3

ركن سيارته السوداء أمام باب المحكمه وهو ينظر اليها بطرف عيناه ثم إلى فارس صديقه ومديره ونطق" هتصدقنى لو قلت لك مش عايز انزل من العربيه"

ابتسم فارس بخفه" للأسف احنا برا الشركه كنت أمرتك تنزل من العربيه وتروح تشوف فى ايه، هو انت مش عندك فضول"

هز زين رأسه بنعم" اكيد عندى فضول بس على قد الفضول انا خايف يكون فى مصيبه ، وبعدين انت كل شويه تقولى مديرك مديرك ما عرفنا انك مديرى"

ضحك فارس بخفه ونظر إلى صديقه محاولا أن يطمئنه ويخبره أن كل شئ بخير ولا داعى لكل هذا الخوف فلا وجود لذلك القلق والرعب ولكنه لم يتحدث اليه واكتفي بتلك النظره إلى فهم معناها الآخر، تشجع فارس وفتح باب السياره أمام زين وترجل منها أمام عيناه لكى يعطيه الشجاعه قليلا ونجح فارس عندما نظر إلى زين الذى ترجل هو الاخر من سيارته.

وقفا الاثنان أمام ذلك المبنى حتى لمحا فتاتان تسير أمامهم معا متجهين الى باب المبنى ونطق فارس فى خفه بصوت خافت ولكنه واضح الي الفتاتين" القمر طلع بيطلع بليل اهو"

نظرت إليه الفتاه الطويله بحقد ثم أكملت طريقها إلى البوابه تحت انظار زين الذى نكذه فى كتفه ناطق بغضب خفيف" مش هتبطل شغل المراهقين بتاعك ده"

ضحك فارس وهو يعدل ملابسه متقدم عن زين بخطوات" لازم الواحد يدوق كل انواع الفاكهه"

رفع زين عيونه بتملل وهو ينظر الى صديقه الذى لن يتغير ابدا ثم تبعه تلك الخطوات متجهين الى باب المحكمه يجلسون فى تلك الاستراحه امام تلك الفتاتان التى كانا بالخارج منذ قليل كان فارس كعادته يحاول أن يغازل الفتاه ولكنها لم تهتم اليه أو حتى تنظر له مع صديقتها التى تحاول أن تكبح غضبها وتتحدث معها بهدوء على أن لا تهتم له وهذا كان واضح من طريقه شفتاها وهى تتحدث، كاد فارس ان يقوم بهدوء وهو يعدل ملابسه متجه الى الفتاه ولكنه وجد شاب سبقه واتجه إليهم وجلس معهم ومن الواضح أنه قريب لهم أو أخ لأحدهما ،سحب زين فارس ليجلس بجواره ناطق" احترم مراتك الي موجوده في البيت شويه يا فارس انت عارف ان تصرفاتك دي مش عجباني"

جلس فارس في تنهد وهو ينظر الي زين بغضب مصتنع" وليه لذمتها السيره دي دلوقتي بقي"

صمت زين وهو يراقب الفتاه الأخرى صديقه تلك الفتاه التي يحاول أن يستفزها صديقه فارس، كانت هي الاخر تنظر اليه خلسه ولكنها تنهدت ونظرت إلي ذلك الشاب وهي تشبك اصابعها معه وكأنها تخبر زين رساله انها مرتبطه به أو شئ هكذا، لم يهتم لها زين كعادته لا يهتم بالفتيات ولا يشغلن باله بعد خسارته لحبيبته والذى عهد نفسه أنه لن يكون لفتاه أخرى من بعدها، رفع عيناه عنها وعن حبيبها ذلك ووقف ونظر الي فارس الذى يبحث بعيناه أخرى عن فتاه ولكنه في النهاية يجد عيناه تستقر على تلك الفتاه الغاضبه وكأن بها شئ يجذبه، عقد حاجبيه وهو يخرج هاتفه من جيبه وينظر الي صوره زوجته ربما يزيل ذلك الشعور المريب تجاه غضبها اليه وذلك الشاب الذى يجلس في منتصفهم ويشبك أصابعه معها ضحك بخفه وهو يهمس إلى إذن زين" شايف حب الشباب بيفكرك بايه"

نظر اليه زين بتملل" انا قطعت صلتي بالحب بعد موت هنادى يا فارس وانت عارف كده"

صمت فارس بحزن علي حال صديقه ولكنه افضل من قبل هذا ما يعرفه الآن أنه أفضل، وعلي الرغم من عدم اهتمام زين بالفتاتان إلا لفت نظره ذلك الرجل الذى توضح من هيئته أنه المحام الخاص بها يقف معها ويتحدث قليلا وهي تنظر حولها والي الجميع ويكسوا وجها بعض الحزن وهو يرى رفيقها هذا يهون عليها الأمر ويدخل معها الي تلك القاعه، رفع كفيه بعدم اهتمام ربما تنتظر ابيها أو أحد هام لها ولكنه لم يأتي، ولكن ما لفت انتباه أكثر اتجاه هذا المحام ناحيته هو وفارس عقد حاجبيه متتابع لخطواته التى توقفت أمامه ونطق بهدوء" حضرتك زين المالكى"

هز زين رأسه بنعم وهو يشير إلي فارس لكى يجعلها ينتبه إليه" اه انا زين وده صديقي المهندس فارس العجمي"

ابتسم هذا المحام اليه ومد يده مصافحه بخفه مبتسم وهو يعرف بنفسه" انا المحامي عادل شكرى  الوكيل عن العقيد صالح فكرى"

فهم زين أنه واقف أمام الرجل الصحيح تلك المره وهو يحاول أن يفهم ما ماهيه ذلك الاستعداء الذى جاء له متسأل" ممكن اعرف انا هنا ليه والعقيد صالح كان عايز مني ايه"

نظر اليه فى هدوء " العقيد صالح فكرى قبل ما يموت كتب وصيه وعمل اوراق وصيه انك تكون واصي على بنته بعد ما يموت لانه كان واثق فيك وفى اخلاقك"

نطق فارس بهدوء" وصى على بنته؟"

هز المحامى رأسه بنعم ونطق" يعنى هتفضل تحت رعايته لحد السن القانوني ليها وبعدين هى بقي تعيش حياتها زى ما هى عايزه"

وقع إثر الصدمه على زين الذى نطق بغضب هادى" واشمعنى انا مخصوص"

رفع المحامى كتفيه بلا اعلم ونطق" إلى يعرف السبب مات ودلوقتي لازم تدخل تثبت وصيتك للمحكمه لأن انت دلوقتى المسؤول عن بنته فى كل حاجه"

نظر زين إلى المحامى ونطق بهدوء" لا انا مليش دعوه بعيال حد انا راجل اعذب عايش مع والدتى ادخل عليها ببنت هى المشرحه ناقصه قتله" متجه بغضب إلى الخارج ولكن يد فارس منعته وهو ينظر اليه بهدوء وعيون قويه" الراجل قبل ما يموت وصاك على بنته وهى أمانه لازم تبقي قدها وتحافظ عليها واضح ان ملهاش حد غيرك دلوقتي"

نظر زين الي فارس بتردد ولكن يد فارس التى وضعت على يده بهدوء مع نظراته المشجعه لطالما كان فارس تأثير قوى على زين بخبره الصداقه التى بينهم منذ صغارهم..

دخل المحامى فى البدايه الى قاعه المحكمه ودخل زين وفارس الذى يحاول أن يحرك زين بقوته وكأنه يدفعه إلى أن يلقي بنفسه إلى النيران..

وقف هذا المحامى أمام هيئه القضاء الموجوده وهو يضع الاوراق امامه بهدوء يقرها بهدوء ثم وضع نظارته الخاصه بالقرأه جانبا ونطق بصوت مسموع" زين المالكى"

عم الصمت داخل القاعه وكان زين لا يسمع اسمه مع تنهيده حزينه خرجت من فم نيران وهى تشعر أنه لم يأتى حتى من اجلها وهى التى ارتاضت به، نطق القاضي مره اخرى على زين الذى يشعر انه متحجر فى مكانه لا يمكنه أن يتحرك مع نظرات فارس اليه والذى رفع يد زين بيده أمام القاضي الذى هز رأسه متفهم مع نيران التى نظرت إلى الخلف تبحث عنه ولكن قد أنزل فارس يد زين قبل أن تنظر نيران اليه،تنهد القاضى ونطق وهو ينظر الى الاوراق" نيران فكرى"

رفعت يدها ولكنها لم تكن ظاهره إلى زين وفارس الذى كان يبحثان عن تلك الفتاه ومن الواضح أنها بالتأكيد موجوده طالما المحامى الخاص لأبيها موجود ولم يكن لزين اى فكره عن ربط الفتاه التى كانت تجلس امامه بالمحامى فهو فى واقع صدمه أنه أصبح الآن مسؤل عن فتاه صغيره سوف يعتنى بها ما تلك اللعنه هذا ما همس به وهو يحاول أن يقوم بجوار فارس الذى مسكه بإحكام ناطق" رايح فين اثبت مكانك"

نظر اليه زين في غضب وهو يجلس محاولا أن يشعر أن كل ذلك حلم من أحلامه وسوف يستيقظ منه ويرجع الي حياته كما كانت لا اطفال ولا وصايا ولا حتي محاكم قضائيه.

اشار القاضي إلى المحامي ونطق" انت اعلمت الواصي بما يجب أن يفعله"

هز المحامي رأسه ناطق" هذا ما حدث يا سيدى وسوف تذهب معه إلى المنزل الان بعد أن يستلم الوصايه عليها"

هز القاضي رأسه وهو يختم تلك الورقه الموضوعه أمامه، بمجرد أن نظر زين الي ذلك هرب من قبضه فارس الي الخارج مع نظرات فارس اليه المتنهده وهو يخرج امامه محاولا أن يتبعه ويوفقه فلا مجال للهروب الان من المسؤوليه..

نظرت نيران بعيونها الي الحضور وهي تسأل المحامي عن زين والذى بدوره بحث هو الاخر ونطق" كان هنا من شويه اكيد هو برا دلوقتي تعالي اعرفك عليه"

كان زين يقف بالخارج مع فارس الذى يحاول أن يهدي منه قليلا ناطق له أنه يجب أن يتحمل تلك المسؤولية وربما انها تصبح افضل معه وهي فتاه كيف سوف تعيش وحدها دون ابيها ودون عائله كانت كلماته قليلا تحفزه ولكن هناك شئ بداخله مازال يرفض تلك الوصيه لا يريد ان يتحمل مسؤوليه فتاه هو الذى كان يهرب منهم طوال حياته تأتي اليه هى بقدميها، هز رأسه نافيا" انا مش موافق علي المهزله دي"

كاد فارس ان يتحدث ولكن ما تحدث قبله هو ذلك المحامي الذى كان يقف خلف زين وهو يظهر من خلفه نيران التي توسعت عينها  عندما وقعت عيناها علي وجه زين مع صوت المحامي" استاذ زين الانسه نيران بنت العقيد صالح فكرى"

صرخ الاثنان في أن واحد وهو ينظر الي الاخر بصدمه" انت/انتي"..

يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي