الفصل السادس

نهضت زينب عن تختها بجسدٍ منهك ورأس ثقيلة، وذلك لأنها لم تنل سوى قسطٍ بسيط من النوم بفضل سهرها وقلقها طوال الليل، وحتى هذه الساعة البسيطة التي غفلت فيها لم تنعم بطعم الراحة وذلك لحجم الكوابيس التي لاحقتها ولم تتركها حتى استيقظت منهكة القوى وكأنها كانت في سباقٍ للعدو.
خرجت من غرفتها لتجد والدتها تصع اطباق الطعام على مائدتهم الصغيرة، شعرت بوجودها فرفعت اليها راسها تكلمها :
- انتي صحيتي يازينب؟ دا انا كنت جاية دلوك اصاحيكي .
ردت زينب بفتور:
- ايوة يامّا صحيت، صباح الخير الأول.
ردت نعيمه بابتسامة انارت وجهها:.
- صباح الفل ياعيون امك، ربنا مايحرمني من صباحك الجميل ده، ولا طلتك دي اللي بتنور حياتي .
ابتسمت زينب رغم قلقها على غزل والدتها ومديحها لها حتى في اصعب اوقاتهم معًا .
- ايه؟ هاتفضلي واقفة في مكانك كدة كتير ؟
قالتها نعيمة بنفس الإبتسامة، مما جعل زينب تخرج من شرودها فردت عليها وهي تتحرك من امامها :
- هاغسل وشي حالًا وجايالك حاضر ياما ..

بعد قليل كانت الاثنتان جالسات على المائدة يتناولن طعام افطارهم، دون شهية تذكر ، يسقطن اللقيمات في جوفهم بصعوبة، حتى نعيمة التي تتظاهر بالثبات أمام ابنتها، كانت تبتلع في المياه اكثر من ابتلاعها للطعام، زينب لم تستطع الصمود اكثر من ذلك فسألت بتوتر :
- هانعمل ايه النهاردة يامّا ؟
ردت نعيمة وهي تتظاهر بعدم الفهم:
- في ايه بالظبط؟
هتفت زينب بعدم صبر:
- حن عليكي ياّمّا بلاش اسلوبك ده، وجولي وريحيني هانعمل ايه النهاردة لو صدق ابويا في كلامه وجاب العريس الزفت ده عشان يشوفني واشوفه؟
تركت مثلها الطعام وهي تحدق بها صامتة لدقائق.. ثم ما لبثت ان تتكلم اخيرًا وقالت بهدوء :
- انتي هاتخلصي اكل دلوك وتقومي تلبسي عباية من عباياتك الخروج وتروحي تقضي اليوم في بيت خالك .
فغرت فاهها زينب مذهولة قبل ان ترد :
- ازاي بس يامّا؟ طب وابويا والناس اللي جايا عندنا الليلة؟ هانعمل معاهم ايه؟
ردت بنفس الهدوء وهي تهز برأسها:
- وانتي مالك ومال ابوكي ولا مالك ومال عريس الهنا.. انتي البسي هدمتك وروحي على بيت خالك وبس كدة.
قال زينب بخوف:
- بتقولي ايه يامّا ؟ انتي عايزاني اطلع واسيب الضيوف، دا كان ابويا يصور قتيل .
ردت نعيمة :
- قولتلك مالكيش دعوة بابوكي.. انا هاقف له ياستي ؟
ضربت زينب بكف يدها على صدرها برعب :
- لاه ياما اخاف عليكي.. ابويا عفش وغضبه اعفش، دا مش بعيد يخلص عليكي وانت ضعيفة ماتتحمليش كف قلم منه.
ضحكت نعيمة باستخفاف:
- اه ويعني انتي لو قعدتي مثلًا هاتقدري تحوشيه عني ؟ لا ياقلب امك، انتي هاتطلعي زي ماقولتلك وسيبيلي ابوكي انا هاعرف اتصرف معاه زين، امك مش ضعيفة قوي كده يازينب.
ردت زينب :
- يامّا افهميني بقى، انا مقصدتش انك ضعيفة، انا بس خايفة اسيبك تواجهي غضب ابويا لوحدك ، وقلبي نفسه مايطاوعنيش.
- سلامة قلبك يانور عيني، اطلعي يابتي وماتشيليش همي، اهم حاجة ان اليوم ده يعدي، وانتي تفلتي من العريس ابن شريكه ده، وبعدها ان شاء الله هنلاقي صرفه وادخلك الجامعة .
ردت زينب بإحباط ويأس:
- جامعة!! انتي لسه عندك امل يامّا برضك؟
هبت نعيمة منتفضة بغضب :
- ايوة عندي أمل يابت، وانتي كمان خليكي متاكدة انك هاتدخلي الجامعة وتكملي تعليمك فاهمة ولا لاه؟
قالت الاَخيرة وهي تحيط يداها على اكتاف زينب وتهزهزها بعنف، مما اثار خوف زينب التي قالت لترضيها:
- حاضر ياما حاضر، انا معاكي في كل اللي تقولي عليه.
شدت عليها مرة اخرى :
- مش انا اللي اقول عليه، دي لازم تكون ارادتك انت ومن جواكي عشان تقدري تواجهي انتي كمان وتصممي على رأيك ، فاهماني يابت ، مستقبلك اهم حاجة عندك عشان تدافعي عليها .
اومأت زينب برأسها وظهر جليًا على وجهها التفهم ، تركتها نعيمة وهي تربت على كتفها بخفة، يلا بقى روحي البسي عبايتك عشان تلحجي تطلعي قبل ابوكي ما يرجع من شغله.
اومأت مرة اخرى زينب براسها قبل ان تتحرك فورًا نحو غرفتها، التي خرجت منها بعد قليل، وقد ارتدت عباءة خروج سوداء ولفت عليها حجاب بلونٍ بني كاتم، انعكس على بشرتها الخمرية فازداها جمالًا، وجدت والدتها جالسة على اريكتها، ممسكة بسبحتها منهمكة في التسبيح ، هتفت عليها زينب:
- انا خلصت لبس يامّا .
رفعت اليها رأسها نعيمة تلوح لها بيدها وهى ترد بسأم:
- ومستنية ايه تاني؟ خلصي ياللا اطلعي وعلى طريق الباب عدل:
تحركت زينب تجر اقدامها بصعوبة، خوفًا من المغامرة الغير محسوب نتيجتها، وترك والدتها وحدها لمواجهة الامر، ولكن هذه رغبتها وهي عليها التنفيذ لإرضائها ، ولكنها تدعو الله من كل قلبها لمرور الليلة على خير .

حينما خرجت زينب من باب شقتهم وهي تشجع نفسها وتتظاهر بالتماسك، وجدت اخويها الصغار ناصر واروى يلعبون بمدخل البيت، ادعت تجاهلهم وهي تتوجه ناحية الباب الخارجي ، ولكنها تفاجأت بهتاف اخيها ذو السبع سنوات بخلف ظهرها بإسمها :
- رايحة فين يازينب؟
التفتت اليه مجفلة وردت بحنق :
- وانت مالك انت كمان؟ عشان تسالني رايحة فين ولا جاية منين ؟
تبسم الطفل بسماجة وهو يقترب منها :
- كيف يعني انا مالي؟ اانتي النهاردة خطوبتك، يبقى كيف هاتتطلعي.
لكزته بخفة على ذراعه وهي تنظر اليه من مستوى طولها المقارب له رغم صغر سنه عنها بكثير، وهو واقف امامها بندية فقالت مستنكرة:
- خطوبة مين ياض الله يخرب بيتك ؟ هو انا شوفت حد ولا كلمته عشان اتخطب.
رد ناصر :
- ما انتي هاتشوفيه النهاردة وتتكلمي معاه كمان وبعدها تتخطبي وتتجوزي بعد شهر بالظبط؟
توسعت عيناها بجزع يشوبه الذهول من سماعها لهذه المعلومات الجديدة، من فمِ اخيها الصغير الذي بالتأكيد قد سمعها سابقًا من ابيها وزوجته، تماسكت وهي تتحرك للخلف قائلة:
- طب بعد عني، خليني اشوف واحدة صاحبتي عايزاها في امر ضروري .
تفاجأت بهِ يمسكها من مرفقها ويوقفها:
- وتروحيلها انتي ليه ؟ ماتتصلي بيها هي تجيلك.
نفضت يده تصيح بغضب:
- بعد عني ياض انت ماتخلنيش اتعصب عليك، هو انت فاكرني عيلة صغيرة زيك اياك عشان تتحكم فيا؟
هتف ناصر عليها وهى تبتعد عنه :
- ماليش دعوة يازينب، طب خلي ابويا يزعجلك بقى.
تجاهلت ندائه وهي تسرع بخطواتها وقبل ان تصل للباب تفاجأت بدلوف ابيها منه ونظرة غريبة على اكتست وجهه نوحها فقال :
- طالعة كدة ورايحة فين يابت ؟
الجمتها الصدمة فردت تجيبه بتعلثم:
- مااا هو انااا اصلي...
قاطعها بهدوءٍ مرعب :
- اصل ايه وفصل ايه؟ اخوكي قالك وحذرك وانتي برضك طالعة ومهاممكيش ؟
ترقرقت دمعات الحزن بعيناها وهي تجد نفسها محاصرة ولا مفر للهرب، وقد وصلتها المعلومة جيدًا ، ان اباها قد سمع كل حديث شقيقها الصغير معها ويبدوا انه صحيح من وجه اباها الجامد ونظرتها المتشفية نحوها، فقالت بعدم تصديق :
- دا بيقولي النهاردة خطوبتك وبعد شهر هايتم جوازك يابوي، معقول يكون كلامه صح ؟
رد سليمان:
- انا كنت جاعد برة وسمعت كل كلامه ، هو قالك هاتشوفيه ويشوفك، يعني ماقالش هانجوزهولك كدة عمياني ، ولا انتي عايزة تزودي في الكلام وبس؟
صمتت تحدق به وتستوعب كلماته، وهي ترى التصميم بادي على وجهه بقوة، لقد اخذ قرار تزويجها ولا نية لديه للرجوع، اجفلها بصيحته:
هاتفصلي واجفة مكانك كده كتير؟ ماتخلصي يابت اتحركي وادخلي جهزي نفسك زين، العريس وناسه هايجوا على المغرب ان شاء الله، اتحركي يالا .
انتفضت تعود للخلف مسرعة ، حتى دلفت لشقتهم وهي تهرول ناحية غرفتها .

خرجت نعيمة من المرحاض مجفلة على صوت
صفق الباب القوي فتمتمت بذهول:
- بسم الله الرحمن الرحيم ، دا مين دا اللي دخل ورد الباب كمان ؟
غريزًا نظرت نحو غرفة ابنتها فوجدت بابها مفتوح ، اقتربت تدخلها على الفور لتفاجئ بابنتها مرتمية على الفراش، دافنة رأسها بالوسادة ، وهي تشهق بصوتٍ مكتوم.
هرولت عليها بجزع ترتمي بجانبها :
- مالك يابت؟ ايه اللي حصل ؟ ورجعتي ليه؟ دا انا افتكرتك وصلتي بيت خالك ؟ يابت قومي، قومي وفهميني يابت .
قالت الاَخيرة وهي ترفع رأس ابنتها عن الوسادة ، لتفاجأ بوجه زينب المغرق بالدمعات، ملتهب من الإحمرار ، وهي مغمضة عيناها تبكي بقهر، جذبتها لصدرها تعانقها بحنان :
- مالك يابتي خلعتي قلبى من مكانه ؟ ايه اللي حصل بس وجعك كدة؟ وانتي طالعة من عندي زينة وزي الفل؟
ردت من داخل احضان والدتها بصوتٍ مدفون :
- ابويا هايجوزني بعد شهر يامّا ، ناصر قالهالي بنفسه.
هزتها نعيمة تسالها باستفسار :
- ناصر مين يابتي اللي جالك؟ وايه اللي خلاكي تصدقيه اساسًا واض صفا دا كمان؟
رفعت راسها زينب لتنظر لوالدتها بأعين منتفخة :
- اللي خلاني اصدق يامّا، هو ابويا نفسه! اللي كان جاعد برة البيت وسمع كلام ناصر معايا ومع ذلك ما انكرش ولا جال كدب، بالعكس كمان؛ دا قالي تبعي كلام اخوكي ونفذي، ابويا باينه اتفق مع الناس ياما وانا ضيعت وضاع حلم الجامعة، ضاع حلمي وحلمك يامّا، حلمي وحلمك ياما .
بكفيها الاثنان كانت تلطم على وجهها بقهر حتى امسكتهم والدتها توقف انهيارها بأن ادخلتها بداخل احضانها تطبق عليها بذراعيها بشدة، وهي لا تجد من الكلمات مايخفف به الم وليدتها، فلا يصح الاَن سوى الافعال؛ الافعال فقط ، لتوقف ظلم سليمان ووزجته الحربائة صفا.
.........................
في المساء وتحديدًا بعد صلاة المغرب، كانت زينب تقف مع والدتها بالقرب من الباب، يستمعن لترحيب سليمان بالزائرين لم يتبينوا عددهم ولا اشكال وجههم، رغم فتح باب الشقة بمواربة، بدافع فضولي، حينما سمعت زينب ضحكة عالية من رجل غريب، نظرت لوالدتها باستفسار يشوبه القلق، ولكن نعيمة بفراستها، اجابتها النفي وهو تهز رأسها وقالت بصوتٍ خفيض:
- دي ضحكة راجل كبير مش شباب فى العشرينات، سهمت زينب وهي تتحرك بعيدًا عن الباب لتذهب لغرفة المعيشة، بعد ان تأكدوا من صعود الجميع لشقة ابيها وصفا في الطابق الثاني:
- تفتكري يامّا لو ماعجبنيش العريس وجولت لابويا، ها يتبع كلامي ويرفضوا؟
لكزتها نعيمة على ظهرها من الخلف:
- ايه بتقولي ياعين امك سامعيني ياختي؟
دلكت زينب بيداها على ماتصله من ظهرها وهي ترد :
- والله مااقصد اني اوافق يامّا، انا بسألك بس واستفسر منك .
كتفت نعيمة ذراعيها ترد عليها بامتعاض:
- طب و افرضي بقى العريس عجبك يا زينب؟ ساعتها هاتنسى الجامعة وتوافقي ابوكي في رأيه؟
نظرت اليها جيدًا ، تستشف الإجابة من ملامح وجهها، لكن زينب لم يظهر على وجهها سوى الحيرة ، او الموافقة مضطرة بفعل الخوف، وهي صامتة تفكر دلف شقيقها ناصر دون استئذان :
- كلمي يازينب .
اللتفتت اليه نعيمة قائلة بحدة:
- مش تخبط الاول يازفت انت، هي وكالة من غير بواب، ولا ماحدش قالك استأذن على الناس قبل ماتدخل بيوتهم؟
رد الطفل بعنجهية:
- واستأذن ليه وانا داخل شقة في بيت ابويا؟ وانا جاي اساسًا لاختي مش ليكي ياست نعيمة .
برقت عيناها اشتعالًا من صلف الطفل وقلة حيائه معها فقالت غاضبة:
- نعيمة في عينك، عيل قليل ادب صح .
اوقفتها زينب قائلة:
- معلش ياما، امسكي نفسك اللحظة دي، عايز ايه ياناصر؟
رد الطفل ناصر والذي دائماً ما يتفاخر به سليمان امام الناس .
- ابويا بيجولك اطلعى عندينا دلوك وانتى لابسه حاجة زينة ومتزوقة عشان تقابلي الناس.
قالت نعيمة بتصنع عدم الفهم :
وعايزينها تطلع عنديكم متزوقة ليه بقى يااستاذ ناصر .
رد ناصر:
- عشان عندينا ضيوف ياست نعيمة وعايزين يشوفوها.
ردت نعيمه وهى تجز على اسنانها :
- طب روح قولهم ان زينب ما بتشوفش ولا بتقابل حد غريب.
سارعت زينب بخوف  :
- يامّا بلاش نزعله واحنا مناجصينش
نعيمة وهى تنظر لناصر وتتجاهل ابنتها :
- روح جول ابوك اختى نايمه ولا مش موجوده ياوض .
رد ناصر :
 - ماليش دعوه، انا مش هاكدب وهاقول لابويا ان انتي اللي مش راضية تطلعيها .
ردت هي بتحدي :
- روح ياخويا وقول اللي عايز تقوله .
تشبثت زينب بذراع والدتها تخاطبها برجاء :
- خلاص ياما حن عليكي، سيبيني اروح اشوف العريس حتى عشان مانكسفش ابويا قدام الناس الغريبه.
ردت نعيمه : 
- واحنا مالنا بكسفته اذا كان هو اللي بيمشي اللي في مخه وعايز الكل يمشي على هواه، حتى لو كان على حساب الناس وعلى حساب مستقبل بته، دا اهم حاجة عنده مصلحته يبقى احنا كمان نشوف مصلحتنا .
التفتت لناصر قائلة بقوة :
- اطلع ياواض، روح لابوك وقوله نعيمة ماعندهاش بنته للجواز .
تحرك ناصر ليذهب من امامهم ساخط:
- فلطمت زينب على وجنتيها برعب من القادم وقالت لوالدتها:
- يامري يامّا ، الدنيا هاتطربق دلوك فوق راسنا، وابويا مش هايعديها على خير .
رد نعيمة بعدم اكتراث:
- خليها تطربق براحتها ويعمل ابوكي مابداله كمان ، يمكن لما يتكسف قدام الناس الغريبة يحس على دمه ،
نظرت لابنتها جيدًا وهي تتابع :
- يمكن تقولي في نفسك ان امك اتجنت، بس انا لازم اعمل كدة يابتي، عشان يعرف اننا مش راضين وماييفتكرهاش انها ساهلة ، يابتي انتى ماتعرفيش ابوكي، انا اللي عرفاه زين، لو طلعتى دلوك خوفًا منه ، فاده معناه عند ابوكي انك خلاص وافجتى وبعدها بجي اتحملي النتايج اللي هاتهل على راسك .
سقطت زينب على مقعدها بتعب، هي تعلم ان والدتها معها الحق، ولكنها تخشى غضب وبطش والدها فما العمل الاَن؟ بعد هذا التحدي الذي اطلقته والدتها بوجه زوجها وفي هذا الموقف الحساس ؟
تمتمت برجاء تدعو ربها :
- يارب استر يارب ، يارب استر .
وانكمشت على نفسها تترقب المحتوم، لقد فعلتها والدتها وتحدت اباها، وهاهي تجلس الاَن تترقب رد فعل ابيها ، والغير مضمونة على الاطلاق افعاله .
وبعد اقل من عشر دقائق مرت كالدهر على الاثنتان، عقب خروج ناصر الساخط وصعوده الى ابيها ليخبر والده بما اخبرته به نعيمة ، دوت طرقة عنيفة على باب الشقة الذي اقتحمه ابيها بشرره ونيرانه، لتنبئهم بقدوم الاسوء، وما أمر من غضب رجل مهدد في كبريائه من امرأة ظلت طوال العمر متقبلة ظلمه ، حتى اصبح بالنسبة اليه حق مكتسب ولا يصح او يجوز الاعتراض عليه .
انتفضت زينب،ووالدتها على صوت دوي تحطم وتكسير واصوات غضبه وهو يهدر بصوت مرعب :
- بت زينب ، انتي يابت


... يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي