ضحى

Yaramohamed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-19ضع على الرف
  • 4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

الظلام شديد الحلكة والسماء أضحت سحب متكاثرة سوداء متلاحمة مخيفة والرياح مثل عجوز تنتحب فقد عزيز لديها وأشجان تجري بلا توقف تريد أن تصل إلى النور القادم من اخر الطريق وداخلها خوف مبهم جعل أقدامها ترتعش وحف حلقها فأضحى حطب حاولت أن تصرخ ولكن صوتها كان مكتوم كلما حاولت أن تنادي بلهفة مات صوتها داخل الحلق شعرت بشئ يتحرك في الظلام حولها لا تستطيع أن ترى ولكنها تشعر بوجوده أسرعت الخطى وهي تحاول أن تتبين من الذي يسير في محاذاتها ولكن انعدام الرؤية من أثر الظلام جعل الأمر مستحيل أصبحت خطواتها ركض وسمعت في وضوح الخطوات وهي تركض معها في نفس المستوى نظرت إلى النور القادم من بعيد تكاد تقترب منه هرولت في استماتة حتى تصل له وهي لا تعي كيف وصلت إلى هذا الطريق المظلم من الذي دفع بها هنا شعرت بارتطام وجهها في التراب احدث هذا ارتجاج في جسدها كله وشعرت بألم في كل أجزاء جسدها حاولت أن تعتدل من السقوط حتى تنهض واقفة ولكنها لم تستطع فلقد شعرت ب جسد يجثم عليها في سرعة يكاد يشل حركتها حاولت أن تتكلم ولكن الكلمات ماتت على الشفاة
نظرت في لهفة إلى النور الذي كادت تقترب منه ولكن المسافات فجأة أصبحت بعيدة جدا نظرت إلى السماء في يأس تطلب عون وحاولت أن تدفع بعيد الجسد الذي يقترب منها ولكن امتدت لها يدان غليظتان كانت تشعر بأن اشواك صبار أحيطت بها وشلتها عن الحركة رفعت عنقها لأعلى لتجد عيون تحدق بها من أعلى تراقب في اهتمام ما يحدث دون أن تكترث أن تمد لها يد العون حاولت أن تصرخ بهم
أنقذوني منه ولكن الكلمات رفضت أن تخرج شعرت بالرعب يتسلل لها حين أضئ النور فجأة ليبدد الظلام المحيط بها وهي تشاهد وجه أسود بلا ملامح يحيط جسدها بجسده ونظرت إلى السماء الذي بدأ القمر يظهر فيها فجأة وشعرت بالخزي والعار وهي تشاهد جسدها العاري على الأرض مدت يدها تلتقط جفنات من التراب تحيط به جسدها حتى تخفيه عن الأعين التي تنظر لها ترقرقت الدموع في عيناها وهي تشعر بالذل حاولت أن تدفع الجسد الذي بلا ملامح ولكن قوة الجسد كان تسحقها في عنف نبشت ب أظافرها في جسده المغطى ب حراشف مدببة فلم يحركه هذا ساكنا دفعت جسدها لكي يتلوى حتى تبتعد من قبضته بلا فائدة ومع حركتها الغير مجدية كان هناك توافد من الجموع غير معقول يحيط بهم مما أدى إلى اندفاع الدموع من عينيها وانطلقت الكلمات على هيئة صراخ مدوى في كلمة بدت مثل رصاصة تصدح في الجموع
لا
انتفضت أشجان من الفراش وهي ترتعد نظرت حولها ثم أغمضت عيناها وهي تحمد الله أنه كابوس نظرت إلى صديقتها في السكن ود التي تجلس خلف المقعد أمام المكتب الخاص ب الاستذكار لكل منهم هتفت ود في لا مبالاة
هل هو كابوس آخر
نكست أشجان رأسها في انكسار وخزي دون أن تتكلم مما دفع ود إلى الإشارة إلى زجاجة الماء التي في جوار اشجان قائلة
ملئت الزجاجة حين خلدت إلى النوم
فردت اشجان البطانية على جسدها ثم ما لبثت أن خبئت جسدها داخلها و همست ود
لا أعلم اشجان أي كوابيس هذا التي ترافقك كل ليلة أنا لا أهتم إلا بأمر الامتحانات هي من تشكل لي كوابيس حقيقى نهارية وليليى
لم تعقب اشجان بلعت ريقها في صعوبة ووضعت رأسها في الوسادة فتابعت ود
هناك شئ اذا سمحت لي بفعله ربما يخفف هذا من وطأة مخاوفك
دون أن تنتظر منها كلمة واحدة نهضت مسرعة إلى الباب فتحته في حذر ثم أغلقته جيدا وأخرجت المذياع الصغير من خزانة الملابس لتقوم ب تشغيله على صوت منخفض ف هدرت منه الموسيقى الهادئة مما دفع ود إلى الرقص على أنغام في تناغم شديد مع أنثناء جسدها على صوت الموسيقي وأشجان تراقب في صمت ما تفعله صديقتها همسات ود
ربما تحتاجين إلى بعض الموسيقي يا اشجان هي فقط كفيلة ب طرد كوابيسك
تمتمت اشجان في حزن
أنا آسفة حقا يا ود
هزت ود رأسها
لا تأسفي على أمر خارج عن إرادتك أظن عقلك يحتاج إلى الاسترخاء فقط أنت متفوقة وناجحة لا داعي إلى أن تزاحمي عقلك ب مخاوف من خيالك اهدئي سوف تجتاز مرحلة الجامعة في يسر و تفوق لا داعي للركض المضاعف
أوقفت ود الرقص فجأة حين تحرك باب الغرفة واغلقت المذياع والقت به في سرعة في خزانة لملابس ثم تنفست ب عمق وهي تشاهد علياء تدفع عجلات الكرسي المتحرك إلى الامام و صرخت عليها
أرعبتيني
ابتسمت علياء وهي تغلق الباب خلفها قائلة
هل كنت تظنين مشرفة الدور ميس أحسان أطمئن لقد نامت في غرفتي وأنا جفاني النوم جئت اتحدث معكم وأطلب منكم
ابتسمت أشجان في شحوب في حين تابعت علياء
تابعي أداء فقرتك يا ود أحب جسدك الانسيابي الموازي في رشاقته الفراشة
جلست ود في عناد إلى جوار أشجان قائلة
لقد زال مني الشغف وزال عني التركيز وقدماي من الفزع لم تعد تقويني أنه مثل شعور الكابوس التي شاهدته أشجان منذ قليل
أزدردت أشجان ريقها في خجل و ود تنظر لها بينما أعقبت علياء
أذن ف كابوس أشجان الذي ترفض أن نقصه علينا يراودها ولا يريد تركها
همست أ شجان وهي تفرد أكمام بيجامتها السوداء اللون
لا داعي لكي ازعجكم بما أشاهده من كوابيس يكفيكم هموم
اعترضت علياء
لا تلقى بالا ولا تكوني حساسة إلى هذى الدرجة الهموم تخفف عندما تحمل على اثنين وربما إذا سردت علينا تفاصيل كابوسك لا يكرر في خيالك مرة أخرى أنها هواجس فقط غاليتي أشجان
تنهدت أشجان ثم أردفت وهي تنهض لتتجه إلى غرفة الحمام
سأقوم بصنع شاي ساخن هل اصنع لكم معي
أعقبت ود
أجل أنا أريد
فردت علياء يدها قائلة
لا لا اريد ولا داعي للهروب من سرد كابوسك علينا أفهم جيدا اجابتك على
وقفت ود في منتصف الغرفة ثم قالت
علياء أشجان صعيدية الدماغ وكتومة بحكم نشأتها فلا داعي لهذا الهجوم عليها هي في بعض الأوقات تظن أن هذا الأمر يأخذ من كرامتها فلا تسئ الظن بها ولا تأخذي بعض من ردود أفعالها شئ سئ
نظرت أشجان إلى علياء وشعرت بشئ من نأنبيب الضمير وقالت
شاهدت ناس يطاردوني في الحلم قد يبدو الأمر عاديا لكم ولكن بالنسبة لي هو شئ مرعب
هل سيكون هناك انطباع لديكم أني أمتلك صفة الجبن والخوف
هزت علياء رأسها وتابعت
أنه مجرد حلم أنت غير مسئولة فيه عن تصرفاتك احيانا أشا هد حلم أني أقتل قطه هل هذا يعني أني قاتلة لا طبعا
نظرت ود إليهم نظرة عميقة ثم تابعت
كل احلامي أنساها غريب هذا الأمر ومعظم الوقت لا أرى شئ في احلامي
دخلت أشجان إلى الحمام الملحق بالغرفة ثم قامت بغسل وجهها واشعلت الموقد الصغير الموضوع بجوار الأسرة لكي تصنع الشاي وهمست
لقد تأخرت كثير في التحصيل الدراسي أخشي كثير أن لا احصل على درجات سيئة هذا العام
ابتسمت ود وهي تغمز إلى علياء
هل تراهنين أن كوابيس أشجان هي فقط خوف من الانحدار المستوي التعليمي
ضحكت علياء وتابعت
ود لا تظلمي أشجان انت متفوقة عني وعنها أيضا درجاتك عالية بكل الاختبارات التي تقام علينا المفاجئة والمعلن عنها من قبل الأساتذة
رفعت ود ذقنها وتابعت
مجرد حظ ليس أكثر
شهقت أشجان وعلياء من أثر كلمات ود وتابعت علياء
لا أصدقك
تمتمت أشجان وهي تقوم ب صب الشاي لكلاهم
معظم أوقات ود تقضيها في الرقص أو الهو وأوقات ضئيلة جدا تقضيها في المذاكرة
ارتشفت علياء بعض من الشاي المقدم لها واعقبت
لأن عقل ود به الكثير من الذكاء ويستطيع أن يستوعب أمور عديدة في ساعات قليلة فعلا ود أذكى منا لأنها محبة إلى الحياة
اعترضت ود
على النقيض يا علياء لا اتفق معك في هذا أشجان أشد ذكاء مني ولكنها تحمل أمور تضعها في طي الكتمان وهذا ما يجعل تركيزها أقل ولكن إذا أنتحت الأفكار السوداء من دماغها فأن أشجان سوف تكتسح الجميع
همست علياء
لا استطيع أن أعترض ف أنت أقرب لها مني ومن الجميع
حين تنتهى الامتحانات النصف سنوية سوف اذهب الى مطروح لقضاء العطلة مع أمي وعائلتي
عبس وجه ود في حين تابعت أشجان
أنا أيضا لابد أن أذهب إلى الصعيد لأن أمي وشقيقي عاطف لم يبدون تفاهم لأني لا أنزل إلى البلدة في الإجازات الأسبوعية وإذا لم أهبط إلى الصعيد سوف يأتون إلى القاهرة لأخذي مرغمة
حين لم تعقب ود سالت علياء
وأنت يا ود لن تذهبي إلى منزل عائلتك
تمتمت ود في انزعاج
للأسف سوف أذهب
ابتسمت علياء قائلة
لا أعلم يا ود يمكنك الذهاب من منزلك في القاهرة إلى الجامعة مباشرة هي فقط ساعة في المواصلات فلماذا اخترت أن تقيمي بالسكن في بيت الطالبات والابتعاد عن منزل الأسرة
أعقبت ود
لا يسمحون لي بالرقص هناك هنا أمارس حريتي ب شكل افضل
نظرت لها أشجان في دهشة ولم تعقب في حين تابعت علياء
يمكنك الرقص في غرفتك وأنت مستقلة فقط أغلقي الباب جيد على ذاتك وكيف هنا حرية أكثر من هناك كيف هذا شئ لا أفهمه
نحن هنا ملتزمون بالنهوض في وقت مبكر والنوم في وقت مبكر. يغلق الباب جيد بعد السادسة مساء ولا يفتح لأي فتاة فأي حرية هنا أنه أشبهه ب سجن مؤقت
همست ود
والبيت أيضا سجن مؤقت به قوانين لا أستطيع أن تنفذها لا أستطيع أن احصل على ربع تركيزي هناك لا أستطيع أن أتنفس ب شكل طبيعي هناك هنا أفضل كثير
نظرت لهم ود لحظة إلى وجوهوهم التي علا فوقها الدهشة والوجوم ثم تابعت في سخرية وتهكم
أعاني كثرة شقيقاتي وأشقائي
لا استطيع التنفس ب حرية في زحامهم وضجيجههم
جذبت علياء الكرسي المتحرك حتى تخرج من الغرفة وهي تقول
لقد داعب جفوني النعاس يا بنات ولي رغبة في الغد في حضور أول محاضرة التي تبدأ في تمام الثامنة لهذا الأمر سوف أترككم الآن
نظرت علياء الى ود نظرة عتاب وقالت
وأنت يا بالبرنا انت مدينة لي برقصة
ابتسمت ود ونظرت علياء الى أشجان قائلة
احلام سعيدة
أشارت لها أشجان بيدها في صمت وراقبتها وهي تدفع كرسيها المتحرك عبر الرواق الذي يمتلئ بالغرف على الجانبين إلى أن وصلت إلى نهايته ودفعت باب الغرفة الخاصة بها وأغلقت الباب ثم نظرت الى ود قائلة
هل ستخلدين إلى النوم أنها الثانية صباح
همسات ود
لا سوف أظل مستيقظة وأنت أيضا أعلم جيدا أنك لن تنامي لانك خائفة من الكوابيس
هزت أشجان رأسها ثم التقطت كتاب ودفنت رأسها فيه حتى لا تواجه عين ود المتفحصة بها
هي تعلم جيدا أن ود لديها قدرة كبيرة على معرفة ما يدور في رأسها وما ويدور في ذهن علياء أيضا بحكم قربها لهم فهم الثلاثة أشجان و علياء و ود أقرب ثلاث فتيات التصاق في صداقتهم في السكن الجامعي. يربط بينهم تالف عفوي ومحبة صادقة غير متطلعة لأي غرض أو سبب وتتوحد أرواحهم في كيمياء غريبة وكأنها صنعت حتى تدمج الثلاث فتيات معا رغم وجود تناقض في بعض الصفات بينهم ف علياء صاحبة العقل الرزين التي تحمل سعة صدر كبير للأستماع إلى الغير وتتعامل مع الجميع في هدوء ولكنه هدوء حذر ملئ بالشكوك
و ود رغم ميول أهوائها الى الأفكار الجانحة إلى التخلى عن القيود ولكنها تحافظ على كيانها أمام الجميع ف هي تعلم جيداً الفرق بين الحرية والانحلال وتدرك جيد كي ف لا تشطح بعيد عن حدودها
وأشجان القادمة من جنوب الصعيد تميل إلى الانطواء والكتمان لا تجيد التعامل مع الناس بل تكاد تخشي التعامل معهم
ولقد. كانت أشجان شاكرة تصرفات ود المتحملة تجاه أشجان فهي منذ أشهر وهي ترى تشنجات وهلاوس أشجان وهي نائمة ولا تفضي بهذا الأمر أبدا إلى اي مخلوق بخلاف علياء التي تكتفى فقط بعبارة داهم أشجان كابوس ولكنها تغض الطرف دائما عن ما تتفوه به أشجان في نومها أو ما تشاهده أحيانا من صرخات أو محاولة دفع أحد بالأيدي وهي كذلك حريصة على عدم جرح مشاعر أشجان ف طلب استبدال فتاة أخرى حتى تحل مكانها حتى لا تبدأ التساؤلات وتبدأ نميمة الفتيات هنا وهناك حول أشجان وإذا تم الاستبدال فعلا ف أشجان لا تضمن أبدا الفتاة التي سوف تشاركها غرفتها فهي و ود متفاهمين في المحافظة كل منهم على اغراض الأخرى وكذلك تقسيم النظافة للغرفة الغريب أن أشجان و ود بينهم تناغم غريب رغم أن كلا منهم تخفى عن الأخرى الكثير وكل منهم تعلم هذا جيدا ولكن هذا الشئ وضعت كل منهم تحت بند خصوصيات لا يجب أن تخترق وما لم يتفوه به اللسان لا تبحث عنه بلسانك. والحقيقة أن كل منهم قد أخترمت الحدود التي وضعوها معا دون أتفاق مسبق
ترفض علياء أن يقوم أحد بدفع الكرسي المتحرك إلى الأمام في طريقها الى الجامعة تقوم بهذا المهمة ب مفردها ذهابا واياب حتى أشجان أو ود ترفض عرض مساعدتهم في لباقة قائلة
أستطيع دفعه جيدا يداي قويه
هي فقط بضع أمتار وسوف تصل إلى الجامعة المسافة ليست بعيدة
فور عودة الثلاث فتيات من الجامعة كانت ميس أحسان المشرفة على سكن الطالبات تقوم بوضع تقرير مفصل عن ما حدث في الفترة المسائية من انضباط أثناء أشرافها عليها تمهيد لرفعها إلى مديرة سكن الطالبات الأستاذة بهية فور أن ألقت البنات التحية عليها بادرت على أشجان قائلة
لقد ءاتتك مكالمة هاتفية اليوم من منزلك في الصعيد منذ دقائق قليلة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي