الفصل العشرون
الفصل العشرون ..
____________________
اجابته وهي تحاول السيطرة على ارتجاف جسدها :
- لكنني قد اردت ان اموت .
ردد بخفوت مؤثر :
- اذكر انك قلت هذا القول بعد اسبوعين من لقائنا ..
لكنني لم اصدق انك تعنينه فعلا .
هزت رأسها بإقرار قائلة :
- بالفعل كنت ارحب بفكرة الموت ..
لقد احببتُ دايمن الذي خيب مرضي امله .. بل جعله يكرهني
فقررت العمل في المجلة على امل ان اظهر له انني قادرة على ان احيا حياة طبيعية ..
وان لا شيء في حياتنا تغير !
لكن خروج زوجته للعمل انقلب علي وجعله يحس بالعجز .
مرر اصابعه على وجنته بعشق وهو يقول لها بصدق واحساس كبير :
- والان إيف ؟
لقد بحت لك منذ برهة بحبي ، بل بعشقي الكبير لكِ ..
قد يكون دايمن هو الرجل الذي احببته لكنه كان ضعيفا ، وخسيسًا ، وحقيرًا للغاية لتركك هكذا تعانين ..
اما انا فلا .. أنا اريد ان تعيشي وستعيشين !
قَبل جانب فمها برقة وهو يتحسس وجهها قائلًا :
- يوما ما ساراقبك تضعين اطفالنا في الفراش وتقبليهم قبل النوم ..
لقد راقبتك مرارا وانت تلعبين وتضحكين مع كيت ولوسي ..
وقد رايت رقتك معهما وعندها احببتك حقًا .......
غير انني تلقيت منك اقسى صدمة في حياتي ..
فقد اظهرت لي انني لا اعني شيئا لكِ على الاطلاق ..
نظر اليها بحدة وهو يهز رأسه :
- لقد اوقعتني في الفخ وهذا ما لم احبه .. اما
النساء اللواتي خرجت معهن مؤخرا فلم يحدث بيني وبينهن شئ على الاطلاق !
رددت بخفوت وهي تنظر لعينيه :
- لم يحدث شيء ؟
نفى الأمر بقوة وهو يستند على جبهتها :
- لا ! لانني احسست بانني عالق بفخك .........
كنت اريد ان اكون مع ذات الشعر الاسود والعينين الزرقوتين اللامعتين تلك ..
التي رغم عدم اكتراثها بي كانت من رعتني واعتنت بي مريضا .
اجابته بابتسامة حاولت رسمها بصعوبة :
- كنت ساقوم بالشيء ذاته مع اي كان .
ردد وهو يرفع حاجبه :
- آلن مثلا ؟
ضحكت بقوة :
- لا .. الا آلن .
كانت تعلم انه ينتظر نوع من الاعتراف بحبها له
..
لكنها لم تستطع البوح له به ..
فان كانت ستموت ، والله يعلم كم باتت الان تريد الحياة .. فليس من الانصاف ان تحمله وزر حبها له ، لكن ربما لو عاشت ... وما.هذا الا احتمال يبدوا لها ضعيفًا ....
ستعترف له بحبها الشديد ، بل بأفضل طريقة ممكنة وقتها ..
تنهد بقوة وهو يبتعد عن جبهتها ، ليقول ..
- كان علي ان اعرف الحقيقة منذ اقتحمت الشقة و وجدتك نصف واعية ..
لقد توقعت وقت ذالك عما اذا كنت قد تناولت حبوبا منومة .. ولم اشك في الحقيقة في كونك مريضة أبدًا .. أو أنكِ تعانين كذلك .
رددت إيف بتوتر بالغ :
- لم يكن يفترض ان تعرف وليتك لم تعرف .
امسك بكلتا كفيها يحتضنهما قائلًا :
- بل انا سعيد يا إيف بمعرفتي ما يحدث معكِ ..
فأنتِ لن تموتي يا إيف .. لن يحدث لكِ أي مكروه حبيبتي ..
بل ستعيشين من اجلي .. ومن أجلي فقط ..
ثم تحسس وجنتيها بعشق قائلًا بأمل كبير :
- اتعلمين انك محظوظة لانك تملكين فرصة اجراء عملية لك ! لتصلحي ما فسد في قلبك الجميل هذا ..
هل تعلمين أن أمي ليست محظوظة مثلك .. والا لاجرينا لها عملية لتعود كما كانت ..
اصطبغ وجهها حياء فقد عرفت مدى جبنها .
تنفس تيوان ببطء لتصاعد حمرة الخجل الى وجهها وقال :
- يا الهي ... ألا يعرفان ويتسون ودانيل شيئا عن مرضك ؟!
وقبل أن تجيب بذعر أجاب هو :
- بالطبع لا.... والا لما تركك ترهقين نفسك بالعمل ولأصرت أختك عليكِ على اجراء العملية ، أنتِ بالفعل لم تقومين بإخبارهما إيف ؟
اشاحت وجهها بعيدا عن اتهامات عينيه قائلًا بحرج :
- أنالم ارى ضرورة لأزعاجهما .
وبقسوة ارتعد هو لها قال :
- اتفضلين ان يجدونك ميتة في يوم من الايام ؟!
يا الهي يا امراة ...... أنتِ بالفعل تستحقين الضرب !
أيمكن ان تتصوري ما كان سيصيب اختك و دانيل حينها ؟
حركت رأسها بأسى قائلة :
- لم ارغب حقًا في ان اقلقهما .....
ضيق عينيه مردفًا :
- فقررتي تركه من يساهم في موتك باعطائك الوظيفة
.. اللعنة إيف ..
لولا حبي لك لضربتك بنفسي !
ثم وقف قائلًا :
- هيا الان اذهبي وارتدي ملابسك حتى اتصل بالطبيب .
وقام بسحبها برقة لتقف ..
فقالت له بضعف :
- لن يستقبلني يوم السبت .
ضيق عينيه قائلًا بثقة :
- سسيفعل .. واذا لم يتصل ساجد غيره .
تحركت من امامه لترتدي ثيابها وهي تفكر ..
منذ ان استيقظت قبل ستة اشهر في المستشفى
..
وقيل لها ان زوجها مات ..
وان عليها اجراء عملية مستعجلة ، رفضت وقتها العيش وأرادت الاستسلام للموت حقًا ..
فهي لم تجد أي دافع للعيش أو حتى المضي قدمًا ..
,اما الان فهي تريد أن تعيش حقًا .. تريد ان تُصبح زوجة لتيوان كارتر ،
ترغب بقوة ان تهبه الاطفال الذين يريدهم ، وترغب أيضًا أن تمنحه العشق الذي يستحقه بالفعل …
حين انهت ارتداء ملابسها قال لها تيوان :
- سيرانا الطبيب بعد عشرين دقيقة .
رددت بدهشة :
- صحيح ؟
اجابها بثقة كبيرة :
- اجل .
ترددت بخوف ظهر بقوة على صوتها وجسدها معًا :
- ولكن ......
قاطعها تيوان وهو يضمها لصدره كي تطمئن بوجوده :
- سوف اكون بجانبك طوال الوقت ..
عليك ان تجري العملية حتى وإن كان هناك امل ضئيل فعلينا المخاطرة ...
علينا .....
اجل .. انهما الان اثنان .
اردف بصدق جعل جسدها يرتجف بين يديه :
- لن اتخلى عنك إيف .. فقط احيي من اجلي .
لم تستطع إيف وقتها أن تجيبه ، فقد منحها شعورًا لم تكن تستحقه يومًا ،بل لم تكن تحلم به حتى من دايمن ..
تحركا نحو السيارة .. وظل هذا الصمت المُطبق يلازمهما ..
فلم لم تستطع التكلم حتى اثناء المسير الى عيادة الطبيب ..
او حين لاحظت انهما دخلا احياء المدينة السكنية .
حتى قال لها تيوان شارحا :
- لقد تمكنت من معرفة عنوان منزل الطبيب ،
الذي بعد ان شرحت له الامر وافق على ان يقابلنا .
ازدادت توترها عندما رفض تيوان ان يتركها مع الدكتور كالي اثناء الفحص ..
كانت ثياب الطبيب تشير الى انه في يوم عطلته ، وقد اقتحما خصوصيته معًا .
تلون وجه الطبيب ، وظهرت على ملامحة أمارت جعلت قلب تيوان يهدر داخله بقلق كاد يرديه قتيًا في الحال وهو يرى الطبيب يشير نحو إيف قائلًا بغضب :
- ارتدي ملابسك الان ..
ثم خطى نحو مقعده خلف المكتب قائلًا بضيق :
- خفضت بيدك نسبة نجاح عمليتك ..
لكن هذا لا يعني ان ليس هناك امل ..
سالته بصوت هامس يرتجف من القلق :
- ما هي فرص النجاح دكتور كالي .؟
اجابها بمهنية :
- يصعب علي ان احدد الآن .
فسأله تيوان وهو يمسك يد إيف بشدة :
- متى يمكنك اجراء العملية ؟ بأسرع وقت ممكن ..
ارتفع حاجبا الطبيب متسائلًا :
- هل انت قريبها ؟
أجاب تيوان بتكبر وعجرفة وهو يشد يدها :
- خطيبها .
قطب الطبيب جبينه ثم التفت اليها قائلًا :
- لكن زوجك ......
قاطعه تيوان بحزم :
- لقد مات منذ عدة أشهر ..
ثم أردف نبرة استعلاء وضيق :
- متى تستطيع اجراء العملية ؟
اجابه الطبيب كالي :
- هذا يقف على ......
قاطعه تيوان بقوة :
- على ماذا ؟
أكمل كالي وهو يحرك كتفيه :
- على صحتها العامة في الوقت الحاضر وعلى
رغبتها في الحياة .
رد تيوان بعجرفة كعادته .. لكن بمرارة :
- صحتها جيدة ..... ليست اسوا من اي
انسان يتوقع الموت في اية لحظة ..
ثم بإلحاح وقوة قال له :
- متى تستطيع تحديد الموعد ؟
بدا الطبيب مرتبكا من عجرفة تيوان ..
مع انه فرح كثيرا أنهه وجدت شخصًا يحبها ويجعلها تتعلق بالحياة إلى هذا الحد ، التي تصمت به في هذه الاثناء ، بل تنظر نحو تيوان بشغف حقيقي ، وكأنها بالفعل ما عادت خائفة أو مرتبكة ، كما كان حالها عندما رأها أول مرة مع زوجها السابق ،
فردد بحيرة :
- أنا ........
وبإصرار كبير علا صوت تيوان وهو يقول له :
- إذًا في الغد ؟
وقف الطبي كالي ، ثم رفه كفه أمان تيوان كي يهدأ قليلًا :
- حسنا .. لا.. ليس بهذه السرعة ، هناك اجراءات لابد لها ان تجتازها أولًا .. ولكن ..
قاطعه تيوان بحزم وتعجُل مرة أخرى :
- متى اذن ؟
تدخلت إيف لتهدئته قليلًا ، فهو لا يترك فرصة لكالي كي يُكمل جملة واحدة :
- تيوان أهدأ قليلًا أرجوك .. امهل الطبيب حتى يتكلم .
فتمتم بعتذار ، في محاولة لتهدئة قلبه وعقله القلق للغاية :
- اسف .
قبل الطبيب ، وأكمل حديثه :
- لا بأس بهذا ابدا سيد كارتر ..
فأنا لو كنت مكانك لشعرت الشعور ذاته ..
اعتقد انني اوافقك الراي على عدم اضاعة المزيد من
الوقت ..
لذلك احسبني ساجري العملية في نهاية الاسبوع ...
فقال تيوان بالحاح وتوق شديدين :
- حدد الموعد ارجوك يادكتور ، ثم نتركك لتقضي يوم عطلتك براحة .
هز الطبيب كتفيه مستسلما وهو يقول :
- حسنا فلتكن في نهاية الاسبوع ..
شرط ان تحظى السيدة إيف براحة تامة حتى ذلك الوقت ..
كما اننا نريدها في المشفى قبل يومين لاجراء الفحوصات اللازمة .
ابتسم له تيوان بامتنان مرددًا :
- حسنًا .. ستكون هناك وساكون انا ايضا !
صافح تيوان الطبيب كالي بقوة ، ليبادله الأخير مصافحته بابتسامة مُشرقة ومطمئنة معًا ،
جعلت إيف تشعر بأمل كبير في نجاح العملية ، وفرصة عظيمة لتحيا الحياة التي طالما تمنتها مع شخصًا ، قد أثبت لها عشقه في فترة ضئيلة ، لتبادله هي الأخرى عشق قد باتت تظنه مستحيلًا على أمثالها من المرضى الذين لا يستطيعون التمتع بالزواج أو اقامة علاقة ، بسبب عجزهم ...
من الغريب انهما لم يتكلما عن العملية المنتظرة في الايام الثلاثة الاخيرة بل ناقشا بهدوء ترتيبات دخولها للمشفى ، وما الذي يجب عليهما فعله حيال ذلك .
وجد تيوان ان عليه ابلاغ ويتسون ودانيل بمرض اختها ..
فما كان منه إلا أن تركها تنام قليلًا ،
وتسلل لخارج حتى يحدثهما بهدوء دون أن تدري ..
فما كان من دانيل الا ان جاء مسرعا الى إيف دون أن يخبر ويتسون ، فقد كان خائفًا للغاية من ردة فعلها حين تعلم أن حياة أختها تتعرض للخطر في هذه الآونه ..
تترقرق الدموع في عينيه حين فتح له تيوان باب الشقة ليستقبله ،
في البداية سأله عن ويتسون ، فأجابه دانيل :
- لن تتحمل أن نخبرها بهذا الخبر هكذا ، أنا أعلم ويتسون جيدًا .. اتركها لي حين أعود سوف أخبرها بطريقة لطيفة حتى لا تفزع ، فأنت لا تعلم مدى تعلقها بأختها ...
أومأ تيوان رأسه بتفهم ، وبدأ في اقناعه ،
بأنهم يجب عليهم جميعًا التخفيف عنها ..
ثم طلب منه ان يدعه ينقلها الى المشفى وحده
…..
__________________
____________________
اجابته وهي تحاول السيطرة على ارتجاف جسدها :
- لكنني قد اردت ان اموت .
ردد بخفوت مؤثر :
- اذكر انك قلت هذا القول بعد اسبوعين من لقائنا ..
لكنني لم اصدق انك تعنينه فعلا .
هزت رأسها بإقرار قائلة :
- بالفعل كنت ارحب بفكرة الموت ..
لقد احببتُ دايمن الذي خيب مرضي امله .. بل جعله يكرهني
فقررت العمل في المجلة على امل ان اظهر له انني قادرة على ان احيا حياة طبيعية ..
وان لا شيء في حياتنا تغير !
لكن خروج زوجته للعمل انقلب علي وجعله يحس بالعجز .
مرر اصابعه على وجنته بعشق وهو يقول لها بصدق واحساس كبير :
- والان إيف ؟
لقد بحت لك منذ برهة بحبي ، بل بعشقي الكبير لكِ ..
قد يكون دايمن هو الرجل الذي احببته لكنه كان ضعيفا ، وخسيسًا ، وحقيرًا للغاية لتركك هكذا تعانين ..
اما انا فلا .. أنا اريد ان تعيشي وستعيشين !
قَبل جانب فمها برقة وهو يتحسس وجهها قائلًا :
- يوما ما ساراقبك تضعين اطفالنا في الفراش وتقبليهم قبل النوم ..
لقد راقبتك مرارا وانت تلعبين وتضحكين مع كيت ولوسي ..
وقد رايت رقتك معهما وعندها احببتك حقًا .......
غير انني تلقيت منك اقسى صدمة في حياتي ..
فقد اظهرت لي انني لا اعني شيئا لكِ على الاطلاق ..
نظر اليها بحدة وهو يهز رأسه :
- لقد اوقعتني في الفخ وهذا ما لم احبه .. اما
النساء اللواتي خرجت معهن مؤخرا فلم يحدث بيني وبينهن شئ على الاطلاق !
رددت بخفوت وهي تنظر لعينيه :
- لم يحدث شيء ؟
نفى الأمر بقوة وهو يستند على جبهتها :
- لا ! لانني احسست بانني عالق بفخك .........
كنت اريد ان اكون مع ذات الشعر الاسود والعينين الزرقوتين اللامعتين تلك ..
التي رغم عدم اكتراثها بي كانت من رعتني واعتنت بي مريضا .
اجابته بابتسامة حاولت رسمها بصعوبة :
- كنت ساقوم بالشيء ذاته مع اي كان .
ردد وهو يرفع حاجبه :
- آلن مثلا ؟
ضحكت بقوة :
- لا .. الا آلن .
كانت تعلم انه ينتظر نوع من الاعتراف بحبها له
..
لكنها لم تستطع البوح له به ..
فان كانت ستموت ، والله يعلم كم باتت الان تريد الحياة .. فليس من الانصاف ان تحمله وزر حبها له ، لكن ربما لو عاشت ... وما.هذا الا احتمال يبدوا لها ضعيفًا ....
ستعترف له بحبها الشديد ، بل بأفضل طريقة ممكنة وقتها ..
تنهد بقوة وهو يبتعد عن جبهتها ، ليقول ..
- كان علي ان اعرف الحقيقة منذ اقتحمت الشقة و وجدتك نصف واعية ..
لقد توقعت وقت ذالك عما اذا كنت قد تناولت حبوبا منومة .. ولم اشك في الحقيقة في كونك مريضة أبدًا .. أو أنكِ تعانين كذلك .
رددت إيف بتوتر بالغ :
- لم يكن يفترض ان تعرف وليتك لم تعرف .
امسك بكلتا كفيها يحتضنهما قائلًا :
- بل انا سعيد يا إيف بمعرفتي ما يحدث معكِ ..
فأنتِ لن تموتي يا إيف .. لن يحدث لكِ أي مكروه حبيبتي ..
بل ستعيشين من اجلي .. ومن أجلي فقط ..
ثم تحسس وجنتيها بعشق قائلًا بأمل كبير :
- اتعلمين انك محظوظة لانك تملكين فرصة اجراء عملية لك ! لتصلحي ما فسد في قلبك الجميل هذا ..
هل تعلمين أن أمي ليست محظوظة مثلك .. والا لاجرينا لها عملية لتعود كما كانت ..
اصطبغ وجهها حياء فقد عرفت مدى جبنها .
تنفس تيوان ببطء لتصاعد حمرة الخجل الى وجهها وقال :
- يا الهي ... ألا يعرفان ويتسون ودانيل شيئا عن مرضك ؟!
وقبل أن تجيب بذعر أجاب هو :
- بالطبع لا.... والا لما تركك ترهقين نفسك بالعمل ولأصرت أختك عليكِ على اجراء العملية ، أنتِ بالفعل لم تقومين بإخبارهما إيف ؟
اشاحت وجهها بعيدا عن اتهامات عينيه قائلًا بحرج :
- أنالم ارى ضرورة لأزعاجهما .
وبقسوة ارتعد هو لها قال :
- اتفضلين ان يجدونك ميتة في يوم من الايام ؟!
يا الهي يا امراة ...... أنتِ بالفعل تستحقين الضرب !
أيمكن ان تتصوري ما كان سيصيب اختك و دانيل حينها ؟
حركت رأسها بأسى قائلة :
- لم ارغب حقًا في ان اقلقهما .....
ضيق عينيه مردفًا :
- فقررتي تركه من يساهم في موتك باعطائك الوظيفة
.. اللعنة إيف ..
لولا حبي لك لضربتك بنفسي !
ثم وقف قائلًا :
- هيا الان اذهبي وارتدي ملابسك حتى اتصل بالطبيب .
وقام بسحبها برقة لتقف ..
فقالت له بضعف :
- لن يستقبلني يوم السبت .
ضيق عينيه قائلًا بثقة :
- سسيفعل .. واذا لم يتصل ساجد غيره .
تحركت من امامه لترتدي ثيابها وهي تفكر ..
منذ ان استيقظت قبل ستة اشهر في المستشفى
..
وقيل لها ان زوجها مات ..
وان عليها اجراء عملية مستعجلة ، رفضت وقتها العيش وأرادت الاستسلام للموت حقًا ..
فهي لم تجد أي دافع للعيش أو حتى المضي قدمًا ..
,اما الان فهي تريد أن تعيش حقًا .. تريد ان تُصبح زوجة لتيوان كارتر ،
ترغب بقوة ان تهبه الاطفال الذين يريدهم ، وترغب أيضًا أن تمنحه العشق الذي يستحقه بالفعل …
حين انهت ارتداء ملابسها قال لها تيوان :
- سيرانا الطبيب بعد عشرين دقيقة .
رددت بدهشة :
- صحيح ؟
اجابها بثقة كبيرة :
- اجل .
ترددت بخوف ظهر بقوة على صوتها وجسدها معًا :
- ولكن ......
قاطعها تيوان وهو يضمها لصدره كي تطمئن بوجوده :
- سوف اكون بجانبك طوال الوقت ..
عليك ان تجري العملية حتى وإن كان هناك امل ضئيل فعلينا المخاطرة ...
علينا .....
اجل .. انهما الان اثنان .
اردف بصدق جعل جسدها يرتجف بين يديه :
- لن اتخلى عنك إيف .. فقط احيي من اجلي .
لم تستطع إيف وقتها أن تجيبه ، فقد منحها شعورًا لم تكن تستحقه يومًا ،بل لم تكن تحلم به حتى من دايمن ..
تحركا نحو السيارة .. وظل هذا الصمت المُطبق يلازمهما ..
فلم لم تستطع التكلم حتى اثناء المسير الى عيادة الطبيب ..
او حين لاحظت انهما دخلا احياء المدينة السكنية .
حتى قال لها تيوان شارحا :
- لقد تمكنت من معرفة عنوان منزل الطبيب ،
الذي بعد ان شرحت له الامر وافق على ان يقابلنا .
ازدادت توترها عندما رفض تيوان ان يتركها مع الدكتور كالي اثناء الفحص ..
كانت ثياب الطبيب تشير الى انه في يوم عطلته ، وقد اقتحما خصوصيته معًا .
تلون وجه الطبيب ، وظهرت على ملامحة أمارت جعلت قلب تيوان يهدر داخله بقلق كاد يرديه قتيًا في الحال وهو يرى الطبيب يشير نحو إيف قائلًا بغضب :
- ارتدي ملابسك الان ..
ثم خطى نحو مقعده خلف المكتب قائلًا بضيق :
- خفضت بيدك نسبة نجاح عمليتك ..
لكن هذا لا يعني ان ليس هناك امل ..
سالته بصوت هامس يرتجف من القلق :
- ما هي فرص النجاح دكتور كالي .؟
اجابها بمهنية :
- يصعب علي ان احدد الآن .
فسأله تيوان وهو يمسك يد إيف بشدة :
- متى يمكنك اجراء العملية ؟ بأسرع وقت ممكن ..
ارتفع حاجبا الطبيب متسائلًا :
- هل انت قريبها ؟
أجاب تيوان بتكبر وعجرفة وهو يشد يدها :
- خطيبها .
قطب الطبيب جبينه ثم التفت اليها قائلًا :
- لكن زوجك ......
قاطعه تيوان بحزم :
- لقد مات منذ عدة أشهر ..
ثم أردف نبرة استعلاء وضيق :
- متى تستطيع اجراء العملية ؟
اجابه الطبيب كالي :
- هذا يقف على ......
قاطعه تيوان بقوة :
- على ماذا ؟
أكمل كالي وهو يحرك كتفيه :
- على صحتها العامة في الوقت الحاضر وعلى
رغبتها في الحياة .
رد تيوان بعجرفة كعادته .. لكن بمرارة :
- صحتها جيدة ..... ليست اسوا من اي
انسان يتوقع الموت في اية لحظة ..
ثم بإلحاح وقوة قال له :
- متى تستطيع تحديد الموعد ؟
بدا الطبيب مرتبكا من عجرفة تيوان ..
مع انه فرح كثيرا أنهه وجدت شخصًا يحبها ويجعلها تتعلق بالحياة إلى هذا الحد ، التي تصمت به في هذه الاثناء ، بل تنظر نحو تيوان بشغف حقيقي ، وكأنها بالفعل ما عادت خائفة أو مرتبكة ، كما كان حالها عندما رأها أول مرة مع زوجها السابق ،
فردد بحيرة :
- أنا ........
وبإصرار كبير علا صوت تيوان وهو يقول له :
- إذًا في الغد ؟
وقف الطبي كالي ، ثم رفه كفه أمان تيوان كي يهدأ قليلًا :
- حسنا .. لا.. ليس بهذه السرعة ، هناك اجراءات لابد لها ان تجتازها أولًا .. ولكن ..
قاطعه تيوان بحزم وتعجُل مرة أخرى :
- متى اذن ؟
تدخلت إيف لتهدئته قليلًا ، فهو لا يترك فرصة لكالي كي يُكمل جملة واحدة :
- تيوان أهدأ قليلًا أرجوك .. امهل الطبيب حتى يتكلم .
فتمتم بعتذار ، في محاولة لتهدئة قلبه وعقله القلق للغاية :
- اسف .
قبل الطبيب ، وأكمل حديثه :
- لا بأس بهذا ابدا سيد كارتر ..
فأنا لو كنت مكانك لشعرت الشعور ذاته ..
اعتقد انني اوافقك الراي على عدم اضاعة المزيد من
الوقت ..
لذلك احسبني ساجري العملية في نهاية الاسبوع ...
فقال تيوان بالحاح وتوق شديدين :
- حدد الموعد ارجوك يادكتور ، ثم نتركك لتقضي يوم عطلتك براحة .
هز الطبيب كتفيه مستسلما وهو يقول :
- حسنا فلتكن في نهاية الاسبوع ..
شرط ان تحظى السيدة إيف براحة تامة حتى ذلك الوقت ..
كما اننا نريدها في المشفى قبل يومين لاجراء الفحوصات اللازمة .
ابتسم له تيوان بامتنان مرددًا :
- حسنًا .. ستكون هناك وساكون انا ايضا !
صافح تيوان الطبيب كالي بقوة ، ليبادله الأخير مصافحته بابتسامة مُشرقة ومطمئنة معًا ،
جعلت إيف تشعر بأمل كبير في نجاح العملية ، وفرصة عظيمة لتحيا الحياة التي طالما تمنتها مع شخصًا ، قد أثبت لها عشقه في فترة ضئيلة ، لتبادله هي الأخرى عشق قد باتت تظنه مستحيلًا على أمثالها من المرضى الذين لا يستطيعون التمتع بالزواج أو اقامة علاقة ، بسبب عجزهم ...
من الغريب انهما لم يتكلما عن العملية المنتظرة في الايام الثلاثة الاخيرة بل ناقشا بهدوء ترتيبات دخولها للمشفى ، وما الذي يجب عليهما فعله حيال ذلك .
وجد تيوان ان عليه ابلاغ ويتسون ودانيل بمرض اختها ..
فما كان منه إلا أن تركها تنام قليلًا ،
وتسلل لخارج حتى يحدثهما بهدوء دون أن تدري ..
فما كان من دانيل الا ان جاء مسرعا الى إيف دون أن يخبر ويتسون ، فقد كان خائفًا للغاية من ردة فعلها حين تعلم أن حياة أختها تتعرض للخطر في هذه الآونه ..
تترقرق الدموع في عينيه حين فتح له تيوان باب الشقة ليستقبله ،
في البداية سأله عن ويتسون ، فأجابه دانيل :
- لن تتحمل أن نخبرها بهذا الخبر هكذا ، أنا أعلم ويتسون جيدًا .. اتركها لي حين أعود سوف أخبرها بطريقة لطيفة حتى لا تفزع ، فأنت لا تعلم مدى تعلقها بأختها ...
أومأ تيوان رأسه بتفهم ، وبدأ في اقناعه ،
بأنهم يجب عليهم جميعًا التخفيف عنها ..
ثم طلب منه ان يدعه ينقلها الى المشفى وحده
…..
__________________