خيال الواقع الفصل الثاني

في شركه الزيني .. في مكتب رضوان البحيري .. كان رضوان يجلس مع ليلي السكرتيره الخاصه به

رضوان " ب نبرة فرحه' : الف مبروك يا ليلي خلاص هتتجوزي و هتسيبي الشغل
ليلي " تبتسم بعذوبه " : اعمل ايه يا فندم .. مجدي مش حابب اني اشتغل بعد الجواز ..
رضوان " يقوس فمه " و ب نبرة حزن " : طب اعمل ايه من بعدك ؟!! ده الشغل هيتعطل ..
ليلي " و هي تطمئنه " : متقلقش يا فندم انا سايبه خبر في كام جريده اننا عاوزين سكرتيره .. و اللي تتقدم حضرتك تعمل معاها انترفيو و تشوف اذا كانت تنفع ولا لا .. " ثم تابعت ب تأكيد " .. و اللي يقع عليها الاختيار هدربها معايا الوقت اللي انا هقعده هنا قبل ما اتجوز و اكون فهمتها كل حاجه ..
رضوان " ب امتنان " : تمام يا ليلي و الف مبروك مره تانيه و ربنا يتمملك ب خير يا رب ..

.........................................

يوم جديد مشمس معتدل الحراره .. قررت هايدي زيارة اختها الكبري " اروي " بعد الحاح من الاخري ب ان تزورهاا ..
في منزل رضوان البحيري .. تجلس هايدي في بهو المنزل ب انتظار اختهاا التي تقوم ب عمل الشاي لهما ..
جاءت اروى من المطبخ اروي حامله ب يدها صينيه عليها كوبين من الشاي ..

أروي " تقدم لها كوب الشاي الخاص بها " و هتفت بحماس * : عملت لك أحلي كوبايه شاي عشان تحكيلي بقي ..
هايدي بعد ان تناولت من اختها كوب الشاي " لوت فمها ب حسرة و هتفت " :
اقولك ع ايه والله ما في حاجه عدله تتقال .. " ثم تابعت " .. يوسف اول ما بيشوفها .. بيخانقها و هي كل اما تشوفه تقلب وشها او تدخل اوضتها .. ع الحال ده على طول ..
أروى ( بعد ان اخذت رشفه من كوب الشاي الخاص بها ) : يعني مفيش امل يحبو بعض طيب " و لمعت عينيها و أكملت حديثها ب وله " دول لايقين علي بعض مووت .. هييييح
هايدي ( قهقهت ب شده ) : امل ذات نفسها انتحرت اما شافت علاقه اخوكي ب بنت عمك ..
أروى : اخوكي عمره ما هيتعدل معاها غير لما ينسي اللي شافه زمان ..
" ثم اعتدلت ب جلستها و اكملت ب تأثر " .. يوسف كان متعلق ب بابا الله يرحمه جدا .. موته مكنش سهل ب النسباله ابدا ..
هايدي " ب نبرة حاده " : ولا ب النسبالي انا كمان .. ثم تابعت ب تأثر و حزن جلي .. الله يرحمه ..
اروي " ملطفه ل الجو " ب نبرة مرحه " : خلاص بقي انتي هتعيطي" و اشاحت ب يدها .. فكي بقي انا اسفه ..
هايدي " تنهدت ب ضيق ثم قالت " : بابا واحشني اووي غيابه مأثر عليا جدا .. انتي و اتجوزتي و سيبتيني و فين و فين اما بشوفك و يوسف على طول مشغول في شركته .. انا لوحدي .. ثم اردفت .. لوحدي فعلا ..
أروي تنفست بعمق " و هتفتها ب نبره محمله ب الحزن و الاسف .. " : متزعليش مني انا فعلا مقصرة معاكي اووي بس انتي عارفه البيت و العيال و زنهم .. و أكملت .. بس اوعدك اني اخليكي اول اهتماماتي يا ستي ..
هايدي و هي تضرب علي كتف اختها ب خفه " .. : ع سيرة العيال ما تصحيهم بقي خليني العب معاهم شويه قبل ما اروح ..
أروي " بتساؤل " : تروحي فين ؟!! انتي مش ماشيه من هنا الا اما تتغدي معانا ..
هايدي : بس ا ..
قاطعتها اروي ب اشارة من يدها و قالت : مفيش بس هتتغدي يعني هتتغدي .. قضي الأمر .. روحي انتي صحيهم بقي و انا هسبقك ع المطبخ ..

حملت صينيه الشاي و اتجهت صوب المطبخ .. اما هايدي نهضت هي الاخري كي تيقظ اطفال اختها ...
............................

في شركه الزيني تحديدا مكتب يوسف .. كان يجلس مع احد العملاء يناقش معه احدي المشروعات المطلوب تنفيذها ..
يوسف ( بعد أن أراح بظهره علي كرسيه ) : ب اذن الله 8 شهور و تكون مستلم المجمع ..
أحمد الحديدي ( العميل ) ( بعد ان اخذ رشفه من قهوته ) : 8 شهور كتير يا باش مهندس !!
يوسف ( تقدم في جلسته ل الامام و قال ب نبرة ثابته ) : لا طبعا مش كتير حضرتك .. ثم تابع .. ده مجمع مش عمارة ولا اتنين .. ثم اشار له ب سبابته .. حضرتك مجرب الشغل معانا قبل كده و عارف ان احنا لا بنماطل ولا ب نقصر في شغلناا ..
أحمد ( متأففا ) : تمام .. هنمضي العقود امته ..؟
يوسف ( اعتدل في جلسته ) : ع ماتخلص قهوتك .. يكون الأستاذ رافت مدير الشئون القانونيه جه و معاه العقود عشان نمضيهاا ..

ثم رفع سماعه هاتف مكتبه .. و ضغط علي زر الاتصال .. ثم تحدث ب لهجه أمر و صوت أجش ..
" مدام هيام .. اطلبي الاستاذ رأفت خليه يجي و معاه عقود مجمع الحديدي " ..

لم ينتظر ردها و اغلق الهاتف .. و توجه ب الحديث ل أحمد الحديدي ..

يوسف : أطلب لك فنجان قهوة كمان ؟!!
أحمد " ب امتنان " : متشكر ..
يوسف " ب عمليه " : خمس دقايق و يكون استاذ رأفت هنا و نمضي العقود ....
احمد " اومأ ب راسه " : تمام ..
.............................

.. ترجل عن سيارته .. بعد أن قام ب ركنها في جراج المنزل .. كاد ان يدلف للداخل .. و لكنه فضل البقاء عندما شاهدها و هي تترجل من سيارة الأجرة .. عقد ساعده امام صدره و استند علي مدخل بوابة المنزل .. و اخذ يتأملهاا جيدا
عندما راته سارة رمقته ب عدم اكتراث و عجلت من خطواتها ..
استبقته سارة علي الدرج الرخامي في حين كان هو خلفها يلحق بها ..
" هتفها بصوت حاد " : كنتي فين ؟!!
" اطبقت علي جفنيها ب حنق ثم زفرت بضيق " و استدارت له .. : كنت في الكليه !!
اقترب منهاا كثيراا .. و ضيق عينيه يتأملها ثم هتف بتساؤل .. : ايه اللي علي شفايفك ده ؟!!

زفرت ب حنق و اشاحت ب وجهها عنه بغضب ..
" قبض علي معصمها ب قوة و هتف " ..

يوسف : اما اكلمك تردي عليا و تبصي عدل .. " و أشار صوب راسها " .. : فاهمه ولا افهمك ب طريقتي ! ..
" هتفت ب وجع و هي تتلوي بين يديه " : اه اايدي انت بتوجعني كده ..!

" ترك كفهاا ب عنف ثم هدر قائلا " : و ايه اللي انتي لبساه ده كمان .. انتي مفكرة نفسك في بلاد بره ؟! ..
زفرت ب ضيق و تحدثت : ممكن تسيبني اطلع عشان تعبانه و مصدعه .. " و أخذت تحك ب اصابعها مقدمه راسها' " ..
يوسف : بس كده .. اتفضلي يا سنيورة .. واشاح ب ذراعه امامه كي يسمح لها ب الصعود ..

ركضت سريعا علي الدرج الرخامي بعد ان ولته ظهرها ..
ارتسمت علي ثغرة بسمه شيطانيه و هتف ب خفوت ..
طب اما ربيتك مبقاش انا ..
لحق بهاا ع الدرج .. كانت هي سبقته الي غرفتها .. كادت هي ان توصد الباب .. بادرها ب حركه مفاجاه ب كفه و ولج داخل غرفتها بعد ان قام بدفعهاا للداخل .. و اوصد الباب ب احكام ..
في حين كانت هي ب حاله صدمه بما يفعله .. " خفق قلبها ب شده ، ضيقت عينيها و صرت علي أسنانها بعد ان احتقن وجهها بالدماء " و قالت و هي تشيح ب يدها ""

سارة : ايه اللي بتعمله ده؟! اتفضل اطلع برة و الا والله هصرخ و الم عليك البيت كله ..
يوسف رمقها ب عدم اكتراث بعد ان جلس علي طرف سريرها .. رفع حاجباه ب تساؤل : "ها خلصتي ؟!! ثم أشار لخزانه ملابسها ب يده و قال ب ثبات : افتحي الدولاب ..
رمقته ب غضب و احتد صوتها : " اطلع برة اوضتي "
رد عليها ب استهزاء و ارتسم علي ثغرة ابتسامه سخريه : اوضتك اللي هي في بيتي ؟! .. هه .. افتحي الدولاب

لم تنتظر انتهاء حديثه .. و اتجهت صوب الباب و قامت ب فتحه علي مصرعيه .. و هتفت ب غيظ : اتفضل " و هي تشير ب يدها للخارج ..
نهض من مطرحه ب كل تباطؤ و هدوء و دفعها بخفه من كتفها ل تبتعد عن الباب .. و اغلق الباب ثانيه .. هتف و هو يتجه صوب الخزانه .." هفتحه انا "..
ثم استدار لها ب وجهه و رمقها ب استهزاء و قال .. " لو عايزه تلمي عليا اللي في البيت ياللا .. مستنيه ايه .. و شوفي انا هعمل ايه و هقول ايه ..

" زفرت ب حنق و رمقته ب ازدراء و اشاحت ب بصرها عنه للجهه الاخري ..
قام ب فتح خزانتها و شملها ب نظرة فاحصه .. اخذ يتمعن في كل قطعه من ثيابها ب تمهل .. رفع أحد الفساتين .. فستان دانتيل اسود بدون أكتاف .. و القاه ارضا .. و قال " ده ميتلبسش تاني ..
أمسك قطعه أخري و هو مضيق عينيه .. ايه دي .. ده عريان اووي .. * ثم تابع بعد ان القاها ارضا هي الاخري ..* متتلبسش بردو تاني *
" اخذت انفاسها ب التصارع بشكل ملحوظ و هتفت و هي تشيح له "

سارة : انت مش طبيعي انت مجنون. ..
رمقها ب غضب ثم تحرك من مكانه ب انفعال و قبض علي ذراعها ب عنف و احتدت نبرته " طولي لسانك ده تاني معايا و شوفي انا هعمل فيكي ايه .. "
هتفت ب تألم .. و انت لسه هتعمل .. ما انت عملت
ارخي قبضته .. و هتفها بلؤم .. و انا عملت ايه يعني .. قام ب جذب خصله من شعرها .. كان بامكاني اعمل اكتر من كده .. بس قولت بلاش
حقير .. رددتها و هي تدفعه عنها ..

منصحكيش انك تشوفي حقارتي .. ثم جذبها من خصرها حتي الصقها به .. ابتعدت ب وجهها و صدرها عنه و اطبقت عينيها ب شده و هتفت من بين اسنانها ابعد عني ..
يد تطبق ع خصرها ب احكام و الاخري سارت علي منحنياتها ب وقاحه .
اتسعت عيناها من وقاحته و قبل ان ترفع صوتها التهم شفاهها ب قبله اخرستها ..
ب عين مغمضه و ب عالم أخر لا ينتبه ل مقاومتها ولا لدموعها ..
لحظات و فاق من حالته .. استند برأسه علي جبينها كي يلتقط انفاسه ..
دفعته ب قوة فارتد للخلف علي اثرها نظرا لحالته ..
رمش ب عينيه عده مرات بعد ما انتبه ل نفسه و زفر ب حنق ثم رفع رأسه ب شموخ و ولاها ظهره و اتجه ب خطوات ثابته للخارج ..
صفعت الباب ب قوه بعد خروجه .. و استندت ب رأسها ع الباب و علي صوت بكائها و صوت يملؤه النحيب اخذت تردد ربنا ينتقم منك ....
.............................

دلف غرفته ب خطي سريعه و صفق الباب .. وقف في منتصف الغرفه ب اعين متسعه و وجهه محتقن و انفاسه متصاعده ..
استدار ب جسده و اتجه صوب المرآه .. وقف امامهاا و صدره يعلو و يهبط ب وضوح .. مسح ب كفه علي رأسه .. ثم تمتم ب تأنيب " سيبت نفسي كده ليه .. غبي .. انا ناقص اقولها اني بحبها "
هز رأسه بالرفض .. " أحب ايه انا مستحيل اني احبها اصلا "
اطلق زفيرا محتقنا .. ثم قام ب فك ازرار قميصه و اخذ منشفته و اتجه صوب المرحاض الخاص ب غرفته ..

........._......._........_......

صباح يوم جديد مشرق محمل ب الرياح الخفيفه .. يوم روتيني كسائر الايام السابقه ...

..........._...........

في مكتب رضوان البحيري .. كان يتطلع ع بعض الاوراق و يقوم ب توقيعهاا .. و استئذنت
ليلي السكرتيره الخاصه به للدخول بعد ان قرعت باب مكتبه ب لطف ..

ليلى : مستر رضوان .. خلاص يا فندم عملت انترفيو مع كذا بنت و لقيت واحده مناسبه متخرجه من معهد حاسب ألي و معاها كورسات انجليش ..
رضوان " ارتفع حاجبيه " و هتف سريعا : تمام اووي مستنيه ايه ؟!!
ليلي" بتهذيب " : مستنيه حضرتك تشوفها .. تسائلت .. عموما هي برة ممكن اخليها تدخل ؟!!
رضوان اردف قائلا : ياريت ..
اومأت ايجابا .. و قالت : ثواني يا فندم ..

شرعت للخروج .. و ما هي الا لحظات و دلفت هي و السكرتيرة الجديده ..
رضوان " و قد عقد حاجباه " " في بادئ الأمر لم يسترح ل مظهرها ..

شعرها مصبوغ ب اللون الأصفر .. وجهها لم يخلو من مساحيق التجميل * مكياج * الموضوع ب عنايه .. لا يقال عن مظهرهاا سوا انه مسموح به للسهرات و الافراح فقط ..

مساء الخير يافندم "هتفت بها السكرتيرة ب نبرة ناعمه مصطنعه و يد ممدوده ب السلام .. اردفت قائله * أنا يسرا ..

تبادلو السلام ب الايدي .. و قال ب نبرة جافه نورتي المكتب .." ثم اكمل "

رضوان : ياريت تتعلمي الشغل بسرعه من الانسه ليلي عشان خلاص مفيش وقت ...
هتفت ب نعومه مصطنعه : متخافش يا فندم انا بفهم بسرعه و ان شاء لله انول اعجاب حضرتك
نعم ؟!! قالها رضوان و هو يرفع احدي حاجبيه
"" تنحنحت "" احم .. قصدي علي شغلي يا فندم
تفحصها رضوان و هتف .. طب اتفضلو ع الشغل ياللا ..
ليلي : عن اذنك يا فندم ..

غادرا مكتب رضوان ب خطوات ثابته ..
زفر ب ضيق و تمتم ب خفوت .. شكلها مش بتاعت شغل و هتتعبني ربناا يستر بقي ..
اطبق ع جفنيه ..ثم تابع عمله ..
.......................

ب احدي الاحياء الراقيه ب القاهرة .. في فيلا جلال المنصورى " احد رجال الأعمال " لديه ابنه وحيده تدعي " سهر "
في غرفة سهر .. فتاه ب منتصف العشرينات .. تجلس امام المرآه تمشط شعرها ب عنايه .. ثم امسكت ب هاتفها و ضعطت عده مرات ثم وضعته علي اذنها ..

سهر : ياااااه و اااخيرا رديت عليا ..
المتحدث : .........
سهر ب عتاب : يعني انا كل ده موحشتكش ولا جيت ع بالك
المتحدث : ...........
سهر " ب نعومه و نبره حنين " : انت وحشتني اووي ياجو .. عاوزه اشوفك ..
المتحدث : ...........
سهر : خلاص نتغدا سوا انهارده ف النادي
المتحدث : ......
سهر : هتوحشني لحد ما اشوفك .. متتاخرش عليا سلام ..

اغلقت الهاتف و وضعته علي المنضده ثم التفتت لمرآتها و رفعت حاجبها ب اعجاب و هي تنظر ل نفسها .. تنهدت طويلا ثم اتجهت صوب خزانتها لكي تنتقي ملابسها ..
...........................

جامعه القاهرة .. في كليه التجارة .. كانت تجلس سارة مع صديقتها رغد في المقهي الخاص ب الكليه ..
رغد : لااا .. الواد ده مينفعش يتسكت عليه اكتر من كده .. قولي ل امه !!
سارة " تنهدت بضيق " : امه دي ست طيبه موت .. مستحيل تصدق عليه حاجه .. تابعت ب استهزاء .. دي مفكراه الواد المؤدب اللي مفيش منه ..
رغد : يعني ايه هتفضلي عايشه كده ؟!! حرام والله
ثم تابعت ب حزن .. والله كان ب ودي اخدك تعيشي معايا انا و امي .. بس من اخر مرة كنتي عندنا و الهمجي ابن عمك جه و اتهجم علينا و خدك غصب و امي بتقول ملناش دعوة ب حد
سارة " ب اسف " : كتر خيرها والله عندها حق .. كفايه الفضايح اللي عملها في المنطقه عندكو ..
رغد : طب و الحل ؟! ..
ساره : كلمتي خالك ب خصوص الشغل ؟!!
رغد " تنحنحت ب حرج " : احم .. خالي .. قال انا مش عاوز مشاكل
متنسيش ان يوسف ليه اسم ف السوق و معروف ..
سارة : مفيش حل اودامي حاليا غير اني اجتنبه ع اد مااقدر ..
رغد " هتفت ب مرح " : طب قومي ياللا انا عزماكي هاكلك شاورما سورى .. هتنسيكي الهم اللي انتي فيه ده
سارة .. " هزت راسها ب الرفض " لا شكرا ..
قاطعتها رغد ب حده : مفيش لا بكرة ابقي اعزميني انتي ياستي ..
و انطلقا للخارج سوياا ...
.......................

في نادي الجزيره المعروف ب المستوي الراقي لمشتركيه .. حيث لا يستطيع الاشتراك به سوا الطبقه المخمليه .. قديما كان يشتهر ب انه نادي الخديوى الرياضي ..
تجلس سهر علي طاوله في المطعم الموجود ب النادي .. في انتظار يوسف .

احد العاملين بالمطعم : تؤمري ب حاجه تانيه يا فندم غير القهوة ؟
سهر زفرت ب ضيق و هتفت ب تكبر : لأ

اخذت تفرك كفيهاا ب ضيق تارة .. و تنظر ب ساعه يدها تاره اخري ..
حتي شاهدته يدلف ل داخل المطعم يتجه صوبهاا حتي انفرجت اساريرهاا ..
اقبل عليها .. ب ملامح متهكمه .. نزع نظارته السوداء و رمقها بلا مبالاه ..
ازاحت كرسيها و نهضت عن مكانها ل تلقي عليه التحيه
ازيك يا جو " تمد يدها "

يوسف " ب تهكم" : تمام .. ازيك انتي ؟ ..

و جلس علي كرسيه .. و اخد يتجول ب عينيه في المكان ..

سهر : وحشتني اووي .. " نطقت بهاا و هي تناظره ب وله "
يوسف : ........
سهر : ايه يا جو .. هو انا موحشتكش ؟! ده احنا تقريبا بقالنا شهر و نص مش بنتكلم !!
يوسف قال ب ثبات : ليه بتقولي كده ؟! ..كل الموضوع بس بالي مشغول ب الشغل و كده.
سهر : جو انت هتعرفني امته ع مامتك ؟!. نفسي اتعرف عليها اووي و اتعرف ع اخواتك ..
يوسف زفر ب ضيق و هدر : مش وقته مش وقته
سهر هدرت ب غضب : اومال وقته امته يا جو ؟! .. ايه المشكله اما اتعرف عليهم ؟! .. ما انا خليتك تتعرف ع بابي ..
قال ب برود : انا مطلبتش اني اتعرف عليه انتي اللي جبتيه النادي هنا و عرفتيناا ببعض
و بعدين انا مقلتش ان فيه مشكله انك تعرفي اهلي بس مش وقته .. مضغوط في الشغل و ع اخري ..
سهر : بقالنا سنتين مع بعض .. و طول السنتين كنت مشغول و الشغل تاعبك ؟!!
يوسف اردف ب ضيق : يوووه مش هنخلص احنا هنتغدي ولا هنعكنن ع بعض ؟!

اشاحت ب وجهها بعيدا .. لم يعيرها انتباهه .. امسك ب قائمه الطعام الموضوعه علي المائده امامه .. و قام ب النظر بها سريعا و اشار ل احد العاملين ..
هاخد ستيك ب صوص المشروم و اسباجيتي
اتجه بحديثه صوب سهر .. هتطلبي ايه ..
نظرت له طويلا و هتفت .. زيك


.. في شقة جمال ..
يووووه انتي كل ما تشوفيني تعكنني علياا ؟! .." قالها جمال ب نبرة غضب عاليه " ..
هايدي " ب نبرة انكسار " : يعني انا اما اقولك تعالي كلم اهلي ابقي انا كده بعكنن عليك !!
جمال " زفر ب ضيق " : خلااص يا هايدي بقي و النبي قصري كلام في ام الموضوع ده .. خليناا مبسوطين بقي ..
هايدي " ب نبرة مهتزه يكسوها نحيب مكتوم " : ارجوك يا جمال انا اعصابي تعبت م الموضوع ده .. ماما بقت بتشك فيا و يوسف لو عرف حاجه زي دي هيقتلني ..
جمال : يا ستي قولتلك هاجي .. بس مش دلوقتي خلصي سنه رابعه بتاعتك دي و انا ابقي اجيلك ارتحتي يا ستي ..

رمقته هايدي ب حزن ممزوج ب الألم .. بعد ما اصيبت ب خيبه امل منه ، بلا شك ليست المرة الاولي ل حديثهما بشأن هذا الموضوع .. و لن تكون الأخيرة .. استسلمت ل لأمر بشكل مؤقت .. ف هي ل لأسف تورطت معه ....
................
.. ب المساء ..

توجهت سارة ل غرفه هايدي .. قامت ب قرع الباب ب خفه ، هتفت من خلف الباب ب انها تود الجلوس معها قليلا
نهضت هايدي من مضجعها و الدموع تنهمر علي وجنتيها ، اخذت منديلا ورقيا من حقيبتها و شرعت ب مسح دموعهاا و هتفت .. حاضر هفتح اهوو ..
اتجهت نحو الباب و فتحت ل سارة ..
سارة " ب حرج " : انتي كنتي نايمه ولا ايه ؟
هايدي " ب نبرة متعبه " : لا ابداا انا كنت قاعده ع السرير بس ..
ضيقت سارة عينها بتساؤل و هتفت : مالك وشك متغير كده ليه ؟!!
هايدي " ب نبرة مهتزه " : ها ، لا مفيش .. يمكن ارهاق او شكلي داخله ع دور برد !!

اقتربت من وجهها و مدت يدها تتفحص حرارتها .. و قالت ب مرح و ضحكه خفيفه : يااااه ده انتي مش سخنه خالص ..
ضربتها هايدي ب كفها علي كتفها و هتفت : خفه اووي البت .. يوم ما تشتغلي حد هتشتغليني انا .
اتجهاا صوب السرير .. و توسطت هايدي السرير و جلست هايدي ب جانبها ع الطرف ..
انتي حلوة اووي يا سارة و رقيقه .. كان نفسي اكون زيك كده ..
ساره " ابتسمت ب عذوبه " : و قالت انتي حلوة اووي .. و أحلي مني
نطقت هايدي ب مرح : بتجامليني .. ماشي يا ستي مقبوله ..
هتفت سارة ب نبره جاده : ابدا و ربنا انا بقول الحقيقه
حتي لو انا حلوة زي ما بتقولي .. كون ان انا مريضه سكر .. ده بيخلي اي حد يبعد عني .. حتي لما يتقدملي عريس و يعرف ان عندي سكر .. ميجيش تاني و يقول كل شئ قسمه و نصيب ..

تنهدت هايدي تنهيده طويله و نظرت لها بعطف ، ربتت علي كتفهاا ب حنان .. و قالت ب صوت هادئ " و هو من امته المرض ده عيب او مشكله .. دي حاجه من ربنا و مينفعش نعترض عليها .. مش ذنبك انك قابلتي متخلفين احبطوكي و عقدوكي .. اكيد ربنا شايلك الأحسن و بكرة تقولي بنت عمي قالت ..
نظرت لها هايدي طويلا .. و قالت ب يأس يكسوه الاستهزاء .. الأحسن .. هه .. سكتت لحظه ثم هتفت ب لامبالاه و مرح مصطنع
بقولك ايه ما تيجي نشغل اغاني و نرقص !!
هتفت سارة ب رقتها المعهوده .. بس انا مبعرفش ارقص
تحدثت هايدي ب حماس : انا هعلمك ..

نهضت من مكانها و أمسكت ب هاتفها ضغطت عده ضعطات عليه .
ثم قامت ب الضغط علي زر ارتفاع مستوي الصوت و وضعته علي المنضدة و جذبت سارة من السرير و اخذا يتمايلان ب خفه و مرح علي صوت الأغاني ..
................

دلف الي المنزل ليلا .. تجول ب عينيه بحثا عن شخص معين و لم يجده .. توجه ل أمه و التي كانت تجلس تشاهد التلفزيون ..

يوسف " ب نبرة مرهقه " : مساء الفل يا امي
أميمه " ب نبرة راضيه " : مساء الرضا يا قلب امك ..
" ثم تابعت " .. مجتش تتغدا ليه ؟
يوسف : اتغديت برة و اتعشيت كمان ..

اومات ب راسها و وجهت انتباهها ل لمسلسل الذي تتابعه ..
تنحنح " ثم قال ب تساؤل "

يوسف : اومال انتي قاعده لوحدك ليه ؟!! هايدي فين ؟
أميمة : هايدي فوق في اوضتها .. " لم تشيح نظرها عن التلفاز "
يوسف تنحنح و قال : اااا طب و سارة ؟!!

استدارت ب راسها صوبه و نظرت ب مكر ثم قالت ..

أميمة : قاعده مع هايدي في اوضتها ..
يوسف ردد ب حرج جلي : انا بسأل بس لانهم سيبينك قاعده لوحدك ؟!

لم ترد عليه اكتفت ب النظر اليه ..
مجتنبا لنظراتها .. هتف ب صوت متحشرج

يوسف : انا طالع اوضتي
أميمه : ماشي يا حبيبي

صعد الدرجات ب خطي سريعه .. وقف عند باب غرفه اخته .. و سمع صوت اغاني و صوتهم المرتفع .. اقترب من الباب و اخذ يتسمع عليهم .. ود لو كان ب امكانه ان يراها و هي ترقص و تضحك .. نادراا ما يري ابتسامتها ..
" اللعنه عليك يا يوسف .. و كأن ليس لك شأن ب عبوسها و حزنها !! "
استقام ب وقفته .. نفض عن رأسه و سار ب خطي ثابته ل غرفته ...
................................

. .........

ب أحدي مراكز التجميل المشهورة ب القاهرة .. ب قسم العنايه ب البشرة و الأظافر .. توجد سهر مع صديقتهاا المقربه روجين ..
تجلس سهر علي كرسي من الجلد الأسود و ترجع ب ظهرها للخلف ب شكل مريح .. و كذلك صديقتها روجين أخذت نفس الوضعيه علي كرسيها ... تقف امام كلاهما فتاتان مختصتان ب عمل الأظافر ..
سهر " ترمق صديقتها ب حيرة "

سعر : مش عارفه يا روجي بقيت حاسه انه بيتهرب مني ..
روجين " رمقتها ب ثقه " : مش قولتلك ان يوسف ده مش بتاع جواز و الحوارات دي ..
سهر " اعتدلت ب جلستها ل الامام " : لا متقوليش كده .. انتي عارفه اني بحبه و هو كمان بيحبني ، هو اصلا هيلاقي واحده زيي فين " علت نبرتها ب تباهي "
روجين " و قد نفذ صبرها " : تقدري تفهميني لما هو بيحبك .. مبيجيش يتقدملك رسمي ليه ؟!! " ثم تابعت " يا سو انتو بقالكو سنتين مع بعض ، " اردفت ب استهزاء " ايه لسه بيكون نفسه ولا معندوش فلوس ؟!

أشاحت ب بصرها عنها بعد ما زفرت ب اختناق من حديثها .. ثم هدرت بها "

سهر : دلوقتي شوفيلي حل .. اعمل ايه معاه و ارجعه مهتم بيا زي الاول ازاي ؟؟ .. ده حتي مش راضي اني اتعرف ع أهله .. تصورى ؟!!

نظرت لها نظرة ذات مغزي و أردفت ..

روچين : لو هو مش راضي ، فاجئيه انتي ..

اعتدلت ب جلستها صوبها و نطقت ب بلاهه ..

سهر : يعني ايه ؟!
روجين ب دهاء : يعني روحي انتي .. قال ايه وحشك و عايزه تطمني عليه .. " ثم غمزتها ب عينها "
سهر اعتدلت ب جلستها ل الامام .. و نظرت ل حالها ب المرآه رفعت احدي حاجبيها ب اعجاب ل فكرة صديقتها .. طب والله فكرة ..
................

لحق بها علي الدرج الخارجي ل المنزل بعد ان تعمد التأخر ب ذهابه الي الشركه ..
يوسف هتف " ب نبرة مرتفعه قليلاا " : استني ..

اغمضت عينيها ب ضيق و أطبقت علي شفاهها ثم استدارت ب جانبها له ..
سارة ب نبره ضيق : انت لسه مخرجتش ؟!!
يوسف بعد ان اقترب منها و صار ب جوارها .. كذب و قال : لا راحت عليا نومه

استبقته ل الاسفل ب خطي متعجله .. لحق بها .. و قال ب نبرة حاده

يوسف : انا مش قولتلك استني ..
سارة عقدت ذراعيها امام صدرها : انا مش عايزه استناك ؟! ايه هو كله ب الغصب عندك ؟! ..
يوسف احتد صوته و احتقن وجهه قليلا .. هدر بها : اصطبحي و قولي يا صبح .. الحق عليا كنت عاوز ارحمك من التكسيات و اوصلك ب طريقي ..
سارة : لا شكرا مش عاوزه توصيله .. " هتفت ب رفض "

رمقها ب غضب .. ثم تركها و ذهب لل جراج كي يخرج سيارته ..
استغلت انشغاله .. و شرعت ب الذهاب سريعا و اخذت تبحث عن اي سيارة أجره .. وقف ب سيارته امامها .. انزل زجاج السيارة و أخفض ب راسه ل يحدثها .. اركبي ..
رمقته ب عدم اكتراث و هزت راسها نفيا ..
زفر غيظا .. ترجل من سيارته ب غضب .. و استدار صوبها .. تنهدت ب ضيق حين رؤيته و هدرت ب اختناق " قولت مش هركب "
جذبها من كفها ب عنف و قام ب فتح باب السيارة و دفعها ل لداخل رغما عنها .. و اغلق الباب ..
تلوت في مقعدها .. زفرت ب حنق .. انتظرته حتي دلف ل السيارة .. و جلس علي مقعده .. اخذت تضربه ب غيظ علي كتفه .. و هي تردد ب غضب : انت ايه ؟ معندكش احساس .. قولتلك مش عايزه اشوفك و بردو بتجبرني ع شوفتك .. قولتلك مش عاوزه اكلمك و بردو بتجبرني أكلمك و مش عوزاك توصلني و بردو بتجبرني علي كده ...
يوسف مسك يدها .. و هدر بها : صوتك علي و ايدك طولت !!
سارة ب نفس نبرة صوته هدرت : أكيد مش هسيبك تستضعفني يا يوسف تاني !!

مسح ب كفه علي ذقنه .. ثم حدثها ب نبرة وعيد و وقاحه

يوسف : تحبي اوريكي قوتي و جبروتي ؟!
سارة تلجلت قليلا و اهتزت نبرتها : مش هديك الفرصه ..
يوسف ب ثبات ممزوج ب وقاحه : و هو فيه احسن من كده فرصه !! انا و انتي لو حدنا ف العربيه .. " ثم تابع غامزا " .. ولا تحبي اخدك الشقه بتاعتي ؟ ..
سارة : وقح .. " هتفت بها بعد ان اشاحت وجهها ب غضب عنه " ..

ترك يدها .. تنهد قليلا .. مسح ب كفيه علي وجهه ب غضب .. ثم اردف ..

يوسف : أنا كنت عايز اوصلك و بس !! انتي اللي بتستفزيني ..

لازالت علي وضعها تنظر ل لجهه الأخري ..

يوسف تنحنح و قال ب تساؤل : فطرتي !!؟
سارة لم ترد عليه : ......

خبط ب كفه علي كتفها ب عنف .. توجعت هي علي اثرها .. ثم جذبها من شعرها و قال ب نبرة حاده

يوسف : اما أكلمك تردي عليا احسن لك .. كام مرة هفهمك كده ولا انتي مبتفهميش الا ب الاهانه ؟!..

رمقته ب حزن .. و لم تجيبه ..
اطبقت علي جفنيها كي لا تبكي .. و عضت علي شفاهها ..
تأملها قليلا .. وجهها ب يده بعض الخصلات تقع علي عينيها المطبقه ب شكل جميل .. تعض علي شفاهها ب شكل مثير غير مقصود ..
محدثا نفسه .. " و اأأه من شفاهها " يا الله ...
تركها .. ثم اعتدل في جلسته و اعتدلت هي الأخري ..
هدر بها .. اربطي الحزام .. استجابت ب بطئ .. و انطلق يوسف ب القياده ..
........................................

ب مكتب " رضوان "مكتب " ب شركه الزيني "
يرفع سماعه هاتف المكتب .. و يتحدث مع سكرتيرته الخاصه ..
رضوان : يسراا .. هاتي الورق اللي عندك عشان اوقعه ..

دقيقه و دلفت يسرا ل داخل مكتب رضوان بعد ان قرعت الباب ب لطف ، تحمل بعض المستندات ب يدها مرتديه ملابس تبرز منحنياتها ب دقه .. لا تليق ابدا ب االعمل
رمقها رضوان من اعلاها ل اسفلها ب نفاذ صبر .. و هتفها ..

رضوان : انسه يسرا .. قولتلك قبل كده الهدوم دي مينفعش تيجي بيها الشغل .. ليه مش عامله اعتبار ل كلامي ؟!
يسرا ب حزن مصطنع : يا فندم كل الهدوم اللي عندي كده .. بس اوعدك هحاول اظبط ف لبسي عشان حضرتك ..
رضوان رفع حاجبيه ب ذهول و اردف ب تساؤل : عشان حضرتي ؟!
يسرا هتفت بدلع : قصدي عشان الشغل و حضرتك يا فندم ..
رضوان رمش ب عينيه ثم تحدث ب ثبات : هاتي الورق امضيه ..

اقتربت من المكتب .. اتجهت صوب كرسيه ب خفه ثم مالت ب وقفتها و شرعت ب فتح المستندات و اخرجت منهم الورق ل التوقيع
توتر من قربها ب هذا الشكل و طريقه وقفتها بجواره .. زاغت عيناه و اخذ يبتلع ريقه ب صعوبه بلل شفتاه ب طرف لسانه ..
نظرت له بعدم فهم مصطنع ..

يسرا : فيه اي مشكله يافندم ؟ ..
رضوان ارخي ربطه عنقه قليلا و قال ب تلعثم : لا مفيش ..

علمت ب نجاح خطتها و انها تسير ب خطي ناجحه ل تحقيق مخططها ..
كان ب حال لا يحسد عليه .. شرع ب فحص الاوراق بعد ان غض بصره عنها و اردف ب نبرة جافه .. اتفضلي روحي انتي ع مكتبك ..
استقامت ب وقفتها و أومأت ب رأسها ايجابا .. و غادرت الغرفه بخفه ..
تنفس الصعداء لخروجها .. و تمتم ب خفوت و قلق .. شكلك مش هتجيبها ل بر يا يسرا ...
...................................

ترجلت سهر من سيارتها .. بعد ان استدلت علي المكان من احد المارة ..
صعدت الدرج الرخامي ب خطي ثابته .. استندت قليلا علي الباب .. اطلقت تنهيده طويله .. ثم قرعت الجرس ..
ب داخل المنزل .. الست أميمه كا عادتها ب المطبخ تساعدها الحاجه فاطمه ب أعمال المنزل ..
سمعت الحاجه فاطمه صوت قرع الجرس .. لفت الحجاب علي رأسها جيداا .. و اتجهت صوب الباب .. و فتحته ..
وجدت فتاه طويله ب شعر مموج * كيرلي * و ملابس ملفته جداا من وجهه نظرها ..

فاطمة هتفت ب فضول : خير يا بنتي عايزه ايه ؟!
سهر تحدثت و عينيها ل داخل المنزل : يوسف .. يوسف هنا ؟!!
أميمه من داخل المطبخ ب صوت عالي : مين يافاطمه ؟
فاطمة هتفت و هي في مكانها : دي واحده كده عايزه الاستاذ يوسف ..!
سهر تضايقت منها و قالت ب تكبر موجه ل فاطمه : انتي بتشتغلي هنا ؟!

لم ترد عليها .. بل اشارت ب ذراعها لها ب الدخول .. و هتفت ..
الست الكبيره .. هتيجي اهي .. و اوصلتها الي الصالون " مكان خاص ب الضيوف "
جلست ب اريحيه علي كرسي الصالون المدهب .. و اخذت عينها تتجول علي المنزل ..
حضرت أميمه مرحبه بها : ازيك يا بنتي
عرفت ع الفور انها والده يوسف .. الشبه بينهم كبير ..
نهضت عن مكانها و القت عليها التحيه ..

سهر : ازي حضرتك ؟
أميمة : اقعدي يا بنتي .. كنتي عاوزه يوسف ابني ؟
سهر تنحنحنت : احم .. ايوة ..
أميمة : حضرتك مين يا بنتي ؟ انا اول مرة اشوفك ..
سهر : أنا سهر ابقي .. " ابتسمت ب عذوبه " ابقي حبيبه يوسف ..

تبدلت ملامح أميمه كليا .. و اعتدلت ب جلستها ..
عقدت حاجبيها ب فضول .. و تحدثت

أميمة : يعني ايه ؟!
سهر : ايه يا طنط .. هو مقالش ل حضرتك علياا ؟!
أميمة احست ب الحرج : لأ ازاي ، اكيد قالي بس انا اللي بنسي !!
سهر : هو مش هنا يا طنط ولا ايه ؟!
أميمة : لا يا حبيبتي هو ف الشركه دلوقتي ..
سهر تنحنحت ب حرج و احست ب انها غير مرغوب بها .. نهضت عن مكانها : طب انا اسفه يا طنط فكرته هنا .. همشي انا بقي و ابقي اكلمه ..
أميمة : لا ازاي طبعا .. استنيه يا حبيبتي .. ع ما يجي ..
سهر ب امتنان : ميرسي يا طنط ..
اميمه ب اصرار : لا والله لازم تستنيه و بالمرة نتغدا كلنا سواا

لم تستطع مقابله اصرارها ب الرفض .. ف عاودت الجلوس مرة اخري .. في انتظار يوسف .. او ب المعني الأصح .. رد فعل يوسف ..
.........................

كانت شارده ب ملامح منزعجه تسير علي غير هدي ب الجامعه .. عند " الباركينج الخاص ب الكليه "
كان يخرج ب سيارته " معتز الحوفي " معيد ب الكليه ..
لم ينتبه لها تفاجأ بها تقف امام سيارته .. كاد ان يصطدم بها .. و لكن .. لحق الامر ..
ترجل من سيارته ب غضب .. و استدار لها .. كانت جالسه علي ركبتيها تلملم كتبها و أغراضها ..
نظر صوبها ب غضب .. كاد ان ينطق .. فاجأته ب رفع رأسها ..
ألجمته عن الحديث .. اقسم ب انه لم يري جمال كهذا من قبل .. لم ينتبه ل حالته جلس مقابلها يجثو علي ركبتيه ..
قالت ب خفوت" انا اسفه مكنتش واخده بالي ..
ناظرها ب وله و ب نبرة ناعمه " انا اللي اسف ..
نهضت عن مكانها بعد ان لملمت اغراضها .. و رمقته ب ابتسامه عذبه و اتجهت ل الداخل ..
التقت ب بعض زميلاتها و القت عليهم التحيه .. و اكملت طريقها ...
اما عنه هو مازال مكانه يشاهدهاا و هو شارد الذهن .. ظل يتتبعها حتي غابت عن عينيه ..
.....

رأيتُها ب العُيون الزرقِ ترمُقُنِي ف أغرقتني و ما للبحرِ شُطئانُ
ألا ف جودي على عيني ب مبتسِمٍ و نظرةُ العين هذي منك إحسانُ
" آه و آه من عاشق مجنون يرهقني بعشقه "


سار صوب زميلاتها اللاتي ألقت عليهم ساره التحيه ..
و قال ب ابتسامته المعهوده : مساء الخير يا بنات !!
رمقته الفتيات ب وله و فم مفتوح .. ف كل الفتيات او ب الاصح معظمهم يتمنون ان يرمقهم معتز الحوفي ب نظرته الجذابه و ابتسامته العذبه ..
تحدثو " ب نفس واحد " : مساء النور يا دكتور
انتبه ل حالهم .. ف تنتحنح و قال ب حرج و هو يحك انفه ب أصبعه : احم .. ممم كنت عاوز اسالكو عن حاجه ..
قالت احدهماا ب نبرة حماسيه : أكيد .. اتفضل يا دكتور ..
" قال ب نبرة تساؤل لا تخلي من الحرج " اﻻنسه اللي سلمت عليكو من شويه دي تبقي مين ؟!
نظرن الفتيات ل بعضهم ب استغراب .. ثم نطقت أحدهم .. قصد حضرتك سارة الزيني ؟ ..
لوي فمه و رفع حاجباه دليل علي عدم معرفته : معرفش انا اللي بسألكم مين دي ؟!
قالت احدهما : مش اللي شعرها أصفر و لسه داخله دلوقتي ؟ ..
تحدث مسرعاا : أيوة هي .. مين دي و في سنه كام ؟!!
تحدثت احدي الفتيات : دي سارة الزيني في سنه تانيه مدرج ج مع بنت خالتي في المدرج بتاعهاا ..
كانت عايشه برة و حولت السنادي اما نزلت مصر تقريباا
رمقهم أمير " ب رضا " بعد ان حصل علي ما يريد معرفته .. اومأ ب رأسه لهم ..
و سار ب خطوات مستقيمه ل الداخل ..
تسائلت الفتيات فيما بينهم : يا تري بيسأل عليها ليه ؟!!
ردت الأخري : و دي عايزه كلام .. اكيد عجبااه " و لوت فمها ب تحسر "
تنهدت احدهماا و تحدثت ب وله : هييييييح يا بختها ...

.......................

ترجل يوسف من سيارته .. ضيق عينيه عند رؤيته ل تلك السيارة الحمراء المركونه امام المنزل .. استدار حولها ب غضب تأكد انها سيارة سهر .. جذب ب انامله خصلات شعره بعنف .. ثم ضرب ب قبضته علي مقدمه السيارة وةاتجه صوب الدرج الرخامي الخارجي ل المنزل و صعده ب خطي مسرعه ... و لج ل المنزل و اخذ يبحث ب عينيه عنهاا .. استوقف ب نظره علي الصالون .. اعتدلت سهر ب جلستها عند رؤيته و رمشت ب عينيهاا مرات متتاليه .. اتجه صوبها ب خطوات ثابته و هو يصر علي أسنانه من الغضب ..
استقطعته امه و هي تحدثه " ب برود متعمد "

أميمة : ايه مش هتسلم علي سهر ؟..
يوسف اقترب من سهر و هو يعقد حاجباه و قد اصابه الغضب " مد يده " : ازيك يا سهر ؟ ..
سهر انتفضت عن مقعدها " و قالت ب نبره مهتزه و هي تبادله السلام" : تماام

ظل ممسكا ب يدها يعتصرها .. حتي وضح علي ملامحها الوجع .. لاحظت اميمه ذلك .. ف هتفت ب عدم فهم ..

أميمة : فيه حاجه ولا ايه ؟!
يوسف تحدث من بين أسنانه و نظره مثبت علي سهر بعد ان ترك يدها : لا مفيش ..
أميمة عاتبته : مش تقولي يا يوسف انك مرتبط ب واحده و هتخطبهاا ؟ ..
يوسف زفر ب ضيق و اشاح ب كفه ل امه : " مش وقته يا ماما .. مش وقته ..
أميمة نهضت من مكانها ب انفعال ثم قالت ب انزعاج موجه له : عموما كلامنا بعدين .. انا قايمه احضر الاكل عشان سهر هتتغدا معانا انهارده !!

غادرت الغرفه متوجهه صوب المطبخ ب خطوات سريعه مستقيمه ..
احتقن وجهه ب الدماء و قبض علي ذراعها ب انفعال ..

يوسف : ايه اللي جابك هناا ؟! بتتحديني !!
سهر تحدثت ب وجع : اااه ايدي .. وجعتني .. سيبني بقي ..

دفعها ب قوة ارتدت علي اثرها ل الخلف ..
أكملت ب لهجه مستنكرة

سهر : و ايه المشكله اما أجي و اتعرف علي اهلك !! .. انا عملت ايه غلط ؟!
يوسف هدر بها ب غضب و هو يشيح ب يده : لما تكسري كلامي و تيجي بيتي من غير معرفتي و تحكي ل امي ع اللي بينا .. يبقي ده مش غلط !! اومال الغلط عندك يبقي ايه !!

كانت متوجسه من رده فعله .. و لكنه عدي احتمالاتها ب مراحل .. لم هذا الغضب ..
حدثها ب وعيد .. " انتي دلوقتي تمشي و لينا كلاام بعدين " .. جذبها من مرفقها و سارا في اتجاه الباب رغما عنهاا ..
و ما زاد الطين بله .. حضور هايدي و سارة معاا .. تجمدت سارة و هايدي مكانهما عند رؤيتهم ل يوسف و ضيفته .. و ملامح يوسف لا تنم عن خير مطلقا ..
تسمر يوسف مكانه و ترك مرفق سهر بسرعه و وجه نظراته ل سارة .. رمقها ب توتر شديد .. شاهدت سهر يوسف و أحست ب توتره و نظراته المصوبه تجاه سارة .. تنفست هايدي ب عمق و هتفت ..

هايدي : ايه مش تعرفني ؟!! .. " هتفت هايدي مسرعه " .. انا هايدي اخت يوسف الصغيرة ..

توجهت سهر ب راسها ل سارة .. ف أكملت هايدي

هايدي : و دي سارة بنت عمي .. " ثم تابعت ب استغراب و تساؤل " مين حضرتك ؟! ..

قامت سهر ب شبك ذراعها ب ذراع يوسف و قالت ب ثقه

سهر : انا حبيبه يوسف و قريب هنتخطب ..

" اتسعت عين يوسف و احمر وجهه من الغيظ .. رمقته سهر ب لا مبالاه غير مكترثه ل نظراته " ..

اما عن سارة و هايدي ارتفعا حاجبيهما ب ذهول .. و نظروا ل بعضهم ب استغراب .. في هذه اللحظه حضرت أميمه من المطبخ ..

أميمة : ايه انتوا جايين مع بعض ولا ايه ؟! " وجهت حديثها صوب هايدي و سارة "
هايدي : لا احنا اتقابلنا تحت و طلعنا سوا
أميمة هتفت ل يوسف ب نبرة جافه : عرفت البنات علي ضيفتك ولا لسه ؟! ..
هايدي : اه يا ماما خلاص اتعرفنا ..
أميمة هتفت : طب ياللا عشان هنتغدا سواا .. خد ضيفتك و قعدها يا يوسف ..
هايدي : انا هروح اشوف اي حاجه اشربها عشان دايخه اووي ، " توجهت للمطبخ "

أصرت سارة الصمت .. رمقت يوسف ب احتقار .. ثم صعدت الدرج الداخلي للمنزل .. متجهه صوب غرفتها ل تبديل ثيابها ..
.........

في منزل رضوان البحيري ..
كان رضوان يجلس علي الاريكه المقابله ل التلفاز ب اريحيه ..
حضرت اروي و جلست ب محاذاته ..

أروي : بتتفرج ع ايه يا حبيبي ؟
رضوان لم يشيح بصره عن التلفاز : انتي شايفه ايه ؟
اروي : ايوة عارفه انه ماتش قصدي مين بيلاعب مين يعني ؟ ..
رضوان ب مرح و شماته : برشلونه واخده الريال ورا مصنع الكراسي و عامله معاه الصح
اروى تسائلت ب اهتمام : مين فيهم برشلونه و مين فيهم الريال ؟!!
رضوان يشير ب سبابته : بصي يا ستي اللي لابس ازرق غامق ده برشلونه و اللي لابسين ابيض دول الريال ..
اروي : طب و مين الاحسن فيهم ؟ ..
رضوان ب ثقه و تباهي : طبعا برشلونه ..

جلست تشاهد معه المباراه في صمت .. و بعد انتهاء المباراه ب فوز فريقه المفضل التفت له مقهقها ب شده ..

رضوان : مش قولتلك برشلونه هتقطع الريال انهارده ..
اروى هتفت بنعومه :ةمبروك يا حبيبي

انتبه لها و اخيراا ..

رضوان : بس اي الحلاوة دي !! ..
اروى قوست فمها ب تهكم : اول ما اخدت بالك .. ده انا قاعده جمبك بقالي اسبوع
رضوان هتف بمرح : معلش يا روحي انا ساعات بيتعمي ع قلبي .. العيال نامت !!
اروي ب ابتسامه خجوله : اه
رضوان ضحك ب خفوت و غمزها : طب ايه !
اروى ردت ب بلاهه : ايه ؟!
رضوان : قومي اعملي لناا شاي و تعالي اقولك .. طب ايه
..........

في فيلا المنصوري .. في غرفه سهر .. كانت تتحدث عبر الهاتف مع صديقتها روجينة..

سهر : بس يا ستي و اتغديناا و مكنش مديني وش طول ما انا قاعده .. حتي اما روحت موصلنيش
روجين : .......
سهر : انا مش هسيبه .. هو مش ب مزاجه يعلقني بيه و بمزاجه ينهي اللي بينا .. ثم انا عايزه اتاكد ف حاجه بينه و بين بنت عمه ولا لا .
روجين : .........
سهر : انتي لو شوفتي بصاته ليها كنتي هتفهمي انا قصدي ايه .. ده منزلش عينه من عليها ولا كاني موجوده ..
بس مامته طيبه و تقريباا اقتنعت بيا و رضيت بالأمر الواقع ..
روجين : ......
سهر : انا بكرة لازم اقابله و اعرف اخرته ايه معايا .. و ايه حكاية البت بنت عمه دي ..
روجين : ........
سهر : ولا حلوة ولا حاجه .. عاديه يعني ، هي بس عنيها زرقا .. و ممكن تكون عدسات كمان .. عاديه جدا ..
روجين : ......
سهر : ماشي يا حبيبتي .. اشوفك بكرة في النادي و نكمل كلامناا .. good Night

...القت الهاتف بةاهمال علي المنضدة .. توسطت سريرها .. كي تخلد للنوم ..
.......

دلف اللي المنزل ب ساعه متأخرة من الليل .. وجد المنزل هادئ .. صعد الدرج الداخلي ب تملل و يده تستنده ع سور الدرج .. وقف في منتصف الردهه .. ثم سار ب خطوات مستقيمه صوب غرفه سارة .. ظل واقفا امام الغرفه بعضا من وقت .. التفت يمينا و يسارا .. اطمئن ب أن لا يوجد احد .. ضرب الباب ب ضربات خفيفه .. كانت مستيقظه تقوم بعمل بحث من علي الانترنت ..
سمعت صوت طرقات علي بابها .. نهضت من سريرها ب تملل .. محدثه نفسها "ع اساس هايدي راحت تنام يعني " ايه جابها دلوقتي "
فتحت الباب .. اصطدمت ب وجوده ..

سارة هتفت ب جفاء : خير فيه ايه ؟
يوسف رد ب تساؤل : كنتي نايمه ؟!!
سارة جاوبته ب استهزاء : متهيألي ده وقت نوم يعني .. مش محتاجه ذكاء يعني ..
يوسف تنهد ب نفاذ صبر " انتي الكلمه عندك ب موشح .. ايه ؟!!
سارة اطلقت زفيرا محتنقا و هتفت ب ضيق : خيير !!
يوسف تلجلج في الحديث : مفييش انااا كنت ..حك كفه ب مقدمه راسه .. مفيش حاجه بيني و بين سهر !
سارة هزت راسها ب عدم اهتمام : و انا مالي ب اللي بينك و بين سهر ؟! ..
يوسف هتف ب تذمر : و لما هو مالك اتضايقتي ليه !!
سارة رفعت احدي حاجبيها ب تعجب : ااتضايقت !! ..
لا يا يوسف انا مضيقتش .. في فرق بين اني اضايقت و اني احتقرتك ..
يوسف احتد صوته هتف ب نبرة متحشرجه : قولتلك مفيش بيني و بينهاا حاجه ، لزمته اي كلامك ده ؟! ..
سارة : مفيش بينك و بينها ايه !! .. يا بني دي بتقول انكو هتتخطبو قريب ..

كاد ان يتحدث قاطعته ب اشارة من يدها .. و قالت بثبات ..

سارة : انا فرحت اووي ع الاقل هتبعد عني بقي و تسيبني في حالي

يوسف مسح ب يده علي ذقنه .. و قام ب النظر ل عنقها و ما أسفله ب وقاحه .. انتبهت ل نظراته الوقحه .. ف وضعت كفها علي عنقها ..
رمقته ب احتقار و اوصدت الباب سريعاا ..
هتف من خلف الباب ب صوت منخفض مسموع لهاا ..

يوسف : براحتك ، قريب هتقعي تحت ايدي ..
سارة هتفت و هي تستند علي الباب بعد ما سمعت حديثه : وقح .. " و تعمدت ايضاحها له " ..

ارتسم علي ثغره ابتسامه واسعه .. و كأن كلمه وقح تعني له مديح او شكر ..
سار ب خطي متعجله الي غرفته ...........
........................
.....*.........

في منزل المستشار سالم الحوفي والد معتز .. يجلس هو و عائلته الصغيره المكونه من الأم امل أم معتز " ربة منزل " كانو يجلسون في الشرفه يتسامرون و يحتسون الشاي ..

أمل : ربناا مايحرمني من قعدتكو الحلوة دي ..
معتز : طيب انا انتهز الفرصه دي و اكلمكو في موضوع كده شاغلني بقاله اسبوعين اهوو ..
المستشار سالم ب صوت اجش : خير يا معتز .. ايه شاغلك ؟! ..
أمل ب نبرة متلهفه : خير يا حبيبي ؟!..
معتز تنحنح ب حرج و اعتدل ب جلسته ل الامام و هتف ب نبرة هادئه : انا قررت اني اخطب
أمل مسرعه : و اااخيراا .. هتفرح قلبي يا معتز ..
المستشار قام ب خلع نظارته و وضعها ب جانبه علي المنضده : و مين بقي سعيده الحظ دي ؟ ..
معتز : بنت زي القمر حلاوة و اخلاق .. من عيله الزيني ..
المستشار : اعرف ناس من عيله الزيني ، ابوها اسمه ايه ؟!
معتز حك ب انامله ب مقدمه راسه : مش فاكر يا بابا .. المهم عارف استاذ رضوان اللي ف العمارة اللي قدامنا ؟ يبقي ابن عمتهاا .. ياريت يا بابا تكلمه عشان يمهدلناا الامر و ناخد ميعاد ..
امل تدخلت في الحوار : استاذ رضوان و مراته محترمين و مراته بنت ناس ..
المستشار : خلااص سيبلي انا الموضوع ده و انا ب نفسي هروح اكلمه ف اقرب وقت ..
معتز : ياريت تستعجل يا بابا .. انا خايف البت تتخطب ..

قهقه المستشار عاليا و قال مداعبا له ..

المستشار : شوفي الواد مستعجل ازاي ! ..
أمل: و ميستعجلش ليه .. الواد حلو و البنات بتترمي تحت رجله .. اصلا كان نفسي انه يفكر في الموضوع ده من زمان ..
المستشار : خلااص هروح ل قريبهم ده بعد صلاه العشا و اتكلم معااه ..

اومأ معتز ب راسه و قال

معتز : متحرمش منك يا سيادت المستشار ..

غيرو الحديث ب احاديث اخري عن حياتهم و اعمالهم و غير ذلك ....

......................

قامت هايدي ب الاتصال ب جمال بعد محاولات كثيرة كانت نتيجتها عدم الرد .. لم يجيب .. ب اعين دامعه شارده .. و نغزه ب القلب .. أحست ب الضياع .. حدثت نفسها ب صوت لا يسمعه غيرها و هي جالسه في أحدي الاستراحات الموجوده ب الجامعه .. " انا اللي عملت في نفسي كده .. انا اللي خليته يدوس عليا ب جزمته .. لو الزمن يرجع بيا تاني .. عمري ما كنت افرط في نفسي " .........

في مكتب " يوسف الزيني " كان يجلس علي كرسيه يقوم ب التوقيع علي بعض الأوراق .. دخل عليه رضوان دون ان يقرع الباب او يستأذنه كا عادته ..

يوسف و هو يرمي القلم ب انزعاج : نفسي مرة تخبط عليا قبل ماتدخل ..
رضوان : انا لو عملت كده اعرف اني زعلان منك
يوسف : يااريت .. ازعل مني يا رضوان .. بص خاصمني يا اخي ..
رضوان يضرب علي كتف يوسف : والله ما تقدر تعيش من غيري دقيقه
هتف يوسف ب مرح : متهيالك ، خير جاي ليه ؟!
رضوان خبط ب قوه علي راسه و تحدث : اووف كنت هنسي انا جايلك ليه
يوسف ب تأفف : انجزز ..
رضوان وضع ساق اعلي ساق و هتف ب تكبر : جايبلك عريس ..
يوسف : نعااام ؟!
رضوان و اعتدل في مكانه و ادرك خطأه المضحك : مش قصدي انت قصدي جاي ل اختك عريس ..
يوسف تبدلت ملامحه ل الاستغراب : اختي أنا !! مين ده ؟!
رضوان : يا سيدي ده يبقي ابن المستشار سالم الحوفي راجل محترم و ليه قدره و ابنه بيشتغل معيد في كليه .. " امسك ب راسه " مش فاكر كليه ايه .. اسم العريس معتز ..
يوسف : طب يعني يعرفهاا منين ولا شافها فين ؟! ..
رضوان هز كتفيه ب عدم معرفه و قال : معرفش اكيد شافها في الجامعه ولا حاجه .. ها .. هما عايزين ميعاد بكرة كويس ؟ ..
يوسف تنهد و هتف : طيب هكلم أمي ف الموضوع و ارد عليك اما أكلمهاا ..
رضوان : تمام .. متتاخرش عليا ب الرد .. هروح ل مكتبي انا بقي .. يالا سلام ..

لم يتلقي رد من يوسف و لم ينتظره نهض عن كرسيه و نهض و سار ب خطوات مستقيمه ل لخارج .. رجع يوسف لعمله .. و امسك ب القلم و قام ب توقيع الاوراق بعد التدقق في فحصها ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي