الفصل الثالث

نزلت "ليلي" درجات الفيلا تتبعها خادمتها بحقيبه هاند باج
, كانت ترتدى بنطلون جينز وبالطو أحمر شكل مع شعرها الأشقر المتطاير لوحة فنية مثيرة
.. وجدت عزمي قد خرج من سارته بعدما فتح له السائق الباب :
حبيبي وحشتيني
وانت كمان
قبلته ليلي على وجنتيه , ابتسم لها عزمي :
جاهزة؟
جاهزة أوى يلا بينا
والدتك موجودة ؟
ايوة جوه
طيب حبيبي ما يصحش آجي هنا وتكون والدتك موجودة وأنا ما أسلمش عليها
"ليلي" وهى تحاول أن تخفى ضيقها : اهاا طيب يلا بسرعة سلم عليها

دخل الاثنان الفيلا واستقبلتهما "نادية" التى سلمت على "عزمي" : "عزمي" ازيك يا حبيبى

الحمد لله .. ازى حضرتك مدام "نادية"
بخير يا "عمر" .. رجعتوا تانى ليه .. "ليلي" نسيتي حاجة
لا يا مامى "عزمي" حب يسلم عليكي أما عرف انك موجودة
ابتسمت "نادية" قائله : حقيقي يا عزمي كلك ذوق
ليلي" : يلا يا "عزمي" بأه
"نادية" : مستعجلة ليه يا "لولا" لسه مشبعناش من "عزمي" , ان شاء الله بعد ما ترجعوا من شرم كل العيلة يا "عزمي" معزومة عندنا
- تسلمي يا مدام "نادية" أكيد طبعاً يشرفنا اننا نلبي دعوة حضرتك
- "نادية" : صحيح يا "عمر" هتجيب ايه لنانسي هدية الخطوبة .. اوعى تكون سفرية شرم هى هدينها كدة هقول عليك بخيل على طول
"عزمي" : لا طبعاً مقامها عندى أكبر من كدة
قال ذلك ثم أخرج من جيب معطفه علبه قطيفة والتفت الى "عزمي" قائلاً :
- مبروك عليكي يا حبيبتى
- قالت "ليلي" وقد لمعت عيناها من الفرحة : ميرسي يا "عزمي"

فتحت العلبة لتجد سوار رائع من الماس , كادت :نادية: أن تشهق من فرط حماستها لرؤية السوار والتقت عينها بعين ابنتها وقد اتسعت عيناها هى الأخرى , التفتت "ليلي"
الى "عزمي" قائلة بدلع :
- لبسهولى انت يا "عزمي" بليز

نظرت "نادية لـ "ليلي" نظرة رضى وقد أعجبها ما فعلت ’ ألبسها "عزمي" السوار فى يدها اليسرى فتحسيته بيدها اليمني وداعبت فصوصه التى تساوى كل منها مبلغاً
لا يستهان به , ثم طبعت قبلة على وجنة "عزمي" قائلة :
حبيبي ميرسي بجد على الهدية الجميلة دى
"عزمي" مبتسماً : المهم انها تكون عجبتك
نظرت اليه نظرات معبرة قائلة : عجبتنى جدا كفاية انها منك انت

قالت فجأة بمرح : يلا بأه عشان منتأخرش أكتر من كدة
- التف " عزمي" الى "نادية" قائلاً : مع السلامة يا مدام "نادية"
- مع السلامة يا "عزمي" .. مع السلامة يا "ليلي" .. خلى بالك منها مش هوصيك
- دى فى عنيا متقلقيش عليها

تابعتهما "نادية" بعينيها وابتسامة كبيرة مرسومة على شفتيها حتى ركبا الاثنان السيارة وانطلقا الى المطار ومنه الى شرم.

بعد صلاة المغرب رن جرس الباب ففتح "عادل" واستقبل القادم :

- أهلاً بيك يا "مصطفى" يا ابني اتفضل
-أهلاً بيك يا عمى ازى صحتك
دخل "مصطفى" حاملاً علبة جاتوه كبيرة
- بخير يا ابني اتفضل اعد .. ليه بس مكلف نفسك
- لا أبداً ده فضلة خيرك يا عمي

جلس "مصطفى" وتوجه "عادل" الى المطبخ ليجد "فيحاء" وأمها يعدان العصير , نظر اليها قائلاً :
- يلا يا "فيحاء" يا بنتى خطيبك جه بره

ازدادت سرعة دقات قلبها عندما سمعت كلمة (خطيبك) فلكم تمنت سماعها وها هى أحلامها تتحقق شيئاً فشيئاً , حملت صنية العصير والكيك وتوجهت الى الصالون بعدما ألقت
نظرة على نفسها فى المرآة المعلقة علي الحائط بجوار الحمام , دخلت اللى الصالون قائله :
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
توجهت حيث يجلس "مصطفى" وقدمت اليه العصير قائله :
- اتفضل
- متشكر تسلم ايدك
وضعت "فيحاء" الصنية على المنضدة الصغيرة التى أمامه وجلست فى مقعد بعيد عنه
- " عادل" : اتفضل يا "مصطفى" يا ابني.. دوق عمايل عروستك شوف هيعجبك ولا لأ
- طالما هى اللى عملاه أكيد هيعجبني
ضحك "عادل" .. ودخلت "سهام" مرحبة به :
- ازيك يا "مصطفى" يا ابنى وازى الست الوالدة والحج ان شالله يكونوا بخير
نهض "مصطفى" ومد يده وسلم عليها قائلاً:
- الحمدلله بخير يا طنط بيسلموا على حضرتك
- "عادل" : شوية وراجعلك يا "مصطفى" .. البيت بيتك
- براحتك يا عمي اتفضل

خرج "عادل" جاذباً معه "سهام" وتركا "مصطفى" و "فيحاء" بمفردها لأول مرة بعد الخطوبة

- ازيك يا "فيحاء"
-ردت "فيحاء" بخجل وهى تنظر الى الأرض : الحمد لله
- ايه .. كل مرة هتفضلى بصه للأرض كدة ؟
-ابتسمت بخجل قائله : يعني لسه مخدتش على حضرتك
- وكمان حضرتك ..لأ كدة كتير احنا خلاص بقينا مخطوبين
تناول "مصطفى" قطعة من الكيك الذى أمامه , ثم نظر اليها قائلاً :
- تسلم ايدك شكلك ممتازة فى المطبخ
ابتسمت قائله : ماما عودتنى أنا و "لميا" على دخول المطبخ من صغرنا
- ممتاز يعني دكتورة وفى نفس الوقت ست بيت كمان
اتسعت ابتسامه "فيحاء" وسعدت كثيراُ لهاذا الإطراء

- احم احم .. "فيحاء" أنا هطلب من والدك اننا نخرج مع بعض بكرة .. يعني عشان نتعرف على بعض أكتر ونكون براحتنا أكتر
- مفيش مشكلة بس هسأل الأول "لميا" اذا كانت فاضية بكرة ولا لأ
- "مصطفى" بإستغراب : "لميا" مين ؟
- "لمياء " أختى
- ضحك "مصطفى" قائلاً : أنا عايز أخرج معاكى انتى مش مع أختك
- ما أنا فاهمة .. بس مينفعش نخرج من غير "لمياء"
- قال لها بحده : ليه مينفعش يعني ؟
- قالت بحرج : كده .. عشان مينفعش أنا وحضرتك نخرج لوحدنا
- قال وقد ازدادت حدته : أنا خطيبك مش واحد من الشارع

- تضايقت "فيحاء" وازداد ارتباكها بسبب حدته : مش قصدى .. بس مينفعش نخرج لوحدنا قبل كتب الكتاب
- ما تقلقيش .. لو على باباكى أنا هعرف أقنعه
- قالت له بحزم : ما أعتقدش ان بابا ممكن يوافق وحتى لو وافق أنا مستحيل أخرج معاك لوحدى .. لو مصر على الخروج لازم "لميا" أختى تكون معانا

استسلم "مصطفى" مضطراً لوجود "لميا" معهما .. لكنه شعر بالضيق من هذا الأمر فكم كان يتمنى أن يخرجا بمفردهما مثلما يفعل أصدقائه مع الخطيبه .. كان يتوقع مثل
هذه العلاقة وأن يُباح له الخروج والتجاوز بما انه قد أصبح خطيبها .. لكنه لم يتوقع أن يخطب بنت تفكر بهذه الطريقة.


تناولت " كريمة" هاتفها واتصلت بـ " عمر " أتاها صوته عبر الهاتف :

- السلام عليكم حبيبة قلبي
- وعليكم السلام .. وصلت بالسلامة يا "عزمي" ؟
- أيوة يا أمى الحمد لله
- طيب يا ابنى كنت بتطمن عليك .. "ليلي" جمبك ؟
- لأ "ليلي" فى اوضتها أنا آعد تحت فى المطعم منتظرها
- طيب يا حبيبى سلملى عليها
- يوصل يا أمى .. مع السلامة
- مع السلامة

انهى المكالمة ووضع هاتفه على طاولة الطعام أمامه , نظر الى ساعته وأخذ يتململ فى جلسته , كان يرتدى سترة داكنة اللون أضفت عليه وسامة وجاذبية كبيرة .. لم ينتبه
لنظرات تلك الفتاة التى تجلس على الطاولة التى أمامه .. كانت تتفرس فيه بجرأه .. وتلك التى تجلس على يمينه تختلس اليه النظر رغم جلوسها مع رجل .. كان "عزمي"
يعلم تماماً بأنه محط أنظار النساء بل ومحط أطماعهن أيضاً .. ورغم ثقته الكبيرة فى نفسه إلا أنه لم يتلفت أبداً لتلك العلاقات العابرة ولا لتلك النساء اللاتى
يحاولن ايقاعه فى شباكهن ونيل صداقته .. كان التفكير بالمرأة يمثل له معنى واحد فقط .. وهو الحب الذى يتوج بالزواج والاستقرار .. فلم يكن رجل هوائي أو عابث
.. بل كان جاداً نشيطاً طموحاً .. نظر مرة أخرى الى ساعته وأمسك هاتفه وأوشك على الاتصال بها عندما وجدها تتوجه نحوه. نهض "عزمي "وعلامات العبوس واضحه على محياه
.. أزاح لها الكرسى المواجه له لتجلس عليه

- أنا واقعة من الجوع .. ياريت تطلبلنا الأكل

عندما لم تتلقى رداً رفعت نظرها اليه فواجهتها نظراته الصارمة .. لم تفهم "ليلي" سبب تلك النظرات .. فقالت له :

- ايه فى حاجة ؟ مالك ؟

- ايه اللى انتى لابساه ده ؟

نظرت الى فستانها زهرى اللون الذى يصل الى ركبتها ويكشف عن ذراعيها وعنها وجزء من مقدمة صدرها , رفعت نظرها اليه قائلة :

- ايه ماله ؟ وحش؟ ده فستان من تصمم ....
- قاطعها فى صرامة : ما يهمنيش مين صممه .. انتى مش شايفة انه مفتوح زيادة عن اللزوم

- قالت بتأفف : مفتوح ايه يا "عزمي" .. ما الناس كلها بتلبس كده

- أنا ماليش دعوة بالناس .. ليا دعوة بواحدة بس من الناس وهى انتى يا "ليلي"

- محسسنى انى لابسه لبس فاضح .. ده فستان عادى جدا ومحترم

- ده محترم ؟!

- والله ده لبسي وانت شايف لبسي من أول ما اتعرفنا .. احنا اتعرفنا لمدة 3 شهور قبل الخطوبة وشوفتنى بلبس أصعب من كدة كمان

- أيوة قبل كدة مكنش في رابط بيربطنا ببعض أما دلوقتى انتى خطيبتي يعني اللى يمسك يمسنى .. وأنا ما أحبش مراتى حد يشوف جسمها غيري أنا وبس

- صاحت بغضب : شوية شوية تقولى غطى شعرك

- لأ مش هقولك البسيه دلوقتى .. أنا عارف انك لسه مش مستعدة للخطوة دى

- انفعلت قائله : لا دلوقتى ولا بعدين .. بص يا "عزمي" أنا كدة عشت واتربيت كدة ومش ممكن أبداً ألبس البتاع ده على شعرى .. انت عايز تدفنى بالحيا

- قال بصرامة : ادفنك بالحيا عشان بغير عليكي ومش عايز راجل غيري يشوف أى حاجة منك

- الكلام ده ما يقولوش راجل راقى ومثقف زيك .. وبعدين انت جايبنى هنا عشان تعكنن عليا وتتخانق معايا

- حاول "عزمي" احتواء الموقف قائلاً : لا مش جايبك عشان أعكنن عليكي يا "ليلي" .. بس راعي انى راجل وبغير على مراتى

- قالت بدلال وهى تحاول تغيير الموضوع : مش لما أبقى مراتك

أمسك يدها وقبلها ووضعها على وجنته ونظر الى عينيها قائلاً : قريب أوى هتكونى مراتى .. مراة "عزمي نور الدين "

وهنا حضر النادل ليسألهما ماذا يحبان ان يشربون

يا مامي ده بجد متزمت جداً وتفكيره غريب .. تصورى كنت لابسه فستان على الركبة بيقولى انه مكشوف أمال لو شافنى فى البكيني كان قال ايه

قالت "نادية" عبر الهاتف : حاولى تمتصى غضبه وتكسبيه على أد ما تقدرى

أنا مش متخيلة ازاى واحد فى مركزة وفى مستواه يفكر بالإسلوب المتخلف ده .. عايز يرجعنا لزمن سي السيد .. هو يأمر وأمينة تنفذ . وأمشي فى الشارع بالملاية اللف
.. ما بنات عمته بيلبسوا نفس ستايلي محدش بيوجهلهم كلام ليه

"ليلي "حبيبتي حاولى تسيطرى على أعصابك شوية

مش قادرة ده بجد انسان مستفز وقال ايه عايزنى أغطى شعرى ناقص يقولى اعدى فى البيت وماتخرجيش الا بإذني

لا مش للدرجة دى "عزمي" انسان متحضر وابن ناس ومتعلم

ما هو واضح التحضر !

خلاص يا "ليلي" أقفلى على السيرة دى .. وحاولى تكسبيه وتطاوعيه وتوافقيه على كلامه حتى لو مش هتنفذيه بعد كده .. المهم دلوقتى ان الدبلة اللى فى ايدك تتنقل
لايدك الشمال بأسرع وقت

قالت بغنج : متقلقيش "عزمي" بقا زى الخاتم فى صباعى

أيوة كدة ده الكلام اللى عايزة أسمعه .. يلا باى عشان خارجه
باى.

انتهت "فيحاء" من ارتداء ملابسها وخرجت حيث يجلس "مصطفى" ووالدها ووالدتها وأختها "لمياء" , بمجرد أن رآها "مصطفى" نهض ومد يده ليسلم عليها :

ازيك يا "فيحاء"
فيحاء" : الحمد لله

وقفت أمام يده الممدودة بالسلام اليها لا تدرى ماذا تفعل , فهى ليست معتادة على السلام على الرجال بيدها وفى نفس الوقت لا تريد احراجه , تمتمت بصوت منخفض

معلش أنا اسفة مش بسلم بالإيد

شعر "مصطفى" بمزيد من الضيق والحرج , سحب يده وجلس فى مكانه وعلامات التبرم ظاهرة على محياه قال فى نفسه ( قال ما بتسلمش بالايد قال ده أنا شكلى هشوف معاكى
أيام بمبي منقطة باسود ) , جلست "فيحاء" على المقعد الفارغ بجوار والدها

- "عادل" : ما فيهاش حاجة يا بنتى أما تسلمي عليه ده برده خطيبك

لم ترد "فيحاء" لأنها لا ترغب فى الجدال مع والدها أمام "مصطفى".. جلسوا قليلاً ثم انصرف "مصطفى" و "فيحاء" و "لميا" معاً.



التف ثلاثتهم حول مائدة أحد المطاعم التي تطل على البحر , كان الوضع غريباً بالنسبة لـ "فيحاء" فهذه هى المرة الأولى التى تخرج فيها مع رجل ولم تستطع حتى الآن
أن تعتاد عليه كخطيب .

حاول "مصطفى" استدراكها للاشتراك فى الحديث معه و بالفعل تخلت "فيحاء" شيئاً فشيئاً عن جمودها وشاركته الحوار .. تحدث عن عمله وعن أسرته وعن أحلامه ونظرته
للمستقبل .. أعجبت "فيحاء" بطموحة وتفائله .. تحدثت معه عن دراستها وعن رغبتها فى العمل والتى لم تضعها حيز التنفيذ .. كانت "لميا" صامته معظم الوقت تفسح
لهما المجال ليتحدثا معاً .. كانت سعيدة برؤية أختها وهى تعتاد شيئاً فشيئاُ على خطيبها .. كانت "فيحاء" أيضاً فى غاية السعادة لأنها وجدت موضوعات مشتركة كثيرة
يتحدثان فيها .. كانت "فيحاء" شخصية قوية واثقة فى نفسها لكن حيائها كان يعطى انطباعاً خاطئ عنها بالضعف.

استمتع "مصطفى" بالحديث مع "فيحاء" وشعر بالألفة معها , وبعد ساعتين أوصلهم الى المنزل وعاد هو الى بيته .



فى اليوم التالى وقف "عزمي" على الشط ينظر الى البحر تارة وتارة أخرى ينحني ليلتقط شيئاً ويعبث به .. رأته "ليلي" وهى مقبلة من بعيد , بمجرد أن رآها ابتسم وأقبل
نحوها قائلاً :

- وحشتيني

- ضحكت بنعومة : ده أنا كنت لسه معاك من ساعة

- أنا عايزك معايا كل ساعة

نظرت "ليلي" الى ما يحمله فى يده , قائله :

- ايه ده ؟

- دي قطع صخور صغيرة متكسرة بتلاقيها على الشط دايماً , كل صخرة منهم ليها شكل وأبعاد وألوان وملمس مختلف

قالت وهى ترفع حاجبيها بإندهاش :

- وانت بتعمل بيهم ايه ؟

- ابتسم قائلاً : بجمعهم

- بتجمعهم ازاى يعني ؟

- مسمعتيش عن هواية جمع الطوابع وهواية جمع العملات أنا بأه أختلف عن الآخرين طول عمرى مميز عشان كدة أما فكرت أجمع حاجة جمعت صخور

قال ذلك و أطلق ضحكة عالية ثم قال :

- دى هواية كانت عندى وأنا طفل صغير .. كل مكان ماما وبابا ياخدوني فيه ويكون فيه بحر .. أجمع شوية من الصخور الصغيرة وأفضل فترة طويلة أنقيهم زى ما أنا عايز
عشان تكون ذكرى حلوة لليوم ده .. عندى مجموعة كبيرة منها لسه محتفظ بيها لحد دلوقتى.

صمتت " ليلي" فهى لا تدرى ماذا تقول , حدثت نفسها قائلة (مجنون ده ولا ايه بأه ده رجل أعمال ده )

فى هذه الأثناء أقبلت مجموعة تضم رجلين وثلاث نساء .. هتف أحد الرجلين :
- " ليلي" عاش مين شافك
التفتت "ليلي" الى محدثها وانفرجت أساريرها وهتفت :
- "حاتم" هاى هاو آر يو
أقبل المدعو "حاتم" قائلاً : مبروك يا "ليلي" وآسف انى مقدرتش أحضر الخطوبة
انحنى "حاتم" ليقبل " ليلي" .. وقبل أن يفعل دفعه "عزمي" فى صدره وصاح غاضباً :
- ايه يا كابتن أنا مش مالى عينك ولا ايه

قال ذلك ثم سحب "ليلي" من ذراعها وانطلق عائداً وسط دهشة "حاتم" الذى أخذ يراقبهما .. كانت "ليلي" تجرى للحاق بـخطوات " عزمي" وهو مازال مطبقاً على ذراعها
ويسحبها منه .. توقفت فجاأة وسحبت ذراعها من يده بقوة قائلة :

- انت ايه الي انت عملته ده

قال لها غاضباً :
- ايه اللى أنا عملته ولا ايه اللى الحيوان ده كان عايز يعمله
- ده كان هيسلم عليا ويباركلى على الخطوبة عادى يعني

صاح عزمي وقد ازداد غضبه : عادى يعني ايه , يبوسك وأنا واقف .. ليه شيفانى شوال جوافة أدامك
- ده "حاتم" ابن صاحبة مامى الأنتيم يعني مش حد غريب ومتربيين مع بعض و "حاتم" بجد حد كويس أوى
- كل اللى انتى قولتيه ده ما يسواش عندى حاجه

أخذ نفس عميق يحاول به السيطرة على غضبه : اسمعي يا "ليلي" أنا ليا طباعى ومبادئى اللى اتربيت عليها ومش هتنازل عنها أبداً فى يوم من الأيام .. حاولى انك متعمليش
الحاجات اللى بتضايقني منك .. والحاجة اللى هقولهالك مرة هتبقى خط أحمر متقربيش ليها تانى .. وأولهم اللى اسمه "حاتم" ده

يعني ايه ؟ انت عايز تلغى شخصيتي تماماً وتمشيني وراك ..مين بأه اللى هتسمحلك بكده

نظر اليها مهدداً : ده اللى عندى ومفيش كلام تانى أقوله
ثم انصرف وتركها تغلى من الغضب

- وبكدة نكون خلصنا محاضرة النهاردة .. اتفضلوا

تعالت الأصوات داخل المدرج وهم ينهضون لمغادرته , سارت "لمياء" نحو بوابة الجامعة فقد كانت تلك هى المحاضرة الأخيرة لها اليوم .. سمعت صوتاً يناديها :
- "لميا" .. "لميا"

التفتت لتجد "معتز" الذى يسرع فى خطواته ليلحق بها .. التفتت "لميا" يميناً ويساراً تخشي أن يراها أحد زملائها أو زميلاتها , أقبل "معتز" قائلاً :
"لميا" مالك بتعامليني كدة ليه
نظرت اليه قائله : نعم ؟؟ .. عايزنى أعاملك ازاى
"لميا" قولتلك مليون مرة أنا مش بلعب .. ولو هلعب بأى حد مش ممكن ألعب بيكي انتى بالذات

- "معتز" أنا معنديش إلا الكلام اللى قولتهولك قبل كدة .. اللى عايزنى هيدخل البيت من بابه مش يفضل مستنى تحت الشباك منتظر الفرصة اللى يلاقى فيها الشباك مفتوح
يمكن يعرف يدخل منه .. وأظن انت عارف باب بيتنا كويس لأنه قدام باب بيتكوا على طول .. عن اذنك

التفتت لتغادر المكان فجذبها "معتز" من ذراعها ليوقفها , نزعت ذراعها منه بقوة وصاحت غاضبة : انت ازاى تسمح لنفسك تمسكنى كدة
- أنا آسف بس عايزك بس تسمعيني
- مش محتاجة أسمع لأنى عارفه الكلام اللى هتقوله كويس
- لا مش عارفه .. اديني بس فرصة أتكلم .. ماشي ؟
نظرت اليه صامتة تاركة له المجال ليتحدث بما لديه

- قولتلك قبل كدة ان بابا مستحيل يوافق يخطبلى قبل ما أخلص السنة دى انتى عارفه اننا فى آخر سنة فى الكلية
قاطعته قائلة : خلاص اصبر لحد ما تخلص السنة دى زى ما باباك عايز

- ما أنا صابر أهو أصلا مش فى ايدي حاجة غير انى أصبر .. بس ليه تحرميني منك وتفضلى بعيده عنى كل ده .. لسه السنة طويلة يا "لميا"
- انت عايز ايه بالظبط يا "معتز"

- يعني فيها ايه لو خرجنا مع بعض فى مكان عام والناس كلها شيفانا .. مفيهاش حاجة وطالما انتى واثقة فى نفسك خلاص يبأه ماتخافيش من حاجة , فيها ايه لو اتكلمنا
فى التليفون بكل احترام مجرد نطمن على بعض من وقت للتانى أحس انك معايا وتحسي انى معاكى انا مش عايز غير انى أطمن عليكي وتطمنى عليا , أعتقد ده مش غلط ولا عيب

صمتت "لميا" لبرهه ثم قالت له فى حزم :
- عارف .. الكلام اللى انت قولته دلوقتى خلاك تنزل من نظرى من سابع سما لسابع أرض

قالت ذلك ثم تركته وانصرفت , تابعها "معتز" بعينيه والشرر يتطاير منهما قائلاً :
- ماشي يا "لميا" .. مش "معتز" اللى يتعامل بالطريقة دى .. انتى لسه متعرفيش مين هو "معتز".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي