خيال الواقع الفصل الأول
حرام عليك يا يوسف سيبني بقى ده انا بنت عمك .. ( قالتها ساره و هي تجثو على ركبتيها مترجيه يوسف ابن عمها بعد ان احتجزها في غرفه على سطح منزلهم الكبير ) .. نظر لها يوسف و قال بصوت يخلو من الرحمه .. مش هسيبك .. (. ثم تابع .) بمزاجي هسيبك .. انتي هنا لمزاجي و بس .. و اما اخد منك مزاجي هرميكي .. غير كده متحلميش .. وقفت سارة على قدميها و قد على صوت بكائها .. و قالت من وسط بكائها .. ارجوك يا يوسف ما تعملش كده معايا .. لو عايزني امشي من بيتكوا همشي بس متأذنيش بالشكل ده ..
يوسف : ( اشاح بيده وقال ) بصي يا دلوعه انتي .. انتي ملكيش الا هنا .. اهل امك و زهقو منك و ناس على قد حالهم و بعتوكي هنا يعني انتي تحت رحمتي و اللي ابوك عمله ف ابويا زمان هطلعه عليكي ..
سارة : و رحمه ابوك يا يوسف سيبني .. و انا هبعد عنك خالص بس بلاش اللي انت بتطلبه ده ..
( امسكها يوسف من معصمها بقوة وقال وهو يشيرر بسبابته لها ) ..
يوسف : ده مش طلب ده امر .. و انتي مش هتبعدي هتقعدي هنا ف البيت ده تحت رحمتي و ف ذلي ..
ثم دفعها ب يده حتي الصقها بباب الغرفه .. رفع يدها فوق رأسها و كبلهم ب يده .. و اليد الاخري اخذت طريقها الي ربطه شعرها و نزعها ومسح ع شعرها و اخذ يتحسسه و اقترب بوجهه منه و اغمض عينيه و اخذ يشم رائحه شعرها و يمسح عليه ب كفه ثم رفع ذقنها و خطف منها قبلتها الاولي رغما عنها .. ثم بعد عنها سنتيميترات بسيطه و قال ب صوت اشبه ب فحيح الأفعي ..
يوسف : انتي من دلوقتي بتاعتي .. هتعملي كل اللي هقولك عليه و كل اللي اامرك بيه مقابل عيشتك هنا و تكميل تعليمك و مش قدامك اي اختيارات تانيه هنا او الشارع ..
ثم أكمل ماكان ينوي فعله تحت بكائها ورجاء منها ب الا يفعل .. اما هو فلا يأبه بما تفعله و كأان بكائها يزيد من رغبته بها و اصراره عليها مر الوقت و هو يفعل بها ما يحلو له غير مكترث لبكائها ثم تركها و لبس قميصه و ألقي عليها بعض المال و قال ..
يوسف : الفلوس دي عشان تنزلي تجيبي هدوم .. "ثم غمز بعينه و قال " .. شفتي كل ما تبسطيني هبسطك و اديكي اللي انتي عاوزاه .. و تركهاا وحدها ..
.........................
منزل كبير ليس ب التراث الحديث .. منزل عائله حسام الزيني و الذي انتقل بعد ان توفاه الله الى اولاده (يوسف و أروى و هايدي ) .. منزل كا بقيه المنازل مريح و مبهج على الرغم من انه قديم الا انه و ما ان تراه تعرف انه من احد البيوت العتيقه الفخمه .. مزين ب التحف يتوسط المنزل صاله كبيره و العديد من الغرف .. من داخل المطبخ توجد سيده في منتصف الخمسينات حيث مكانها المفضل .. ام يوسف ..( الست اميمه) ................................
يا هايدي .. ياهايدي . يووووه نفسي مرة انده على البت دي ترد من اول مرة .. ( قالتها أميمه ام يوسف بعد ان نادت علي ابنتها الصغري ) ..
هايدي: ايووة يا مامتي انا جيت اهو .. بتندهي عليا ليه ؟ ..
أميمه : و أخيراا رديتي .. ياللا الغدا جهز اهو اندهي ل اخوكي و ل بنت عمك ..
اتجهت هايدي صوب غرفه اخيها يليها غرفه بنت عمهاا و لم تجد ايا منهم ..
هايدي : مامتي يا مامتي .. محدش منهم هنا .. " حضر بهذه اللحظه يوسف " ..
اميمه ( بتساؤل ) : كنت فين يا يوسف مشفتش سارة ؟!
يوسف : انا كنت فوق ف اوضه الحمام و هي كانت ع السطح ..
هايدي : طب انا هطلع اندهلها عشان ناكل كلنا سوا ..
وما ان همت هايدي ب الخروج حتي دخلت سارة و وجهها شاحب و ثيابها غير مرتبه و شعرها مبعثر ..
اميمه : يالهووي ايه ده يا بنتي .. مالك عامله كده ليه ؟! ..
سارة : مفيش يا طنط انا وقعت من ع السلم اللي فوق ..( و تنظر ل يوسف ب احتقار الذي يقابلها ب ابتسامه خبيثه ناظرا لها من اعلاها ل ادناها ب وقاحه ) ..
سارة : عن ئذنكو هدخل انام شويه ..
أميمه : لأ استني انا بغرف الاكل اهو عشان ناكل كلنا سواا ..
سارة : لأ مش قادرة .. الف هنا ع قلبكو .. "تركتهم واتجهت صوب غرفتها " ..
أميمه موجهه الكلام الي يوسف : اوعي تكون ضايقتها يا يوسف اوعي ..
يوسف يرد عليها ب ابتسامه ساخرة و نظرات غير مهتمه بما تقوله .. و جلس ع كرسيه و بدأ ب تناول طعامه و تليه هايدي
.. ظلت أميمه مسلطه نظراتها علي ابنها ب شك ثم تبعتهم ل تناول الطعام مستسلمه ..
............................................. في منزل رضوان البحيري
.. "" رضوان البحيري ابن عمة يوسف الزيني و زوج اخته الكبري أروى ""
منزل واسع مكون من خمس غرف .. يتوسط المنزل صاله كبيرة يوجد بها مائده الطعام و مكان جانبي للجلوس أمام التلفزيون .. حيث دلف منزله بعد أن فتح الباب ب مفاتيحه الخاصه ..
رضوان : أروي..فينك ؟ ..
أروي ( من المطبخ ) : انا هنا يا حبيبي بجهز الغدا ..
رضوان : طبخالنا ايه انهارده انا هموت م الجوع م الصبح مكلتش حاجه ؟! ..
أروي : ثواني و احط الاكل ع السفرة .. روح انت اغسل ايدك و وشك و نادي ع يوسف و روديناا ..
رضوان ( ويقترب منها ) : طب مفيش اي حاجه اتصبر بيهاا ؟! ( و يغمزلها )
أروي : لأ مفيش يا خفيف .. " ضاربه اياه بخفه علي كتفه " ..
.. " أيه ده الاكل بيتحرق " .. قالها رضوان و هو يشهق ..
قالت
هااه و هي تنظر خلفها الي الطعام علي البوتوجاز .. ليستغل انشغالها . و يخطف قبله
رضوان : ههههههه اموت فيك و انت متغاظ كده عسل يا خواتي
أروي : كل مرة بتعملها فيا و انا زي الهبله بصدق ..
و اخذت بسكب الطعام في الاطباق ل تضعه علي مائده الطعام ..
..................................... *ليلا*.. في منزل يوسف الزيني .. تحديدا غرفه هايدي .. كانت تتحدث عبر الهاتف بصوت منخفض ..
هايدي : معلش بقي يا حبيبي معرفتش اكلمك ولا ارد عليك يوسف طول اليوم كان هنا ..
المتصل : ....................
هايدي : هعوضك يا حبيبي والله .. خلاص متزعلش بقي ..
المتصل : ..................
هايدي : ههههههه طول عمرك قليل الادب ( و تضحك ضحكه مثيرة )
خلاص بكرة نتقابل بعد الجامعه ياحبيبي .. ماشي .. ياللا باي ..
و تلقي الهاتف علي السرير و تستلقي علي سريرها كي تنام ..
..................
..............................
في منزل يوسف الزيني .. من داخل المطبخ حيث توجد اميمه كا عادتهاا به ..خارجه منه تحمل اطباق الفطور كي تضعهاا علي المائده .
أميمه : هاتي المربي و الجبنه و انتي جايه من المطبخ يا هايدي ..
سارة : انا هروح اجيبهم .. ( وقفت كي تحضرهم )
أميمه .. " بعد ان اشارت لها بالجلوس ثانيه " .. : لأ خليكي قاعده يا حبيبتي هايدي اصلا ف المطبخ هتجيبهم و هي جايه ..
هايدي من المطبخ حامله الأطباق في يدها و تتجه الي المائده كي تتضعهم عليهاا ..
هايدي : هروح اصحي يوسف بقي ..
.. " انا صحيت من بدرى " .. قالها يوسف بعد ان خرج من غرفته ..
كعادته انيق كان يرتدي قميص ابيض مشمر أكمامه و بنطال من الجينز الاسود و يضع جاكيت اسود علي كتفه
اميمه : صباح الخير ياقلب أمك ..
يوسف اقترب منهاا وقبلهاا علي رأسها : صباح الفل يا أمي ..
هايدي : ايوة ما هو قلب امه و يتصبح عليه انما انا بنت الخدامه .. ( و لوت شفتيها مصطنعه الحزن ) ..
حين رأتها سارة قهقهت ب صوت عال علي منظرها .. نظر لها يوسف رافعا حاجباه ب دهشه و قال ..
يوسف : أول مرة اشوفك بتضحكي من يوم ما جيتي هناا!!
و ما ان انهي جملته حتي تلاشت ضحكتهاا و وضعت عينيها في طبقها .. و تناولو الفطور في هدوء .. ثم تذكرت سارة شيئا .. فخبطت علي راسها ب خفه و وجهت حديثها ل هايدي ..
سارة : م الحق ياهايدي ممكن تكويلي هدومي معاكي أصل انا مبعرفش أكوي ..
وقبل ان ترد هايدي سبقها يوسف كا الرعد بصوت مرتفع قائلا ..
يوسف : و هي هايدي دي الخدامه بتاعتك يا برنسيسه ؟!!انتي هنا مش ضيفه انتي عايشه معانا هنا ب لقمتك و قاعدتك و كتر خيرنا ان احنا مستحملينك ..
أميمه : بس يا يوسف .. ( ب لهجه محذره )
يوسف بعد ان عقد حاجباه و تغيرت نبرته للغضب : لا يا ماما سيبيني اكمل للبرنسيسه الكلمتين دول عشان تفوق كويس .. خداماتك و طلباتك تعمليهم ب نفسك يا دلوعه بابا ، النفخه الكدابه بتاعت اهلك دي تنسيها خالص .. " و أشار ب سبابته علي رأسه و قال " .. فهماني ؟!
سارة ( بصوت مكتوم ) : ايوة فهمت و كتر خيركو اووي انكو استحملتوني.. عن ئذنكو .. ( و همت من مكانهاا ) ..
أميمه : استني يا بنتي رايحه فين ؟ .. متزعليش و النبي و كملي فطارك ..
سارة : الحمدلله شبعت .. ( و ركضت الي غرفتهاا و اغلقت الباب بعنف)
أميمه موجهه حديثها ليوسف * بحنق * : ايه اللي انت عملته ده يا يوسف ؟! ..
يوسف * هز بكتفه * : عملت ايه هو انا اما اقول الحقيقه ابقي وحش ..؟!
أميمه : انسي بقي يا يوسف ..
يوسف ( يضرب المائده ب كفه ) : عمري ما هنسي و تحمد ربنا اني فتحتلها بيتي و مقعدها فيه .. * بعد ان احتد صوته *
هايدي تركت دور المستمعه و دخلت معهم في الحديث : بس يا يوسف والله سارة دي طيبه و كيوت اووي ..
يوسف ( و قد لوي فمه ) : هه .. كيوت .. ده انتي اللي كيوت ..
• ثم ازاح كرسيه و تابع * .. انا خارج بقي عايزين حاجه ؟! ..
أميمه ( اشاحت ب وجهها عنه و قالت بتهكم ) : شكرا
هايدي * و هي تضرب ع صدرها ب خفه ل تستعطفه * : و النبي يا يوسف وصلني في طريقك ينوبك ثواب فيا ..
يوسف : هستناكي في العربيه و اعملي حسابك اخرك عشر دقايق مش هستني كتير .
هايدي ازاحت كرسيهاا و اتجهت صوب غرفتهاا : هتلاقيني وراك على طول ..
..........................................
......
في شركة ( الزيني للمقاولات ) .. التابعه ل يوسف الزيني ..
تحديدا في مكتب يوسف ( مكتب رئيس مجلس الادارة ) مكتب علي الطراز الأجنبي ب الطابق الاخير من الشركه .. حيث كان يجلس مع رضوان المدير المالي لشركته و صديقه المميز و في الوقت ذاته ( زوج اخته ) ..
رضوان : ايه يا شريك محدش شافك امبارح ليه ولا انت كنت مشغول مع حد ولا ايه ؟ ( غامزا بعينه )
يوسف ( رفع رأسه اليه ) : مممممم حد زي مين يا ابن عمتي ؟
رضوان * و هو يحك مؤخرة رأسه * : ممممممم سارة مثلا
يوسف * ب نبرة غضب ممزوجه ب تعالي * : بتهرج يالا معتش الا دي اللي اتشغل بيها ! ..
رضوان : و متتشغلش بيها ليه ! .. ده حتي البت تقفيل اجانب صاروخ ارض جو ..
يوسف ( أصر علي اسنانه ) : احترم نفسك متنساش انك جوز اختي .. ( و امسك ب هاتفه رافعا اياه و قال ) .. ولا اتصل ب أروي اسالها اذا كانت سارة صاروخ ارض جو ولا لا .. " قالها و هو يغمز ب عينيه " ..
رضوان * ب نبره خوف مصطنعه * : لا و النبي احناااا اسفيين يا عم انا مش اد اختك و ربنا تطين عيشتي و ترجعني ل امي ب شنطه هدومي ..
يوسف * و قد رفع رأسه ب شموخ * : خلاص عفونا عنك .. و بعدين انشف شويه كده مالك نايتي كده ليه ؟.. خليلك شخصيه اودامها ..
رضوان : انا مش نايتي و انت عارف كده انا بحبها يا عديم المشاعر * ثم تابع * .. اروي دي حب عمري من و انا في ثانوي و انا عاهدت نفسي انها مش هتكون ل حد تاني غيري و فعلا بقت من نصيبي الحمد لله .. * قالها بامتنان *
يوسف * ب ابتسامه عذبه * : و انا كنت شاهد علي قصه الحب الاسطوريه دي ..
رضوان : مش ناوي تعملها بقي و تحب و تجوز بقي .. انت هتقفل ال 30 اهو ..
يوسف : احب و اتجوز .. الاتنين ( ضاحكا بشده ) انا عمري في حياتي ما هحب و يوم ما اتجوز هتجوز جواز مصالح
رضوان : مممم غريبه !! مع اني لما سارة جت و شوفت بصتك ليهاا قولت شكل ااصنارة غمزت
يوسف * اعتدل في جلسته * و قال ب نبرة جاده * : ريح نفسك يا رضوان و بطل تلقح انت عارف كويس اني مبكرهش في حياتي اد ما بكرهها هي و ابوها .. انا عمري ما هنسي اللي ابوها عمله ف ابويا زمان ولا هنسي انه سابه لما كان ف امس الحاجه ليه .. عيشت عمري اللي فات كله و انا بستني اني اواجهه و انتقم منه ع خسارتي ل ابويه و حرماني منه
بس للاسف الموت خده مني .. بس القدر باعتلي بنته عشان انتقم منه فيها و اخد حقي و حق ابويا * بنبره مليئه بالغل و الكراهيه ) ..
" رجع ب ذاكرته الي ما حدث ب الماضي " ..
من 20 سنه .. في منزل حسام الزيني ( والد يوسف ) داخل غرفه مكتب حسام الموجوده ب منزله .. كان يجلس مع شقيقه الأصغر أيمن الزيني . ( والد سارة ) ..
حسام * بصوت أجش مرتفع * : جاي تسافر بعد ما وقعت الشركه و خليت الأسهم في الأرض . طول عمرك مستهتر و مش اد المسؤليه ..
أيمن * ب نبرة جافه * : شركه ايه اللي وقعتها ؟! الشركه واقعه من زمان اصلا و السوق نايم .. " ثم أكمل كلامه " .. و بعدين طول عمري نفسي اهج من البلد دي و انت اللي خليتني اقعد غصب عني و مسكتني الشركه ..
حسام ..* بعد ان تبدلت نبره صوته للرجاء * متسافرش .و اقف جمبي و تعالي نرجع الشركه و نوقفها ع رجلها زي الاول .. انت عارف انت مش أخويا و بس ده انت اللي فاضلي من ريحة ابونا و طول عمري بعتبرك ابني و مقدرش اعيش من غيرك ..
أيمن * هز رأسه نفيا * : لا ياحسام انا قررت هسيب البلد دي خلاص ..
حسام : انا محتاجك .. * قالها بتوسل * انت عمرك ما احتجتني غير و لقتني في ضهرك .. خليك ..
أيمن * ب عمليه و قد نفذ صبره * : انا مش بقولك اني مسافر عشان اخد رأيك .. انا بعرفك و اخدت القرار خلاص .. و هاخد معايا مراتي و هخليها تولد هناك ..
حسام * و قد اصابه الغضب * : انت مبتفكرش غير ف نفسك و خلاص .. طب و اناا ؟!!
أيمن * غير مكترث بحديثه * : قول اللي تقوله .. * ثم اشاح له ب يده و نهض من مكانه متعجلا و غادر الغرفه تحت نظرات اخيه الراجيه ب بقاؤه و نظرات اخري مليئه ب الحقد من يوسف الذي كان يتنصت علي حوارهم من خلف الباب ..
" عوده للحاضر " ....
تنهد يوسف تنهيده طويله مليئه ب الضيق ..و اراح ب ظهره علي كرسيه .. زفر انفاسه ب حنق .. ثم هتف .. بعد ما مشي ابويا مستحملش انه يبعد عنه و يسيبه .. مفيش اسبوععين تلاته و جاتله أزمه قلبيه و ماات ..
رضوان : الله يرحمه و يغفرله ..
انسي بقي اللي حصل زمان انسي ..* ثم تابع حديثه * .. عمك ايمن كان طايش وقتها و اهو خلاص مات .. هتعمل ايه في سارة يا يوسف .. اوعي تنسي انها لحمك و دمك
يوسف ( مغيرا مجري الحديث ) : هنعمل ايه في الصفقه الجديده ، هندخل ولا بلاش نغامر ؟! ..
رضوان : مممممم فهمت .. انا رأيي بلاش احنا مش حمل اي خسارة اليومين دول .. ايه رايك ؟!
يوسف : هشوف و ادرس الموضوع و اقولك رأيي ..
.................
خرجت هايدى من الجامعه بعد انتهاء محاضراتها و اوقفت سيارة اجرة و صعدت بها و طلبت من السائق التوجه الى شارع ....
وقف التاكسي امام احدى البنايات ..
هايدي للسائق : حسابك كام يا اسطى ؟
السائق : 20 جنيه استاذه ..
هايدي : اتفضل ..
و ترجلت من سياره الاجره و صعدت الى المبني الى ان وصلت للشقه التي تقصدها و اخرجت مفتاحها من الشنطه و فتحت الباب و دلفت للداخل ..
كان هناك من ينتظرهاا ممددا ع الاريكه مرتديا شورت قصير اسود و تيشرت ابيض .. " و هو جمال عشيقها و متزوجه منه عرفي " ..
اتجهت هايدي ناحيته تفرد ذراعيها .و قالت
هايدي : حبيبي وحشتني جدا .. " و اقتربت منه و احتضنته " ..
جمال: لو كنت وحشتك .. كنتي جتيلي امبارح بس انتي بتقولي كلام و بس ..
هايدي ( لوت شفتيها ) : انا بقول كلام و بس .. طب والله ما يحوشني عنك الا الشديد القوى .. و كمان ا ..
قاطعها جمال : باااس انتي لسه هتحكي هنضيع اليوم كله ف الحكي ولا اي .. " ثم نهض من مكانه و حملها الي غرفه النوم وسط ضحكات من كلاهما " ..
.. قد يرى البعض أن التسامح انكسار ، و أن الصمت هزيمة ، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام ، و أن الصمت أقوى من أي كلام ..
وقت أذان العشاء .. وصلت هايدى الى المنزل تضع يدها على قلبها خوفا من ان يكون يوسف موجود بالمنزل .. دلفت الي الداخل و اخذت تتلفت يسارا و يميناا ..
اميمه : كنتي فين كل ده .. " ب نبره غضب مرتفعه " ..
هايدي ( بعد ان انتفضت ) : خضتيني يا ماما كنت ... انا كان عندي محاضرات متاخر و قعدت اصور ملازم .. "قالتها ب نبره مهتزه" ..
رمقتها اميمه ب حنق و تحدثت اليها ب نبرة محذره .. و هي تشيح بيدها ..
أميمة : اخر مره هسمحلك ب التأخير ده و اداري عليكي قدام اخوكي اتعدلي احسن لك ..
هايدي : خلاص يا ماما والله اناا ..
قاطعتها والدتها و هي تشير صوبها بكفها : متحلفيش خلاص ..ثم تابعت .. ادخلي غيري قبل ما اخوك يجي و يعرف انك لسه جايه و بتتاخري كده
هايدي" تهز راسها " : حاضر ..
أميمة : و شوفي بنت عمك راضيها ب كلمتين من ساعه الفطار و هي قافله على نفسها مش راضيه تاكل ولا تخرج ..
اتجهت هايدي صوب غرفتهاا بعد ان تنفست الصعداء حامده ل ربها أن يومها مر ب سلام ..
وقفت هايدي خارج غرفه ساره و قرعت بابها و استأذنتتها ب الدخول .. فتحت الباب و دلفت ل داخل الغرفه و ما ان شاهدت سارة و ملامح الحزن تكسو وجهها هتفت ب نبرة مرحه.
هايدي : ياني ياني الاجنبي بتاعنا بيعيط ليه كده ؟ .. "واقتربت منها " .. وسعيلى كده عشان اقعد جمبك .. وما ان جلست بجوارها حتى قامت ب احتضانها و تحدثت و هي تمسد علي شعرها ب حنان .. ما تزعليش من يوسف هو كده طول عمره عصبي و كمان ... " واقتطمت حديثها و هي تطبق علي شفتيها "
سارة " بعد ان فهمت ماترمي اليه " : كملي كملي قولي انه مش ناسي اللي بابا عمله زمان ..
هايدي : معلش بكره يروق و ينسى
سارة " هزت رأسها استنكارا " : عمره ما هينسي .. اخوكي ده ربي قلبه على السواد و الانتقام و عمره ما هيسيبنى غير لما يدمرني .. ( قالتها بانكسار )
هايدي " و قد ظهر على ملامحها الاستغراب * : قصدك ايه ؟!
ساره " وقد انتبهت ل حديثها و اعتدلت في جلستها " قالت ب نبره مهتزه .. هه لا مقصدش حاجه ..
هايدي : طب روقي بقى و رحمه باباكي ..
سارة " ب حسرة " عارفه يا هايدي بعد ما ماما ماتت و انا بابا كان هو كل حاجه ب النسبه لي في الفتره الاخيره قبل ما يتوفى .. كان بيتكلم كتير على ان لو الزمن يرجع و يصلح اللي حصل بينه و بين عمو حسام .. كان بيكلمني عن عمو حسام كتير و عن يوسف برضه كتير .. ثم هتفت بتأثر .. الله يرحمه كان نفسه يموت في مصر ..
هايدي : الله يرحمه يا رب و يسامحه .." ب نبرة حزينه " ثم اكملت بلهجه مرحه ..
ممكن بقي نقوم ناكل عشان هموت من الجوع و ربنا ..
سارة " بعد ان ابتسمت بعذوبه " : اسبقيني و انا هغسل وشي و جايه وراكي ..
في شركه الزيني .. في مكتب رضوان البحيري .. كان رضوان يجلس مع ليلي السكرتيره الخاصه به
رضوان " ب نبرة فرحه' : الف مبروك يا ليلي خلاص هتتجوزي و هتسيبي الشغل
ليلي " تبتسم بعذوبه " : اعمل ايه يا فندم .. مجدي مش حابب اني اشتغل بعد الجواز ..
رضوان " يقوس فمه " و ب نبرة حزن " : طب اعمل ايه من بعدك ؟!! ده الشغل هيتعطل ..
ليلي " و هي تطمئنه " : متقلقش يا فندم انا سايبه خبر في كام جريده اننا عاوزين سكرتيره .. و اللي تتقدم حضرتك تعمل معاها انترفيو و تشوف اذا كانت تنفع ولا لا .. " ثم تابعت ب تأكيد " .. و اللي يقع عليها الاختيار هدربها معايا الوقت اللي انا هقعده هنا قبل ما اتجوز و اكون فهمتها كل حاجه ..
رضوان " ب امتنان " : تمام يا ليلي و الف مبروك مره تانيه و ربنا يتمملك ب خير يا رب ..
.........................................
يوم جديد مشمس معتدل الحراره .. قررت هايدي زيارة اختها الكبري " اروي " بعد الحاح من الاخري ب ان تزورهاا ..
في منزل رضوان البحيري .. تجلس هايدي في بهو المنزل ب انتظار اختهاا التي تقوم ب عمل الشاي لهما ..
جاءت اروى من المطبخ اروي حامله ب يدها صينيه عليها كوبين من الشاي ..
أروي " تقدم لها كوب الشاي الخاص بها " و هتفت بحماس * : عملت لك أحلي كوبايه شاي عشان تحكيلي بقي ..
هايدي بعد ان تناولت من اختها كوب الشاي " لوت فمها ب حسرة و هتفت " :
اقولك ع ايه والله ما في حاجه عدله تتقال .. " ثم تابعت " .. يوسف اول ما بيشوفها .. بيخانقها و هي كل اما تشوفه تقلب وشها او تدخل اوضتها .. ع الحال ده على طول ..
أروى ( بعد ان اخذت رشفه من كوب الشاي الخاص بها ) : يعني مفيش امل يحبو بعض طيب " و لمعت عينيها و أكملت حديثها ب وله " دول لايقين علي بعض مووت .. هييييح
هايدي ( قهقهت ب شده ) : امل ذات نفسها انتحرت اما شافت علاقه اخوكي ب بنت عمك ..
أروى : اخوكي عمره ما هيتعدل معاها غير لما ينسي اللي شافه زمان ..
" ثم اعتدلت ب جلستها و اكملت ب تأثر " .. يوسف كان متعلق ب بابا الله يرحمه جدا .. موته مكنش سهل ب النسباله ابدا ..
هايدي " ب نبرة حاده " : ولا ب النسبالي انا كمان .. ثم تابعت ب تأثر و حزن جلي .. الله يرحمه ..
اروي " ملطفه ل الجو " ب نبرة مرحه " : خلاص بقي انتي هتعيطي" و اشاحت ب يدها .. فكي بقي انا اسفه ..
هايدي " تنهدت ب ضيق ثم قالت " : بابا واحشني اووي غيابه مأثر عليا جدا .. انتي و اتجوزتي و سيبتيني و فين و فين اما بشوفك و يوسف على طول مشغول في شركته .. انا لوحدي .. ثم اردفت .. لوحدي فعلا ..
أروي تنفست بعمق " و هتفتها ب نبره محمله ب الحزن و الاسف .. " : متزعليش مني انا فعلا مقصرة معاكي اووي بس انتي عارفه البيت و العيال و زنهم .. و أكملت .. بس اوعدك اني اخليكي اول اهتماماتي يا ستي ..
هايدي و هي تضرب علي كتف اختها ب خفه " .. : ع سيرة العيال ما تصحيهم بقي خليني العب معاهم شويه قبل ما اروح ..
أروي " بتساؤل " : تروحي فين ؟!! انتي مش ماشيه من هنا الا اما تتغدي معانا ..
هايدي : بس ا ..
قاطعتها اروي ب اشارة من يدها و قالت : مفيش بس هتتغدي يعني هتتغدي .. قضي الأمر .. روحي انتي صحيهم بقي و انا هسبقك ع المطبخ ..
حملت صينيه الشاي و اتجهت صوب المطبخ .. اما هايدي نهضت هي الاخري كي تيقظ اطفال اختها ...
............................
في شركه الزيني تحديدا مكتب يوسف .. كان يجلس مع احد العملاء يناقش معه احدي المشروعات المطلوب تنفيذها ..
يوسف ( بعد أن أراح بظهره علي كرسيه ) : ب اذن الله 8 شهور و تكون مستلم المجمع ..
أحمد الحديدي ( العميل ) ( بعد ان اخذ رشفه من قهوته ) : 8 شهور كتير يا باش مهندس !!
يوسف ( تقدم في جلسته ل الامام و قال ب نبرة ثابته ) : لا طبعا مش كتير حضرتك .. ثم تابع .. ده مجمع مش عمارة ولا اتنين .. ثم اشار له ب سبابته .. حضرتك مجرب الشغل معانا قبل كده و عارف ان احنا لا بنماطل ولا ب نقصر في شغلناا ..
أحمد ( متأففا ) : تمام .. هنمضي العقود امته ..؟
يوسف ( اعتدل في جلسته ) : ع ماتخلص قهوتك .. يكون الأستاذ رافت مدير الشئون القانونيه جه و معاه العقود عشان نمضيهاا ..
ثم رفع سماعه هاتف مكتبه .. و ضغط علي زر الاتصال .. ثم تحدث ب لهجه أمر و صوت أجش ..
" مدام هيام .. اطلبي الاستاذ رأفت خليه يجي و معاه عقود مجمع الحديدي " ..
لم ينتظر ردها و اغلق الهاتف .. و توجه ب الحديث ل أحمد الحديدي ..
يوسف : أطلب لك فنجان قهوة كمان ؟!!
أحمد " ب امتنان " : متشكر ..
يوسف " ب عمليه " : خمس دقايق و يكون استاذ رأفت هنا و نمضي العقود ....
احمد " اومأ ب راسه " : تمام ..
.............................
.. ترجل عن سيارته .. بعد أن قام ب ركنها في جراج المنزل .. كاد ان يدلف للداخل .. و لكنه فضل البقاء عندما شاهدها و هي تترجل من سيارة الأجرة .. عقد ساعده امام صدره و استند علي مدخل بوابة المنزل .. و اخذ يتأملهاا جيدا
عندما راته سارة رمقته ب عدم اكتراث و عجلت من خطواتها ..
استبقته سارة علي الدرج الرخامي في حين كان هو خلفها يلحق بها ..
" هتفها بصوت حاد " : كنتي فين ؟!!
" اطبقت علي جفنيها ب حنق ثم زفرت بضيق " و استدارت له .. : كنت في الكليه !!
اقترب منهاا كثيراا .. و ضيق عينيه يتأملها ثم هتف بتساؤل .. : ايه اللي علي شفايفك ده ؟!!
زفرت ب حنق و اشاحت ب وجهها عنه بغضب ..
" قبض علي معصمها ب قوة و هتف " ..
يوسف : اما اكلمك تردي عليا و تبصي عدل .. " و أشار صوب راسها " .. : فاهمه ولا افهمك ب طريقتي ! ..
" هتفت ب وجع و هي تتلوي بين يديه " : اه اايدي انت بتوجعني كده ..!
" ترك كفهاا ب عنف ثم هدر قائلا " : و ايه اللي انتي لبساه ده كمان .. انتي مفكرة نفسك في بلاد بره ؟! ..
زفرت ب ضيق و تحدثت : ممكن تسيبني اطلع عشان تعبانه و مصدعه .. " و أخذت تحك ب اصابعها مقدمه راسها' " ..
يوسف : بس كده .. اتفضلي يا سنيورة .. واشاح ب ذراعه امامه كي يسمح لها ب الصعود ..
ركضت سريعا علي الدرج الرخامي بعد ان ولته ظهرها ..
ارتسمت علي ثغرة بسمه شيطانيه و هتف ب خفوت ..
طب اما ربيتك مبقاش انا ..
لحق بهاا ع الدرج .. كانت هي سبقته الي غرفتها .. كادت هي ان توصد الباب .. بادرها ب حركه مفاجاه ب كفه و ولج داخل غرفتها بعد ان قام بدفعهاا للداخل .. و اوصد الباب ب احكام ..
في حين كانت هي ب حاله صدمه بما يفعله .. " خفق قلبها ب شده ، ضيقت عينيها و صرت علي أسنانها بعد ان احتقن وجهها بالدماء " و قالت و هي تشيح ب يدها ""
سارة : ايه اللي بتعمله ده؟! اتفضل اطلع برة و الا والله هصرخ و الم عليك البيت كله ..
يوسف رمقها ب عدم اكتراث بعد ان جلس علي طرف سريرها .. رفع حاجباه ب تساؤل : "ها خلصتي ؟!! ثم أشار لخزانه ملابسها ب يده و قال ب ثبات : افتحي الدولاب ..
رمقته ب غضب و احتد صوتها : " اطلع برة اوضتي "
رد عليها ب استهزاء و ارتسم علي ثغرة ابتسامه سخريه : اوضتك اللي هي في بيتي ؟! .. هه .. افتحي الدولاب
لم تنتظر انتهاء حديثه .. و اتجهت صوب الباب و قامت ب فتحه علي مصرعيه .. و هتفت ب غيظ : اتفضل " و هي تشير ب يدها للخارج ..
نهض من مطرحه ب كل تباطؤ و هدوء و دفعها بخفه من كتفها ل تبتعد عن الباب .. و اغلق الباب ثانيه .. هتف و هو يتجه صوب الخزانه .." هفتحه انا "..
ثم استدار لها ب وجهه و رمقها ب استهزاء و قال .. " لو عايزه تلمي عليا اللي في البيت ياللا .. مستنيه ايه .. و شوفي انا هعمل ايه و هقول ايه ..
" زفرت ب حنق و رمقته ب ازدراء و اشاحت ب بصرها عنه للجهه الاخري ..
قام ب فتح خزانتها و شملها ب نظرة فاحصه .. اخذ يتمعن في كل قطعه من ثيابها ب تمهل .. رفع أحد الفساتين .. فستان دانتيل اسود بدون أكتاف .. و القاه ارضا .. و قال " ده ميتلبسش تاني ..
أمسك قطعه أخري و هو مضيق عينيه .. ايه دي .. ده عريان اووي .. * ثم تابع بعد ان القاها ارضا هي الاخري ..* متتلبسش بردو تاني *
" اخذت انفاسها ب التصارع بشكل ملحوظ و هتفت و هي تشيح له "
سارة : انت مش طبيعي انت مجنون. ..
رمقها ب غضب ثم تحرك من مكانه ب انفعال و قبض علي ذراعها ب عنف و احتدت نبرته " طولي لسانك ده تاني معايا و شوفي انا هعمل فيكي ايه .. "
هتفت ب تألم .. و انت لسه هتعمل .. ما انت عملت
ارخي قبضته .. و هتفها بلؤم .. و انا عملت ايه يعني .. قام ب جذب خصله من شعرها .. كان بامكاني اعمل اكتر من كده .. بس قولت بلاش
حقير .. رددتها و هي تدفعه عنها ..
منصحكيش انك تشوفي حقارتي .. ثم جذبها من خصرها حتي الصقها به .. ابتعدت ب وجهها و صدرها عنه و اطبقت عينيها ب شده و هتفت من بين اسنانها ابعد عني ..
يد تطبق ع خصرها ب احكام و الاخري سارت علي منحنياتها ب وقاحه .
اتسعت عيناها من وقاحته و قبل ان ترفع صوتها التهم شفاهها ب قبله اخرستها ..
ب عين مغمضه و ب عالم أخر لا ينتبه ل مقاومتها ولا لدموعها ..
لحظات و فاق من حالته .. استند برأسه علي جبينها كي يلتقط انفاسه ..
دفعته ب قوة فارتد للخلف علي اثرها نظرا لحالته ..
رمش ب عينيه عده مرات بعد ما انتبه ل نفسه و زفر ب حنق ثم رفع رأسه ب شموخ و ولاها ظهره و اتجه ب خطوات ثابته للخارج ..
صفعت الباب ب قوه بعد خروجه .. و استندت ب رأسها ع الباب و علي صوت بكائها و صوت يملؤه النحيب اخذت تردد ربنا ينتقم منك ....
.............................
دلف غرفته ب خطي سريعه و صفق الباب .. وقف في منتصف الغرفه ب اعين متسعه و وجهه محتقن و انفاسه متصاعده ..
استدار ب جسده و اتجه صوب المرآه .. وقف امامهاا و صدره يعلو و يهبط ب وضوح .. مسح ب كفه علي رأسه .. ثم تمتم ب تأنيب " سيبت نفسي كده ليه .. غبي .. انا ناقص اقولها اني بحبها "
هز رأسه بالرفض .. " أحب ايه انا مستحيل اني احبها اصلا "
اطلق زفيرا محتقنا .. ثم قام ب فك ازرار قميصه و اخذ منشفته و اتجه صوب المرحاض الخاص ب غرفته ..
........._......._........_......
صباح يوم جديد مشرق محمل ب الرياح الخفيفه .. يوم روتيني كسائر الايام السابقه ...
..........._...........
في مكتب رضوان البحيري .. كان يتطلع ع بعض الاوراق و يقوم ب توقيعهاا .. و استئذنت
ليلي السكرتيره الخاصه به للدخول بعد ان قرعت باب مكتبه ب لطف ..
ليلى : مستر رضوان .. خلاص يا فندم عملت انترفيو مع كذا بنت و لقيت واحده مناسبه متخرجه من معهد حاسب ألي و معاها كورسات انجليش ..
رضوان " ارتفع حاجبيه " و هتف سريعا : تمام اووي مستنيه ايه ؟!!
ليلي" بتهذيب " : مستنيه حضرتك تشوفها .. تسائلت .. عموما هي برة ممكن اخليها تدخل ؟!!
رضوان اردف قائلا : ياريت ..
اومأت ايجابا .. و قالت : ثواني يا فندم ..
شرعت للخروج .. و ما هي الا لحظات و دلفت هي و السكرتيرة الجديده ..
رضوان " و قد عقد حاجباه " " في بادئ الأمر لم يسترح ل مظهرها ..
شعرها مصبوغ ب اللون الأصفر .. وجهها لم يخلو من مساحيق التجميل * مكياج * الموضوع ب عنايه .. لا يقال عن مظهرهاا سوا انه مسموح به للسهرات و الافراح فقط ..
مساء الخير يافندم "هتفت بها السكرتيرة ب نبرة ناعمه مصطنعه و يد ممدوده ب السلام .. اردفت قائله * أنا يسرا ..
تبادلو السلام ب الايدي .. و قال ب نبرة جافه نورتي المكتب .." ثم اكمل "
رضوان : ياريت تتعلمي الشغل بسرعه من الانسه ليلي عشان خلاص مفيش وقت ...
هتفت ب نعومه مصطنعه : متخافش يا فندم انا بفهم بسرعه و ان شاء لله انول اعجاب حضرتك
نعم ؟!! قالها رضوان و هو يرفع احدي حاجبيه
"" تنحنحت "" احم .. قصدي علي شغلي يا فندم
تفحصها رضوان و هتف .. طب اتفضلو ع الشغل ياللا ..
ليلي : عن اذنك يا فندم ..
غادرا مكتب رضوان ب خطوات ثابته ..
زفر ب ضيق و تمتم ب خفوت .. شكلها مش بتاعت شغل و هتتعبني ربناا يستر بقي ..
اطبق ع جفنيه ..ثم تابع عمله ..
.......................
ب احدي الاحياء الراقيه ب القاهرة .. في فيلا جلال المنصورى " احد رجال الأعمال " لديه ابنه وحيده تدعي " سهر "
في غرفة سهر .. فتاه ب منتصف العشرينات .. تجلس امام المرآه تمشط شعرها ب عنايه .. ثم امسكت ب هاتفها و ضعطت عده مرات ثم وضعته علي اذنها ..
سهر : ياااااه و اااخيرا رديت عليا ..
المتحدث : .........
سهر ب عتاب : يعني انا كل ده موحشتكش ولا جيت ع بالك
المتحدث : ...........
سهر " ب نعومه و نبره حنين " : انت وحشتني اووي ياجو .. عاوزه اشوفك ..
المتحدث : ...........
سهر : خلاص نتغدا سوا انهارده ف النادي
المتحدث : ......
سهر : هتوحشني لحد ما اشوفك .. متتاخرش عليا سلام ..
اغلقت الهاتف و وضعته علي المنضده ثم التفتت لمرآتها و رفعت حاجبها ب اعجاب و هي تنظر ل نفسها .. تنهدت طويلا ثم اتجهت صوب خزانتها لكي تنتقي ملابسها ..
...........................
جامعه القاهرة .. في كليه التجارة .. كانت تجلس سارة مع صديقتها رغد في المقهي الخاص ب الكليه ..
رغد : لااا .. الواد ده مينفعش يتسكت عليه اكتر من كده .. قولي ل امه !!
سارة " تنهدت بضيق " : امه دي ست طيبه موت .. مستحيل تصدق عليه حاجه .. تابعت ب استهزاء .. دي مفكراه الواد المؤدب اللي مفيش منه ..
رغد : يعني ايه هتفضلي عايشه كده ؟!! حرام والله
ثم تابعت ب حزن .. والله كان ب ودي اخدك تعيشي معايا انا و امي .. بس من اخر مرة كنتي عندنا و الهمجي ابن عمك جه و اتهجم علينا و خدك غصب و امي بتقول ملناش دعوة ب حد
سارة " ب اسف " : كتر خيرها والله عندها حق .. كفايه الفضايح اللي عملها في المنطقه عندكو ..
رغد : طب و الحل ؟! ..
ساره : كلمتي خالك ب خصوص الشغل ؟!!
رغد " تنحنحت ب حرج " : احم .. خالي .. قال انا مش عاوز مشاكل
متنسيش ان يوسف ليه اسم ف السوق و معروف ..
سارة : مفيش حل اودامي حاليا غير اني اجتنبه ع اد مااقدر ..
رغد " هتفت ب مرح " : طب قومي ياللا انا عزماكي هاكلك شاورما سورى .. هتنسيكي الهم اللي انتي فيه ده
سارة .. " هزت راسها ب الرفض " لا شكرا ..
قاطعتها رغد ب حده : مفيش لا بكرة ابقي اعزميني انتي ياستي ..
و انطلقا للخارج سوياا ...
.......................
في نادي الجزيره المعروف ب المستوي الراقي لمشتركيه .. حيث لا يستطيع الاشتراك به سوا الطبقه المخمليه .. قديما كان يشتهر ب انه نادي الخديوى الرياضي ..
تجلس سهر علي طاوله في المطعم الموجود ب النادي .. في انتظار يوسف .
احد العاملين بالمطعم : تؤمري ب حاجه تانيه يا فندم غير القهوة ؟
سهر زفرت ب ضيق و هتفت ب تكبر : لأ
اخذت تفرك كفيهاا ب ضيق تارة .. و تنظر ب ساعه يدها تاره اخري ..
حتي شاهدته يدلف ل داخل المطعم يتجه صوبهاا حتي انفرجت اساريرهاا ..
اقبل عليها .. ب ملامح متهكمه .. نزع نظارته السوداء و رمقها بلا مبالاه ..
ازاحت كرسيها و نهضت عن مكانها ل تلقي عليه التحيه
ازيك يا جو " تمد يدها "
يوسف " ب تهكم" : تمام .. ازيك انتي ؟ ..
و جلس علي كرسيه .. و اخد يتجول ب عينيه في المكان ..
سهر : وحشتني اووي .. " نطقت بهاا و هي تناظره ب وله "
يوسف : ........
سهر : ايه يا جو .. هو انا موحشتكش ؟! ده احنا تقريبا بقالنا شهر و نص مش بنتكلم !!
يوسف قال ب ثبات : ليه بتقولي كده ؟! ..كل الموضوع بس بالي مشغول ب الشغل و كده.
سهر : جو انت هتعرفني امته ع مامتك ؟!. نفسي اتعرف عليها اووي و اتعرف ع اخواتك ..
يوسف زفر ب ضيق و هدر : مش وقته مش وقته
سهر هدرت ب غضب : اومال وقته امته يا جو ؟! .. ايه المشكله اما اتعرف عليهم ؟! .. ما انا خليتك تتعرف ع بابي ..
قال ب برود : انا مطلبتش اني اتعرف عليه انتي اللي جبتيه النادي هنا و عرفتيناا ببعض
و بعدين انا مقلتش ان فيه مشكله انك تعرفي اهلي بس مش وقته .. مضغوط في الشغل و ع اخري ..
سهر : بقالنا سنتين مع بعض .. و طول السنتين كنت مشغول و الشغل تاعبك ؟!!
يوسف اردف ب ضيق : يوووه مش هنخلص احنا هنتغدي ولا هنعكنن ع بعض ؟!
اشاحت ب وجهها بعيدا .. لم يعيرها انتباهه .. امسك ب قائمه الطعام الموضوعه علي المائده امامه .. و قام ب النظر بها سريعا و اشار ل احد العاملين ..
هاخد ستيك ب صوص المشروم و اسباجيتي
اتجه بحديثه صوب سهر .. هتطلبي ايه ..
نظرت له طويلا و هتفت .. زيك
يوسف : ( اشاح بيده وقال ) بصي يا دلوعه انتي .. انتي ملكيش الا هنا .. اهل امك و زهقو منك و ناس على قد حالهم و بعتوكي هنا يعني انتي تحت رحمتي و اللي ابوك عمله ف ابويا زمان هطلعه عليكي ..
سارة : و رحمه ابوك يا يوسف سيبني .. و انا هبعد عنك خالص بس بلاش اللي انت بتطلبه ده ..
( امسكها يوسف من معصمها بقوة وقال وهو يشيرر بسبابته لها ) ..
يوسف : ده مش طلب ده امر .. و انتي مش هتبعدي هتقعدي هنا ف البيت ده تحت رحمتي و ف ذلي ..
ثم دفعها ب يده حتي الصقها بباب الغرفه .. رفع يدها فوق رأسها و كبلهم ب يده .. و اليد الاخري اخذت طريقها الي ربطه شعرها و نزعها ومسح ع شعرها و اخذ يتحسسه و اقترب بوجهه منه و اغمض عينيه و اخذ يشم رائحه شعرها و يمسح عليه ب كفه ثم رفع ذقنها و خطف منها قبلتها الاولي رغما عنها .. ثم بعد عنها سنتيميترات بسيطه و قال ب صوت اشبه ب فحيح الأفعي ..
يوسف : انتي من دلوقتي بتاعتي .. هتعملي كل اللي هقولك عليه و كل اللي اامرك بيه مقابل عيشتك هنا و تكميل تعليمك و مش قدامك اي اختيارات تانيه هنا او الشارع ..
ثم أكمل ماكان ينوي فعله تحت بكائها ورجاء منها ب الا يفعل .. اما هو فلا يأبه بما تفعله و كأان بكائها يزيد من رغبته بها و اصراره عليها مر الوقت و هو يفعل بها ما يحلو له غير مكترث لبكائها ثم تركها و لبس قميصه و ألقي عليها بعض المال و قال ..
يوسف : الفلوس دي عشان تنزلي تجيبي هدوم .. "ثم غمز بعينه و قال " .. شفتي كل ما تبسطيني هبسطك و اديكي اللي انتي عاوزاه .. و تركهاا وحدها ..
.........................
منزل كبير ليس ب التراث الحديث .. منزل عائله حسام الزيني و الذي انتقل بعد ان توفاه الله الى اولاده (يوسف و أروى و هايدي ) .. منزل كا بقيه المنازل مريح و مبهج على الرغم من انه قديم الا انه و ما ان تراه تعرف انه من احد البيوت العتيقه الفخمه .. مزين ب التحف يتوسط المنزل صاله كبيره و العديد من الغرف .. من داخل المطبخ توجد سيده في منتصف الخمسينات حيث مكانها المفضل .. ام يوسف ..( الست اميمه) ................................
يا هايدي .. ياهايدي . يووووه نفسي مرة انده على البت دي ترد من اول مرة .. ( قالتها أميمه ام يوسف بعد ان نادت علي ابنتها الصغري ) ..
هايدي: ايووة يا مامتي انا جيت اهو .. بتندهي عليا ليه ؟ ..
أميمه : و أخيراا رديتي .. ياللا الغدا جهز اهو اندهي ل اخوكي و ل بنت عمك ..
اتجهت هايدي صوب غرفه اخيها يليها غرفه بنت عمهاا و لم تجد ايا منهم ..
هايدي : مامتي يا مامتي .. محدش منهم هنا .. " حضر بهذه اللحظه يوسف " ..
اميمه ( بتساؤل ) : كنت فين يا يوسف مشفتش سارة ؟!
يوسف : انا كنت فوق ف اوضه الحمام و هي كانت ع السطح ..
هايدي : طب انا هطلع اندهلها عشان ناكل كلنا سوا ..
وما ان همت هايدي ب الخروج حتي دخلت سارة و وجهها شاحب و ثيابها غير مرتبه و شعرها مبعثر ..
اميمه : يالهووي ايه ده يا بنتي .. مالك عامله كده ليه ؟! ..
سارة : مفيش يا طنط انا وقعت من ع السلم اللي فوق ..( و تنظر ل يوسف ب احتقار الذي يقابلها ب ابتسامه خبيثه ناظرا لها من اعلاها ل ادناها ب وقاحه ) ..
سارة : عن ئذنكو هدخل انام شويه ..
أميمه : لأ استني انا بغرف الاكل اهو عشان ناكل كلنا سواا ..
سارة : لأ مش قادرة .. الف هنا ع قلبكو .. "تركتهم واتجهت صوب غرفتها " ..
أميمه موجهه الكلام الي يوسف : اوعي تكون ضايقتها يا يوسف اوعي ..
يوسف يرد عليها ب ابتسامه ساخرة و نظرات غير مهتمه بما تقوله .. و جلس ع كرسيه و بدأ ب تناول طعامه و تليه هايدي
.. ظلت أميمه مسلطه نظراتها علي ابنها ب شك ثم تبعتهم ل تناول الطعام مستسلمه ..
............................................. في منزل رضوان البحيري
.. "" رضوان البحيري ابن عمة يوسف الزيني و زوج اخته الكبري أروى ""
منزل واسع مكون من خمس غرف .. يتوسط المنزل صاله كبيرة يوجد بها مائده الطعام و مكان جانبي للجلوس أمام التلفزيون .. حيث دلف منزله بعد أن فتح الباب ب مفاتيحه الخاصه ..
رضوان : أروي..فينك ؟ ..
أروي ( من المطبخ ) : انا هنا يا حبيبي بجهز الغدا ..
رضوان : طبخالنا ايه انهارده انا هموت م الجوع م الصبح مكلتش حاجه ؟! ..
أروي : ثواني و احط الاكل ع السفرة .. روح انت اغسل ايدك و وشك و نادي ع يوسف و روديناا ..
رضوان ( ويقترب منها ) : طب مفيش اي حاجه اتصبر بيهاا ؟! ( و يغمزلها )
أروي : لأ مفيش يا خفيف .. " ضاربه اياه بخفه علي كتفه " ..
.. " أيه ده الاكل بيتحرق " .. قالها رضوان و هو يشهق ..
قالت
هااه و هي تنظر خلفها الي الطعام علي البوتوجاز .. ليستغل انشغالها . و يخطف قبله
رضوان : ههههههه اموت فيك و انت متغاظ كده عسل يا خواتي
أروي : كل مرة بتعملها فيا و انا زي الهبله بصدق ..
و اخذت بسكب الطعام في الاطباق ل تضعه علي مائده الطعام ..
..................................... *ليلا*.. في منزل يوسف الزيني .. تحديدا غرفه هايدي .. كانت تتحدث عبر الهاتف بصوت منخفض ..
هايدي : معلش بقي يا حبيبي معرفتش اكلمك ولا ارد عليك يوسف طول اليوم كان هنا ..
المتصل : ....................
هايدي : هعوضك يا حبيبي والله .. خلاص متزعلش بقي ..
المتصل : ..................
هايدي : ههههههه طول عمرك قليل الادب ( و تضحك ضحكه مثيرة )
خلاص بكرة نتقابل بعد الجامعه ياحبيبي .. ماشي .. ياللا باي ..
و تلقي الهاتف علي السرير و تستلقي علي سريرها كي تنام ..
..................
..............................
في منزل يوسف الزيني .. من داخل المطبخ حيث توجد اميمه كا عادتهاا به ..خارجه منه تحمل اطباق الفطور كي تضعهاا علي المائده .
أميمه : هاتي المربي و الجبنه و انتي جايه من المطبخ يا هايدي ..
سارة : انا هروح اجيبهم .. ( وقفت كي تحضرهم )
أميمه .. " بعد ان اشارت لها بالجلوس ثانيه " .. : لأ خليكي قاعده يا حبيبتي هايدي اصلا ف المطبخ هتجيبهم و هي جايه ..
هايدي من المطبخ حامله الأطباق في يدها و تتجه الي المائده كي تتضعهم عليهاا ..
هايدي : هروح اصحي يوسف بقي ..
.. " انا صحيت من بدرى " .. قالها يوسف بعد ان خرج من غرفته ..
كعادته انيق كان يرتدي قميص ابيض مشمر أكمامه و بنطال من الجينز الاسود و يضع جاكيت اسود علي كتفه
اميمه : صباح الخير ياقلب أمك ..
يوسف اقترب منهاا وقبلهاا علي رأسها : صباح الفل يا أمي ..
هايدي : ايوة ما هو قلب امه و يتصبح عليه انما انا بنت الخدامه .. ( و لوت شفتيها مصطنعه الحزن ) ..
حين رأتها سارة قهقهت ب صوت عال علي منظرها .. نظر لها يوسف رافعا حاجباه ب دهشه و قال ..
يوسف : أول مرة اشوفك بتضحكي من يوم ما جيتي هناا!!
و ما ان انهي جملته حتي تلاشت ضحكتهاا و وضعت عينيها في طبقها .. و تناولو الفطور في هدوء .. ثم تذكرت سارة شيئا .. فخبطت علي راسها ب خفه و وجهت حديثها ل هايدي ..
سارة : م الحق ياهايدي ممكن تكويلي هدومي معاكي أصل انا مبعرفش أكوي ..
وقبل ان ترد هايدي سبقها يوسف كا الرعد بصوت مرتفع قائلا ..
يوسف : و هي هايدي دي الخدامه بتاعتك يا برنسيسه ؟!!انتي هنا مش ضيفه انتي عايشه معانا هنا ب لقمتك و قاعدتك و كتر خيرنا ان احنا مستحملينك ..
أميمه : بس يا يوسف .. ( ب لهجه محذره )
يوسف بعد ان عقد حاجباه و تغيرت نبرته للغضب : لا يا ماما سيبيني اكمل للبرنسيسه الكلمتين دول عشان تفوق كويس .. خداماتك و طلباتك تعمليهم ب نفسك يا دلوعه بابا ، النفخه الكدابه بتاعت اهلك دي تنسيها خالص .. " و أشار ب سبابته علي رأسه و قال " .. فهماني ؟!
سارة ( بصوت مكتوم ) : ايوة فهمت و كتر خيركو اووي انكو استحملتوني.. عن ئذنكو .. ( و همت من مكانهاا ) ..
أميمه : استني يا بنتي رايحه فين ؟ .. متزعليش و النبي و كملي فطارك ..
سارة : الحمدلله شبعت .. ( و ركضت الي غرفتهاا و اغلقت الباب بعنف)
أميمه موجهه حديثها ليوسف * بحنق * : ايه اللي انت عملته ده يا يوسف ؟! ..
يوسف * هز بكتفه * : عملت ايه هو انا اما اقول الحقيقه ابقي وحش ..؟!
أميمه : انسي بقي يا يوسف ..
يوسف ( يضرب المائده ب كفه ) : عمري ما هنسي و تحمد ربنا اني فتحتلها بيتي و مقعدها فيه .. * بعد ان احتد صوته *
هايدي تركت دور المستمعه و دخلت معهم في الحديث : بس يا يوسف والله سارة دي طيبه و كيوت اووي ..
يوسف ( و قد لوي فمه ) : هه .. كيوت .. ده انتي اللي كيوت ..
• ثم ازاح كرسيه و تابع * .. انا خارج بقي عايزين حاجه ؟! ..
أميمه ( اشاحت ب وجهها عنه و قالت بتهكم ) : شكرا
هايدي * و هي تضرب ع صدرها ب خفه ل تستعطفه * : و النبي يا يوسف وصلني في طريقك ينوبك ثواب فيا ..
يوسف : هستناكي في العربيه و اعملي حسابك اخرك عشر دقايق مش هستني كتير .
هايدي ازاحت كرسيهاا و اتجهت صوب غرفتهاا : هتلاقيني وراك على طول ..
..........................................
......
في شركة ( الزيني للمقاولات ) .. التابعه ل يوسف الزيني ..
تحديدا في مكتب يوسف ( مكتب رئيس مجلس الادارة ) مكتب علي الطراز الأجنبي ب الطابق الاخير من الشركه .. حيث كان يجلس مع رضوان المدير المالي لشركته و صديقه المميز و في الوقت ذاته ( زوج اخته ) ..
رضوان : ايه يا شريك محدش شافك امبارح ليه ولا انت كنت مشغول مع حد ولا ايه ؟ ( غامزا بعينه )
يوسف ( رفع رأسه اليه ) : مممممم حد زي مين يا ابن عمتي ؟
رضوان * و هو يحك مؤخرة رأسه * : ممممممم سارة مثلا
يوسف * ب نبرة غضب ممزوجه ب تعالي * : بتهرج يالا معتش الا دي اللي اتشغل بيها ! ..
رضوان : و متتشغلش بيها ليه ! .. ده حتي البت تقفيل اجانب صاروخ ارض جو ..
يوسف ( أصر علي اسنانه ) : احترم نفسك متنساش انك جوز اختي .. ( و امسك ب هاتفه رافعا اياه و قال ) .. ولا اتصل ب أروي اسالها اذا كانت سارة صاروخ ارض جو ولا لا .. " قالها و هو يغمز ب عينيه " ..
رضوان * ب نبره خوف مصطنعه * : لا و النبي احناااا اسفيين يا عم انا مش اد اختك و ربنا تطين عيشتي و ترجعني ل امي ب شنطه هدومي ..
يوسف * و قد رفع رأسه ب شموخ * : خلاص عفونا عنك .. و بعدين انشف شويه كده مالك نايتي كده ليه ؟.. خليلك شخصيه اودامها ..
رضوان : انا مش نايتي و انت عارف كده انا بحبها يا عديم المشاعر * ثم تابع * .. اروي دي حب عمري من و انا في ثانوي و انا عاهدت نفسي انها مش هتكون ل حد تاني غيري و فعلا بقت من نصيبي الحمد لله .. * قالها بامتنان *
يوسف * ب ابتسامه عذبه * : و انا كنت شاهد علي قصه الحب الاسطوريه دي ..
رضوان : مش ناوي تعملها بقي و تحب و تجوز بقي .. انت هتقفل ال 30 اهو ..
يوسف : احب و اتجوز .. الاتنين ( ضاحكا بشده ) انا عمري في حياتي ما هحب و يوم ما اتجوز هتجوز جواز مصالح
رضوان : مممم غريبه !! مع اني لما سارة جت و شوفت بصتك ليهاا قولت شكل ااصنارة غمزت
يوسف * اعتدل في جلسته * و قال ب نبرة جاده * : ريح نفسك يا رضوان و بطل تلقح انت عارف كويس اني مبكرهش في حياتي اد ما بكرهها هي و ابوها .. انا عمري ما هنسي اللي ابوها عمله ف ابويا زمان ولا هنسي انه سابه لما كان ف امس الحاجه ليه .. عيشت عمري اللي فات كله و انا بستني اني اواجهه و انتقم منه ع خسارتي ل ابويه و حرماني منه
بس للاسف الموت خده مني .. بس القدر باعتلي بنته عشان انتقم منه فيها و اخد حقي و حق ابويا * بنبره مليئه بالغل و الكراهيه ) ..
" رجع ب ذاكرته الي ما حدث ب الماضي " ..
من 20 سنه .. في منزل حسام الزيني ( والد يوسف ) داخل غرفه مكتب حسام الموجوده ب منزله .. كان يجلس مع شقيقه الأصغر أيمن الزيني . ( والد سارة ) ..
حسام * بصوت أجش مرتفع * : جاي تسافر بعد ما وقعت الشركه و خليت الأسهم في الأرض . طول عمرك مستهتر و مش اد المسؤليه ..
أيمن * ب نبرة جافه * : شركه ايه اللي وقعتها ؟! الشركه واقعه من زمان اصلا و السوق نايم .. " ثم أكمل كلامه " .. و بعدين طول عمري نفسي اهج من البلد دي و انت اللي خليتني اقعد غصب عني و مسكتني الشركه ..
حسام ..* بعد ان تبدلت نبره صوته للرجاء * متسافرش .و اقف جمبي و تعالي نرجع الشركه و نوقفها ع رجلها زي الاول .. انت عارف انت مش أخويا و بس ده انت اللي فاضلي من ريحة ابونا و طول عمري بعتبرك ابني و مقدرش اعيش من غيرك ..
أيمن * هز رأسه نفيا * : لا ياحسام انا قررت هسيب البلد دي خلاص ..
حسام : انا محتاجك .. * قالها بتوسل * انت عمرك ما احتجتني غير و لقتني في ضهرك .. خليك ..
أيمن * ب عمليه و قد نفذ صبره * : انا مش بقولك اني مسافر عشان اخد رأيك .. انا بعرفك و اخدت القرار خلاص .. و هاخد معايا مراتي و هخليها تولد هناك ..
حسام * و قد اصابه الغضب * : انت مبتفكرش غير ف نفسك و خلاص .. طب و اناا ؟!!
أيمن * غير مكترث بحديثه * : قول اللي تقوله .. * ثم اشاح له ب يده و نهض من مكانه متعجلا و غادر الغرفه تحت نظرات اخيه الراجيه ب بقاؤه و نظرات اخري مليئه ب الحقد من يوسف الذي كان يتنصت علي حوارهم من خلف الباب ..
" عوده للحاضر " ....
تنهد يوسف تنهيده طويله مليئه ب الضيق ..و اراح ب ظهره علي كرسيه .. زفر انفاسه ب حنق .. ثم هتف .. بعد ما مشي ابويا مستحملش انه يبعد عنه و يسيبه .. مفيش اسبوععين تلاته و جاتله أزمه قلبيه و ماات ..
رضوان : الله يرحمه و يغفرله ..
انسي بقي اللي حصل زمان انسي ..* ثم تابع حديثه * .. عمك ايمن كان طايش وقتها و اهو خلاص مات .. هتعمل ايه في سارة يا يوسف .. اوعي تنسي انها لحمك و دمك
يوسف ( مغيرا مجري الحديث ) : هنعمل ايه في الصفقه الجديده ، هندخل ولا بلاش نغامر ؟! ..
رضوان : مممممم فهمت .. انا رأيي بلاش احنا مش حمل اي خسارة اليومين دول .. ايه رايك ؟!
يوسف : هشوف و ادرس الموضوع و اقولك رأيي ..
.................
خرجت هايدى من الجامعه بعد انتهاء محاضراتها و اوقفت سيارة اجرة و صعدت بها و طلبت من السائق التوجه الى شارع ....
وقف التاكسي امام احدى البنايات ..
هايدي للسائق : حسابك كام يا اسطى ؟
السائق : 20 جنيه استاذه ..
هايدي : اتفضل ..
و ترجلت من سياره الاجره و صعدت الى المبني الى ان وصلت للشقه التي تقصدها و اخرجت مفتاحها من الشنطه و فتحت الباب و دلفت للداخل ..
كان هناك من ينتظرهاا ممددا ع الاريكه مرتديا شورت قصير اسود و تيشرت ابيض .. " و هو جمال عشيقها و متزوجه منه عرفي " ..
اتجهت هايدي ناحيته تفرد ذراعيها .و قالت
هايدي : حبيبي وحشتني جدا .. " و اقتربت منه و احتضنته " ..
جمال: لو كنت وحشتك .. كنتي جتيلي امبارح بس انتي بتقولي كلام و بس ..
هايدي ( لوت شفتيها ) : انا بقول كلام و بس .. طب والله ما يحوشني عنك الا الشديد القوى .. و كمان ا ..
قاطعها جمال : باااس انتي لسه هتحكي هنضيع اليوم كله ف الحكي ولا اي .. " ثم نهض من مكانه و حملها الي غرفه النوم وسط ضحكات من كلاهما " ..
.. قد يرى البعض أن التسامح انكسار ، و أن الصمت هزيمة ، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام ، و أن الصمت أقوى من أي كلام ..
وقت أذان العشاء .. وصلت هايدى الى المنزل تضع يدها على قلبها خوفا من ان يكون يوسف موجود بالمنزل .. دلفت الي الداخل و اخذت تتلفت يسارا و يميناا ..
اميمه : كنتي فين كل ده .. " ب نبره غضب مرتفعه " ..
هايدي ( بعد ان انتفضت ) : خضتيني يا ماما كنت ... انا كان عندي محاضرات متاخر و قعدت اصور ملازم .. "قالتها ب نبره مهتزه" ..
رمقتها اميمه ب حنق و تحدثت اليها ب نبرة محذره .. و هي تشيح بيدها ..
أميمة : اخر مره هسمحلك ب التأخير ده و اداري عليكي قدام اخوكي اتعدلي احسن لك ..
هايدي : خلاص يا ماما والله اناا ..
قاطعتها والدتها و هي تشير صوبها بكفها : متحلفيش خلاص ..ثم تابعت .. ادخلي غيري قبل ما اخوك يجي و يعرف انك لسه جايه و بتتاخري كده
هايدي" تهز راسها " : حاضر ..
أميمة : و شوفي بنت عمك راضيها ب كلمتين من ساعه الفطار و هي قافله على نفسها مش راضيه تاكل ولا تخرج ..
اتجهت هايدي صوب غرفتهاا بعد ان تنفست الصعداء حامده ل ربها أن يومها مر ب سلام ..
وقفت هايدي خارج غرفه ساره و قرعت بابها و استأذنتتها ب الدخول .. فتحت الباب و دلفت ل داخل الغرفه و ما ان شاهدت سارة و ملامح الحزن تكسو وجهها هتفت ب نبرة مرحه.
هايدي : ياني ياني الاجنبي بتاعنا بيعيط ليه كده ؟ .. "واقتربت منها " .. وسعيلى كده عشان اقعد جمبك .. وما ان جلست بجوارها حتى قامت ب احتضانها و تحدثت و هي تمسد علي شعرها ب حنان .. ما تزعليش من يوسف هو كده طول عمره عصبي و كمان ... " واقتطمت حديثها و هي تطبق علي شفتيها "
سارة " بعد ان فهمت ماترمي اليه " : كملي كملي قولي انه مش ناسي اللي بابا عمله زمان ..
هايدي : معلش بكره يروق و ينسى
سارة " هزت رأسها استنكارا " : عمره ما هينسي .. اخوكي ده ربي قلبه على السواد و الانتقام و عمره ما هيسيبنى غير لما يدمرني .. ( قالتها بانكسار )
هايدي " و قد ظهر على ملامحها الاستغراب * : قصدك ايه ؟!
ساره " وقد انتبهت ل حديثها و اعتدلت في جلستها " قالت ب نبره مهتزه .. هه لا مقصدش حاجه ..
هايدي : طب روقي بقى و رحمه باباكي ..
سارة " ب حسرة " عارفه يا هايدي بعد ما ماما ماتت و انا بابا كان هو كل حاجه ب النسبه لي في الفتره الاخيره قبل ما يتوفى .. كان بيتكلم كتير على ان لو الزمن يرجع و يصلح اللي حصل بينه و بين عمو حسام .. كان بيكلمني عن عمو حسام كتير و عن يوسف برضه كتير .. ثم هتفت بتأثر .. الله يرحمه كان نفسه يموت في مصر ..
هايدي : الله يرحمه يا رب و يسامحه .." ب نبرة حزينه " ثم اكملت بلهجه مرحه ..
ممكن بقي نقوم ناكل عشان هموت من الجوع و ربنا ..
سارة " بعد ان ابتسمت بعذوبه " : اسبقيني و انا هغسل وشي و جايه وراكي ..
في شركه الزيني .. في مكتب رضوان البحيري .. كان رضوان يجلس مع ليلي السكرتيره الخاصه به
رضوان " ب نبرة فرحه' : الف مبروك يا ليلي خلاص هتتجوزي و هتسيبي الشغل
ليلي " تبتسم بعذوبه " : اعمل ايه يا فندم .. مجدي مش حابب اني اشتغل بعد الجواز ..
رضوان " يقوس فمه " و ب نبرة حزن " : طب اعمل ايه من بعدك ؟!! ده الشغل هيتعطل ..
ليلي " و هي تطمئنه " : متقلقش يا فندم انا سايبه خبر في كام جريده اننا عاوزين سكرتيره .. و اللي تتقدم حضرتك تعمل معاها انترفيو و تشوف اذا كانت تنفع ولا لا .. " ثم تابعت ب تأكيد " .. و اللي يقع عليها الاختيار هدربها معايا الوقت اللي انا هقعده هنا قبل ما اتجوز و اكون فهمتها كل حاجه ..
رضوان " ب امتنان " : تمام يا ليلي و الف مبروك مره تانيه و ربنا يتمملك ب خير يا رب ..
.........................................
يوم جديد مشمس معتدل الحراره .. قررت هايدي زيارة اختها الكبري " اروي " بعد الحاح من الاخري ب ان تزورهاا ..
في منزل رضوان البحيري .. تجلس هايدي في بهو المنزل ب انتظار اختهاا التي تقوم ب عمل الشاي لهما ..
جاءت اروى من المطبخ اروي حامله ب يدها صينيه عليها كوبين من الشاي ..
أروي " تقدم لها كوب الشاي الخاص بها " و هتفت بحماس * : عملت لك أحلي كوبايه شاي عشان تحكيلي بقي ..
هايدي بعد ان تناولت من اختها كوب الشاي " لوت فمها ب حسرة و هتفت " :
اقولك ع ايه والله ما في حاجه عدله تتقال .. " ثم تابعت " .. يوسف اول ما بيشوفها .. بيخانقها و هي كل اما تشوفه تقلب وشها او تدخل اوضتها .. ع الحال ده على طول ..
أروى ( بعد ان اخذت رشفه من كوب الشاي الخاص بها ) : يعني مفيش امل يحبو بعض طيب " و لمعت عينيها و أكملت حديثها ب وله " دول لايقين علي بعض مووت .. هييييح
هايدي ( قهقهت ب شده ) : امل ذات نفسها انتحرت اما شافت علاقه اخوكي ب بنت عمك ..
أروى : اخوكي عمره ما هيتعدل معاها غير لما ينسي اللي شافه زمان ..
" ثم اعتدلت ب جلستها و اكملت ب تأثر " .. يوسف كان متعلق ب بابا الله يرحمه جدا .. موته مكنش سهل ب النسباله ابدا ..
هايدي " ب نبرة حاده " : ولا ب النسبالي انا كمان .. ثم تابعت ب تأثر و حزن جلي .. الله يرحمه ..
اروي " ملطفه ل الجو " ب نبرة مرحه " : خلاص بقي انتي هتعيطي" و اشاحت ب يدها .. فكي بقي انا اسفه ..
هايدي " تنهدت ب ضيق ثم قالت " : بابا واحشني اووي غيابه مأثر عليا جدا .. انتي و اتجوزتي و سيبتيني و فين و فين اما بشوفك و يوسف على طول مشغول في شركته .. انا لوحدي .. ثم اردفت .. لوحدي فعلا ..
أروي تنفست بعمق " و هتفتها ب نبره محمله ب الحزن و الاسف .. " : متزعليش مني انا فعلا مقصرة معاكي اووي بس انتي عارفه البيت و العيال و زنهم .. و أكملت .. بس اوعدك اني اخليكي اول اهتماماتي يا ستي ..
هايدي و هي تضرب علي كتف اختها ب خفه " .. : ع سيرة العيال ما تصحيهم بقي خليني العب معاهم شويه قبل ما اروح ..
أروي " بتساؤل " : تروحي فين ؟!! انتي مش ماشيه من هنا الا اما تتغدي معانا ..
هايدي : بس ا ..
قاطعتها اروي ب اشارة من يدها و قالت : مفيش بس هتتغدي يعني هتتغدي .. قضي الأمر .. روحي انتي صحيهم بقي و انا هسبقك ع المطبخ ..
حملت صينيه الشاي و اتجهت صوب المطبخ .. اما هايدي نهضت هي الاخري كي تيقظ اطفال اختها ...
............................
في شركه الزيني تحديدا مكتب يوسف .. كان يجلس مع احد العملاء يناقش معه احدي المشروعات المطلوب تنفيذها ..
يوسف ( بعد أن أراح بظهره علي كرسيه ) : ب اذن الله 8 شهور و تكون مستلم المجمع ..
أحمد الحديدي ( العميل ) ( بعد ان اخذ رشفه من قهوته ) : 8 شهور كتير يا باش مهندس !!
يوسف ( تقدم في جلسته ل الامام و قال ب نبرة ثابته ) : لا طبعا مش كتير حضرتك .. ثم تابع .. ده مجمع مش عمارة ولا اتنين .. ثم اشار له ب سبابته .. حضرتك مجرب الشغل معانا قبل كده و عارف ان احنا لا بنماطل ولا ب نقصر في شغلناا ..
أحمد ( متأففا ) : تمام .. هنمضي العقود امته ..؟
يوسف ( اعتدل في جلسته ) : ع ماتخلص قهوتك .. يكون الأستاذ رافت مدير الشئون القانونيه جه و معاه العقود عشان نمضيهاا ..
ثم رفع سماعه هاتف مكتبه .. و ضغط علي زر الاتصال .. ثم تحدث ب لهجه أمر و صوت أجش ..
" مدام هيام .. اطلبي الاستاذ رأفت خليه يجي و معاه عقود مجمع الحديدي " ..
لم ينتظر ردها و اغلق الهاتف .. و توجه ب الحديث ل أحمد الحديدي ..
يوسف : أطلب لك فنجان قهوة كمان ؟!!
أحمد " ب امتنان " : متشكر ..
يوسف " ب عمليه " : خمس دقايق و يكون استاذ رأفت هنا و نمضي العقود ....
احمد " اومأ ب راسه " : تمام ..
.............................
.. ترجل عن سيارته .. بعد أن قام ب ركنها في جراج المنزل .. كاد ان يدلف للداخل .. و لكنه فضل البقاء عندما شاهدها و هي تترجل من سيارة الأجرة .. عقد ساعده امام صدره و استند علي مدخل بوابة المنزل .. و اخذ يتأملهاا جيدا
عندما راته سارة رمقته ب عدم اكتراث و عجلت من خطواتها ..
استبقته سارة علي الدرج الرخامي في حين كان هو خلفها يلحق بها ..
" هتفها بصوت حاد " : كنتي فين ؟!!
" اطبقت علي جفنيها ب حنق ثم زفرت بضيق " و استدارت له .. : كنت في الكليه !!
اقترب منهاا كثيراا .. و ضيق عينيه يتأملها ثم هتف بتساؤل .. : ايه اللي علي شفايفك ده ؟!!
زفرت ب حنق و اشاحت ب وجهها عنه بغضب ..
" قبض علي معصمها ب قوة و هتف " ..
يوسف : اما اكلمك تردي عليا و تبصي عدل .. " و أشار صوب راسها " .. : فاهمه ولا افهمك ب طريقتي ! ..
" هتفت ب وجع و هي تتلوي بين يديه " : اه اايدي انت بتوجعني كده ..!
" ترك كفهاا ب عنف ثم هدر قائلا " : و ايه اللي انتي لبساه ده كمان .. انتي مفكرة نفسك في بلاد بره ؟! ..
زفرت ب ضيق و تحدثت : ممكن تسيبني اطلع عشان تعبانه و مصدعه .. " و أخذت تحك ب اصابعها مقدمه راسها' " ..
يوسف : بس كده .. اتفضلي يا سنيورة .. واشاح ب ذراعه امامه كي يسمح لها ب الصعود ..
ركضت سريعا علي الدرج الرخامي بعد ان ولته ظهرها ..
ارتسمت علي ثغرة بسمه شيطانيه و هتف ب خفوت ..
طب اما ربيتك مبقاش انا ..
لحق بهاا ع الدرج .. كانت هي سبقته الي غرفتها .. كادت هي ان توصد الباب .. بادرها ب حركه مفاجاه ب كفه و ولج داخل غرفتها بعد ان قام بدفعهاا للداخل .. و اوصد الباب ب احكام ..
في حين كانت هي ب حاله صدمه بما يفعله .. " خفق قلبها ب شده ، ضيقت عينيها و صرت علي أسنانها بعد ان احتقن وجهها بالدماء " و قالت و هي تشيح ب يدها ""
سارة : ايه اللي بتعمله ده؟! اتفضل اطلع برة و الا والله هصرخ و الم عليك البيت كله ..
يوسف رمقها ب عدم اكتراث بعد ان جلس علي طرف سريرها .. رفع حاجباه ب تساؤل : "ها خلصتي ؟!! ثم أشار لخزانه ملابسها ب يده و قال ب ثبات : افتحي الدولاب ..
رمقته ب غضب و احتد صوتها : " اطلع برة اوضتي "
رد عليها ب استهزاء و ارتسم علي ثغرة ابتسامه سخريه : اوضتك اللي هي في بيتي ؟! .. هه .. افتحي الدولاب
لم تنتظر انتهاء حديثه .. و اتجهت صوب الباب و قامت ب فتحه علي مصرعيه .. و هتفت ب غيظ : اتفضل " و هي تشير ب يدها للخارج ..
نهض من مطرحه ب كل تباطؤ و هدوء و دفعها بخفه من كتفها ل تبتعد عن الباب .. و اغلق الباب ثانيه .. هتف و هو يتجه صوب الخزانه .." هفتحه انا "..
ثم استدار لها ب وجهه و رمقها ب استهزاء و قال .. " لو عايزه تلمي عليا اللي في البيت ياللا .. مستنيه ايه .. و شوفي انا هعمل ايه و هقول ايه ..
" زفرت ب حنق و رمقته ب ازدراء و اشاحت ب بصرها عنه للجهه الاخري ..
قام ب فتح خزانتها و شملها ب نظرة فاحصه .. اخذ يتمعن في كل قطعه من ثيابها ب تمهل .. رفع أحد الفساتين .. فستان دانتيل اسود بدون أكتاف .. و القاه ارضا .. و قال " ده ميتلبسش تاني ..
أمسك قطعه أخري و هو مضيق عينيه .. ايه دي .. ده عريان اووي .. * ثم تابع بعد ان القاها ارضا هي الاخري ..* متتلبسش بردو تاني *
" اخذت انفاسها ب التصارع بشكل ملحوظ و هتفت و هي تشيح له "
سارة : انت مش طبيعي انت مجنون. ..
رمقها ب غضب ثم تحرك من مكانه ب انفعال و قبض علي ذراعها ب عنف و احتدت نبرته " طولي لسانك ده تاني معايا و شوفي انا هعمل فيكي ايه .. "
هتفت ب تألم .. و انت لسه هتعمل .. ما انت عملت
ارخي قبضته .. و هتفها بلؤم .. و انا عملت ايه يعني .. قام ب جذب خصله من شعرها .. كان بامكاني اعمل اكتر من كده .. بس قولت بلاش
حقير .. رددتها و هي تدفعه عنها ..
منصحكيش انك تشوفي حقارتي .. ثم جذبها من خصرها حتي الصقها به .. ابتعدت ب وجهها و صدرها عنه و اطبقت عينيها ب شده و هتفت من بين اسنانها ابعد عني ..
يد تطبق ع خصرها ب احكام و الاخري سارت علي منحنياتها ب وقاحه .
اتسعت عيناها من وقاحته و قبل ان ترفع صوتها التهم شفاهها ب قبله اخرستها ..
ب عين مغمضه و ب عالم أخر لا ينتبه ل مقاومتها ولا لدموعها ..
لحظات و فاق من حالته .. استند برأسه علي جبينها كي يلتقط انفاسه ..
دفعته ب قوة فارتد للخلف علي اثرها نظرا لحالته ..
رمش ب عينيه عده مرات بعد ما انتبه ل نفسه و زفر ب حنق ثم رفع رأسه ب شموخ و ولاها ظهره و اتجه ب خطوات ثابته للخارج ..
صفعت الباب ب قوه بعد خروجه .. و استندت ب رأسها ع الباب و علي صوت بكائها و صوت يملؤه النحيب اخذت تردد ربنا ينتقم منك ....
.............................
دلف غرفته ب خطي سريعه و صفق الباب .. وقف في منتصف الغرفه ب اعين متسعه و وجهه محتقن و انفاسه متصاعده ..
استدار ب جسده و اتجه صوب المرآه .. وقف امامهاا و صدره يعلو و يهبط ب وضوح .. مسح ب كفه علي رأسه .. ثم تمتم ب تأنيب " سيبت نفسي كده ليه .. غبي .. انا ناقص اقولها اني بحبها "
هز رأسه بالرفض .. " أحب ايه انا مستحيل اني احبها اصلا "
اطلق زفيرا محتقنا .. ثم قام ب فك ازرار قميصه و اخذ منشفته و اتجه صوب المرحاض الخاص ب غرفته ..
........._......._........_......
صباح يوم جديد مشرق محمل ب الرياح الخفيفه .. يوم روتيني كسائر الايام السابقه ...
..........._...........
في مكتب رضوان البحيري .. كان يتطلع ع بعض الاوراق و يقوم ب توقيعهاا .. و استئذنت
ليلي السكرتيره الخاصه به للدخول بعد ان قرعت باب مكتبه ب لطف ..
ليلى : مستر رضوان .. خلاص يا فندم عملت انترفيو مع كذا بنت و لقيت واحده مناسبه متخرجه من معهد حاسب ألي و معاها كورسات انجليش ..
رضوان " ارتفع حاجبيه " و هتف سريعا : تمام اووي مستنيه ايه ؟!!
ليلي" بتهذيب " : مستنيه حضرتك تشوفها .. تسائلت .. عموما هي برة ممكن اخليها تدخل ؟!!
رضوان اردف قائلا : ياريت ..
اومأت ايجابا .. و قالت : ثواني يا فندم ..
شرعت للخروج .. و ما هي الا لحظات و دلفت هي و السكرتيرة الجديده ..
رضوان " و قد عقد حاجباه " " في بادئ الأمر لم يسترح ل مظهرها ..
شعرها مصبوغ ب اللون الأصفر .. وجهها لم يخلو من مساحيق التجميل * مكياج * الموضوع ب عنايه .. لا يقال عن مظهرهاا سوا انه مسموح به للسهرات و الافراح فقط ..
مساء الخير يافندم "هتفت بها السكرتيرة ب نبرة ناعمه مصطنعه و يد ممدوده ب السلام .. اردفت قائله * أنا يسرا ..
تبادلو السلام ب الايدي .. و قال ب نبرة جافه نورتي المكتب .." ثم اكمل "
رضوان : ياريت تتعلمي الشغل بسرعه من الانسه ليلي عشان خلاص مفيش وقت ...
هتفت ب نعومه مصطنعه : متخافش يا فندم انا بفهم بسرعه و ان شاء لله انول اعجاب حضرتك
نعم ؟!! قالها رضوان و هو يرفع احدي حاجبيه
"" تنحنحت "" احم .. قصدي علي شغلي يا فندم
تفحصها رضوان و هتف .. طب اتفضلو ع الشغل ياللا ..
ليلي : عن اذنك يا فندم ..
غادرا مكتب رضوان ب خطوات ثابته ..
زفر ب ضيق و تمتم ب خفوت .. شكلها مش بتاعت شغل و هتتعبني ربناا يستر بقي ..
اطبق ع جفنيه ..ثم تابع عمله ..
.......................
ب احدي الاحياء الراقيه ب القاهرة .. في فيلا جلال المنصورى " احد رجال الأعمال " لديه ابنه وحيده تدعي " سهر "
في غرفة سهر .. فتاه ب منتصف العشرينات .. تجلس امام المرآه تمشط شعرها ب عنايه .. ثم امسكت ب هاتفها و ضعطت عده مرات ثم وضعته علي اذنها ..
سهر : ياااااه و اااخيرا رديت عليا ..
المتحدث : .........
سهر ب عتاب : يعني انا كل ده موحشتكش ولا جيت ع بالك
المتحدث : ...........
سهر " ب نعومه و نبره حنين " : انت وحشتني اووي ياجو .. عاوزه اشوفك ..
المتحدث : ...........
سهر : خلاص نتغدا سوا انهارده ف النادي
المتحدث : ......
سهر : هتوحشني لحد ما اشوفك .. متتاخرش عليا سلام ..
اغلقت الهاتف و وضعته علي المنضده ثم التفتت لمرآتها و رفعت حاجبها ب اعجاب و هي تنظر ل نفسها .. تنهدت طويلا ثم اتجهت صوب خزانتها لكي تنتقي ملابسها ..
...........................
جامعه القاهرة .. في كليه التجارة .. كانت تجلس سارة مع صديقتها رغد في المقهي الخاص ب الكليه ..
رغد : لااا .. الواد ده مينفعش يتسكت عليه اكتر من كده .. قولي ل امه !!
سارة " تنهدت بضيق " : امه دي ست طيبه موت .. مستحيل تصدق عليه حاجه .. تابعت ب استهزاء .. دي مفكراه الواد المؤدب اللي مفيش منه ..
رغد : يعني ايه هتفضلي عايشه كده ؟!! حرام والله
ثم تابعت ب حزن .. والله كان ب ودي اخدك تعيشي معايا انا و امي .. بس من اخر مرة كنتي عندنا و الهمجي ابن عمك جه و اتهجم علينا و خدك غصب و امي بتقول ملناش دعوة ب حد
سارة " ب اسف " : كتر خيرها والله عندها حق .. كفايه الفضايح اللي عملها في المنطقه عندكو ..
رغد : طب و الحل ؟! ..
ساره : كلمتي خالك ب خصوص الشغل ؟!!
رغد " تنحنحت ب حرج " : احم .. خالي .. قال انا مش عاوز مشاكل
متنسيش ان يوسف ليه اسم ف السوق و معروف ..
سارة : مفيش حل اودامي حاليا غير اني اجتنبه ع اد مااقدر ..
رغد " هتفت ب مرح " : طب قومي ياللا انا عزماكي هاكلك شاورما سورى .. هتنسيكي الهم اللي انتي فيه ده
سارة .. " هزت راسها ب الرفض " لا شكرا ..
قاطعتها رغد ب حده : مفيش لا بكرة ابقي اعزميني انتي ياستي ..
و انطلقا للخارج سوياا ...
.......................
في نادي الجزيره المعروف ب المستوي الراقي لمشتركيه .. حيث لا يستطيع الاشتراك به سوا الطبقه المخمليه .. قديما كان يشتهر ب انه نادي الخديوى الرياضي ..
تجلس سهر علي طاوله في المطعم الموجود ب النادي .. في انتظار يوسف .
احد العاملين بالمطعم : تؤمري ب حاجه تانيه يا فندم غير القهوة ؟
سهر زفرت ب ضيق و هتفت ب تكبر : لأ
اخذت تفرك كفيهاا ب ضيق تارة .. و تنظر ب ساعه يدها تاره اخري ..
حتي شاهدته يدلف ل داخل المطعم يتجه صوبهاا حتي انفرجت اساريرهاا ..
اقبل عليها .. ب ملامح متهكمه .. نزع نظارته السوداء و رمقها بلا مبالاه ..
ازاحت كرسيها و نهضت عن مكانها ل تلقي عليه التحيه
ازيك يا جو " تمد يدها "
يوسف " ب تهكم" : تمام .. ازيك انتي ؟ ..
و جلس علي كرسيه .. و اخد يتجول ب عينيه في المكان ..
سهر : وحشتني اووي .. " نطقت بهاا و هي تناظره ب وله "
يوسف : ........
سهر : ايه يا جو .. هو انا موحشتكش ؟! ده احنا تقريبا بقالنا شهر و نص مش بنتكلم !!
يوسف قال ب ثبات : ليه بتقولي كده ؟! ..كل الموضوع بس بالي مشغول ب الشغل و كده.
سهر : جو انت هتعرفني امته ع مامتك ؟!. نفسي اتعرف عليها اووي و اتعرف ع اخواتك ..
يوسف زفر ب ضيق و هدر : مش وقته مش وقته
سهر هدرت ب غضب : اومال وقته امته يا جو ؟! .. ايه المشكله اما اتعرف عليهم ؟! .. ما انا خليتك تتعرف ع بابي ..
قال ب برود : انا مطلبتش اني اتعرف عليه انتي اللي جبتيه النادي هنا و عرفتيناا ببعض
و بعدين انا مقلتش ان فيه مشكله انك تعرفي اهلي بس مش وقته .. مضغوط في الشغل و ع اخري ..
سهر : بقالنا سنتين مع بعض .. و طول السنتين كنت مشغول و الشغل تاعبك ؟!!
يوسف اردف ب ضيق : يوووه مش هنخلص احنا هنتغدي ولا هنعكنن ع بعض ؟!
اشاحت ب وجهها بعيدا .. لم يعيرها انتباهه .. امسك ب قائمه الطعام الموضوعه علي المائده امامه .. و قام ب النظر بها سريعا و اشار ل احد العاملين ..
هاخد ستيك ب صوص المشروم و اسباجيتي
اتجه بحديثه صوب سهر .. هتطلبي ايه ..
نظرت له طويلا و هتفت .. زيك