الفصل العاشر

الحلقة العاشرة
خدعنى بحبه
..................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

جميلة فالفعل خرجت متوجهة إلى كريم كما قررت
ولكن فى هذه المرة رآها عمر ،فمشى ورائها ليعلم أين تتجه ؟؟؟
وعندما وصلت إلى كريم ورآها غضب وانفعل قائلا ...
ايه اللى جابك دلوقتى امشى يلا يا ماما ، احنا مش فضناها سيرة وكل واحد راح لحاله .
و انا كمان مستنى ضيوف ، ولا تحبى تقعدى ونعمل عليكى حفلة .
جميلة بحدة وثبات ...اخرص يا جبان .

وانا مش همشى غير لما توعدنى انك هتيجى تخطبنى وتجوزنى قدام الناس .
مينفعش تسبنى بعد اللى حصل بينا ، حرام عليك .
ده لو امى عرفت هتقتلنى .
كريم ببرود ووقاحة ...
تقتلك ولا تروحى فى داهية ميهمنيش .

جميلة بصدمة أخرى فى هذا الشيطان ..... انت بتقول ايه ؟
انت تعمل جريمتك وتفتكر هتعدى بالساهل كده وبنات الناس لعبة فى ايديك .

كريم ....انا معملتش حاجة غصبا عنك ولا شربتك حاجة اصفرة يا حلوة كان كله برضاكى .

جميلة ....بس انت خدعتنى وقولتلى أن بالورقة اللى مضيت عليها دى بقيت مراتك .

كريم بسخرية ... وانتِ عبيطة و صدقتى اعملك ايه ؟

هذا وكان عمر يقف بالخارج يسمع كل كلمة دارت بينهما ،فوقف مصدومة فى حب عمره ،غير مصدق ما سمعت أذنه .

زاد انفعال جميلة بعد ما قاله كريم فقالت بتهديد ....
انت لو مجتش وعملت اللى قوتلك عليه انا هقتلك ده شرفى ، انت فاهم .
كريم بسخرية ....
ا تقتلى مين يا قطة !!
ولا بقالك مخالب وعايزة تخربشى كمان يا ست جميلة .

ثم اقترب منها وأمسكها من ذراعها بقوة وأخذ يدفعها للخارج لتتركه فى حاله .

ولكنها حاولت أن تقاومه ثم لمحت سكين فى طبق كان به تفاح بجانبه فأمسكته .
وكادت أن تصيبه بها ولكنه باغتها وأخذها منها وكاد أن يضربها بها ، فصرخت ، فذعر احمد عندما سمع صراخها .
فولج إليها على الفور .
وهاجم كريم ، وأخذ يسدد له ضربات قوية وهو يسبه قائلا ....يعنى انت مطلعتش راجل وضحكت عليها وكمان عايز تموتها.
انت ايه شيطان معندكش ضمير ولا اخلاق .
كريم بضعف من كثرة ما تعرض له على يد عمر ....خلتلك انت الاخلاق من زمان يا عمر.
وخدها عندك اهى ، استعمال واشربها بقا .
فنظر له عمر باحتقار .
ثم صاح فى جميلة قائلا ...اتفضلى قدامى ،مستنية ايه اكتر من كده .

فاندفعت جميلة أمامه وغادروا سويا والدموع على وجنتيها طوال الطريق ولم تستطع نطق كلمة واحدة .
بعد أن شعرت أنها فضحت أمامه وعلم سرها .

اخذ عمر ينظر إليها وهى بجانب تارة بغضب لأنها أحبت غيره وتارة بشفقة على حالها الذى يفطر قلبه .
وتسائل ما سيفعل معها ؟
هل سيعدل عن قرار الخطبة ويتركها جزءا لما فعلت ؟
ام يطاوع قلبه الذى يحبها ويستكمل الخطبة ويتزوجها سترا لها أيضا ؟

ثم قطع تفكيره ما قالته جميلة فجأة له وهى تنحنى لتقبل يده بتوسل.........ابوس ايدك يا عمر .
انا عارفة انى غلطانة ومجرمة بس انت طول عمرك راجل معايا فارجوك متقلقش لحد اللى حصل ولا تفضحنى اعتبرنى اختك .
لأن امى لو عرفت يا هتقتلى او تموت فيها .

اثر كلام جميلة فى عمر لدرجة ان دموعه لمعت فى عينيه وسحب يده قائلا .... ليه يا بنت الناس ؟
ليه عملتى فى نفسك كده ؟
وعملتى فيه كده وفى امك كده ؟
وبحركة لا شعوريا قام بصفعها على وجنتها .
والغريب انها لم تغضب رغم تألمها الشديد من الصفعة
بل قالت .... اضربنى كمان زى ما انت عايز .
ولو عايز تموتنى موتنى انا مبقتش عايزة أعيش خلاص .

حزن عمر من كلماتها تلك وقال بغصة مريرة ...... خلاص يا جميلة .
احنا هنتم جوازنا عادى فى معاده الصيف الجى إن شاءالله .
لما نلم المحصول زى متفقنا مع خالتى والدتك .

بس والله لو شفتك أو لمحتك خرجتى من البيت خلال الفترة دى مش هتم الجوازة .

وده كان تهديد عشان يضمن انها متخرجش تروح لكريم تانى ويحصلها حاجة منه .
وده خوف عليها ممزوج بحب .
جميلة ........ حاضر مش هخرج ، بس لو امى احتاجت حاجة .

عمر ..... انا متكفل بكل طلباتكم من اليوم .

جميلة بنظرة منكسرة...... ربنا يحميك يا عمر ويأجرك كل خير وربنا يسترك دنيا واخرة وانا هعيش خدامة طول عمرى ليك .

ولكن طعنها عمر فى مقتل عندما قال لها ......طول عمرك ايه ؟؟
انا هجوزك سنة بس نعيش فيها زى الاخوات وبعدين هطلقك .
وهنتحجج بإى شىء ساعتها عشان الطلاق .
لكن انسى اننا نكمل مع بعض او نعيش كزوجين بعد اللى عملتيه .

بكت جميلة حتى انتفخت عينيها ولم تستطع الرد عليه ، فهو محق فيما قاله وأنها تستحق اكثر من ذلك أيضا .
ويكفى أنها قبل الزواج منها رغم ما فعلته.


وفعلا لم تخرج جميلة من البيت كما طلب عمر طوال تلك الفترة ،حتى أنه شعر بالسعادة لأنها نفذت طلبه وشعر أنها بالفعل قد تناست كريم ولم يبق فى قلبها شىء له .
..........
وبمحض الصدفة قابل عمر ،كريم فى الطريق .
فنظر له كريم بسخرية كعادته قائلا ...
مبروك عليك ست البنات جميلة .
ثم أخذ يضحك بدون وعى .
فأمسكه عمر من قميصه بغضب حتى كاد أن يخنقه.
وقال مهددا له ......لو جبت سيرتها على لسانك تانى انا هشرب من دمك .

خاف كريم من تهديد عمر له ولاذ بالصمت .
فقال عمر له .... بكرة تشرب من نفس الكاس .
عشان الدنيا دوارة يا ابن الناس الاكابر فرتبك كريم وغادر سريعا المكان .
...........
سافر بعدها كريم إلى جامعته فى القاهرة وتقابل مع زميلته وحبيبته الوهمية أيضا منى التى تلعقت به كثيرا .
كريم ...وحشتينى كتير يا منمن .
منى ...يا بكاش ،مكنتش غبت كده كتير فى البلد كل ده .
كريم ...طيب كده مش هقولك انا قولتلهم ايه هناك ؟
منى ...لا قول عشان خاطري .
كريم ..قولت يا ستى ، انى بحب وهموت خلاص وهجوز.
منى ...والله ومين سعيدة الحظ دى إن شاء الله.
فنظر لها كريم بحب واقترب منها ولمس يدها قائلا. ..هو فيه غيرك ، أنتِ اللى فى قلبى وبس .
انا بحبك يا منى .
فحمحمت منى بخجل قائلة ...ياه اخيرا قولتها يا كريم .
كان نفسى اسمعها منك من زمان .
كريم ...واهو جه الوقت المناسب.

ودلوقتى مستعد اروح اطلب ايدك من والدك .
ها قولتى إيه ؟
اومئت منى رأسها ..اى نعم .

وبالفعل ذهبوا إلى مكتب ابيها فى الجامعة الذى رحب به ، فطلب منه كريم يد ابنته .
والد منى ...طبعا منى بنتى الوحيدة واتمنى لها السعادة مع راجل يحبها ويقدرها.
بس مش عايز الارتباط ده يأثر على الدراسة .
كريم ..لا ابدا ،هتلاقينى من أوائل الطلبة بإذن الله.
والد منى ...وانا اكيد هسعدك .
فابتسم كريم بإنتصار ...فهذا ما يرجوه من هذه الزيجة.
واتفقوا على الزواج بعد إتمام الدراسة والتخرج .
وقد فرح والد كريم وأهله بهذه الزيجة التى شرفتهم امام الناس ، فهو سيتزوج من دكتورة مثله واطلقوا عليها المصرواية.
ثم قاموا بعمل خطوبة وتأجيل الزفاف لما بعد التخرج .
...............

ثم مر عام على تلك الأحداث وجاء موعد زفاف جميلة وعمر .
وكان جميع أهل القرية يملؤهم السعادة والفرح لزواج عمر ذلك الشاب الخلوق الذى تفانى فى خدمة أهل قريته .
وكانت والدته والدة جميلة فى قمة السعادة والكل يهنىء ويبارك .
ولكن بقى فى القلب غصة فى قلب عمر وجميلة .
فهى حزينة لأنها تعلم أنه زواج مؤقت فقط وسيطلقها بعد فترة من الزواج .

اما عمر الذى كان ينتظر اليوم الذى سيجمعه بمعشوقته جميلة بفارغ الصبر .
شعر أن فرحته ناقصة بسبب ما فعلته جميلة .
ولم يستطع التعايش معها كزوج ، بل كانت كاخته .
ورفض أن يأكل من يديها شىء وكان لا يحادثها الا فى الضرورة .

وأثر فعله هذا على جميلة فزاد حزنها وذبلت يوما بعد يوم وكانت لا تكف عن البكاء والنحيب .
وكان عمر يتالم كلما رآها على هذا النحو ولكن قلبه الجريح من فعلها لا يستطيع تجاوز ما فعلته .

فلجئت جميلة إلى الواحد الاحد تدعوه وتتضرع إليه ونستغفره .
جميلة .....يارب انت عالم بحالى الذى لا يخفى عليك .
وعارف قد ايه انا ندمانة على اللى عملته .
فياريت متخليش عمر يتخلى عنى ويطلقنى .
اناااا فعلا بحبه واتعلقت بيه لأنه فعلا راجل بجد مش زى كريم .
يارب اجعلنى زوجة صالحة له ويارب ارضى عنى وعنه .
....
فهل سيستجيب الله لدعائها
وما سيحدث بينهما
سنعلم من خلال الحلقة القادمة
شيماء سعيد ، أم فاطمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي