الفصل الثاني عشر

الحلقة الثانية عشر
خدعنى بحبه
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ابتسم عمر لجميلة واقترب منها بشوق قائلا...ايه الجمال ده كله ؟
ثم أمسك يدها ورفعها إلى فمه وقبلها .
ثم همس فى أذنيها قائلا ....؟؟

بحبك وعايزك من الليلة تكونى مراتى .
ايه رئيك ؟
فأخفضت جميلة رأسها خجلا قائلة ...انت اللى تقبل اكون خدمتك العمر كله يا عمر .
عمر ...لا مش خدامة يا قلب عمر ، انتِ زوجتى وحبيبتى وكل حاجة ليا فى الدنيا دى .
ومن النهاردة هنبتدى حياة جديدة على طاعة الله ورسوله .
وهننسى كل اللى فات وانا هوعدك انى هحترمك واقدرك .
وفى المقابل أنتِ تحافظى على البيت .
جميلة بفرحة ...ياه انا مش قادرة اصدق ، انا أسعد وحدة فى الدنيا كلها ، ربنا يخليك ليا يا عمر واعيش واسعدك زى ما انت اسعدتنى وحفظت عليا وسترتنى .

ثم اخذها وذهبوا إلى عش الزوجية اول ليلة من ليالى أحلامهم ،ليلة شعارها الحب والأمان .
وسلطانها العشق ودقت دفوف السعادة فوق رؤوسهم .

ونتج عن تلك الليلة نبتة صغيرة فى رحم جميلة .
وسعد بخبر الحمل كثيرا والدته ووالدتها التى كانت تاتى لها كثيرا لتساعدها فى أعمال المنزل حتى يمر حملها بسلام .
حتى مرت الشهور ووضعت اول مولد لهم واسموه خالد .

وبدءوا يعيشوا كزوجين فعلا وكانت سعيدة قمر مع جلال وبدء يتخلل جوه احشائها اول مولود ليهم
جلال كان سعيد جدا ان قمر حامل ووالدته الحاجة ام جلال وام قمر .
.............
مر عامين آخرين تخرج بعدهما كريم من الجامعة .
وبأموال والداه ومساعدة والد منى ، استطاع الحصول على عيادة مارس فيها نشاطه .
وتكللت فرحته بالزواج من منى وظن أن الدنيا قد اجتمعت له كلها .
مال وزواج وعيادة متناسيا ذنبه ولكن الديان لاينسى .
فقد مرت شهور على زواجه من منى ولكنها لم تحمل .

فولجت إليه منى فى غرفة مكتبه والحزن يملىء وجهها .
فطالعها كريم من تحت منظارته قائلا ....ايه الحكاية اليومين دول يا منى ؟
كل شوية وشك مقلوب كده ليه ؟
انا شخص مش بحب النكد نهائى .
واحنا من ساعة متجوزنا وأنتِ كل يوم بحال ونكد يوم عن يوم بيختلف .
وان شاء الله ايه سبب النكد النهاردة ؟
ضفرك اتكسر ولا صحبتك كانت لابسة فستان اشيك منك فى الحفلة .
فقالت منى بإنفعال ..حضرتك بتستهزأ بمشاعرى كالعادة ومش بتقدر حاجة .
كريم ...الله أمطولك يا روح .
وبعدين معاكى ، ارجوكى ، انت بحضر الماجستير ومش فاضى .
قوليلى فيه ايه عشان نخلص من اليوم ده ؟
منى ..مش شايف أن اسلوبك بقا بلدى اوى ، وشكلك حنيت لأسلوب الفلاحين اللى انت جى منهم .
فقام كريم من مجلسه غاضبا وقبض على يديه بقوة وهم أن يصفعها ولكنه تماسك لمكانة والداها .
ثم قال ....أنتِ عارفة لو بس مكنش ابوك فضله عليا ، انا كنت وريتك صح الفلاح اللى مش عاجبك ده هيعمل ايه ؟

منى ...والله كنت هتعمل ايه يعنى ، اكتر من كده ؟
انا زهقت من اسلوبك وانشغالك عنى معظم الوقت ، واستنيت حتى حمل عشان اتلهى بمولود لينا يقضى على فراغى شوية لكن مفيش .
وجيت عشان اتكلم معاك فى الموضوع ده .
كريم ..قصدك ايه يعنى ؟
منى ..قصدى نكشف ونعمل تحاليل ونشوف ايه سبب التأخير.
كريم ببرود ...اتفضلى اعملى كل اللى أنتِ عايزاه .
وشوفى لو عندك حاجة اتعلجى يا هانم .

منى ...اروح لوحدى ازاى ؟ طيب وحضرتك برده معايا شريك .
يعنى لازم انت برده تشوف لو فيه مشكلة عندك وتتعالج برده .
كريم ...لا كده وحضرتك تلمى لسانك ، انا كويس طبعا .
منى ...طيب شوف وحلل وتأكد أنك كويس مش بالكلام ده .
كريم ..ماشى يا هانم ، هروح وهثبتلك ده بالدليل .

وبالفعل ذهب كلاد منهما للطبيب المختص وقاموا بعمل التحاليل اللازمة .
للتأكد منى أنها بفضل الله لا تعانى من اى شىء يمنعها من الحمل .
اما كريم فقد أظهرت التحاليل أنها يعانى ضعف شديد وغير قادر على الإنجاب .
لذلك لم تحمل جميلة منه خلال فترة لقائهم وكان هذا نعمة من عند الله وستر لها .

وكان هذا عقاب من الله عز وجل على ما فعله مع جميلة .
شعر كريم بالصدمة عند معرفته بنتيجة التحاليل قائلا .....يعنى ايه ده ؟
معقول انا مش هخلف ، انا عقيم .
لا لا ده يستحيل ، اكيد فيه غلط .
طيب هورى وشى ازاى لمنى دلوقتى ؟
دى مستنية اى حاجة منى عشان تفرح فيه ومش بعيد لما تعرف تفضحنى وتطلب الطلاق .
فأخذ فيما سيفعل ، فحدث صديقه طبيب التحاليل أن يأتى له بتحاليل سليمه عليه اسمه .
ليثبت لـ لمنى أنه سليم زورا وبهتانا .
ولكنه فى داخله كان يموت قهرا على ما أصابه .

وعندما رأت منى تحاليله الطبية هدء روعها نوعا ما وانتظرت أن يمن الله عليهم بطفل .
ولكن مضت الشهور أيضا ولم يحدث شىء .
وكلما ثارت منى ، حاول أن يهدىء من روعها قائلا بإصطناع.....مش مهم الاولاد يا حبيبتى ، انتِ عندى بالدنيا كلها .

................
وكما مضت الأعوام على كريم ومنى ،مضت أيضا على جميلة وعمر وطفلهما خالد الذى اقترب من عامه الثالث .
وكان يشبه والده بدرجة كبيرة فى ملامحه وحتى كلماته .
تعلق به عمرا كثيرا وكان لا يبرح يديه .

وجميلة تنظر إليهم بفرحة وسعادة ، وتمنت أن ينشأ ولدها على الأخلاق والاحترام مثل والده .

كما وسع الله الرزق لـ عمر .
واشترى أرضا جديدة ومخزن للحبوب .
فحمد الله وكان كثير التصدق على الفقراء .
قائلا ..هذا مال الله وليس مالى .


وكلما تصدق زاده الله من فضله .
وصدق رسول الله حين قال ...ما نقص مال من صدقة .
...............

وفى جلسة صفاء وحب بين عمر وجميلة ، فهمس فى أذنها ...بحبك يا قلب عمر .
فابتسمت جميلة قائلة. ..وانا بعشق التراب اللى بتمشى عليه .
انت رزق من ربنا واحلى فرحة فى حياتى .
عمر ...يااااه كل ده للعبد لله .
جميلة ...واكتر يا روح قلبى .
عمر ...طيب يا ستى مصدقك ، بس صعبان عليه الواد خالد وحيد كده ونفسى نجبله اخت حلوة زى مامتها كده .
فابتسمت جميلة ....قصدك ايه يعنى يا مكار .
عمر ...قصدى ، انى بحبك .
ثم غمرها بحبه ودعى الله فى تلك الليلة أن يرزقه منها بنت جميلة كوالدتها.
وبالفعل مضت تسع اشهر حتى جاءت اخت خالد الصغيرة
( رقية ) .
كما كان لدى هدى اخت عمر من زوجها توؤم ولد وبنت
ياسين وياسمين .

وعندما كانت تأتى هدى لزيارة أخيها كانت تداعبهم بكلماتها المضحكة قائلة ....الحمد لله يا عمر يا اخوى .
أن ربنا أكرمنا انا وانت بولد وبنت وكده خلاص ،مش هناخد من بره وهنبقا نسايب.
فضحك عمر ...ايه خلاص حجزتى العيال من دلوقتى .
هدى ...اه طبعا وانا هلاقى نسب احسن من كده .
هو ياسين لرقية.
وخالد لياسمين .
يلا يا جميلة سمعينا زغرودة كده .
وبلى الشربات ،عشان هنقرا الفاتحة .
فضحك عمر وجميلة على خفة روح هدى التى عهادها عليها منذ الصغر .

...............
عانت منى من الوحدة وإهمال كريم لها .
الذى انشغل بعمله فى المستشفى صباحا والعيادة مسائا بجانب تحضيره الدكتوراة بعد ما اخذ الماجستير.
أما هى فكانت لا تحب العمل كثيرا وكانت تقضى وقتها فى النادى مع اصدقائها من الرجال والنساء.
وتتسامر معهم بدون حدود وتضحك وهما يطلقون النكات .
حتى توددت الصداقة بينها وبين شاب مستهتر ، لا يعرف للدين طريق ولا للعمل اهتمام وانما كان متفرغا للهو واللعب فقط واصطياد الفتيات ..

اقترب منها ذلك الشاب عادل واستطاع أن يجعلها تتحدث معه عن حياتها الخاصة وان زوجها أصبح لا يهتم بها وكل ما يشغله هو العمل فقط .
وأنها تحتاج الحب والرومانسية التى افتقدتها معه .

فاستغل عادل نقطة ضعفها وانها صيد سهل سيأتى ببضع كلمات معسولة واهتمام زائف .
لذا حرص دائما أن يكون بجانبها وان يغمرها بإهتمامه وسؤاله .
حتى اقترب منها شيئا فشيئا ونبض قلبها له .
حتى صارحها فى لقاء بينهما ،انه يحبها منذ زمن طويل ولكنها كانت لا تغيره اهتمام وكانت منشغلة بحبها لكريم .
عادل ...منى ، انا بحبك من زمان ، بس أنتِ مكنتيش واخدة بالك منى .
وكنتِ بس بتفكرى فى الفلاح اللى اجوزتيه ، اللى مكنش يليق ليكى .
تنهدت منى بغصة مريرة ...عندك حق يا عادل .
ثم ابتسمت قائلة...ياريتك كنت لمحتلى زمان انك بتحبنى ، وصراحة انا مش عارفة ازاى مخدتش بالى منك يا عادل .
انت جانتيه كتير وتتحب صراحة .
فابتسم عادل بمكر قائلا ...افهم من كده ، أن فيه أمل يا منى .
منى بخجل مصطنع ...امل فى ايه مش فاهمة ؟
عادل وهو يقترب منها ويلمس يدها ...انك تحبينى.
فنزعت منى يدها قائلة...مينفعش كده يا عادل احنا فى النادى والناس بتبص علينا.
عادل ...خلاص بلاش نادى ،ممكن نتقابل فى .....؟
.....
ماذا طلب عادل منها ؟؟
وهل هذا سيكون العقاب لـ كريم أيضا جزءا لما فعله مع جميلة .
سنعلم فى الحلقة المقبلة .
.......
شيماء سعيد ، ام فاطمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي