في أحدي المناطق العشوائية البسيطة التي تدل علي طيبة أهلها تلتقط أسماعنا أحدي الأصوات التي تخرج من أحدي الروضات .
يلا نغني يا أطفال يلا نعمل دائرة نشبك أيدنا في أيد بعضينا و نعد الإعداد كلنا ١ ٢ يلا نسقف ٣ ٤ سقفه كمان ٥ ٦ يا شطار ٧ ٨ نعد كمان ٩ ١٠ سقفه كبيرة يا أبطال .
أحدي الفتيات في الروضة: ما كفاية كده النهاردة يا جهاد من الصبح و أنت شغالة أستريحي شوية و أنا حكمل مكانك .
جهاد: لا متعبتش و أنت عارفه أني بحب الأطفال يا ندي و لو فضلت معهم طول النهار مش حتعب المهم علمتي الكراسات الخاصة بالأطفال .
ندي: تمام خلصت كله بس ارحمي شوية كله شغل شغل أنت مش بتتعلمي خالص الصبح هنا في الروضة و بعد الظهر في البيت مع والدتك و بليل في المكتبة .
جهاد: لا مش بتعب الأهم أن أشوف إلي قدامي مرتاحين مش حكون مبسوطة و هما في حاجة مزعلاهم .
ندي: مش قصدي بس أختك جود موجودة ليه مش بتساعد هي تطلب و أنت تنفذي و الحمل كله عليكي .
جهاد: كفاية تهتم بدراستها و ترجع من الجامعة تعبانه و كتر خيرها ساعات بتنزل المكتبة لما تكون فاضية .
ندي: طول عمرك بتدافعي عنها و مش بتغلطيها المهم عندك تكون هي سعيدة مش مهم تيجي علي نفسك علشانها.
جهاد: أنا اتعودت علي كده المهم عندي متحسش أنها أقل من حد .
و تقاطعهم دخول أحدي الأمهات فقد انتهي فترة الروضة و يستعدون الأطفال للمغادرة و بالفعل يغادر كل طفل مع والدته بعد أن يودع جهاد و ندي .
ندي: أخيراً حنروح الواحد عايز يريح شوية بس الغذاء مين إلي حيعمله و ماما النهاردة معزومة عند خالي مش كنت أتجوزت أرحم من الدوخة ده و أه الواحدة أخرها بيت جوزها .
جهاد بضحك: هو أنت عارفه تشيلي مسئولية نفسك لما عايزة تفتحي بيت أمشي يا ست و لو علي الغذاء أنا عزماكي عدي الجمايل .
ندي: لا أبدأ مش حينفع خالص مكنتيش تحلفي خلصي الغذاء و خبطي عليا اجي أدوق الاكل و أمري لله .
جهاد: ماشي يا قدري يلا وصلنا اول ما اخلص الاكل حخبط عليكي .
تدخل ندي منزلها و تدخل جهاد الشقة المقابل لها و عندما تدخل تسمع حديث والدته مع أختها .
فاتن: يا جود أرحمي نفسك كل شوية طلبات هو أبوكي قاعد علي بنك أنت عارفه معاش أبوكي علي الفلوس إلي بتطلع من المكتبة علي فلوس شغل أختك هو ده إلي خلي البيت ماشي بعد ستر ربنا و أنت كل شوية طلبات ده حتي مش بتساعديني في البيت أختك ترجع من الشغل تكمل معايا شغل البيت .
جود: أنا مليش دعوة بجهاد هي تعمل إلي عايزاه و أنا برضه اعمل إلي عايزاه براحتي أصل أنا استحالة ابقي نسخة من حد .
فاتن: ليه مالها أختك فيها أيه ده كل حاجة بتطلبيها بتجبها ليكي علي الاقل ساعدها في البيت بلاش تبقي أنانية هي طول النهار يا في الروضة أو هنا بتساعدني أو في المكتبة بتساعد أبوكي و مش بتتكلم و لا يتطلب أي حاجة ليها أما حضرتك ماما عايزة فلوس ماما عايزة هدوم و مش بتبطلي طلبات و من النهاردة مفيش فلوس ليكي غير مصروفك عايزة زيادة أنزلي أشتغلي في المكتبة معاهم .
جود: أنا تعبت كل حاجة خليكي زي جهاد شوفي جهاد أنا جود و عمري ما حكون زي جهاد كل اهتمامكم بجهاد عايزة حد يفهمني ليه فيها اه زيادة عني .
فاتن: علشان جهاد عمرها ما بصت لحد طول عمرها بتعطي من غير مقابل حتي لما أبوكي بيديها فلوس اوعي تفتكري أني مش عارفه انها بتديها ليكي بس خسارة فيكي بجد .
جود: هي انسانة معندناش طموح كل همها أن اليوم يعدي بسلام مش بتحب تطلب حاجة علشان غبية فاكرة أنها كده بقت مثالية .
تصفع فاتن جود علي وجهها: أختك عمرها ما كانت غبية و له أنانية أختك افضل منك بمراحل كتيرة و لو هي مش بتشوف نفسها ده كله علشان توفر ليكي الفلوس علشان تلبسي و تخرجي و تتمنظري قصاد صحابك يعني كل إلي أنت فيه بسبب أختك .
كان هذا الحديث تستمع له جهاد و لذلك قررت الرجوع و فتح باب الشقة و غلقه كي لا احد يعرف انها استمعت لهذا الحديث القاسي .
فاتن: أختك جت اكتمي و لو سالت عليكي حقول أنك نايمة هي مش ناقصة .
جهاد : يا ماما يا جود يا بشر أنا جيت .
فاتن: حمد لله على سلامتك يلا غيري هدومك علشان جود رجعت كالعادة تعبانة فقولت لها تريح لغاية لما أحضر الأكل .
جهاد: ربنا يقويها هي برضه بتتعب في المذاكرة خلاص أنا حغير هدومي و حتلاقيني في المطبخ معاكي .
تدخل جهاد غرفتها لكي تغير ملابسها و هي حزينة لما سمعته فإنها قامت بجعل كل شي متوفر لاختها كي لا تحس بالنقص و ها أصبحت أختها لا تبالي بما تفعلها حتي أنها متقنة في التمثيل .
جود بصوت نعسان: جهاد حمد لله على سلامتك شكلي راحت عليا نومه و أنت مستنياكي .
جهاد: اسفة لو كنت صحيتك من غير قصدي كنت بقي عايزة أيه .
جود: كنت عايزة ٣٠٠جنية علشان أنت عارفه الكتب و الملازم .
جهاد: بكرة الصبح حتلاقيهم علي التربيزة باذن الله.
جود: حبيبتي يا جوجو أصل أنت عارفه الظروف فمردتش اطلبهم من ماما فقولت اطلبهم منك أنت .
جهاد: أنا وأنت واحد المهم تشوفي مذكرتك كويس أنا بعمل كل ده علشان تكوني مرتاحة يلا ريحي شوية عقبال ما اخلص الأكل .
جود: ماشي يا جوجو مش عارفه حودي جمايلك فين .
جهاد بابتسامة: مفيش ما بين الاخوات جمايل يلا سلام علشان ألحق أحضر الغذاء .
و لقد كان الحزن طاغي في القلب لما تفعله لاختها و كيف تقابل أختها هذا فبعد ما تحدثت عليها بسوء تطلب منها الأموال و كأنها لم تفعل شي .
في مكان أخري في أحدي المناطق الراقية التي تدل علي سكانها أنهم ذات مستوي رفيع نسمع صوت أحدي السيدات .
يلا يا منساة نحضر الاكل أخوكي زمانه علي وصول و أنت عارفه بيجي من الشغل تعبان .
منساة: أنا جيت ريحي أنت يا ست ماما و أنا حجهز الأكل كله لوحدي .

جيهان: ربنا يباركلي فيكي انت و أخوكي و أفرح بيكم بس انا بحب أشغل نفسي في عمايل البيت كفاية انك بتيجي من الكلية تعبانة و رغم كده بتساعديني في البيت .
منساة: يا ماما أنا طلعت من الدنيا بيكي و بمعاذ و ملقتش ليا غيركم حتي قاريبنا من وقت وفاة بابا قطعونا .
جيهان: أنا متأكدة أن عمك وراء سوء التفاهم ده و اكيد في يوم من الأيام جدك حيعرف الحقيقة و الحق يرجع لاصحابه .
يفتح الباب و يدخل شاب يتصف بالوسامة و له طله تجذب من يراه و يقبل رأس أمه و أخته .
جيهان: حمد لله على سلامتك يا حبيبي ثواني و منساة حتجهز الأكل برضه طلعت من الشغل علي السوبر ماركت .
معاذ يناول منساة الاكياس: الماركت جنب الشغل يعني مش بعمل المستحيل غير كده استحالة أخلي ملكة منكم تنزل تشتري الحاجات ده .
منساة: بس يا أبيه أنت بتتعب في الشغل و بتشتري الحاجة من الماركت و كمان بتساعدنا في البيت .
معاذ: أهم حاجة عندي راحتكم و حضرتك تركزي في الكلية بتاعتك علشان التقدير و بالنسبة للمساعدة في البيت فمش حينقص مني حاجة و مش بيتعبني يلا فين الأكل .
منساة: عقبال ما تغير هدومك حيكون الاكل علي السفرة .
تحضر منساة الأكل و يغيير معاذ ملابسه و يخرج ليتناول الطعام و بعد الاكل يقومون بالتحدث في جو أسري محبب ملئ بالدفئ و الحب و التفاهم .
يتحدث معاذ : ماما صحتك عاملة أيه و العلاج ماشية عليه مضبوط اوعي تكوني مش بتاخدي العلاج و لما يخلص بلغيني علشان اشتريه .
جيهان: الحمد لله ماشية عليه مضبوط بس انا بقول كفاية كده انت أولي بفلوس العلاج .
معاذ و هو بيقبل يد والدته: متزعلنيش منك ده أنا لو جبت ليكي نجمة مش حتكفي يا ست الكل .
أما في منزل عبد الله
يأتي عبد الله من المكتبة و تقابله جهاد بوجه بشوش من ينظر إليها يجدها كأنها كقرص الشمس يشع بالضوء و ينشر الطمأنينة فهي ممتلئه بالنشاط و الحيوية .
جهاد: حمد لله على سلامتك يا حبيبي ثواني و الأكل يكون جاهز .
عبد الله: الله يسلمك يا غالية عاملة أكل أيه النهاردة .
جهاد: فراخ و مكرونة بشاميل و طبق سلطة .
عبد الله: يا جمالو لا أنا ألحق اغير و اطلع علي طول .
جهاد: و أنا كمان حروح اخبط علي ندي علشان حتأكل معانا النهاردة .
عبد الله: طب يلا بسرعة علشان تلحقي تحضري الاكل .
تجري جهاد الشقة المقابلة و ترن علي ندي الجرس .
ندي: كفاية رن في الجرس كنت بلبس الطرحة .
جهاد: طب يلا بسرعة علشان ألحق اجهز الاكل علي السفرة .
و بالفعل يقومون بتحضير الطعام و يجلس الجميع حول المائدة و يقطع السكون تحدث جود .
جود: أزيك يا ندي عاملة أيه .
ندي: الحمد لله يا جود أنت أخبارك أيه و أخبار دراستك .
جود: كويسة الحمد لله بس أنت عارفه الدراسة صعبة و معتمدة علي الحفظ .
ندي: أن شاء الله ربنا ييسر ليكي الصعب حبيبتي.
جود بمكر: أنا فرحانة انك حتتغدي معانا علشان جهاد شكلها تعبانة أه تساعديها .
جهاد لتلطيف الجو: أنا مش تعبانة يا جود و مش يحتاج حد يساعدني و ندي جاي معزومه فعيب لما نطلب من حد معزوم أنه يقوم يساعد أهل البيت .
جود: دائما بتفهمي كلامي غلط أنا مش قصدي حاجة هي ندي مش اختنا الثالثة فانا اتكلمت معاها من الجانب ده .
ندي: و أنت مغلطتيش يا جود صح أنا أختكم الثالثة علشان كده نعتبره أن البيت ده بيتي و بالنسبة لجهاد فهي عارفه معزتها عندي احنا نخلص الأكل و نغسل المواعين و ننزل المكتبة مع بعض .
فاتن: و أنت معزتك من معزتهم يا ندي بس الواجب لو جهاد تعبانة جود تعمل مكانها علشان بعد كده لما جهاد حتتجوز مين حيساعدني غيرها يبقي آن الأوان أنها تساعدني .
عبد الله: كلامك صح يا فاتن أنا يا بنتي لو مش بكلمك فده علشان جهاد بتمنعني و تقولي إلي أنا عايزة هي حتعمله مش معني كده أنك تلقي بالحمل عليها أو علي ندي .
جود: و أنا متفقة مع جهاد أن أساعد في البيت لما أخلص كليتي و له هي رجعت في كلامها .
جهاد: و أنا من أمتي برجع في كلامي يا جود لا أنا لسه عند كلمتي .
ندي و هي تحاول تلطيف الجو: لا لما جهاد تتجوز أنا حنقل المقر بتاعي عندكم يعني حتلاقوني هنا صبح و بليل قصاد عينيكم .
جهاد: يعني جوزتوني و كمان يا ست ندي عينك علي أوضتي يلا يا حبيبتي أصحي من الحلم و قومي اغسل المواعين و اعملك كوباية شاي عقبال ما أشطبهم .
يشعر عبد الله بوجود أمر ما بداخله ابنته و كان علي يقين بأن ابنته لا تحب أن ينشغل أحد بها فتاتي علي نفسها كي يرتاح من حولها فهي لم تتغير مهما مر عليها من وقت و لذلك قام بالتحدث معها .
عبدالله: جهاد لو مش قادرة تنزلي المكتبة خليكي و أنا انزل أكمل بقية اليوم .
جهاد: لا يا حبيبي أنا نازله و كمان عمي ممدوح كان مواعدني بكتب أقراءهم و ارجعهم ليه تاني.
تدخل جهاد و ندي المطبخ و جود حجرتها و عبدالله و فاتن يشاهدون التلفاز .
جهاد: ندي أوعي تزعلي من جود ده عقلها صغير .
ندي: يا بنتي أختك ده اتعودت عليها خلاص و مقدرش ازعل منها زي ما قولتي عقلها صغير .
تنتهي جهاد من المواعين و تشرب هي و ندي الشاي .
جهاد: نسيت أحكيلك علي إلي حصل مع مازن.
ندي: مازن مين أوعي يكون مازن أبن عبده الجزار .
جهاد: هو بعينه كان عندي أمبارح في المكتبة و كان بيقول كلام غريب .
ليس كل من تهابه تهرب منه بل المواجهة في بعض الوقت خير فيكفيك شرف المحاولة حتي لا تكن ذليلا لأحد ليس لديه أي أخلاق و لادين .
فلاش باك
مازن: السلام عليكم يا أنسة جهاد المكتبة نورت .
جهاد: و عليكم السلام أوامر حضرتك .
مازن: كنت عايز كشكول مش ورق و لا سلك .
جهاد: مش فاهمة أزاي مش ورق و لا سلك النوع ده مش عندي .
مازن: طب بلاها الكشكول عايز قلم رصاص و جاف في نفس الوقت .
جهاد: حضرتك يا تأخذ قلم جاف يا تأخذ قلم رصاص أما النوعين في قام واحد برضه معنديش و يا ريت السيجارة إلي في أيدك تشربها بره علشان عندي حساسية .
مازن: لو علي السيجارة و يقوم بالقاءها خارج المكتبة تمام كده .
جهاد: في حاجة لسه مسألتش عليها حضرتك .
مازن: كنت عايز مفتاح لقفل مقفول و مش راضي يحن عليا .
جهاد: لا حضرتك أنا مش ببيع مفاتيح و بعد أذنك ممكن تمشي علشان عايزة أنضف المكتبة علشان فيها ريحة مش حلوة .
مازن: طب تمام يا أبلة بس انت دخلتي هنا و يشاور علي رأسه و أنسي أني أسيبك .
جهاد: و يا انت اخر واحد في الكون يبقي افضل أني أعنس .
عودة
ندي: يا قلبك و مخفتيش منه ده بلطجي و معظم الناس بتخاف منه .
جهاد: أنا بقي مش بخاف علشان ربنا معايا يلا بقي علشان نلحق ننزل المكتبة .
ندي: ربنا يستر علشان مازن مش حيعدي إلي عملتيه .
لا أهاب من شئ لأن الله معي يحميني و سأعمل علي راحة من حولي و أنا علي يقين بأن الله سيكافيني.
أيه سبب أهل معاذ يقاطعوهم بعد وفاة والده .
جود حتتغير و له حتفضل زي ما هي .
مازن حيعدي كلام جهاد من غير ما يعمل مشاكل و له حيسبها في حالها .
كل ده حنعرفه الفصل القادم .