الحلقة الثالثة
المطرودة من الجنة
الحلقة الثالثة
بقلم نورا محمد على
اذكرو الله لعلها ساعة استجابة
الحياة لا تقف علي أحد و الايام ما ان تمر لن ترجع و ليالي الغربة و السفر لن تعوض و ابنته تكبر بعيد عنه لا يصله منها الا الصور و بعض همهمات في سماعة التليفون عندما يجري اتصال مع زوجته إيريني علي فترات متباعدة كلما اشتاق أن يستمع إلي صوت زوجته و حبيبته إيريني التي تقضي الليالي وحيدة و هو بعيد عنها قد يغلبه الشوق مرة و تغلبه هي مرات
.
كان يشغل نفسه في العمل لفترات طويلة من أجل أن يدخر المال الذي يرسله إلي أمه التي تدخره له عله يرجع يوما يكون فيه ذو شأن و مكانة و رغم أنه يرسل حوالة اخري إلي عمه تشمل مصروف إيريني و ميرنا و التي لا تكفي رغم عدم اعتراض عمه الذي يضع علي المبلغ المرسل الضعف و لكن ماذا هناك ليقال العم رضي بما يرسله و سامي يعلم أن عمه لن يقصر
و رغم ان سامي حريصا علي المادة بعض الشيئ ربما يكون مثل امه التي اذا عرفت انه أرسل أكثر من ذلك سوف تثور و تحاول ان تنغص علي إيريني حياتها رغم انها تعيش في شقة بعيدة عن بيت العائلة
و لانه ادري الناس بأمه و بحبها إلي المال الذي حرمت منه في بداية زواجهما من والده الذي كان دخله محدود فلقد كانت تردد عليه دائما كيف عانت مع والده و مع قلة الحال و لكن لما عليه أن يشغل عقله بما مضي فلقد كان يعاني مثلها و أكثر فهو لم يعيش الرفاهية التي عاشها أبناء عمه جمال
و لأنه يعرف جيد أن الحياة يجب ان تمضي علي كل حال و أن ثمن المال الذي يرسله غالي و صعب يكفي الوحدة التي يعيشها هو و التي تعيشها إيريني يكفي البعد عن الاهل و الاحبة يكفي أن ابنته تكبر دون أن تعرفه فهو الأب الحاضر الغائب
و لكن ها هي الايام تمر بالحلو و المر و لا يوجد جديد سوي العمل و كلام امه الذي يحرضه ان يبقي عنده رغم مرور أكثر من سنة و نصف علي سفره فلقد ترك ايرني حامل بضع أشهر
اما هناك في مصر كانت الحياة رتيبة و ممله رغم وجود الأهل و لكن هل يكفي الاهل لتصبر علي بعد الحبيب و خاصة انها اول مرة يبتعد عنها و خاصة وهي عروسة جديدة لم تعش من الحياة الكثير لم تكتفي منه هو الحبيب و حتي لو اكتفت إن إيريني امرأة انثي تشتاق لزوجها تنتظر اليوم الذي سوف يحاوطها بذراعيه حتي لو كان الاب موجود يعوضها ماديا و معنويا
ف جمال كأي أب حنون يشعر بأولاده و يعرف ما تمر به ابنته و يحاول أن يشغل إيريني
و كذلك روز امها رغم انها تعمل الا انها تشعر بأن ابنتها كأنها وردة تذبل و تريد الدعم المعنوي و النفسي فيبدو أن ابن أختها سامي بخيل مثل امه ماري الجافه ذات القلب القاسي هي تعرف ان اختها ليست عاطفية و يبدو أن سامي هو أيضا بخيل المشاعر و الأحاسيس و الا ما كان قدر علي الصبر و البعد كل هذه الاشهر
اما اخت إيريني مرثا كانت تشعر بها هي الاخري فهي متزوجة و زوجها قريب منها دائما يحاوطها بحبه و حنانه يدفئها بكلماته و احتوائه لها فكانت تشعر بأختها و تحاول ان تخفف عن اختها و كذلك زوجة يوسف الاخ الأكبر ل إيريني
مما جعل حياتها حافلة فهم لا يتركوها يوما دون أن يكونو معها و لكنها كانت وحيدة في اجمل سنوات شبابها التي تمر وهو بعيد عنها و كما احتفلت بتنصير ابنتها و تعميدها بمفردها و زوجها بعيد ها هي تستعد لأقامت عيد مولدها الأول بمفردها ايضا فهو لا يستطيع أن يرجع الآن من وجهة نظر امه
و كأن خالتها نسيت انها ابنة اختها و يجب ان تشعر بها و ان لم يكن بها هي يجب ان تشعر بأبنها و التي كانت كلمتها تمشي عليه و كأنه لا يهم رأي زوجته لا يهم احساسها و شوقها له أو حتي شوقه لها
اما سامي كان يردد كلام امه كأنه بغبغان و ما ان اقترب عيد ميلاد ميرنا كان اقصي ما فعله سامي هو أن أرسل ل ابنته فستان و دمية و كأن ابنته لا تحتاج منه شئ غير الثياب و الدمي ربما لا تعرف الآن معني الحضن و القبلة فهي سوف تكمل السنة الأولي خلال ايام فقط و لكنه مخطئ و هو من سيدفع ثمن ايام البعد عن زوجته التي سوف تعتاد بعده فلا يفرق معها وجوده من عدمه و سوف يدفع ثمن هذا البعاد
عن ابنته التي كبرت سنة و هي لا تراه و لا تعرفه
اما جمال الجد كان قريبا منهم اغلب الوقت و كذلك جدها سمير في بعض الأوقات و هذا مما جعل ميرنا تميل إلي جدها جمال لانه قريبا منهم دائما و حنون عليها
و كذلك خالها يوسف و الذي ينادونه في البيت جوزيف و كذلك اخو إيريني الصغير جرجس
فكانت ميرنا محاطة بالجميع الخال المحب و الجد الحنون و الام و الجدة حتي أن جدها سمير كان يغير أغلب الوقت من جدها جمال لتعلق ميرنا به
و لكن لما الغيرة و هو السبب ترك زوجته تضغط علي زوجة ابنها حتي كانت السبب في البعد و سكنت بعيد عن البيت
في يوم الميلاد كان الاحتفال كبير في منزل الجد جمال الذي أوصي علي كل شئ من محل حلويات كبير
و حضر الجد سمير مثل اي ضيف هو و ماري التي أحضرت معها لعبة صغير ل ميرنا و ما ان حاولت أن تحملها حتي بكت الطفلة فهي ليست معتادة عليها
فأخذها جمال منها فسكتت
نظرت ماري إلي إيريني كأنها تلقي عليها اللوم و كأن ميرنا تلك الطفلة تستمع إلي كلام أحد
انه الاحساس الداخلي لها هو من يحركها فهي لم تلقى منها الحنان حتى ترتبط بها.
مرت للحظات و انتهي العيد ميلاد و رجعت ماري و سمير إلي البيت
وقتها طلبت روز من إيريني أن تبقي معهم فلقد تأخر الوقت
كانت ليليه جميلة قضتها مع اهلها
و مررت الايام و لا جديد تحت الشمس الحياة لا تتوقف
و ها هي السنة الأخري تمضي
وفي عيد ميلادها الثاني كان الاب لازال مسافر و كأنه نسي انه تزوج و له طفلة
و كان الاحتفال ايضا في بيت جمال الذي كلف كل شئ
و الذي كان يحمل نفسه الذنب فهو من اقنع إيريني بالزواج من سامي رغم انه يعرف أن ماري مسيطرة عليه و هو تابع لها
بعد ايام كانت آيريني في شقتها هي و ميرنا وقتها طرق الباب
كان جمال كالعادة ترك الوكالة الخاصة له و احضر بعض الطلبات لابنته و كان يخبرها أن سامي أرسل خطاب لها
اخذته منه و ابتسمت لوالدها و هي تقول
ايريني : اقعد بس يا بابا انت هتفضل واقف ولا ايه
جمال : انا قولت اجيب ليكي الجواب و أرجع شغلي
إيريني : شغل ايه بس الغدا وجب و ميرنا زمانها هتصحي اتغدى معانا
جمال كاد أن يرد عندما رأي ميرنا تخرج من غرفة النوم تدعم عينها وهي تقول
ميرنا : بابا جمال
جمال : قلب بابا جمال يا ميرنا تعالي و رفعها عن الأرض يضمها بمحبة و هو يقول الدنيا نورت يا ميرنا الشمس طلعت
ميرنا نظرت له و ابتسمت و هو يرفعها بين ذراعيه يمرجحها في الهواء
إيريني: هحضر الاكل
جمال : ماشي علي ما العب مع ميرنا
و قد كان تناول معهم الغداء و قال
جمال : هروح بقى اشوف شغلي و لو احتاجتي حاجة اتصلي أو ابعتي البواب
إيريني : حاضر يا بابا
و بعد وقت كانت تقرأ الخطاب و ابتسامة شاحبة ترتسم علي وجهها فهي ليست المرة الأولي التي يقول فيها انه سوف يرجع و لكنه يرجع ليقول لقد طرأ له عمل و يأخر السفر
فلم تصدقي هذه المرة
فلقد تأكدت انه ما ان يقول سوف ينزل حتي تكلمه امه ل يبقي
ام هي لم يعد يفرق معها لقد تزوجت بضع أشهر فقط و غاب عنها أكثر من سنتين و نصف
كانت دموعها تسيل علي خدها و هي تتذكر كيف مضت حياتها و كيف كان حال خالتها ما ان يقول انه سوف ينزل اجازة
كيف كانت تردد عليها الكلام السام و انها لا تريد مصلحته تريده أن يبقي بجوارها ولا تفكر في مستقبله
و كم مرة رددت كلمات قاسية عليها
وكانها هي من تطلب منه العوده حتي جعلتها تكره ذلك اليوم الذي تذهب فيه اليهم
بعد عدة أيام كانت إيريني في بيت والدها ابنتها ميرنا تلعب مع أبناء خالها يوسف بعد أن رجعوا من صلاة الأحد
ولأن البيت الدور الأول ليجتمع به العائلة و يبقي به خالها جرجس اغلب الوقت لانه يذاكر فهو في السنة الاخيرة من كلية التربية و الثاني لجدها و جدتها و الثالث لخالها يوسف
كان لا يدخل البيت أحد غريب
كان سامي يقف في الباب يبحث بعينه عن ابنته بين الأطفال حتي وقعت عينه عليها
و ما ان اقترب منها حتي بكت و هي تقول ماما
و اخذت تركض خائفة من ذلك الرجل الذي يحاول أن يمسكها
اخذت توري وجهها في ثوب امها التي شعرت بالصدمة من وجود سامي أمامها
بالمرة الوحيدة التي لم تصدقه اتي و ها هو يقف بالباب ينظر لها بشوق و لهفة و لكنها إلي الآن لم تستوعب انه أمامها بعد سنتين و ٨ اشهر
سامي إيريني
ولكنها إلي الآن جامدة
إيريني.......
ابهروني يا قمرات
الحلقة الثالثة
بقلم نورا محمد على
اذكرو الله لعلها ساعة استجابة
الحياة لا تقف علي أحد و الايام ما ان تمر لن ترجع و ليالي الغربة و السفر لن تعوض و ابنته تكبر بعيد عنه لا يصله منها الا الصور و بعض همهمات في سماعة التليفون عندما يجري اتصال مع زوجته إيريني علي فترات متباعدة كلما اشتاق أن يستمع إلي صوت زوجته و حبيبته إيريني التي تقضي الليالي وحيدة و هو بعيد عنها قد يغلبه الشوق مرة و تغلبه هي مرات
.
كان يشغل نفسه في العمل لفترات طويلة من أجل أن يدخر المال الذي يرسله إلي أمه التي تدخره له عله يرجع يوما يكون فيه ذو شأن و مكانة و رغم أنه يرسل حوالة اخري إلي عمه تشمل مصروف إيريني و ميرنا و التي لا تكفي رغم عدم اعتراض عمه الذي يضع علي المبلغ المرسل الضعف و لكن ماذا هناك ليقال العم رضي بما يرسله و سامي يعلم أن عمه لن يقصر
و رغم ان سامي حريصا علي المادة بعض الشيئ ربما يكون مثل امه التي اذا عرفت انه أرسل أكثر من ذلك سوف تثور و تحاول ان تنغص علي إيريني حياتها رغم انها تعيش في شقة بعيدة عن بيت العائلة
و لانه ادري الناس بأمه و بحبها إلي المال الذي حرمت منه في بداية زواجهما من والده الذي كان دخله محدود فلقد كانت تردد عليه دائما كيف عانت مع والده و مع قلة الحال و لكن لما عليه أن يشغل عقله بما مضي فلقد كان يعاني مثلها و أكثر فهو لم يعيش الرفاهية التي عاشها أبناء عمه جمال
و لأنه يعرف جيد أن الحياة يجب ان تمضي علي كل حال و أن ثمن المال الذي يرسله غالي و صعب يكفي الوحدة التي يعيشها هو و التي تعيشها إيريني يكفي البعد عن الاهل و الاحبة يكفي أن ابنته تكبر دون أن تعرفه فهو الأب الحاضر الغائب
و لكن ها هي الايام تمر بالحلو و المر و لا يوجد جديد سوي العمل و كلام امه الذي يحرضه ان يبقي عنده رغم مرور أكثر من سنة و نصف علي سفره فلقد ترك ايرني حامل بضع أشهر
اما هناك في مصر كانت الحياة رتيبة و ممله رغم وجود الأهل و لكن هل يكفي الاهل لتصبر علي بعد الحبيب و خاصة انها اول مرة يبتعد عنها و خاصة وهي عروسة جديدة لم تعش من الحياة الكثير لم تكتفي منه هو الحبيب و حتي لو اكتفت إن إيريني امرأة انثي تشتاق لزوجها تنتظر اليوم الذي سوف يحاوطها بذراعيه حتي لو كان الاب موجود يعوضها ماديا و معنويا
ف جمال كأي أب حنون يشعر بأولاده و يعرف ما تمر به ابنته و يحاول أن يشغل إيريني
و كذلك روز امها رغم انها تعمل الا انها تشعر بأن ابنتها كأنها وردة تذبل و تريد الدعم المعنوي و النفسي فيبدو أن ابن أختها سامي بخيل مثل امه ماري الجافه ذات القلب القاسي هي تعرف ان اختها ليست عاطفية و يبدو أن سامي هو أيضا بخيل المشاعر و الأحاسيس و الا ما كان قدر علي الصبر و البعد كل هذه الاشهر
اما اخت إيريني مرثا كانت تشعر بها هي الاخري فهي متزوجة و زوجها قريب منها دائما يحاوطها بحبه و حنانه يدفئها بكلماته و احتوائه لها فكانت تشعر بأختها و تحاول ان تخفف عن اختها و كذلك زوجة يوسف الاخ الأكبر ل إيريني
مما جعل حياتها حافلة فهم لا يتركوها يوما دون أن يكونو معها و لكنها كانت وحيدة في اجمل سنوات شبابها التي تمر وهو بعيد عنها و كما احتفلت بتنصير ابنتها و تعميدها بمفردها و زوجها بعيد ها هي تستعد لأقامت عيد مولدها الأول بمفردها ايضا فهو لا يستطيع أن يرجع الآن من وجهة نظر امه
و كأن خالتها نسيت انها ابنة اختها و يجب ان تشعر بها و ان لم يكن بها هي يجب ان تشعر بأبنها و التي كانت كلمتها تمشي عليه و كأنه لا يهم رأي زوجته لا يهم احساسها و شوقها له أو حتي شوقه لها
اما سامي كان يردد كلام امه كأنه بغبغان و ما ان اقترب عيد ميلاد ميرنا كان اقصي ما فعله سامي هو أن أرسل ل ابنته فستان و دمية و كأن ابنته لا تحتاج منه شئ غير الثياب و الدمي ربما لا تعرف الآن معني الحضن و القبلة فهي سوف تكمل السنة الأولي خلال ايام فقط و لكنه مخطئ و هو من سيدفع ثمن ايام البعد عن زوجته التي سوف تعتاد بعده فلا يفرق معها وجوده من عدمه و سوف يدفع ثمن هذا البعاد
عن ابنته التي كبرت سنة و هي لا تراه و لا تعرفه
اما جمال الجد كان قريبا منهم اغلب الوقت و كذلك جدها سمير في بعض الأوقات و هذا مما جعل ميرنا تميل إلي جدها جمال لانه قريبا منهم دائما و حنون عليها
و كذلك خالها يوسف و الذي ينادونه في البيت جوزيف و كذلك اخو إيريني الصغير جرجس
فكانت ميرنا محاطة بالجميع الخال المحب و الجد الحنون و الام و الجدة حتي أن جدها سمير كان يغير أغلب الوقت من جدها جمال لتعلق ميرنا به
و لكن لما الغيرة و هو السبب ترك زوجته تضغط علي زوجة ابنها حتي كانت السبب في البعد و سكنت بعيد عن البيت
في يوم الميلاد كان الاحتفال كبير في منزل الجد جمال الذي أوصي علي كل شئ من محل حلويات كبير
و حضر الجد سمير مثل اي ضيف هو و ماري التي أحضرت معها لعبة صغير ل ميرنا و ما ان حاولت أن تحملها حتي بكت الطفلة فهي ليست معتادة عليها
فأخذها جمال منها فسكتت
نظرت ماري إلي إيريني كأنها تلقي عليها اللوم و كأن ميرنا تلك الطفلة تستمع إلي كلام أحد
انه الاحساس الداخلي لها هو من يحركها فهي لم تلقى منها الحنان حتى ترتبط بها.
مرت للحظات و انتهي العيد ميلاد و رجعت ماري و سمير إلي البيت
وقتها طلبت روز من إيريني أن تبقي معهم فلقد تأخر الوقت
كانت ليليه جميلة قضتها مع اهلها
و مررت الايام و لا جديد تحت الشمس الحياة لا تتوقف
و ها هي السنة الأخري تمضي
وفي عيد ميلادها الثاني كان الاب لازال مسافر و كأنه نسي انه تزوج و له طفلة
و كان الاحتفال ايضا في بيت جمال الذي كلف كل شئ
و الذي كان يحمل نفسه الذنب فهو من اقنع إيريني بالزواج من سامي رغم انه يعرف أن ماري مسيطرة عليه و هو تابع لها
بعد ايام كانت آيريني في شقتها هي و ميرنا وقتها طرق الباب
كان جمال كالعادة ترك الوكالة الخاصة له و احضر بعض الطلبات لابنته و كان يخبرها أن سامي أرسل خطاب لها
اخذته منه و ابتسمت لوالدها و هي تقول
ايريني : اقعد بس يا بابا انت هتفضل واقف ولا ايه
جمال : انا قولت اجيب ليكي الجواب و أرجع شغلي
إيريني : شغل ايه بس الغدا وجب و ميرنا زمانها هتصحي اتغدى معانا
جمال كاد أن يرد عندما رأي ميرنا تخرج من غرفة النوم تدعم عينها وهي تقول
ميرنا : بابا جمال
جمال : قلب بابا جمال يا ميرنا تعالي و رفعها عن الأرض يضمها بمحبة و هو يقول الدنيا نورت يا ميرنا الشمس طلعت
ميرنا نظرت له و ابتسمت و هو يرفعها بين ذراعيه يمرجحها في الهواء
إيريني: هحضر الاكل
جمال : ماشي علي ما العب مع ميرنا
و قد كان تناول معهم الغداء و قال
جمال : هروح بقى اشوف شغلي و لو احتاجتي حاجة اتصلي أو ابعتي البواب
إيريني : حاضر يا بابا
و بعد وقت كانت تقرأ الخطاب و ابتسامة شاحبة ترتسم علي وجهها فهي ليست المرة الأولي التي يقول فيها انه سوف يرجع و لكنه يرجع ليقول لقد طرأ له عمل و يأخر السفر
فلم تصدقي هذه المرة
فلقد تأكدت انه ما ان يقول سوف ينزل حتي تكلمه امه ل يبقي
ام هي لم يعد يفرق معها لقد تزوجت بضع أشهر فقط و غاب عنها أكثر من سنتين و نصف
كانت دموعها تسيل علي خدها و هي تتذكر كيف مضت حياتها و كيف كان حال خالتها ما ان يقول انه سوف ينزل اجازة
كيف كانت تردد عليها الكلام السام و انها لا تريد مصلحته تريده أن يبقي بجوارها ولا تفكر في مستقبله
و كم مرة رددت كلمات قاسية عليها
وكانها هي من تطلب منه العوده حتي جعلتها تكره ذلك اليوم الذي تذهب فيه اليهم
بعد عدة أيام كانت إيريني في بيت والدها ابنتها ميرنا تلعب مع أبناء خالها يوسف بعد أن رجعوا من صلاة الأحد
ولأن البيت الدور الأول ليجتمع به العائلة و يبقي به خالها جرجس اغلب الوقت لانه يذاكر فهو في السنة الاخيرة من كلية التربية و الثاني لجدها و جدتها و الثالث لخالها يوسف
كان لا يدخل البيت أحد غريب
كان سامي يقف في الباب يبحث بعينه عن ابنته بين الأطفال حتي وقعت عينه عليها
و ما ان اقترب منها حتي بكت و هي تقول ماما
و اخذت تركض خائفة من ذلك الرجل الذي يحاول أن يمسكها
اخذت توري وجهها في ثوب امها التي شعرت بالصدمة من وجود سامي أمامها
بالمرة الوحيدة التي لم تصدقه اتي و ها هو يقف بالباب ينظر لها بشوق و لهفة و لكنها إلي الآن لم تستوعب انه أمامها بعد سنتين و ٨ اشهر
سامي إيريني
ولكنها إلي الآن جامدة
إيريني.......
ابهروني يا قمرات