الفصل الثاني

كان والد هاري يتحدث الي زين و اخذ يمدح فيه و في ذكائه و سرعته بين القطيع ، ثم عرض عليه ان يتحد كل افراد القطيع و يقودهم زين و بي مهارته تلك يسطيعون السيطره علي القطيع المجاور و التالي و هكذا ، الي ان يحكموا تلك الغابه بي اكملها ، و انتظر والد هاري رد زين .
زين قال له : انا اقدر كل مدحك لي و كل الكلام الجيد عني هذا ، و لكن انا لا استطيع ان اشارك في اي عدائات داخليه و اذى اي ذئاب سالمين ، نحن لن ننضر منهم ، و هم ليس لهم اي ذنب لكي نأذيهم ، اما ان تعرض قطيعي لاي اذي فانا سوف اكون معك صفا الي صفا .
اذدجر والد هاري من رفض زين علي عرضه ، و اظهر علامات الرفض علي وجهه ، و لكن لم يتحدث معه زين مره اخرى و تركه و غادر ، و تحولت مشاعر والد هاري من حب الي زين ، الي بغضاء هو الاخر و ظن ان زين لم يسد جميله علي قطيعه و لم يقدم لهم المساعده .
بعدها بدا القطيع و كأنه يشعر بي الغيرة من ذلك الذئب الصغير ، زين ، فقد كان هو الأسرع و الأقوى ، و بي سبب السحر الذي تعرض له جعله مختلفًا عن الآخرين في القطيع ، حتى صديقه هاري هو الآخر ، موقف تلو الاخر ، بدأ هاري في تغيير مشاعره تجاهه ، و مع مرور الوقت ، نمت كراهية هاري و قرر تنفيذ مؤامراته لكي يتم الوقوع بي زين و إخراجه من القطيع . ثم انتظر هاري يوم الصيد و كان هناك فريسة مجهزه الي زعيم القطيع ، ثم تسلل هاري إليها بي كل هدوء بي دون ان يشعر به اي ذئب اخر في القطيع و سرقها و ترك آثار زين على الفريسة من أجل اتهام زين بأنه هو اللص الحقيقي . و لكن في الواقع زين لم يكن له يد بهذا مطلقا ، و لي الاسف عندما رآها زعيم القطيع ، اعتقد أن زين هو الذي فعل ذلك .
ابو هاري قال لي زين ؛ انت من فعلت هذا يا زين ، انت من اخذت الفريسه التي هي حق لي جميع القطيع ، اخذها لك وحدك دون ان تفكر في اقي عائلتك ؟
زين اجابه قائلا ؛ لا ، انت تعلم اني مستحيل ان افعل هذا ، و انا اخر شخص ياكل من اي فريسه نصطادها ، انت تعلم هذا ، و انا كنت موجود معكم ، لم اذهب بعيدا عنكم ! فكيف تشك في اني انا الفاعل ، يا هاري تكلم ، الم نكونوا سويا من برهه ، نحن دائما سويا فانت صديقي المفضل ، من فضلك اخبر والدك الحقيقه ، هل انا من اخذت تلك الفريسه ، ام كنت معك نتجوال سويا .
هاري لم يتكلم و صمت و لم يدافع عن حق زين صديقه ، ثم عاد عليه زين السؤال مرارا و تكرارا ، الي ان اجاب هاري و لكن اجابته صدمت زين اكتر و اكتر ، قال لهم ؛ لا انا لم اتذكر انك كنت معي ، انا غفلت عني برهه و لا اعلم اي كنت فيها ، بي الاضافه الي ان هذه الاثار الموجوده علي الفريسه هي حقا اثارك انت يا زين ، ( ثم امسك بي اثاره و قال له ) اليست هذه الاشياء تخصك انت يا زين ، صح ام ماذا ؟
زين اجابه ؛ نعم يا هاري هي حقا اثاري ، و لم لم اكن انا الفاعل ، لماذا لا تكون انت الفاعل، او والدك او اي فرد موجود في القطيع يريد ان يوقع بيا ، و هو من تعمد وضع اثاري علي الفريسه ، هذا هو التفكير المنطقي لي كل ما اراه امام ، كيف لكم ان تصدقوا ما اذاع عني ، و انتم تعلموني جيدا ، و انتم عاشرتوني سنين طويله ، منذ كنت ذئب صغيرا في المهد من عمري .
هاري رد عليه ؛ يا زين و نحن احبناك جدا جدا ، و لكن يبدوا ان وجودك في وسط هذا القطيع اصبح مستحيل الان ، و اتمني ان تجد قطيع اهر يناسب لك .
زين فال له : بس انا مش عايز قطيع تاني يا هاري ، انا مش هقعد كل فتره ابعد عنكم و ارجع ليكم تاني ، انا عايز قطيع احس اني فرد فيهم فعلا ، و انت يا هاري ، مستغرب كلامك معايا قوي ، دا احنا كنا اصدقاء و انت كنت عندي اقرب صديق ليا ، في نهايه الامر لا مشكله انتم ظلمتوني .
والد هاري اخبر زين : يا زين لابد لك من الخروج من هنا فورا ، ان القطيع لن يتركوك بعد ما عرفوا انك اخذت نصيبهم اليوم من الطعام ، و اخذت الفريسه كلها بي مفردها لك ! اسمع الحديث يا زين .
زين اجابه قائلا ؛ لم اكن اتوقع ان تخونني يا هاري ، لم اتوقع خيانك انت ، يا اقرب صديق لي ، و يا صديقي الوحيد ، و لكن اعلم يا هاري اني لم اتنازل عن حقي منك ، و ان عدت اليكم مره اخري ، فسوف اخذ حقي منكم .
والد هاري قال لي القطيع ؛ يا ذئاب ، ان هذا الذئب دخيل علي القطيع ، و القانون يقول انه هو من يمشي بي قانوننا ، و ان لابد ان يكون ولائك لي قبيلتك ،
زين اجابه : انا ولائي حقا لي قطيعي ، مستحيل ان اقوم بي ذالك ، انت تعلم جيدا يا هاري ، و لكن انا لا اريد ان اتسبب في مشاكل بينكم لي بعض ، سوف اخرج بي سلام ،
و وافق القطيع على إخراج زين منهم و طرده ، في الحقيقه لقد خرج زين و هو في ذروة غضبه ، حيث أصبح منبوذًا بين القطيع و طرد من بينهم و لم يكن مذنباً بي ارتكاب ذلك ، و بدأ يفكر منذ والدته أن والدته و والده قد هجروه ، و لم يعرف عائلته الحقيقية. حتى القطيع الذي انتمي لهم طرده و قال إنه كان لصًا لهم ، و حكموا عليه بي كل حقد و غيره ، و كان صديق حياته ، هاري ، هو من فعل ذلك به.
زين نظر اليهم نظره شفقه ، كان مشفق عليهم جميعم و علي قلوبهم التي تحولت تجاهه ، ثم نظر في عين هاري الذئب صديقه و توجهه نحوه ، و قال له : يا هاري انت صديقي ، و انت من تعلم صفاتي ، هل انا افعل هذا ، انت تعلم اني لا اريد ان اظلم احد ، و لا يمكن ان اخذ اي شئ ليس حقا لي ، و تعلم جيدا ان تلك السلسه الملقاه بي جوار تلك الفريسه هي لي فعلا و لكني كنت قد اهديتها الي صديقي و رفيقي في القطيع ، الذئب الوحيد الذي شعرت انه مثل اخي ، يا هاري لقد عاملتك بي كل حب و ود ، ( ثم قال بي علو صوته ) ، يا افراد القطيع ، ان كنت اذيت اي شخص منكم منذ ان جئت الي هنا فليخبرني الان ، و لياتي و ياخذ حقه مني امام الجميع ، انأ جئت اليكم مشرد ، ليس لدي اهل و لا اي قطيع انتمي اليه و انتم احتضنتوني و كنتم لي الاهل ، شعرت بي الدفئ معكم و الحب ، رأيت التعاون في اعينكم ، و لكني اليوم ارى الغدر في عيونكم و القساوه في قلوبكم من ناحيتي ، كل هذا لانكم شعرتم اني افضل منكم ، و لكني لم اظلم احدا منكم ، علي اي حال انا سوف اغادر قطيعكم ما امر والد هاري زعيم القطيع و لكن لتعلموا جميعا اني بي مجرد خروجي من هنا و من قطيعكم ، اني لم اعد انتمي اليكم ، و ان انتمت الي اي قطيع اخر سوف ابذل قصاري جهدي لكي اكون وفيا الي قطيعي مثلما كنت وفيا اليكم .
و هنا شعر والد هاري بي الخوف قليلا من كلام زين و كانه تهديد ، و لكن مركزه كقائد لي القطيع يمنعه ان يظهر خوفه و اظهر فقط انه لا يهتم بي ما قاله زين لها ، ثم استدار وجهه عنهم و غادر القطيع و اخذ يجري و يجري مسافات طويله .
قد كان زين يقترب من سن البلوغ و كان يركض في الغابة في حالة من الغضب طوال الليل ، و فجأة أغمي عليه و جاء الصباح ،
في صباح اليوم التالي ، كانت اشعه الشمس مشرقة في الغابة ، عاكسة أشعتها على الأشجارها الكثيفة في الغابة ، و كان زين نائم على الأرض . ثم بدأ بي فتح عينيه و هو يشعر بدوار قليل و بدأ يكبر أكثر فأكثر مع مرور الوقت ، صُدم زين عندما بدأ ينظر إلى جسده. تحول زين من ذئب إلى إنسان . بدأ يركض خائفًا من نفسه ثم بدأ يستوعب ما حدث له ، جلس يتذكر ما حدث ليله امس ، تذكر شيء واحد هو انه في النهايه قد طُرد من قطيع الذئاب التي كان ينتمي لها ، و ظل يركض طوال الليل حزينًا ، لكنه لم يشعر بي نفسه بعد ذلك و استيقظ ، ذهل زين بي نفسه و مظهره و نظر إلى يديه و قدميه ، متسائلاً ، لا يعرف إلى أين يذهب . هل يقيم في الغابة أم يجلس مع الناس؟ في النهايه قرر زين الجلوس في الغابة ، لأنه لا يعرف أي شخص آخر ، و بدأ يجلس القرفصاء تحت شجرة كبيرة ، مظللة بي أشعة الشمس القوية . و فجأة رأى ذئبًا صغيرًا يقترب منه. ظل زين في مكانه ، غير خائف و قد نسي أنه قد تحول إلى إنسان و كان هذا الذئب الصغير يركض عليه لكي ينقض عليه و فجأة أدرك زين أنه أصبح إنسانًا و بدأ في مقاومة الذئب الصغير و تسلق تلك الشجرة الكبيرة حتى فقد الذئب الأمل في اصطياد زين و غادر و ذهب. الخطر الذي كان سوف يتعرض له زين . لم يكن يعرف لماذا تحول إلى هذا الموقف ! . و شعر بي الجوع الشديد و لم يعرف كيف يصطاد فريسته و هو على شكل إنسان. و قضى ليلته الأولى في المناوبة ، و لم يفعل أي شيء بها ، فقط عقله كله لم يكن يدرك ما حدث له و كان يفكر في ما سيفعله بعد ذلك . و جاء وقت غروب الشمس و قرر زين أن يقضي تلك الليلة مختبئًا في تلك الشجرة الكبيرة خوفًا من الحيوانات المفترسة ، لأنه لم يستطع حتى طلب المساعدة من أي ذئب كان يعرفه ، حتى هاري ، صديقه ، خانه. لكن عند غروب الشمس ، حدث له شيء غريب. شعر أن جسده كله كان يعاني من ألم شديد ، و كان يعاني من صداع شديد في رأسه . و من شدة الصداع و الألم الذي شعر به ، نزل من الشجرة و جلس على ركبتيه على الأرض و وضع رأسه نحو الأرض و بدأ بي الصراخ بي صوت عالٍ و تحول جسده مرة أخرى إلى ذئب و تغير هيكله العظمي . فقد اكتمل التحول و عاد إلى طبيعته الذئبية مرة أخرى . أصبح زين غير قادر على فهم أي شيء حدث و لماذا تحول إلى إنسان ثم عاد مرة أخرى ! . هل لصديقه هاري أي علاقة بهذا التحول و ظل يفكر في الأمر ، و كان الجوع قد سيطر عليه و ذهب لكي ينقض على أي فريسة صغيرة يلتهمها ، و قرر البحث عن أمه في قطيع آخر حتى تعرف ما حدث له ؛ و لماذا تركوه و متى يتحول إلى إنسان ثم يعود إلى ذئب ؟ . لكن هل يتحول إلى إنسان في اليوم التالي ، و ماذا سوف يفعل إذا استدار مرة أخرى ؟ و به الكثير من التفكير و الأرق الشديد الذي عانى منه طوال ذلك اليوم . نام زين من كثره الاسئله التي تدور في رأسه و عدم استيعابه هذا الموقف الجديد الذي تعرض له ، و لم يشعر بي نفسه و لم يقرر إلى أين سوف يذهب الليلة التالية .
كل ما بي داخل زين هي مجرد ظنون بي هاري زميله ، و هاري حقا قد خانه و خدعه ، و اقنع باقي القكيع ان زين هو السارق ، و توعد له زين انه يريد ان يتاكد فقط اولا ، ان هاري هو من فعل هذا حقا ، و سوف يقوم بي الانتقام منه ، و سوف ياخذ حقه منه ، ظل زين يفكر في اشياء كثيره بي سبب هذا الموقف المحزن الذي تعرض له ، جعل عقله لا يصدق ان قومه الاصلين باعوه و تركوه رضيع ، و ان القوم الذين عاش معهم و قضي طفولته في قطيعهم ، هم نفسهم من يريدون ايذائه الان ، كان زين في شده غضبه من ما حدث هذا اليوم .
خرج زين من القطيع الذي كان ينتمي اليه و لكنه كان محطم و انصدم في اقرب صديق له ، و هذا ما ذاد من ايذائهليس فقط انه اصبح وحيدا ، بل لانه خدع من اقرب الاشخاص قربا الي قلبه ، و ظل يتجوال في الغابات باحثا عن مصدر اخر لي الامان بعيدا عن قبيلته السابقه .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي