7
كانت مالينا في غرفتها تبحث بين كتب قد إستعارتها من مجنون يدعي أنه ساحر عندما كانت في بلدها، قبل أن تبدأ بقراءة محتوى إحدى الكتب طرق أحدهم باب غرفتها بقوة.
نهضت بسرعة، من العاقل الذي قد يزورها في وقت كهذا رغم أنها نبهت الكل بعدم إذعاجها مهما حدث.
فتحت الباب بيد أنها لم تجد أي شخص في الخارج.
نظرت حول غرفتها و الي آخر الممر، المكان كان ساكنا، لمحت مالينا من بعيد كاينر الذي يرتدي سترة متجه صوب العربة، كأنه سيغادر أو سيذهب الي مكان ما.
عادت بسرعة إلي داخل غرفتها وضعت عطرها الفرنسي قوي الرائحة عطرها مغري لأبعد الحدود، إرتدت وشاحها الزهري و أسرعت حتى تلحق به.
في الطريق إرتطمت بدوناتيلو، فوقعت على الارض و سكب على وشاحها زيت السيارات التى كان يحمله دوناتيلو في القناني التي كانت بين زراعيه.
" الأ تنظرين أمامك يا فتاة؟"
صاح دوناتيلو
" عفوا!
أنت الذي إعترضت طريقي أولا "
ردت مالينا و الحسرة على وجهها فقد كان ذلك وشاحها الوحيد المصنوع يدويا بحب و بهاء.
"دوناتيلو أسرع علينا الذهاب الي السوق لإستلام المعدات الجديدة، ماذا أنت فاعل؟"
قال كاينر بصوت عالي و هو يقف يراقب الشجار بين مالينا و دوناتيلو.
نهضت مالينا و هي تمسح البقع عن وشاحها بمنديل أخرجته من حقيبتها، كانت تعلم أن كاينر لن يسمح لها بالذهاب معهم، فلم تقترح الفكرة ، حزنت هي و عادت أدراجها إلي غرفتها.
جلست أمام المرآة و بدأت تحادث نفسها.
"ما الذي ينقصني ؟
ألست جميلة ما الذي يكفي للفت إنتباهه إلي؟"
همست و هي تلامس خدها بأناملها ببطء تنزلق الي رقبتها و تستقر حيث القلادة التي كانت تمسكة بها بقوة.
" يا صح أعلم أن هذا ليس من شأني و لكن مالينا معجبة بك"
قال دوناتيلو و هو يحادث كاينر الذي كان يضع سماعات الأذن بينما يقود العربة غير مباليا بما يقوله دوناتيلو.
" ألهذا تعمدت إيقاعها بتلك الطريقة قبل قليل؟"
رد كاينر ثم حدق بدوناتيلو الذي كان يحدق به هو الآخر و كأن أحدهم على وشك القضاء على أخيه.
" إذن!
ما قولك؟"
تحدث دوناتيلو بعد فترة من الصمت بينهما.
" لا رغبة لي في نساء بشريات عاديات، أود ما هو خارج عن نطاق الإستيعاب"
رد كاينر الذي برقت عيناها بمجرد تذكرة لتلك الحسناء قرمزية العينين تبسم بدفيء فطيفها قد عاد يشغل باله .
"غريب أمرك"
قال دوناتيلو الذي ضحك من فرط الفرح، هو يردها لمالينا لنفسه كان عازما على فعل ما يتطلبه الأمر لكسبها و جعلها ملك له.
وصل كاينر و دوناتيلو إلي السوق الذي يقام مرة كل إسبوع في منطقة تبعد خمسة كيلو متر من تلك القرية التي تسمي إيكشت في الاتجاه الجنوب الغربي، كان هنالك عدد من القرى التي يتجمع فيها تجارها و يعرضون أفضل ما عندهم من بضائع و سلع و خير ما أنتجته أراضيهم الخصبة، كأن كل شخص ينافس الأخر في ما سيبيعه، إن التعامل بينهم كان يوحي بروح تنافسية لتقديم كل جميل بإبتسامة و وجه بشوش يجعلك تتوقف و تشتري من كل المحلات جميع ما يملكون.
هنالك بالزاوية عند محل رجل يبيع الأواني المنزلية ركن دوناتيلو العربة بالقرب من المنطقة الفارغة هناك، سارا بعدها لبضع دقائق يمتعان أعينهما بمنظر لم يسبق لهما رويته، لقد كان السوق مفعما بالحياة ينبض شغفا و حماس.
هنالك نوع من القرع تم تزينه بالخرز و طلاءه بمادة جعلت منه لامعا ملفتا للنظر، و هنالك العديد من المصنوعات اليدوية التي تجعلك تقف و تبدي تعجبك بما يصنعون.
قابلهما رجل ذا بشرة بيضاء و حاجبين كثيفين يكاد يغطيان عينيه، كان يرتدي ثوبا فخما، كان مختلف عن بقية المواطنين في السوق، به هالة من الهيبة
.
" تحياتي!"
قال الرجل و هو يصافح كاينر و دوناتيلو بقبضة قوية و ثقة عالية.
" سررت للقائك أيها الطبيب لويس"
قال دوناتيلو و هو يبتسم بفرح، و كأن السعادة تقف أمامه.
إن الطبيب لويس قد قدم من لندن قبل عشرة أعوام و لم يعد الي دولته الأم منذ تلك اللحظة، فقد قرر البقاء و مساعدة المحتاجين هنا حيث لا أحد من العالم الخارجي يكترث لمعاناتهم بالرغم من أن هذة القارة من أغنى قارات العالم إلا و أنها تعد الأكثر إرتفاع لمعدلات الفقر .
" شكرا لتطوعكم للعمل معنا، أقدر جهودكم المبذولة، كان لابد لي أن ألتقي بكامل طاقم العمل قبل مدة من الأن إلا و أن الظروف قد حالة دون ذلك، أقدم خالص أسفي"
قال الطبيب لويس.
" لا عليك يا سيدي فنحن نؤدي واجبنا و يسعدنا أن نعمل مع حضرتك"
قال كاينر و هو يكن له الأحترام منذ الصغر.
" تفضلوا معي لنحتسي بعض الشاي، إن المعدات الطبية الجديدة هناك بالداخل."
قال الطبيب لويس.
إستمروا بالمسير حتى وصلو الي غرفة مبنية بالطوب الأحمر على مسافة ليست بالبعيدة من السوق.
جلسوا على الكرسي و إحتسوا بعض الشاي، كانت الغرفة مليئة باللوحات الفنية رائعة التشكيل و المنظر .
" بالإضافة لمهنتي كطبيب، أحب الرسم و أرسم من حين لآخر"
قال الطبيب لويس حينما رأى تفاجأ دوناتيلو باللوحات المعلقة في الغرفة.
" إنك حقا لشخص عظيم"
رد دوناتيلو الذي كان فؤاده ينبض بالسرور للقائه الطبيب لويس، فهو يريد أن يصبح مثله و كان يعمل طوال الفترة السابقة على أن يتبع خطاه فهو في نظره الدليل و المرشد.
" سيدي أستسمحك عذراً ، علينا الإسراع بنقل الأدوات فالأوضاع في القرية لا تبشر بالخير، كما أننا نعاني نقصا في الممرضين"
قال كاينر بحزم.
" حسنا يا رجال، تفضلوا معي، كنت على وشك أخذكم الي المخزن، إحذروا من الأفاعي فهي موجودة هنا و بكثرة"
رد الطبيب لويس بإبتسامة غريبة.
كان المخزن بالقرب من بئر عند الجهة الشرقية، كان البئر عميقا، خاليا من أي أثر من المياه، و كأنه بئر جاف لا قعر له.
السكون عم المنطقة بصورة مخيفة كادت الشمس أن تغرب و ضوءها الذهبي ينعكس على الثرى و أوراق الحشائش.
" دو... نااتي...لو
دوناتيلو"
سمع دوناتيلو أحدهم يناديه، فتلفت حوله، لكنه لم يجد أي شخص، لم يكن ذلك صوت كاينر و لا الطبيب لويس، فهما قد تقدما و هو يتبعهما من الخلف .
" دوناتيلو ساعدني"
تكرر الصوت مجددا و بصورة مخيفة.
" م م من هناك؟"
همس و هو يمسح العرق الذي كان يتصبب من وجهه.
لم يجب أحد عليه.
" هيا لما تقف و تحدث نفسك مالأبله تعال و ساعدني"
قال كاينر و هو يرفع الصناديق الثقيلة كان المخزن مظلماً فأشعلوا الشموع ليتمكنوا من رؤية ما في الداخل.
تقدم دوناتيلو و رفع بعض الصناديق الي الخارج، كان واثق أنه قد سمع شخص ما يناديه بإسم، إنه حتى لم يحن موعد النوم حتى تراوده الاحلام.
" دوناتيلو
دوناتيلو
لما لا تريد مساعدتي"
قال الصوت و قد هبت رياح قوية كتب على الارض بالقرب من قدم دوناتيلو جملة( سأقتلك إن لم تساعدني)
مسح دوناتيلو عينييه بسرعة و نظر الي حيث كتبة تلك الجملة فلم يجد أي أثر لها، تراجع عدة خطوات للخلف، حتى سقطت على الأرض بقوة.
" أرأيت ما رأيت؟"
سأل دوناتيلو و أسنانه ترتجف
" أرى انك تعثرت و سقطت.
ماذا جرى لك؟
هل أنت بخير؟"
قال الطبيب لويس و هو يساعده على النهوض.
نهضت بسرعة، من العاقل الذي قد يزورها في وقت كهذا رغم أنها نبهت الكل بعدم إذعاجها مهما حدث.
فتحت الباب بيد أنها لم تجد أي شخص في الخارج.
نظرت حول غرفتها و الي آخر الممر، المكان كان ساكنا، لمحت مالينا من بعيد كاينر الذي يرتدي سترة متجه صوب العربة، كأنه سيغادر أو سيذهب الي مكان ما.
عادت بسرعة إلي داخل غرفتها وضعت عطرها الفرنسي قوي الرائحة عطرها مغري لأبعد الحدود، إرتدت وشاحها الزهري و أسرعت حتى تلحق به.
في الطريق إرتطمت بدوناتيلو، فوقعت على الارض و سكب على وشاحها زيت السيارات التى كان يحمله دوناتيلو في القناني التي كانت بين زراعيه.
" الأ تنظرين أمامك يا فتاة؟"
صاح دوناتيلو
" عفوا!
أنت الذي إعترضت طريقي أولا "
ردت مالينا و الحسرة على وجهها فقد كان ذلك وشاحها الوحيد المصنوع يدويا بحب و بهاء.
"دوناتيلو أسرع علينا الذهاب الي السوق لإستلام المعدات الجديدة، ماذا أنت فاعل؟"
قال كاينر بصوت عالي و هو يقف يراقب الشجار بين مالينا و دوناتيلو.
نهضت مالينا و هي تمسح البقع عن وشاحها بمنديل أخرجته من حقيبتها، كانت تعلم أن كاينر لن يسمح لها بالذهاب معهم، فلم تقترح الفكرة ، حزنت هي و عادت أدراجها إلي غرفتها.
جلست أمام المرآة و بدأت تحادث نفسها.
"ما الذي ينقصني ؟
ألست جميلة ما الذي يكفي للفت إنتباهه إلي؟"
همست و هي تلامس خدها بأناملها ببطء تنزلق الي رقبتها و تستقر حيث القلادة التي كانت تمسكة بها بقوة.
" يا صح أعلم أن هذا ليس من شأني و لكن مالينا معجبة بك"
قال دوناتيلو و هو يحادث كاينر الذي كان يضع سماعات الأذن بينما يقود العربة غير مباليا بما يقوله دوناتيلو.
" ألهذا تعمدت إيقاعها بتلك الطريقة قبل قليل؟"
رد كاينر ثم حدق بدوناتيلو الذي كان يحدق به هو الآخر و كأن أحدهم على وشك القضاء على أخيه.
" إذن!
ما قولك؟"
تحدث دوناتيلو بعد فترة من الصمت بينهما.
" لا رغبة لي في نساء بشريات عاديات، أود ما هو خارج عن نطاق الإستيعاب"
رد كاينر الذي برقت عيناها بمجرد تذكرة لتلك الحسناء قرمزية العينين تبسم بدفيء فطيفها قد عاد يشغل باله .
"غريب أمرك"
قال دوناتيلو الذي ضحك من فرط الفرح، هو يردها لمالينا لنفسه كان عازما على فعل ما يتطلبه الأمر لكسبها و جعلها ملك له.
وصل كاينر و دوناتيلو إلي السوق الذي يقام مرة كل إسبوع في منطقة تبعد خمسة كيلو متر من تلك القرية التي تسمي إيكشت في الاتجاه الجنوب الغربي، كان هنالك عدد من القرى التي يتجمع فيها تجارها و يعرضون أفضل ما عندهم من بضائع و سلع و خير ما أنتجته أراضيهم الخصبة، كأن كل شخص ينافس الأخر في ما سيبيعه، إن التعامل بينهم كان يوحي بروح تنافسية لتقديم كل جميل بإبتسامة و وجه بشوش يجعلك تتوقف و تشتري من كل المحلات جميع ما يملكون.
هنالك بالزاوية عند محل رجل يبيع الأواني المنزلية ركن دوناتيلو العربة بالقرب من المنطقة الفارغة هناك، سارا بعدها لبضع دقائق يمتعان أعينهما بمنظر لم يسبق لهما رويته، لقد كان السوق مفعما بالحياة ينبض شغفا و حماس.
هنالك نوع من القرع تم تزينه بالخرز و طلاءه بمادة جعلت منه لامعا ملفتا للنظر، و هنالك العديد من المصنوعات اليدوية التي تجعلك تقف و تبدي تعجبك بما يصنعون.
قابلهما رجل ذا بشرة بيضاء و حاجبين كثيفين يكاد يغطيان عينيه، كان يرتدي ثوبا فخما، كان مختلف عن بقية المواطنين في السوق، به هالة من الهيبة
.
" تحياتي!"
قال الرجل و هو يصافح كاينر و دوناتيلو بقبضة قوية و ثقة عالية.
" سررت للقائك أيها الطبيب لويس"
قال دوناتيلو و هو يبتسم بفرح، و كأن السعادة تقف أمامه.
إن الطبيب لويس قد قدم من لندن قبل عشرة أعوام و لم يعد الي دولته الأم منذ تلك اللحظة، فقد قرر البقاء و مساعدة المحتاجين هنا حيث لا أحد من العالم الخارجي يكترث لمعاناتهم بالرغم من أن هذة القارة من أغنى قارات العالم إلا و أنها تعد الأكثر إرتفاع لمعدلات الفقر .
" شكرا لتطوعكم للعمل معنا، أقدر جهودكم المبذولة، كان لابد لي أن ألتقي بكامل طاقم العمل قبل مدة من الأن إلا و أن الظروف قد حالة دون ذلك، أقدم خالص أسفي"
قال الطبيب لويس.
" لا عليك يا سيدي فنحن نؤدي واجبنا و يسعدنا أن نعمل مع حضرتك"
قال كاينر و هو يكن له الأحترام منذ الصغر.
" تفضلوا معي لنحتسي بعض الشاي، إن المعدات الطبية الجديدة هناك بالداخل."
قال الطبيب لويس.
إستمروا بالمسير حتى وصلو الي غرفة مبنية بالطوب الأحمر على مسافة ليست بالبعيدة من السوق.
جلسوا على الكرسي و إحتسوا بعض الشاي، كانت الغرفة مليئة باللوحات الفنية رائعة التشكيل و المنظر .
" بالإضافة لمهنتي كطبيب، أحب الرسم و أرسم من حين لآخر"
قال الطبيب لويس حينما رأى تفاجأ دوناتيلو باللوحات المعلقة في الغرفة.
" إنك حقا لشخص عظيم"
رد دوناتيلو الذي كان فؤاده ينبض بالسرور للقائه الطبيب لويس، فهو يريد أن يصبح مثله و كان يعمل طوال الفترة السابقة على أن يتبع خطاه فهو في نظره الدليل و المرشد.
" سيدي أستسمحك عذراً ، علينا الإسراع بنقل الأدوات فالأوضاع في القرية لا تبشر بالخير، كما أننا نعاني نقصا في الممرضين"
قال كاينر بحزم.
" حسنا يا رجال، تفضلوا معي، كنت على وشك أخذكم الي المخزن، إحذروا من الأفاعي فهي موجودة هنا و بكثرة"
رد الطبيب لويس بإبتسامة غريبة.
كان المخزن بالقرب من بئر عند الجهة الشرقية، كان البئر عميقا، خاليا من أي أثر من المياه، و كأنه بئر جاف لا قعر له.
السكون عم المنطقة بصورة مخيفة كادت الشمس أن تغرب و ضوءها الذهبي ينعكس على الثرى و أوراق الحشائش.
" دو... نااتي...لو
دوناتيلو"
سمع دوناتيلو أحدهم يناديه، فتلفت حوله، لكنه لم يجد أي شخص، لم يكن ذلك صوت كاينر و لا الطبيب لويس، فهما قد تقدما و هو يتبعهما من الخلف .
" دوناتيلو ساعدني"
تكرر الصوت مجددا و بصورة مخيفة.
" م م من هناك؟"
همس و هو يمسح العرق الذي كان يتصبب من وجهه.
لم يجب أحد عليه.
" هيا لما تقف و تحدث نفسك مالأبله تعال و ساعدني"
قال كاينر و هو يرفع الصناديق الثقيلة كان المخزن مظلماً فأشعلوا الشموع ليتمكنوا من رؤية ما في الداخل.
تقدم دوناتيلو و رفع بعض الصناديق الي الخارج، كان واثق أنه قد سمع شخص ما يناديه بإسم، إنه حتى لم يحن موعد النوم حتى تراوده الاحلام.
" دوناتيلو
دوناتيلو
لما لا تريد مساعدتي"
قال الصوت و قد هبت رياح قوية كتب على الارض بالقرب من قدم دوناتيلو جملة( سأقتلك إن لم تساعدني)
مسح دوناتيلو عينييه بسرعة و نظر الي حيث كتبة تلك الجملة فلم يجد أي أثر لها، تراجع عدة خطوات للخلف، حتى سقطت على الأرض بقوة.
" أرأيت ما رأيت؟"
سأل دوناتيلو و أسنانه ترتجف
" أرى انك تعثرت و سقطت.
ماذا جرى لك؟
هل أنت بخير؟"
قال الطبيب لويس و هو يساعده على النهوض.