الفصل الثالث عشر

الحلقة الثالثة عشر
خدعنى بحبه
.............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
نزعت منى يدها عندما لامسها عادل قائلة...مينفعش كده يا عادل احنا فى النادى والناس بتبص علينا.
عادل ...خلاص بلاش نادى ،ممكن نتقابل فى اى مكان تانى .
منى ...برده اى مكان عام منظرنا مش هيكون لذيذ قدام الناس وانا ست متجوزة .
أقولك تعال البيت ، اهو نقعد براحتنا وتكلم بعيد عن عين الناس المتطفلة .
عادل بإندهاش ...طيب وجوزك !!

منى بسخرية...جوزى ايه بس هو حاسس بيه خالص ولا بشوفه ، هو بيخرج من بعد الفجر ويرجع فى نص الليل على النوم من غير كلام .
احنا عايشين زى الاغراب و البيت باللنسبة له زى لوكاندة بينام فيها .
فانت تيجى بعد العصر اكون صحيت انا من النوم وفوقت شوية .
فابتسم عادل بمكر قائلا ...سبيلى حكاية الفوقان دى ، ملكيش دعوة ،انا هفوقك على الاخر .
فضحكت منى قائلة...لما اشوف .
وفعلا تواعدوا على اللقاء فى اليوم التالى .
وعندما ذهب إليها ، استقبلته فى بادىء الأمر فى الصالون وأخذوا يتسامرون ويضحكون.
ثم بدء عادل فى نشر سمومه واسماعها اعذب كلمات الحب التى حرمت منها من زوجها.
فايقظ مشاعرها المكتومة وعندما شعر أنه استطاع التأثير بها ، اقترب منها بشدة حتى شعرت بانفاسه الحارة تلفح وجهها ، وهنا قال الشيطان كلمته .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال.
ما اجتمع رجل بإمرأة الا كان ثالثهما الشيطان .
فلم تستطع منى كبت رغباتها وتسللوا إلى غرفة النوم ليقضى معها لحظاتهم السعيدة فى الحرام .

والغريب انها لم تشعر بأثم ما فعلت بعد انتهاء رغبتها معه وتناست إنها زوجة وان ما فعلته جرم شديد ستحاسب عليه أمام الله إن لم ترجع وتتوب إلى الله .
فالزنا من الكبائر التى نهانا الله عنها فى قوله تعالى ( ولا تقربوا الزنى أنه كان فاحشة وساء سبيلا ).

وتعددت لقاءتهم الدنية تلك تحت مسمى الحب ، دون مراعاة لدين أو اخلاق .
حتى جاء اليوم الذى شعرت به منى بالإعياء الشديد والغثيان وأخذت تردد على دورة المياة كثيرا .
وظلت هكذا لمدة بضعة أيام وظنت أنه دور برد ولكن عندما طال احساسها بالتعب وذبل وجهها .
ذهبت لاستشارة طبيبة صديقة لها .
وبالكشف عليها .
ابتسمت صديقتها قائلة....الف مبروك يا منى .
اخيرا أنتِ حامل !!
فصدمت منى وتسائلت ....الحمل ده منين ؟
انا حاسه إنه من عادل .
طيب وبعدين. لو طلع منه اعمل ايه ؟
ولكنها أظهرت البشاشة فى وجه صديقتها حتى لا تعلم بما تخفيه قائلة.....الله يبارك فيكي.
هناء صديقتها الطبيبة ..مش هوصيكى بقا بالراحة والفيتامينات ، أنتِ اكيد عارفة كده كويس .
منى ...اه طبعا ، ميرسى اوى يا قلبى .
ثم غادرت من عندها تفكر ما ستفعل .
ولكنها أقنعت نفسها فى النهاية ، أن تنسب المولود لزوجها بدون أن يعلم شيئا .
وظنت أنه سيسعد بهذا الخبر الذى طال انتظاره ولا تعلم أنها ستكون صدمة عمره لانه عقيم لا ينجب .

وعندما حدثت نفسها بقولها ....بس انا حاسه أنه ابن عادل .
فأجابت نفسها ...مش مهم ابن مين ، المهم ان انا أمه ومتفرقش مين أبوه .

مهو كريم برده مقضيها بره وفاكر انى نايمة على ودانى ، لكن أنا ساكتة بس عشان موضوعى انا وعادل ميكشفش .
لكن واضح اوى عليه ، عشان بيجيلى ريحته برفان حريمى ،غير أثر الميكب على بدلته .
وانا عاملة نفسى مش واخدة بالى .
اى أنها قبلت الخيانة لتقابلها هى بخيانة اكبر ، وسبحوا الاثنين فى مستنقع القاذورات .


وكأن الله عز وجل أراد أن ينتقم منه مرة أخرى فى زوجته وضرب الظالمين بالظالمين .
..................

وفى المساء انتظرت منى كريم على غير عادتها ، فهى كانت كل ليلة تتهرب منه بالنوم قبل مجيئه .
ولكن هذه الليلة انتظرته لتخبره بأمر الحمل .
فولج إليها فوجدها مستيقظة ، وتبتسم له .
فاندهش لأنها دائما يجدها نائمة او لو وجدها مستيقظة ، فيجد على وجهها العبوس ثم تبدء فى سلسال الشكوى والتذمر الذى لا ينقطع .
حتى أنه يرتاح عندما يعود ويجدها نائمة .

كريم بتعجب ....ايه مش بعادة يعنى اجى الاقيكى فايقة كده وكمان بتضحكى فى وشى ، لا كده أنتِ تتحسدى بجد .
ايه خير ؟
فابتسمت منى وتصنعت الدلال قائلة. ..اصلى يعنى تعبانة شوية كده .
كريم ...لا سلامتك ،مالك طيب ،عشان احدد علاج مناسب ليكى .
منى ...تؤتؤ ، انا مش عايزة علاج ، هات ايدك بس .
فأمسكت يده ووضعتها على بطنها قائلة. ...مبروك يا حبيبى ، هتكون اب قريب .

فصدم كريم وتغيرت ملامح وجهه وشعر بالدوار وكأن الأرض سوف تبتلعه .
وأمسك برأسه .
منى بفزع ..مالك يا حبيبى فيك إيه ؟
فنظر لها بغضب وتماسك قليلا ، ثم لن يشعر بنفسه الا وكاد أن يقتلها ضربا بكل قوته فى جميع اجزاء جسدها .
وأخذت تصرخ ...انت مجنون ،بتضربنى وانا حامل .
ده بدل متفرح .

كريم بإنفعال .....افرح ازاى ؟
ده مش ابنى يا فاجرة ، ده ابن مين ؟
عملتى ايه من ورايا وخونتينى مع مين ؟.
وامتى وإزاى؟
انا هسيح دمك الليلة .
منى وهى تستغيث ...ازاى مش ابنك وازاى تقولى كده ؟

كريم ...لان انا عقيم ، مش بخلف.
فده جه منين ؟
صدمت منى من كلمته عقيم فقالت ...عقيم ازاى وانت معاك تحاليل بتقول انك سليم .

كريم ..تحاليل مزورة عشان شكلى بس قدامك ، لكن انا مبخلفش يا هانم .
ولى فى بطنك ده مش ابنى .

ثم هجم عليها مرة أخرى وأخذ يضربها بإستماتة حتى تنطق بالحقيقة ومن فعل هذا بها .

منى ....ده من عادل ، واه خونتك .
زى ما انت بتخونى كل يوم والتانى مع وحدة .
ولا فكرنى عبيطة ومش عارفة ولا وخدة بالى .

كريم ....انت اتجننتى ، انا راجل يا ست هانم لكن أنتِ ست .
منى ...ست ولا راجل ، كلنا مركب واحدة .
وانت السبب فى ده .
كريم بإندهاش , ازاى انا اللى قولتلك امشى على حل شعرك .

منى ...ايوه ، انت اهلمتنى ليه وسبتنى للفراغ والوحدة تنهش فين وشوفت نفسك ورغباتك وانا كمان قولت اشوف نفسى ولقيت اللى يحبنى ويهتم بيه .

هنا كريم لم يتحمل الصدمة أكثر من هذا وكلام منى جعله يتذكر ما حدثه به عمر منذ زمنا طويلا
وافتكر كلمته كما تدين تدان .
فسقط مغشيا عليه .
فانتهزتها منى فرصة لتهرب قبل أن يعود إليه وعيه ويقوم بقتلها جزءا لما فعلت .

فقامت بجمع ملابسها واحتياجاتها سريعا فى حقيبة وتركته على الأرض مغشيا عليه ولاذت بالهرب سريعا
قبل أن يستيقظ .
وظنت أنها نجت بفعلتها المحرمة تلك .

ثم بعد مضى وقت ليس بالطويل استفاق كريم وهو يلوم نفسه على ما فعله بها .
ونظر حوله فلم يجد منى ، ففطن أنها هربت إلى والداها .
فقام بالكاد غاضبا .
وأخذ يحطم كل ما حوله من أثاث ويصرخ غضبا وألما .
ما اصعب الإحساس بالخيانة .
لتأتيه بعد ذلك فترة اكتئاب وحزن شديد ، اضطر على إثرها ، ألا يخرج من البيت وظل فيه حبيسا لوقت طويل .
لا يحب أن يرى أحدا أو يتحدث مع أحد .
.............
اما منى فقد قررت أن تذهب الى عادل لتخبره بما حدث ليجد لها حلا سريعا قبل أن يظهر عليها الحمل وتفضح بعد أن علم كريم بالأمر ..
فماذا سيكون رد فعل عادل عندما يعلم ؟؟
هل سيرحب بهذا الحمل ام سينكره ؟.
هذا ما سنعرفه فى الحلقة المقبلة بإذن الله .
.....
شيماء سعيد ، ام فاطمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي