته فى نفسى ده ، كان فين عقلى ساعتها ، ضيعت نفسى بسبب شهوة عابرة .
لحظة اعتقدت أنها سعيدة لكن هيبقى ذنبها لغاية اخر العمر .
ثم رفعت وجهها للسماء مزاجية ربنا قائلة ...يارب انا عارفة نفسى غلطت ، وغلط بشع واستاهل اللى حصل ده .
بس رغم ده بطلب منك عفوك ورحمتك ، فكن رؤوف بيه يا رحيم واسترنى .
ثم حاولت القيام من مقعدها بتثاقل ، فأحست بألم شديد فى بطنها ثم شعرت بنزل شىء ما منها .
فتوجهت سريعا لصديقتها الطبيبة .
هناء ...للأسف يا حبيبتى ، الحمل نزل .
قلبى معاكى ، بس إن شاء الله ربنا يخلف عليكى تانى قريب .
فبكت منى وحمدت الله وحدثت نفسها ...الحمد لله أنه نزل .
عشان لو جه الدنيا كان هيقابل الناس بأنه وش ، وبذنب مش ذنبه ، لكن ذنبى انا .
وفعلا بعد مرور أيام وصل لها ورقة طلاق من كريم .
فبكت ولكنها حمدت الله أن الطلاق تم بستر الله ولم تفضح.
وعاهدت الله أن تبدء طريق آخر على طاعته وان تهتم بعملها الذى اهملته .
.............
هناك معصية تخلفها توبة مثل منى فقد تابت وتاب الله عليها .
ورب معصية اخلفت ذلا وانكسارا خير من طاعة اخلفت تباهيا .
وهناك معصية كانت بداية لسلسال اخر أكبر وأشد ونهايتها معلومة مثل ما فعله كريم .

حيث أنه لم يجد ما ينسيه ما فعلته منى الا بعمل كبيرة أخرى من الكبائر وهى شرب الخمر .
وايضا أهمل عمله من كثرة السهر والشرب ومصاحبة الفتيات الساقطة .

وبينما هو يلهو ويبعث فى النادى الليلى ، اتصلت به إدارة المستشفى التى يعمل بها .
إن هناك حالة حرجة وتحتاج لإجراء جراحة عاجلة لإنقاذه .
وهو الطبيب الوحيد الذى يمكنه فعل هذا .
فأخذه الكبر قائلا ...حاضر ، عارف انى مفيش غيرى ، يعرف ينقذ المريض ده .
انا جى حالا .
وبالفعل وصل المستشفى زواج لغرفة العمليات ولكنه كان ليس بكامل تركيزه بسبب إدمانه لشرب الخمور التى اثرت على قدرة عقله .
فاخطىء خطأ فادح فى العملية ،ادى إلى وفاة المريض فى الحال .

فانفعل أهل المريض وقدموا بلاغ ضده بالأهمال .
وبالفعل تم القبض عليه وأصدر قرار بعدم مزاولة المهنة مرة أخرى لانه ليس جدير بشرف المهنة .

وهنا قد تحطمت كل اماله التى كان يحلم بها من عمل مشرف وحياة يتمتع بها بكل الرفاهية ومكانة مميزة .
ولم يتبقى له سوى الإثم والعار الذى لحق به اسمه .
وبعد فترة من الزمن خرج من السجن .

ووجد أن القاهرة لم تعد المكان المناسب له بعد أن خسر كل شىء بها .
فقرر العودة إلى بلدته ، منكسرا ، ذليلا يجر أذيال الخيبة .
وبينما هو يترجل على أقدامه فى القرية متوجها لمنزله القديم .
رأى فتاة صغيرة تلعب مع اطفال صغار وتلهو وتضحك وتقفز بسعادة .
فدقق النظر بها قائلا ...مش عارف حاسس انى شوفت الشبه ده قبل كده .
ثم رأى أمامه شريط ذكرياته ، وتذكر طفولته مع أصحابه .
ولعبه ولهوه معهم ، ثم لاح طيف جميلة على ذاكرته .
كريم ...اه _ البنت دى شبه جميلة فعلا وهى صغيرة .
كأنها هى ،فولة وانقسمت نصين .
ثم وجد نفسه يقترب من الفتاة ، وانحنى بجذعه إليها قائلا ....أنتِ يا حلوة ؟

الفتاة ....نعم يا عمو .
كريم ...أنتِ اسمك ايه ؟ وبنت مين ؟
الفتاة ..انا أسمى رقية عمر .
فصعق كريم قائلا ...رقية مين عمر ؟
طيب وإسم امك ايه يا حلوة ؟
الفتاة ...امى اسمها ؟؟
......
فماذا يا ترى اسم والدتها ؟
ولما فزع كريم من ذكر اسم أباها عمر ؟
وما سيحدث بعد ذلك من أحداث
كونوا بالقرب احبتى
........
شيماء سعيد ام فاطمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي